عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

يعتبر الخنزير أقذر الحيوانات ، إذ هو قمام لِفَضَلاته ، مُعْرِضًا عن الطيبات .
وتَتَشَابَه أخلاق بعض الناس مع طبائع الحيوانات .
قال سفيان بن عيينة : في قوله تعالى : ( وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ) قال : منهم من يكون على أخلاق السباع العادية ، ومنهم من يكون على أخلاق الكلاب وأخلاق الخنازير وأخلاق الحمير ، ومنهم من يَتَطَوّس في ثيابه كَمَا يَتَطَوّس الطاووس في رِيشه ، ومنهم من يكون بَلِيدًا كالحمار ، ومنهم من يُؤثِر على نفسه كالدِّيك ، ومنهم من يألَف ويُؤلَف كَالْحَمام ، ومنهم الحَقود كَالجَمَل ، ومنهم الذي هو خَير كُله كَالغَنم ، ومنهم أشباه الذئاب ، ومنهم أشباه الثعالب التي يَروغ كَرَوغَانها .

ورحم الله ابن القيم إذ يقول : وتأمل حكمته تعالى في مَسْخِ من مُسِخ من الأمم في صور مختلفة مناسبة لتلك الجرائم ، فإنها لما مُسِخَتْ قلوبهم وصارتْ على قلوب تلك الحيوانات وطباعها اقتضت الحكمة البالغة أن جُعلت صورهم على صورها لتتم المناسبة ويكمل الشَّبَه ، وهذا غاية الحكمة. واعْتَبِر هذا بمن مُسخوا قردة وخنازير كيف غَلبتْ عليهم صفات هذه الحيوانات وأخلاقها وأعمالها . ثم إن كنت من المتوسِّمِين فاقرأ هذه النسخة من وجوه أشباههم ونظرائهم ! كيف تراها بادية عليها ، وإن كانت مستورة بصورة الإنسانية فاقرأ نسخة القردة من صُوَر أهل المكر والخديعة والفسق الذين لا عقول لهم ، بل هم أخفّ الناس عقولا وأعظمهم مكرا وخِداعا وفسقا ، فإن لم تقرأ نسخة القردة من وجوهم فلست من المتوسمين ! واقرأ نسخة الخنازير من صور أشبهاهم ولا سيما أعداء خيار خلق الله بعد الرُّسُل وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنّ هذه النسخة ظاهرة على وجوه الرافضة يقرأها كل مؤمن كاتب وغير كاتب ! وهي تَظهر وتَخفى بحسب خِنْزِيرية القلب وخُبْثه ، فإن الخنزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعا ، ومن خاصيته أنه يَدَع الطيبات فلا يأكلها ويقوم الإنسان عن رَجيعه فيُبادِر إليه !
فتأمل مُطَابَقة هذا الوَصْف لأعداء الصحابة ، كيف تجده مُنطبقا عليهم ، فإنهم عَمدوا إلى أطيب خَلْق الله وأطْهَرهم فَعَادَوهم وتَبَرّؤوا منهم ، ثم وَالَوا كُلّ عَدو لهم مِن النصارى واليهود والمشركين ، فاستعانوا في كل زَمان على حَرب المؤمنين الْمُوَالِين لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بِالمشركين والكفار ، وصرّحوا بأنهم خَير منهم !
فأيّ شَبَه ومُناسبة أولى بهذا الضَّرْب مِن الخنازير ؟ فإن لم تقرأ هذه النسخة من وجوههم فَلَسْتَ مِن الْمُتَوَسِّمِين . اهـ .

إذا تأملت هذا فتأمل مواقف الرافضة قديما وحديثا من خيار الناس ، وتعرضهم لهم بالطعن والسب والشتم والقذف .. في حين سَلِم منهم اليهود والنصارى
ولا غَرو .. إذ الرفض نسل يهودي غذي بلبان الباطنية !
فَدِينهم قائم على السبّ ، ومُرْتَكِز على الـنَّيْل مِن أهل الفضل .
وإن تعجب فاعْجَب لِتَمْجِيدهم لأبي لؤلؤة المجوسي في حين يَسُبُّون بل ويلعنون الخلفاء الثلاثة !
وتأمل في مواقف المعاصرين منهم .. كيف جاءت ردود أفعالهم باهتة - كَوُجوههم - هَزيلة -كَدِيَانتهم - إذا ما تطاول متطاول منهم على الأنجم الزهر .. أو رَام مَأفون تَشويه ضوء القمر .. في حين كانت لهم غَضبة مزمجرة حين تَعَرّض بعض الخطباء للرِّجْس الـنَّجس .. الخبث الخبيث .. الشيطان الرجيم .. صاحب الآراء الشاذة والمواقف الضالة !

وطَالَبَت رموزهم بِتَجْرِيم الخطيب ومُحاكمته !

أما أن يُنال مِن عِرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويُطعن في رَمْز الشرف وتاج العفاف ، فهذا لا يَستحق - عند الرافضة - إلا استنكاره على تَقِيّة واستحياء !
ذلك أن مَن تَفَوّه بذلك لم يَزِد على أن أظهر مَكنون الدِّين الْمُتَنَاقِض "دين الروافض " ..
فَكُتُب القَوم طَافِحة بِكُلّ مُعْتَقَد آسِن .. ناضِحة بِالسّب ، فائضة بالشَّتْم واللعن ..
فَكُلّ الناس - عَداهم - أولاد زنا !
وخُصومهم أنجاس !
ودماء وأموال النواصب - أهل السنة - حلال !

فلا يجدون غضاضة فيما يَقوله أمثال الخاسر الخبيث وصِهره اللعين!
وصدق الله : (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ)

وحَسبك أن تَعلم بهذا وأمثاله حقيقة دِين الرافضة ..
وأنه ليس لديهم أصلا ولاء لله ولا لرسوله صلى الله عليه وسلم ، بل حقيقته مُعاداة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
روى الإمام اللالكائي مِن طريق عبد الله بن محمد بن أبي مريم قال قيل لِمحمد بن يوسف الفريابي قال : ما تقول في أبي بكر وعمر ؟ قال : قد فَضَّلَهَما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد أخبرني رَجل مِن قُريش أن بعض الخلفاء أخذ رَجُلَين مِن الرافضة ، فقال لهما : والله لئن لم تُخبراني بالذي يَحملكما على تنقّص أبي بكر وعمر لأقتلنكما ، فَأبَيَا ، فَقَدَّم أحدهما فَضَرب عنقه ، ثم قال للآخر : والله لئن لم تخبرني لألحقنك بصاحبك . قال : فَتُؤمِّنِّي ؟ قال له : نعم . قال : فإنا أردنا النبي ! فقلنا : لا يُتَابِعنا الناس عليه ، فقصدنا قَصد هذين الرَّجُلَين ، فَتَابَعَنا الناس على ذلك ! قال محمد بن يوسف : ما أرى الرافضة والجهمية إلاَّ زنادقة !

وروى الإمام اللالكائي من طريق مالك أبي هشام قال : كنت أسير مع مِسْعَر ، فَلَقِيه رجل مِن الرافضة قال : فَكَلّمه بشيء لا أحفظه ، فقال له مِسعر : تَنَحّ عني ، فإنك شيطان !

وحقيقة الطعن في الصحابة وأمهات المؤمنين : الطعن في الدِّين ؛ لأن الدِّين إنما وَصَلنا عن طريقهم .
قال الإمام مالك بن أنس : مَن سبّ الصحابة فلا سَهْم له مع المسلمين في الفَيء .
ويقول الإمام مالك عن الرافضة : قومٌ أرادوا الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يُمكنهم ذلك ، فطعنوا في الصحابة ، ليقول القائل : رجل سوء كان له أصحاب سوء ، ولو كان رجلا صالحا لَكَان أصحابه صالحين .

وروى الخلال في كتاب " السنة " عن أبي بكر المروذي قال : سألت أبا عبد الله [ الإمام أحمد] عن من يَشتم أبا بكر وعمر وعائشة . قال : ما رآه على الإسلام . قال : وسمعت أبا عبد الله يقول : قال مالك : الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم سَهْم - أو قال _ : نَصيب في الإسلام .
وروى عن عبد الملك بن عبد الحميد قال : سمعت أبا عبد الله قال : مَن شَتَم أخاف عليه الكفر مثل الروافض ، ثم قال : من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مَرَقَ عن الدِّين .
وروى عن زكريا بن يحيى قال : حدثنا أبو طالب أنه قال لأبي عبد الله : الرجل يشتم عثمان ، فأخبروني أن رجلا تكلّم فيه ، فقال : هذه زندقة .
وروى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألت أبي عن رجل شتم رجلا مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما أراه على الإسلام .
وقال محمد بن يوسف : ما أرى الرافضة والجهمية إلاَّ زنادقة . ذكره الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة .

وقال عمر بن حبيب : إذا كان أصحابه – صلى الله عليه وسلم - كَذّابين فالشريعة باطلة ، والفرائض والأحكام في الصيام والصلاة والطلاق والنكاح والحدود كُلّه مَردود غير مَقبول .