السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ محمد احمد عامر
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الل
صلى الله عليه وآله وصحبه وسلملا شك أن هناك تقصير من المسلمين نحو نبينا ،
الأمر الذي يتطلب منهم مراجعة أحوالهم ومعالجة ضعفهم قبل فوات الأوان ثم الندم حيث لا ينفع،
وهنا نعرض لبعض مظاهر الجفاء التي يقع فيها بعض المسلمين :
البعد عن السنّة باطناً:
بتحول العبادات إلى عادات ونسيان احتساب الأجر من الله، أو ترك متابعة الرسول وتعظيمه،
والمحبة القلبية الخالصة له، ونسيان السنن وعدم تعلمها، أو البحث عنها، وعدم توقير السنة والاستخفاف بها باطنًا.
البعد عن السنَّة ظاهرًا:
بترك العمل بالسنن الظاهرة الواجب منها والمندوب، وعلى سبيل المثال سنن الاعتقاد ومجانبة البدعة وأهلها بل وهجرهم،
أو السنن المؤكدة مثل: سنن الأكل واللباس أو الرواتب، أو الوتر، أو ركعتي الضحى، وسنن المناسك في الحج والعمرة،
والسنن المتعلقة بالصوم في الزمان والمكان، فصارت السنة عند بعض الناس كالفضلة – والله المستعان.
ولعمر الله لا يستقيم قلب العبد حقيقة حتى يعظِّم السنة ويحتاط لها، ويعمل بها.
هذا وقد قال رسول الله : "فمن رغب عن سنتي فليس مني" كما في الصحيحين.
رد الأحاديث الصحيحة:
بأدنى حجة من الحجج، كمخالفة العقل أو عدم تمشيها مع الواقع، أو عدم إمكان العمل بها،
أو المكابرة في قبول الأحاديث، وتأويل النصوص وحرفها لأجل ذلك، أو رد الأحاديث الصحيحة باعتبار أنها آحاد
أودعوى العمل بالقرآن وحده، وترك ما سوى ذلك.
قال ابن القيم رحمه الله: "ومن الأدب معه ألاَّ يستشكل قوله، بل تُستشكَل الآراء لقوله، ولا يُعارَض نصه بقياس،
بل تُهدَر الأقيسة وتلقى لنصوصه، ولا يُحرف كلامه عن حقيقته لخيال يسميه أصحابه معقولاً،
نعم! هو مجهول، وعن الصواب معزول، ولا يوقف قبول ما جاء به على موافقة أحد.
فكان هذا من قلة الأدب معه ، بل هو عين الجرأة".
العدول عن سيرته وسنته:
وفي عصر الإعلام يتجلى الجفاء في العدول عن سيرته وسنته وواقعه وأعماله إلى
رموز آخرين من عظماء الشرق والغرب – كما يسمون – سواء كانوا في القيادة والسياسة،
أو في الفكر والفلسفة، أو في الأدب والأخلاق.
والأدهى من ذلك مقارنة أقوال هؤلاء ومقاربتها لأقوال النبي وأحواله، وعرضها للعموم والعامة،
وتلك مصيبة تهوِّن على العوام التجني على سيرة المصطفى وسنته، وتثير الشكوك في أقواله وأعماله
التشريعية والتي هي محض وحي: { إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى } [النجم:4].
ويلحق بذلك: تقديم أقوالهم على أقواله ، وأحوالهم على أحواله، وأعمالهم على أعماله،
ويا للأسف! من يقوم بمثل تلك الأعمال؟
إنهم منهم أهل الصحافة وبعض ساسة الإعلام
والتعليم ممن تسوّدوا بغير سيادة، وقادوا بغير قيادة !!
نزع هيبة الكلام حين الحديث عن النبي :
وفي مجالسنا ومنتدياتنا يلاحظ المتأمل منا جفاءً روحانيًا يتضح في نزع هيبة الكلام حين الحديث عن
النبي وكأنها حديث عابر، أو سيرة شاعر، أو قصة سائر، فلا أدب في الكلام،
ولا توقير للحديث، ولا استشعار لهيبة الجلال النبوي، ولا ذوق للأدب النوراني القدسي، فلا مبالاة، ولا اهتمام، ولاتوقير،
ولا احترام، وقد قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ }
[الحجرات:2].
هذا أيها الناس هو الأدب الرباني، فأين الأدب الإنساني قبل الأدب الإسلامي؟