حان الفراق

بسم الله الرحمن الرحيم

أخ في الله أحببته وأحبني سرنا على درب الجنان بعزة وإصرار تقاسمنا الهموم والأفراح والأتراح
تشهد لنا هذه الأرض كم لنا من حب وعزم ويقين .. وقبل الأمس ودّعته وهو مسافر ..
عانقته فأحسست أن قلبي يعتصر حزنا وألماً وأنه لا يريد الرجوع إلي فهو يريد البقاء بقربه وملازمته ..
أمعنت النظر إليه فلم أستطع أن أنزعها عنه ..
حرارة حزني ما زالت تشتعل في صدري .. شعور حزين لا أستطيع وصفه .. وبعد أن ودعته مباشرة وأنا في طريق العودة إلى منزلي أنشدت قائلاً:


أحقاً سوفَ ترحلُ عن جِواري؟!
أحقاً ذاكَ يا أغلى الغوالي؟!

أتذكر عهدنا في ذاتِ يومٍ؟!
أتذكر سيرنا نحوَ المعالي؟!

أتذكر إذ تعاهدنا سوياً
بأنَّ الليلَ آلَ إلى الزوالي؟!

فنعمَ الصُّحبة البيضاءُ أنتم
سَقَيْتم نبتنا ماءَ الرجالي

تصدقني إذا حدّثت ما بي؟!
إذا فاسمعْ ضميريَ في مقالي

أحسّ بلوعةٍ تشوي فؤادي
ودمعي من فراقكَ في توالي

أحسّ بأنّ قلبيَ ليس قلبي
وأنّ روحيَ في انشغالي

ضممتكَ فانحنا قلبي كسيراً
وما عهدي بقلبي ذو اعتلالي

وآخرَ نظرةٍ أحسست قلبي
أرادَ لزومكمْ كرِهاً مآلي

سأبقى بالإخاءِ لكمْ وفيّاً
وأبذلُ دونَكمْ صدري ومالي

نثره قسورة الشام