الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية عبدالله الكعبي

    عبدالله الكعبي تقول:

    افتراضي الكذب عند الأطفال


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد


    يعد الإنسان هو العنصر الأساس في مجتمعه، فهو الذي يفكر ويخطط وينتج، وإذا صلح الأساس صلح البناء وارتفع شامخا.. هكذا ينظر الإسلام إلى أفراده باعتبارهم أساس المجتمعات المكونة لجماهير المسلمين.. لذلك ركز في تعاليمه على بناء الإنسان بناء متوازنا يجمع بين متطلبات الدنيا والعمل للآخرة، وركز على التربية النوعية الكيفية، لبناء هذا الإنسان (داخليا وخارجيا) بناء وجدانيا ونفسيا وروحيا وجسديا، ينطلق من أصالة هذا الدين الخالد وثوابته، ويتماشى مع المعطيات والمتغيرات الحديثة.. ولما كان أطفال اليوم هم صناع الغد وقادته، فقد عني الإسلام بهم أيما عناية..

    وانطلاقا من البيئات الفاضلة التي يصنعها أفرادٌ فضلاء، فكان لابد من تربية أطفالنا والأجيال الناشئة على الفضائل لكي تتنفس عطور الإيمان في بيئة نظيفة طاهرة، لأن الشخص الفاضل يشيع الفضيلة فيمن حوله، ويحارب السوء والشر في كل الأجواء المحيطة به.. ومن أهم هذه الفضائل التي يجب أن نربي أولادنا عليها منذ نعومة أظفارهم، فضيلة الصدق.. والصدق نقيض الكذب، وهو قول الحق، والمطابق للواقع والحقيقة، والصادق هو المخبر بما يطابق اعتقاده، والصدّيق هو المبالغ في الصدق.. العوامل التي تدفع الطفل إلى الكذب:

    ومن المعروف أن هناك مجموعة من العوامل تدفع الطفل إلى الكذب سواء كان ذلك بوعي أو بدون وعي، وأهمها:

    - كذب الكبار وغياب القدوة الصالحة: فالطفل يمتص الكذب ؟ كما يمتص الصدق- من الكبار المحيطين به إذا كانوا لا يلتزمون الصدق في أقوالهم وأفعالهم، وإذا كانوا لا يوفون بما يعدون به.. فالطفل الذي ينشأ في أسرة يتفشى فيها الكذب وعدم المصارحة والتشكيك في صدق الآخرين فاكبر الظن أن هذا الجو لا يعمل أبدا على تنشئة الطفل على الصدق.. ومن هنا يصبح الكذب عند الطفل وسيلة لتحقيق ما يصبو إليه، فيعمل على الغش والخداع وانتحال المعاذير ليصل إلى أهدافه، لاسيما في غياب عنصر القدوة الصالحة من أب أو أم أو إخوة كبار..

    - تعويض النقص: إن مشاعر النقص التي يشعر بها بعض الأطفال تدفعهم إلى الكذب لتعويض عجزهم وقصورهم، ليكونوا محل أنظار الآخرين، ومن ثم الشعور بالذات..

    - الخوف من العقاب: فخوف الطفل من العقاب أو توقع وقوعه، خصوصا إذا كان العقاب قاسيا لا يتناسب مع ما يتطلبه الموقف الخطأ، يدفع الطفل وبشده إلى الكذب لكي ينجو بنفسه من العقاب، ويظل الطفل يعيش على هذه المكونات ليترسخ الكذب ويتجذر في حياته بحيث يكون من السلبيات الأساسية لشخصيته..

    -التناقض الذي يراه الطفل أمامه ليل نهار، وعدم مطابقة أقوال المحيطين به لأفعالهم.

    ويمكن أن نلخص علاج الكذب فيما يلي:

    التزام المربين بالصدق والأمانة والوفاء بكل ما يعدون به الأطفال، وان يكونوا قدوة صالحة في الأقوال والأفعال والسلوك وشتى الأمور.

    التخفيف من استخدام العقاب كوسيلة توجيه، والأخذ بالثواب بحيث يكون الثواب هو المشجع للطفل نحو الصدق، وتمثله والارتكان عليه في حياته المستقبلية.

    توجيه جهود الأطفال نحو القيام ببعض الأعمال والأنشطة التي تقع في نطاق استعدادهم وقدرتهم ليستشعروا النجاح، ومن ثم يحقق الطفل ذاته وتنمو شخصيته شيئا فشيئا، وحينئذ فلن تكون ثمة حاجة لأن يكذب الطفل ليشعر بذاته ويلفت الأنظار إليه بالكذب..

    تربية الأطفال على الحرية بمعناها الشامل.. الحرية المضبوطة بمكارم الأخلاق، حينها سيرى الطفل أن رأيه ؟ سواء كان صوابا أو يشوبه الخطأ ؟ محترم من قبل المحيطين به، ومن ثم يتخلص من أساليب المبالغة والتهويل الذي يؤدي إلى الكذب..

    دعم المحفوظات الدينية والتربوية ببعض القصص التي توضح أثر الصدق في صلاح المجتمع، ونجاة الشخص الصادق من الأخطار والمهالك، ومن ذلك تعليمهم النصوص الشرعية الآمرة بالصدق وكتابتها ورسمها في لوحات فنية تعلق أمامهم في البيت والمدرسة والنوادي وغيرها، ويمكن أيضا تشجيعهم على رسمها بأنفسهم، ورصد المكافآت لهم، ومن هذه النصوص: قول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أتقوا الله وكونوا مع الصادقين (التوبة/119) وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا.

    كما أن تضمين قيم الصدق في القوالب الإعلامية المختلفة، لاسيما القالب الدرامي ؟الذي يمتاز بقوة تأثيره-، يمكن أن يلعب دورا مهما في غرس قيم الصدق عند الأطفال منذ نعومة أظفارهم..

    ومن هنا فلابد أن نربي أطفالنا على الصدق بمعناه الشامل الكامل.. نربيهم على الصدق مع الله والإخلاص له سبحانه، والصدق مع النفس الناس والصدق مع الناس.. الصدق في الأقوال والأفعال والسلوكيات والمعاملات، وأداء الأمانة.. والصدق في العبادة وفي التحلي بالأخلاق النبيلة، والصدق في التوبة والرجوع إلى الله، والصدق في الترفع عن الكذب والنفاق والمواربة.. ولن يتأتي ذلك إلا برسوخ وتأصيل وتجذر عناصر القدوة حواليهم..

    وفي النهاية نؤكد على ضرورة تكامل وتضافر وتناغم وتآلف دور البيت والمدرسة ووسائل الإعلام في ذلك، لأنه لا يجوز أن تبني الأسرة لتهدم المدرسة.. كما لا يجوز إطلاقا أن تبني المدرسة لتهدم وسائل الإعلام.. وهكذا، يبقى أن تربية الأطفال على الصدق وغرسه في نفوسهم مرهون بمدى ما يصدر أمامهم من صدق ووفاء بالعهود واجتناب الكذب من كل العناصر التربوية المشكلة لشخصيتهم خصوصا الوالدين والمعلمين ووسائل الإعلام.

     
  2. الصورة الرمزية ام حفصه

    ام حفصه تقول:

    افتراضي Re: الكذب عند الأطفال






    الدمعه- طيف- رضى رزقتم الجنه بلا حساب ----والجميع----
     
  3. الصورة الرمزية خزااامى

    خزااامى تقول:

    افتراضي رد: الكذب عند الأطفال


    باارك الله فييك أخي ...




     
  4. الصورة الرمزية رونق الامل

    رونق الامل تقول:

    افتراضي رد: الكذب عند الأطفال

    ربي آسالك ثلاثه 1 : جْنِھٌ آلفردوس 2 : ۈحُسْنَ آلخآتمِہٌ 3 : ۈرضآ آلوالدين آمَين يارب .. وإياكم
     
  5. الصورة الرمزية رياض أبو عادل

    رياض أبو عادل تقول:

    افتراضي Re: الكذب عند الأطفال


     
  6. الصورة الرمزية وردة امل

    وردة امل تقول:

    افتراضي رد: الكذب عند الأطفال