رجال ومواقف----

هي مجموعه قصص قصيره لمواقف واحداث
من كتاب مواقف ورجال لفايز موسي ابو شيحه







(1)

أتذكر اذ لحافك جلد شاه


تذاكر جماعه آثار معن ( معن من اشهر اجواد العرب أدرك العصرين الاموي والعباسي . ولاه المنصور اماره سجستان فأقام بها ثم قتل بها سنه 156هجريه ) وأخبار كرمه معجبين بما هو عليه من التؤده ووفره الحلم ولين الجانب وغالوا في ذلك كثيرا فقام اعرابي وأخد علي نفسه أن يغضبه فأنكروا عليه ووعدوه مائه بعير ان هو فعل ذلك.

فعمد الاعرابي الي بعير فسلخه وارتدي باهابه (الاهاب هو الجلد مالم يدبغ) واحتذي (اي انتعل) ببعضه جاعلا باطنه ظاهرا ودخل علي معن في صورته تلك وانشد يقول:

أتذكر اذ لحافك جلد شاة **** واذ نعلاك من جلد البعير






قال معن :

أذكره ولا أنساه

فقال الاعرابي:

فسبحان الذي أعطاك ملكا ****وعلمك الجلوس علي السرير







فقال معن :

ان الله يعز من يشاء ويذل من يشاء

فقال الاعرابي :

فلست مسلما ان عشت دهرا **** علي معن بتسليم الامير






فقال معن:

السلام خير وليس في تركه ضير

فقال الاعرابي:

سأرحل عن بلاد انت فيها **** ولو جار الزمان علي فقير





فقال معن:

ان جاورتنا فمرحبا بالاقامه وان جاوزتنا فمصحوبا بالسلامه

فقال الاعرابي:

فجد لي يابن ناقصه بمال **** فاني قد عزمت علي المسير




فقال معن:

اعطوه الف دينار تخفف عنه مشاق الاسفار

فأخذها وقال:

قليل ما أتيت به واني **** لاطمع منك في المال الكثير


فثن فقد أتاك الملك عفوا **** بلا عقل ولا رأي منير






فقال معن:

اعطوه الفا ثانيا كي يكون عنا راضيا

فتقدم الاعرابي وقبل الارض بين يديه وقال:

سألت الله ان يبقيك دهرا **** فمالك في البريه من نظير


فمنك الجود والافضال حقا **** وفيض يديك كالبحر الغزير




فقال معن:

اعطيناه علي هجونا الفين فليعط اربعه علي مدحنا

قال الاعرابي: بأبي ياأمير المؤمنين ونفسي فأنت نسيج وحدك في الحلم ونادره دهرك في الجود " وانك لعلي خلق عظيم " ولقد كنت في صفاتك بين مصدق ومكذب فلما بلوتك صغر الخبر وأذهب ضعف الشك قوه اليقين وما بعثني علي مافعلت الا مائه بعير جعلت لي علي اغضابك.




فقال له الامير:

لا تثريب (اي لوم) عليك

ووصله بمائتي بعير نصفها للرهان والنصف الاخر له فانصرف الاعرابي داعيا له شاكرا لهباته

بارك الله فيك

بارك الله فيك و جزاكم الله خيرا علي الموضوع