الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية ام حفصه

    ام حفصه تقول:

    افتراضي Re: الأدب مع الصحابة رضي الله عنهم


    ويلي عمر - في قول أكثر أهل السنة - عثمان بن عفان ، ففي صحيح البخاري عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : كُنَّا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ لَا نَعْدِلُ بِأَبِي بَكْرٍ أَحَدًا ، ثُمَّ عُمَرَ ، ثُمَّ عُثْمَانَ ؛ ثُمَّ نَتْرُكُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ لَا نُفَاضِلُ بَيْنَهُمْ ؛ وفي رواية : قَالَ : كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ النَّاسِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ ، فَنُخَيِّرُ أَبَا بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ثُمَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ( 2 ) . وقيل : بعد عمر على بن أبي طالب ؛ والأول أرجح ؛ قال ابن تيمية - : فلهذا قال أيوب وأحمد بن حنبل والدارقطني : من قدم عليًّا على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار .ا.هـ . فإنه وإن لم يكن عثمان أحق بالتقديم وقد قدموه كانوا إما جاهلين بفضله وإما ظالمين بتقديم المفضول من غير ترجيح ديني ؛ ومن نسبهم إلى الجهل والظلم فقد أزرى بهم . ولو زعم زاعم أنهم قدموا عثمان لضغن كان في نفس بعضهم على علي وأن أهل الضغن كانوا ذوي شوكة ، ونحو ذلك مما يقوله أهل الأهواء ؛ فقد نسبهم إلى العجز عن القيام بالحق ، وظهور أهل الباطل منهم على أهل الحق . هذا وهم في أعز ما كانوا وأقوى ما كانوا . فإنه حين مات عمر كان الإسلام من القوة والعز والظهور والاجتماع والائتلاف فيما لم يصيروا في مثله قط . وكان عمر أعز أهل الإيمان وأذل أهل الكفر والنفاق إلى حد بلغ في القوة والظهور مبلغًا لا يخفى على من له أدنى معرفة بالأمور ؛ فمن جعلهم في مثل هذه الحال جاهلين أو ظالمين أو عاجزين عن الحق فقد أزرى بهم ؛ وجعل خير أمة أخرجت للناس على خلاف ما شهد الله به لهم ( 3 ) .
    ويلي الخلفاءَ الأربعةَ الستةُ الباقون من العشرة ، الذين بشرهم النبي بالجنة ، وهم : طلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام ، وسعد بن أبي وقاص ، وسعيد بن زيد بن نفيل ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبو عبيدة عامر بن الجراح ، أجمعين .
    خيار عباد الله بعد نبيهــم ... هم العشر طُرًّا بُشروا بجنان
    زبير وطلح وابن عوف وعامر ... وسعدان والصهران والختنان
    وقوله : ( وسعدان ) أي : سعد وسعيد ، و ( الصهران ) أبو بكر وعمر ، ( والختنان ) عثمان وعلي .
    قال الإمام أبو منصور البغدادي : أصحابنا مجمعون على أن أفضلهم الخلفاء الأربعة ، ثم الستة الباقون إلى تمام العشرة ، فيليهم الطائفة البدرية ، أي : الذين شهدوا بدرًا ، وهم ثلاثمائة وبضعة عشر - المهاجرون نيف على ستين ، والأنصار نيف وأربعون ومائتان - فقد قال لعمر في بعض من شهدها : " إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ قَدْ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ ، فَقَالَ : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ " ( 4 ) .
    فيليهم أهل أحد الذين شهدوها ؛ فيليهم أهل بيعة الرضوان بالحديبية ، التي نزل فيهم :  لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيبًا  [ الفتح : 18 ] ( 5 ) .
    قال ابن الصلاح - : وفي نص القرآن تفضيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ، وهم الذين صلوا إلى القبلتين في قول سعيد بن المسيب وطائفة ؛ وفي قول الشعبي : هم الذين شهدوا بيعة الرضوان ؛ وعن محمد بن كعب القرظي وعطاء بن يسار أنهما قالا : هم أهل بدر ؛ روى ذلك عنهما ابن عبد البر فيما وجدناه عنه ؛ والله أعلم ( 6 ) .
    قلت : فضل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار قد ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى :  وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ  [ التوبة : 100 ] ؛ والنص الصريح في تفضيل من أنفق من قبل الفتح وقاتل ؛ قال الله تعالى :  لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ  [ الحديد : 10 ] .
    والحاصل أن من قاتل مع النبي أو في زمانه بأمره ، وأنفق شيئًا من ماله بسببه ، لا يعدله في الفضل أحد بعده كائنًا مَنْ مكان .

    1 - ( مناقب الشافعي ) للبيهقي - تحقيق أحمد صقر : 1 / 434 .
    2 - البخاري ( 3494 ) ، والرواية الأخرى ( 3455 ) .
    3 - انظر ( مجموع الفتاوى ) : 4 / 428 .
    4 - رواه أحمد : 79 ، 80 ، والبخاري ( 3007 ) ، ومسلم ( 2494 ) ، وأبو داود ( 2650 ) ، والترمذي ( 3305 ) ، والنسائي في الكبرى ( 11585 ) عن عليٍّ  .
    5 - نقلا عن شرح النووي على مسلم : 8 / 118 ، بختصار وتصرف .
    6 - انظر ( مقدمة ابن الصلاح ) ص 171 .





    الدمعه- طيف- رضى رزقتم الجنه بلا حساب ----والجميع----
     
  2. الصورة الرمزية ام حفصه

    ام حفصه تقول:

    افتراضي Re: الأدب مع الصحابة رضي الله عنهم

    الأدب مع صحابة النبي e
    بعد ذكر ما تقدم من فضلهم وأقوال السلف وأهل العلم عنهم ، يتبين لكل ذي بصيرة أن من الواجب على المؤمنين حبهم ، ونصرتهم والدفاع عنهم ، ومعاقبة من يتطاول عليهم .
    ويتضح بالنقل والعقل مجموعة من الآداب نذكرها على النحو التالي : أولا : حبهم ، ثانيًا : الدعاء لهم والترضي عليهم ، ثالثًا : عدم اتخاذهم غرضًا ، رابعًا : الاقتداء بهم ، خامسًا : السكوت عما لا تقع ضرورة إلى الخوض فيه مما كان بينهم ، سادسًا : الذب عنهم ، وإليك بيان ذلك :

    أولًا : حب الصحابة من الإيمان
    أول الأدب مع الصحابة - رضوان الله عليهم - حبهم ، وقد جاءت النصوص من الكتاب والسنة ببيان أن حبهم دين ، يتقرب إلى الله تعالى به ويرجى فضله وأجره ؛ كما يدخل في جملة حب النبي e حب أصحابه ؛ ولأن الله Y أثنى عليهم ومدحهم ، فقال : ] مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ [ [ الفتح : 29 ] ، وقال : ] لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا [ [ الفتح : 18 ] ، وقال : ]وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ [ [ التوبة : 100 ] ، وقال : ] وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [ [ الأنفال : 74 ] .
    فإذا أنزلوا هذه المنزلة ، استحقوا على جماعة المسلمين أن يحبوهم ، ويتقربوا إلى الله U بمحبتهم ، لأن الله تعالى إذا رضي عن أحد أحبه ، وواجب على العبد أن يحب من يحبه مولاه ( 1 ).
    وإليك بعض أحاديث النبي e التي تنص على ذلك :
    1 - في الصحيحين عن الْبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ t عَنِ النَّبِىِّ e أَنَّهُ قَالَ فِي الأَنْصَارِ : " لَا يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ ، وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ ؛ فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ " ( 2 ).

    2 – وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قَالَ : " لاَ يُبْغِضُ الأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ " (3 ) .

    3 – وفي الصحيحين عَنْ أَنَسٍ t قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e : " آيَةُ الْإِيمَانِ حُبُّ الْأَنْصَارِ ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الْأَنْصَارِ " هذا لفظ البخاري ، ولفظ مسلم : " آيَةُ الْمُنَافِقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ ، وَآيَةُ الْمُؤْمِنِ حُبُّ الأَنْصَارِ " ، وفي رواية : " حُبُّ الأَنْصَارِ آيَةُ الإِيمَانِ ، وَبُغْضُهُمْ آيَةُ النِّفَاقِ " (4) ؛ الآية : العلامة ، والمعنى أن من عرف مرتبة الأنصار ، وما كان منهم في نصرة دين الإسلام ، والسعي في إظهاره ، وإيواء المسلمين ، وقيامهم في مهمات دين الإسلام حق القيام ، وحبهم النبي e وحبه إياهم ، وبذلهم أموالهم وأنفسهم بين يديه ، وقتالهم ومعاداتهم سائر الناس إيثارًا للإسلام ؛ ثم أحب الأنصار لهذا - كان ذلك من دلائل صحة إيمانه ، وصدقه في إسلامه ؛ لسروره بظهور الإسلام ، والقيام بما يرضي الله ورسوله e ؛ ومن أبغضهم كان بضد ذلك ، واستدل به على نفاقه وفساد سريرته ( 5) ؛ وقال شيخ الإسلام – : وإنما خص الأنصار - و الله أعلم - لأنهم هم الذين تبوؤوا الدار و الإيمان من قبل المهاجرين ، وآووا رسول الله e ، ونصروه ومنعوه ، وبذلوا في إقامة الدين النفوس والأموال ، و عادوا الأحمر و الأسود من أجله ، وآووا المهاجرين ، وواسوهم في الأموال ، وكان المهاجرين إذ ذاك قليلا غرباء فقراء مستضعفين ، ومن عرف السيرة و أيام رسول الله e وما قاموا به من الأمر ، ثم كان مؤمنا يحب الله ورسوله ، لم يملك أن لا يحبهم ، كما أن المنافق لا يملك أن لا يبغضهم ؛ وأراد بذلك - و الله أعلم - أن يعرف الناس قدر الأنصار ، لعلمه بأن الناس يكثرون والأنصار يقلون ، وأن الأمر سيكون في المهاجرين ، فمن شارك الأنصار في نصر الله ورسوله بما أمكنه فهو شريكهم في الحقيقة ، كما قال تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ [ [ الصف : 14 ] ، فبغض من نصر الله ورسوله من أصحابه نفاق (6).
    4 – وفي الصحيحين عَنْ أَنَسٍ t أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ e عَنْ السَّاعَةِ ، فَقَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : " وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا " قَالَ : لَا شَيْءَ ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ؛ فَقَالَ : " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " قَالَ : أَنَسٌ فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ e : " " أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " ، قَالَ أَنَسٌ : فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّe وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ ، وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ ( 7 ) ؛ قال مقيده - عفا الله عنه : وأنا أقول : وَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ e وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وأنس وصحابة النبي أجمعين ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ ، وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ .
    قال البيهقي - : وإذا ظهر أن حب الصحابة من الإيمان ، فحبهم أن يعتقد فضائلهم ويعترف لهم بها ، ويعرف لكل ذي حق منهم حقه ، ولكل ذي غناء في الإسلام منهم غناؤه ، ولكل ذي منزله عند رسول الله e منزلته ، وينشر محاسنهم ، ويدعو بالخير لهم ، ويقتدي بما جاء في أبواب الدين عنهم ، ولا يتبع زلاتهم وهفواتهم ، ولا يتعمد تهجين أحد منهم ببث ما لا يحسن عنه ، ويسكت عما لا تقع ضرورة إلى الخوض فيه مما كان بينهم ؛ وبالله التوفيق (8 ).


    1- انظر ( شعب الإيمان ) : 4 / 137 ، 138 - الدار السلفية - الهند .

    [2- البخاري ( 3572 ) ، ومسلم ( 75 ) واللفظ له .

    [3 - مسلم ( 76 ) ، ورواه أيضا ( 77 ) عن أبي سعيد t .
    4 - البخاري ( 17 ، 3537 ) ، ومسلم ( 74 ) .

    5 - باختصار من شرح النووي على مسلم : 1 / 196 .

    6- انظر ( الصارم المسلول ) ص 581 .

    7 - البخاري ( 3485 ، 5815 ، 5819 ، 6734 ) ، مسلم ( 2639 ) .

    8 - انظر ( شعب الإيمان ) للبيهقي : 4 / 146 - الدار السلفية - بومباي - الهند .





    الدمعه- طيف- رضى رزقتم الجنه بلا حساب ----والجميع----
     
  3. الصورة الرمزية رونق الامل

    رونق الامل تقول:

    افتراضي رد: الأدب مع الصحابة رضي الله عنهم

    بارك الله فيك
    ربي آسالك ثلاثه 1 : جْنِھٌ آلفردوس 2 : ۈحُسْنَ آلخآتمِہٌ 3 : ۈرضآ آلوالدين آمَين يارب .. وإياكم
     
  4. الصورة الرمزية رياض أبو عادل

    رياض أبو عادل تقول:

    افتراضي Re: الأدب مع الصحابة رضي الله عنهم