إعداد: تهاني عبد الرحمن

بداية الأسرة الإسلامية هي زوج وزوجة أصلها الطمأنينة ورابطتها المودة والرحمة قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ

أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [سورة الروم آية: 21]

الحب أجمل ما في الحياة ولا تستطيع أن تشعر بأي متعة وسعادة في الحياة من دون الحب بكل أنواعه، لأن للحب قوة

دافعة تساعدك على الاستمرار والتقدم بالحياة، إن الحب الثابت كالنبات الثابت، يحتاج إلى تغذية وعناية ليبقى صحيحًا قويًّا.

إن دوام الحياة الزوجية رهن بدوام المحبة بين الزوجين، والمحبة هي الحب السليم، يتحول مع فترة الزواج إلى إحساس

بتبادل المودة والرحمة بين الزوجين، وشعور بالواجب الملقى عبر كل منهما بحيث يسود الحياة الزوجية تفاهم وتسامح ورضا،

وقد قال تعالى:
﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً [سورة الروم آية: 21] فحتى تعيش الأسرة سعادة لا بد وأن تكون المعاملة بين الزوجين تسودها

المودة والاحترام، ويجب أن يكون هناك تعاون في كل متطلبات الحياة الزوجية، كما أن معاملة الزوجين للأولاد لا بد أن تخيم

الرحمة عليهما فيتمكنان من تربية الأولاد تربية إسلامية صحيحة، ورحمتهم هذه للأولاد سبيل إلى السعادة للأسرة

والمجتمع.

إن العلاقة بين الوالدين من الأمور الهامة في حياة الولد ونشأته، وهي بأهمية العلاقة بين الولد ووالديه. فالولد ينشأ عادة

ويترعرع بشكل طيب في الجو الذي يعيش فيه الأبوان في ظل حياة سعيدة، وفي جو من المرح والضحك المشترك مع

بعضهما. وفي جو يقدر كل طرف مشاعر ومصالح الطرف الآخر، بحيث يتحدثان عن الأمور، ويشتركان في المسئولية، ويساعد

كل منهما الآخر، وبهذا الشكل يقدم كل منهما مثلا للقدوة الحسنة. وكيف يجب أن تكون العلاقة منسجمة.


والولد الذي ينمو في مثل هذه البيئة ستكون عنده مشاعر عميقة بالأمن والأمان. فأمامه القدوة الحسنة، وكيفية التعامل مع

الآخرين، وهو يعلم أن المنزل مكان آمن في هذه الحياة.


إن تفاهم الزوجين وتحاببهما يترك آثارا بعيدة المدى في حياة الأبناء، حيث إنهم يتشربون من آبائهم وأمهاتهم المعايير

والمفاهيم والتقاليد التي سيعاملون بها أزواجهم وزوجاتهم في المستقبل.

إن تفاهم الزوجين هو أكبر هدية يقدمانها لأولادهما وهذا التفاهم يرتكز إلى المبادئ والمفاهيم التالية:

- إن الذي يتزوج بنية الأخذ والاستمتاع وتلبية حاجاته الخاصة، يبدأ بداية مزيفة، لأنه لا يعرف المعنى العميق للحياة الزوجية،

والذي يتجسد في التضحية والعطاء وليس الأخذ.

- احترام الشريك ينبغي أن يشتمل على احترام أفكاره، ووجهة نظره.

- تقدير الرجل للمرأة، وتقدير المرأة للرجل هو مفتاح التفاهم.

- الاختلاف بين طبيعتي الرجل والمرأة هو الأساس، وهذا ينعكس على اهتماماتهما ونظرتهما للأمور.

- حسم المشكلات: حين يقع صدام واختلاف بين الزوجين، فإن عليهما أن يتعلما كيف يقومان بتطويقه وتحجيمه وتقصير مدته،

وإلا فقد تكون أيام خصامهما أكثر من أيام صفائهما، وهذا ما لا يتمناه أحد.
بعض الوصايا للمحافظة على حب الزوجين:

- الصبر والثبات والجهاد: فهو من لوازم الحياة وضرورياتها.

- الإخلاص والوفاء والصدق وحسن توظيف الوقت.

- الحفاظ على استقرار المزاج النفسي.

- إن البيت السعيد لا يقوم على المحبة وحدها بل لا بد من روح التسامح بين الزوجين وهو لا يأتي بغير تبادل حسن الظن

والثقة بينهما.

- التعبير عن الحب والإعجاب بالقول والفعل: إن تبادل الهدايا، وتذكر المناسبات الخاصة، ونظرة الإنسان إلى شريكه كشخص

مرغوب فيه كثيرا، والنظرات التي تنمُّ عن الحب، والتحية الحارة والوداع الحار، والاشتراك معا في عمل الأشياء التي يستمتع

بها كل منهما والإنصات بشغف واهتمام، والتعبير عن عميق الاهتمام بأعمال الطرف الآخر ونشاطه، كلها أساليب أساسية،

تؤدي إلى الإبقاء على حيوية الحب، وعلى حب المحب.


- معاونة الشريك على تحقيق ذاته.

- تجنب النقد الحاد واللوم المستمر.

- المرح والترفيه.

همسة في أذن الزوجة:

كوني لزوجك كما تحبين أن يكون لكِ، يكن لك أفضل مما تتوقعين. افتحي قلبك كي يسكن فيه، ودعيه يرى الحب والحنان

في عينيه وفي امتداد ذراعيه، وفي تمتمة شفتيه، الزوجة الذكية هي التي تبقي شعلة الحب مشتعلة في بيتها، وأواصر

العاطفة متأججة دائما مع زوجها.
همسة في أذن الزوج:
من الجميل أن تبدأ يومك مع زوجتك بالحب، فمن بسمة مشرقة، إلى كلمة طيبة، إلى قبلة حانية، إلى عناق، إلى أمنيات

سعيدة لك ولها ولأسرتك، هذه خير بداية لليوم. فالكلمات المرحة الباسمة، وكلمات المجاملة الرقيقة الدافئة سيجعل بداية

يومك مليئة بالحب.

إذا قام الرجل بواجبه، وقامت الزوجة بواجبها، وتعاونا معا على الحياة استطاعا أن يكونا بيتا سعيدا، وأسرة سعيدة، هانئة

راضية، متعاونة متآلفة.
المراجع:

كتاب: (أولادنا من الطفولة إلى الشباب) د. مأمون مبيض.

كتاب: (التوافق الزوجي واستقرار الأسرة) د. سناء محمد سليمان.

كتاب: (مسار الأسرة "مبادئ لتوجيه الأسرة") أ.د/ عبد الكريم بكار.

كتاب: (خطوات وأفكار لحياة زوجية سعيدة) عبد المطلب عثمان.