المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوحمزة الفلسطيني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في قوله تعالى في سورة آل عمران الآية ( 139) وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
كما جاء في سورة محمد الآية ( 35) { فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْم وَأَنْتُمْ الْأَعْلَوْنَ وَاَللَّه مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِركُمْ أَعْمَالكُمْ }
السؤال لماذا جاءت لا الناهية مرتين في الآية الأولى ومرة واحدة في الآية الأخرى
ولكم جزيل الشكر
بارك الله فيك ابو حمزة الفلسطيني و جزاك الله خيرا و اعذرني في الدخول المتأخر على موضوعك وبصراحه بلصدفه شاهدة هذا الموضوع
قال تعالى ( ولاتهنوا ) (ولاتحزنوا) (وأنتم الأعلون ) .
فائدة تكرار اللام هنا نلخصها في التالي :
الفصل بتكرار اللام يفيد استقلال العبارتين تماما , كأنه قال :فلاتهنوا وأنتم الأعلون , ولاتحزنوا وأنتم الأعلون
مثل ان تقول :لاتأكل ولاتشرب وفمك مملوء بالطعام ,وتتكلم, يعني لاتأكل وفمك مملوء بالطعام , ولاتشرب أيضا وفمك مملوء بالطعام , ويتناول النهي أيضا إضافة إلى ما ذكرنا ,الكلام وفمك مملوء بالطعام مع الأكل والشرب في وقت واحد .
لكنك لو قلت :لاتأكل وتشرب وفمك مملوء بالطعام , لأوهم ذلك اختصاص النهي بالكلام اثناء تناول الطعام مع الشراب في وقت واحد.
فهنا يقول :
لاتهنوا ولاتحزنوا حال كونكم غالبون بالحجة والبرهان تارة وبالسيف والسنان تارة أخرى , فالنهي يتناول ثلاث امور بدلالة تكرار اللام:
1- النهي عن الوهن 2- النهي عن الحزن 3- النهي عن الوهن مع الحزن .
فلو لم يكرر اللام لدل ذلك على التالي:
1-النهي عن الوهن مع الحزن 2- جواز الوهن من غير حزن 3-حواز الحزن من غير وهن .
وأما قوله تعالى ( فلاتهنوا وتدعوا إلى السلم )
فالمراد :
لايكن دعاؤكم الى المسالمة والمصالحة في حال كونكم قد أصابكم الوهن والخور والضعف , فالصلح الحقيقي إنما يكون عن قوة ,فكأنه قال (فلاتهنوا مع دعائكم للسلم) كأن سبب دعوتكم للمسالمة هو ضعفكم وخوركم فهذا منهي عنه .
فلو قال :
فلا تهنوا ولا تدعوا الى السلم وانتم الأعلون لأوهم معنى غير مراد .
وهو :
النهي عن المسالمة والمصالحة حال كونكم اقوياء غالبون , وهذا بلاشك غلط ظاهر ترده النصوص الكثيرة والمنطق السليم المتوازن .
فسبحان من انزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين .والله وحده الموفق للصواب