[ إِذَا سَاد الْلَّيْل لَا تُعْلِني الْظَّلام وَلَكِن أَوْقَدي الْشَّمْعَة ...]
خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ..
فانشأ دولة عادلة ملأت سمع الزمان وبصره..
سجن ابن تيمية ..
فكتب في السجن ثلاثين مجلدا من العلم النافع ..
أقعد ابن الأثير ..
فصنّف جامع الأصول أنفع كتاب في الحديث ..
تعطّل عطاء بن أبي رباح عن المكاسب الدنيوية لأمراضه وضعفه ..
فجلس في الحرم ثلاثين سنة يتعلم العلم فصار عالم الدنيا ..
إذا استثمري الوجه الآخر للمأساة وانظري إلى الجانب المشرق للمصيبة
وحاولي أن تصنعين من الليمون شرابا حلوا ..
وتكيّفي مع ظرفك القاسي !!!
واعلمي أن العظماء إنما شقوا طريقهم إلى المجد ..
على الجمر وعلى الشوك والتعب والمشقة ..
لأن طريق الراحة والتعب والتفوق والانتصار قطرات من الدموع والآهات والدماء والعرق ..
أما الإخفاق والهزيمة فإنها كبسولات مسكّنة من الفشل والكسل
والإحباط ...
فإذا واجهتك أزمة وصدمتك مأساة فلا تقابلينها بالعويل والبكاء والتحسر ..
بل واجيهها بالاحتساب والصبر والإصرار على الانتصار والثبات والاستمرار!
إن العباقرة في الغالب لم تكن ظروفهم مهيأة ..
ولا النعم لديهم مكتملة ولا الوسائل متاحة !
فمن عنده مال ليس لديه صحة ..
ومن رزق ذكاء خسر الثروة ,,
ومن متّع بسمعه قد يفقد بصره ..
فحال الدنيا عدم الاكتمال ,,
فلو أن الدنيا تمّت لأحد من العز والمال والصحة والجاه والسرور
والأمن لصارت جنّة ..
ولما كان في الآخرة جنّة ثانية ..
لكن هذه الدنيا (من سرّه زمن ساءته أزمان)
فلا تنتظرين أن يصفو لك العيش وتسالمك الأيام وتتاح لك الفرص ..
وتفرش لك طريق المجد بالورود ..
ولكن انطلقي بما أعطاك الله من موهبة ونعمة ..
ووظّفيها أحسن توظيف واجتهدي غاية الاجتهاد ..
وإذا ضمك الليل فلا تعلني الظلام ولكن أوقدي شمعة ..
وإذا تنكّر لك صديقه فلا تنظمين فيه قصائد الهجاء وتضيّعين وقتك !
ولكن ابحث عن صديقه آخرا ..
وكوني كالنملة تحاول الصعود ألف مرّة ولا تؤمن بالإحباط أبدا ..
وكوني كالسيل إذا وضعت في طريقه صخرة انحرف
ذات اليمين وذات الشمال !
الفرص أمامك كثيرة والأيام المشرقة تنتظرك ..
والانتصار حليفك إذا بذلت واجتهدت وتوكّلت على الله ..
لا تعترفين في الحياة بالهزيمة أبدا ..
وقاوم إلى آخر نفس من حياتك ..
فالحياة لا تعترف بالخامليلات الكسالى ..
والدهر لا يصفق للفاشلين ..
والمؤمن القوي خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف
ممآ رآق لي...