آيات وعظات " العرش والقلوب "صالح بن عواد المغامسي
ينبغي أن يعلمأن كل ما سلف من العظات مرهون بالعظة السادسة.وهذه العظةعنوانها :
((العـرش والقــــلوب ))عرش الله جل وعلا سرير ذو قوائم تحمله الملائكة .وهو أعلىالموجودات وأعظمها قدرا وأطهرها ذاتاً ،ولذلك صلح أن يستويالله عز وجل عليه استواءيليــــق بجلاله وعظمته ، مع يقيننــاأن الله مستغنٍعن العرش وعن غير العرش لكنه قال سبحانهوهـو أصدقالقائلـين : (( الْرَّحْمَــنُ عَلَى الْعَــرْشِ اْسْتَــوَى )) .
وأخبر سبحانه أن هذا العرش العظـيم هو ربـه جلوعلا فقالسبحانه : (( قُلْ مَنْ رَبُّالْسَّمَـوَاتِ الْسَبْـعِ ورَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِــيم)) وقال جل ذكره : (( الله لاَ إِلَـهَ إلا هُـو رَبُّ الْعَــرْشِ الْعَظِــيم))وقالسبحانه : (( وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ 0ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيــد )) .
يحمـله ثمانية منالملائكــة . إما أن يكونوا ثمــانية أفـراد وإما أنيكونوا ثمانية صفوف .
قال فريق من العلماء : " إن أربعة منأولئكالملائكة يقولون سبحانك اللهــم وبحمـدك لك الحمدبعـد علمـك . وأربعـة يقولون سبحانك اللهــم وبحمـدك لكالحمـد على عفـوكبعــد قدرتك " .
الرابط بين العرش والقلوب :
قال ابن القيم رحمه الله : " إن العرش لما طهُر صلُح لأن يستوياللهجل وعلا عليه وخلق الله القلوب فالقلب إذا طهُر صلــحأن يملأ بمحبـة الله جل وعلا ومعرفتـه وإرادتـه .
وأقربالقلوبمن العرش ومن الله جل وعلا أكملها طهــارة وأعظمهــا نقـاء ، وأبعـد القلوب عن الله تعالىالقلوب القاسية (( فَوَيْلٌ لِلقَاسِيَة قُلُوبُهــممِنْ ذِكـْــر الله)) " .
والقلب القاسي :
قال العلماء : " إنهما من شيء يعذب به العبد أعظم من أن يجعل الله تباركوتعالىقلبه قاسيا" . وقالوا : " إنه إذا هبّ نسيمالشوق إلى اللهجل و علا أذهب ما في القلوب منالتعلق بالدنيـا وزخرفهـا" .
وهذه القلوب التي جعلهــاالله آنيـة أخبر صلى الله عليه وسلمأن لله آنيةمن أهل الأرض وآنيـة الله منأهل الأرض قلوب عبادهالصالحـين التي ملأهـا من محبتـه وطاعتهومعرفته جل و علا .
وحتى يكون الأمــر أوضح : فإن الفؤاد هـو عمق الدائرة النفسية كمايقول علمــاءالنفس وهــذا لـه شاهــد من القرآن فإنه ينبغي عليكأن تتذكــر كل آنٍ و حين أن الله جل و علا خلق النـار ليذيــببهــاالقــلوب القاسيــة قال سبحانه : (( وَمَاأَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ 0 نَارُ اللهِالْمُوقَــدَةُ 0 الْتِي تَطَّـلِعُ عَلى الأَفْئـِدةِ 0 إِنـَّهـاعَلَيهِــمْ مُؤْصَـدَة 0 فَيعَمَــدٍ مُـمَدَّدَة)) .
كيـــف يعرف الإنسـان أن قلبه لين ؟
يعــــرفه بطريقــــين:
الأمـر الأول : إجلالالعبد لله جل وعلا.
الأمر الثاني : متابعة سنةمحمد صلى الله عليه وسلم .كان ابن عمر رضي اللهعنهما له غلمان فكــان إذا رأى من أحدغلمانهالتفــافاً على الصلاة وانصرافا إليهــا اعتقـه حتى لا يحولبينه و بين العبادة ، فكان باقي الغلمـان يأتون يصلون أمــامه وقريباً منه أمـــلا في أن يعتقهـــم رضي الله عنه وأرضاهفكان يعتقهمفجــاءه بعض خواص أهـله وقالـوا له : " ياابن عمر إنهــم يخدعونــكإنهــم يصلـون لا لله ولكنلتعتقهــم " . فقال رضي الله عنه وأرضاه:" من خدعنابالله انخدعنا له " .
فإجلاله من الله جل و علا يجعلـهيقبل خدعة هـؤلاء الغلمان لأن هـؤلاء الغلمان جعــلوا من تعظيــمابن عمر لله تبارك وتعالى وسيلة لنيــل مآربهــم .