الكلمات الدلالية (Tags): المسابقة،الصيفية،الضخمة
  1. الصورة الرمزية فله المميزة

    فله المميزة تقول:

    افتراضي رد: المسآبقة الصيفية الضخمة ~~{ همم نحو القمم }~~قسم الشقائق،،

    خديجة الكبرى مثلهن الأعلى

    كان محمد صلى الله عليه وسلم، بعيدا عن ترهات قومه، حبب إليه الخلاء، فكان يأخذ السويق والماء ويذهب إلى غار حراء في جبل النور يتحنث ويتعبد ويتفكر في ملكوت السموات والأرض، وفيما وراءها من قدرة مبدعة.
    وكانت خديجة تؤمن له الهدوء الشامل، والاستقرار الكامل، تأخذ له الطعام إلى الغار إذا أبطأ عنها.. وتكلؤه بحبها إذا حضر إليها، كانت مقتنعة بعمله.. مدركة بفطرتها السليمة أن لزوجها شأنا عظيما..
    وعلى رأس الأربعين عاما، جاء الحق محمدا وهو في غار حراء، جاءه الملك فقال:
    اقرأ، فقلت:
    ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فضمني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال:
    اقرأ، فقلت:
    ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال:
    )اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم(.
    فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة، فقال:
    زملوني زملوني، لقد خشيت على نفسي يا خديجة.
    وتواجه خديجة العظيمة الموقف الكبير بمفردها، فلا تجزع ولا ترتبك ولا تتردد.. بل وتخاطب الزوج الخائف وتقول:
    كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. آبشر يا ابن عم واثبت فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة.
    ولا تكتفي بذلك التطمين الأوليّ لتثبيت القلب الخائف.. فتأخذ بيده إلى ابن عمها ورقة بن نوفل.. وكان شيخا كبيرا تنصر في الجاهلية.. فتقول له:
    يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة:
    يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقال ورقة:
    هذا هو الناموس الأكبر نزّله الله على موسى، ليتني فيها جَذَعَا أنصرك حين يخرجك قومك، ولئن أدركني يومك لأنصرنك نصرا مؤزرا([29]).
    هل هناك شجاعة أعظم، أو حكمة أبلغ، أو موقف أكرم من فعل خديجة هذا وموقفها..؟
    ألا تستحق أن تكون مثلهن الأعلى..؟



     
  2. الصورة الرمزية مرسى الإيمان

    مرسى الإيمان تقول:

    افتراضي رد: المسآبقة الصيفية الضخمة ~~{ همم نحو القمم }~~قسم الشقائق،،

    [frame="1 98"]

    الفاضل أبوعماد بوركت جهودك

    جعلها الله في ميزان حسناتك

    ************************************************** *********

    نموذج من قافلة الداعيات
    أين أنت من هذه الدرة المصونة والجوهرة الثمينة !!

    مشعل العتيبي

    [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]شابة مقبلة على الحياة لكنها تميزت بإيمانها وهمتها ودعوتها .. فقد اختارت الطريق مع هذه القافلة المباركة ..

    فجعلت جل وقتها فى طاعة ربها .........

    أقسمت أن لا تذهب إلى الأسواق إلا مرتين في العام ..

    أعانها الله ولم تجد تلك اللهفة والشوق إلى الأسواق

    ولم ينقص بعدم ذهابها من ثيابها وزينتها ومظهرها شيء ( ولباس التقوى ذلك خير )

    إذا دعيت إلى زواج سألت ..هل هناك منكرات فإذا أجيبت بنعم اعتذرت وقالت طاعة الله أولى فتذكرهم بالله وتخوفهم العذاب والعقاب .

    كانت عينا لرجال الهيئة في الأماكن النسائية ما رأت منكرا قطً إلا أخبرتهم إذا لم تستطع إنكاره وكلما رأت انحرافا حذرت منه وما رأت موطن شبهة إلا هاتفتهم تخبر عنه ...

    إنها تحمل هم الدعوة .. وهم الأمة .. همها منصرف للدعوة ...

    عيونها تتابع المحاضرات ومتى موعدها

    حركة لا تهدأ فمن نصيحة رقيقة تهديها إلى إحدى زميلاتها إلى كلمة حلوة تدعو فيها لحفظ القرآن في مصلى المدرسة إلى قوة في إنكار المنكروعدم الصبرعلى رؤيته ..أما ‏المدرسات فلهن من دعوتها نصيب ..الله أكبر لا تراها .. إلا تتقلب في أنواع العبادة يوماً أهمها أن ترى مديرة المدرسة لا تلبس الجوارب صعدت إليها وسلمت في أدب رفيع وشكرت المديرة على جهدها

    وقالت : نحن ندعو لك بظهر الغيب وأنت القدوة والمربية والموجهة .. ثم تبعت ذلك .. لا أراك تلبسين الجوارب وأنت تعلمين أن القدم عورة فى خروجك ودخولك مع البوابة الرسمية عبر أعين الرجال يا أستاذتي الفاضلة .

    طأطأت المديرة رأسها وهي تعلم صدق نصيحة الفتاة فقبلت وشكرت وقالت : إن الكلمة الصادقة لها رنين ووقع في النفس..

    تردد دائما قليل دائم خير من كثير زائل .. وخير العمل أدومه وإن قل اقتطعت خمسمائة ريال شهرياً من مرتبها ليصرف في أوجه الخير ...رأت ولاحظت ودققت ما نقص من مالها شيء يذكر بل ادخرت هذا المبلغ ليوم تشخص فيه الأبصار ...

    تفرغت للدعوة إلى الله وهي في بيتها ... في منزلها وضعت في صدر المجلس على طاولة صغيرة ( ولا يغتب بعضكم بعضا )

    فكلما بدأ الحديث أشارت بيدها على اللوحة بابتسامتها المعتادة.

    خصصت يوما في الأسبوع لجاراتها ...

    حفظ للقرآن ودروس وندوات وتوزيع للأشرطة والمطويات

    فلله درها كم من مستمعة دعت لها وكم من زائرة أحبتها .. وبعد كل درس وندوة تبدأ حركة البيع في ساحة منزلها أشرطة وكتب ... وقفازات وجوارب .. وريع ذلك كله لصالح الأيتام والفقراء وفي أوجه الخير الأخرى ...

    وضعت للهاتف شعاراً ... صلة الرحم ... تعلم العلم ..

    الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأمر من أمور الدنيا لا بد منه

    في منزلها منذ أن تصبح وحتى تمسي ومؤشر المذياع على محطة إذاعة القرآن الكريم …‏ الله أكبر ...

    من قراءة القرآن إلى سماع حديث.. إلى موعظة ... إنه صوت يزيل الوحشة وينزل السكينة ويطرد الشياطين .. وعلى الرغم من ذلك فلم تنسى شريك حياتها ، صرخت ... ومن أغلى من زوجي ..

    هل أدع الشيطان يتخبطه ؟!أو أدع الإعلام يوجهه ..أم صور المجلات تثير غريزته ...

    عانت وصبرت ووجدت المشقة والعنت حتى استقام لها الأمر بعد شهور طويلة ...

    كما أنها كانت تعانى وتشعر دوما بألم شديد فى رجلها ...

    لكنها تصبر نفسها بالدهون والكمادات وكثيرا ما تقرأ على نفسها فالألم شديد

    تحتسب وتكتم وهى تتذكر حديث نبيها

    (ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها )

    تصبر وتعانى فلا يعلم بحالها أحد ولايدرى أحد بشكواها وفجأة تسقط ولم تتحمل الألم ..

    أدخلت المستشفى وبعد اجراء التحاليل اكتشف الأطباء أنها تعانى من تعفن فى الدم (سرطان فى فخذها ) فقرروا وقالوا لابد من بتر الرجل من أعلى الفخذ حتى لاتتسع رقعة المرض .. فيخبرونها بذلك وهى تبتسم وتردد

    ( إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه )

    وفى غرفة العمليات..وهى ممددة مستسلمة لقضاء الله وقدره ولسانها لم ينقطع عن ذكر الله وصدق اللجؤ والتضرع إلى الله قالت لها المختصة هيا سأعطيك ابرة المخدر .. فامتنعت وقالت لابأس سأقرأ القرأن ..سأبدأ بكلام الله وابدئى أنت فبدأت تقرأ

    (ياأيتها النفس المطمئنة ارجعى الى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى )

    حتى نامت ألا بذكر الله تطمئن القلوب

    فما أفاقت إلا وهى في غرفتها ..فتلتفت من بجانبها أمها وزوجها وابنتها الصغيرة فيبكون ثم تنظر إليهم مبتسمة وتقول عل ماذا تبكون ..

    أليس الله بأرحم بى منكم بل أرحم بنفسي منى ..أليس الله بأحكم الحاكمين .. يا سبحان الله

    تمر الأيام وتصبح مقعدة تدف بالعربة فكانت معانتها هما للجميع لكنها كان همها دعوة الجميع ..

    فلم تكن تهتم إلا بالدعوة فبدأت ...

    تحولت غرفتها إلى خلية نحل ونشاط متصل بدأت

    بتوزيع الكتيبات والمطويات على الممرضات والطبيبات بجميع اللغات

    بدأ بالإنكار والاقتراحات للمسؤلات بالمستشفى بالرفق واللين حتى تعجب الكثير من همتها ونشاطها..لا يفتر لسانها من ذكر الله .. تسبيحا واستغفار وحمدا لله..‏وتعلق بها كل من فى المستشفى حتى بعد خروجها لم يفارقوها بالزيارات والاتصالات فإذا رأيتها في المجلس فهي الصامتة العاقلة ..إن نطقت فبحق وإن سكتت .. تحركت أصابعها ولسانها بذكر الله ... لا تفرط في قيام الليل وتردد لذة لا يعلمها إلا من ذاقها وجربها ...عباراتها تربية ودعاء فلا تسمع منها :إلا .. حفظك الله .. سلمك الله .. رعاك الله ...حرم الله على وجهك النار ..بارك الله فيك..تقبل الله دعاءك .. ابشري بالخير ..هذا لسانها .. فكيف لا تهفو لها القلوب ..
    [/grade]

    ************************************************** ************

    اللهم أجعلنا مثل هذه الداعية الفاضلة الصبورة
    [/frame]
     
  3. الصورة الرمزية فله المميزة

    فله المميزة تقول:

    افتراضي رد: المسآبقة الصيفية الضخمة ~~{ همم نحو القمم }~~قسم الشقائق،،

    خولة بنت الأزور

    خرجت خولة مع أخيها ضرار بن الأزور إلى الشام وأظهرت في الواقعات التي دارت رحاها بين المسلمين والروم بسالة فائقة.
    أسر أخوها ضرار في إحدى المعارك فحزنت عليه حزنا شديدا وقالت في ذلك:
    أبعد أخي تلذ الغمض عيني فكيف ينام مقروح الجفون
    سأبكي ما حييت على شقيق أعز علي من عيني اليمين
    فلو أنـي لحقـت به قتيـلا لهان عليّ إذ هو غير هون
    وإنّا معـــشر من مات منّا فليس يموت موت المستكين
    ثم هجمت على عساكر الروم كأنها النار المحرقة فزعزعت كتائبهم وحطمت مواكبهم ثم غابت في وسطهم فما هي إلا جولة الجائل حتى خرجت وسنانها ملطخ بالدماء من الروم، فقلق عليها المسلمون وهم لايعرفون من هذا الفارس فقال رافع بن عميرة: ليس هذا الفارس إلا خالد بن الوليد. ثم أشرف عليهم خالد، فقال رافع: من الفارس الذي تقدم أمامك فلقد بذل نفسه ومهجته؟ فقال خالد: والله إنني أشد إنكارا منكم له، ولقد أعجبني ما ظهر منه ومن شمائله، ثم حمل المسلمون على الروم، فكانت أشد منهم حملا وضربا وكانت كأنها الصاعقة على القوم وهي ملثمة لايعرفها أحد، فلما رأى خالد ذلك، أقسم عليها خالد وقال: عزمت عليك أيها الفارس أن تكشف اللثام عن وجهك حتى نعرفك، فلم يرد الفارس جوابا حتى أقسم خالد مرارا فقالت: أنا خولة بنت الأزور وقد علمت أن ضرارا أخي أسير. فركبت وفعلت حتى أخلص أخي، فقال خالد: نحمل بأجمعنا ونرجو من الله أن نخلص أخاك فنفكه.
    قال عامر بن الطفيل: كنت عن يمين خالد حين حملوا وحملت خولة أمامه وحمل المسلمون وعظم على الروم ما نزل بهم من خولة بنت الأزور وقالوا: إن كان القوم كلهم مثل هذا الفارس فما لنا بهم من طاقة، وقد خلص المسلمون ضرارا أخاها من الأسر.
    خولة بنت الأزور.. هي مجرد نموذج لمواقف المرأة المسلمة المجاهدة.



     
  4. الصورة الرمزية فله المميزة

    فله المميزة تقول:

    افتراضي رد: المسآبقة الصيفية الضخمة ~~{ همم نحو القمم }~~قسم الشقائق،،

    سمية أول شهيدة في الإسلام

    أخرج الحاكم عن عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما، قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بياسر وعمّار وأم عمّار وهم يُوذَون في الله تعالى، فقال لهم: صبرا يا آل ياسر، صبرا يا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة. وطعن أبو جهل سمية في قبلها فماتت، ومات ياسر في العذاب.. أما عمّار فلم يتركوه حتى ذكر آلهتهم بخير.
    هذه لوحة خالدة أبطالها ثلاثة: ياسر ابن عامر العنسي حليف أبي حذيفة المخزومي القرشي، وابنه عمار، وزوجه سمية بنت خيّاط. أسلم عمّار، وعرض الإسلام على أمه فأسلمت، وعرضه على أبيه، فقال له: متى تصحبنا إلى محمد لنسمع منه..؟
    وأقبل المساء من ذلك اليوم وإذا أبو جهل عمرو بن هشام قد أقبل في فتية من بني مخزوم فوضعوا عمار وأبويه في الحديد، وأشعلوا في دار ياسر النار. وتفنن أبوجهل ونفر من سادة قريش وعبيدهم بتعذيب هؤلاء، يخزّونهم بالرماح والخناجر، يلهبونهم بالسياط، يعبثون بأجسادهم وهم يتضاحكون ويتصايحون، يطرحونهم أرضا، يحرّقونهم بالنار، يلقون عليهم الأحجار الثقال.. يسكبون عليهم الماء، وأبو جهل ينتظر متحرق النفس أن يسمع من أحدهم صيحة أو أنة أو شكاة.
    ويمر النبي صلى الله عليه وسلم بالرهط المعذبين، فيسمع المشركون صوت ياسر لأول مرة من يومهم ذاك، يقول:
    · الدهر هكذا يا رسول الله، قال رسول الله:
    · أبشروا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة.
    وتقول سمية، أشهد أنك لرسول الله، وأشهد أن وعدك الحق.
    ويفقد أبو جهل أعصابه ويقول: لتذكرنّ محمدا بسوء أو لتموتن.. وتجيب سمية:
    بؤسا لك ولآلهتك.
    وأخرج الحنق أبا جهل عن طوره فجعل يضرب في بطن سمية برجله.. ثم يطعنها بحربة كانت بيده، فتشهق شهقة خفيفة ثم تكون أول شهيدة في الإسلام.
    وسجلت سمية بنت خياط سبقها على رهطها.. وعلى أخواتها المسلمات.. آمنت بالله ورسوله وما كان لإيمانها أن تهزه الرياح العواتي، وثبتت في ميدان الجهاد كالجبال الرواسي، وتقدمت إلى ميدان الشهادة باطمئنان وتسليم واستعلاء. وهي تنظر إلى العلاء إلى بشارة النبي صلى الله عليه وسلم: إن موعدكم الجنة.



     
  5. الصورة الرمزية مرسى الإيمان

    مرسى الإيمان تقول:

    افتراضي رد: المسآبقة الصيفية الضخمة ~~{ همم نحو القمم }~~قسم الشقائق،،

    [frame="2 98"]

    أمينة قطب .. الأديبة الداعية ...

    رحلة حياتها:
    يمكننا أن نختصر تعريفنا بالسيدة الأديبة "أمينة قطب" أنها أخت عملاقين من عمالقة الفكر الإسلامي الحديث، هما: الأستاذ الشهيد "سيد قطب"، والأستاذ "محمد قطب"، وقد جرى في دمها من الأدب ما جعلها قاصة وشاعرة متميزة، وهي كذلك زوجة الداعية المسلم "كمال السنانيري" الذي استشهد في "8 نوفمبر 1981م" بمصر داخل معتقله.


    النشأة:
    ولدت "أمينة قطب" بقرية "موشة"، وهي من قرى محافظة أسيوط بصعيد مصر، ونشأت نشأة مباركة يحيطها الإيمان ويرعاها الرحمن برعايته، وكان للوالد الكريم الحاج "قطب إبراهيم" نصيب من التدين والمعرفة والوجاهة، انعكس على أولاده: "سيد"، و"محمد"، و"أمينة"، و"حميدة"، وكانت الأم كذلك ذات دين وخلق وفضل، وقد أحاطت بيتها بأحسن رعاية، وانتقلت "أمينة" بعد وفاة الوالد الحاج "إبراهيم" مع باقي أفراد أسرتها من أسيوط إلى القاهرة؛ حيث بدأت فصول أخرى جديدة من حياتها.


    زواج من نوع خاص:
    لم تكن قصة زواج الشاعرة والقاصة "أمينة قطب" مثل باقي القصص التي نعايشها أو نراها أو حتى نسمع عنها، ولماذا تكون قصة زواجها عادية وهي امرأة غير عادية، شأنها شأن باقي أفراد آل قطب، ولا سيما الشهيد "سيد" عليه رحمة الله؟!!
    حُكم على المجاهد "كمال السنانيري" بالسجن خمسة وعشرين عامًا مع الأشغال الشاقة المؤبدة تخفيفًا بعد حكم سابق بالإعدام، وبعد مرور خمس سنوات خرج ليدخل مستشفى السجن، وفيها قابل الأستاذ "سيد قطب"، الذي كان يعالج في نفس المستشفى، وفي هذا المكان طلب "السنانيري" يد "أمينة" من أخيها "سيد"، وبعد عرض الأمر عليها وافقت على هذه الخطبة التي ربما تمتد فترتها لتستمر عشرين عامًا، هي الفترة الباقية لهذا الخطيب المجاهد حتى يخرج من محبسه الظالم، وتم العقد بعد ذلك، على الرغم من بقاء العريس خلف الأسوار المظلمة، وكأن "أمينة" بذلك تعلمنا معاني كثيرة؛ تعلمنا التضحية الفريدة، فقد كانت شابة ولم يفرض عليها أحد هذا الاختيار، إنها عشرون عامًا، ليست عشرين يومًا أو حتى عشرين شهرًا!! وكأنها كذلك تذكر أولئك المجاهدين المحبوسين عن نور الشمس بالأمل والثقة في وعد الله واختياره، فمعنى أنها توافق على مثل هذا الارتباط بهذه الكيفية أنها ترى من النور في نهاية الظلمة ما يعينها على الصبر والتحمل، ولا ضير في ذلك، فهي شاعرة وقبل ذلك مؤمنة بالله، ربما بنت في خيالاتها أحلامها، ورسمت شمسها ونجومها، وهواءها ونسيمها، ولحظات سعادتها، فملأت عليها نفسها في عالم الروح قبل عالم الحقيقة.

    وكان الزوج العطوف يكره لها غبنًا أو ظلمًا، فطلب منها رأيها في مدى استمرار هذا الارتباط؛ لأن الأيام ستطول، وهي تعلم ذلك، لكن "أمينة" لم ترد عليه، فقد حجبت يد السجان كلاًّ منهما عن الآخر، ووصل رد "أمينة" في رسالة تنبئ عن كريم أصلها، جاء فيها: "لقد اخترت أملاً أرتقبه، طريق الجهاد والجنة، والثبات والتضحية، والإصرار على ما تعاهدنا عليه بعقيدة راسخة ويقين دون تردد أو ندم".

    ومرت السنوات الطويلة سبعة عشر عامًا، خرج الزوج بعدها ليواصل مع "أمينة" الأمينة رحلة الوفاء والكفاح، ومرت سنوات قليلة على هذا الزواج، وفي العام السادس قُبض على الأستاذ "كمال السنانيري"، وأودع السجن مرةً أخرى، واستشهد على أيدي الطغاة الجبابرة، الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة! استشهد الزوج المجاهد تحت سياط التعذيب في سجون مصر المحروسة؛ لأنه اتهم بالمشاركة في الجهاد الذي كان يقوم به الأفغان ضد الاتحاد السوفيتي السابق، على شهيدنا رحمة الله، وتقبله في الصالحين، وبلَّغه منازل الصديقين.
    وظلت "أمينة" تعيش على تلك الذكريات الجميلة، ذكريات الحب والوفاء والجهاد والإخلاص.

    رحلتها مع الشعر:
    الموهبة أساس في أكثر الفنون، ولا سيما الشعر، وكما يقولون فالشاعر يولد ولا يصنع، وقد كانت "أمينة" من هذا النوع من الشعراء الذين يولدون ولا يصنعون، وبالإضافة إلى الموهبة الفطرية فقد كان لأحداث حياتها المختلفة انعكاسها على اهتمامها الأدبي، فنجدها قاصة متميزة، وإن غلبت كتابتها للقصة على كتابتها للشعر؛ حيث أبدعت أكثر من مجموعة قصصية، وقد نشرت عددًا من قصصها في المجلات المصرية، مثل: مجلة (الأديب)، ومجلة (العالم العربي)، ومجلة (الآداب)، وبالنسبة لإنتاجها الشعري فلها ديوانها: (رسائل إلى شهيد)، وقد كتبت أكثره في زوجها الشهيد "السنانيري"- رحمه الله.


    وكانت "أمينة" قد بدأت كتابة الشعر منذ سن مبكرة، وكان الناقد الكبير والشقيق الأكبر "سيد قطب" يوجهها ويقوِّم إنتاجها، غير أنها انشغلت بكتابة القصة أكثر إلى أن كان ارتباطها بالشهيد "كمال السنانيري"، فتفجرت قريحتها عن ينابيع من الرسائل الشاعرية والشعرية.


    حادث هائل في حياة قلب:
    هكذا يمكننا أن نقتبس من كلامها في الحديث عن ديوانها وقصائده المتنوعة، والتي تدور حول زوجها الشهيد ومعاناته في سجنه هو وأهل الحق، وصبرهم على الإيذاء والتعذيب، والصراخ في وجه الظالمين المتجبرين الذين لا يعرفون للإنسان أي قيمة وينتهكون كرامته، ونلحظ أنها لا تستسلم أبدًا لليأس أو القنوط من رحمة الله؛ لأنها ترى في استشهاد زوجها مكسبًا تتمنى أن تنال مثله, وترى في ذلك قربانًا من أجل دعوة الله، وضريبة يجب دفعها حتى تشرق شمس الحرية. إن استشهاد زوجها لا يمثل قضية ذاتية فقط؛ لأنها هي التي فقدته، وقلبها هو الذي يحترق، لم يكن الأمر كذلك دائمًا، بل استشهاد زوجها هو قضية أمة؛ لأنه مات من أجل هذه الأمة تمامًا، مثلما استشهد أخوها الشهيد "سيد" من قبل، ومثلما استشهد الكثيرون من إخوانه في عهد مظلم متجبر.


    من نماذج شعرها المتميزة:
    وقفت "أمينة" ديوانها على زوجها، فهو إذًا أشبه برثائية كبيرة؛ وهو ما يذكرنا بـ"الخنساء" في رثائها لأخيها "صخر"؛ حيث رثته بأكثر أشعارها التي أبدعتها.

    ولرثاء "أمينة قطب" لزوجها مذاقه الخاص الذي ينبع من كونها شاعرة وزوجة ومسلمة، ولها فكرتها التي تؤمن بها في الإصلاح والدعوة إلى الله.
    فهو رثاء للحبيب الذي استأثر بقلبها:
    شاقني صوتك الحبيب على الها تف يدعو ألا يطول غيابي
    شاقني أن تقول لي: طال شوقي قد غدا البيت موحشًا كاليباب
    شاقني ذلك النـــداء حـنونًا فلتعودي لعالم الأحباب
    شاقني أن تقول: حبك بـعــدًا لا تعيدي بواعث الأسباب

    وهو الزوج المسلم الذي يعرف جيدًا كيف يعامل زوجته وفق منهج الله، فلا يخطئ في حقها أو يكدر عيشها، بل يفيض عليها من الود والرحمة:
    قلبت في صفحات عمرك علني ألقى من الأخطاء ما ينسيني
    إشراقة الوجه الحبيب على المدى منذ التقينا من عديد سنين
    فتشت على الذكريات تصدني عنها وتهجرني دموع أنيني
    فبحثت في عهد الشباب فلم أجد عملاً معيبًا مخجلاً لجبين
    عف اللسان وعن حديث هابط تنأى وتبعد مؤثرًا لسكون

    وهو المجاهد الذي بذل روحه من أجل مجد الدين الحنيف:
    ما تخيلت عالمي وحــياتي قد تغشاهما صقـيع المــنون
    غير أن الرحـيل كان سريعًا لا يبالي بما بـدا فـي ظنوني
    وإذا القلب والديــار خـواء يبعث الليل في دجـاها شجوني
    وطيوف الذكرى تروح وتغدو في حريق للقلـب يدمي جفوني
    أتعزى بالـذكــر أن "كمالاً" قد شرى بالحياة مجــدًا لديني
    لم يمت ميتة الضعيف فيمسي كل ذكـر لمــوته يخــزيني
    غير أن الفراغ من كل شـيء كان لابد ثـقـلـــه يـضنيني

    تلك نماذج من صفات الزوج الحبيب، وللشاعرة في ديوانها الكثير من الصفات الطيبة التي اتسم بها هذا الزوج الوفي، وتصب كلها في معاني الشجاعة والبسالة، والصبر والإيمان، والجهاد والتفاني.

    وإذا فتشنا في شعرها عن أثر فقدها لزوجها وجدنا منه الكثير، ويتراءى هذا الفقد في مخيلتها طوال الوقت، ويملأ جنبات نفسها كذلك، وأحيانًا ينعكس على ما حولها من موجودات، حتى الجمادات أحست مع الشاعرة وتأثرت بهذا الفقد؛ وهو ما يوحي بشدة الأثر الذي خلفه غياب الزوج الحبيب عن زوجته.

    وتأتي ليلة القدر فتتذكر الشاعرة زوجها، وقد قلبت هذه الليلة المباركة عليها المواجع؛ وهو ما يوحي بذكريات كانت لهما معًا في طاعة الله، ثارت مشاعر الزوجة تحنانًا لها:
    ليلة القدر خبريني بمـــاذا سوف ألقاك.. كيف أخفي شجوني
    كيف أخفي الهموم والقلب باك وغـزير الـدمــوع ملء جفوني
    وطيوف الذكرى تُعيد الليـالي في خيـــالي وعالـمي المحزون

    وفي قصيدتها: "الباب المغلق" تتحدث الشاعرة عن باب بيته الذي أخذ منه ولم يعد:
    طـال شوق المفتاح والباب يرنو ويعاني صمتًا مـريرًا كئيبا
    في انتـظار قد طـال منذ شهور لم ير الطارق الـودود الحبيبا
    كلما طـاف بالمـكان أنــاس راح يرنو مـعذبـًا مكـروبا
    عل فيـهم ذاك الـذي كان يغدو أو يـرى ذلك الحـبيب مجيبا



    توفيت الداعية أ/ينة قطب في 7/1/2007 .. رحمها الله .. وأسكنها فسيح جناته .. وجمعنا معها في عليين .. اللهم آمين ...
    [/frame]

    </B></I>
     
  6. الصورة الرمزية فله المميزة

    فله المميزة تقول:

    افتراضي رد: المسآبقة الصيفية الضخمة ~~{ همم نحو القمم }~~قسم الشقائق،،

    ماذا صنعت هذه المرأة في قصر الأفراح ؟
    شامل بن إبراهيم

    ... أجبرت من جهة الأهل على أن تذهب لحضور زواج أحد أقاربها، فرفضت لأنها تعلم ما الذي ستجده في ذلك الزواج من منكرات ولكن أهلها أصروا عليها حاولت إقناع والدتها ولكن محاولتها باءت بالفشل.
    فذهبت وهي مكرهة تدعوا الله أن يعينها على إنكار المنكر والأمر بالمعروف. ومع دخولها صالة الأفراح إذ بضجيج الموسيقى الصاخبة ينتشر في كل مكان، رأت أنواع وأشكال اللباس الذي أظهر المفاتن والعورات.
    بكى فؤادُها على تلك المناظر المخزية لبنات المسلمين.. رددت لقد استطاع الأعداء أن يلعبوا لعبتهم، حاولت الإنكار بذلت جهد ولكن لا حياة لمن تنادي..
    أرادت الخروج من هذا الجو المشبع بالمنكرات وبما يغضب الله ولكن أين تذهب ؟ أخذت تبحث في الصالة عن مكان تمكث فيه حتى تعود إلى المنزل ويكون بعيداً عن هذا الضجيج الذي آذاها فلم تجد سوى غرفة بعيدة في أقصى الصالة وقد خصصت للخادمات وقالت:جلوسي هنا أسلم لنفسي وديني..علت الدهشة وجوه الخادمات تجرأت إحداهن فسألتها:لماذا لا تشاركين الناس فرحتهم ؟
    فوجدت في محادثتها لهنّ بغيتها في الدعوة إلى الله وبالفعل أخذت توجه وتنصح وتبين سماحة الإسلام، وكان هناك من بين الخادمات نصرانيات فكان ثمرة تلك الدعوة وتلك الليلة إسلام إحداهنّ.
    فالله أكبر، ويا لها من همة عالية...
    وقفة: قال ابن قدامه رحمه الله في المغني: إذا دعي الإنسان إلى وليمة فيها معصية كالزمر، والعود، ونحوه وأمكنه الإنكار وإزالة المنكر لزمه الحضور والإنكار:لأنه يؤدي فرضين إجابة أخيه المسلم وإزالة المنكر وإن لم يقدر علي الإنكار لا يحضر، وإن لم يعلم بالمنكر حتى حضر أزاله فإن لم يقدر انصرف...
    من كتاب ( تجارب دعوية ناجحة ) بتصرف
    محبكم في الله / شامل



     
  7. الصورة الرمزية فله المميزة

    فله المميزة تقول:

    افتراضي رد: المسآبقة الصيفية الضخمة ~~{ همم نحو القمم }~~قسم الشقائق،،

    عجوز ولكنها داعية
    شامل بن إبراهيم

    قالت إحدى الداعيات: ذهبت يوما إلى المستشفى في الصباح الباكر فإذا بي أرى امرأة كبيرة في السن، تأتي مبكرة مثلي، ولعل ابنها أتى بها وذهب الى عمله لكن طال عجبي وهي تحمل كيساً كبيراً يخط منها على الأرض بين الحين والأخرى حتى استوت على كرسي في غرفة المراجعة فشمرت عن ساعدها وفتحت الكيس، ثم بدأت توزع الكتب على المراجعات وكلما أتت مراجعة جديدة وجلست قامت إليها واهدتها كتابا.
    قالت الداعية: فجاء موعدي وقمت إلى الطبيبة ثم إلى المراجعات في المستشفى انتهى بي إلى الصيدلية، ثم عدت إلى مكاني الأول الذي أتيت إليه قبل أربع ساعات فإذا المرأة في مكانها وتعمل عملها.
    فعلمت أنها من أكبر الداعيات، وما أتت إلى هذا المكان إلا لهذا العمل العظيم، مع تأكدي من بعد منزلها، وكبر سنها وضعفها ومع هذا تحمل كيساً لا يحمله إلا الأشداء من الرجال، يا ترى كم من امرأة استقام أمرها، وكم فتاة صلح حالها، كم من سافرة تحشمت وكم من مفرطة أنابت وكل ذلك في ميزان حسنات هذه المرأة العجوز لا ينقص من أجر الفاعلة شيء.
    أليست هذه نعمة من الله عظيمة بلى والله.
    فأقول أين نحن من حرص هذه العجوز على الدعوة إلى الله يا رجال ؟
    إعداد شامل..
    المصدر كتاب / من عمل صالحاً فلنفسه



     
  8. الصورة الرمزية سيدرا

    سيدرا تقول:

    افتراضي رد: المسآبقة الصيفية الضخمة ~~{ همم نحو القمم }~~قسم الشقائق،،

    جزاكم الله خيراً


    هيا الدوسري


    لم يخطر ببالي أن أدخل موسوعة جينس للأرقام القياسية في يوم من الأيام حين صرت أول داعية عربية تدخل أدغال نيجيريا للدعوة إلى الله كما أفادنا بذلك الدعاة هناك.

    كانت مغامرة لم يخبرني زوجي بمدى الخطورة فيها حتى لا أتراجع، مغامرة حقيقية لم أندم عليها، فهي جميلة ممتعة وشيقة مفيدة نرجو فيها الأجر إن شاء الله.

    بدأت الفكرة حينما دُعيَ زوجي لملتقى دعوي في نيجيريا من قِبَل دعاتها وألحوا كثيراً في الطلب لمدة سنة تقريباً، ثم وافق على الرحلة وقرر الذهاب لوحده، ثم خطر في باله أن يصطحبني معه في الرحلة، فشاور الدعاة هناك فلقي منهم ترحيباً حاراً وأكدوا عدم وجود أي خطر، وبينوا له فائدتها العظيمة على الداعيات هناك ثم عرض عليَّ الفكرة فترددت في البداية ثم توكلت على الله ووافقت مع علمي ببعض المخاطر، حيث أدغال إفريقيا المشهورة بالأمراض والملاريا، كنت متخوفة من بعد المسافة والبعد عن أطفالنا أيضاً، فأنا لم أتعود السفر بدونهم وخاصةً ابنتي الصغيرة ذات الأربع سنوات، كما تخوفت من النصارى والوثنيين الموجودين هناك، وكذلك الوحدة والبعد عن الأقارب إضافة إلى حاجز اللغة وغير ذلك من المخاوف التي تبين لي فيما بعد أنها أوهام وتخيلات ووساوس من الشيطان ليصد عن ذكر الله وعن نشر الدعوة.

    كان المطلوب من زوجي أن يقيم ملتقاً دعوياً لعدد من الدعاة، وطلب مني أن أقيم أيضاً ملتقاً دعوياً للداعيات فأجبت: ولكني لا أحسن الإلقاء فقال: لاعليك فأنت بالنسبة لهم عالمة كبيرة فأقنعني ورتّب لي دروساً لإلقائها عليهم.

    بدأت الاستعدادات للرحلة، ثم بدأنا السفر عن طريق دبي إلى لاغوس العاصمة التجارية البحرية، ركبنا الطائرة إلى دبي فلم أستغرب شيئاً، لكن لما ركبنا الطائرة المتجهة إلى لاغوس تغيرت الوجوه ورأيت أشياء غريبة من الركاب في اللباس والتصرفات فهم من نصارى نيجيريا يعلقون الصلبان ويرتدون اللباس العاري وكانت أشكالهم مخيفة فقلت في نفسي: (هذا أول خير. . . هونت برجع. . . ولكن. . !!).

    في الطائرة أدركتنا صلاة المغرب والعشاء لكن تبين أن الطائرة غير مجهز للصلاة فوجدت حرجاً في أداء الصلاة إذ لا يوجد مكان مناسب والعدد الكثير من الركاب من النصارى والأجانب فلم أر أحداً يصلي، لكن ذلك لم يمنعنا من أداء الصلاة مع ضيق المكان، حيث حشرت نفسي في بعض ممرات الطائرة وصليت، والحمد لله شجع ذلك بعض المسلمين فاقتدوا بنا وصلّوا بعدنا في نفس المكان.

    في مطار لاغوس
    وصلنا إلى مطار لاغوس فكنت أشعر بالخوف والرعب في بلد غريب ومن أناس يتكلمون بلغة لا نفهمها، وهم يجيدون اللغة المحلية والإنجليزية، وكان زوجي يتكلم معهم بالإنجليزية – وللعلم يوجد في نيجيريا أكثر من مائتي لغة مختلفة غير اللهجات- وكنت كالبكماء لا أفهم ولا أتكلم، فقط أتفرج وأشاهد مخلوقات الله، وكنا غريبين حقاً في المطار بحجابي وثوب زوجي الأبيض الناصع البياض، بينما الناس هناك يلبسون الملابس الملونة الغريبة.

    خرجنا من المطار وكان في استقبالنا سيارتان فيها عدد من الدعاة لكنهم كانوا يتكلمون مع زوجي بالإنجليزية ولا يجيدون العربية، ثم انطلقنا ودخلنا شوارع لاغوس فرأيت عالماً غريباً، فتحت عيني بكل قوة لأنظر إلى عالم مختلف جذرياً عما تعودت عليه، وكنت أشير لزوجي كلما رأيت شيئاً غريباً، وكذلك كان يفعل، أدركت كم هو ممتع التعرف على العالم من حولنا، كم هو جميل أن تكسر (الروتين) الذي تعودت عليه لترى ما لم تر عينك من قبل من العجائب والغرائب.

    نزلنا وكانت السماء ملبدة بالغيوم والجو لطيفاً فقلت في نفسي: (الله يرحم حالنا في تنور الرياض وسمومه الحارق).

    سارت بنا السيارة إلى مسجد ليس بالبعيد من لاغوس فوجدنا جمعاً من الدعاة الأفاضل في استقبالنا ومعهم إحدى الداعيات لاستقبالي – وكانت تلك المرأة تجيد العربية بطلاقة – وهذا من حسن أخلاقهم وجميل أدبهم.

    دخلنا إلى مصلى النساء فأصرت عليّ الأخت الداعية أن أصلي بها جماعة فصليت بها وأدينا الصلاة جمعاً وقصراً في المسجد ثم انطلقنا إلى مقرنا فمررنا بمدينة (إيبادان) وتوقفنا فيها قليلاً، وهي أكبر المدن الإفريقية في غرب إفريقيا حيث يزيد سكانها على عشرة ملايين نسمة بل قد يصل إلى خمسة عشر مليون – يعني باختصار حارة من حاراتها تساوي عدد سكان بعض الدول- توقفنا فيها لصرف النقود وشراء بعض الحاجيات لأن القرية قد لا نجد فيها بعض الضروريات مثل المكرونة والشطة التي تعودنا عليها.. مدينة غريبة يصعب وصفها لكن باختصار هي مدينة الرياض قبل خمسين سنة لكن وسط طبيعة خلابة ساحرة وأدغال كثيفة، كانت الأغنام مختلطة في الشوارع مع البشر، ولا تدري هل الشارع ممر أغنام أم طريق سيارات؟.. حتى أغنامهم كانت غريبة فهي صغيرة جداً وقصيرة وتزاحم السيارات لكنها محترفة في تفادي الاصطدام بالسيارات لخبرتها الطويلة والتي كانت مثار إعجابي بها! مما يدل أنها تعمل عقولها أكثر من بعض الناس.

    صرف زوجي مبلغ أربعمائة دولار مبدئياً كمصروف يومين أو ثلاثة فيما كنا نظن، ولكن لم يخطر ببالنا أنه سيكفي لمدة الإقامة كلها بل ويبقى أكثر من نصفه، حيث بلغ المبلغ سبعة وخمسين ألف نيرة وهو مبلغ كبير يكفي لشراء عشرة هكتارات زراعية أي أكثر من مائة ألف متر مربع، باختصار شراء حي كامل هناك في ضواحي المدن المتوسطة، والمصيبة أن المبلغ كبير إلى درجة أنه إذا وضع في (كيسة) لا يتسع الجيب العادي لإخفائه وحمله، وذكرني ذلك بصورة كنت رأيتها لنقود ألمانيا حينما هزمت وفرضت عليها غرامة تكاليف الحرب فانخفضت عملتها إلى درجة أن شراء بعض الخبز يتطلب حمل سلة كبيرة مملوءة بالنقود يحملها شخصان.

    توجهنا من (إيبادان) إلى مدينة (إيوو) مقر إقامتنا ومكان إقامة الملتقى الدعوي، وفي الطريق كنت أتبادل مع زوجي كلمات الإعجاب بالطبيعة الساحرة والمناظر الخلابة التي كانت في الطريق الذي يشق الأدغال والمزارع بصورة جميلة بشكل يجعل المسافر لا يمل من السفر بل يستمتع بالسفر فيها، فالأشجار والأنهار والعشب والزروع والثمار وغيرها تتكلم بلغة لا يفهمها إلا من رآها، وتجعلك تعجز عن الكلام وتقول سبحان الخالق، وهذا هو الفرق بين إفريقيا وبلاد الغرب فإفريقيا: الطبيعة على حالها بدون تدخل الإنسان إما في الغرب والشرق فقد شوه الإنسان الطبيعة الخلابة، هناك حيث الأدغال والغابات الطبيعية التي لا تستطيع المشي فيها من كثافتها وتشابكها وكثرة أغصانها وأشجارها.

    أردنا الحصول على بعض المشروبات الغازية فاكتشفنا أنها عملية معقدة وصعبة حيث لا توجد المشروبات التي تعودنا عليها وتحرّج الإخوة معنا كثيراً لأنهم لم يجدوا من يبيعها بسهولة ثم عثروا على أشياء تشبه المشروبات فأخذناها مجاملة ونسينا أمر المشروبات إلى أجل غير مسمى، ثم بعد عدة أيام عثرنا على بعضها ففرحنا بها.

    في الطريق – (وكالعادة ناس ما شافوا خير)- كنا نصور كل شيء كالمجانين، ومن فرط اللقافة صورنا رجال الشرطة الذين كانوا يستوقفون الناس في الطريق فغضب الشرطي وأوقفنا – ثم تكلم معه الإخوة وبعد فترة هداه الله وفك أسرنا وعلمنا فيما بعد السبب حيث أن (كاميرتنا) الفضولية صورتهم وهم يستلمون الرشوة من سيارات الأجرة كما هي عادة الشرطة هناك فظن أننا نريد إيذاءه.

    في إيوو مدينة العلماء
    وصلنا مدينة إيوو التي تشتهر بأنها مدينة العلماء والدعاة والمحجبات لكثرتهم فيها وانتشار النشاط الدعوي بقوة وظهور التيار السلفي هناك على يد الشيخ المجدد عبد الباقي محمد ذي التسعين خريفاً أمد الله في عمره وأحسن خاتمته، وكان الإخوة والدعاة في استقبالنا أيضاً، وكانوا قد رتبوا لنا دوراً كاملاً في منزل الدكتور سراج الدين بلال الأسرع حفظه الله، حيث أن الفنادق هناك خمسة نجوم تحت الصفر ولا تليق بمقام الضيوف في نظرهم وفيها خمور وعربدة ومخاطر السرقة فكان البيت هنا أحسن وأكثر أمناً وفيه حراسة من باب الاحتياط فقط ، كما يسكن الدكتور وأهله وعدد من الدعاة في الدور الأرضي، وكان مكاناً مناسباً ونظيفاً، لكن الترف الذي اعتدناه لم يتقبل بعض مظاهر البساطة التي كانت عندهم، حيث لم يصل الماء للمسكن بعد فيضطرون لجلب الماء ووضعه في براميل، وهذا يعني أنه لا توجد حنفيات ولا صنابير ماء.. يا إلهي، في البداية صدمت وقلت كيف؟: يعني نغرف الماء؟! ولا يوجد مكيف! نعم الهواء عليل لكن داخل البيت يحتاج إلى مكيف نظراً لطبيعة الجو الاستوائي، ثم قالوا توجد مروحة ففرحنا بها قلنا (تمشي الحال)، ثم صدمنا حين انقطع التيار الكهربائي علينا فجأة فعلمنا أنّ مشكلة الكهرباء من المشاكل العويصة عندهم، لكن كم هو غني من يوجد عنده مولد احتياطي يعمل عند الحاجة، وهو ما حصل لنا ذلك اليوم حيث عمل المولد وسارت الأمور لكن ليس على ما يرام.

    مشكلة الكهرباء هذه أوقعتنا في مشاكل كثيرة، منها أنها أحرقت الأجهزة التي وضعها لنا المضيف من مسجل وفيديو وتلفزيون وغيرها فاضطررنا إلى الاستغناء عنها إلى نهاية الرحلة، وكنا نستمتع ببعض برامجهم وأفلامهم المفيدة لكن حرمنا منها بسبب الكهرباء.

    اشترينا بعض الحاجيات وعدنا للبيت لكنّنا لم نجد الثلاجة! فأحضروا ثلاجة للدعاة الزائرين، وكانت ثلاجة من بقايا الدولة العثمانية الغابرة لكنها تفي بالغرض.

    كان استقبالهم رائعاً لي ولزوجي فشعرنا أننا لا نستحق بعضه، حيث حضر عدد كبير من الدعاة للسلام على زوجي، وكذلك الحال معي، وقد أظهروا من الحفاوة والتكريم ما ينم عن طيب قلوبهم وكرمهم، ولسان حالهم يقول إن كانت بيوتنا متواضعة لا تليق بمقامكم فإن قلوبنا لكم مسكن وأفئدتنا لكم بيت ومأوى فاعذرونا، وهذا جهد المقلّ الفقير المعدم فسامحونا، فجزاهم الله خير الجزاء.

    قدموا لنا الأكل في البداية كعشاء وهو عبارة عن كبدة طازجة مع شيء مع الإدام، لكن المعدة التي تعودت على الوجبات السريعة وعلى (المفاطيح) الحارة وتدسيم الشوارب لم تتقبل الكبدة الباردة – ومن عادتهم أكلها باردة وهذا من الكرم عندهم- كما أن الإدام البارد لم تستسغه معدة الدعاة المترفة، فبتنا طاوين وأجرنا على الله وفي سبيل الله ما لاقينا.

    في الصباح الباكر كانت عصافير أمعائنا تزقزق وتحلم بالبيض والجبن والحليب الدافئ والفول والعسل والفول السوداني والزيتون الذي اعتدنا عليه، وسال اللعاب حين طرق الباب وقالوا: الفطور جاهز.

    فتحنا صحن الإفطار فإذا كبدة الأمس تأتينا مرة أخرى فكاد يغمى عليّ وقلت: يا إلهي كبدة أمس تلاحقنا، وماذا معها؟. فول مدمس بارد كأنما خرج من الثلاجة، فقلنا إنّا لله وإنّا إليه راجعون، وفي سبيل الله ما أحلى المنون وأصبحنا أيضاً طاوين.

    قلت لزوجي: هذا وضع لا يطاق ويظهر أن هذه الكبدة ستلاحقنا لمدة أسبوع إلى أن نأكلها. فقال: ما الحل؟. فقلت نذهب إلى أقرب (سوبر ماركت) ونشتري كل ما نحتاج. فقال: فكرة رائعة: وسألناهم: هل يوجد سوبر ماركت فقالوا: نعم. ففرحنا وقلنا نحتاج شراء بعض الحاجيات وحملنا معنا (كيس) النقود، فلما ذهبنا إلى (السوبر ماركت) الكبيرة إذا بها مغلقة. فقلنا: لماذا؟ فقالوا: إنها تفتح حسب الطلب حيث تقيم السيدة اللبنانية مالكة السوبر ماركت فوق المبنى وتخرج عن طريق نداء العميل لها بأعلى صوته كل مرة عند الحاجة، نزلت السيدة وفتحت السوبر ماركت.. ويا للهول.. صدمنا وقلنا أين السوبر ماركت وظننا أنها في الدور العلوي فقالوا: هذه التي بين يديك ولم نصدق، وقلنا هذه بسطة البائعات عندنا (فرقنا) أو بالكثير كشك في زاوية سوق... لكن الشكوى لله... لننظر ماذا عند السيدة فوجدنا ولله الحمد وبفضل من الله أكلتنا المفضلة المكرونة والأرز وشيئاً يشبه الشطة وشيئاً يشبه الجبن وأخذنا حبات من البيض لأنها تباع بالعدد وليس بالطبق ولا ندري هل هو بيض دجاج آو ديك رومي، المهم أنه يشبه بيض الدجاج، لكن كنا متأكدين أنه ليس بيض تماسيح، وأخذنا المشتريات كلها في السيارة ولم نجد عربة لحملها فحملناها بالطرق التقليدية وتمت العملية بسلام، ورجعنا إلى البيت وكانت إحدى الأخوات حفظها الله تساعدنا في أمور الطبخ فأخبرتها بطريقة طبخنا وساعدتها حتى حصلنا على طبخنا المعتاد بحمد الله واستطعنا إسكات بطوننا الجائعة، ومر اليوم الثاني بسلام.

    كلام العرب دليل شرعي !!
    كان سكننا في وسط المجتمع النيجيري سبباً في تعرفنا عليهم عن قرب، وحين اقتربنا منهم اكتشفنا فيهم مظاهر جميلة وعادات حميدة نفتقدها في بعض مجتمعاتنا: فمنها أن قلوبهم طاهرة بسيطة خالية من الحسد، والعجيب أنهم لا تنتشر عندهم العين (النضل) بل لا يكادون يعرفونها، وذلك لطهارة قلوبهم وبساطتهم وحب كل منهم الخير للآخر، ومنها التقديم والاحترام فيما بينهم عند التحية والسلام والخضوع والتذلل إلى درجة زادت عن الحد المشروع حيث ينحني الواحد منهم للآخر حتى يكاد يركع من باب التقدير والاحترام مع حسن خلق وتواضع وابتسامة صادقة، وقد بينا لهم أن هذا لا يجوز وأن الركوع لا يجوز إلا لله، لكن هكذا اعتادوا على تقدير الكبير واحترامه بصورة كبيرة بحيث لا يخرج الصغير عن أمره مهما كان مع حسن خلق وتواضع وخضوع، ومنها حبهم للخير وسرعة تقبلهم بصورة عجيبة وسيرد ذلك أمثلة إن شاء الله.

    ومن جوانب الخير في هذا المجتمع أن المسجد يكتظ بالمصلين في صلاة الفجر أكثر من غيرها، ولأجل هذا تعودوا أن يكون هناك موعظة بعد الفجر - وليس بعد العصر كما هو عندنا- حيث يستيقظون باكراً ثم يذهبون لطلب الرزق بعد الفجر.

    والمجتمع النيجيري يحب العرب بصورة منقطعة النظير ويرون أنهم أولاد الصحابة بل ويرون أن كل عربي من أهل البيت، ولذا تجدهم يقبلون منه بلا حدود بصورة عجيبة، ومن الطرائف أننا لما ذهبنا إلى إحدى القرى لإلقاء محاضرة هناك وتكلم زوجي عن بعض النصائح، قال لنا الدعاة: إن كلامكم سوف يظل نبراساً لهم عشرات السنين يذكر بعضهم بعضاً به ويقولون ألا تذكر ما قال العربي في يوم كذا!! وكأنه دليل شرعي يحتجون به، وهذا يزيد من المسؤولية على الدعاة العرب.

    ومن صفاتهم حبهم للأسماء العربية، فحينما وزعنا الشهادات على الأخوات وجدنا الأسماء عربية من أسماء الصحابيات مثل خديجة وعائشة وفاطمة وسمية ونحوها، ويسمون الرجال بأسماء الأنبياء والصحابة، فقلت أين هؤلاء من بعض المسلمات اللاتي يكرهن هذه الأسماء ويتقززن منها ويبحثن عن الغريب الأجنبي أو المشابه للأجنبي وكأن اسم ابنة إحداهن علبة عطر لابد أن يكون مميزاً على غرار أرقام الجوال ولوحات السيارات المميزة!!.

    في اليوم الثالث ذهب زوجي لإلقاء بعض المحاضرات والقيام بزيارات دعوية، وبالنسبة لي حضر بعض الأخوات فطلبن مني إلقاء درس عليهنّ فألقيت أحد الدروس الجاهزة التي أعدها زوجي وكنت أتوقف بعد كل مقطع وأشرحه وتقوم إحدى الأخوات بترجمته.. كانت عملية معقدة وصعبة بالنسبة لواحدة تلقي درساً لأول مرة في حياتها.. لكن العملية نجحت وأعطتني دفعاً كبيراً للأمام، وأحسست ببعد نظر زوجي وخبرته، وقد فرحت الأخوات بالدرس واحتفين به كثيراً ولله الحمد والمنة، حيث حضر أكثر من عشرين امرأة في الدرس الأول، والدرس الثاني وصل قُرابة الأربعين وهن يزددن حماساً وكتبن فيّ القصائد بالعربية - ممن يحسنّ العربية منهنّ- تعبيراً عن شكرهن وامتنانهنّ بالفائدة التي حصلن عليها.

    الأغنام والدجاج تتلقى المحاضرات !
    بدأ الملتقى في اليوم الرابع لحضورنا في مكان معد لإلقاء المحاضرات للدعاة وآخر للداعيات، وكان المكان أخضر جميلاً يحيط به العشب من كل جهة فسبحان من حباهم هذا الجمال والخضرة في كل مكان.

    حضر من الرجال أكثر من مائة وأربعين داعية من نخبة الدعاة في نيجيريا، وألقى عليهم زوجي لمدة خمسة أيام خمس عشرة محاضرة في التربية والدعوة وأمور الشريعة وتطوير الملكات والمهارات، وانتفعوا بها كثيراً كما أوضحت الاستبانات التي ملئت في نهاية الملتقى.

    وكان لنا أيضاً ملتقى نسائي للداعيات اللاتي يتكلمن العربية وقد بلغ عددهن في حدود ثلاثين إلى أربعين داعية، وكنتُ المحاضرة الوحيدة فيه لمدة خمسة أيام، حيث كنت ألقي يومياً محاضرتين في الصباح، تبدأ المحاضرات من الساعة التاسعة إلى الساعة الواحدة ظهراً، مع استراحة بين المحاضرات لمدة نصف ساعة يتخللها الشاي وبعض الأناشيد والقصائد الترحيبية.

    ومن الطريف أن الأغنام والدجاج كانت تحضر معنا الدروس وتستمتع بأكل الأعشاب مع الاستماع للدرس في الوقت نفسه، ومن الطريف أيضاً أنني عند نزولي من السيارة يحملون عني حقيبتي - من حسن أخلاقهم- ثم يصطفّون في استقبالي وينشدون نشيداً ترحيبياً جميلاً طريفاً، ثم يجلسون للاستماع للدرس.

    كنت أجهّز الدرس مع زوجي بعد رجوعه من الملتقى عند الساعة التاسعة أو العاشرة ليلاً كل ليلة فكنا نسهر سوياً على التحضير ومراجعة الدروس حيث أقرأ عليه وأسأله عما يشكل عليّ، ونجحت بحمد الله، وقد دل على ذلك الاستبانات التي وزعت على الداعيات في نهاية الملتقى حيث كتبن فيها من الإعجاب والثناء ما لا أستحقه، ومن الطريف أن بعضهن أصبح ينادينني (الشيخة) وبعضهن ينادينني (الدكتورة) لأنني زوجة الدكتور فقلت: الحمد لله شهادة دكتوراه مجاناً وبلا تعب!، ومن الغريب أنهن يحببن العربية وأدبها وخاصة الشعر وقد كتب عدد منهن قصائد ثناء في الدروس وفي شخصي، حتى كدت أصدق ما يقلن، لكن حينما رجعت أفقت من أحلامي وعرفت قدري.

    كانت فترة الملتقى بما فيها من أجمل أيام حياتي، وكنت فيها في غاية السعادة، كان لها لذة غريبة لم أجدها هي متع الدنيا كلها، إنها لذة الطاعة والعبادة والدعوة إلى الله، لا تعدلها لذة ولن يحس بها إلا من جربها، اللهم لا تحرمنا منها، وارزقنا الإخلاص في القول والعمل.

    وفي نهاية الملتقى أقيم حفل ختامي للرجال وآخر للنساء اشتمل على افتتاح بقراءة للقرآن الكريم من قِبَلِ إحدى الداعيات ثم كلمة شكر وثناء لي ولكل من شارك في الملتقى، ثم كلمة لضيفة الملتقى – حضرتنا-، ثم توزيع الجوائز على المتفوقات، ثم قمت بتوزيع شهادات حضور الدورة على الحاضرات، ثم الختام بالقراءة، وتخلل ذلك بعض الأناشيد الجميلة والطريفة.


    المصدر: مجلة الأسرة العدد (163) شوال 1427هـ
    إذا جلست في الظلاّم,,بين يدي
    الملك العلاّم,,
    استعمل..{أخلاق الأطفال,,
    فالطفلُ إذا طلب شيئا,،ولم يُعْطَه..{ بكى حتى يأخُذه
    فكن أنت هذا الطفل,,وأطلب
    حاجتك
     
  9. الصورة الرمزية Opto.Hamza

    Opto.Hamza تقول:

    Thumbs up رد: المسآبقة الصيفية الضخمة ~~{ همم نحو القمم }~~قسم الشقائق،،

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فله المميزة مشاهدة المشاركة
    دور المرأة في الدعوة


    وإذا كان الخطاب في الأمم السالفة موجها للرجال فقط.. فهو في المجتمع الإسلامي موجه للرجال والنساء معا.
    فيوم أُمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بدعوة عشيرته الأقربين.. دعا عمه العباس.. ودعا عمته صفية.. ودعا ابنته فاطمة.. وضعهم أمام مسؤولياتهم، وأخبرهم بأن يختاروا لأنفسهم، ويسارعوا بالانضمام إلى ركب الدعوة، فهو لا يغني عنهم من الله شيئا.
    هذا النداء.. هو أعظم وسام علقه الإسلام على صدر المرأة.. فلم يعد مجتمع الدعوة قاصرا على الرجال.. بل وانضمت المرأة إلى الموكب.. لترفع البناء يدا بيد ضمن توجيهات الوحي والنبوة.. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما النساء شقائق الرجال)[1] ، ويقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (كنا في الجاهلية لا نعد النساء شيئا، فلما جاء الإسلام وذكرهنّ الله، رأينا لهن بذلك علينا حقا) [2].
    ولم تستجب المرأة للدعوة تبعية للرجل.. بل فهمت أن الدعوة تعنيها كما تعنيه.. فسبقته أحيانا وكان يسبقها في أحيان أخرى. عن عبدالله بن عباس (رضي الله عنهما) قال: (كنت أنا وأمي من المستضعفين، أنا من الولدان وأمي من النساء)[3] ، فلم تكن أم الفضل ولا ابنها على دين زوجها يوم كان العباس على دين قومه.
    وفي السيرة روايات كثيرة عن تسابق الرجل والمرأة.. الكل يريد اللحاق بركب الدعوة ليكون الأقرب إلى رسول الله قائد الركب.
    فما أن يعود النبي صلى الله عليه وسلم من غار حراء يرتجف خائفا حتى هدّأت خديجة (رضي الله عنها) من روعه، وبعد أن سمعت منه قصته قالت: والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتقري الضيف وتغيث الملهوف وتعين على نوائب الحق.. وأخذت بيده إلى ابن عمها ورقة بن نوفل..
    كانت خديجة أول من آمن من النساء بل ومن الناس جميعا.. حملت هموم النبي وهموم الدعوة.. وعندما حوصر المسلمون في شعب بني هاشم كانت خديجة وحدها تقريبا صاحبة التدبير في تـموين المسلمين المحاصرين..
    وخديجة الكبرى مجرد نموذج تقتدي به بناتها من بعدها في سيرهن الحثيث على طريق الدعوة.
    (والمرأة أكثر اهتماما بدينها من الرجل، ويبدو أن ما حباها الله وخصها به من مشاعر الحنان والرحمة والرقة جعلها أقرب إلى الفطرة الدينية من الرجل. ولازلنا نرى كثيرا من المتبرجات يعدن باختيارهن إلى حظيرة الاحتشام والالتزام بآداب الإسلام، برغم الجهود الجبارة المبذولة من كل القوى المعادية للإسلام في الداخل والخارج..)[4] . فهل يحاول الدعاة والداعيات، فيأخذوا بأيدي أخواتهن اللواتي مازلن يغردن خارج السرب الإسلامي.. فيقربوهن من ميدان الدعوة.. بدلا من الكلام القاسي الجاهل الذي يؤذي المشاعر وينفّر الجميع.
    عن عائشة أم المؤمنين أن أبا بكر ابتنى مسجدا بفناء داره، وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فينقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يعجبون منه وينظرون إليه.. وأفزع ذلك قريشا وقالوا: إنا خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا[5] .
    هكذا تنقذف المرأة نحو الخير.. إذا وجدت الفرصة المناسبة والداعية الموفق.
    والمرأة لا يؤثر عليها وهي صالحة فساد الرجل وطغيانه، ولاينفعها وهي طالحة صلاح الرجل وتقواه، فإنها ذات مسؤولية مستقلة فيما يتعلق بشؤونها أمام الله [6].
    )ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ، وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ( [7].
    [gdwl]
    [align=center] مآ شآء الله تعالى عليك ِ ... أختناا الفاضلة المتميّزة // فله المميّزة ...

    أحسنت ِ إنتقاء ً وسرعة ً في الرد على السؤال ...

    ومآ زالت الفرصة أمامكم لتزيدوا ... ولننتظر مشآركات باقي الأخوة والأخوات ...

    جزيتم الفردوس الأعلى ،،
    [/align][/gdwl]
     
  10. الصورة الرمزية Opto.Hamza

    Opto.Hamza تقول:

    Thumbs up رد: المسآبقة الصيفية الضخمة ~~{ همم نحو القمم }~~قسم الشقائق،،

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فله المميزة مشاهدة المشاركة
    خديجة الكبرى مثلهن الأعلى

    كان محمد صلى الله عليه وسلم، بعيدا عن ترهات قومه، حبب إليه الخلاء، فكان يأخذ السويق والماء ويذهب إلى غار حراء في جبل النور يتحنث ويتعبد ويتفكر في ملكوت السموات والأرض، وفيما وراءها من قدرة مبدعة.
    وكانت خديجة تؤمن له الهدوء الشامل، والاستقرار الكامل، تأخذ له الطعام إلى الغار إذا أبطأ عنها.. وتكلؤه بحبها إذا حضر إليها، كانت مقتنعة بعمله.. مدركة بفطرتها السليمة أن لزوجها شأنا عظيما..
    وعلى رأس الأربعين عاما، جاء الحق محمدا وهو في غار حراء، جاءه الملك فقال:
    اقرأ، فقلت:
    ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فضمني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال:
    اقرأ، فقلت:
    ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال:
    )اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم(.
    فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة، فقال:
    زملوني زملوني، لقد خشيت على نفسي يا خديجة.
    وتواجه خديجة العظيمة الموقف الكبير بمفردها، فلا تجزع ولا ترتبك ولا تتردد.. بل وتخاطب الزوج الخائف وتقول:
    كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. آبشر يا ابن عم واثبت فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة.
    ولا تكتفي بذلك التطمين الأوليّ لتثبيت القلب الخائف.. فتأخذ بيده إلى ابن عمها ورقة بن نوفل.. وكان شيخا كبيرا تنصر في الجاهلية.. فتقول له:
    يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة:
    يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقال ورقة:
    هذا هو الناموس الأكبر نزّله الله على موسى، ليتني فيها جَذَعَا أنصرك حين يخرجك قومك، ولئن أدركني يومك لأنصرنك نصرا مؤزرا([29]).
    هل هناك شجاعة أعظم، أو حكمة أبلغ، أو موقف أكرم من فعل خديجة هذا وموقفها..؟
    ألا تستحق أن تكون مثلهن الأعلى..؟
    [gdwl][align=center] بلى والله تستحق ...

    جزيت ِ الفردوس الأعلى دون أدنى حسآب ... أختناا الفاضلة // فله المميّزة ...

    مشآركة رآئعة وإنتقاء مميّز ... أكرمك المولى عزّ وجل ...

    بوركت جهودكم ،،
    [/align][/gdwl]