<div align="center">
جرعة مجربة ومضمونة


كل دمع لا ينسكب من أجل الله فهو عناء ، وقبض ريح ،

بل هو إلى الشقاء أقرب ..&#33;&#33;&#33;
وبالمقابل ..
كل دمعة تنسابُ على خدٍ من أجل الله سبحانه ، فهي كنز مذخور ...
بل هي فتيلة مضيئة في مصباح القلب تجعله مضيئا متوهجاً ...
في لحظة البكاء بين يدي الله سبحانه ، تصغر الدنيا وتصغر ..

وتتضاءل بما فيها ومن فيها ..
لأنها ساعة سماوية صرفة ....


وما أطيب وأحلى وأروع العيش في مثل تلك الساعة ..
ومن أراد أن يحرك دمعاته ، ويهيج قلبه ليفيض بها ينبوعه :
فعليه بجرعات مكثفة من الدعاء والمناجاة لا سيما في جوف ليل .....

تقف في خشوع ، منكسر النفس ، مطأطئ الرأس ، مجموع القلب ،
تفترش الحياء تحتك ، والرحمة من فوقك ، ولطف الله محيط بك ...
عندها _ إذا كررت هذه الجرعة _ سترى الثمرة ، وتجد البركة ..
والذين ساروا في الطريق قبلك ،

يؤكدون لك روعة هذه الجرعة ، وقوة مفعولها ، وامتداد بركتها ..
أما غيرك فنقول له :

أتهزأ بالدعـاءِ وتزدريه ِ *** وما تدري بما صنع الدعاءُ
سهامُ الليلِ صائبةٌ ولكن *** لها أمدٌ ، وللأمدِ انقضـاءُ
</div>