الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية صمت الدموع

    صمت الدموع تقول:

    افتراضي إحذر بدع شهر رجب ,( ملف كامل )



    بدع رجب



    الحمد لله الواحد القهار والصلاة والسلام على النبي المختار
    وعلى آله وصحبه الطيبين الأطهار
    وبعد:فالحمد لله القائل
    وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ( [القصص: 68]
    والاختيار هو الاجتباء والاصطفاء الدال على ربوبيته ووحدانيته
    وكمال حكمته وعلمه وقدرته

    ومن اختياره وتفضيله اختياره بعض الأيام والشهور وتفضيلها على بعض
    وقد اختار الله من بين الشهور أربعة حُرما
    قال تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا
    فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ
    ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ( [التوبة: 36]
    وهي مقدرة بسير القمر وطلوعه لا بسير الشمس
    وانتقالها كما يفعله الكفار


    والأشهر الحرم وردت في الآية مبهمة ولم تحدد أسماؤها
    وجاءت السُنة بذكرها: فعن أبي بكرة - رضي الله عنه
    أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع
    وقال في خطبته: "إن الزمان قد استدار
    كهيئة يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا
    منها أربعة حرم ثلاث متواليات
    ذو القَعدة وذو الحجة والمحرم
    ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان"(1)


    وسمي رجب مضر؛
    لأن مضر كانت لا تغيره بل توقعه في وقته بخلاف
    باقي العرب الذين كانوا يغيّرون ويبدلون في الشهور بحسب حالة الحرب عندهم وهو النسيء المذكور
    في قوله تعالى:" إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ
    يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ
    فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ"[التوبة: 37]

    وقيل أن سبب نسبته إلى مضر أنها كانت تزيد في تعظيمه
    واحترامه فنسب إليهم لذلك



    سبب تسميته
    قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة (ص445)

    رجب: الراء والجيم والباء أصلٌ يدل على دعم شيء بشيء وتقويته...
    ومن هذا الباب: رجبت الشيء أي عظّمته...
    فسمي رجباً لأنهم كانوا يعظّمونه وقد عظمته الشريعة أيضا..أ.هـ.


    وقد كان أهل الجاهلية يسمون شهر رجب
    مُنصّل الأسنّة كما جاء عن أبي رجاء العطاردي
    قال: كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجراً هو أخيرُ منه ألقيناه
    وأخذنا الآخر
    فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة (كوم من تراب)
    ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم طفنا به فإذا دخل شهر رجب
    قلنا مُنصّل الأسنة فلا ندع رمحاً فيه حديدة ولا سهما فيه حديدة
    إلا نزعناه وألقيناه في شهر رجب. (2)
    قال البيهقي: كان أهل الجاهلية يعظّمون هذه الأشهر الحرم
    وخاصة شهرَ رجب فكانوا لا يقاتلون فيه.ا.هـ.

    رجب شهر حرام
    إن للأشهر الحرم مكانةً عظيمة ومنها شهر رجب؛
    لأنه أحد هذه الأشهر الحرم
    قال تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ
    وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ[المائدة:2]

    أي لا تحلوا محرماته التي أمركم الله بتعظيمها
    ونهاكم عن ارتكابها فالنهي يشمل فعل القبيح ويشمل اعتقاده

    وقال تعالى:فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ
    أي في هذه الأشهر المحرمة.
    والضمير في الآية عائد إلى هذه الأربعة الأشهر على ما قرره
    إمام المفسرين ابن جرير الطبري - رحمه الله
    فينبغي مراعاة حرمة هذه الأشهر لما خصها الله به من المنزلة
    والحذر من الوقوع في المعاصي والآثام تقديراً لما لها من حرمة؛
    ولأن المعاصي تعظم بسبب شرف الزمان الذي حرّمه الله؛
    ولذلك حذرنا الله في الآية السابقة
    من ظلم النفس فيها مع أنه - أي ظلم النفس ويشمل المعاصي
    يحرم في جميع الشهور



    القتال في الشهر الحرام
    قال تعالى:يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ
    قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ[آل عمران:217]

    جمهور العلماء على أن القتال في الأشهر الحرم منسوخ
    بقوله تعالى: فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ
    حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُم( [التوبة:5]
    وغير ذلك من العمومات التي فيها الأمر بقتالهم مطلقا


    واستدلوا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم
    قاتل أهل الطائف في ذي القعدة وهو من الأشهر الحرم

    وقال آخرون: لا يجوز ابتداء القتال في الأشهر الحرم
    وأما استدامته وتكميله إذا كان أوله في غيرها فإنه يجوز.
    وحملوا قتال النبي صلى الله عليه وسلم
    لأهل الطائف على ذلك؛
    لأن أول قتالهم في حنين في شوال


    وكل هذا في القتال الذي ليس المقصود فيه الدفع
    فإذا دهم العدو بلداً للمسلمين وجب على أهلها القتال دفاعاً
    سواء كان في الشهر الحرام أو في غيره

    العَتِيرَة
    كانت العرب في الجاهلية تذبح ذبيحة في رجب
    يتقربون بها لأوثانهم

    فلما جاء الإسلام بالذبح لله تعالى بطل فعل أهل الجاهلية
    واختلف الفقهاء في حكم ذبيحة رجب فذهب الجمهور
    من الحنفية والمالكية والحنابلة
    إلى أن فعل العتيرة منسوخ واستدلوا بقول
    النبي صلى الله عليه وسلم: "لا فرع ولا عتيرة"(3)

    وذهب الشافعية إلى عدم نسخ طلب العتيرة
    وقالوا تستحب العتيرة وهو قول ابن سيرين

    قال ابن حجر: ويؤيده ما أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة
    وصححه الحاكم وابن المنذر عن نُبيشة
    قال: نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا كنا نعتر عتيرة في الجاهلية في رجب فما تأمرنا.
    قال: اذبحوا في أي شهر كان ……الحديث.(4)

    قال ابن حجر: فلم يبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم
    العتيرة من أصلها وإنما أبطل خصوص الذبح في شهر رجب

    الصوم في رجب

    ~~~

    (1) صحيح البخاري - كتاب المغازي
    باب لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض - رقم 4144
    ~~~
    (2) صحيح البخاري - كتاب المغازي
    باب بينا أنا نائم أتيت بخزائن الأرض فوضع في كفي
    سواران من ذهب فكبرا علي - رقم 4117
    ~~~
    (3) صحيح مسلم - كتاب الأضاحي - باب الفرع والعتيرة - رقم 1976
    ~~~
    (4) الراوي: نبيشة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح النسائي
    الصفحة أو الرقم: 4240
    خلاصة حكم المحدث: صحيح





    الصوم في رجب


    لم يصح في فضل الصوم في رجب بخصوصه شيء
    عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه

    وإنما يشرع فيه من الصيام ما يشرع في غيره من الشهور
    من صيام الاثنين والخميس والأيام الثلاثة البيض
    وصيام يوم وإفطار يوم
    والصيام من سرر الشهر وسرر الشهر
    قال بعض العلماء أنه أول الشهر وقال البعض أنه أوسط الشهر
    وقيل أيضا أنه آخر الشهر.
    وقد كان عمر رضي الله عنه ينهى عن صيام رجب
    لما فيه من التشبه بالجاهلية كما ورد عن خرشة بن الحر
    قال:" رأيت عمر يضرب أكف المترجبين حتى يضعوها في الطعام
    ويقول: كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية"(1)
    قال الإمام ابن القيم
    ولم يصم صلى الله عليه وسلم الثلاثة الأشهر سرداً
    (أي رجب وشعبان ورمضان)
    كما يفعله بعض الناس ولا صام رجباً قط
    ولا استحب صيامه

    وقال الحافظ ابن حجر في تبين العجب بما ورد في فضل رجب
    لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه
    ولا في صيام شيء منه معيّن ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه
    حديث صحيح يصلح للحجة وقد سبقني إلى الجزم
    بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ
    وكذلك رويناه عن غيره

    وفي فتاوى اللجنة الدائمة
    أما تخصيص أيام من رجب بالصوم
    فلا نعلم له أصلا في الشرع


    العُمرة في رجب
    دلت الأحاديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم
    لم يعتمر في رجب كما ورد عن مجاهد
    قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد
    فإذا عبدالله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة رضي الله عنها
    فسئل: كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
    قال: أربعاً إحداهن في رجب.
    فكرهنا أن نرد عليه قال: وسمعنا إستنان عائشة أم المؤمنين
    (أي صوت السواك) في الحجرة
    فقال عروة: يا أماه يا أم المؤمنين ألا تسمعين
    ما يقول أبو عبدالرحمن؟
    قالت: ما يقول؟
    قال: يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات
    إحداهنّ في رجب.
    قالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهد
    (أي حاضر معه)
    وما اعتمر في رجب قط." (2)
    وابن عمر يسمع فما قال لا ولا نعم

    قال النووي: سكوت ابن عمر على إنكار عائشة
    يدل على أنه كان اشتبه عليه أو نسي أوشك

    ولهذا كان من البدع المحدثة في مثل هذا الشهر
    تخصيص رجب بالعمرة واعتقاد أن العمرة في رجب
    فيها فضل معيّن ولم يرد في ذلك نص
    إلى جانب أن النبي صلى الله عليه وسلم
    لم يثبت عنه أنه اعتمر في رجب
    قال الشيخ علي بن إبراهيم العطار المتوفى سنة 724هـ
    ومما بلغني عن أهل مكة زادها الله شرفاً اعتياد كثرة
    الاعتمار في رجب
    وهذا مما لا أعلم له أصلاً بل ثبت
    في حديث أن الرسول صلى الله عليه قال
    "عمرة في رمضان تعدل حجة"(3)

    وقال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله
    في فتاويه: أما تخصيص بعض أيام رجب بأي شيء من الأعمال
    الزيارة وغيرها فلا أصل له
    لما قرره الإمام أبو شامة في كتاب البدع والحوادث
    وهو أن تخصيص العبادات بأوقات لم يخصّصها بها الشرع لا ينبغي
    ، إذ لا فضل لأي وقت على وقت آخر إلا ما فضله الشرع
    بنوع من العبادة أو فضل جميع أعمال البر فيه دون غيره
    ولهذا أنكر العلماء تخصيص
    شهر رجب بكثرة الاعتمار فيه ا.هـ.

    ولكن لو ذهب الإنسان للعمرة في رجب
    من غير اعتقاد فضل معيّن بل كان مصادفة
    أو لأنّه تيسّر له في هذا الوقت فلا بأس بذلك


    البدع المحدثة في شهر رجب
    إن الابتداع في الدين من الأمور الخطيرة
    التي تناقض نصوص الكتاب والسنة
    فالنبي صلى الله عليه لم يمت إلا وقد اكتمل الدين
    قال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
    وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا [المائدة:5]

    وجاء عن عائشة رضي الله عنها قالت
    قال رسول الله عليه وسلم
    "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد". متفق عليه
    وفي رواية لمسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"
    وقد ابتدع بعض الناس في رجب أمورا متعددة
    فمن ذلك:صلاة الرغائب وهذه الصلاة شاعت بعد القرون
    المفضلة وبخاصة في المائة الرابعة وقد اختلقها بعض الكذابين
    وهي تقام في أول ليلة من رجب
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
    صلاة الرغائب بدعة باتفاق أئمة الدين كمالك والشافعي
    وأبي حنيفة والثوري والأوزاعي والليث
    وغيرهم والحديث المروي فيها كذب
    بإجماع لأهل المعرقة بالحديث.ا.هـ.

    وقد روي أنه كان في شهر رجب حوادث عظيمة
    ولم يصح شيء من ذلك؛
    فروي أن النبي صلى الله عليه وسلم وُلد في أول ليلة منه
    وأنه بعث في ليلة السابع والعشرين منه
    وقيل: في الخامس والعشرين
    ولا يصح شيء من ذلك
    ( وروي بإسناد لا يصح عن القاسم بن محمد)
    " أن الإسراء بالنبي كان في السابع والعشرين من رجب"(4)

    وأنكر ذلك إبراهيم الحربي وغيره
    فأصبح من بدع هذا الشهر قراءة قصة المعراج
    والاحتفال بها في ليلة السابع والعشرين من رجب
    وتخصيص تلك الليلة بزيادة عبادة كقيام ليل أو صيام نهار
    أو ما يظهر فيها من الفرح والغبطة
    وما يقام من احتفالات تصاحبها المحرمات الصريحة
    كالاختلاط والأغاني والموسيقى
    وهذا كله لا يجوز في العيدين الشرعيين
    فضلاً عن الأعياد المبتدعة
    أضف إلى ذلك أن هذا التاريخ لم يثبت جزماً وقوع
    الإسراء والمعراج فيه
    ولو ثبت فلا يعد ذلك شرعاً مبرراً للاحتفال فيه
    لعدم ورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم
    ولا عن الصحابة رضوان الله عليهم
    ولا عن أحد من سلف هذه الأمة الأخيار
    ولو كان خيراً لسبقونا إليه، والله المستعان..


    صلاة أم داود في نصف رجب

    التصدق عن روح الموتى في رجب
    الأدعية التي تقال في رجب بخصوصه كلها مخترعة ومبتدعة

    تخصيص زيارة المقابر في رجب وهذه بدعة محدثة أيضا
    فالزيارة تكون في أي وقت من العام

    نسأل الله أن يجعلنا ممن يعظّمون حرماته
    ويلتزمون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا
    إنه ولي ذلك والقادر عليه
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
    بدع رجب للشيخ محمد بن صالح المنجد
    هنا
    ~~~
    (1) الراوي: خرشة بن الحر الفزاري المحدث: الألباني
    المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 957
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
    ~~~
    (2) صحيح البخاري - كتاب العمرة
    باب كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم - رقم 1685
    ~~~
    (3) الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني
    المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1117

    خلاصة حكم المحدث: صحيح
    ~~~
    (4) الراوي: القاسم بن محمد المحدث: ابن رجب
    المصدر: لطائف المعارف - الصفحة أو الرقم: 233
    خلاصة حكم المحدث: روي بإسناد لا يصح

    م/ن

     
  2. الصورة الرمزية صمت الدموع

    صمت الدموع تقول:

    افتراضي رد: إحذر بدع شهر رجب ,( ملف كامل )


    بدع رجب | موقع إمام المسجد

    بدع رجب. الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، ثم الصلاة على خير الورى، المبعوث في أم القرى، ما كان حديثاً يفترى، ...


    بدع رجب


    الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، ثم الصلاة على خير الورى، المبعوث في أم القرى، ما كان حديثاً يفترى، أما بعد:
    فإن الله اختار الله من بين الشهور أربعة حُرماً قال - تعالى -: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ}
    1، وهي مقدرة بسير القمر وطلوعه لا بسير الشمس وانتقالها كما يفعله الكفار، والأشهر الحرم وردت في الآية مبهمة ولم تحدد أسماؤها، وجاءت السُنة بذكرها فعن أبي بكرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب في حجة الوداع وقال في خطبته: ((إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القَعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى))2، وسمي رجب مضر لأن مضر كانت لا تغيره بل توقعه في وقته، بخلاف باقي العرب الذين كانوا يغيّرون ويبدلون في الشهور بحسب حالة الحرب عندهم، وهو النسيء المذكور في قوله - تعالى -: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}3، وقيل: إن سبب نسبته إلى مضر أنها كانت تزيد في تعظيمه واحترامه فنسب إليهم لذلك.
    سبب تسميته:
    قال ابن فارس: رجب: الراء والجيم والباء أصلٌ يدل على دعم شيء بشيء، وتقويته
    4، ومن هذا الباب: رجبت الشيء أي عظّمته، فسمي رجباً لأنهم كانوا يعظّمونه، وقد عظمته الشريعة أيضاً. أ. هـ.
    أشهر البدع فيه:
    أولاً: تخصيص الصوم في رجب:
    فلم يصح في فضل تخصيص الصوم في رجب شيء عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، ولا عن أصحابه، وإنما يشرع فيه من الصيام ما يشرع في غيره من الشهور من صيام الاثنين والخميس، والأيام الثلاثة البيض، وصيام يوم وإفطار يوم، والصيام من سرر الشهر، وسرر الشهر قال بعض العلماء أنها أول الشهر، وقال البعض أنها أوسط الشهر، وقيل أيضاً أنها آخر الشهر، وقد كان عمر - رضي الله عنه - ينهى عن صيام رجب لما فيه من التشبه بالجاهلية كما ورد عن خرشة بن الحر قال: رأيت عمر يضرب أكف المترجبين حتى يضعوها في الطعام، ويقول: كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية
    5، قال الإمام ابن القيم: "ولم يصم - صلى الله عليه وسلم - الثلاثة الأشهر سرداً "أي رجب وشعبان ورمضان" كما يفعله بعض الناس، ولا صام رجباً قط، ولا استحب صيامه"، وقال الحافظ ابن حجر في تبين العجب بما ورد في فضل رجب: "لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معيّن، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه؛ حديث صحيح يصلح للحجة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ، وكذلك رويناه عن غيره".
    ثانياً: تخصيص العُمرة في رجب:
    دلت الأحاديث على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعتمر في رجب كما ورد عن مجاهد قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة - رضي الله عنها -، فسئل: كم اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أربعاً إحداهن في رجب، فكرهنا أن نرد عليه، قال: وسمعنا استنان عائشة أم المؤمنين - أي صوت السواك - في الحجرة، فقال عروة: يا أماه يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟ قالت: ما يقول؟ قال: يقول إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتمر أربع عمرات إحداهنّ في رجب، قالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهد - أي حاضر معه -، وما اعتمر في رجب قط
    6، قال النووي: سكوت ابن عمر على إنكار عائشة يدل على أنه كان اشتبه عليه، أو نسي، أو شك.
    ثالثاً: ذبيحة العتيرة:
    وقد كان الذبح واتخاذ يوم من شهر رجب عيداً يذبح فيه من شأن الجاهلية، والذبيحة التي كان الجاهليون يذبحونها تسمى العتيرة، وقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ((لا فرع ولا عتيرة))
    7، واختلف العلماء في ذلك، فمنهم من رأى أن هذا ناسخٌ ومبطلٌ لما كان عليه أهل الجاهلية، فبعد أن قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ((لا فرع، ولا عتيرة)) لا يجوز لأحد أن يحتفل أو أن يذبح في شهر رجب، وقال بعض العلماء: إن النهي إنما هو للوجوب فيظل ذلك استحباباً؛ لأن أهل الجاهلية - في نظره - كانوا يفعلون ذلك وجوباً، ويعظمونه تعظيماً بالغاً، ومنهم من حمله على الكراهة مستدلاً ببعض الآثار أو الأحاديث، ولا مجال لتفصيل القول فيها، ولكن القول الصحيح والراجح والذي عمل به الإمام أحمد - رحمه الله - وغيره من السلف المتبعين للأثر والسنة في هذا هو ترجيح أن ذلك كان من أمر الجاهلية، وقد أبطله الإسلام، فلا يذبح في شهر رجب ولا يعظم، ولا يتخذ يوماً من أيامه عيداً يعظم.
    رابعاً: صلاة ليلة المعراج:
    وهي صلاة تصلى ليلة السابع والعشرين من رجب، وتسمى صلاة ليلة المعراج، وهي من الصلوات المبتدعة التي لا أصل لها صحيح لا من كتاب ولا سنة
    8، ودعوى أن المعراج كان في رجب لا يعضده دليل قال أبو شامة - رحمه الله تعالى -: "ذكر بعض القصاص أن الإسراء كان في رجب، وذلك عند أهل التعديل والتجريح عين الكذب" أ. ه9، وقال أبو إسحاق إبراهيم الحربي - رحمه الله تعالى -: "أُسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الأول" ا. ه10.
    ومن يصليها يحتج بما رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((في رجب ليلة كُتب للعامل فيها حسنات مئة سنة، وذلك لثلاث بقين من رجب))
    11، وأمارات الوضع ظاهرة عليه، فقد أجمع العلماء على أن أفضل ليلة في السنة ليلة القدر، وهذا الخبر يخالف ذلك.
    ومن بدع تلك الليلة: الاجتماع، وزيادة الوقيد والطعام:
    قال الشيخ علي القاري: "لا شك أنها بدعة سيئة، وفعلة منكرة لما فيها من إسراف الأموال، والتشبه بعبدة النار في إظهار الأحوال" أ. ه
    12.
    خامساً: صلاة الرغائب:
    وهي اثنتا عشرة ركعة بعد المغرب في أول جمعة، بست تسليمات يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة سورة القدر ثلاثاً، والإخلاص ثنتي عشرة مرة، وبعد الانتهاء من الصلاة يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - سبعين مرة، ويدعو بما شاء، وهي بلا شك بدعة منكرة، وحديثها موضوع بلا ريب
    13، قال النووي - رحمه الله تعالى -: "واحتج به العلماء على كراهة هذه الصلاة المبتدعة التي تسمى الرغائب قاتل الله واضعها ومخترعها، فإنها بدعة منكرة من البدع التي هي ضلالة وجهالة، وفيها منكرات ظاهرة، وقد صنف جماعة من الأئمة مصنفات نفيسة في تقبيحها، وتضليل مصليها ومبتدعها، ودلائل قبحها وبطلانها، وتضليل فاعلها أكثر من أن تحصر" أ. ه14، وقال الخطابي - رحمه الله تعالى -: "حديث صلاة الرغائب جمع من الكذب والزور غير قليل" أ. ه15، وقال الحافظ ابن رجب - رحمه الله تعالى -: "فأما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به، والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح، وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء، وأول ما ظهرت بعد الأربعمائة فلذلك لم يعرفها المتقدمون، ولم يتكلموا فيها" ا. ه16.

    اللهم وفقنا لكل خير، وجنبنا البدع ما ظهر منها وما بطن يا رب، والحمد لله رب العالمين.



    1 التوبة (36).
    2 رواه البخاري رقم (1741)، ورواه مسلم رقم (1679).
    3 التوبة (37).
    4 معجم مقاييس اللغة (ص445).
    5 الإرواء 957، وقال الألباني: صحيح.
    6 متفق عليه، وجاء عند مسلم: وابن عمر يسمع فما قال لا ولا نعم.
    7 رواه البخاري (5474) ومسلم (1976).
    8 أنظر: خاتمة سفر السعادة للفيروز أبادي ص150، التنكيت لابن همات 97.
    9 الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثيرص232 مواهب الجليل (2/408).
    10 الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثيرص232، شرح مسلم للنووي (2/209)، تبيين العجب بما ورد في فضل رجب لابن حجر العسقلاني ص21، مواهب الجليل (2/408).
    11 رواه البيهقي في الشعب (3/374) وضعفه، كما ضعفه الحافظ ابن حجر في تبيين العجب (25)، وقال القاري: "ضعيف جداً" الأدب في رجب للقاري ص48.
    12 الأدب في رجب للقاري ص46.
    13 ذكرها ابن الجوزي في الموضوعات (2/124).
    14 شرح مسلم (8/20)، الأدب في رجب للقاري ص43، نيل الأوطار (4/337).
    15 الباعث لأبي شامة 143.
    16 لطائف المعارف 228.

    www.alimam.ws/ref/1783 -



    [PPT] عرض بوربوينت : بدع رجب

    نوع الملف: Microsoft Powerpoint -

    ومن البدع التي أحدثها الناس ، بدع شهر رجب ، فأحدثوا فيها من العبادات والاحتفالات وما زعموه له من الفضائل والكرامات ، من تخصيص لبعض لياليه بالقيام وبعض أيامه ...
    www.saaid.net/PowerPoint/964.pps


     
  3. الصورة الرمزية صمت الدموع

    صمت الدموع تقول:

    افتراضي رد: إحذر بدع شهر رجب ,( ملف كامل )

    بدع رجب

    للشيخ العلامة

    صالح بن الفوزان الفوزان
    - عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -
    حفظه الله وبارك في عمره وعلمه-

    قال حفظه الله:

    الحمد لله رب العالمين، أغنانا بكتابه المُبين و سُنَّة نَبِيِهِ الأمين عن ابتداعِ المُبتدِعِين، و قال و هو أصدق القائلين: (اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ) الأعراف:3.

    و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) الزمر:67. وأشهد أنَّ محمداً عبده و رسوله، بَلَّغَ الرسالة و نَصَح الأُمة و تركها على البيضاء لا يَزِيغُ عنها إلا الهالكون صلى الله عليه و على آله و أصحابه الذين يَهدُون بالحقّ و به كانوا يَعدِلُون و سلم تسليماً كثيراً إلى يوم يُبعَثُون.

    أما بعد:
    أيها الناس، اتقوا الله تعالى و تَمَسَّكوا بكتاب ربكم و سُنة نبيكم، و احذروا البدع فإنها تُضِلُ عن الدِّين و تُبْعِدُ عن رَبِّ العالمين، و إنَّ مِن البدع ما أحدثه الناس في هذا الشهر – شهر رجب – من العبادات و الإحتفالات، و ما زَعَمُوهُ له من الفضائل و الكرامات التي توارثوها جيل بعد جيل، ابتداءًَ من عصر الجاهلية إلى وقتنا هذا: مِن تَخصيصِهِ بقِيامِ بعض لياليه و صيام بعض أيامه، أو تخصيصه بذبائح تُذبحُ فيه تقربا إلى الله تعالى، أو تَخصيصه بعمرة أو غير ذلك، و ما يَخُصونَ ليلة السابع والعشرين مِنه باحتفالٍ يُسَمُونه: الإحتفال بمناسبة الإسراء والمعراج، و كل هذه الأمور بِدع مُحْدَثَة ما أنزل الله بها من سلطان، و ليس لشهر رجب خاصيّة على غيره من الشهور إلا أنه مِن الأشهر الحرم التي يحرم فيها القتال.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فاتخاذه موسماً بحيث يُفرد بالصوم مكروه عند الإمام أحمد و غيره كما روي عن عمر بن الخطاب و أبي بكرة و غيرهما من الصحابة رضي الله عنهما. و مما أًحدث في هذا الشهر من البدع تعظيم يوم أول خميس منه و صلاة ليلة أول يوم جمعة منه، و هي الصلاة المُسَمَّاة بصلاة الرَغَائِب
    .

    قال شيخ الإسلام: فإنَّ تعظيم هذا اليوم و الليلة إنما أُحدِث في الإسلام بعد المائة الرابعة، و روي فيه حديث موضوع باتفاق العلماء، مضمونه: فضيلة صيام ذلك اليوم و فعل هذه الصلاة المُسماة عن الجاهلين بصلاة الرغائب... إلى أنْ قال: و الصواب الذي عليه المُحَقِقون من أهل العلم النَهي عن إفراد هذا اليوم بالصوم، و عن هذه الصلاة المُحدَثَة، و عن كل ما فيه تعظيم لهذا اليوم، و صنعة الأطعمة، و إظهار الزينة و نحو ذلك، حتى يكون هذا اليوم بمنزلة غيره من الأيام و حتى لا يكون له مزية أصلاً.

    و قال الحافظ ابن حجر:
    لم يَرِد في فضل شهر رجب و لا في صيام شيء منه معين و لا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحُجَّة.

    و قال الحافظ ابن رجب:
    فأمَّا الصلاة فلم يَصِّح في شهر رجب صلاة مخصوصة تَخْتصُ بِهِ.
    و الأحاديث المَرْوِية في فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جُمعة من شهر رجب كَذِب و باطل لا تَصِح، و هذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء... إلى أن قال: و أما الصيام فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، و لا عن أصحابه...انتهى.

    و قد اعتاد بعض الناس أداء العمرة في شهر رجب، و يظنون أنَّ للعمرة فيه مزية و فضيلة على العمرة في غيره من الشهور، و هذا خطأ، فإنَّ الوقت الفاضل لأداء العمرة أشهر الحج و شهر رمضان، و ما عداها من الشهور فهي سواء في ذلك. قال ابن سيرين: ما أحد من أهل العلم يشك أنَّ عمرة في أشهر الحج أفضل من عمرة في غير أشهر الحج
    .

    و لما ذَكر ابن القيم عدد العمر التي اعتمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، و أنها كلها في أشهر الحج، قال: وهذا دليل على أنَّ الإعتمار في أشهر الحج أفضل منه في رجب بلا شك.

    و أما المفاضلة بينَهُ، أيّ: الإعتمار في أشهر الحج – و بين الإعتمار في رمضان فَمَوضِعُ نَظَر. و قد صَحَّ أنَّه أَمَرَ أُمَّ مَعقل لَمَّا فاتَهَا الحجّ معه أن تَعتَمِر في رمضان، و أخبرها أنَّ عمرةً في رمضان تعدل حَجّة، و أيضا فقد إجتمع في عمرة رمضان أفضل الزمان و أفضل البقاع، و لكن الله لم يكن يختار لنبيه صلى الله عليه وسلم في عمره إلا أولى الأوقات و أحقّها بها، فكانت العمرة في أشهر الحج نظير وقوع الحج في أشهره، و هذه الأشهر قد خّصَّها الله تعالى بهذه العبادة وجعلها وقتاً لها. و العمرة حجٌ أصغر، فأولى الأزمنة بها أشهر الحج...انتهى كلام ابن القيم رحمه الله. و معناه: أنَّ الوقت الفاضل لأداء العمرة حَسب الأدلة هو أشهر الحج وشهر رمضان، و ما عدا هذه الأشهر مِن بَقية السَنة فلا فضل لبعضه على بعض في أداء العمرة، لا في رجب و لا غيره، فلا داعي لِتَحَرِي العمرة في رجب دون غيره و تخصيصه من بين الشهور بالعمرة فيه فهو يحتاج إلى دليل: و لا دليل على ذلك.

    و مما أُحدِث في شهر رجب من البدع الإحتفال بمناسبة الإسراء و المعراج في ليلة السابع و العشرين منه، فيجتمعون في المساجد و يلقون الخطب و المحاضرات، و يضيئون المنارات و الشوارع بأنواع خاصة من الأنوار الكهربائية، و يُبَثُّ ما يجري في هذه الإحتفالات من خلال الإذاعات لتبليغها لمن لم يحضرها حتى يقتدي بهم غيرهم في ذلك، و لا شَكَّ أن الإسراء و المعراج آيتان عظيمتان و نِعمتان كبيرتان، قد نَوَّهَ الله بشأنهما في كتابه الكريم، فيجب علينا الإيمان بهما و شكر الله على ما أكرم به رسوله صلى الله عليه وسلم، و أراه من آياته في الإسراء و المعراج، و ما أكرم الله به أمته مِن فَرضِ الصلوات الخمس فيهما، و هي خمس صلوات في العمل و خمسون صلاة في الميزان و الأجر، لأن الحسنة بعشر أمثالها. فواجبنا أن نحمد الله و نشكره على ذلك، و ذلك بطاعته و طاعة رسوله و أداء فرائض الله.

    أما إقامة هذه الإحتفالات فهي كُفرٌ بهذه النِّعمَة، لأنها بدعة، ( و كل بدعة ضلالة )، و البدعة معصية لله و لرسوله تباعد عن الله و تَصُدُّ عن دِين الله.

    و الدليل على أنَّ ذلك بدعة أنه عمل لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا صحابته الكرام و لا القُرُون المُفَضلة في الإسلام، و إنما حَدَث هذا بَعدهم على أيدي الجهلة و الطغام. و الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )، و لأن هذه الليلة التي حصل فيها الإسراء و المعراج لم يأت في الأحاديث الصحيحة تَعيينُها لا في رجب و لا غيره، و لم يهتم الصحابة و لا علماء الإسلام مِن بعدهم في البحث عن تَعيين هذه الليلة لأنها لا يتعلق بها حُكمٌ شرعي، فلا فائدة لنا في تعيينها، و قد اختلف المؤرخون في تعيينها و تعيين الشهر الذي حصلت فيه: فقيل هي في شهر ذي القعدة قبل الهجرة بستة عشر شهراً، و قيل في شهر ربيع الأول قبل الهجرة بسَنَة.

    و أما كَون هذه الليلة في شهر رجب فهو لم يثبت كما ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله،و قال الإمام ابن القيم: ( لم يقم دليل على شهرها، و لا على عشرها، و لا على عَينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ليس فيها ما يُقطَعُ به، و لا شُرِّع للمسلمين تخصيص الليلة التي يُظنُ أنها ليلة الإسراء بقيام ولا غيره...إلى أن قال: و لا يُعرف عن أحدٍ من المسلمين أنه جَعل لليلة الإسراء فضيلة على غيرها و لا كان الصحابة و لا التابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور و لا يذكرونها، و لهذا لا يُعرف أيّ ليلة كانت، و إن كان الإسراء من أعظم فضائله صلى الله عليه وسلم، و مع هذا فلم يُشَرِّع تخصيص ذلك الزمان و لا ذلك المكان بعبادة شرعية). انتهى كلامه رحمه الله.

    و لو ثَبَت تعيين ليلة الإسراء لم يَجُز للمسلمين أن يَخُصُّوها بشيء من العبادات و لم يجز لهم أن يحتفلوا فيها، و لأن النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا فيها و لم يخصوها بشيء، و لو كان الإحتفال فيها مشروعاً لَبَيَّنَهُ النبي صلى الله عليه وسلم للأُمَّة إما بالقول و إما بالفعل، و لو وَقَع شيء مِن ذلك عُرِفَ و اشتَهَر و نَقَلهُ الصحابة رضي الله عنهم إلينا. فالإحتفال فيها بدعة ليس مِن دِين الإسلام، فعلى مَن يَفعلُهُ مِن المسلمين أن يتركَهُ و على المسلم أن لا يَغترَّ بما يفعله المبتدعة من الإحتفال في هذه الليلة، و لا بما يُنقلُ في وسائل الإعلام من الصور المرئية أو الصوتية لتلك الإحتفالات البدعية، لأن هؤلاء قومٌ عاشوا في بدع و أَلِفُوها حتى صارت أحَبَّ إليهم مِن السُّنَن، و صار الدِّين عِندهم مُجَرد إقامة احتفالات و إحياء مُناسبات و ذِكريات، كفِعل النصارى في تتبع آثار الأنبياء أو تتبع الأزمنة التي جَرَت فيها أحداث لهم، و عمل أعياد و احتفالات لإحياء ذكرياتها أو التبرك بمناسباتها و قد نُهينا عن ذلك.

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله: بل غار حِراء الذي ابتدئ فيه بنزول الوحي و كان يَتَحَراه قبل النُبُوَّة لم يَقصدهُ هو و لا أحد من أصحابه بعد النُبوة مُدَّة مَقامِهِ بمكَّة، و لا خَصَّ اليوم الذي أًنزل عليه فيه الوحي بعبادة و لا غيرها، و لا خَصَّ المكان الذي ابتدأ فيه بالوحي و لا الزمان بشيء.

    و مَن خَصَّ الأمكنة و الأزمنة مِن عِندهِ بعبادات لأجل هذا و أمثاله كان مِن جِنسِ أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم و عبادات، كيوم الميلاد و يوم التعميد و غير ذلك من أحواله، و قد رآى عمر بن الخطاب رضي الله عنه جماعةً يتبادرون مكان يصلون فيه، فقال: ما هذا؟ قالوا: مكان صلى في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أتريدون أنْ تَتَخذوا آثار أنبيائكم مساجد، إنما هلك مَن كان قبلكم بهذا، فمن أدركته فيه الصلاة فليصلي و إلا فليمضي.

    فاتقوا الله عباد الله، و احذروا البِدع و أهلها و حذروا منها، فإنهما وباءٌ خطير على دِين المسلمين، و تمسكوا بكتاب ربكم و سُنة نبيكم ففيهما النجاة و الخير و الفلاح العاجل و الآجل. ( وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم.

    الحمد لله القائل: ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) الشورى:13.

    و
    أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أنَّ محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و سَلم تسليما كثيراً.

    أما بعد، أيها الناس اتقوا الله تعالى: ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) آل عمران:103.

    و اعلموا أنه قد ثَبَتَ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم التحذير من البدع و التصريح بأنها ضلالة، فقد كان يقول ( إن خير الحديث كتاب الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم و شر الأمور محدثاتها و كل بدعة ضلالة ). و كان الصحابة يُحَذرون مِن البدع غاية التحذير، و ذلك لأن البِدع زيادة في الدِّين، و شرع ما لم يشرعه رب العالمين، و تشبه باليهود و النصارى في زيادتهم في دينهم، و في البدع تَنَقُصٌ للدِّين و اتهامه بعدم الكمال، و تكذيب لقوله تعالى: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) المائدة:3.

    و في البدع إبعاد للمسلمين عن الدِّين الصحيح، و نَقلُهُم إلى الدِّين الباطل و هذا ما يريده الشيطان، فإنَّ المبتدع أحب إلى الشيطان من العاصي المرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، لأنَّ العاصي يعترف أنه عاص و يرجوا أن يتوب بخلاف المبتدع فإنه يَعتبرُ ما هو عليه مِن البدعة هو الدِّين و الطاعة فلا يتوب منه.

    فاتقوا الله و اشكروه على نعمة الإسلام و اقتدوا بنبيكم عليه أفضل الصلاة و السلام، و اعلموا أنَّ الله أَمَرَكم أن تُصلوا عليه على الدوام، فقال سبحانه: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) الأحزاب:65.


     
  4. الصورة الرمزية صمت الدموع

    صمت الدموع تقول:

    افتراضي رد: إحذر بدع شهر رجب ,( ملف كامل )

    شهر رجب







    شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم التي

    قال الله تعالى فيها
    ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ )
    التوبة/36 ,



    والأشهر الحرم هي :
    رجب , وذو العقدة , وذو الحجة , والمحرم .



    وروى البخاري (4662) ومسلم (1679)
    عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه
    عَنْ النَّبِيِّ
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    قَالَ
    ( السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا , مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ , ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ : ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ , وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ) .



    وقد سميت هذه الأشهر حرماً لأمرين



    1- لتحريم القتال فيها إلا أن يبدأ العدو .

    2- لأن حرمة انتهاك المحارم فيها أشد من غيرها .

    ولهذا نهانا الله تعالى عن ارتكاب المعاصي
    في هذه الأشهر فقال :
    ( فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) التوبة/36 ,



    مع أن ارتكاب المعصية محرم ومنهي عنه في هذه الأشهر وغيرها , إلا أنه في هذه الأشهر أشد تحريماً.



    لِمَ سُمِّي رَجَبٌ رَجَباً؟



    قال ابن رجب الحنبلي - رحمه الله تعالى
    سمّي رجبٌ رجباً؛ لأنه كان يرجب، أي يُعظَّم، يُقال: رَجَبَ فلانٌ مولاه، أي عظَّمه.
    وذكر بعضهم أنَّ لشهر رجب أربعة عشر اسماً، هي:
    (رجب - رجب مضر - منصل الأسنَّة - الأصمّ - الأصبّ - منفس - مطهر - معلى - مقيم - هرم - مقشقش - مبرىء - فرد - كماأطلق عليه البعض شهر الله).









    تعظيم أهل الجاهلية لشهر رجب



    - لقدكان الجاهليون يُعظِّمون هذا الشهر، خصوصاً قبيلة مُضَر
    ولذا جاء في الحديث كما سبق:
    (رجب مُضَر)
    قال ابن الأثير في "النهاية"
    (أضاف رجباً إلى مضر؛ لأنهم كانوايُعظِّمونه خلاف غيرهم، فكأنهم اختصُّوا به).


    فلقد كانوا يُحرِّمون فيه القتال، حتى أنهم كانوا يُسمُّون الحرب التي تقع في هذه الأشهر
    (حرب الفجار!!).

    وكانوا يتحرَّون الدعاء في اليوم العاشر منه على الظالم، وكان يُستجاب لهم!



    وقدذُكر ذلك لعمر بن الخطاب
    رضي الله عنه
    فقال:
    "إنَّ الله كان يصنع بهم ذلك ليحجزبعضهم عن بعض، وإنَّ الله جعل الساعة موعدهم، والساعةُ أدهى وأمرّ".



    وكانوا يذبحون ذبيحةً تُسمَّى (العَتِيرة)
    وهي شاة يذبحونها لأصنامهم، فكان يُصبُّ الدم على رأسها!



    و العلماء على أنَّ الإسلام أبطلها،
    لحديث "الصحيحين":
    (لا فرْع ولا عَتيرة).












    أحاديث رجبية غير صحيحة منتشرة في المنتديات




    1 )
    حديث
    (( اللهم بارك لنا في رجب و شعبان و بلغنا رمضان )) رواه أحمد و الطبراني في الأوسط








    قال عنه الهيثمي : رواه البزار وفيه زائدة بن أبي الرقاد

    قال البخاري منكر الحديث وجهله جماعة
    انظر : كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 2 / 165 طبعة دار الريان لعام 1407هـ



    و ضعفه النووي كما في الأذكار و الذهبي كما في الميزان
    3 / 96 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1995م .


    2 )
    حديث : (( فضل شهر رجب على الشهور كفضل القرآن على سائر الكلام ))




    قال ابن حجر إنه موضوع



    أنظر : كتاب كشف الخفاء 2 / 110 للعجلوني طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ
    و كتاب المصنوع لعلي بن سلطان القاري 1 / 128
    طبعة مكتبة الرشد لعام 1404هـ




    3 )
    حديث :
    (( رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي ))



    رواه الديلمي وغيره عن أنس مرفوعا لكن ذكره ابن الجوزي في الموضوعات بطرق عديدة وكذا الحافظ ابن حجر في كتاب تبيين العجب فيما ورد في رجب



    انظر : كتاب فيض القدير للمناوي 4 / 162 و 166 طبعة المكتبة التجارية الكبرى لعام 1356هـ
    و كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2 / 13 طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ




     
  5. الصورة الرمزية صمت الدموع

    صمت الدموع تقول:

    افتراضي رد: إحذر بدع شهر رجب ,( ملف كامل )

    أحاديث رجبية غير صحيحة منتشرة في المنتديات



    الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين


    أولا : تأمل أخي القارئ ما قاله الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى فيما يخص فضائل شهر رجب فإن كلامه ضابط في هذا الباب .

    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :
    لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه ، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه.. حديث صحيح يصلح للحجة،وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ، رويناه عنه بإسناد صحيح، وكذلك رويناه عن غيره . اهـ .

    و قال أيضاً : و أما الأحاديث الواردة في فضل رجب ، أو في فضل صيامه ، أو صيام شيء منه صريحة: فهي على قسمين: ضعيفة ، وموضوعة ، ونحن نسوق الضعيفة ، ونشير إلى الموضوعة إشارة مفهمة . اهـ .

    انظر : كتاب تبيين العجب فيما ورد في فضل رجب للحافظ ابن حجر ص6 و ص8
    و كتاب السنن والمبتدعات للشقيري ص125 .

    ثانيا :
    إليك الأحاديث المنتشرة في المنتديات و هي غير صحيحة مع ذكر المصادر التي حكمت عليها بعدم الصحة و هي كما يلي :

    1 )
    حديث : (( اللهم بارك لنا في رجب و شعبان و بلغنا رمضان )) رواه أحمد و الطبراني في الأوسط

    قال عنه الهيثمي : رواه البزار وفيه زائدة بن أبي الرقاد قال البخاري منكر الحديث وجهله جماعة
    انظر : كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 2 / 165 طبعة دار الريان لعام 1407هـ

    و ضعفه النووي كما في الأذكار و الذهبي كما في الميزان 3 / 96 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1995م .

    2 )
    حديث : (( فضل شهر رجب على الشهور كفضل القرآن على سائر الكلام ))
    قال ابن حجر إنه موضوع

    انظر : كتاب كشف الخفاء 2 / 110 للعجلوني طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ
    و كتاب المصنوع لعلي بن سلطان القاري 1 / 128 طبعة مكتبة الرشد لعام 1404هـ

    3 )
    حديث : (( رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي ))
    رواه الديلمي وغيره عن أنس مرفوعا لكن ذكره ابن الجوزي في الموضوعات بطرق عديدة وكذا الحافظ ابن حجر في كتاب تبيين العجب فيما ورد في رجب

    انظر : كتاب فيض القدير للمناوي 4 / 162 و 166 طبعة المكتبة التجارية الكبرى لعام 1356هـ
    و كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2 / 13 طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ

    4 )
    حديث : (( لا تغفلوا عن أول جمعة من رجب فإنها ليلة تسميها الملائكة الرغائب وذكر الحديث المكذوب بطوله ))

    انظر : كتاب كشف الخفاء للعجلوني 1 / 95 طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ
    و كتاب نقد المنقول للزرعي 1 / 83 طبعة دار القادري لعام 1411هـ

    5 )
    حديث : (( رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات فمن صام يوما من رجب فكأنما صام سنة ومن صام منه سبعة أيام غلقت عنه سبعة أبواب جهنم ومن صام منه ثمانية أيام حسنة له ثمانية أبواب الجنة ومن صام منه عشر أيام لم يسأل الله إلا أعطاه ومن صام منه خمسة عشر يوما نادى مناد في السماء قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل ومن زاد زاده الله وفي رجب حمل الله نوحا فصام رجب وأمر من معه أن يصوموا فجرت سبعة أشهر أخر ذلك يوم عاشوراء اهبط على الجودي فصام نوح ومن معه والوحش شكرا لله عز وجل وفي يوم عاشوراء فلق الله البحر لبني إسرائيل وفي يوم عاشوراء تاب الله عز وجل على آدم صلى الله عليه وسلم وعلى مدينة يونس وفيه ولد إبراهيم صلى الله عليه وسلم ))

    قال الإمام الذهبي : هذا باطل و إسناد مظلم
    و قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالغفور وهو متروك

    انظر : كتاب الميزان للذهبي 5 / 62 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1995م
    و كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 3 / 188 طبعة دار الريان لعام 1407هـ

    6 )
    كل أحاديث صلاة الرغائب ليلة أول جمعة من رجب كذب مختلق على رسول الله صلى الله عليه وسلم

    وكل حديث في ذكر صوم رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى

    و حديث من صلى بعد المغرب أول ليلة من رجب عشرين ركعة جاز على الصراط بلا نجاسة

    و حديث من صام يوما من رجب وصلى ركعتين يقرأ في كل ركعة مئة مرة آية الكرسي وفي الثانية مئة مرة قل هو الله أحد لم يمت حتى ير مقعده من الجنة

    و حديث من صام من رجب كذا و كذا .

    قال الإمام أبو عبد الله بن أبي بكر الزرعي المتوفى عام 691 الجميع كذب مختلف كلها

    انظر : كتاب نقد المنقول للزرعي 1 / 83 – 84 طبعة دار القادري لعام 1411هـ

    7 )
    حديث : (( من صام ثلاثة أيام من شهرٍ حرامٍ الخميس والجمعة والسبت كتب الله له عبادة تسعمائة سنة). وفي لفظ: (ستين سنة )) .
    رواه الطبراني في الأوسط 2 / 219 طبعة دار الحرمين لعام 1415هـ و قال : لم يرو هذا الحديث عن مسلمة إلا يعقوب تفرد به محمد بن يحيى . اهـ .

    و قال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط عن يعقوب بن موسى المدني عن مسلمة ويعقوب مجهول ومسلمة هو ابن راشد الحماني قال فيه حاتم مضطرب الحديث وقال الأزدي في الضعفاء لا يحتج به . اهـ .
    انظر : كتاب مجمع الزوائد 3 / 191 طبعة الريان لعام 1407هـ

    و حكم بعدم صحته ابن الجوزي في كتابه العلل المتناهية 2 / 554 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1403هـ .

    8 )
    حديث : (( صوم أول يوم من رجب كفارة ثلاث سنين، والثاني كفارة سنتين، ثم كلّ يوم شهراً ))

    انظر : كتاب فيض القدير للمناوي 4 / 210 طبعة المكتبة التجارية الكبرى لعام 1356هـ .

    9 )
    قال العجلوني رحمه الله تعالى : من الأحاديث الموضوعة ما جاء في فضيلة أول ليلة جمعة من رجب الصلاة الموضوعة فيها التي تسمى صلاة الرغائب لم تثبت في السنة ولا ثم أئمة الحديث

    انظر : كشف الخفاء للعجلوني 2 / 563 طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ

    10 )
    قال الحافظ أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الدمشقي المتوفى 691هـ :
    وكل حديث في ذكر صوم رجب و صلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى كحديث من صلى بعد المغرب أول ليلة من رجب عشرين ركعة جاز على الصراط بلا نجاسة .

    انظر : كتاب المنار المنيف 1 / 96 طبعة مكتبة المطبوعات الإسلامية لعام 1403هـ

    و الله أعلم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين

    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    صيد الفوائد
     
  6. الصورة الرمزية صمت الدموع

    صمت الدموع تقول:

    افتراضي رد: إحذر بدع شهر رجب ,( ملف كامل )


    بدع شهر رجب




    صلاة الرغائب














    الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج












    الذبح في رجب وما يشبهه:













    قال الحسن: "ليس في الإسلام عتيرة، إنما كانت العتيرة في الجاهلية، كان أحدهم يصوم ويعتر"(21).
    قال ابن رجب: "ويشبه الذبح في رجب: اتخاذه موسماً وعيداً، كأكل الحلوى ونحوها، وقد روي عن ابن عباس (رضي الله عنهما) أنه كان يكره أن يتخذ رجب عيداً" (22).









    الزكاة في رجب




    وقد نص العلامة "ابن باز"(28) على أن أفضل زمان تؤدى فيه العمرة: شهر رمضان؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « عمرة في رمضان تعدل حجة » ، ثم بعد ذلك: العمرة في ذي القعدة؛ لأن عُمَرَه كلها وقعت في ذي القعدة، وقد قال الله سبحانه وتعالى: { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } [الأحزاب: 21].



    صلاة النصف من رجب















    لا حوادث عظيمة في رجب:

    قال ابن رجب: "وقد روي أنه كان في شهر رجب حوادث عظيمة، ولم يصح شيء من ذلك، فروي أن النبي ولد في أول ليلة منه، وأنه بعث في السابع والعشرين منه، وقيل في الخامس والعشرين، ولا يصح شيء من ذلك..."(31).
     
  7. الصورة الرمزية صمت الدموع

    صمت الدموع تقول:

    افتراضي رد: إحذر بدع شهر رجب ,( ملف كامل )







    شهر رجب بين المبتدَع والمشروع


    د. نايف بن أحمد بن علي الحمد


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
    فإنه في هذه الأيام يكثر السؤال عن شهر رجب
    ( فضله وصيامه ..)
    ولعلي في هذه العجالة أذكر بعض الأحكام المتعلقة بهذا الشهر فأقول مستعينا بالله تعالى :



    • رجب أحد الأشهر الحُرم
    قال تعالى
    ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:36)
    والأشهر الحرم هي محرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
    ( إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان ) رواه البخاري (4662) ومسلم ( 1679) .



    * وقد سُميت هذه الأشهر حُرما :
    1/ لتحريم القتال فيها إلا أن يبدأ العدو .
    لذا يُسمى رجب الأصم لأنه لا يُنادى فيه يا قوماه أو لأنه لا يُسمع فيه صوت السلاح .
    2/ لتحريم انتهاك المحارم فيها أشد من غيرها .
    وسُمي رجبٌ رجباً لأنه كان يُرجَّب أي يُعظَّم . ( لطائف المعارف / 225)



    * دعاء دخول رجب :
    عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا دخل رجب

    ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ) رواه أحمد 1/259 والبزار
    (616 زوائد)
    والطبراني في الأوسط (3939) والبيهقي في الشعب
    ( 3815) وهو من رواية زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري قال البخاري ( منكر الحديث ) ا.هـ شعب الإيمان 3/375
    وضعفه الحافظان ابن رجب وابن حجر رحمهما الله تعالى ( لطائف المعارف/234)
    .



    • ذبح العتيرة ( الذبيحة ) في رجب ( الرجبية )
    استحب بعض العلماء ذبح عتيرة في شهر رجب مستدلين بحديث مخنف بن سليم رضي الله عنه قال : كنا وقوفا مع النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات فسمعته يقول :
    ( يا أيها الناس على كل أهل بيت في كل عام أضحية وعتيرة هل تدرون ما العتيرة ؟ هي التي تسمونها الرجبية )
    رواه أحمد 5/76 وأبو داود ( 2788) والنسائي (4224) والترمذي (1518)
    وقال الترمذي :
    هذا حديث حسن غريب ولا نعرف هذا الحديث إلا من
    هذا الوجه من حديث بن عون .ا.هــ
    ـ
    وضعفه ابن حزم ( المحلى 7/356 ) وعبد الحق كما في ( تهذيب السنن 4/92) والخطابي في ( المعالم 4/94) وقال ابن كثير " وقد تُكلم في إسناده " ا.هـ ( التفسير 3/225) .

    والجمهور على أنها منسوخة بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
    ( لا فَرَعَ ولا عَتِيرَة )
    رواه البخاري ( 5474) ومسلم (1976)
    (
    أنظر :
    المحرر 1/250 المغني 9/367 المبدع 3/306 فتح الباري 9/512 لطائف المعارف / 226 بدائع الصنائع 5/62 البحر الرائق 8/197) قال أبو داود : قال بعضهم :
    الفرع أول ما تنتج الإبل كانوا يذبحونه لطواغيتهم ثم يأكلونه ويلقى جلده على الشجر والعتيرة في العشر الأول من رجب .
    ( السنن 3/ 104)
    وذهب بعض العلماء كابن سيرين وأبي عبيد وإسحاق بن راهوية والشافعية إلى أن المنسوخ هو الوجوب .
    ( المجموع 8/335 تهذيب السنن 4/94 لطائف المعارف /226 الفروع 3/415 المبدع 3/306 وفتح الباري 9/511 نيل الأوطار 5/232 عون المعبود 7/ 343 تحفة الأحوذي 5/85) .



    • العمرة في رجب :
    يخص بعض المسلمين شهر رجب بعمرة ظنا منهم أن لها فضلا وأجرا والصحيح أن رجبا كغيره من الأشهر لا يخص ولا يقصد بأداء العمرة فيه ، و الفضل إنما في أداء العمرة في رمضان أو أشهر الحج للتمتع , ولم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب وقد أنكرت ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها . ( رواه البخاري 1775) .



    • بدع شهر رجب :
    من العبادات التي أحدثها الناس في شهر رجب ما يلي :
    أولا : صلاة الرغائب :
    وهي اثنتا عشرة ركعة بعد المغرب في أول جمعة بست تسليمات يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة سورة القدر ثلاثا والإخلاص ثنتي عشرة مرة وبعد الانتهاء من الصلاة يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم سبعين مرة ويدعو بما شاء .
    وهي بلا شك بدعة منكرة وحديثها موضوع بلا ريب وذكرها ابن الجوزي
    في ( الموضوعات 2/124)

    وقال النووي رحمه الله تعالى

    " واحتج به العلماء على كراهة هذه الصلاة المبتدعة التي تسمى الرغائب قاتل الله واضعها ومخترعها فإنها بدعة منكرة من البدع التي
    هي ضلالة وجهالة وفيها منكرات ظاهرة وقد صنف جماعة من الأئمة مصنفات نفيسة
    في تقبيحها وتضليل مصليها ومبتدعها ودلائل قبحها وبطلانها وتضلل فاعلها أكثر من أن تحصر " ا.هـ ( شرح مسلم 8/20 الأدب في رجب للقاري /43 نيل الأوطار 4/337 )
    وقال الخطابي رحمه الله تعالى
    " حديث صلاة الرغائب جمع من الكذب والزور غير قليل " ا.هـ
    ( الباعث لأبي شامة / 143)

    وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى

    " فأما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء ...
    وأول ما ظهرت بعد الأربعمائة فلذلك لم يعرفها المتقدمون ولم يتكلموا فيها " ا.ه
    ـ( لطائف المعارف / 228) .

    ثانيا : صلاة النصف من رجب :
    وهو من الأحاديث الموضوعة ( الموضوعات لابن الجوزي 2/126)
    ثالثا :صلاة ليلة المعراج :
    وهي صلاة تصلى ليلة السابع والعشرين من رجب وتسمى :
    صلاة ليلة المعراج وهي من الصلوات المبتدعة التي لا أصل لها صحيح لا من كتاب ولا سنة
    ( أنظر : خاتمة سفر السعادة للفيروز أبادي /150 التنكيت لابن همات /97)
    ودعوى أن المعراج كان في رجب لا يعضده دليل قال أبو شامة رحمه الله تعالى
    " ذكر بعض القصاص أن الإسراء كان في رجب وذلك عند أهل التعديل والتجريح عين الكذب " ا.هـ ( الباعث /232 مواهب الجليل 2/408) .

    وقال أبو إسحاق إبراهيم الحربي رحمه الله تعالى " أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الأول" ا.هـ
    ( الباعث /232 شرح مسلم للنووي 2/209 تبيين العجب /21 مواهب الجليل 2/408 ) .

    ومن يصليها يحتج بما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
    ( في رجب ليلة كُتب للعامل فيها حسنات مائة سنة وذلك لثلاث بقين من رجب ..) رواه البيهقي في الشعب 3/374 وضعفه كما ضعفه الحافظ ابن حجر في تبيين العجب (25) وقال القاري " ضعيف جدا " الأدب في رجب / 48
    أقول :
    أمارات الوضع ظاهرة عليه فقد أجمع العلماء على أن أفضل ليلة في السنة ليلة القدر وهذا الخبر يخالف ذلك .
    ومن بدع تلك الليلة :

    الاجتماع وزيادة الوقيد والطعام قال الشيخ علي القاري
    " لا شك أنها بدعة سيئة وفعلة منكرة لما فيها من إسراف الأموال والتشبه بعبدة النار في إظهار الأحوال " ا.هـ الأدب في رجب /46



    * صيام رجب
    رجب كغيره من الأشهر لم يرد في الترغيب في صيامه حديث صحيح بل يُشرع أن يصام منه الإثنين والخميس والأيام البيض لمن عادته الصيام كغيره من الأشهر أما إفراده بذلك فلا .


    أما ما يذكره الوعاظ والقصاصون في الترغيب في صيام شهر رجب كحديث
    ( إن في رجب نهرا يقال له رجب ماؤه أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل من صام يوما من رجب شرب منه )
    وهو حديث موضوع رواه ابن الجوزي في الواهيات (912) وقال الذهبي
    " باطل " ا.هـ الميزان 6/524


    وحديث ( رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات فمن صام يوما من رجب فكأنما صام سنة ومن صام منه سبعة أيام غلقت عنه سبعة أبواب جهنم ومن صام منه ثمانية أيام فتح له ثمانية أبواب الجنة ومن صام منه عشر أيام لم يسأل الله إلا أعطاه ومن صام منه خمسة عشر يوما نادى مناد في السماء قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل ومن زاد زاده الله )
    رواه البيهقي في الشعب (3801 ) والطبراني في الكبير (5538) وعده الحافظ ابن حجر من الأحاديث الباطلة ( مواهب الجليل 2/408 ) وقال الهيثمي " وفيه عبدالغفور – يعني ابن سعيد - وهو متروك " ا.هـ مجمع الزوائد 3/188 وقد ذكر الحافظان ابن الجوزي وابن حجر رحمهما الله تعالى جملة من الأحاديث الباطلة والموضوعة في فضائل شهر رجب ( أنظر مواهب الجليل 2/408 )



    وأختم بما ذكره الحافظان ابن القيم وابن حجر رحمهما الله تعالى تلخيصا لما ذكرناه :
    قال ابن القيم
    " كل حديث في ذكر صوم رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى " ا.هـ المنار المنيف /96

    وقال الحافظ ابن حجر
    " لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا صيام شيء منه معيَّن ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة " ا.هـ تبيين العجب / 11
    ( وأنظر : لطائف المعارف /228 )

    أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يوفقنا لاتباع

    السنة واجتناب البدعة إنه جواد كريم والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    صيد الفوائد


     
  8. الصورة الرمزية صمت الدموع

    صمت الدموع تقول:
     
  9. الصورة الرمزية صمت الدموع

    صمت الدموع تقول:

    افتراضي رد: إحذر بدع شهر رجب ,( ملف كامل )


    من فتاوى شهر رجب



    أولا : فضيلة الشيخ العلامةعبد العزيز بن باز– رحمه الله-:





    .السؤال:
    إذادخل أول خميس في شهر رجب، فإن الناس يذبحون ويغسلون الأولاد, وأثناء تغسيلهم للأولاد يقولون: يا خميس أول رجب نجنا من الحصبة والجرب, ويسمون هذا اليوم: كرامة رجب, وجهونا في ضوء هذا السؤال؟ لسؤال:



    الجواب: هذا منكر لا أصل له، بدعة، ولا يجوز، يا خميس! هذا دعاء غير الله, شرك أكبر، دعاء غير الله شرك أكبر، فالمقصود أن هذا بدعة لا يجوز. نسأل الله العافية.









    4.السؤال:
    لقد سمعت عن صيام شهر رجب كاملاً، فهل هذا بدعة، أو أنه من العمل الصحيح



    الجواب: ليس بمشروع، هذا من أعمال الجاهلية، فلا يشرع ... بالصيام، يكره ذلك،لكن إذا صام بعضه الاثنين و الخميس، أو أيام البيض طيب لا بأس بذلك، أما أنه يخصهبالصوم وحده فهذا مكروه.







    ثانياً: فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله-:




    1-السؤال:
    ربما يقال: ما الذي ينبغي للمسلم أن يفعله إذا وافق هذه الليلة مثلاً في أول الربيع، أو في رجب؟




    الجواب: لا ينبغي أن يفعل شيئاً، لأن من هم أحرص منا على الخير، وأشد منا تعظيماً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهم الصحابة -رضي الله عنهم- ما كانوا يفعلون شيئاً عند مرورها، ولهذا لو كانت هذه الليلة مشهورة عندهم، ومعلومة لكانت مما ينقل نقلاً متواتراً لا يمتري فيه أحد، ولكانت لا يحصل فيها هذا الخلاف التاريخي الذي اختلف فيه الناس، واضطربوا فيه، ومن المعلوم أن المحققين قالوا: إنه لا أصل لهذه الليلة التي يزعم أنها ليلة المعراج، وهي ليلة السابع والعشرين ليس لها أصل شرعي، ولا تاريخي.


    . السؤال:
    حفظكم الله، وسدد خطاكم يقول: السائل ما حكم صيام الثامن من رجب، والسابع والعشرين من نفس الشهر؟





    الجواب: تخصيص هذه الأيام بالصوم بدعة، فما كان يصوم يوم الثامن، والسابع والعشرين، ولا أمر به، ولا أقره، فيكون من البدع، وقد يقول قائل: كل شيء عندكم بدعة؛ وجوابنا عليه -حاش والله-، إنما نقصد البدعة في الدين، وكل شيء تعبد الإنسان به لله عز وجل بدون دليل من الكتاب، والسنة، فهو بدعة، ولهذا قال النبي "صلى الله عليه وسلم": (عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين، المهديين من بعدي، وإياكم ومحدثات الأمور). فالمراد البدعة في الدين الذي يتقرب به الإنسان لله عز وجل من عقيدة، أو قول، أو فعل، فهذا بدعة، وضلالة، أما البدع فيما يتعلق بأمور الدنيا، فكل شئ نافع من أمور الدنيا، وإن كان لم يكن موجوداً من قبل، فإننا لا نقول: إنه بدعة، بل نحث عليه إذا كان نافعاً، وننهى عنه إذا كان ضاراً.



    ( موقع فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله- )





    ثالثاً: فضيلة الشيخ الدكتور صالح الفوزان :




    2.السؤال:
    رجل تعود أن يصوم شهري رجب، وشعبان كاملين في كل عام، فهل في فعله بأس ؟


    الجواب: شهر رجب لا يصام لأنه بدعة، لأن شهر رجب بدعة، أما صيام غالب شعبان، غير الصيام شعبان كله، لا يجوز، لكن الصيام أكثر شعبان مستحب، إذا صام أكثر شعبان فهو مستحب، لفعل النبي "صلى الله عليه وسلم"، فكان يكثر الصيام في شهر شعبان، لكن لا يصومه كاملاً.




    3.السؤال:
    عبارة: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان"؛ هل هو حديث ؟


    الجواب : هذا حديث، لكن ما هو بصحيح حديث ضعيف.
     
  10. الصورة الرمزية صمت الدموع

    صمت الدموع تقول:

    افتراضي رد: إحذر بدع شهر رجب ,( ملف كامل )


    قال الحسن:
    "ليس في الإسلام عتيرة، إنما كانت العتيرة في الجاهلية، كان أحدهم يصوم ويعتر"(21).

    قال ابن رجب:
    "ويشبه الذبح في رجب: اتخاذه موسماً وعيداً، كأكل الحلوى ونحوها، وقد روي عن ابن عباس (رضي الله عنهما)
    أنه كان يكره أن يتخذ رجب عيداً" (22).



    تخصيص رجب بصيام أو اعتكاف:



    قال ابن رجب:
    "وأما الصيام: فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه"(23).

    وقال ابن تيمية:
    "وأما صوم رجب بخصوصه: فأحاديثه كلها ضعيفة، بل موضوعة، لا يعتمد أهل العلم على شيء منها، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل، بل عامتها من الموضوعات المكذوبات...
    وقد روى ابن ماجة في سننه،
    عن ابن عباس، عن النبي
    صلى الله عليه وسلم
    أنه نهى عن صوم رجب، وفي إسناده نظر، لكن صحّ أن عمر بن الخطاب كان يضرب أيدي الناس؛ ليضعوا أيديهم في الطعام في رجب، ويقول: لا تشبهوه برمضان...

    وأما تخصيصها بالاعتكاف الثلاثة الأشهر رجب، وشعبان، ورمضان فلا أعلم فيه أمراً، بل كل من صام صوماً مشروعاً وأراد أن يعتكف من صيامه، كان ذلك جائزاً بلا ريب، وإن اعتكف بدون الصيام ففيه قولان مشهوران لأهل العلم" (24).



    وكونه لم يرد في فضل صيام رجب بخصوصه شيء لا يعني أنه لا صيام تطوع فيه مما وردت النصوص عامة فيه وفي غيره، كالإثنين، والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، وصيام يوم وإفطار آخر، وإنما الذي يكره كما ذكر الطرطوشي (25)
    صومه على أحد ثلاثة أوجه

    1- إذا خصه المسلمون في كل عام حسب العوام ومن لا معرفة له بالشريعة، مع ظهور صيامه أنه فرض كرمضان.
    2- اعتقاد أن صومه سنّة ثابتة خصه الرسول بالصوم كالسنن الراتبة.
    3- اعتقاد أن الصوم فيه مخصوص بفضل
    ثواب على صيام سائر الشهور، وأنه جارٍ مجرى عاشوراء، وفضل آخر الليل على أوله في الصلاة، فيكون من باب الفضائل لا من باب السنن والفرائض، ولو كان كذلك لبينه النبي صلى الله عليه وسلم أو فعله ولو مرة في العمر، ولما لم يفعل:
    بطل كونه مخصوصاً بالفضيلة




    العمرة في رجب:


    وقد نص العلامة "ابن باز"(28)
    على أن أفضل زمان تؤدى فيه العمرة: شهر رمضان؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
    « عمرة في رمضان تعدل حجة »
    ثم بعد ذلك: العمرة في ذي القعدة؛ لأن عُمَرَه كلها وقعت في ذي القعدة
    وقد قال الله سبحانه وتعالى
    { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } [الأحزاب: 21].

    صلاة النصف من رجب





    حوادث عظيمة في رجب:



    قال ابن رجب:
    "وقد روي أنه كان في شهر رجب حوادث عظيمة، ولم يصح شيء من ذلك، فروي أن النبي ولد في أول ليلة منه، وأنه بعث في السابع والعشرين منه، وقيل في الخامس والعشرين، ولا يصح شيء من ذلك..."(31).