في المثال الأول:
ا- إن كان من اصحاب المقامات العالية في التقوى والتوكل على الله تعالى فلا يهمه أن يفصل من عمله لأن محبوب الله ورسوله في نفسه أعظم من محبوب نفسه فضلا عن محبوب غيره .
ب- وإن كان توكله كحال أكثر العوام فله أن يحلق لحيته لأن اللحية تحقق للمكلف نوع من الكارزما أو الشخصية التي لاتتوافق مع بعض الأعمال,ولابأس بحلق لحيته لمصلحة دعوية ,ومن يقرأ تصورنا لهذه المسألة وبحثنا الموسع سيعلم جيدا أن الأمر عندنا واسع وغير مضيق .
والمشكلة أن هنالك مفهوم نسبي يجب أن يصحح فبعض الناس يظن ان التدين يكون 80%بإعفاء اللحية والإلتزام بالظاهر ,وباقي الأمور السلوكية والعبادية بل والعقدية 20%وهذا نراه واقعا ملموسا -وللأسف-,وهذا الاضطراب النسبي أدى الى انحراف الكثير والكثير من الشباب فإذا حلق الشاب لحيته لم يبق له من الاسلام الا 20%(هكذا يتصورون)!!
وفي الحقيقة ان الحكم على المسلم بالتدين يكون في النقاط التالية:
اولا:صحة الاعتقاد.
ثانيا:اداء الفرائض.
ثالثا:اجتناب الكبائر.
رابعا:السلوك والأخلاق الحميدة باطنا وظاهرا .
واللحية والثوب والسمت الخارجي هو كالنافلة للفريضة فحسب فالسمت الخارجي يشكل 5%فقط من التدين وليس 80% .
لنعقد الآن مثالا عمليا :
شخص عظيم اللحية وعليه عمامة وملتزم بالهدي الظاهر وعقيدته صحيحة وعبادته صحيحة إلا أنه عنصري واخلاقه رديئة ,نقول :هذا متدين بنسبة 50%,وشخص مثله إلا أنه حليق اللحية ولابس لبس (افندي) ,وهو قمة في السلوك الحسن ولا يحمل الضغائن ,نقول:تدينه 95%.
وإنما أتيت بهذين المثالين لكي نصوغ تصور صحيح لهذه المسألة وتكون لنا منهجا يحقق لأمتنا التوازن.والله الموفق