لاتأسفن على الدنيا ومافيها فالموت لاشك يفنينا ويفنيها


ومن يكن همه الدنيا ليجمعها فسوف يوما على رغم يخليها


لاتشبع النفس من دنيا تجمعها وبلغة من قوام العيش تكفيها


اعمل لدار البقاء رضوان خازنها الجار احمد والرحمن بانيها


ارض لها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيش نابت فيها


انهارها لبن محض ومن عسل والخمر يجري رحيقا في مجاريها


والطير تجري على الأغصان عاكفة تسبح الله جهرا في مغانيها


من يشتري قبة في العدل عالية في ظل طوبى رفيعة مبانيها..


من يشتري الدار في الفردوس يعمرها بركعة في ظلام الليل يخفيها


او سد جوعة مسكين بشبعته في يوم مسغبة عما ولا فيها


النفس تطمع في الدنيا وقد علمت ان السلامة منها ترك ما فيها


والله لو قنعت نفسي بما رزقت من المعيشة الا كان يكفيها


والله والله ايمان مكررة ثلاثة عن يمين بعد ثانيها


لو ان في صخرة صما ململمة في البحر راسية ملس نواحيها


رزقا لعبد براه الله لانفلقت حتى تؤدي اليه كل ما فيها


او كان فوق طباق السبع مسلكها لسهل الله في المرقى مراقيها


حتى ينال الذي في اللوح خط له فان اتته والا سوف ياتيها


اموالنا لذوي الميراث نجمعها ودارنا لخراب الدهر نبنيها


لادار للمرء بعد الموت يسكنها الا التي كان قبل الموت يبنيها


فمن بناها بخير طاب مسكنه ومن بناها بشر خاب بانيها


والناس كالحب والدنيا رحى نصبت للعالمين وكف الموت يلهيها


فلا الاقامة تنجي النفس من تلف ولا الفرار من الاحداث ينجيها


وللنفوس وان كانت على وجل من المنية امال تقويها


فالمرء يبسطها والدهر يقبضها والبشر ينشرها والموت يطويها



أبيات حقا فيها الزهد و اذا قرأها الانسان يشعر ان الدنيا لا أسف عليها
و ان الدار الاخره هي الأبقى..