لشيخ العـلامة الفقيه المحدّث الأديب الشاعر المجوّد أحمد بن عـلي بن حسين بن مشرّف الوهيبي التميمي نسبا المالكي مذهبا .
ولد الشيخُ أحمد بن مشرف في بلدة (الزبارة) بقطر، في أوائل القرن الثاني عـشر الهجري، ثم انتقلَ صغـيراً إلى الأحساء ودرسَ بها، وحفظَ القرآن، وبعـض المتون العـلميّة في الحديث والفقه والعـقيدة وغيرها، وتفـقـّهَ على مذهب الإمام مالك بن أنس ـ رحمه الله تعـالى
رحل الشيخُ ابنُ مشرف إلى الرياض، وأخذ عن علمائِها الأجلاّء في تلك الحقبة، ثم عادَ إلى الأحساء، وواصلَ طلبَ العلم على مشايخِه هناك، وكان ذا صلةٍ حسنةٍ بالإمام فيصل بن تركي
رحمه الله وقد بقيَ في الأحساء يُعلمُ ويفتي إلى أن توفيَ ـ رحمه الله ـ بها سنة(1285هـ) . ووليَ القضاءَ مدة بها . ـ كما ذكر ذلك الزركلي في ترجمتِه ـ .
::
كان الشيخُ ابن مشرف ـ رحمه الله ـ سلفيَّ العـقيدة،على منهج أهل السنةِ والجماعة في إثباتِ الصفاتِ واقـتفاء آثار السلفِ الصالح في العـلم والعـمل والدعـوة، وكان من أهل الحديث الراسخين في العـلم هذا في جانب أصول الدين .
وأما مذهبه في الفروع ـ فكما سبق ـ أنه تـفـقـه على مذهب الإمام مالك رحمه الله، فكان فقيهاً مالكياً في الجملة، وإلا فله ـ رحمه الله ـ اجتهادات تخالفُ المذهب حينما يتبيّن له القول الراجح بدليله فيرجع إليه .
وقد أجمل الزركلي ما تقدم فقال: " فقيهٌ مالكي، كثيرُ النظم، سلفيُّ العـقيدة" .
لقد خلّف الشيخُ ابنُ مشرف ـ رحمه الله ـ للمكتبة الإسلاميّة مصنفاتٍ قيّمة ونافعـة منها:
1ـ (جوهرة التوحيد)
2ـ ديوانه واسمه:
(ديوان ابن مشرف)
3ـ (الشهب المرميّة عـلى المعـطلة والجهميّة)
4ـ (مختصر صحيح الإمام مسلم)
5ـ (المنظومة التاريخيّة)
6ـ (نظم مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة)
7ـ (نظم رسالة ابن أبي زيد القيرواني في فقه المالكيّة)
8ـ (نغـمة الأغاني في عـشرة الإخوان)
التي منها السؤالنا "من القائل"
وهي أرجوزة مشهورة على الألسنة، ضمنها آداب العـشرة وتعـريف
الصديق والصداقة وشروطها ونحو ذلك، وأودعـها حكاياتٍ طريفة تحذرُ
من صحبةِ الأحمق والبخيل والكذاب والشرير ونحوهم ومطلعـها:
يـقـولُ راجــي الصّــمـدِ ==== ابـنُ عـلـيٍّ أحـمـدِ
حـمـداً لـمـن هــــداني ==== بـالـنـطـقِ والبيـانِ
وقد كانت وفاته - رحمه الله - سنة 1285 هـ الموافق 1868م