22- كيف يلبس الشيطان على المشركين؟

قال شيخ الإسلام

وَلِهَذَا كَانَ الَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالْكَوَاكِبِ يَقْصِدُونَ السُّجُودَ لَهَا فَيُقَارِنُهَا الشَّيْطَانُ عِنْدَ سُجُودِهِمْ لِيَكُونَ

سُجُودُهُمْ لَهُ ؛ وَلِهَذَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِصُورَةِ مَنْ يَسْتَغِيثُ بِهِ الْمُشْرِكُونَ . فَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا وَاسْتَغَاثَ بجرجس أَوْ غَيْرِهِ

جَاءَ الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ جرجس أَوْ مَنْ يَسْتَغِيثُ بِهِ وَإِنْ كَانَ مُنْتَسِبًا إلَى الْإِسْلَامِ وَاسْتَغَاثَ بِشَيْخِ يَحْسُنُ الظَّنُّ بِهِ مِنْ

شُيُوخِ الْمُسْلِمِينَ جَاءَ فِي صُورَةِ ذَلِكَ الشَّيْخِ وَإِنْ كَانَ مِنْ مُشْرِكِي الْهِنْدِ جَاءَ فِي صُورَةِ مَنْ يُعَظِّمُهُ ذَلِكَ الْمُشْرِكُ.


و قال في موضع آخر

وَمِنْ اسْتِمْتَاعِ الْإِنْسِ بِالْجِنِّ اسْتِخْدَامُهُمْ فِيمَا يَطْلُبُهُ الْإِنْسُ مِنْ شِرْكٍ وَقَتْلٍ وَفَوَاحِشَ فَتَارَةً يَتَمَثَّلُ الْجِنِّيُّ فِي صُورَةِ

الْإِنْسِيِّ فَإِذَا اسْتَغَاثَ بِهِ بَعْضُ أَتْبَاعِهِ أَتَاهُ فَظَنَّ أَنَّهُ الشَّيْخُ نَفْسُهُ

23- هل يجوز استخدام الجن من قبل الإنس؟

نقل الشيخ مشهور حسن في كتابه فتح المنان فتوى الشيخ العتيمين :

و قد اتخذ بعض الرقاة كلام شيخ الإسلام رحمه الله متكئا على مشروعية الإستعانة بالجن المسلم في العلاج بأنه من

الأمور المباحة , و لا أرى في كلام شيخ الإسلام ما يسوغ ذلك , فإن من البدهيات المسلم بها أن الجن من عالم

الغيب يرانا و لا نراه , الغالب عليها الكذب و معتد ظلوم غشوم , لا يعرف العذر بالجهل مجهولة عدالته , لذا روايته

للحديث ضعيفة , فما هو المقياس الذي نحكم به على أن الجني مسلم و هذا منافق أو كافر و هذا صالح و ذاك

طالح..........

24- هل يقع زواج الجن بالإنس؟

ذكر صاحب آكام المرجان فتوى الإمام مالك:

وقد سئل مالك بن أنس رضي الله عنه لإن هاهنا رجلا من الجن يخطب إلينا جارية يزعم أنه يريد الحلال , فقال لا أرى

بذلك بأسا في الدين, و لكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل لها من زوجك قالت من الجن فيكثر الفساد في الإسلام بذلك. انتهى

قال صاحب هذه السطور : لا أدري كيف يكون الزواج صحيحا و العدالة مجهولة في الجن , ولا ندري هل هو مسلم أم

كافر , و أين أركان الزواج , و الجن لا يرى , وأين المهر و والشهود هل يكونون من الجن أم الإنس . و قد يفعل

الجني مخالفة شرعية فإلى من نحتكم للجن أم للإنس, وإذا كانت جنية تريد الزواج فما يدرينا أنها صاحبة زوج.

لدى فالحق مع العلماء الذين منعوا هذا الزواج لقوله تعالى وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا

وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)/ الروم

25- هل للإنسان قرين من الجن؟

- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا وَقَالَ عُثْمَانُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ

أَبِى الْجَعْدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ وُكِّلَ

بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ ». قَالُوا وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « وَإِيَّاىَ إِلاَّ أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِى عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلاَ يَأْمُرُنِى إِلاَّ بِخَيْرٍ »./مسلم

قال النووي:

( فَأَسْلَم ) بِرَفْعِ الْمِيم وَفَتْحهَا ، وَهُمَا رِوَايَتَانِ مَشْهُورَتَانِ فَمَنْ رَفَعَ قَالَ : مَعْنَاهُ : أَسْلَمُ أَنَا مِنْ شَرّه وَفِتْنَته ، وَمَنْ فَتَحَ

قَالَ : إِنَّ الْقَرِين أَسْلَمَ ، مِنْ الْإِسْلَام وَصَارَ مُؤْمِنًا لَا يَأْمُرنِي إِلَّا بِخَيْرٍ ، وَاخْتَلَفُوا فِي الْأَرْجَح مِنْهُمَا فَقَالَ الْخَطَّابِيُّ :

الصَّحِيح الْمُخْتَار الرَّفْع ، وَرَجَّحَ الْقَاضِي عِيَاض ، الْفَتْح وَهُوَ الْمُخْتَار ، لِقَوْلِهِ : " فَلَا يَأْمُرنِي إِلَّا بِخَيْرٍ " ، وَاخْتَلَفُوا

عَلَى رِوَايَة الْفَتْح ، قِيلَ : أَسْلَمَ بِمَعْنَى اِسْتَسْلَمَ وَانْقَادَ ، وَقَدْ جَاءَ هَكَذَا فِي غَيْر صَحِيح مُسْلِم ( فَاسْتَسْلَمَ ) وَقِيلَ : مَعْنَاهُ

صَارَ مُسْلِمًا مُؤْمِنًا ، وَهَذَا هُوَ الظَّاهِر ، قَالَ الْقَاضِي : وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّة مُجْتَمِعَة عَلَى عِصْمَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

مِنْ الشَّيْطَان فِي جِسْمه وَخَاطِره وَلِسَانه . وَفِي هَذَا الْحَدِيث : إِشَارَة إِلَى التَّحْذِير مِنْ فِتْنَة الْقَرِين وَوَسْوَسَته وَإِغْوَائِهِ ،

فَأَعْلَمَنَا بِأَنَّهُ مَعَنَا لِنَحْتَرِز مِنْهُ بِحَسَبِ الْإِمْكَان .

وقد ذهب الشيخ عمر سليمان الأشقر في كتابه عالم الجن أن هذا الحكم ليس خاصا بالنبي , بل يمكن للمسلم أن يؤثر

في قرينه فيُسلم , و هذا خطأ لان هذا الحكم خاص بالرسول صلى الله عليه و سلم

26- هل معنى لا غول نفي وجود الغول؟

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ وَلاَ غُولَ »./مسلم

قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :

( لَا غُول )

: بِضَمِّ الْغَيْن وَسُكُون الْوَاو قَالَ فِي النِّهَايَة : الْغُول أَحَد الْغِيلَان وَهِيَ جِنْس مِنْ الْجِنّ وَالشَّيَاطِين كَانَتْ الْعَرَب تَزْعُم أَنَّ

الْغُول فِي الْفَلَاة تَتَرَاءَى لِلنَّاسِ فَتَتَغَوَّل تَغَوُّلًا أَيْ تَتَلَوَّن تَلَوُّنًا فِي صُوَر شَتَّى ، وَتَغُولهُمْ أَيْ تُضِلّهُمْ عَنْ الطَّرِيق وَتُهْلِكهُمْ

، فَنَفَاهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبْطَلَهُ .

وَقِيلَ قَوْله " لَا غُول " لَيْسَ نَفْيًا لِعَيْنِ الْغُول وَوُجُوده ، وَإِنَّمَا فِيهِ إِبْطَال زَعْم الْعَرَب فِي تَلَوُّنه بِالصُّوَرِ الْمُخْتَلِفَة

وَاغْتِيَاله فَيَكُون الْمَعْنَى بِقَوْلِهِ لَا غُول أَنَّهَا لَا تَسْتَطِيع أَنْ تُضِلّ أَحَدًا وَيَشْهَد لَهُ الْحَدِيث الْآخَر " لَا غُول وَلَكِنْ السَّعَالِي

وَالسَّعَالِي سَحَرَة الْجِنّ " أَيْ وَلَكِنْ فِي الْجِنّ سَحَرَة تَلْبِيس وَتَخْيِيل . وَمِنْهُ الْحَدِيث " إِذَا تَغَوَّلَتْ الْغِيلَان فَبَادِرُوا بِالْأَذَانِ

" أَيْ اِدْفَعُوا شَرّهَا بِذِكْرِ اللَّه وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَرِد بِنَفْيِهَا عَدَمهَا .

وَمِنْهُ حَدِيث أَبِي أَيُّوب : " كَانَ لِي تَمْر فِي سَهْوَة فَكَانَتْ الْغُول تَجِيء فَتَأْخُذ " اِنْتَهَى كَلَامه .

27- هل تثبت قصة الشيطان مع آدم؟

ذكر بعض المفسرين حديثا في تفسير الآية: قال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا عبد الصمد، حدثنا عمر بن إبراهيم،

حدثنا قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ولما ولدت حواء طاف بها إبليس -وكان لا

يعيش لها ولد -فقال: سميه عبد الحارث؛ فإنه يعيش، فسمته عبد الحارث، فعاش وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره".

و قد ذكر ابن كثير الآثار الواردة في القصة و عقبها بقوله: وهذه الآثار يظهر عليها -والله أعلم -أنها من آثار أهل

الكتاب، وقد صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا حَدَّثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم.

ثم قال: أما نحن فعلى مذهب الحسن البصري، رحمه الله، في هذا وأنه ليس المراد من هذا السياق آدم وحواء، وإنما

المراد من ذلك المشركون من ذريته.

وللمزيد أنظر فتح المنان / مشهور حسن /164

28- الفرق بين طاعة الجن لنبي الله سليمان عليه السلام و طاعة الجن للسحرة؟

نبي الله سليمان كان تسخيره للجن معجزة ,و ملكا أعطاه الله لم يكن لغيره من الأنبياء, فهو يسخرهم في أمور مباحة

كصنع المحاريب و التماثيل و غيرها, أما السحرة فهم فيستعملون العزائم و الطلاسم الشركية لتسخير الجن , فهم

يتعاونون على الإثم و العدوان, وهذا معنى استمتاع الجن بالإنس و استمتاع الجن بالإنس الذي جاء في الآية(رَبَّنَا

اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ ) الآية

قَالَ البغوي : قَالَ بَعْضُهُمْ : اسْتِمْتَاعُ الْإِنْسِ بِالْجِنِّ مَا كَانُوا يُلْقُونَ لَهُمْ : مِنْ الْأَرَاجِيفِ وَالسِّحْرِ وَالْكَهَانَةِ وَتَزْيِينُهُمْ لَهُمْ

الْأُمُورَ الَّتِي يُهَيِّئُونَهَا وَيَسْهُلُ سَبِيلُهَا عَلَيْهِمْ وَاسْتِمْتَاعُ الْجِنِّ بِالْإِنْسِ طَاعَةُ الْإِنْسِ لَهُمْ فِيمَا يُزَيِّنُونَ لَهُمْ مِنْ الضَّلَالَةِ وَالْمَعَاصِي

29- ما الفرق بين طاعة الجن لنبيا محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة الجن لنبي الله سلميان عليه السلام


قال شيخ الإسلام في النبوات

وسليمان كان على شريعة التوراة واستخدامه لمن لم يؤمن منهم هو مثل استخدام الاسير الكافر فحال نبينا مع الجن

والانس أكمل من حال سليمان وغيره فإن طاعتهم لسليمان كانت طاعة ملكية فيما يشاء وأما طاعتهم لمحمد فطاعة

نبوة ورسالة فيما يأمرهم به من عبادة الله وطاعة الله واجتناب معصية الله فان سليمان كان نبيا ملكا ومحمد صلى

الله عليه و سلم كان عبدا رسولا مثل ابراهيم وموسى .وسليمان مثل داود ويوسف وغيرهما