الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية أبولؤى

    أبولؤى تقول:

    جديد كلمات ودروس ومحاضرات الشيخ سلمان العودة (( متجدد ))

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    في هذا الموضوع ان شاء الله سوف نضع لكم كل ما يتعلق

    بالشيخ سلمان العودة من دروس ومحاضرات وكلمات وتكون

    بشكل دائم ان شاء الله ولا يمنع من الاخوة المشاركة ايضاً

    لكل ما يتعلق بالشيخ سلمان العودة وسوف اضع لكم في هذا

    الموضوع كل جديد الشيخ من محاضرات وكلمات ودروس

    واولاً سوف اضع لكم تعريف بالشيخ سلمان العودة

    وشاكر لكم متابعتنا وكل ماهو جديد للشيخ سوف تحصله

    في هذا الموضوع

    وتقبلوا تحياتي

    اخوكم الفقير الى الله

    أبولؤى
    [flash=http://dc10.arabsh.com/i/02482/91tb86eu3y0i.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
     
  2. الصورة الرمزية أبولؤى

    أبولؤى تقول:

    افتراضي رد: كلمات ودروس ومحاضرات الشيخ سلمان العودة (( متجدد ))

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد:اليوم سوف اقدم لكم معلومات عامة لفضيلة الشيخ:
    سلمان بن فهد العودة:

    فهرس الموضوع:
    1-البيانات الشخصية
    2- النشاة العلمية
    3-المسؤوليات والعضويات
    4-المشاركات العلمية
    5- المقالات
    6-تحميل مقاطع فيديو للشيخ.

    __________________________________________________-

    اولا:البيانات الشخصية
    الاسم: سلمان بن فهد بن عبد الله العودة, الدخيل, من (الجبور) من (بني خالد).

    وكان ميلاده في شهر جمادى الأولى عام 1376هـ في قرية البصر, وهي قرية هادئة في الضواحي الغربية لمدينة بريدة من منطقة القصيم.

    متزوج, وعنده مجموعة من الأولاد ما بين ذكر وأنثى, أكبرهم معاذ.
    __________________________________________________ ___________-

    ثانيا:النشاة العلمية
    كانت نشأته في قرية "البصر".

    انتقل إلى الدراسة في بريدة بعد سنتين من الدراسة الابتدائية, وأكمل دراسته في مدرسة "الحويزة".

    التحق بالمعهد العلمي في بريدة وقضى فيه ست سنوات دراسية، وكان يضم نخبة من فضلاء مشايخ البلد.

    منهم:

    - الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي -رحمه الله-، وقد اختص به الشيخ وتخرج عليه.

    - الشيخ صالح السكيتي -رحمه الله-.

    - الشيخ علي الضالع -رحمه الله-.

    وأتاحت له الدراسة فرصة الجلوس بين أيديهم, والأخذ من علمهم, ومن أخلاقهم, واستفاد من ذلك.

    وتعرف بعد على فضلاء الشيوخ, وصحبهم وجرت بينه وبينهم اتصالات ومراسلات, بعضها محفوظ من أمثال سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز, وسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين, وسماحة الشيخ عبد الله بن جبرين,وسماحة الشيخ ناصر الدين الألباني،وسماحة الشيخ يوسف بن عبدالله القرضاوي،وسماحة الشيخ سالم بن عدود رحمه الله،وسماحة الشيخ عبدالله بن بيه،والشيخ أبو خبزة بالمغرب،وحصل على إجازات علمية من أكابر المسنين في العالم الإسلامي.

    كما أن التحاقه بالمعهد أتاح له فرصة الاستفادة من مكتبة المعهد آنذاك, وكانت عامرة بعدد كبير من الكتب.

    وهي مكتبة للإعارة, وتتجدد وقتاً بعد وقت؛ فتضم عدداً كبيراًَ من الكتب الجديدة التي يحتاج الناس إليها.

    وقد حفظ في صباه مئات القصائد الشعرية المطولة من شعر الجاهلية والإسلام وشعراء العصر الحديث, وهي قصائد تتراوح الواحدة منها ما بين مائة بيت وعشرين بيتاً.

    و قد تخرج في كلية الشريعة و أصول الدين بالقصيم.

    ثم عاد مدرساً في المعهد العلمي في بريدة لفترة من الزمن.

    ثم انتقل معيداً إلى الكلية وحصل خلال ذلك على درجة الماجستير من قسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بالرياض وكان موضوع الرسالة "غربة الإسلام وأحكامها في ضوء السنة النبوية"، وكان ذلك سنة 1408هـ.

    ودرس في كلية الشريعة و أصول الدين بالقصيم لبضع سنوات، قبل أن يُعفى من مهامه التدريسية في جامعة الإمام وذلك في 15/4/1414هـ.

    ثم نال شهادة الدكتوراة وكان موضوعها "شرح بلوغ المرام كتاب الطهارة" أجازه بها فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن جبرين ومعالي الشيخ عبد الله بن بيه, وفضيلة الشيخ الدكتور خلدون الأحدب.
    __________________________________________________ ____________________

    ثالثا:المسؤوليات والعضويات
    يتولى الإشراف على مجموعة الإسلام اليوم والتي ينضوي تحتها المشاريع التالية:

    · بوابة الإسلام اليوم الإلكترونية (بأربع لغات: العربية، والإنجليزية، والفرنسية،والصينية).

    · مجلة الإسلام اليوم.

    · جوال الإسلام اليوم.

    · المكتب العلمي للاستشارات الشرعية والبحوث والدراسات.

    · سلسلة كتاب الإسلام اليوم.

    كما يشغل منصب الأمين العام لمنظمة النصرة العالمية.

    وهو عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

    وعضو مجلس الإفتاء الأوروبي،وعضو في عدد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية والعلمية في العالم الإسلامي.

    __________________________________________________ ____________________

    رابعا:المشاركات العلمية
    دروس أسبوعية في شتى المعارف والعلوم الإسلامية:



    1- ( فقه - تفسير - حديث - تربية - أخلاق - سيرة نبوية - عقيدة - مشكلات اجتماعية - رؤى واقعية ).

    2- مشاركة في مؤتمرات إسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية, وفرنسا، وكندا, وبريطانيا, واستراليا, والسودان، ومصر ومنها:

    · مؤتمر الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالرياض 1423هـ

    · مؤتمر الجمعيات الخيرية بقطر1425هـ.

    · مؤتمر الإسلام والغرب بالسودان بعد رمضان 1425هـ.

    · مؤتمر القيم باليمن 1426هـ.

    · مؤتمر النصرة بالبحرين 1426هـ

    · مؤتمر اتحاد علماء المسلمين بتركيا شعبان 1427هـ.

    · مؤتمر حرية التعبير بين الإسلام والحداثة شوال 1427هـ.

    · مؤتمر عالمي لنصرة الشعب الفلسطيني بقطر 1427هـ

    · مؤتمر الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالقاهرة 1427هـ

    · مهرجان العفاف في اليمن.

    3- مشاركة في المهرجانات والمؤتمرات المحلية.

    4- دورات إدارية في الرقابة والتحفيز.

    5- المشاركة في اللقاء الوطني للحوار الفكري, الأول والثاني.

    6- برامج إعلامية كتابية وحوارية.

    ومجموعة كبيرة من الرسائل والبحوث والدراسات والفتاوى يشمل كل ميادين الحياة الفردية والإجتماعية، وهي موجودة في الموقع الإلكتروني ومفهرسة تحت نافذة (قلم المشرف).

    وقد زار المؤسسات العلمية وألقى فيها المحاضرات كجامعة الكويت،وجامعة البحرين،والجامعة الإسلامية بماليزيا،كجامعة أم القرى بمكة المكرمة, وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران, وجامعة الملك فيصل بالأحساء, وجامعات البنات, وجامعة القصيم, وجامعة الملك عبد العزيز بجدة,والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والكليات المتوسطة, وغيرها
    __________________________________________________ ____________________

    خامسا:المقالات
    النقيض
    أظنّ أنني أضع يدي على عيب من أعظم عيوب التفكير والعمل لدى المسلمين, وإن لم أكن قادراً على تشخيصه بدقة, ومعرفة أسبابه ، يكفي أن أدوّنها ملاحظة غير عابرة ولا عاجلة , على طرائقنا في العيش



    عقلي المؤمن
    أشكر ربي أجزل الشكر وأوفاه على نعمة العقل ونعمة الإيمان . بالعقل يصبح المرء مؤمناً ، إذ غير العاقل لا يُخَاطب بالإيمان أصلاً ، فالعقل يدلّ على الله قبل النقل ،



    هل نحن شعوب مرائية ؟!
    قبل بضعة أشهر ؛ زارني وفد من محطة تلفزيونية تتبع الاتحاد الأوربي ، وسألوني عن أشياء كثيرة حول الإسلام والعروبة والوطن ..



    تغيرت علينا !
    قابلت إنساناً ذات مساء خُيّل إليّ أنّي أعرفه ، فعانقته بحرارة ، وسألته عن الحال ، وعاجلته قائلاً : ما هذا التغيّر الذي طرأ عليك ؟ أين كنت ؟ وكيف صرت ؟ ..



    دعوة للتصافي
    لَمْ أشأْ أن أجعل عنوان مقالتي هذه " دعوة للمصالحة " خشية أن يُفهم من هذا إلغاء جوانب الاختلاف ، لأنه قد يوجد ما يدعو للاختلاف في أمور الشريعة أو في مصالح الدنيا ، فالاختلاف سنة إلهية ولا حيلة



    تأليل الإنسان
    لعله سبك جديد لمفهوم تحويل الإنسان إلى آلة . أردت أن أخرج ذات صباح؛ فوجدتني أعبئ جيوبي بجوال ذات اليمين وآخر ذات الشمال ، وأتفقّد



    ابن الفجاءة
    ليس لي كبير فضل في حفظ قصيدة " قطري بن الفجاءة " الخارجي الذي يقول : أَقـولُ لها، وقَدْ طارَتْ شعَاعاً** مِن الأَبْطال: وَيْحكِ لاتراعي
    __________________________________________________ _____________________

    سادسا:تحميل مقطع فيديو للشيخ

    برنامج حواري مباشر في قناة المجد الفضائية بعنوان((اول اثنين))

    http://www.awalethnain.com

    ارجو ان الموضوع افادكم واعجبكم والى اللقاء في موضوع اخر!


    [flash=http://dc10.arabsh.com/i/02482/91tb86eu3y0i.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
     
  3. الصورة الرمزية أبولؤى

    أبولؤى تقول:

    افتراضي رد: كلمات ودروس ومحاضرات الشيخ سلمان العودة (( متجدد ))

    فضيلة الشيخ/ سلمان بن فهد العودة

    1- هنادي محمد الجلعود (22 سنة)
    2- سامية محمد الجلعود (17 سنة)
    3- غادة علي المبدل (20 سنة)
    4- نوف محمد الموسى (15 سنة)
    هذه الأسماء المباركة أضحت محفورة في أذهاننا ، تذكرنا برحيل كوكبة من خيرة بناتنا في أيام عيد الأضحى .
    مساء يوم السبت 14/12/1431هـ كان الموت على موعد مع ثلّة من الفتيات الصالحات ، بعدما فرغن من صيام تسع ذي الحجة ، ومراجعة حفظهن لكتاب الله (سامية وغادة يحفظن القرآن كاملاً ، وهنادي ونوف يحفظن أجزاء من القرآن) .
    كن يقطفن فرح العيد المشروع في منتزه خاص مغلق في منطقة الثمامة حينما هاجمتهن المنية على حين غرة في الساعة الخامسة عصراً ، ورحلن إلى الدار الآخرة تاركات قلوباً متفطرة عليهن حزناً وكمداً .
    قلوب الوالدين ، والأهل ، والصديقات ، والذكريات الجميلة ، والخلق الرفيع ، والسلوك المستقيم .
    ورحيلهن صنع القدوة الحسنة لكل فتاة عرفتهن أو سمعت بهن .
    فإذا كان لابد من الموت فليكن بمثل هذه الحال من الاستقامة والصلاح والبر والإيمان .
    والحق أن حسن الظن بربنا يجعلنا نرجو لكل من مات على الإسلام والتوحيد خيراً وحسن جزاء ، ولكن أولئك الذين يعملون ويدأبون في الحياة وهم يستحضرون ساعة الرحيل يكونون أكثر عطاءً وإخلاصاً واستقامة .
    جربت أن أضع نفسي في موقف الوالد الملتاع بفقد روح صحبها من الصغر وعايشها عبر السنين ، وشاركها صنع الذكريات العذبة في السفر والفرح ، والحل والترحال ، والتفاصيل الدقيقة المؤثرة .. فتسرّب إلى قلبي شيء من لوعة الفقد ومرارة الغياب لفتيات في عمر الزهور ، وتذكرت تعبيرات أبي الحسن التهامي التي كنت أقرؤها لطلابي في الثانوية ، وأطلب منهم كتابة التعبير عنها :
    يا كَوكَباً ما كانَ أَقصَرَ عُمرَهُ وَكَذاكَ عُمرُ كَواكِبِ الأَسحارِ
    وهلالَ أيَّام مضى لم يستدرْ بدراً ولم يمهلْ لوقتِ سرارِ
    عجلَ الخسوفُ إليه قبلَ تمامهِ فمحاهُ قبلَ مظنَّةِ الإبدارِ
    واستلَّ من أترابهِ ولداتهِ كالمقلةِ استُلَّت من الأشفارِ
    وكأنَّ قلبي قبره وكأنَّه في طيِّه سرٌّ من الأسرارِ
    إنَّ الكواكبَ في عُلوِّ مكانها لتُرى صغاراً وهي غير صغارِ
    وأدركت سراً مختلفاً لبيت كنت أحفظه من قبل :
    ووالله لو أستطيع قاسمُتهُ الرَّدى فمتنا جميعاً، أو لقاسمني عمري
    ولكنها أرواحُنا ملكُ غيرنا فماليَ في نفسي ولا فيهِ من أمرِ
    ينغَّصُ نومي كل يومٍ وليلةٍ خيالٌ له يسري، وذكرٌ له يجري
    قلت لنفسي : بدلاً من الاستسلام للذكريات التفصيلية وما تنتجه من ألم .. لا بأس أن يحدث هذا ، لأنه جبلة وقد قال -صلى الله عليه وسلم- : « إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ ، وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرْضَى رَبُّنَا ، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ » رواه البخاري ومسلم.
    ولكن إلى جوار هذا علينا أن نعتني بكيفية الوفاء للعزيزات اللاتي فقدناهن ، وحفظ مقام القرابة أو الصداقة بأساليب شتى :
    1- الدعوات الصالحات المنبعثة من قلوب صادقة بالمغفرة والرحمة وتحقيق مرتبة الشهادة لهن والفردوس الأعلى من الجنة .
    2- الصدقة والوقف لهن ، من الوالدين أو الأصدقاء أو المعارف كبناء مسجد ، أو حفر بئر ، أو إنشاء مدرسة للأيتام .
    3- الذكر الطيب ، وفي الصحيحين من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه قال: « أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِى الأَرْضِ » ، ومن أثنى الناس عليه خيراً فهو من أهل الجنة ، ونحن نجد أن مجالس الأشراف والفضلاء من الناس رجالاً ونساءً تلهج بالثناء ، ومواقع الحديث والتعليق على الخبر في الإنترنت تشيد وتدعو وتترحم ..
    ولا عتب ولا تثريب على الأهل والصديق في تكرار الثناء العاطر ، والذكر الجميل ، فهو نوع من الوفاء تطيب به النفس ، وليس معه سخط ولا جزع ولا تبرم ، بل هو مصحوب بـ " إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ " ، أو بـ " الحمد لله على كل حال " ، مرجو أن تكون عاقبته : (ابْنُوا لِعَبْدِى بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ) كما في الحديث القدسي في مسند أحمد وعند الترمذي وقال : حديث حسن .
    ولا يحزن النفس أن يكون في الخلق شامت أو حاقد أو مريض لا يرعى حرمة ميت ، ولا يحترم إخاءً لحي فهذه سنة الله في عباده ألا يزال فيهم الشرير ورديء الطبع وفاسد الذوق ، ممن لا يفرح بمدحهم ، ولا يحزن لذمهم .
    4- التدوين لمواطن الأسوة والقدوة في حياة هؤلاء الراحلات ، ليعتبر بها من يقرؤها ، وكم يجد المرء لدى فتيات صالحات مثلهن ، من حفاظ على صلاة ، أو بر لوالد ، أو صلة لرحم ، أو تلاوة لكتاب الله ، أو مشاركة في عمل خير ، أو دعوة إلى إصلاح ، أو خلق نبيل ، أو رحمة لضعيف أو يتيم ، أو حنو على صغير ، أو دمعة ورقة قلب ، أو وردٍ في صباح ومساء ..
    وربما كان لبعضهن كتابة أو مشاركة أو ذكرى حسنة يجمل أن يطّلع عليها الآخرون فيثنون ويترحمون .
    بدلاً من أن نلعب دور " الرهينة " للحزن ، علينا أن نؤدي دور " المهندس " .
    علينا أن نستخدم المحنة حافزاً تشجيعياً وأداة للتغيير الإيجابي ، فالأحزان الحالية سيكون لها آثار إيجابية على المدى البعيد (وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(البقرة: من الآية216) .
    لن نستطيع السيطرة على ما حدث ، فقد حدث فعلاً ، ولكننا نستطيع السيطرة على مشاعرنا تجاه ما حدث ، وهو الشيء الذي نحن مسؤولون عنه .
    علينا ألا نسمح لتأنيب الضمير أن يزيد أحزاننا ، حينما نتذكر أو نعتقد أن تقصيراً منا هو السبب في ما حدث أو نتذكر موقفاً بشرياً طبيعياً عاتبنا فيه أو غاضبنا أولئك الذين فقدناهم .
    بعد هدوء عاصفة الأحزان يمكن للإنسان أن يحصل على الكثير وأن يحس ببداية جديدة ، فالله تعالى لا يحمّلنا شيئاً نعجز عن احتماله إذا توفرت لدينا النظرة الصحيحة للأمور .
    الخوف من الموت يدعونا دوماً لتجاهله إلى أن يضرب في بيوتنا بفقد عزيز أو حصول مأساة .. وفجأة نبدأ بطرح الأسئلة ..
    لماذا نحن بالذات ؟
    لا . لست وحدك ، وغيرك سبقك ، أو سيأتيه الدور ، دون استثناء ، والفرق هو بين من يصبر ومن يجزع .
    إن السمو الروحي والإيماني كفيل بتحويل المصيبة إلى مدرسة للقوة والصبر والإيمان والتغيير الإيجابي .
    العقل لا يجيب على أسئلة المحنة ، بل الإيمان هو الذي يجيب عليها .
    ليس بوسع أحد منا أن يفعل شيئاً لإعادة شخص عزيز إلى الحياة الدنيا ، لكن بإمكاننا أن نجعلهم حاضرين في حياتنا بالدعوات والذكر الجميل .. وهذا هو الخلود الحق .
    البعض يظن أن الإيمان بالغيب والدار الآخرة والخلود الأخروي هو نوع من العجز ، وكأن الإنسان يبحث عن " عكاز " يتوكأ عليه في مصابه ..
    والحق أن الإيمان بالغيب هو القوة الهائلة التي لا نظير لها .
    وهو الفسحة الرائعة العظيمة التي تضيف لبعد الحياة الدنيا القصيرة -مهما طالت- بعداً يمتد ولا يتوقف ولا ينتهي ، وتصنع الأمل الصادق باللقاء الجميل في جنات الخلود .
    أخي إن ذرفت عليّ الدموع وبللت قبري بها في خشوع
    فأوقد بذكر الإله الشموع وميعادنا في ديار الخلود
    علينا ألا نتخلى عن برامجنا العادية اليومية استسلاماً للمصاب ، فصداقاتنا وعلاقاتنا ومواعيدنا وأعمالنا الوظيفية أو التجارية .. وحتى متعنا الفطرية كلها ينبغي أن تستمر مع النوازل وألا ننعزل عنها تحت وطأت الأحزان ، أو نظن أن من الوفاء للراحلين أن نتوقف عنها .
    إن فكرة " نظام الإعارة " فكرة جميلة أرشدت إليها إحدى الصحابيات زوجها ، بنتك معارة عندك لمدة عشرين سنة وبعدها تنتهي الإعارة وتعود الروح إلى خالقها العظيم الذي هو أرحم بها منك ومنها .
    لن تنقطع الروابط العاطفية والحب مع أولئك الذين فقدناهم ولكننا نستطيع التكيف مع الوضع الجديد ..
    -حتى الأحلام في المنام سوف تساعدنا بإذن الله .. وقد نراهم ونحدّثهم ونخبرهم أننا كنا نظنهم من الأموات .. وكأن الأمر يقظة فعلاً .
    إن إحساسنا بأن المسألة دورية تنتقل من أسرة لأخرى ، يجعلنا أكثر إحساساً بأهمية الوقوف مع أصدقائنا وجيراننا وأحبائنا في أوقات المحنة .
    فلنمنحهم الحب والوفاء والأمان .. ولنكن قريبين منهم بأجسادنا وأرواحنا وكلماتنا ..
    لقد تحدثت وفي ذهني وإحساسي حرقة على رحيل أولئك الصالحات اللاتي أرجو الله أن يكتب لهن مقام الشهيدات ، ولكنني استحضرت تلك السلسلة المتصلة بدون توقف من النكبات والمصائب والنوازل التي لا تستثني أحداً في مشرق الأرض ومغربها .
    فاللهم ارحم أمواتنا وأسكنهن الفردوس الأعلى من الجنة وارزق أحياءنا الصبر والثبات واليقين ، ولكل مصاب عزاؤنا ودعاؤنا وصادق مشاعرنا .. وتذكير بالتماس الحكمة والصبر في كتاب مثل كتاب " عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين " لابن القيم ، أو كتاب " برد الأكباد عند فقد الأولاد " لجلال الدين السيوطي ، أو كتاب " قوة الصبر " إم جيه رايان ، أو كتاب " الشدائد تصنع الأقوياء " ماكساين شنال .
    والحمد لله على كل حال ، منه المبتدأ وإليه المصير .
    الكاتب: فضيلة الشيخ/ سلمان بن فهد العودة السبت 21 ذو الحجة 1431الموافق 27 نوفمبر 2010
    التعديل الأخير تم بواسطة جبل أحد ; 22 Nov 2007 الساعة 12:41 AM
    [flash=http://dc10.arabsh.com/i/02482/91tb86eu3y0i.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
     
  4. الصورة الرمزية عبدالله الكعبي

    عبدالله الكعبي تقول:

    افتراضي رد: كلمات ودروس ومحاضرات الشيخ سلمان العودة (( متجدد ))

    بارك الله فيك اخي و جزاك الله خيرا جلست مع د/ الشيخ سلمان ابن عوده في فندق الشيراتون في المنامه شفته بلصدفه

    هو بنفسه جاء وسلم علي و تعرفنا مع بعض في الفندق و شيخ جاء فعاليات جائزة سمو الشيخ خليفة بن علي بن

    خليفة آل خليفة للابن البار والابنة البارة، في دورتها الثالثة التي حملت عنوان “أمي وأبي... غايتي رضاكم”، وذلك

    بمحاضرة دينيه للشيخ سلمان العودة بعنوان “آباء وأبناء”.

     
  5. الصورة الرمزية قصواء

    قصواء تقول:

    افتراضي رد: كلمات ودروس ومحاضرات الشيخ سلمان العودة (( متجدد ))

    ما شاء الله
    موضوع رائع
    ومعلومات قيمة
    بارك الله فيك اخي
    وجزاك الله خيرا
     
  6. الصورة الرمزية أبولؤى

    أبولؤى تقول:

    افتراضي رد: كلمات ودروس ومحاضرات الشيخ سلمان العودة (( متجدد ))

    فضيلة الشيخ/ سلمان بن فهد العودة
    أنصف

    في صحيح البخاري (كتاب الإيمان - باب إفشاء السلام من الإسلام) عن عمار بن ياسر قال : ثَلاَثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ ، وَبَذْلُ السَّلاَمِ لِلْعَالَمِ ، وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ .
    -أعترف بأنني كثير التكرار لهذا الأثر الجميل ، لقد شدني التعبير المباشر عن مبدأ الإنصاف الذي جاءت به الشريعة ، وخاصة الإنصاف من النفس .
    إن القدرة على الحياد بين المتخاصمين لهي شيء أشبه بالمستحيل ، إلا لمن اختارهم الله ورزقهم كمال العلم والتقوى والعقل .
    أما الإنصاف من النفس فأمر وراء ذلك ، أنى يقع لإنسان أن يتجرد من ذاتيته وأنانيته وخصوصية نفسه ليجعل موقفه من نفسه ومن الآخر المختلف معه متساوياً ، وعلى ذات المسافة !
    حين تتأمل تجد دعوة إلى الترقي والمجاهدة الأخلاقية للفرد يعز نظيرها .
    وأفهم من الأثر معنى آخر ، وهو الإنصاف مع من ينتمي إليهم الإنسان ، من جماعة أو حزب أو قبيلة أو شعب أو مدرسة حركية أو فكرية ، أو مجموعة اقتصادية أو .. أو ..
    حين تخطئ أنت تنظر إلى خطئك على أنه استثناء ، وأن لديك صواباً كثيراً ، وتنظر إلى قدْر من حسْن نيتك وسلامة مقصدك في الخطأ ، وتحيطه بما يهوّنه أو يخففه ، وتتبعه بالاستغفار والأعمال الصالحة الظاهرة والخفية بما ترجو معه زوال أثر الذنب أو المعصية أو أن تكون عاقبته خيراً .
    أما حين يخطئ الآخرون ، فأنت تعرف الخطأ فقط ، لكن لا تكلف نفسك تصور ما وراءه من دوافع أو مقاصد أو نيات ، وما يصاحبه من أعمال صالحات ، ولا ما يتبعه من توبة واستغفار وندم وانكسار .
    وحين يخطئ فرد في جماعتك أو حزبك أو قبيلتك أو مجموعتك الفكرية والحركية ؛ تعرف جيداً أن هذا خطأ فرد لا يتحمل مسؤوليته غيره ، وأن الآخرين عاتبوه وصححوه ، وأن حدوث خطأ من فرد ما معتاد ، وتسوق نصوصاً صحيحة صريحة من مثل قوله تعالى : (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) (النجم:39،38) .
    وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : « أَلاَ لاَ يَجْنِى جَانٍ إِلاَّ عَلَى نَفْسِهِ .. » رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي وأحمد وقال الترمذي : حديث حسن صحيح.
    وتستميت في تقرير هذا المعنى ، وتعد من يتجافى عنه أو يصم أذنه عن سماع حجتك متحاملاً أو متعصباً أو مغرضاً ، وهو كذلك .
    على أنك حين تظفر بخطأ فرد واحد من جماعة أخرى متباعدة عنك ولا تشعر نحوها بالدفء والانتماء يسهل عليك تعميم الخطأ ، واعتباره معبراً عن رأي الجميع ، وأنه رأس جبل الجليد ، أو نتيجة رضا وموافقة ، أو على الأقل هو بسبب تربية وتلقين تلقاها هذا المخطئ في محاضن جماعته أو حزبه أو قبيلته أو مدرسته الفكرية أو شركته التجارية ، فلا مناص لهم من تحمل التبعة كلها أو بعضها .
    وستعدّ دفاع المدافعين وتنصل المتنصلين تهرباً من تحمل المسؤولية ، وذراً للرماد في العيون ، فأين الإنصاف إذاً ؟!
    إنها مقامات من التجرد والمكاشفة مع الذات لا تحصل إلا بتوفيق من الله ، وطول مجاهدة ، واستعداد دائم لمراقبة النفس ، ومراقبة الأتباع والموافقين وعدم الانجرار وراء حالة الاصطفاف والتخندق التي تعمي عن الحق ، كما قيل :
    وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا
    ولذا أوصى الله تعالى المؤمنين بقوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ)(النساء: من الآية135) ، فأمر بالشهادة على النفس والقريب .
    وفي موضع آخر قال -سبحانه وتعالى- : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا)(المائدة: من الآية8) ، فأوصى سبحانه ألا يحملنا العداء والبغض -أياً كان سببه حتى لو كان دينياً- على أن نظلم أو نجور ، وهذه وصية القرآن للمؤمنين .
    وفي الأثر : « يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه ، وينسى الجذع ، أو الجذل ، في عينه » رواه البخاري فى الأدب المفرد وابن حبان والبيهقي في الشعب.
    ومعناه : أن الإنسان لنقصه وحب نفسه يتوفّر على تدقيق النظر في عيب أخيه , فيدركه مع خفائه , ولو كان كأقلّ ما يقع في العين من القذى , فيعمى به عن عيبٍ كبيرٍ ظاهرٍ لا خفاء به في نفسه, ولو كان كجذع النخلة!
    -كم منا من سيقف أمام نفسه ويحاكمها ويحاسبها بدلاً من أن يمضي في سبيله مؤمناً بأنه هو الحق ومن عداه الباطل وهو الهدى ومن عداه الضلال ..
    اللهم بصّرنا بعيوبنا ومواطن الضعف في نفوسنا .

    الكاتب: فضيلة الشيخ/ سلمان بن فهد العودة السبت 14 ذو الحجة 1431الموافق 20 نوفمبر 2010
    [flash=http://dc10.arabsh.com/i/02482/91tb86eu3y0i.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
     
  7. الصورة الرمزية أبولؤى

    أبولؤى تقول:

    افتراضي رد: كلمات ودروس ومحاضرات الشيخ سلمان العودة (( متجدد ))

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليزيدي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك اخي و جزاك الله خيرا جلست مع د/ الشيخ سلمان ابن عوده في فندق الشيراتون في المنامه شفته بلصدفه

    هو بنفسه جاء وسلم علي و تعرفنا مع بعض في الفندق و شيخ جاء فعاليات جائزة سمو الشيخ خليفة بن علي بن

    خليفة آل خليفة للابن البار والابنة البارة، في دورتها الثالثة التي حملت عنوان “أمي وأبي... غايتي رضاكم”، وذلك

    بمحاضرة دينيه للشيخ سلمان العودة بعنوان “آباء وأبناء”.
    ما شاء الله تبارك الله

    اسأل الله لك التوفق والسداد

    وشكراً على المرور
    [flash=http://dc10.arabsh.com/i/02482/91tb86eu3y0i.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
     
  8. الصورة الرمزية أبولؤى

    أبولؤى تقول:

    افتراضي رد: كلمات ودروس ومحاضرات الشيخ سلمان العودة (( متجدد ))

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصواء مشاهدة المشاركة
    ما شاء الله
    موضوع رائع
    ومعلومات قيمة
    بارك الله فيك اخي
    وجزاك الله خيرا
    بارك الله فيك اختي

    وشكراً على المرور
    [flash=http://dc10.arabsh.com/i/02482/91tb86eu3y0i.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
     
  9. الصورة الرمزية أبوسعود المكي

    أبوسعود المكي تقول:

    افتراضي رد: كلمات ودروس ومحاضرات الشيخ سلمان العودة (( متجدد ))

    بارك الله فيك.
    [align=center]

    http://ala7ebah.com/chat/
    [flash=http://upload.7ozn.com/files11/13054689691.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash]
     
  10. الصورة الرمزية أبولؤى

    أبولؤى تقول:

    افتراضي رد: كلمات ودروس ومحاضرات الشيخ سلمان العودة (( متجدد ))

    فضيلة الشيخ/ سلمان بن فهد العودة

    تجزيء الإمامة


    ما الفرق بين " الأسوة " و " القدوة " ؟
    لست أدري .
    وأجد في القرآن الكريم قوله تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ..)(الأحزاب: من الآية21) ..
    والأسوة هنا : القدوة ؛ كما قال ابن عباس: سنة حسنة واقتداء صالح.
    وقال ابن عمر رضي الله عنه: أسوة في جوع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وقال السدي: مواساة عند القتال.
    وفي صحيح مسلم أن رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لبعض أصحابه:« أَمَا لَكُمْ فِىَّ أُسْوَةٌ؟ » ..
    والقدوة برسول الله مطلقة ؛ فهو قدوة لجميع الناس ، وفي جميع الأحوال .
    وفي التنزيل (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)(الأنعام: من الآية90) .
    وفي البخاري أن مجاهداً سأل ابن عباس عن سجدة « ص » فقال ابن عباس:{ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } فكان داود ممن أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يقتدي به ، فسجد بها داود عليه السلام ، فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    وقال قتادة : قص الله عليه ثمانية عشر نبياً ، ثم أمر نبيكم أن يقتدي بهم ، قال : وأنتم ، فاقتدوا بالصالحين قبلكم.
    وبالنسبة لسائر الناس فالأسوة تتجزأ ، فيكون أحدهم مثلاً يُحتذى في علمه , ولا يكون كذلك في شأن آخر ، أو يكون قدوة في عمله ، أو في أخلاقه ، أو في دعوته ، أو في برّه بوالديه وصلته برحمه ، أو في ضبط الوقت .
    وربما كان قدوة في جزئية أو مرجعاً في باب من الأبواب ، كالحديث أو الفقه أو اللغة أو التاريخ أو الأدب .
    حين تقرأ قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) (الفرقان:74) ، تعلم يقيناً أنه لا ينبغي ولا يمكن أن يكون الناس كلهم أئمة في كل شيء ، وإذاً لم يبق أتباع ، وإنما الإمام هو القائد الذي يأتم الناس به كما قال تعالى : (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً)(النحل: من الآية120)
    قال ابن عباس في قوله :كان إماماً في الخير.
    ولعل من موجبات الخلل والارتباك في المناخ الإسلامي اليوم شعور الكثيرين بأنهم في مقام القيادة والإمامة والمبادرة والتوجيه, حتى ضاعت المعالم واشتبهت الطرق ، وكل فتى يقول :
    إن يطيعوني يرشدوا ..
    ويرى أن الحل بيده ، وأن الأمر واضح للعيان وضوح الشمس في رابعة النهار ، ولكن الناس لا يعقلون ولا يريدون أن يفهموا !
    وقد وجدت أكثر الناس اندفاعاً هم أقلهم تجربة ، والأيام كفيلة بمنحهم الحنكة والحكمة إن كانوا قابلين لها , ووقاهم الله شر الدروس القاسية التي تحطمهم أو تهلكهم !
    فالدعاء بالإمامة يحتمل التجزئة أن يكون إماماً ولو في شيء واحد , أو باب من أبواب الخير .
    وهذا من شأنه أن يمنح الداعي والقارئ فسحة عملية وإمكاناً واقعياً غير مرتبط بالغيب أو المستقبل .
    ليكن الداعي بهذه الآية متأملاً لمعناها بفعله اليومي ، ليكن قدوة لطلابه في نظافة ثيابه ، أو في حفاظه على الوقت وأدائه للأمانة ، أو في وضع النفايات في الأماكن المخصصة لها ، أو في الالتزام بالأنظمة المرورية في القيادة والوقوف واحترام الآخرين ، ليكن الطالب قدوة في أداء الواجب وفهم الدروس والإحساس بالمعنى التعبدي في البحث والدراسة والقراءة ، ليكن الأب قدوة في الثراء العاطفي مع أسرته وأولاده ، وتمرير الكلمات الودية على لسانه والسؤال عن الحال ، والتعبير عن الشوق والحب ، والدعاء بالصالحات ، لتكن الزوجة أسوة في صبرها واستيعابها المواقف الصعبة ، وتوفير الجو الطيب في المنزل ، والتحفيز على الإبداع والإنتاج والعطاء .
    ليكن الابن قدوة في بره بوالديه وحسن أدبه معهم ، وتقبيل الرأس وتقبيل اليد .
    إن هذا يضيف بعداً جديداً للدوافع التي تحملنا على الفعل ، حتى يصبح الإنسان لا يشعر أنه يمثل نفسه فحسب ، بل يشارك في تمثيل نمط اجتماعي نموذجي ، وهو جزء من الانتماء للمجتمع وللبلد وللأمة كلها ، فليس سراً أن العالم اليوم يصنع تصوراته عن الشعوب والأوطان والأديان عبر الصور الصغيرة والكثيرة التي يشاهدها أو يسمعها عنهم ، ولذا قال ربنا: (رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الممتحنة:5) قال ابن عباس: لا تسلِّطْهم علينا فيفتنونا.
    وقال قتادة:لا تظهرهم علينا فَيَفْتَتِنُوا بذلك؛ يرون أنهم إنما ظهروا علينا لحقّ هم عليه.
    وإنها لفتنة عن دين الله ، أن يتلفت جاهل فيمن حوله فيرى التخلف والجهل وفساد الأخلاق والسلوك لدى نفرٍ من الناس فيسأل عنهم فيقال : هؤلاء المسلمون !
    من هؤلاء التائهون..
    الخابطون على التخوم..
    أعشى خُطى أبصارهم رهجُ الزوابع والغيوم..
    والليلُ يرفلُ حولـَها.. والموتُ أنسرُه تحوم..
    من هؤلاء التائهون..أفهؤلاء المسلمون..
    أبدا ً تكذِّبُني وترجمُني الحقائقُ والظنون..
    أبدا ً وكيف.. وفي يمينهمُ كتابٌ لا يهون..
    (محمود حسن إسماعيل)
    إن أعظم دعاية لدين الله أن تكون أخلاقيات المنتسبين إليه وعقولهم وأفهامهم وتصرفاتهم تنم عن رقي ووعي وإنسانية ونضج وأدب وحب للخير وإيثار وتسامح وعفو وفطنة وذكاء ..
    فاللهم هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً.

    الكاتب: فضيلة الشيخ/ سلمان بن فهد العودة السبت 15 ذو القعدة 1431الموافق 23 أكتوبر 2010
    [flash=http://dc10.arabsh.com/i/02482/91tb86eu3y0i.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]