الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية أبولؤى

    أبولؤى تقول:

    هام سلمان العودة: لم أجد شيئًا أنجح في القضاء على الثأر كقوة الإيمان





    أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" ـ أنه ما من شيء أنجح في القضاء على الثأر مثل قوة الإيمان بالله عز وجل، مشيرًا إلى ضرورة أن يوجه الثأر للخصوم والأعداء الذين هتكوا الأعراض وسلبوا الديار وظلموا وبخسوا واعتدوا، لافتًا إلى أنه ليس هناك نموذج في ذلك أوضح وأقوى من العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني.
    وقال الشيخ سلمان ـ في حلقة أمس الجمعة من برنامج "الحياة كلمة"، والذي يبث على فضائية mbc ، والتي جاءت تحت عنوان " ثأر" ـ: إن الإسلام جاء يدعو إلى العفو والصفح ويعطي الأجر والثواب على كظم الغيظ، مشيرًا إلى ضرورة أن يتعلم الإنسان كيف يتغلب على دوافعه الذاتية، لافتًا إلى أنه من المؤكد علميًا وشرعيًا ـ وهو ما أثبتته الدراسات الحضارية ـ أنه بقدر ما يكون عند الإنسان والجماعة والقبيلة من الرقي الثقافي والمعرفي يكون عندها قدر كبير من التسامي الروحاني والإيماني.
    وأوضح الدكتور العودة أن العرب عندما قوي إيمانهم فإنهم ـ وعلى الرغم من أن الثأر عندهم كان يجري مجرى الدم ـ استطاعوا أن يتمردوا على الثأر ويتغلبوا عليه ويتجرعوا هذا الأمر وينسوه، حتى كان القتيل يرى قاتل أبيه ولا يُهيجه ولا يتعرض له، وقصارى الأمر أن يكون هناك مطالبة ومحاكمة.

    صبر.. وعفو

    وفيما يتعلق بقوله تعالى: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ)(النحل: من الآية126)، ومعالجة الإسلام للثأر، قال الشيخ سلمان: يقول تعالى أيضًا: (وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ)(النحل: من الآية126)، ويقول عز وجل: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (الشورى:43)، ويقول -سبحانه وتعالى-: (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)(الشورى: من الآية37)، مما يؤكد أن الإسلام جاء بالصفح: وعلى سبيل المثال، فإن الرسول عندما فتح مكة، قال لأهلها: «اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ»، وهذا عفو جماعي من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهو عربي، كما أن الصحابة كانوا من العرب الذين وقع عليهم الضرر وقُتل منهم من قُتل، ومع ذلك أصدروا عفوًا عن من قتل منهم أو آذاهم.
    وأضاف فضيلته أنه يوجد في القرآن الكريم في سورة كاملة قصة يوسف -عليه الصلاة والسلام-، وما فيها من اعتداء إخوته عليه وبيعه وإلقائه في الجب، ومع ذلك: (قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (يوسف:92)، مشيرًا إلى أن هذا يعد مدرسةً لانتزاع العنصر القبلي عند الإنسان الذي يجعله يصر ويتمرد ويعاند ويطالب بالحق، ليس فقط عندما يكون الطرف الآخر من قبيلة أخرى مختلفة عنه، لكن -أحيانًا- ربما من داخل القبيلة الواحدة، بحيث يكون هذا من بطن وهذا من بطن آخر، ولذلك كان من العرب قليل ممن يفتخر بالعفو؛ ولذلك فإن أحدهم عندما قتل ابن عمه ولده فأحضروه له مقيدًا من أجل أن يقتله، قال:

    أقولُ للنفس تأساءً وتعزيةً إحدى يديَّ أصابتني ولم تُرِدِ

    أي: كأن يدي أصابتني من دون إرادة

    كلاهما خلَف من فقد صاحبه هذا أخي حين أدعوه وذا ولَدي

    أي: لن أطلب ثأر ولدي من أخي! مشيرًا إلى أن الإسلام جاء يدعو إلى العفو والصفح.

    يتبع...
    [flash=http://dc10.arabsh.com/i/02482/91tb86eu3y0i.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
     
  2. الصورة الرمزية أبولؤى

    أبولؤى تقول:

    افتراضي رد: سلمان العودة: لم أجد شيئًا أنجح في القضاء على الثأر كقوة الإيمان

    قدوة حسنة

    وردًّا على سؤال، يقول: هل قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما انتقم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله)، دليل على سيرة نقية من أي دافع للثأر الشخصي، قال الشيخ سلمان: إنه دليل على أن القدوة الحسنة من أهم ما يمكن به التأثير على الناس وإصلاحهم، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- كان عربيًا في الذؤابة من قريش من بني هاشم، وكان له المكانة الفضلى والسلطة في بلده، والناس كلهم ينظرون إليه، وقد جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلغي الثأر ويقضي عليه، ويلغي التمايز بالدماء، فيقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ»، أي: أنه ليس هناك مَن دمه بعشرة أو بمائة، أو أن هذا ديته أكثر من الآخر، فالناس سواسية حتى في شأن القصاص.
    وأضاف فضيلته أنه عندما جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعطي القدوة حتى من نفسه، فقد جاء رجل وقال: "أوجعتني يا رسول الله"، فيقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اقتص مني"، كما كان صلى الله عليه وسلم يبين أن القصاص في الآخرة يكون في كل شيء في محكمة يوم القيامة، يقول تعالى: (لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا)(الكهف: من الآية49)، ويأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعفو والصفح ويقيد من نفسه ومن أصحابه، مشيرًا إلى أن مثل هذه القدوة الحسنة التي قدمها النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت ذات أثر كبير عند القبيلة العربية، والتي كان الثأر عندها شيء يجري منهم مجرى الدم، فقد لا نستطيع أن نتصور البعد العربي إلا إذا رأينا الذي يحدث الآن في بعض قبائل العرب، وعلى سبيل المثال، فإنه في اليمن هناك ثأر بين القبائل وحماية، وإن كانوا قد أصدروا أو أعلنوا وثيقة ممتازة وتواطأ عليها رجال قبائل وشخصيات مهمة ووجهاء وأعيان وبرلمانيون وأكاديميون وعلماء مصلحون ورجال اجتماعيون وتم الاتفاق عليها وأدت دورًا جيدًا وعالجت العديد من الحالات.

    يتبع...
    [flash=http://dc10.arabsh.com/i/02482/91tb86eu3y0i.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
     
  3. الصورة الرمزية أبولؤى

    أبولؤى تقول:

    افتراضي رد: سلمان العودة: لم أجد شيئًا أنجح في القضاء على الثأر كقوة الإيمان

    الثأر.. الصعيد نموذجًا
    وأردف الدكتور العودة: كذلك في مصر، حيث هناك الثأر في الصعيد، وعلى سبيل المثال، فإنه خلال السنوات الماضية قد سمعنا عن جريمة مروعة في الثأر أو ما يسمونه بـ"بيت علام"، وهو شيء يشيب له الرأس، حيث إن الأمر تعدى إلى أن أصبح جريمة منظمة، حيث تم التخطيط لقتل ما يقرب من 23 شخصًا في مقابل مقتل اثنين أو ثلاثة، كما أن من قام بالتخطيط لقتل هؤلاء المساكين هم المدرسون المثقفون والمتعلمون، والذين كانوا يمثلون الجناح السياسي -إن صح التعبير- للعملية، بينما الناس العاديون يمثلون الجناح العسكري والسلاح، في حين أن التجار كانوا يمولون هذا العمل، بل حتى الناس الذين هم من القبيلة خارج مصر في الخليج وغيرها يمثلون بعدًا إعلاميًا واستراتيجيًا لهذه القضية، حيث كان هناك توافق بحيث إن القبيلة التي قامت بأخذ الثأر كلها تقريبًا علمت بالأمر قبل حدوثه، ولذلك غادروا البلد وباعوا أمتعتهم وأملاكهم، وفي يوم من الأيام بعد وقت محدد قاموا بقتل أكثر من ثلاثة وعشرين شخصًا في مجزرة رهيبة؛ أطفال، ونساء، وشيوخ.
    وتابع فضيلته أن هذا وإن كان مثالًا صارخًا كتبت عنه الصحف المصرية كثيرًا، حيث تحدثت عن أن هناك نوعًا من التعتيم على معاناة الصعيد في جنوب مصر وأنه يواجه معاناة صعبة ، من الفقر، والظروف المعيشية، وانتهاك النسيج الاجتماعي، في ظل نوع من الغفلة الإعلامية، حتى أن أحدهم قال: "إن ما كُتب عن الصعيد في الصحف المصرية خلال ربع قرن أقل مما كتب عن موضوع تحرير المرأة في الصحف المصرية خلال سنة واحدة"، مما يوحي بأنه ليس هناك تكافؤ في التنمية والتوعية؛ ولذلك فإن المرأة في الصعيد غالبًا تعيش أحزان سنة كاملة لا تتجمل ولا تفرح ولا تضحك ولا تبتسم، وكذلك الرجال والأطفال والصغار، حيث أصبح الحزن والألم من ثأر مضى أو الألم من ثأر قادم أيضًا أمر يثقل هؤلاء الناس ويؤثر على نفسياتهم وعقولهم، بحيث إن استعدادهم للتغيير يبدو محدودًا، في ظل عدم وجود جهود إعلامية، كما أن المعالجات الأمنية ربما يكون فيها نوع من التفاعل السريع مع حدث معين، وهذا التفاعل قد لا يُنصف المظلومين -أحيانًا- لأنه يريد أن يبتر القضية ويمنع ردة الفعل، وبالتالي فإنه ربما يتصرف بطريقة لا يكون فيها وعي وعدالة -أحيانًا-، وذلك بدلًا من أن يكون مستحضرًا للصورة من قبل ويتصرف بطريقة لبقة.

    يتبع...
    [flash=http://dc10.arabsh.com/i/02482/91tb86eu3y0i.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
     
  4. الصورة الرمزية أبولؤى

    أبولؤى تقول:

    افتراضي رد: سلمان العودة: لم أجد شيئًا أنجح في القضاء على الثأر كقوة الإيمان

    وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ
    وأكد الدكتور العودة أن الدولة هي التي تقوم بعملية الثأر التي هي عبارة عن شرع إلهي رباني في القصاص، يقول تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ)(البقرة: من الآية179)، وذلك لأن القصاص وإن كان قتلًا لفرد لكنه حياة للقبائل كلها، كما أنه بدلًا من أن يكون الأمر ثارات بين القبائل وتذهب فيه أرواح ضخمة ، فإن الإسلام شرع العفو ورغّب فيه، يقول تعالى: (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ)(البقرة: من الآية178)، وجعل هناك العقل وهي الدية للقتيل، وجعل هذا نوعًا من العز وليس الذل، «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِى يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ»، فالإسلام غيّر مفهوم النصرة، حيث كانوا في الجاهلية يقولون: انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، أي ما دام أنه من القبيلة، وكما يقول الشاعر:
    وَهَل أَنا إِلّا مِن غَزِيَّةَ إِن غَوَت غَوَيتُ وَإِن تَرشُد غَزيَّةُ أَرشُد
    لكن جاء الإسلام ليغير هذا الكلام، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَصَرْتُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ أَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ:«تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ فَذَلِكَ نَصْرُكَ إِيَّاهُ»، فالإسلام ضخ مفهومًا جديدًا في معنى النصرة، (فَذَلِكَ نَصْرُكَ إِيَّاهُ).
    يتبع...
    [flash=http://dc10.arabsh.com/i/02482/91tb86eu3y0i.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
     
  5. الصورة الرمزية أبولؤى

    أبولؤى تقول:

    افتراضي رد: سلمان العودة: لم أجد شيئًا أنجح في القضاء على الثأر كقوة الإيمان

    الإسراف في القصاص والثأر مرفوض
    وذكر الشيخ سلمان أن هذا مرتبط بقوله -سبحانه وتعالى-: )وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا)(الإسراء: من الآية33)، وفي هذا إشارة إلى الدوافع النفسية لكثير من الناس أن يأخذ بثأره، وهو شعور بالقهر، وأن الآخرين غلبوه، فهو لابد أن ينتصر حتى لو مات هو أو مات الكثير من أبنائه، فالله -عز وجل- يقول: (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا) أي سلطان الحق، وسلطان القصاص، والسلطان الإلهي بالعدل في نهاية المطاف، قال سبحانه وتعالى: (فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا)(الإسراء: من الآية33).
    ولفت فضيلته الانتباه إلى أنه من الإسراف في القتل أن يقتل الإنسان غير القاتل، وهذا كان يحدث كثيرًا، مثل أن تذهب القبيلة كلها -أحيانًا-، وهذا من الإسراف في القتل، كما أنه من الإسراف في القتل -أحيانًا- القتل بطريقة بشعة أو شنيعة مثل التمثيل أو القتل بطريقة سيئة، أو القتل الذي فيه غدر وغيلة، مشيرًا إلى أن القتل أحيانًا يكون في المسجد، وهذا يحدث اليوم في عدد من البلاد الإسلامية أو عقب الصلاة!، مما يدعو إلى التعجب، والتساؤل: أين أثر السجود لرب العالمين والاستسلام لقانونه الإلهي ونظامه الشرعي وأوامره الصريحة؟ وأين أثر القرآن الكريم الذي قرؤوه في صلاتهم؟، يقول تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا)(النساء: من الآية93)، مؤكدًا أن الإسلام وضع هذه الأنظمة حتى يحمي الناس من الاندفاع في الثأر.
    يتبع...
    [flash=http://dc10.arabsh.com/i/02482/91tb86eu3y0i.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
     
  6. الصورة الرمزية أبولؤى

    أبولؤى تقول:

    افتراضي رد: سلمان العودة: لم أجد شيئًا أنجح في القضاء على الثأر كقوة الإيمان

    هل القصاص متاح لكل أحد؟!!
    وردًّا على سؤال يقول: هل يمكن أن نعتبر قوله تعالى: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ) (النحل: من الآية126) إذاناً بأن القصاص متاح لكل أحد؟، قال الشيخ سلمان: هو ليس للأفراد، فقد اتفق الفقهاء على أن تولي المهمات العامة مثل القصاص سواء كان قصاصًا في النفس أو في الأطراف أو غيرها ـ وهذا من القضايا العامة ـ لا يقوم بها ولا توكل إلى أفراد الناس ولا إلى آحادهم، وإنما يقوم بهذا السلطان، أو الحاكم، وتتم من خلال القضاء.
    وأضاف فضيلته: وإلا فالناس ربما كل واحد منهم يرى أنه على صواب ويرى أن له الحق، كما أن بعض الناس ربما لا يرضيه ولا يقنعه شيء، وهذا شيء مجرّب، ومن عايش الناس عرف هذه الطبيعة، حيث تجد أن بعض الناس مبتلى بالإحساس المفرط بأنه على حق، وأن ما يقوله صواب، وليس لديه استعداد لأن يسمع أو يحس بمعاناة الآخرين.

    يتبع...
    [flash=http://dc10.arabsh.com/i/02482/91tb86eu3y0i.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
     
  7. الصورة الرمزية أبولؤى

    أبولؤى تقول:

    افتراضي رد: سلمان العودة: لم أجد شيئًا أنجح في القضاء على الثأر كقوة الإيمان

    يا لثارات فلسطين
    وردًّا على سؤال من مشاركة في الموقع الإلكتروني للبرنامج، تقول: إن الاحتقان السياسي والاحتلال أو العدوان الذي تشهده كثير من المجتمعات الإسلامية في ظل انعدام مؤسسات دولية تنصر المظلوم دفعنا للهجوم على شعوب في الغرب في محاولة لثأر عاجل، فهل يمكن تصحيح المفاهيم قبل القضاء على الأسباب؟، قال الشيخ سلمان: إن هذا يعد نوعًا من الثأر، فهناك ما يسمى بالثأر الإيجابي، يقول صلى الله عليه وسلم: (وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا)، فالثأر من الظالمين والمعتدين، بل وحتى من نفوسنا الأمّارة بالسوء، أو من جهلنا وتخلفنا، هو معنى ينبغي أن نحييه، وأن نضخ هذا المعنى الجديد في الثأر بدلًا من الثأر من الآخرين، مشيرًا إلى أن الثأر في هذه الحالة سيرجع إلى إصلاح النفس وعدم الاستجابة لدوافعها ونوازعها المذمومة والشريرة.
    وأضاف فضيلته: هناك ثارات التاريخ، ففي الماضي كان ينسب إلى حسان -رضي الله عنه-:
    لَتَسمَعُنَّ وَشيكًا في دِيارِكُمُ اللَهُ أَكبَرُ يا ثاراتِ عُثمانا
    وبالمقابل نسمع اليوم: "يا لثارات الحسين"، ولكن لا يجب أن يكون التاريخ سببًا في قتال الحاضر أو سببًا في الاستعداد والنهوض للتطاحن فيما بين الشركاء في البلد أو الوطن أو الشركاء في العيش أو في الحاضر والشركاء في المستقبل حتى مع وجود الاختلاف، ولكن ينبغي أن يوجّه الثأر إلى الخصوم وإلى الأعداء الذين هتكوا الأعراض وسلبوا الديار وظلموا وبخسوا واعتدوا، ولا أجد نموذجًا في ذلك أوضح وأقوى من العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني وعلى أرض وأهل فلسطين، والقتل المستمر والاستخفاف بالدماء والأعراض والمواثيق والقيم الإنسانية، فدعونا نردد: "يا لثارات فلسطين، يا لثارات القدس والمسجد الأقصى الذي يرسف في القيود والأغلال!".
    يتبع...
    [flash=http://dc10.arabsh.com/i/02482/91tb86eu3y0i.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
     
  8. الصورة الرمزية أبولؤى

    أبولؤى تقول:

    افتراضي رد: سلمان العودة: لم أجد شيئًا أنجح في القضاء على الثأر كقوة الإيمان

    مفهوم الثأر
    وفيما يتعلق بالمعنى اللغوي للثأر، قال الشيخ سلمان: إن المعروف أن الثأر هو طلب الدم عند العرب، والثأر لفلان عند فلان، وثأر: أي أن له قتيلًا هو يطالب بدمه، وهذه ليست عادة عربية بل هي عادة إنسانية، وإن كان العرب بحكم الوضع القبلي أكثر تعاطيًا مع هذه العادة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية هذا اللفظ إلا في أحاديث قليلة ، منها الدعاء المشهور الذي نحن دائمًا نردده وهو: (وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا)، وهذا حديث رواه أحمد والحاكم والترمذي عن ابن عمر وعن أبي هريرة، وورد عن عائشة رضي الله عنها، وهو حديث حسن بمجموع طرقه.
    وأضاف فضيلته: ولكن عندما فكرت في معنى الحديث: (وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا) وجدته نقضًا لفكرة الثأر في الجاهلية، وذلك لأن فكرة الثأر -أحيانًا- لا تستثني ولا تبقي ولا تذر، بينما في هذا الحديث قال -صلى الله عليه وسلم-: (وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا) أي: فقط على من ظلمنا، فلا نبغي أن نعتدي على غير الظالم، من جاره أو عمه أو قريبه أو نسيبه أو صهره، فنكون ظالمين بدلًا من أن نكون من قبل مظلومين، فيكون ثأرنا وانتصارنا هو ممن ظلمنا فقط، ولو بالدعاء أو بالكلام.
    يتبع...
    [flash=http://dc10.arabsh.com/i/02482/91tb86eu3y0i.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
     
  9. الصورة الرمزية أبولؤى

    أبولؤى تقول:

    افتراضي رد: سلمان العودة: لم أجد شيئًا أنجح في القضاء على الثأر كقوة الإيمان

    تقديس.. وطقوس
    وتعقيبًا على مداخلة، تقول: إن العرب هم أكثر من اشتهروا بتفشي ظاهرة الثأر عندهم حتى أصبحت من المقومات سعادة وتقليدا، قال الشيخ سلمان: بل إنني أظن أنها دين عندهم، وعلى سبيل المثال، فإنني أذكر أن امرؤ القيس في أبياته الشهيرة، وكان له ثأر عندما قُتل والده الملك ابن كنده ونذر أن يقتل مائة من بني أسد وأن يجز نواصي مائة، أي أنه يريد أن يقتل مائة بواحد لأنه ملك، وكذلك كان من العادات عند العرب أن الإنسان إذا كان له ثأر لا يشرب الخمر ولا يذبح، وبعضهم يحلق شعره ولا يستمتع بأي لون من ألوان الطعام ويتجنب النساء وغير ذلك حتى يدرك ثأره، وعندما أدرك امرؤ القيس ثأره قال:
    حَلَّت لِيَ الخَمرُ وَكُنتُ اِمرًَا عَن شُربِها في شُغُلٍ شاغِلِ
    فَاليَومَ أُسقى غَيرَ مُستَحقِبٍ إِثمًا مِنَ اللَهِ وَلا واغِلِ
    وأضاف فضيلته: إنه قد يقرأ في نص امرئ القيس بعدًا تقديسيًا أو دينيًا لأنه أقحم كلمة "حَلَّت"، أي: أنها كانت حرامًا، مما يشير إلى أنهم كان عندهم حرام أو تحريم، وكذلك ذكر اسم الله "غَيرَ مُستَحقِبٍ إِثمًا مِنَ اللَهِ"، حيث يرى كأن الله قد عذره أن يشرب الخمر بعد أن حرمها بسبب أنه يريد أن يثأر لوالده المقتول، كما أنني أذكر أيضًا أبيات المهلهل في قصة كليب وجساس:
    خُذِ العَهدَ الأَكيدَ عَلَيَّ عُمري بِتَركي كُلَّ ما حَوَتِ الدِيارُ
    وَهَجري الغانِياتِ وَشُربَ كَأسٍ وَلُبسي جُبَّةً لا تُستَعارُ
    حيث يلبس أيضًا جبة للحرب لا يخلعها
    مما يشير إلى أن الثأر عند العرب في الجاهلية كأنه كان دينًا وله طقوس وأنظمة معينة، فالإنسان يثأر من القاتل، فإذا لم يستطع فإنه يثأر من أخيه، فإذا لم يستطع فمن عشيرته؛ ولذلك كانوا يقولون: "الجريرة تدرك العشيرة"، وهذه من آثار الجاهلية، حيث إن الأمر في بعض الأحيان كان لا يتوقف عند شخص معين، بينما جاء في الإسلام قول الله -سبحانه وتعالى-: (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) (النجم:39،38)، مما يشير إلى أن كل شخص يحمل ذنبه وعيبه، كما أنه في سنن أبي داود حديث صحيح عَنْ أَبِى رِمْثَةَ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- مَعَ أَبِى فَقَالَ «مَنْ هَذَا مَعَكَ». قَالَ ابْنِى أَشْهَدُ بِهِ. -وكان ابنه يشبه تمامًا في دقة الأوصاف- قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «أَمَا إِنَّكَ لاَ تَجْنِى عَلَيْهِ وَلاَ يَجْنِى عَلَيْكَ».
    يتبع...
    [flash=http://dc10.arabsh.com/i/02482/91tb86eu3y0i.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
     
  10. الصورة الرمزية أبولؤى

    أبولؤى تقول:

    افتراضي رد: سلمان العودة: لم أجد شيئًا أنجح في القضاء على الثأر كقوة الإيمان

    من العادات جاهلية في الثأر
    وذكر الدكتور العودة أنه من العادات الجاهلية في الثأر، أنه -أحيانًا- يمتد إلى القبيلة، كما أن الثأر لا يسقط بالتقادم، حيث تجد أنهم ولو بعد خمسين أو مائة سنة يخططون حتى يدركوا الثأر، إضافة إلى ذلك فإن الثأر عندهم لا يخضع لنظام ولا لقانون معين، فالعرب كانوا يستعيبون أن يأخذوا الفدية أو الدية، ويقولون: كيف يكون اللبن بدل الدم، حيث غالبًا ما تكون الدية إبلًا فيعبرون عنها باللبن بدل الدم، ويعتبرون هذا عارًا يجلل العربي، وإذا أخذ التمر فيعبرون "بأن التمر حلو في الشتاء"، وتعيّر به القبيلة إلى أبد الدهر لأنهم أخذوا تمرًا بدلًا من قتيلهم!، وهذا من عيوب القبيلة -أحيانًا-، مشيرًا إلى كثرة الثارات التي في الجاهلية، حيث تثور حروب تستمر لسنين طويلة وتذهب دماء، وأحيانًا يكون هؤلاء الأقارب، وعلى سبيل المثال، فقد يسطو أخو المرأة على زوجها، فتكون المرأة والأولاد في مشكلة ما بين الأب والأعمام وما بين الإخوة والأسرة الأخرى، وغالبًا المرأة تنحاز إلى طرف على حساب آخر.
    وأردف فضيلته أن المرأة غالبًا يقع عليها الظلم، إلا أنها في مسألة الثأر تجد أنها جزء من الثأر، مشيرًا إلى أن الكثير من النساء عندهم في الجاهلية وإلى اليوم بعض الطقوس عندما يكون هناك ثأر، حيث تجد بعض النساء تحلق رأسها، وتحرض ولدها على القتل والأخذ بالثأر، فإذا وقع الثأر على زوجها وجاء إخوته ومعهم رجل، فالأم تقول لولدها: "اقتل هذا الرجل الذي هو قاتل أبيك وإلا سوف أتزوجه فيقال إنه قتل أباك ونكح أمك!"، فتحرض الولد، بل بعض النساء ربما تقوم بالأخذ وتدرك الثأر بنفسها.

    يتبع...
    [flash=http://dc10.arabsh.com/i/02482/91tb86eu3y0i.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]