أيها المسلمون هذا (عرض) نبيكم


الخطر الحقيقي على هذه الأمة هو ممن يدعي أنه منها وهو أشد ايذاءً لها
لما سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن احب الناس اليه اجاب – فداه روحي - بأنها (عائشة)، زوجة رسول الله في الدنيا والجنة، حبيبته التي جمع الله ريق رسول الله بريقها قبل وفاته صلى الله عليه وآله وسلم، (عائشة) التي سلم عليها جبريل عليه السلام فأخبرها النبي بهذا، (عائشة) الصديقة بنت الصديق الطاهرة الشريفة التي انزل الله براءتها قرآنا يتلى الى قيام الساعة، (عائشة) التي جعل الله الكلام فيها عظيماً عنده جل وعلا {وتحسبونه هيّنا وهو عند الله عظيم) ان الطعن بعائشة ليس طعنا بها فقط بل هو طعن بعرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فالزنادقة المرتدون الذين يطعنون (بعائشة) هم يعلمون علم اليقين انهم ينالون من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان يحبها حباً جما، والذي استأذن زوجاته بأن يمكث آخر أيام حياته عندها ويضع رأسه الشريف بين سحرها ونحرها رضي الله عنها.
ان الطاعنين بعائشة وقبلها بالشيخين ابي بكر وعمر، وبرواة الأحاديث كأبي هريرة وابي موسى الاشعري وابن عمر وابن عمرو يعلمون انهم بهذا يريدون قطع صلة المسلمين بدينهم وهدم مصادر هذه الشريعة الغراء، فالصحابة هم حملة هذه الرسالة والطعن فيهم طعن بالرسالة كلها وهم يعلمون.
ان الطعن (بعائشة) ووصفها بأقبح الاوصاف كما هو موجود بمواقع الانترنت من قبل الزنادقة هو شر كبير لكنه قد يأتي بخير لا يريده الشاتمون اللاعنون {ان الذين جاءوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم، لكل امرى منهم ما اكتسب من الاثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم} ولعل من الخير ان يعرف المسلمون حقيقة اولئك الزنادقة وانهم لا ينتمون الى اي طائفة اسلامية بل هم ابعد ما يكونون عن الاسلام واهله.
ولعل من الخير ان يعرف المسلمون جميعاً سنتهم وشيعتهم فضائل ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فكم من المسلمين ممن لا يعرف شيئاً عن الصديقة الطاهرة، حبيبة رسول الله، ولعل هذه الحادثة عرفتهم بها رضي الله عنها وارضاها.
وربما تكون هذه الحادثة سببا لمعرفة الكثيرين بأن الخطر الحقيقي على هذه الأمة هو ممن يدعي انه منها وهو اشد ايذاء لها من اليهود والنصارى، وقد ينبه فعل الزنادقة كثيرا من المغرورين بهم ومن كان يظن فيهم خيرا، وها هو الغبار بدأ ينجلي وسوف يعرف الجميع الحقيقة ولو بعد حين.
انا لا اتصور احدا سيضع نفسه موضع الدفاع عن اولئك الزنادقة المحتفلين بسب وشتم امهات المؤمين واصحاب رسول الله، ولا اظن مسلما سيضع نفسه محاميا لمن يطعن بعرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولو قال زنديق آخر كلاماً مثلما قيل في (عائشة) قاله في (فاطمة) الزهراء - رضي الله عنها – او الامام (علي) رضي الله عنه، او الحسن والحسين رضي الله عنهما لكان الرد بنفس اللهجة والقسوة، فنحن حصن حصين لآل بيت رسول الله وامهات المؤمنين واصحاب رسول الله، فلا يجوز تصوير الحادثة على انها فتنة وضرب للمجتمع، بل نحن نريد اسكات صوت احمق يريد النيل من نبينا وديننا، ولا يجوز لكائن من كان ان يدعو للتنازل عن حق نبينا او السكوت عن الدفاع عنه، فلا يملك احد حق التنازل او اسكات المطالبين بحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الدفاع عن عرضه.
اظن الموضوع يجب ان يكبر ليأخذ حجمه الحقيقي، ولابد للحكومة ان تفعل شيئاً فهي مسؤولة عما يحصل اليوم، ويجب على الاعضاء والعلماء واهل الغيرة والحمية لرسول الله ان يقولوا كلمة الحق وان يفعلوا شيئاً لوقف هذا الهجوم الواقع على عرض رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم حتى لا تترك الفرصة لمن يريد اغراق المجتمع في فتنة وحرب طائفية لا يسلم منها طرف ولا تبقي اخضر ولا يابسا.

بقلم : الشيخ نبيل العوضي
طريق الإيمان