الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    افتراضي رد: [مَوَاعِظُ رَمَضَانِيَّةٌ] :: لفضيلة الشيخ خالد بن عبد الرحمن الحسينان

    الموعظة الثانية عشرة
    التَّـوْبَـةُ


    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أياماً مَّعدوداتٍ)


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله ربّ العالمين حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه, وأشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله, أما بعد:

    ما أحوجنا إلى التوبة!
    لو تأملنا في حياة رسولنا صلى الله عليه وسلم لوجدنا أنّ هذا الموضوع -موضوع التوبة- كان جزءًا من حياته اليومية صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم, ولهذا جاء في الصحيح أنّ رسولنا عليه الصلاة والسلام قال: "يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة", وفي رواية "سبعين مرة", ليس عشر ولا عشرين ولا ثلاثين, مائة مرة صلى الله عليه وسلم, ولو قلت لأحد الناس الآن: هل تبت إلى الله في هذا اليوم؟ لنظر إليك نظرة استغراب واستنكار وقال لك: هل تتهمني بسوء!؟ هل رأيتني أزني؟ أم هل رأيتني آكل الربا؟ أم هل رأيتني أترك الصلاة؟
    وما علم هذا المسكين أنّ نبيه صلى الله عليه وسلم في اليوم الواحد يتوب إلى الله مائة مرة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.


    بل الأعجب من ذلك أنه في المجلس الواحد مثل مجلسنا هذا, مجلس واحد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يتوب إلى الله في اليوم مائة مرة, في المجلس الواحد انتبه! ليس في اليوم.
    جاء عند أبي داود والترمذي من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما -انظر إلى الصحابة كيف كانوا يدقّقون حتّى في شفاه النبي صلى الله عليه وسلم- قال: "كنّا نعدّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة ربّ اغفر لي وتب علي إنّك أنت التواب الرحيم", كل واحد منكم يسأل نفسه كم مرّة طبقت هذا الحديث في حياتي؟ أني أكون في مجلس من المجالس وأستغفر الله مائة مرة, سبحان الله!, ولهذا قال علي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: "ما ألهم الله عبدًا الاستغفار وهو يريد أن يعذّبه", يقول الله سبحانه وتعالى ما يعذّب هذا الإنسان, إذا دائمًا الاستغفار على لسانه, أخذه من قوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ), إذا الله سبحانه وتعالى يخاطب المؤمنين ما يخاطب الكافرين, يقول: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ), فالتوبة من أسباب الفلاح, من أسباب النجاة, من أسباب الفوز التوبة إلى الله سبحانه وتعالى.

    والغريب والعجيب أنّ بعض الناس يلعب عليه الشيطان! فإذا فعل ذنبًا مثلاً وقلت له: لماذا لا تستغفر الله؟, قال: أمس فعلت ويمكن أفعله بعدين لا أدري الله أعلم فأنا ما يسير أفعل الذنب ثم أتوب ثم أستغفر ثم أتوب ثم أفعل ذنب ثم.. قال: جاء رجل إلى الإمام الحسن البصري فقال له: "ألا يستحي أحدنا من ربّه يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب؟", ماذا قال الإمام الحسن البصري؟ قال كلمة عجيبة, كلمة من ذهب, قال: "ودّ الشيطان لو ظفر منكم بهذا", يعني هذه أمنية الشيطان, هذا هدف الشيطان أن يجعلك تيأس من رحمة الله سبحانه وتعالى, أنّك خلاص والله كما يقول بعض الناس يقول لك: السالفة خربانة خربانة خلاص يا معوّد استمر على الذنب! لا, هذا ليس صحيحًا, بل أنت عندما تستغفر الله سبحانه وتعالى وتتوب إلى الله وترجع إلى الله هنا تقهر الشيطان, تدمّر الشيطان, تحرق الشيطان, الشيطان لا يريدك أن تتوب إلى الله سبحانه وتعالى, طيب تب إلى الله الآن واستغفر, قال لك: نعود على هذا الذنب بعد شهر يمكن ما أعرف, طيب أنت الآن تب إلى الله لعلك تموت في هذه الأيام تموت على توبة.

    فلهذا جاء في بعض الأحاديث, حديث رواه أبو داود والترمذي وقال الحاكم: إنّه على شرط مسلم, والحديث حسن حسّنه بعض العلماء من حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ذكره الإمام النووي في رياض الصالحين, هذه كلمة حلوة؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غُفرت ذنوبه وإن كان قد تولّى من الزحف", أنتم تعرفون التولّي من الزحف من الكبائر.

    فأكثروا من الاستغفار, وأكثر من التوبة, وكما قال بعض السلف: "أصبحوا تائبين وأمسوا تائبين". لأن الإنسان قد يُحرم من طاعات ومن عبادات بسبب ذنوبه ومعاصيه, فلهذا ينبغي علينا أن يكون هذا الموضوع -موضوع التوبة- جزء من حياتنا, ولا نعتقد أنّ التوبة هي خاصة فقط بأهل الفسق وأهل الفجور وأهل السجون, لا, التوبة يحتاجها كل مسلم من أن تُصبح إلى أن تُمسي يحتاج أن تدرّب لسانك, كما قال لقمان الحكيم لابنه, قال: "يا بني عوّد لسانك اللهم اغفر لي فإنّ لله ساعات لا يردّ فيها سائل".
    والإمام الحسن البصري أوصانا وصيّة ذهبية قال: "أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي أسواقكم وفي طرقكم", حتى وأنت في الطريق وأنت في السوق وأنت في العمل أكثر من الاستغفار, "فإنكم لا تدرون متى تنزل مغفرة الله".
    فعوّد لسانك على الاستغفار وانظر لنفسك أنّك محتاج إلى التوبة أنّك مذنب أنّك مقصِّر, لا تنظر لنفسك نظرة الكمال؛ وأنا الحمد لله أفضل من غيري؛ والحمد لله أصلّي وأقرأ القرآن وأقيم الليل وأصوم وأفعل وأفعل وعندي صدقات! لا, بل نحن بحاجةٍ ماسةٍ كل يوم إلى أن نتوب إلى الله سبحانه وتعالى وأن نستغفر الله جلّ وعلا.


    أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم, وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]
     
  2. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    افتراضي رد: [مَوَاعِظُ رَمَضَانِيَّةٌ] :: لفضيلة الشيخ خالد بن عبد الرحمن الحسينان

    الموعظة الثالثة عشرة
    الحِرْصُ عَلَى فَضَائِلِ الأَعْمَالِ


    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أياماً مَّعدوداتٍ)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وأشهد أنّ لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، أما بعد :

    حديثنا في هذا اللقاء سوف نتكلم إن شاء الله تعالى عن الحرص على فضائل الأعمال، والله جلّ وعلا يقول في كتابه الكريم: (فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ)، الله جلّ وعلا يوصينا أن نستبق بالخيرات، (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ)، السابقون السابقون من هم؟ ذكر بعض العلماء أي الذين يستبقون إلى الأعمال الصالحة في الدنيا هم الذين يستبقون إلى الجنات في الآخرة.
    والمقصود بفضائل الأعمال هو فضل قيام الليل، فضل صيام التطوع، فضل قراءة القرآن، فضل السنن الرواتب، فضل الأذان، فضل الصدقة، فضائل كثيرة جدًّا، ولهذا أوصي كل واحد منكم أن يكون له نصيبٌ ووِردٌ من هذه الأعمال، يعني تكون لك قراءة ما أقول يومية ولا أسبوعية، شهرية، تقرأ قراءة شهرية مثلًا، في الشهر مرة، ساعة أو ساعتين، تقرأ في فضائل الأعمال، من أي كتاب؟ عندك مثلًا على سبيل المثال من أروع وأجمل الكتب "رياض الصالحين"، فضائل الأعمال، فضائل الدعوات، فضائل الذِكر، فضائل كثيرة، فضل حسن الخلق مثلًا، فتقرأ مثلًا في كتاب رياض الصالحين، أو مثلًا في كتاب صحيح الترغيب والترهيب مثلًا، أو في كتاب صحيح المتجر الرابح، كل هذه الكتب مختصة فقط في فضائل الأعمال، فتكون لك قراءة شهرية ولو في الشهر مرة لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات تقرأ، هذه القراءة ماذا تنفعك؟ تنفعك أنها تحفزك على العمل.

    عندما تقرأ على سبيل المثال: الرسول عليه الصلاة والسلام رغّبنا في الأذان، عندما قال عليه الصلاة والسلام: "أطول الناس أعناقًا يوم القيامة المؤذنون"، وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم أنّ الله سبحانه وتعالى يغفر للمؤذن على مد صوته الذي يسمع أذانك من حجر أو شجر أو غير ذلك، فتُحاول مثلًا في الأسبوع، في الشهر تؤذن مرة أو مرتين حتى يكون لك نصيب، إذا خرجت مثلًا في نزهة، أو في الطريق مثلًا تصلي في الطريق وحدك أو مع جماعة أو حتى مع أهلك في الطريق مثلًا تؤذن، فتُحاول أنك ما تسمع -افعل هذه قاعدة ذهبية عندك- أنك ما تسمع بفضيلة من فضائل الأعمال إلا وتحاول أن تطبقها في حياتك، ولو في الشهر مرة، ولو في الشهرين أو الثلاثة أشهر مرة.
    مثلًا، تحرص على سبيل المثال على الصلاة على الجنازة، الرسول عليه الصلاة والسلام رغّبنا أن الإنسان إذا صلى على جنازة له قيراط، والذي يتبعها حتى تُدفن له قيراطان، والقيراط مثل جبل أحد، الله يعطيك برحمته وكرمه وفضله قدر جبل أحد من الحسنات والأجور، فتُحاول أن يكون لك نصيبٌ ووردٌ من كل فضيلة من فضائل الأعمال، حتى تحوز على فضائل كثيرة وعظيمة، وهذا ما يأتي إلا عن طريق القراءة، تقرأ في فضائل الأعمال، يكون لك ورد كما قُلت شهري، ما أقول أسبوعي ولا يومي، شهري تقرأ عن فضائل الأعمال، وكما قلت لكم فضائل الأعمال كثيرة لا نستطيع أن نُحصيها في هذا اللقاء اليسير، ولكن نحن نُشير إشارة أنّ المسلم يُحاول بقدر إمكانه يحرص على كل فضيلة، فلو مثلًا كل فضيلة من فضائل الأعمال تربي نفسك عليها شهر، مثلًا: (فضل الذِّكر)، تُحاول تربي نفسك على فضل الذكر, (قراءة القرآن) تحاول أن تجعل لك كل يوم لو نقول مثلًا نصف ساعة، أو عشرة دقائق، تقرأ كل يوم قرآن لمدة عشر دقائق بركة وخير ونعمة، لو كل يوم تقرأ جزء يعني في الشهر ثلاثين جزء.

    وهكذا، كل فضيلة من فضائل الأعمال لابد أن تجعل من برنامجك اليومي، من خطة الأعمال التي أنت تقوم بها، لابد أن تجعل لك نصيب وحظ من كل فضيلة من فضائل الأعمال التي ذكرها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    على سبيل المثال، وهذا أمر قد يتكاسل فيه الكثير من الناس، مثل الذهاب إلى المسجد مبكرًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم الناس ما في التهجير.."، التهجير يعني الذهاب إلى المسجد، تحاول أن تعود نفسك أن تذهب إلى المسجد قبل الأذان ولو بخمس دقائق، لاشك بأنك أفضل من الذي يذهب إلى المسجد بعد الأذان، "لو يعلم الناس ما في التهجير والصف الأول.."، إذن تحرص على الصف الأول, كثير من الناس ما يحرص على الصف الأول، وسبحان الله هناك ميزة يا أحبابي الكرام، أي شخص يحرص على الصف الأول خلاص يعني تتجسد في شخصيته أنه يقول لا يستطيع أن أصلي إلا في الصف الأول، هذا من فضائل الأعمال، أنك تحرص على الصف الأول، تحرص على أنك تذهب إلى المسجد مبكرًا، تحرص على مساعدة الآخرين، تحرص على كفالة اليتيم، هذه كلها من فضائل الأعمال، فما عليك إلا -كما قلت لك هذا الاقتراح- أنك تجعل لك قراءة شهرية لمدة ساعة أو ساعتين تقرأ في فضائل الأعمال، لعلّ الله سبحانه وتعالى أن يمن علينا بكرمه وفضله وجوده أن نطبِّق كل هذه الأعمال ونحصل على الفضل العظيم والأجر الكبير عند الله جلّ وعلا.


    أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]
     
  3. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    افتراضي رد: [مَوَاعِظُ رَمَضَانِيَّةٌ] :: لفضيلة الشيخ خالد بن عبد الرحمن الحسينان

    الموعظة الرابعة عشرة
    الخَوْفُ مِنَ النِّفَـاقِ



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أياماً مَّعدوداتٍ)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله.
    لقد كان الصحابة رضي الله تبارك وتعالى عنهم مع جلالة علمهم وإيمانهم وأنّ الله سبحانه وتعالى مدحهم في القرآن الكريم ورضي الله جلّ وعلا عنهم ومع أنهم خير القرون, مع ذلك كله كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم يخافون النفاق على أنفسهم, يخافون من النفاق, فهذا ابن أبي مليكة أحد التابعين يقول: "أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه", فالنفاق لا يخافه إلا مؤمن ولا يأمنه إلا منافق, المؤمن الصادق يخاف على نفسه النفاق, أما الذي يأمن النفاق فهو منافق.
    ولهذا لو سألت أحدنا قلت له: هل أنت تخاف من النفاق؟ كأنّ هذا موضوع غريب مُستنكر عندنا! كيف أنا أنافق! أنا أصلّي, أصوم, أزكّي, ذهبت إلى الحج, أتصدّق, فلا يطرأ على باله وقلبه الخوف من النفاق مع أنّ الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يخافون النفاق.
    ولهذا نجد أنّ الإمام الحسن البصري -رحمه الله تعالى- وهو يبين لنا حقيقة النفاق, ما هو النفاق؟
    قال: "النفاق هو اختلاف السر مع العلانية واختلاف القول مع العمل". انتبهوا إلى هذه النقطة, نقطة خطيرة جدًّا كل واحد منا يراقب نفسه, يقول إذا اختلف الإنسان سره عن علانيته, يعني إذا كان مع الناس كان من أتقى الناس وكان ظاهره الاستقامة والتدين والالتزام بتعاليم الإسلام, وما أن يخلو هذا الشخص بنفسه إلا وتجده -والعياذ بالله- يفعل المعاصي والفواحش وغير ذلك من الأمور, يقول اختلاف السر, أن يختلف سرك مع علانيتك أو ظاهرك مع باطنك, يقول الإمام الحسن البصري هذا -والعياذ بالله- من النفاق, كذلك اختلاف القول مع العمل يعني يقول أقوال ولكن لا يعمل بها, هذا يقول من النفاق. ولهذا نراقب أنفسنا أنّ الإنسان لا يتكلم بكل شيء, كم من الناس يتكلم بخطب ودروس ويحث الناس على شيء لكنه هو من أبعد الناس عن هذا الأمر, ولهذا الله جلّ وعلا يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ*كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) والمقت هو أشد من الغضب.
    ولقد بيّن لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بعض علامات المنافقين فقال صلى الله عليه وسلم أنّ من علامات المنافق أنه "إذا حدّث كذب وإذا اؤتمِن خان وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر", فهذه من علامات المنافقين نحذر أنه إذا تحدث يكذب, بعض الناس أصبح الكذب جزء من شخصيته, جزء من حياته اليومية, وبالذات الذين يبيعون ويشترون وبعض التجار تجده استمر على قضية الكذب. وإذا اؤتمِن خان, تعطيه أمانه يخونك يقول أنت لم تعطني أمانة. وإذا عاهد غدر, يعطيك العهد ثم بعد ذلك يغدر. وإذا خاصم فجر.

    من علامات المنافقين التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن وينبغي أن نحذر منها كل الحذر, ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, قال الله جل وعلا: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ), إذًا هذه من صفات المنافقين, من صفاتهم ومن علاماتهم أنهم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر وهذا قد وقع فيه كثير من المسلمين, خلاص يكتفي بالصلاة والصيام والزكاة, أين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟!

    كذلك من علامات المنافقين أيها الأحباب الكرام الاستهزاء بأهل الإسلام بأهل الدين, بل الآن أُقيمت فضائيات وقنوات وجرائد, ومجلات, فقط همّها الأول والأكبر هو الاستهزاء بأهل الدين, الاستهزاء بالمجاهدين, والاستهزاء بالصالحين, والاستهزاء بالعلماء, إما عن طريق الحلقات التي تُقام ورميهم بأنهم سفهاء العقول, أنهم لا يفهمون شيء من الواقع, إلى غير ذلك, بل تُقام مسرحيات وأفلام في لمز المجاهدين والصالحين, نقول هذا من صفات المنافقين والتي قد تتمثل الآن في كثير من العلمانيين, كثير من العلمانيين الآن فقط همه الأول والأكبر هو الاستهزاء بأهل الدين واللمز بالصالحين.


    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]