الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    افتراضي رد: [مَوَاعِظُ رَمَضَانِيَّةٌ] :: لفضيلة الشيخ خالد بن عبد الرحمن الحسينان

    الموعظة السابعة
    الـحَـسَـدُ








    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أياماً مَّعدوداتٍ)

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله.
    أحبابي الكِرام, هناك مرضٌ انتشر عند كثير من الصالحين والمُصلحين, وبين النساء والرجال, وبين الكبير والصغير, وبين المتعلم وغير المتعلم, وهذا المرض يعتبر من كبائر الذنوب, ألا وهو مرض الحسد.

    ما معنى الحسد؟
    الحسد هو كما ذكر الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في كتابه رياض الصالحين قال: هو تمني زوال النعمة, أنك تتمنى أن تزول النعمة عن أخيك المسلم سواء كانت نعمة دينية أو نعمة دنيوية.
    والله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ذكر أنّ من صفات اليهود أنهم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله, هذا من صفات اليهود, ننتبه لهذا الأمر.
    وأول ذنب عُصي الله سبحانه وتعالى به هو الحسد, عندما حسد إبليس آدم.
    والنبي صلى الله عليه وسلم وهو يوصينا قال: "لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا".
    والله سبحانه وتعلى ذكر من صفات المؤمنين في القرآن (وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا) أي حسد, حقد للذين آمنوا.

    الحسد له عدة أضرار, أول ضرر أيها الأحباب الكرام أنّ الحسد فيه اعتراضٌ على قضاء الله تعالى, هل تعلمون أنّ هذا الحاسد يعترض على قضاء الله كأنه -والعياذ بالله- يتهم الله في قضائه, كيف يا رب أنعمت على فلان ولم تُنعم علي؟ كيف تعطي فلان ولا تعطيني؟ فيتهم الله سبحانه وتعالى بعدله, يتهم الله بقضائه, ونحن نعلم أنّ الله سبحانه وتعالى هو أعدل العادلين جل وعلا, أحكم الحاكمين, أرحم الراحمين سبحانه وتعالى ولا يضع الأمور جل وعلا إلا في مواضعها الصحيحة لأن الله سبحانه وتعالى من أسمائه (الحكيم) والحكيم هو الذي يضع الأمور في مواضعها المناسبة.

    كذلك من أضرار الحسد أنّ هذا الحاسد تجده دائمًا في همّ وفي غمّ وفي نكد, فكلما رأى شخص أنعم الله عليه بنعمةٍ دينية أو دنيوية تجد هذا الإنسان -سبحان الله- تتأزم نفسيته وتتعب, حتى أنه بعض الناس -سبحان الله- تجد الحسد يظهر في وجهه, مثلًا جاءه خبر فلان مثلًا رُزِق بمالٍ كثير, أو فلان جاءته سيارة هدية, أو فلان تزوج بامرأة صالحة وجميلة -مثلًا- فتجد -سبحان الله- في وجه هذا الإنسان الحاسد الذي يكره أنّ نِعم الله سبحانه وتعالى تنزل على خلقه تجد -سبحان الله- الوجه يتغير وجهه بدأ يتقلب ألوان, تجد -سبحان الله- الحسد من عينيه من وجهه لا يفرح لفرح إخوانه ولا يحزن لحزن إخوانه, والنبي صلى الله عليه وسلم جعل من صفات المؤمن الكامل, قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه", أنت مهما قلت, مهما عندك من العلم والفقه والعبادة والطاعة وحفظ القرآن وقيام الليل وصيام النهار ولكنك عندك مشكلة وقعت في قلبك أنك لا تحب لإخوانك ما تحب لنفسك أو ما تتمنى لهم الخير, نقول أنت إلى الآن لم تبلغ كمال الإيمان, أنت الآن ناقص الإيمان, يا جماعة أنا أقوم الليل وأصوم النهار وحفظت القرآن وحفظت الأحاديث وإمام وخطيب ومشهور!. نقول مهما كان عندك من الأعمال الصالحة أنت لا تحب لإخوانك المسلمين ما تحب لنفسك أو أنك ما تكره لإخوانك المسلمين ما تكره لنفسك, نقول أنت إلى الآن في ميزان الشرع تُعتبر ناقص الإيمان.
    فلهذا لا بد يا أحبابي الكرام أن تكون هناك مجاهدة بينك وبين نفسك, إذا وجدت من نفسك -على سبيل المثال- إذا وجدت من نفسك يعني في قلبك إلى الآن ودك تزول نعمة الله سبحانه وتعالى سواء كانت نعمة دينية أو نعمة دنيوية عن فلان من الناس فأنت ماذا تفعل؟ أنت تجاهد نفسك تدعو الله سبحانه وتعالى يا رب توفق فلان يا رب تبارك له في رزقه, يعني سمعت عن أخوك المسلم مثلًا الله رزقه بيت, رزقه زوجة, رزقه وظيفة, راتب جيد, جاءته أموال, حفظ القرآن, تدعو له يا رب توفقه في رزقه يا رب تبارك له في رزقه, هنا الآن تكون بينك وبين الشيطان وبين نفسك الأمّارة بالسوء معركة حتى تُري الله من نفسك يا رب أنا أجاهد نفسي حتى يكون قلبي سليم. وسبحان الله كل إنسان يا أحبابي الكرام تعلق قلبه بالدنيا -انظروا إلى هذه القاعدة الذهبية- كل إنسان تعلق قلبه بالدنيا -سبحان الله- تجده يهتم ويحزن لها, أما الإنسان الذي لا يبالي بالدنيا, الإنسان الذي زهد في الدنيا كما يقول الإمام ابن القيم أنّ الزهد راحة القلب والبدن, الإنسان الذي قلبه متعلق بالآخرة لا ينظر إلى هذه الأمور -سفاسف الأمور- بل يبارك للناس, وُفق فلان في تجارته ووُفِق ورُزق بشهادة عليا الله يوفقه الله يبارك فيك... حاول تدعو تجاهد نفسك, فلابد من المجاهدة حتى تري الله من نفسك يارب أنا أجاهد نفسي.

    فأقول أحبابي الكرام هذا المرض مرض الحسد منتشر كما قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله- قال: ما خلا جسدٌ من حسد ولكن الكريم يخفيه واللئيم يُبديه.
    وصور الحسد كثيرة, يعني قد نرى مثلًا إمرأة دائمًا مشاكل مع زوجها -وكما قلت لكم أنّ هذا المرض منتشر بين النساء كثير جدًا- فامرأة مثلًا ذهبت إلى زيارة امرأة ووجدت ما شاء الله بيتها جميل ومؤثث تأثيث جديد وبعد أيام سمعت أنّ البيت احترق تشعر بالداخل نفسية في القلب ارتياح؛ نقول هذا هو الحسد. أنت عندما تسمع عن إخوانك المسلمين أنهم قد أُصيبوا بالنكبات أصيبوا بالكوارث أُصيبوا بالأمراض أُصيبوا بالأزمات, هنا ترتاح نفسيًّا؛ نقول هذا هو الحسد. وعندما تسمع عن إخوانك المسلمين أنّ الله سبحانه وتعالى أنعم عليهم, أنّ الله وفقهم, أنهم وُفِقوا في أمورهم الدينية أو الدنيوية وتحزن وتهتم وتغتم؛ نقول هذا هو الحسد.
    فلابد أن نراعي قلوبنا لا بد أن تكون شديد المحاسبة لقلبك, انظر إلى قلبك هل في قلبك حسد؟ ودائمًا تدعو الله اللهم نقِّ قلبي من الأمراض, نقِّ قلبي من الحسد من الضغينة من الكراهية.
    أقول كذلك من الأمثلة في واقع النساء تجد امرأة -مثلًا- دائمًا مشاكل مع زوجها فعندما تسمع امرأة ما شاء الله موفقة في حياتها الزوجية وهي سعيدة مع زوجها تجد -سبحان الله- تُصاب بالغم فإذا جاءتها يوم من الأيام تشتكي إليها أنها وقعت مشكلة بينها وبين زوجها, تشعر بارتياح حتى تجد الوجه -سبحان الله- يتغير تفرح, الوجه يتغير النفسية تتغير من الوجه يظهر فرح, هذا الإنسان عندما يسمع عن إخوانه المسلمين أنهم قد أصيبوا بالنكبات وبالمصائب والأزمات.
    فلنحذر ولندقق في هذه القلوب لأنه كما قلت لكم أنّ الحسد من كبائر الذنوب وهو يعتبر من الاعتراض على قضاء الله تعالى وقدره.
    تقول كيف أطهِّر قلبي من الحسد؟ أقول لك: تطهِّر قلبك من الحسد بمجاهدة النفس, وأنك تدعو لهذا الذي حسدته تدعو له دائمًا وتدعو الله أن ينقي قلبك من الحسد.

    أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يطهِّر قلوبنا من الحسد.
    أقول قولي هذا, وأستغفر الله لي ولكم, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]
     
  2. الصورة الرمزية عبق السجود

    عبق السجود تقول:

    افتراضي رد: [مَوَاعِظُ رَمَضَانِيَّةٌ] :: لفضيلة الشيخ خالد بن عبد الرحمن الحسينان

    هذه المواعظ وغيرها أيضا ؛ ليست فقط في رمضان وحسب بل في كل شهور السنة علينا ان نتمسك بها ونذكر بها انفسنا دائما ...
    حقا بوركت يمناك ودمت بخير وبانتظار المزيد
     
  3. الصورة الرمزية همس القلم

    همس القلم تقول:

    افتراضي رد: [مَوَاعِظُ رَمَضَانِيَّةٌ] :: لفضيلة الشيخ خالد بن عبد الرحمن الحسينان

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...
     
  4. الصورة الرمزية قلم وقف لله

    قلم وقف لله تقول:

    افتراضي رد: [مَوَاعِظُ رَمَضَانِيَّةٌ] :: لفضيلة الشيخ خالد بن عبد الرحمن الحسينان

    بارك الله فيك

    ساكون متابعة
     
  5. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    افتراضي رد: [مَوَاعِظُ رَمَضَانِيَّةٌ] :: لفضيلة الشيخ خالد بن عبد الرحمن الحسينان

    [align=center]
    بارك لله فيكُنَّ على المتابعة
    [/align]
    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]
     
  6. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    افتراضي رد: [مَوَاعِظُ رَمَضَانِيَّةٌ] :: لفضيلة الشيخ خالد بن عبد الرحمن الحسينان

    الموعظة الثامنة
    الـغِيبَةُ



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أياماً مَّعدوداتٍ)


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله ربّ العالمين, حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا به, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أمّا بعد:

    أحبابي الكرام سوف نتكلّم عن مرض, هذا المرض فتك بالصالحين والمُصلحين, وفتك بالرجال والنساء, وفتك بالمتعلّمين وغير المتعلّمين, والكبار والصغار, وتجد هذا المرض يصاحب الناس في كل مكان حتى أنه قد يصاحبهم وهم في بيتٍ من بيوت الله سبحانه وتعالى, بل وقد يصاحبهم وهم يؤدّون فريضة من فرائض الله وهو الحجّ ركن من أركان الإسلام, بل قد تجد هذا المرض يصاحبهم وهم يؤدّون فريضة الصيام ركن من أركان الإسلام, فتجد هذا المرض انتشر انتشارًا عظيمًا وفتك بأكثر المسلمين, إلا من رحم الله.
    ما هو هذا المرض؟
    إنّه مرض الغيبة. ما هي الغيبة؟ الغيبة كما روى الإمام مسلم في صحيحه أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام يقول للصحابة: "أتدرون ما الغيبة؟, قالوا: الله ورسوله أعلم, قال صلى الله عليه وسلم, الآن يشرح الغيبة: "الغيبة ذكرك أخاك بما يكره", أن تذكر أخوك المسلم بشيء هو يكرهه, قالوا: "يا رسول الله إن كان ما نقوله فيه حقًا", هو موجود,الصفة التي نذكرها موجودة مثلاً, قال: إن كانت موجودة هذه الصفة طبعًا, قال عليه الصلاة والسلام "فقد اغتبته, وإن لم تكن فيه فقد بهتّه" هذا هو الحديث رواه مسلم.
    كثير من الناس يتساهل في أمر الغيبة, ويظن أنّ أمر الغيبة أمر سهل يسير, نصلّي الظهر أو العصر وخلاص, نتوضّأ وانتهت المشكلة, لا, يا أحبابي الكرام هل تعلمون أنّ الغيبة من كبائر الذنوب؟ وليست من الصغائر, والكبار كما يقول العلماء أنّها لا تكفّرها الصلاة ولا الصيام على قول كثير من العلماء, لا بدّ منها من توبة إلى الله سبحانه وتعالى أنّ الإنسان يتوب إلى الله يستغفر الله يندم على ما فعل ويعزم أن لا يعود.
    ذكرك أخاك بما يكره, نذكر الآن أمثلة واقعية لأن بعض الناس يتساهل يقول لك: يا أخي هذه ما هي غيبة, فمثلاً عندما تذكر أخوك المسلم قلت: واللهِ فلان بخيل؛ هذه غيبة لأن هذه القاعدة التي ذكرها رسول الله عليه الصلاة والسلام: "ذكرك أخاك بما يكره", فتصوّر كل كلمة لو وصلت إلى أخوك المسلم يكرهها ينزعج يتأثّر يتألّم يكره هذا الأمر اعتبر أنّها من الغيبة, قلت فلان: -نحن ذكرنا بخيل- فلان جبان؛ هذه غيبة, فلان كثير النوم؛ غيبة, فلان كثير الأكل؛ غيبة, فلان ثقيل الدم؛ غيبة, فلان ما أدّب أولاده؛ غيبة, فلان ما أدّب زوجته؛ غيبة, يقول لك: خلّيك من, -شوف الأسلوب استحقار- يا أخي فلان ما عنده سالفة؛ هذه غيبة لأن هذا الأسلوب أسلوب استحقار.
    أو حتّى بعض العلماء ذكر شيء عجيب قال: بعض الناس يذكر الغيبة على طريقة دعاء, تسأل أيش أخبار فلان؟ قال لك: فلان! نسأل الله العفو والعافية؛ قال بعض العلماء: هذه الغيبة, قالوا غيبة هذه, لماذا؟ قال: الناس فهموا أنّ فلان عليه علامة استفهام. حتّى بعض الناس يقول أيش أخبار فلان, قال: واللهِ يا أخي خلّونا ما ودّنا نغتابه؛ قال العلماء: هذه الغيبة, ما ودّنا نغتابه ما نريد نغتاب شخص هذه غيبة. أو نسأل الله السلامة, ذُكِر شخص من الأشخاص قال لك: نسأل الله السلامة والعافية! قالوا: هذه غيبة.
    فننتبه ونكون حذرين أشدّ الحذر من قضية الغيبة حتى لو كان عندك احتمال, واللهِ يعني حتى لو كان واحد بالمائة اتركها, قال: واللهِ متردّد هل هي غيبة ولا ما هي غيبة؟؛ يا أخي اتركها, أليس النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دع ما يريبك إلى مالا يريبك", هكذا قال, بل إنّي قرأت بعض العلماء قال: لو قلت فلان مسكين, قال: هذه غيبة, لأنه ما يريد أحد يقول عنه مسكين, فلان درويش, فلان ساذج, كل هذه الكلمات أحبابي الكرام لا بد أن نحذر منها كلّ الحذر حتّى لا نقع في الغيبة, ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم عندما عُرج به إلى السماء رأى قومًا, وقد يسأل بعض الناس ما هي عقوبة المغتاب؟ -قلنا الغيبة من الكبائر- فقال: فرأى النبي صلى الله عليه وسلم أناس لهم أظافر من نُحاس -تصوّر- يخمشون بها وجوههم وصدورهم فسأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل من هؤلاء؟ ما هي جريمتهم؟ ما هو فعلهم؟ فقال جبريل عليه الصلاة والسلام: هؤلاء الناس يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم. هذه عقوبة من يغتاب الناس يكون له أظافر من نُحاس يخمش وجهه وصدره ولا حول ولا قوة إلا بالله!

    (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ) -انظر التمثيل يعني التمثيل الشنيع, الله عزّ وجلّ مثّل هذا الإنسان المُغتاب (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ) تصوّر أخوك ميت وأنت تأكل من لحمه, صورة بشعة! كذلك هذا المغتاب -نسأل الله السلامة والعافية- كأنه يأكل لحم أخيه ميتًا.

    فلهذا نحذر كل الحذر حتّى من مجالس الغيبة, بعض الناس قد ما تكون عنده قوة شخصية في إنكار الغيبة وهذه مشكلة نحن نقع فيها مشكلة أخرى أنّنا نسمع الغيبة لكن نجامل الجلساء, ما نريد أنّ لجلساء يغضبون علينا فتجد بعضهم يسكت مرّة مرّتين ثلاث حتّى يستمرئ الغيبة, حتى يتأصّل فيه هذا المرض وخلاص يصبح عنده الأمر عادي يسمع الغيبة ما عنده مشكل. فلهذا أيها الأحباب الكرام نحذر من مجالس الغيبة, تعرف مجلس دائمًا غيبة وبالذات مجالس النساء وأنا أحذّر النساء لأن هذه الصفة -نسأل الله السلامة والعافية- قد تنتشر بين النساء أكثر من الرجال, فلانة طُلِّقت, فلانة فعلت, فلانة كذا.. دائمًا ذكر أخبار النساء فيما بينهم كثيرًا فهم عُرضة للغيبة أكثر من غيرهم.
    فلهذا نحذر كل الحذر من هذا المرض الخطير الفتّاك الذي يأكل حسنات الإنسان, يوم القيامة من اغتبته يجيء هذا الشخص ويأخذ من حسناتك إذا لم تتب إلى الله جلّ وعلا, ولهذا ذكر الإمام ابن القيم -رحمه الله- فائدة عجيبة قال: تجد بعض الناس -معنى كلامه في كتابه الداء والدواء-, قال: تجد رجل صاحب زهد وعبادة ودين ومع ذلك يتحرّز من كثير من المحرّمات من الفواحش من الزنا من السرقة من أكل الحرام, ولكنّه لا يتحرّز من الغيبة, لا يستطيع أن يضبط حركات لسانه فتجد لسانه -والعياذ بالله- يفري في أعراض المسلمين الأحياء منهم والأموات, هذا قد يقع فيه العبّاد والصالحون كما قلت يتركون كبائر الذنوب لكنّه عند الغيبة -وهي من الكبائر- ما يستطيع أن يتركها, خلاص تأصّلت فيه الغيبة, تجسّدت في شخصيته, فما أن يجلس مجلس إلا وتجد لا بد وأن يذكر الناس, هذا مَرَض؛ أنّ الإنسان يتعوّد على ذكر أخطاء الآخرين وعلى تتبّع عورات المسلمين, هذا مرض من الأمراض, لا بدّ أنّ الإنسان يجاهد نفسه, المسألة تحتاج لها مجاهدة, أنّ الإنسان يضبط لسانه في أنّه لا يتكلّم في الآخرين إلا -بين قوسين في نهاية اللقاء- إلا للمصلحة والحاجة, ولا نريد أن نوسّع هذه المصلحة, هناك مصلحة هناك حاجة؟ نعم, أحذّر من شخص صاحب فسق صاحب فجور, نعم, صاحب سئِلت عنه يريد أن يتزوّج امرأة, ما رأيك بفلان؟ نعم فلان -هو يريد الآن يتزوّج من أختك أو مثلاً من ابنتك- فتقول: فلان نعرف عنه كذا كذا, نعم, هذا من أجل السؤال, هذه للحاجة والمصلحة, أما لغير الحاجة والمصلحة فلا يجوز ذكر مساوئ الناس.
    أسأل الله الكريم ربّ العرش العظيم أن يطهّر ألسنتنا من الغيبة, أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.


    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]
     
  7. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    افتراضي رد: [مَوَاعِظُ رَمَضَانِيَّةٌ] :: لفضيلة الشيخ خالد بن عبد الرحمن الحسينان

    الموعظة التاسعة
    إِفْشَـاءُ السَّـلامِ




    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أياماً مَّعدوداتٍ)


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه, وأشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله.

    من وصايا رسولنا عليه الصلاة والسلام التي أوصانا بها أن نفشو السلام بيننا وهو من أسباب المحبة بين المسلمين, وما أحوجنا في هذا العصر أن يكون المسلمون كلهم متحابين متآلفين مجتمعين, قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم, قال: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا, ولا تؤمنوا حتى تحابوا, أولا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم, أفشوا السلام بينكم".

    إذًا حديثنا اليوم عن إفشاء السلام. ولقد سُئِِل رسولنا عليه الصلاة والسلام عن أفضل خِصال الإسلام, أيّ الإسلام خير؟ -الحديث في الصحيح- فقال: "تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف", والمشكلة التي نقع فيها الآن أحبابي الكرام أننا فقط نسلِّم على من نعرف فقط, فأصبح -مثلًا- الدكتور يسلِّم على الدكتور, على من في طبقته, وإذا وجد رجلًا فقيرًا مسكينًا قد يكون فرّاشًا لا يُسلمِّ عليه, يقول أنا دكتور عندي شهادة كيف أسلم على هذا! لازم هو يسلِّم علي, أو من كان مديرًا أو وزيرًا فلا يُسلِّم إلا على من في طبقته, أو من كان من بلده, فإذا رأوا العمّال بعض الناس للأسف الشديد حتى في بيوت الله يرى العامل من العمّال يصلي لا أحد يلتفت إليه ولا أحد يسلِّم عليه, لكن لو كان هذا الشخص من أهل البلد ويلبس لباس أهل البلد ومن القبيلة تجد الناس كلهم يسلِّمون عليه, وهذا مرضٌ اجتماعي ينبغي أن نتلاشاه ونبتعد عنه, أننا لا نسلِّم إلا على من نعرف, بل هذا قد يكون فيه شيءٌ من الغرور والعُجب واستحقار الآخرين, ولقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم", بعض الناس إذا رأى شخص مثلًا حتى لو في المسجد لا يعجبه شكله ولا لباسه ولا هيئته لا يسلم عليه, يسلم على -مثلًا- من في يمينه يسلم عليه قد يكون من أهل البلد أو يعرفه, والذي على يساره لا يسلم عليه, لماذا؟ لا يعرفه! لباسه هيئة لا يعجبه لا يسلم عليه, وهذا كما قلت مرضٌ اجتماعي.

    مرة الرسول عليه الصلاة والسلام كان جالسًا ودخل رجل وقال: "السلام عليكم", ثم جلس, فقال النبي عليه الصلاة والسلام: "عشر", أي عشر حسنات, ثم دخل رجل آخر قال: "السلام عليكم ورحمة الله", فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عشرون", ثم دخل رجلٌ ثالث فقال: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته", -أتى بلفظ وبركاته- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاثون", أي ثلاثون حسنة. فلهذا عودوا أنفسكم أن تكملوا السلام, بعض الناس يحرم نفسه مسكين إذا دخل مجلس أو في الهاتف يسلِّم: "السلام عليكم" -جزاك الله خير يا أخي أكمل- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, حتى تأخذ ثلاثين حسنة والحسنة بعشر أمثالها فيكون المجموع أقل تقدير 300 حسنة والله يضاعف لمن يشاء, فلا تحرم نفسك من الأجر لا تقل فقط "السلام عليكم" بل قل "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" عود نفسك عليها دائمًا حتى ترتبط بلسانك.
    ومن السنة كذلك أنّ الإنسان إذا فارق مجلس يقول "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته", كما جاء في بعض الأحاديث أنه ليست الأولى بأحق من الأخرى, فبعض الناس يحرم نفسه إذا فارق مجلسًا قال: "في أمان الله", "مع السلامة", أي لفظ من الألفاظ التي تعود عليها في بلده, نقول: لا, السنة أنك تقول إذا فارقت المجلس أو فارقت شخص في الهاتف أن تقول "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" فتعود نفسك على كلمة "بركاته", فينبغي أن نفشوا السلام بيننا.

    ولقد كان من تواضع رسولنا صلى الله عليه وسلم كما يحدِّث بذلك أنس بن مالك, كان الرسول عليه الصلاة والسلام إذا مرّ على الصبيان يسلِّم عليهم, وهو عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين وأفضل مخلوق على وجه الأرض يسلم على الصبيان, وبعض الناس يمر على الصبيان يجدهم يلعبون لا يسلم عليهم, لا يعطيهم اهتمام, لا, سلِّم عليهم.
    أو بعض الناس يجد شخص مثلًا معه أبناؤه الصغار, يسلِّم على الرجل الأب ولا يسلِّم على الصِغار, هذا غير صحيح هذا خلاف السنة, بل أنك تسلم على الصغار وهذا من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام, فلنحرص أحبابي الكرام أن نفشو السلام, وهذا من حق المسلم على المسلم كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام حق المسلم على المسلم أنه إذا لقيه أن يسلم عليه, وخيرهما الذي يبدأ بالسلام, فهذا من تواضعك أنك دائمًا تبدأ الناس بالسلام, وتبدأ الناس بالترحيب والتهليل, هذا دليل على سماحة نفسك, دليلٌ على تواضعك, فلهذا ينبغي أن تتأصل فينا هذه الصفة, صفة السلام, أننا دائمًا نفشو السلام بيننا, حتى إن ابن عمر -رضي الله تعالى عنه- كان يذهب للسوق فقط لكي يسلم لأن السلام فيه أجر عظيم, السلام يحبه الله سبحانه وتعالى.

    أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفقنا لما يحب ويرضى, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]
     
  8. الصورة الرمزية أبوسعود المكي

    أبوسعود المكي تقول:

    افتراضي رد: [مَوَاعِظُ رَمَضَانِيَّةٌ] :: لفضيلة الشيخ خالد بن عبد الرحمن الحسينان

    بارك الله فيك ونفع بك.
    [align=center]

    http://ala7ebah.com/chat/
    [flash=http://upload.7ozn.com/files11/13054689691.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash]
     
  9. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    افتراضي رد: [مَوَاعِظُ رَمَضَانِيَّةٌ] :: لفضيلة الشيخ خالد بن عبد الرحمن الحسينان

    الموعظة العاشرة
    الأَدْعِيَـةُ



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أياماً مَّعدوداتٍ)


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آل وصحبه وسلم، أما بعد:

    لو تأمّلنا في حياةِ رسولنا صلى الله عليه وسلم لرأينا في حياة هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عجباً عجاباً.
    لرأينا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم منذ أن يُصبح إلى أن يُمسي قلبُه وفكرُه وعقله ومشاعره وأحاسيسُه كلها مرتبطة بربه سبحانه وتعالى.
    النبي صلى الله عليه وسلم ليس عنده وقت فراغ في حياته اليومية، بعكس أحوال كثير من الناس، ولهذا نجد أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام شرع لنا أدعية نقولُها في الصباح والمساء، هذه الأدعية من عمل بها وطبّقها في حياته فسوف يشعر بالقوة، يشعر بالثبات، يشعر بالإقدام، ولهذا نجد أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام -مثلاً- شرع لنا دعاء قبل النوم، ودعاء بعد النوم، ودعاء قبل الطعام, ودعاء بعد الطعام، ودعاء قبل دخول البيت, ودعاء بعد الخروج من البيت، ودعاء قبل دخول المسجد, ودعاء بعد الخروج من المسجد، ودعاء قبل دخول دورة المياه, ودعاء بعد الخروج من دورة المياه. حياة المسلم كلها دعاء، حتى في وقت الهم، حتى في وقت المصيبة، حتى ـ تصوروا ـ حتى في وقت الشهوة! سبحان الله.
    يعني شهوة ولذة ومع ذلك الرسول عليه الصلاة والسلام يربينا ـ يُربّي أُمّته ـ أنهم دائمًا يتعلقون بالله سبحانه وتعالى، حتى أثناء الشهوة، ولهذا نجد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم شرع لنا دعاء أنّ الإنسان إذا أتى أحدنا أهله، ماذا يقول؟ قال صلى الله عليه وسلم: "لو أنّ أحدكم أراد أن يأتي أهله ـ أي أن يُجامع زوجتَهُ ـ فقال: باسم الله ـ باسم الله استعانة بالله، توكل على الله ـ اللهم جنِّبنا الشيطان وجنِّب الشيطان ما رزقتنا"، انظر للدعاء، حتى قبل أن يأتي الإنسان شهوته ولذته ومتعته! ما أعظم هذا الإسلام، يربِطُك بربك سبحانه وتعالى حتى في أثناء الشهوة.
    من قال هذا الدعاء يقول النبي عليه الصلاة والسلام: "فإن قُضي بينهما بولد" يعني الله سبحانه وتعالى قدّر لك ولد، يقول النبي عليه الصلاة والسلام "لم يضرّه شيطان ولم يُسلّط عليه".
    حتى أثناء الهم، النبي صلى الله عليه وسلم يعني شرع لنا دعاء "اللهم إني عبدك" إذا الإنسان أُصيب بهم، وأصيب بغم، لا يذهب كما يذهب أهل الغرب ينتحرون! لا، الإنسان أثناء المصيبة، أثناء الهم يتوجه إلى الذي يكشف الضرّاء, من هو الذي يكشف الضرّاء؟ إنه ربنا سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم.
    فشرع الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الدعاء: "اللهم إني عبدك ابن عبد ابن أمتك ناصيتي في يدك ماضٍ فيّ حكمك..." الدعاء المعروف المشهور, ولهذا أنا أنصح أنّ المسلم دائمًا يكون في جيبه أو في سيّارته أو في مكتبه أو في غرفة نومه يكون معه دائمًا كتاب هو فعلاً صغير الحجم ولكنّه عظيم الفائدة كبير النفع وهو كتاب (حصن المسلم), هذا الكتاب فيه طائفة كبيرة من أدعية الرسول صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم.
    إذا أُصبت مثلاً بمصيبة, الرسول عليه الصلاة والسلام شرع لك عندما قال: "ما من عبدٍ مسلم يُصاب بمصيبة..." -أي مصيبة كبيرة, صغيرة, حادث سيّارة, مرض, مشكلة اجتماعية, مشكلة نفسية, مشكلة اقتصادية, أي مشكلة تواجهك تُصاب بأي مشكلة كبيرة أو صغيرة تقول هذا الدعاء, تقول قال النبي صلّى الله عليه وسلم: "ما من عبدٍ مسلم يُصاب بمصيبة فيقول إنّا لله وإنّا إليه راجعون اللهم اؤجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها إلا أخلفه الله خيرًا منها", وهذا كلام الصادق المصدوق صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم.
    أقول أحبابي الكرام النبي صلّى الله عليه وسلّم يربّي المسلم أنّه يكون دائم التعلّق بربّه سبحانه وتعالى, لماذا؟ ما هي الثمرة؟ ما هي النتيجة؟ النتيجة والثمرة أنّ الإنسان إذا كان دائمًا متعلّق بربّه سبحانه وتعالى, شياطين الإنس وشياطين الجنّ لا يستطيعون على هذا الإنسان كما قال سبحانه وتعالى: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ) -يعني تأثير الشيطان وسيطرة الشيطان- (إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ).
    والله سبحانه وتعالى يقول: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) أي كافيه, فثمرات أنّ الإنسان دائمًا يقول أذكار الصباح, أذكار المساء, أذكار قبل النوم, الأذكار في جميع الأحوال والمناسبات حتّى لو ذهبت مثلاً إلى أي مكان, إلى البر, إلى البحر, سافرت مثلاً وجلست في فندق, أو في الطريق مثلاً أنت تريد أن تستريح, أن تنام أو زيارة لشخص, النبي عليه الصلاة والسلام أعطاك دعاء تقوله, قال عليه الصلاة والسلام: "من نزل منزلاً" -أي منزل تنزله- "فقال: أعوذ بكلمات الله التامّات لم يضرّه شيء حتّى يرتحل من ذلك المكان" سبحان الله, حتّى قال بعض العلماء: إذا ركبت في الطيّارة نزلت أي مكان -هذا عام- أن تقول هذا الدعاء, وما أحوج النساء أن يقولوا هذا الدعاء مثلاً عند زياراتهم بعضهم لبعض وبالذات في المناسبات أو في الأفراح لأن في الأفراح كثيرًا ما يحدث الحسد والحقد والعين فالإنسان يتحصّن بهذه الأدعية النبويّة.
    فلا بد ّ لكل مسلم أن يحفظ هذه الأدعية حتّى يعيش في سعادة, يعيش بطمأنينة, يعيش في استقرار نفسي.

    أسأل الله الكريم ربّ العرش العظيم أن يوفّقني وإيّاكم لما يحب ويرضى, وصلّى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]
     
  10. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    افتراضي رد: [مَوَاعِظُ رَمَضَانِيَّةٌ] :: لفضيلة الشيخ خالد بن عبد الرحمن الحسينان

    الموعظة الحادية عشرة
    السُّنَنُ اليَوْمِيَّـةٌ




    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أياماً مَّعدوداتٍ)


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وأشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

    يقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يبين لنا صدق محبة العبد، كيف يعرف الإنسان أنه فعلًا يحب ربه سبحانه وتعالى، ويحب نبيه عليه الصلاة والسلام، يقول الله جل وعلا: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ). إذن حديثنا في هذا اللقاء سوف نتكلم إن شاء الله عن الاهتمام بالسنن اليومية، هناك سُنن يومية كثيرة جدًّا، تجد كثير من الناس يهملون هذه السنن، ولاشكّ أنّ من أسباب محبة الله جل وعلا لعبده أنه يتبع الرسول عليه الصلاة والسلام، وإنّ منزلتك عند الله على حسب تطبيقك لهذه السنن، كلّما طبّقت هذه السنن أكثر كلما علت مرتبتك عند الله سبحانه وتعالى، وعلا قدرك عند الله جل وعلا.
    فهناك سنن -على سبيل المثال- سنن فعلية، وهناك سنن قولية، فتصوّروا منذ أن يُصبح الإنسان إلى أن يُمسي يربي نفسه على تطبيق هذه السنن فتُصبح حياته كلها على سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

    فعلى سبيل المثال نأخذ مثلًا سنة السواك، والعجيب من الناس -قبل ذلك أقول- والعجيب من الناس سبحان الله لو قيل لهم: من طبّق سنة من السنن سوف نُعطيه مبلغًا من المال، تجد الناس كلهم يحرصون على تطبيق هذه السنة، لماذا؟ لأن قيمة المال، قيمة الدينار والدرهم في قلوب الناس عظيمة، لكن قيمة الحسنات! لا حول ولا قوة إلا بالله!
    فهناك على سبيل المثال سنة السواك، كم مرة المسلم في اليوم والليلة يتسوك؟ ليس أقل من عشرين مرة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة"، وفي رواية "عند كل وضوء".
    وكان الرسول عليه الصلاة والسلام إذا دخل بيته أول ما يبدأ بالسواك، كما جاء الحديث في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها.
    فتصوّر، عندك خمس صلوات، فهذه خمس مرات ستتسوك، كذلك عندك السنن الرواتب، هذه ست، هذه إحدى عشر، كذلك الإنسان يدخل إلى بيته في اليوم والليلة، يعني كلما جاء من فرض من المسجد سوف يدخل إلى بيته، يعني أربع أو خمس مرات، وأول ما يستيقظ من نومه يتسوك، كان الرسول عليه الصلاة والسلام إذا استيقظ من نومه في الليل يشوص فاه بالسواك، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

    كذلك من السنن اليومية المهملة السنّة في لبس الحذاء، فتجد كثير من الناس يلبسه بالشمال وينزعه باليمين، مع أنّ سنة الرسول عليه الصلاة والسلام أنه عندما يلبس الحذاء يبدأ باليمنى وينزع باليسرى، وانظر كم مرة في اليوم والليلة الإنسان يلبس النعال، سواء في ذهابه إلى دورة المياه أو في ذهابه إلى خارج البيت، مثلًا إلى المسجد أو في خروجه من المسجد، أو في غير ذلك من الأحوال، فهي تتكرر معه هذه السنّة، فكلما طبّق هذه السنّة -أي لبس باليمين ونزع باليسار - تكون حركاته وسكناته وأفعاله كلها على سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو يُؤجر حتى في لبسه للنعال وفي خلعه، تُؤجر، تُكتب لك الحسنات .
    كذلك عندما يدخل الإنسان إلى دورة المياه يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث"، ويدخل برجله اليسرى، وإذا خرج يخرج برجله اليمنى ويقول "غفرانك".

    تعال انظر إلى السنن قبل النوم، كم سنّة قبل النوم؟ سنن كثيرة قبل النوم، منها أنّ الإنسان ينام على طهارة، وينام على شقه الأيمن ويقرأ آية الكُرسي، وكذلك يقرأ سورة قل يا أيها الكافرون، وآخر آيتين من سورة البقرة، ويقرأ كذلك المعوذتين ويمسح بهما ما أقبل من جسده، وغير ذلك من السنن المعروفة الموجودة في كتب السنّة.

    كذلك سنن الطعام، فيبدأ بالبسملة وإذا انتهى يحمد الله سبحانه وتعالى، ويأكل بيده اليمنى إلى غير ذلك، وإذا سقطت لقمة يأخذها ويمسحها ويأكلها هذه هي سنّة الرسول عليه الصلاة والسلام.

    إذا التقى مع الناس، أول ما يلتقي مع شخص يسلم عليه "السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهوكذلك يُصافحه لأنّ المصافحة سنّة وتتحات الخطايا، ويبتسم في وجهه لأنّ الابتسامة كذلك سنّة مستحبّة، إلى غير ذلك من السنن اليومية. هذا غير صلاة الضحى والسنن الرواتب وقيام الليل، وهناك سنن كثيرة من الأقوال والأفعال تُفعل في الصلوات سواء كانت صلاة فريضة أو صلاة نافلة، وقد يطول شرحُها في هذا اللقاء، ولكن نختصر. أحببنا أن نُلقي بعضَ الضوء أنّ المسلم لابد أن يهتم في حياته اليومية بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على حبه الصادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى"، فاستغرب الصحابة، هل هناك إنسان عاقل يأبى دخول الجنة!؟
    فقال النبي عليه الصلاة والسلام: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى".

    فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعلنا وإياكم ممن أطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالرحمن الغامدي ; 26 Oct 2007 الساعة 07:52 PM
    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]