- 56 -
هي الحياة جهاد
تكتكات أناملي تعبث بالكيبورد..
وعيناي المجهدتان تلاحق خربشات الأحرف المحتشدة كصفوف النمل تماماً..
وأوراق البحث متناثرة.. وهواء التكييف البارد يعبث بها فيزيد من الفوضى.. ويزيد من حنقي..
كوب القهوة شارف على الانتهاء..
كقواي تماماً.. تلك التي شارفت على الانتهاء..
العقرب الصغير يطل بخبث على الثانية بعد منتصف الليل..
وأنا ما زلت أكتب بحثي.. يا الله..
متى أنتهي من بحوث الجامعة.. وملزماتها.. ومذكراتها و...
.. .. .. ..
عند استيقاظي في الصباح الباكر..
أجد سوسنتي الحنونة قد جهزت لي إفطاري..
وملابسي قد جهزتها الخادمة..
لا وقت لدي حتى لترتيب سريري المبعثر.. هكذا عودتني أمي..
الدراسة وتحصيل العلم فقط..
أجمع شتات أوراقي.. وألم شعث شعري..
وأطبع قبلة الصباح على خد أمي بعجلة..
ثم أهرول إلى السيارة لأكمل نومي ريثما أصل إلى الجامعة..
.. .. .. ..
بعد حفنة من السنين.. وبين ليلة وضحاها..
نُقلت إلى بيت صغير..
بعيداً عن إفطار أمي الجاهز.. وترتيب الخادمة لأوراقي وغرفتي..
وجدت نفسي قد استلمتُ وظيفة زوجة بكل ما في الوظيفة من مهام..
هذا إلى جانب دراستي التي (كانت) تستهلك جل وقتي.. وتسرق النوم من أجفاني!!
بادئ الأمر..
أغمضت عيني هنيهة..
لأتخيل أكوام الصحون في المطبخ.. والملابس المتسخة تنتظرني في الغسالة.. ودفتر الطبخ الذي سأفك طلاسمه..
فضلاً عن البحوث والواجبات والمحاضرات التي لا ترحم..
يا إلهي!!!
نفضت رأسي من أفكاري الرمادية.. وأسلمت أمري لمن وعد أن يكون حسيبي (ومن توكل على الله فهو حسبه).
.. .. .. ..
وها أنذا بعد زواجي..
لم يقع شيء مما توقعتْ..
لم أكن أتوقع أن يكون الأمر أسهل من الصور المرعبة التي تخيلتها..
لا أنكر..
تعبتُ كثيراً بادئ الأمر.. بيد أنني اكتشفت أن مصارعة أمواج الحياة المتلاطمة.. هو جهاد ليس إلا..
وبالإمكان إضفاء نكهة المتعة على جهاد من هذا النوع..
وذلك بإخلاص النية لمن يعلم السر وأخفى..
وثمة أدعية وتراتيل أبتهل بها في صلاتي..
لتكون الحياة أسهل وأحلى وأروع..
مع زوج كريم حنون متفهم.. وعلم نافع أستفيد منه في دنياي وآخرتي....
صدقوني..
هي الحياة جهاد..
مشاركة بقلم // علياء فلمبان
**
مجلة حياة العدد (82) صفر 1428هـ
- 57 -
يا مخطوبة .. الحركة بركة
تقوم الكثيرات من الفتيات في فترة الخطوبة بالاهتمام بجسمها، فتوليه عناية فائقة، وهذا أمر لا بأس به، لكن المصيبة أنها تترك الطبخ والغسيل، والأعمال المنزلية حتى لا تتشوه يداها..! وهذا كلام غير صحيح أبداً.. فقد يصبح الأمر أكثر خطورة إذا كانت الفتاة لم تجرب شيئاً من الأعمال المنزلية .. يعني (ما تدبر عمرها!)
وهذه.. إذا (راحت) لبيت الزوجية فقد تتورط! لأنها لم تتعود على السرعة والتخطيط وترتيب الأولويات، وقد تحدث لها حوادث مؤلمة، مثل احتراق الطعام، وغضب الزوج من طول الانتظار.. الفوضى العارمة .. الخ.
ومن هنا، جئتكِ بوصفة خطيرة إذا اتبعتيها ستكونين ربّة بيت ناجحة بإذن الله..
* حاولي أن تتحركي بقدر ما تستطيعين، ولا تتكلي على أحد في ترتيب غرفتكِ.. وغسل ملابسك.. وكيها، وتنظيف دورة المياه، واعتبري أن الخادمة لا وجود لها.
* جربي أن تقومي بالطهي للأصناف التي لا تتقنينها عدة مرات حتى تتمكني منها.
* حاولي أن تفهمي أمك والخادمة ألا يتدخلا في أغراضك لأنك ستقومين بإعدادها بنفسك.
جربي ذلك أسبوعاً، فإذا أتقنت هذه المهام، فأضيفي في الأسبوع القادم أعمالاً منزلية أخرى، فمثلاً يكون في يومك الأول طهي الغداء بالإضافة إلى أعمالك الخاصّة، وفي الغد تنظيف المطبخ وفي اليوم التالي غسيل ملابسك وملابس إخوانك.. وفي الرابع تنظيف المجالس، وفي الخامس غسيل الفناء الخارجي، وفي نهاية الأسبوع تكونين قد أنجزتِ كل أعمال المنزل المهمة بالإضافة إلى إتقان الأعمال اليومية البسيطة.
ولا تنسي.. أنه لابدّ من الأخطاء والكوارث.. وربما بعض الإصابات، لكن مع الصبر الفرج.
وبالطبع.. لا تتجاهلي الاهتمام بجسمك، فهو مطلب ومحل الاهتمام..
وبعد هذا العمل الشاق.. فقد أصبحت – يا عزيزتي- فتاة رائعة تحسن إدارة الأمور.. ولا تنسي القراءة في فن التعامل مع الزوج.. حتى تظفري بحياة زوجية سعيدة بإذن الله.
**
مجلة حياة العدد (91) ذو القعدة 1428هـ
- 58 -
زوجة .. وطالبة
في بداية الحياة الزوجية.. قد تشعر الزوجة بالفوضى تعم في حياتها وبأنها غير قادرة على إدارة مسؤوليات البيت الحياة الجديدة.. وحين تكون طالبة فإن الجهد يصبح مضاعفاً، فهي تجد نفسها تحارب على ثغور عدة..! فهي تجاهد لتنظيف البيت وإبقائه مرتباً، وتجاهد في المطبخ لطبخ وإعداد الفطور والغداء، وتجاهد لغسل الملابس وكيها، وتجاهد لتذهب لجامعتها ثم لتدرس وتعد واجباتها، وتجاهد لتهتم بنفسها ومظهرها وتعتني بزوجها، وتجاهد إن كان لديها صغير تهتم به..
كل هذه الأمور قد تكون أكبر من طاقة الزوجة وقدرتها في السنوات الأولى فتشعر بالإحباط ولفوضى تعم حياتها، وقد تتساءل: ما الحل؟ وكيف يمكن الخروج من هذه الزوبعة؟
يجب أن نعترف أولاً أنه ليس هناك حل سحري لهذه المسألة؛ فالتعب موجود في جميع الأحوال لكننا سنحاول تنظيم الأمور، وتنظيم الوقت والجهد بحيث يمكن لها أن تنال قسطاً أكبر من الراحة والنظام في حياتها، ونقدم لها هذه النصائح:
* ضعي لك جدولاً للمهام اليومية والأسبوعية (مثال: السبت والأربعاء: كنس الفناء، الأحد والاثنين: كي الملابس، الثلاثاء: تنظيف غرفة الضيوف.. إلخ)
وسيري عليه، علقي هذا الجدول بالمطبخ ليذكرك بالمهام.
* في عطلة نهاية الأسبوع قومي بإعداد وتخزين بعض الأطعمة في الفريزر، بحيث تقومين بتسخينها للغداء خلال بعض أيام الأسبوع هذا الأمر سيريحك كثيراً خاصة في أوقات ضغط الدراسة والاختبارات، من الأمثلة على هذه الأطعمة (صينية دجاج، كفتة، كباب، شوربات، دجاج مسبك.. الخ).
* استخدمي الأواني البلاستيكية والورقية، وغسالة الملابس الأوتوماتيكية.
* استعيني إن أمكن بخادمة أهلك (أو أهل زوجك) في أحد أيام الأسبوع لكي الملابس والتنظيف الدقيق للأرفف والدواليب وغيرها، هذا الأمر سيريحك كثيراً.
* ضعي وقتاً محدداً للراحة فعدم ارتياحك سيجعلك تشعرين بالإرهاق والتعب المتواصل، واستغلي وقت راحتك في الاسترخاء العميق مع ذكر الله، ورفهي نفسك بالقراءة، اجعلي وقت راحتك وقتاً خاصاً لك للاستمتاع بكل ثانية دون شعور بتأنيب الضمير قولي لنفسك (هذا وقتي وكل ثانية فيه من حقي).
* لا تجعلي المهام تتراكم عليك، نظفي أولاً بأول، فإذا تراكمت الصحون في المطبخ أصبح من الصعب غسلها، وكذلك الملابس، وكذلك الترتيب بشكل عام.
* احرصي على وسائل الاسترخاء مثل استخدام الروائح الزيتية المعطرة في المنزل والتي تمنحك الاسترخاء والراحة والانتعاش، وتجدد قواك المنهكة بإذن الله، بالإضافة لتشغيل المسجل بصوت القرآن لقارئ تحبين صوته لتجمعي بين الاسترخاء والأجر.
* حددي وقتاً خاصاً للدراسة أو العمل مثلاً من بعد المغرب للعشاء أو من بعد الساعة العاشرة إلى الثانية عشرة ليلاً، اعتبري أنك ذاهبة لمكتبك الخاص، واحملي أوراقك وأقلامك أو جهازك واستغلي كل دقيقة من هذا الوقت.
* لا تضيعي وقتك بالهاتف أو الجوال أو الإنترنت، فأنت أكثر إنسانة تحتاجين إلى كل دقيقة من وقتك، لا تستخدمي هذه الوسائل إلا للضرورة.
* عودي طفلك إن وجد على أن يجلس في سريره وحده مع وضع اللعب له، قد يبكي كثيراً في البداية لكن لابد له أن يتعود، وهذا الأمر سيريحك كثيراً فيما بعد بإذن الله.
* أقنعي زوجك بأن يتعاون معك ولو بشكل بسيط في ترتيب الغرفة أو حمل الصحون أو رعاية الطفل، فهذا من واجباته كزوج وأب.
* أثناء عملك في المنزل أكثري من ذكر الله والاستغفار واحتسبي الأجر في عملك.
**
مجلة حياة العدد (90) شوال 1428هـ