الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    الجهـــاد ومعـركة الشـبهات " ضمن سلسلة وحرض المؤمنيين "

    [align=center]

    بسم الله الرحمن الرحيم

    {الجهاد}


    ومـعـركـة الـشـبـهـات!





    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :


    كتب الله عز وجل على عباده المؤمنين عبادة الجهاد، وأخبرهم سبحانه بأنه كرهٌ لهم، فقال : {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ}[البقرة/216]، فالمشقة، والنصب، ومنازعة رغبات النفس، ومغالبة ثقلة الأرض التي تشدّها، والجوع، والعطش، والخوف، وإنفاق الأموال ونقصانها، وكثرة القتل، وتحمُّل الجراح والآلام، ومفارقة الأهل والديار، وزلزلة القلوب وغيرها، كلها صفات لصيقة بهذه العبادة بل هي جزءٌ منها : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}[البقرة/155]، وقال سبحانه : {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}[التوبة/120]
    فبهذه وغيرها أصبح الجهاد (كرهاً) للنفوس التي جبلت على الجنوح إلى طلب السلامة، والركون إلى الدعة، والقنوع بالراحة، والبعد عن المخاطر، والميل إلى الإخلاد، فمقتضيات الجهاد ومتطلبات النفس غالباً ما تكون على طرفي نقيضٍ كما قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ}[التوبة/38]، وقال سبحانه : {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}[التوبة/24]، وقال سبحانه وتعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا}[النساء/77]
    فالجهاد يحتاج إلى التجرد له والنهوض بأعبائه، وتحمّل مشاقِّه، والمصابرة في أدائه، والنفس تأبى ذلك وتنحط إلى حضيض الأرض متشبثة بزخارفها، ومنكبة على متاعها، وراضيةً بزهرتها، ففي القتال أمامها الموت والأهوال، وفي الدنيا خلفها الولد والأموال، فإما أن تُرد إلى هذه أو تُشَد إلى تلك، فهي وإن كانت ما ستقدم عليه خير مما هي فيه إلا أن النفس مولعة بحب العاجل، فتريد كل شيء نقداً ولا تقبل النسيئة.
    [/align]
    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]
     
  2. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    افتراضي رد: الجهـــاد ومعـركة الشـبهات " ضمن سلسلة وحرض المؤمنيين "

    إمّا جهادٌ وإمّا ذلٌ فاختر!

    ومن هنا نعلم سرَّ قول نبينا صلى الله عليه وسلم : [إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم] رواه أبو داود، وقد يُفهم من هذا الحديث أن الجهادَ يجب أن يكون المقدَّم دائماً، وليس لأحدٍ أن يتعالَّ في تركه بالاشتغال بأمرٍ من أمور الدنيا، فإن أمكن القيام بعبادة الجهاد مع الاشتغال بالزرع وممارسة البيع فذاكَ، وإلا فإن الاشتغال بعبادة الجهاد التي بها بقاء الحياة والحفاظ على الدين وحياطة حوزته هو المقدّم، قال الإمام ابن رجب الحنبلي –رحمه الله- : [ولهذا كره الصحابة رضي الله عنهم الدخول في أرض الخراج للزراعة فإنها تشغل عن الجهاد.](الحكم الجديرة بالإذاعة :14).
    وقال الإمام ابن النحاس الشهيد –رحمه الله- عن الحديث السابق: [ومعنى الحديث: أن الناس إذا تركوا الجهاد وأقبلوا على الزرع ونحوه تسلط عليهم العدو لعدم تأهبهم له واستعدادهم لنزوله ورضاهم بما هم فيه من الأسباب فأولاهم ذلا وهوانا لا يتخلصون منه حتى يرجعوا إلى ما هو واجب عليهم من جهاد الكفار والإغلاظ عليهم وإقامة الدين ونصرة الإسلام وأهله وإعلاء كلمة الله وإذلال الكفر وأهله.
    ودل قوله صلى الله عليه وسلم " حتى ترجعوا إلى دينكم" على أن ترك الجهاد والإعراض عنه والسكون إلى الدنيا خروج عن الدين ومفارقة له وكفى به ذنباً وإثماً مبيناً](مشارع الأشواق : 106)
    وليس المقصود من الخروج عن الدين – والله أعلم - هو الكفر المخرج من الملة كما قد يفهمه البعض فلا أحسب أن أحداً من أهل العلم يقول بأن المسلم التارك للجهاد عمداً والراكن إلى الدينا يكون كافراً بذلك، ولكن –والله أعلم- أن المعنى الإجمالي المراد هو بيان أن التخلي عن عبادة الجهاد والاشتغال بأمور الدنيا عنه يؤدي إلى تسلط العدو الكافر وتغلبهم على ديار المسلمين وإجراء أحكامهم عليهم مع محاربتهم للدين وشرائعه لما يضمرونه من الحسد والبغضاء والعداوة للحق وأهله وهذا يقود إلى شيوع الفساد وانتشار الكفر وضعف الدين وانحساره بين الناس وفي قلوبهم ومع توالي الأجيال التي لا تعرف حقاً ولا ديناً ينشأ نشءٌ على الضلال والكفر والعياذ بالله، وخير شاهدٍ على ذلك ما حصل في الأندلس التي صارت اليوم نسياً منسياً، وهذا يعني أن دفع الكفرة وحفظ ديار المسلمين ودينهم لا يتم إلا بالجهاد في سبيل الله، كما أن الحديث يدل على أن جهود الدعاة ينبغي أن تنصب على الدعوة إلى الرجوع لعبادة الجهاد وتحريض الناس عليها وأنها الباب الشرعي الذي ترجع به الأمور إلى نصابها فيعز الدين ويذل الكفر وينتشر الإسلام وينقمع الشرك، وسيأتي من كلام الإمام أبي عبد الله الحليمي ما يؤكد هذا المعنى، ومن هنا عدَّ بعض العلماء الجهاد ركناً من أركان الدين وهو حريٌّ بأن يكون كذلك كما قال الإمام ابن قاسم الحنبلي –رحمه الله- في حاشيته على الروض : [وعده بعضهم ركنًا سادسًا لدين الإسلام، فلذا أوردوه بعد أركان الإسلام الخمسة]اهـ.
    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]
     
  3. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    افتراضي رد: الجهـــاد ومعـركة الشـبهات " ضمن سلسلة وحرض المؤمنيين "

    فبهداهم اقتده...

    ويؤيد هذا ما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم حينما اشتغلوا بالجهاد وفرَّغوا أنفسهم لأدائه فأدى ذلك إلى ضياع كثيرٍ من أمور دنياهم التي كانوا بها مشتغلين، فبعد أن تمكَّن الدين وقام عموده وخفقت بنوده وكثرت جنوده، وانتشر نوره ودخلت فيه جموع الناس طوعاً أو كرهاً تحدَّث بعضهم إلى بعضٍ فيما بينهم (سراً) بأن يفرِّغوا أنفسهم لإصلاح شؤونهم والاعتناء بأموالهم، ومع ذلك فلا يظهر أنهم حدثوا أنفسهم بترك عبادة الجهاد كليَّةً، فأنزل الله تعالى في ذلك قوله : {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[البقرة/195]، وقد قال الصحابي أبو أيوب الأنصاري –رضي الله عنه- : [إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما نصر الله نبيه وأظهر الإسلام قلنا هلم نقيم في أموالنا ونصلحها فأنزل الله تعالى : "وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد]رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن حبان وبوَّب عليه بقوله : [ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ترك الاتكال على لزوم عمارة أرضه وصلاح أحواله دون التشمير للجهاد في سبيل الله وإن كان في المشمرين له كفاية](صحيح ابن حبان :11/9)، فكيف إذا لم يكن في المشمرين له كفاية؟!
    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]
     
  4. الصورة الرمزية ابو ريتاج

    ابو ريتاج تقول:

    افتراضي رد: الجهـــاد ومعـركة الشـبهات " ضمن سلسلة وحرض المؤمنيين "

    بارك الله فيك ...،
    ينقل للقسم الشرعي ...،
    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
    أخي : تذكر دائماً أن الإستغفار يفتح الأقفال
    يقول ابن تيمية : إن المسألة لتغلق علي فأستغفر الله ألف مرة أو أكثر فيفتحها الله علي
     
  5. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    افتراضي رد: الجهـــاد ومعـركة الشـبهات " ضمن سلسلة وحرض المؤمنيين "

    حفظك الله اخي ابو ريتاج ، وبارك الله فيك
    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]
     
  6. الصورة الرمزية خطاب الشيشاني

    خطاب الشيشاني تقول:

    افتراضي رد: الجهـــاد ومعـركة الشـبهات " ضمن سلسلة وحرض المؤمنيين "

    اشكرك من كل قلبي على الموضوع
    اسال الله ان كمى جمعنا في المنتدى ان يجمعنا في ارض الجهاد
     
  7. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    افتراضي رد: الجهـــاد ومعـركة الشـبهات " ضمن سلسلة وحرض المؤمنيين "

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خطاب الشيشاني مشاهدة المشاركة
    اشكرك من كل قلبي على الموضوع
    اسال الله كما جمعنا في المنتدى ان يجمعنا في ارض الجهاد
    [align=center]
    بارك الله فيك اخي الغالي خطاب .. اللهم آمـــين
    وللموضوع بقية فتابع بارك الله فيك
    [/align]
    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]
     
  8. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    افتراضي رد: الجهـــاد ومعـركة الشـبهات " ضمن سلسلة وحرض المؤمنيين "

    [align=center]

    لا ملجأ ولا مغارة ولا مُدّخل عن الجهاد

    إذاً فما دامت عبادة الجهاد قد تضمّنت كل هذه المشاق، وأداؤها بحاجة ملحة إلى منازعة النفس، وهو مركبٌ لأنواع المخاطر وضروب المغامرات، فلا غرو أن نجد كثيراً من آيات القرآن الكريم وهي ترد على سائر العلل وتفند الشبه التي تعلَّق بها كثيرون ممن أرادوا التملص والتخلص من أداء هذه العبادة، وكشفتها واحدة واحدة ببيان ناصع وبرهانٍ قاطعٍ، وحججٍ مُحكَمة، وتقريراتٍ مفحمة سُدَّت بها أبواب كل مموهٍ يود أن لو وجد "ملجأً أو مغاراتٍ أو مدَّخلاً" ليولي إليها وهو جَموح.
    والعجيب أنك لا تكاد تجد – قديماً وحديثاً - فيما يتعلل به المتعللون في تفلتهم من أداء عبادة الجهاد قولاً صريحاً بأنَّ داعيه إلى ذلك هو الجُبن، أو الخوف من الموت، أو تهيّب المخاطر، أو الحرص على الدنيا، أو مشقة مفارقة الولد والأهل والأوطان، وإنما غالباً ما تكسى تلك العلل العليلة ثوبَ النصح، أو العجز المسقِط للتكليف (عدم الاستطاعة)، أو الحرص على أرواح المجاهدين، أو الخوف من مآلات الأمور السيئة، ونحو ذلك، وسبب هذا أن الجبن هو من أقبح ما يمكن أن يوصف به المرء وهو مذَمَّةٌ تنفر منها الطباع جِبلَّةً، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ منه.
    وكثيراً ما تخدع المرءَ نفسُه فيظن فيها الشجاعة والإقدام والجرأة حتى إذا عاينَ الموت وباشر أسبابه ورأى أهواله خذلته وصار قلبه في جناحي طائر، وهذا أحد الأسباب التي ذكر العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى لأجلها عن تمني لقاء العدو إذ ليس الخبر كالمعاينة، وقد تُبدي النفس في ذلك الموطِن ما كانت تخفيه من قَبل، ولأن مثل هذه المواطن لا محل فيها للتصنّع والتمويه فإمِّا تصبّر وتجلُّدٌ ومجالدة وإما فرارٌ وتوليةٌ للدبر، كما قال الإمام ابن دقيق العيد –رحمه الله- : [ولما كان لقاء الموت من أشق الأشياء وأصعبها على النفوس من وجوه كثيرة وكانت الأمور المقدرة عند النفس ليست كالأمور المحققة لها: خشي أن لا تكون عند التحقيق كما ينبغي فكره تمني لقاء العدو لذلك]اهـ.
    وهذا المعنى الذي أشار إليه قريبٌ منه قوله تعالى :{وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ}[آل عمران/143]، كما روى ابن أبي حاتم فيها: [ أن رجالا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون: ليتنا نقتل كما قتل أصحاب بدر ونستشهد، أو ليت لنا يوما كيوم بدر نقاتل فيه المشركين، ونبلي فيه خيرا ، ونلتمس الشهادة والجنة والحياة والرزق، فأشهدهم الله أحدا فلم يلبثوا إلا من شاء الله منهم]اهـ.
    [/align]
    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]
     
  9. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    افتراضي رد: الجهـــاد ومعـركة الشـبهات " ضمن سلسلة وحرض المؤمنيين "

    [align=center]
    الجبن جبنٌ وإن عددته عقلاً

    [align=center]
    هذا ولأن ساحات الوغى مظنة بروز تلك الصفة الذميمة (الجبن)، وظهور أعراضها على صفحات الوجوه كما قال تعالى : {فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ}[الأحزاب/19]، وقال : {فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ}[محمد/20] -احتاج الأمر إلى إيجاد واقٍ يدرأ بِه المرء عن نفسه ويتترس به لرد سهام التشنيع والتقريع التي ستنصب عليه من هنا وهناك، فكان ذلك الترس هو الحكمة المغلَّفة، والتعقّل المفتَعل، والاتّزان المموِّه، والرزانة المتصنّعة، والتفكير الهادئ المتكلَّف:

    يرى الجُبناءُ أنّ الجُبْنَ عقلٌ ... وتلكَ خديعةُ الطّبْعِ اللّئيمِ

    لا سيما إذا وافقت بعض أحداث الجهاد شيئاً مما ذكروه من قبل و (ناصحوا) به، فعندها سترى الشماتة سافرةً، والتضلُّع بالخِبرة التامة، والبصيرة النافذة، والاطِّلاع على عواقِب الأمور، فتنطق الألسن : {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}[آل عمران/168]، أو : {قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا}[النساء/72]، أو {لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا}[آل عمران/156].
    وكما أن الله عز وجل يختبر عباده المؤمنين بأنواعٍ شتى من الابتلاءات ليستخرج منهم عباداتٍ ما كانت لتظهر لولا ذلك كزيادة الخضوع والتذلل والتضرع والتواضع والافتقار وكثرة الدعاء والانكسار والصبر والتبرؤ من الحول والقوة وغير ذلك، فإن تلك الابتلاءات تكون سبباً أيضاً في هتك أستار أهل النفاق والذين في قلوبهم مرضٌ ممن لا يكاد المسلمون يعرفون أحوالهم ويطَّلعون على خباياهم إلا بنزول أمثال تلك المحن، فتنطق الألسنة بما استكن في القلوب شاءت أم أبت، وتقذف على الأسماع بكلماتٍ سافلة قاتلة كانت مدفونة في أعماق النفس لا يعلمها إلا علاَّم الغيوب، فتخرج منسابةً مفصِحةً عن المكنون مثيرةً للمدفون، أو تبرز تصّرفات وأفعال عجيبة غريبة لا تليق بِمن رسخ الإيمان في قلبه :{وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا}[الأحزاب/12]، : {يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا}[آل عمران/154]، وقال سبحانه : {وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ}[المائدة/53]
    [/align]
    [/align]
    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]
     
  10. الصورة الرمزية أبولؤى

    أبولؤى تقول:

    افتراضي رد: الجهـــاد ومعـركة الشـبهات " ضمن سلسلة وحرض المؤمنيين "

    جزاكم الله من كل خيره
    [flash=http://dc10.arabsh.com/i/02482/91tb86eu3y0i.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]