الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية نبراس الدعوه

    نبراس الدعوه تقول:

    افتراضي رد: فهرس لدروس"شرح أسماء الله وصفاته"

    الدرس العاشر||شرح" الواحد الأحد",وحدانية الله عزوجل..

    سنتحدث بإذن لله عن اسم من أسماء الله تعالى ألا وهي:
    [الواحد، الأحد]

    ورد ذكرهما في الكتاب والسنة.
    فأما اسمه: (الواحد) فقد ورد في أكثر من عشرين موضعًا في القرآن ومن ذلك قوله تعالىقُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ )الرعد: 16].
    وأما اسـمه: (الأحد) فقـد ورد مرة واحـدة في القرآن الكريم وذلك في قوله تعالىقل هو الله أحد);[الإخلاص: 1]. وكذلك جاء في السنة في قوله صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل الذي دعا بهذا الدعاء: «اللَّهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحـد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كـفوًا أحد»، فقال الرسـول صلى الله عليه وسلموالذي نفسي بيده لقد سأل باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى)رواه أهل السنن.

    المعنى اللغوي:
    (الواحد والأحد) وإن كان اشتقاقهما واحدًا وبينهما معان مشتركة إلا أن بعض العلماء قد فرق بينهما؛ وذلك من الوجوه التالية:
    أن الواحد لا شريك له وأحد لا مثيل له ،
    والأحد له إشارة نوعية أما الواحد كميّة ؛
    هناك تفريق آخر فإذا قلت : ما في الدار أحد يعني ليس فيها لا واحد ولا اثنان ولا ثلاثة فإذا نفيت الواحد نفيت العدد الذي بعده ، أما إذا قلت ما في الدار واحد فقد يكون هناك أربعة هذا فرق في استِخدام كلمة واحد و أحد ،
    ثَمّ شيء آخر ذو بعد واضح وهو أنك لا تقول رجل أحد ، فكلمة أحد اختصَّ الله بِها فالأحد مما اختص الله به .
    وهناك فروقات أخرى بين الواحد والأحد ولكن المهم أن الله تعالى هو واحد وأحد في وقت واحد .

    معنى الواحد الأحد في حق الله تعالى:
    يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: « (الواحد الأحد) هو الذي توحد بجميع الكمالات، وتفرد بكل كمال، وجلال وجمال، وحمد وحكمة، ورحمة وغيرها من صفات الكمال؛ فليس له فيها مثيل ولانظير، ولا مناسب بوجه من الوجوه، فهو الأحد في حياته وقيوميته وعلمه وقدرته وعظمته وجلاله وجماله وحمده وحكمته وغيرها من صفاته، موصوف بغاية الكمال ونهايته من كل صفة من هذه الصفات، فيجب على العبيد توحيده عقلاً، وقولاً، وعملاً بأن يعترفوا بكماله المطلق وتفرده بالوحدانية، ويفردوه بأنواع العبادة».

    ما معنى وحدانية الله عز وجل؟
    إنها تعني التوحيد بأنواعه الثلاثة:
    1- توحيده سبحانه في ذاته وصفاته.
    2- توحيده سبحانه في ربوبيته.
    3- توحيده سبحانه في ألوهيته.
    وفي ذلك يقول الدكتور الأشقر حفظه الله تعالى: وتتجلى وحدانية الله تعالى فيما يأتي:

    أولاً: في ذاته وصفاته:
    فالله لا مثيل له ولا نظير له، لا في ذاته ولا في صفاته؛ ولذلك فإنه - تعالى وتقدس - لم يتخذ صاحبة ولا ولدًا، كما قال عزَّ من قائل: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ .وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ )[الإخلاص: 1 - 4].
    وهذه السورة الكريمة العظيمة عرفت العباد بربهم، وقد أنزلها رب العباد، جوابًا لأهل الشرك والعناد، الذين سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم طالبين منه أن ينسب لهم ربّه.
    فالله متفرد في صفاته، والذين شبهوا صفات الخالق بصفات المخلوق، أو صفات المخلوق بصفات الخالق لم يوحدّوا ربهم - تبارك وتعالى -وأشركوا مع الله غيره.

    ثانيًا: وحدانيته تعالى في ربوبيته:
    فهو سبحانه وحـده الذي خلق السماوات والأرض، وأنزل الماء من السـماء، وأنبت به جنات الأرض التي تبهـج النفوس وتسرها(قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ );[النمل: 59 - 60].

    ثالثًا: وحدانيته في ألوهيته:
    فالله هو المعبود الحق الذي يستحق العبادة دون سواه، وكل من عبد معه إلهًا آخر يدعوه، ويستعين به، ويستغيث به، فقد أشرك غيره معه في ألوهيتهقُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهِ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ )[الأنعام: 19].
    ووحدانية الله أخص خصائص ألوهيته، والإقرار بالألوهية أعظم أنواع العبادة التي يتقرب بها إلى الله تعالى، ونقيض الوحدانية الشرك، وهو أعظم جريمة يرتكبها البشر، ولعظمها فإن الله لا يغفر لأحد مات على شركه.

    بعد كل هذا الشرح والإيضاح فكيف نتأدب بهذا الاسم ؟
    ، النبي عليه الصلاة والسلام يقول :عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ السَّلُولِيِّ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ رَضِي اللَّه عَنْهم أَلا إِنَّ الْوَتْرَ لَيْسَ بِحَتْمٍ كَصَلاتِكُمُ الْمَكْتُوبَةِ وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْتَرَ ثُمَّ قَالَ أَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ أَوْتِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ وَتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ(رواه مسلم والترمذي)
    أي يحب القلب المنفرد بِمحبته تعالى فالله لا يقبل العمل المشترك ولا القلب المشترك فالعمل المشترك لا يقبله والقلب المشترك لا يُقْبِل عليه .

    من آثار الإيمان بهذين الاسمين الكريمين:
    أولاً: إن أعظم أثر وموجب لهذين الاسمين الجليلين الكريمين هو إفراده - سبحانه وتعالى - بالربوبية والإلهية وتوحيده سبحانه بأفعاله وصفاته وتوحيده بأفعال عباده. وحينئذ يتحقق توحيد العبد لربه سبحانه ويتحقق إفراده - عز وجل - بجميع أنواع العبادة.
    ثانيًا: تعلق القلوب بخالقها ومعبودها وتوجهها له وحده لا شريك له، لأنه (الواحد الأحد) الذي تصمد إليه الخلائق في حاجاتها وضروراتها وهو القادر على كل شيء، وهذا الشعور يريح القلوب من شتاتها واضطرابها ويجعلها تسكن إلى ربها ومعبودها وتقطع التعلق بمن لا يملكون شيئًا ولا يقدرون على شيء إلا بما أقدرهم الله عليه، ولا يملكون لأنفسهم ضرًا ولا نفعًا فضلاً عن أن يملكوه لغيرهم لأنه أسلم وجهه وقلبه لله وحده، ولم يتوجه لوجهات متعددة وشركاء متشاكسين يعيش بينهم في حيرة وقلق وصراع مرير.
    ثالثًا: إفراد الله - عز وجل - بالتشريع والتلقي: فإن الإيمان بوحدانية الله - عز وجل - وأحديته توجب توحيده في الحكم والتحاكم والتلقي.
    قال - عز وجل -أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا);[الأنعام: 114]، فمصدر التشريع والتلقي هو الله وحده. وكل تكليف يوجه إلى الإنسان يجب أن يكون في إطار ما شرعه الله - عز وجل - في كتابه الكريم أو على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم القائل: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)رواه مسلم






     
  2. الصورة الرمزية الرحال99

    الرحال99 تقول:

    افتراضي رد: فهرس لدروس"شرح أسماء الله وصفاته"

    جزاك الله خير



     
  3. الصورة الرمزية نبراس الدعوه

    نبراس الدعوه تقول:

    افتراضي رد: فهرس لدروس"شرح أسماء الله وصفاته"

    الدرس الحادي عشر||معنى "الرحمن,الرحيم"


    سنتحدث بإذن الله اسمين من أسماء الله تعالى..
    وذلك لارتباطهما ببعض..
    [ الرحمن، الرحيم]

    قال الله تعالى الرَّحْمَنُ. عَلَّمَ الْقُرْآنَ)الرحمن: 1، 2].
    والآيات في ذكر اسم (الرحمن) كثيرة جاءت في (57) موضعًا من القرآن.
    أما اسمه (الرحيم) فقد جاء في (123) موضعًا من القرآن الكريم أكثرها كان مقترنًا باسمه سبحانه (الغفور) ومن ذلك قوله تعالىوَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )[المزمل: 20].

    معناهما اللغوي:
    هذان الاسمان الكريمان مشتقان من (الرحمة) على وجه المبالغة وهي الرقة والتعطف وإن كان اسم (الرحمن) أشد مبالغة من اسم (الرحيم)، لأن بناء فعلان أشد مبالغة من فعيل وبناء فعلان: للسعة والشمول، واتفق أهل العلم على أن اسم (الرحمن) عربي لفظه، وفي الحديث القدسي: (أنا الرحمن ، خلقت الرحم، وشققت لها اسمًا من اسمي...) الحديث رواه أحمد.
    فقد دل هذا الحديث على الاشتقاق. وكانت العرب تعرف هذا الاسم في لغتها.

    قال الله - عز وجل -وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ )[الزخرف: 20].


    الفرق بين الاسمين:
    فرق بعض أهل العلم بين هذين الاسمين الكريمين بالفروق التالية:
    أولاً: أن اسم (الرحمن): هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا، وللمؤمنين في الآخرة.
    وأما اسـم (الرحيم): فهو ذو الرحـمة للمؤمنين كما في قوله تعـالىهُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا )الأحزاب: 43].
    ثانيًا: أن اسم (الرحمن) دال على الرحمة الذاتية، و(الرحيم) دال على الرحمة الفعلية؛ يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: «إن (الرحمن) دال على الصفة القائمة به سبحانه و(الرحيم) دال على تعلقها بالمرحوم. فكان الأول للوصف، والثاني للفعل، فالأول دال على أن الرحمة صفته، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته.
    ولم يجيء قط (رحمن بهم) فعلم أن (الرحمن) هو الموصوف بالرحمة، (والرحيم) هو الرحيم برحمته» .
    ثالثًا: اسم (الرحمن) من الأسماء التي لا يجوز للمخلوق أن يتسمى بها؛ قال الله تعالىقُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً )[الإسراء: 110] فعادل به الاسم الذي لا يشركه فيه غيره وهو (الله) – جـل جلاله - وأما (الرحيم) فإنه تعـالى وصف به نبيه صلى الله عليه وسلم حيث قاللَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )[التوبة: 128].

    والرحمة المضافة إلى الله تعالى نوعان:
    الأول: رحمة ذاتية موصوف بها سبحانه على الوجه اللائق به سبحانه كسائر صفاته، يجب إثباتها لله - عز وجل - من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل. كما قال سبحانهوَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ )[الأعراف: 156]،
    الثاني: رحمة مخلوقة أنزل الله - عز وجل - منها رحمة واحدة يتراحم بها الخلائق وأمسك عنده تسعًا وتسعين رحمة يرحم الله بها عباده يوم القيامة كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلمإن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها؛ وأخر الله تسعًا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة)رواه مسلم.

    ورحمة الله عز وجل لعباده نوعان:
    الأولى - رحمة عامة:
    وهي لجميع الخلائق بإيجادهم، وتربيتهم، ورزقهم، وإمدادهم بالنعم والعطايا، وتصحيح أبدانهم، وتسخير المخلوقات من نبات وحيوان وجماد في طعامهم وشرابهم، ومساكنهم، ولباسهم، ونومهم، وحركاتهم، وسكناتهم، وغير ذلك من النعم التي لا تعد ولا تحصى.
    قال الله - عز وجل -الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ )[غافر: 7]، يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - عند هذه الآية: «وهذه هي الرحمة العامة التي تشمل جميع المخلوقات، حتى الكفار؛ لأن الله قرن الرحمة هذه مع العلم؛ فكل ما بلغه علم الله، وعلم الله بالغ لكل شيء؛ فقد بلغته رحمته؛ فكما يعلم الكافر؛ يرحم الكافر أيضًا.لكن رحمته للكافر رحمة جسدية بدنية دنيوية مختصة بالدنيا؛ فالذي يرزق الكافر هو الله الذي؛ يرزقه بالطعام والشراب واللباس والمسكن والمنكح وغير ذلك».
    الثانية - رحمة خاصة:
    وهذه الرحمة لا تكون إلا للمؤمنين فيرحمهم الله - عز وجل - في الدنيا بتوفيقهم إلى الهداية والصراط المستقيم، ويثيبهم عليه، ويدافع عنهم وينصرهم على الكافرين ويرزقهم الحياة الطيبة وهذه الرحمة هي التي جاء ذكرها في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا )[الأحزاب: 43].
    ولهذا تجد المؤمن أحسنَ حالاً من الكافر، حتى في أمور الدنيا؛ لأن الله يقول: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )[النحل: 97] الحياة الطيبة هذه مفقودة بالنسبة للكفار، حياتهم كحياة البهائم..

    ذكر بعض آثار رحمة الله - عز وجل - في خلقه وأمره:
    آثار رحمة الله - عز وجل - لا تعد ولا تحصى إذ إن رحمة الله - عز وجل - قد وسعت كل شيء فكما أن علم الله - عز وجل - قد وسع كل شيء ولم يخف عليه أي شيء فكذلك رحمته سبحانه قد بلغت كل شيء بلغه علمه سبحانه قال الله - عز وجل -: (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ )[الأعراف: 156]،
    يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: «فوسعت رحمته كل شيء، ووسعت نعمته كل حي، فبلغت رحمته حيث بلغ علمه».
    وتظهر آثار رحمة الله - عز وجل - في كل ما خلق الله - عز وجل - سواء في هذا الكون وما فيه من المخلوقات المسخرة بأمره وما فيها من المنافع والرحمة لعباده، أو ما في خلق الإنسان من الآيات الدالة على عظمته سبحانه ورحمته - عز وجل - بهذا الإنسان، حيث خلقه في أحسن تقويم وكذلك رحمته سبحانه مغفرته لذنوب عباده والصفح عنهم، وتكفير سيئاتهم، وفتح باب التوبة لهم وكذلك ما يضعه في قلوب الأمهات من رحمة نحو أولادهن سواء كان ذلك عند الإنسان أو الحيوان. وأن رحمة الله - سبحانه وتعالى - أعظم وأوسع من رحمة الأمهات بأولادهن.
    وكذلك تتجلى رحمة الله – عز وجل – في شرعه وأحكامه التي كلها خير ورحمة للخلق
    وكذلك - في المصائب والمكروهات التي يقدرها على عباده المؤمنين فهي وإن كانت مؤذية ومكروهة إلا أن في أعطافها الرحمة والخير بالمصاب، لأن الله - عز وجل - كتب على نفسه الرحمة ورحمته سبقت غضبه.
    أما ما يصاب به الكفار من المصائب والعقوبات فهي رحمة بالمؤمنين من شر الكفار وتسلطهم، وإفسادهم في الأرض، وهي عدل مع الكفار.
    وتتجلى رحمة الله - عز وجل - في رحمته الخاصة بأوليائه، وتوفيقهم، وتسديدهم، وحفظهم، وتيسير أمورهم، وإجابة دعائهم، ونصرهم على أعدائهم الكافرين،
    . فالنعم والإحسان، كله من آثار رحمته، وجوده، وكرمه. وخيرات الدنيا والآخرة، كلها من آثار رحمته.
    ومن أعظم آثار رحمته سبحانه إرساله الرسل وإنزاله الكتب هداية للناس وإخراجًا لهم من الظلمات إلى النور. فالرسل رحمة من عند الله - عز وجل - لعباده


    من آثار الإيمان باسميه سبحانه: (الرحمن الرحيم):
    أولاً: محبة الله - عز وجل - المحبة العظيمة وذلك حينما يفكر العبد وينظر في آثار رحمة الله - عز وجل - في الآفاق، وفي النفس والتي لا تعد ولا تحصى. وهذا يثمر تجريد المحبة لله تعالى والعبودية الصادقة له سبحانه وتقديم محبته - عز وجل - على النفس، والأهل، والمال، والناس جميعًا، والمسارعة إلى مرضاته، والدعوة إلى توحيده، والجهاد في سبيله، وفعل كل ما يحبه ويرضاه.
    قال تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )[آل عمران: 31].
    ثانيًا: عبودية الرجاء والتعلق برحمة الله تعالى وعدم اليأس من رحمة الله تعالى فإن الله - عز وجل - قد وسعت رحمته كل شيء. وهو الذي يغفر الذنوب جميعًا كما أن الرجاء والنظر إلى رحمة الله الواسعة وآثارها يثمر الأمل في النفوس المكروبة، ويمسح عليها الرَّوح وحسن الظن بالله تعالى وانتظار الفرج بعد الشدة ومغفرة الذنوب.
    ثالثًا: اتصاف العبد بالرحمة وبذلها لعباد الله تبارك وتعالى:
    وقد حض الله - عز وجل - عباده على التخلق بها، ومدح بها أشرف رسله فقال: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )[التوبة: 128].
    رابعًا: التعرض لرحمة الله تعالى بفعل أسبابها:

    ومن أعظم ما تستجلب به رحمة الله تعالى فعل ما يرضيه ويأمر به، واجتناب ما يسخطه وينهى عنه باتباع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ )[الأعراف: 56

    ومن الطرق التي تنال بها رحمة الله - عز وجل - تدبر القرآن والإنصات إليه، قال الله تعالىوَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) [الأعراف: 204].
    وكذلك الاستغفار من أعظم ما تستجلب به رحمة الله تعالى. قال الله - عز وجل -: (قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )النمل: 46].
    ومما تستجلب به رحمة الله تعالى الرحمة باليتامى، والخدم، والإحسان إليهم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عيه وسلمكافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة)رواه مسلم وأشار مالك بالسبابة والوسطى «ومالك أحد رجال السند».
    خامسًا: الحياء من الله عز وجل: «إن التأمل في إحسـان الله ورحمته يورث العبد حـياء منه - سبحانه وتعالى - فيستحي العـبد المؤمن من خالقه أن يعصـيه، ثم إن وقع في الذنب جهـلاً منه استحيا من الله بعد وقوعه في الذنب، ولذا كان الأنبياء يعتذرون عن الشـفاعة للناس بذنوبهم خـوفًا وخجلاً، وإن هذا لأمر قل من ينتبه له، بل قد يظن كثير من الناس أن التوبة والعفـو قد غمر ذنوبه فلا يلتفت إلى الـحياء بعد ذلك.
    .





     
  4. الصورة الرمزية نبراس الدعوه

    نبراس الدعوه تقول:

    افتراضي رد: فهرس لدروس"شرح أسماء الله وصفاته"

    الدرس الثاني عشر||معنى "الحي" جل وتعالى..









    سنتحدث عن معنى اسم جليل


    ألا وهو:



    [الحيُّ]

    ورد اسمه سبحانه (الحي) خمس مرات في كتاب الله - عز وجل - وذلك في قوله تبارك وتعالىاللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )[البقرة: 255]،
    وفي السنة قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه: (يا حي ياقيوم برحمتك أستغيث)رواه الترمذي ،

    المعنى اللغوي لهذا الاسم العظيم:
    قال في اللسان: «الحياة نقيض الموت.. والحي من كل شيء نقيض الميت، والحيوان اسم يقع على كل شيء حي».
    وقال الزجاجي: « (الحي) في كلام العرب خلاف الميت، والحيوان خلاف الموات.

    المعنى في حق الله تعالى:
    يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: «وحياته - سبحانه - أكمل الحياة وأتمها، وهي حياة تستلزم جميع صفات الكمال(الذاتية لله: كالعلم، والعزّة، والقدرة، والإرادة، والعظمة، والكبرياء، وغيرها من صفات الذات المقدسة،)
    ، وتنفي أضدادها من جميع الوجوه، ومن لوازم الحياة العقل الاختياري فإن كل حي فعال، وصدور العقل عن الحي بحسب كمال حياته ونقصها. وكل من كانت حياته أكمل من غيره كان فعله أقوى وأكمل، وكذلك قدرته. ولذلك كان (الرب) سبحانه على كل شيء قدير وهو فعال لما يريد. وقد ذكر البخاري في كتاب (خلق الأفعال) عن نعيم بن حماد أنه قال: الحي هو الفعال. وكل حي فعال؛ فلا فرق بين الحي والميت إلا بالفعل والشعور».
    فالحي هو دائم الحياة له البقاء المطلق ، الإنسان مهما عاش لابد من أن يموت ، فحياته مقيّدة بعمره ، أما من له البقاء المطلق هو الله عز وجل كلمة مطلق كبيرة جداً ، ومدلولها واسع واسع .

    من آثار الإيمان بهذا الاسم العظيم:
    أولاً: محبة الله - عز وجل - وإجلاله وتوحيده:
    إن علم العبد بربه سبحانه وبأن له الحياة الكاملة المطلقة والتي تتضمن جميع صفات الكمال توجب على العبد محبة ربه سبحانه وإجلاله وتوحيده، وهذا يثمر في القلب الابتهاج، واللذة، والسرور مما تندفع به الكروب، والهموم، والغموم.

    ثانيًا: التوكل الصادق على الله عز وجل:
    يقول الله عز وجلوَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا )الفرقان: 58]، فمن آمن بأن ربه سبحانه هو الحي الذي له الحياة الكاملة والحي الذي لا يموت أبدًا والذي لا تأخذه سنة ولا نوم ولا غفلة، يكون توكله في جميع أموره عليه وحده سبحانه

    ثالثًا: الزهد في هذه الحياة الدنيا الفانية وعدم الاغترار بها:
    لأنه مهما أعطي العبد من العمر فلا بد من الموت، أما الحياة الدائمة التي يهبها (الحي القيوم) لعباده المؤمنين فهي في الدار الآخرة في جنات النعيم، وهذا الشعور يدفع المسلم إلى الاستعداد للآخرة والسعي لنيل مرضات الله - عز وجـل قال سبحانهوَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )العنكبوت: 64]، فحياة أهل الجنة دائمة بإدامة الله (الحي القيوم) لها.

    رابعًا: اسمه سبحانه (الحي) يقتضي صفات كماله - عز وجل كلها:
    فمن أنكر صفة كمال لله تعالى وعطلها، لم يؤمن بأنه (الحي)؛ يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: «... وكذلك إذا اعتبرت اسمه (الحي) وجدته مقتضيًا لصفات كماله من علمه، وسمعه، وبصره، وقدرته، وإرادته، ورحمته، وفعله ما يشاء».
    والإيمان بصفات كماله سبحانه يقتضي آثار صفات كماله كلها، فتحصل من ذلك أن التعبد لله - عز وجل - باسمه (الحي) يوجب التعبد لله سبحانه بجميع صفاته وأسمائه الحسنى كلها وأن آثارها إنما هي آثار لاسمه سبحانه (الحي).

    خامسا:ومن آثاره التخلّق باسم الحي ،
    فاحذر أن تكون مع إنسان كالميت بين يدي غاسله ، فالحذر الحذر أن تركن كلية لإنسان ما ، ولكن قال العلماء " لتكن بين يدي ربك كالميت بين يدي مُغسِّله".
    فالمؤمن الصادق بين يدي الله كالميت بين يدي المغسل ، راض بقضائه ، راض بقدره راض برزقه ، راض بعطائه لك إن فرقك أو إن جمعك ، كيفما شاء فكن في يده





     
  5. الصورة الرمزية نبراس الدعوه

    نبراس الدعوه تقول:

    افتراضي رد: فهرس لدروس"شرح أسماء الله وصفاته"

    الدرس الثالث العاشر\\معنى(القيوم)جل وتعالى


    ورد هذا الاسم الجليل في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم مقترنًا باسمه سبحانه (الحي) وذلك في قوله - عز وجل -اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )البقرة: 255].
    وقوله سبحانهالم .اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ )[آل عمران:1، 2]،وقوله - عز وجل -وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا )طه: 111].
    ولم يرد هذا الاسم الكريم منفردًا في القرآن الكريم. ولكن ورد ذكر (القائم) في قوله تعالىأَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَاء قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )الرعد: 33]، والقيام على كل نفس من لوازم اسمه سبحانه (القيوم).
    أما في السنة فقد ورد مقترنًا باسمه (الحي) كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث)رواه مسلم ، وجاء مفردًا مضافًا في قوله صلى الله عليه وسلم في استفتاح صلاة الليل: (اللَّهم لك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن...الحديث)أخرجه البخاري ومسلم.
    المعنى اللغوي:
    قال في اللسان: «معنى القيام: العزم... ويجيء القيام بمعنى المحافظة والإصلاح ومنه قوله تعالىوَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )[آل عمران:75 ] أي: ملازمًا محافظًا، ويجيء القيام بمعنى الوقوف والثبات... وقال قتادة: «القيوم: القائم على خلقه بآجالهم، وأعمالهم، وأرزاقهم».
    المعنى في حق الله تعالى:
    ذكر الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - معنى هذا الاسم العظيم في أكثر من موطن من كتبه. ومن ذلك قوله: «معنى اسمه (القيوم): هو الذي قام بنفسه فلم يحتج إلى أحد، وقام كل شيء به فكل ما سواه محتاج إليه بالذات».
    ويقول في موطن آخر: «فالقائم بنفسه أكمل ممن لا يقوم بنفسه، ومن كان غناه من لوازم ذاته فقيامه بنفسه من لوازم ذاته. وهذه حقيقة قيوميته سبحانه. وهو (الحي القيوم) فالقيوم: القائم بنفسه المقيم لغيره».
    وقال في موطن ثالث: «وأما (القيوم) فهو متضمن كمال غناه وكمال قدرته، فإنه القائم بنفسه لا يحتاج إلى من يقيمه بوجه من الوجوه. وهذا من كمال غناه بنفسه عما سواه، وهو المقيم لغيره فلا قيام لغيره إلا بإقامته، وهذا من كمال قدرته وعزته».
    ويقول الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى - عن هذين الاسمين الكريمين: (الحي) الجامع لصفات الذات. و(القيوم) الجامع لصفات الأفعال».
    فتضمن هذان الاسمان الكريمان معاني أسمائه وصفاته وأفعاله، ولهذا قيل: إن (الحي القيوم) هو الاسم الأعظم.
    ومن معاني (القيوم) الباقي الذي لا يزول، وهذا المعنى قد أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -
    من آثار الإيمان بهذين الاسمين الكريمين:
    أولاً: مع ظهور آثار قيوميته سبحانه لكل شيء من المخلوقات جامدها، ومتحركها، فاجرها، وتقيها إلا أن لآثار قيوميته سبحانه بأوليائه وبمن أحبه شأنًا آخر وطعمًا خاصًا يظهر في حفظه ولطفه ورعايته بعباده المتقين، وهذا يقتضي محبة الله - عز وجل - المحبة التامة، والركون إليه، والتعلق به وحده، والسكون إليه، والرضا بتدبيره..
    ثانيًا: التبرؤ من الحول والقوة والافتقار التام لله - عز وجل - وإنزال جميع الحوائج بالله - عز وجل - وإخلاص الاستعانة والاستغاثــة والاعتصام لله - عز وجل - وقطع التعلق بالمخلوق الضعيف المربوب لله تعالى المفتقر إلى ربه - عز وجل - الفقر الذاتي التام. ولذا وردت الاستغاثة باسمه (الحي القيوم)، كما جاء في الحديث السابق: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث).
    ثالثًا: لاسم (الحي القيوم) تأثير خاص في إجابة الدعوات، وكشف الكربات كما جاء في الحديث السابق، وكما جاء في السنن، وصحيح ابن حبان من حديث أنس t: «أن رجلاً دعا فقال: اللَّهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم. فقال النبي صلى الله عليه وسلملقد دعا باسمه الأعظم الذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى)سنن النسائي
    رابعًا: تضمن هذان الاسمان العظيمان جميع الأسماء وصفات الكمال لله تعالى. كما سبق في قول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: «فكأن المستغيث بهما مستغيث بكل اسم من أسماء (الرب) تعالى وبكل صفة من صفاته».
    خامسًا: الخوف منه سبحانه ومراقبته لأنه القائم على كل نفس، المتولي أمرها، الحافظ لأعمالها الذي لا يخفى عليه شيء من أمرها.





     
  6. الصورة الرمزية نبراس الدعوه

    نبراس الدعوه تقول:

    افتراضي رد: فهرس لدروس"شرح أسماء الله وصفاته"

    الدرس الرابع عشر\\ معنى الاول والاخر في حق الله تعالى





    سنتحدث بإذن الله عن اسم من أسمائه الحسنى:


    [الأول، الآخر]

    قال الله - عز وجل -هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )[الحديد: 3].
    - ومن السنة عن أبي هريرة tقال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمُرُنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول : (اللَّهم ربَّ السماوات وربَّ الأرض وربَّ العرش العظيم، ربَّنا وربَّ كلِّ شيء، فالقَ الحبِّ والنَّوى ومُنزِّلَ التوراةِ والإنجيل والفرقان، أعوذُ بك من شرِّ كلِّ شيء أنت آخذٌ بناصيته، اللهم أنت الأولُ فليس قبلك شيءٌ، وأنتَ الآخرُ فليس بعدَكَ شيء، وأنتَ الظَّاهرُ فليس فوقك شيء، وأنت الباطنُ فَليس دونك شيء، اقْضِ عنا الدَّين وأغْنِنا من الفقر)» رواه مسلم.
    ولم يرد ذكر هذه الأسماء الحسنى إلا مرة واحدة في القرآن، وكذلك في السنة.

    المعنى اللغوي لاسمه سبحانه (الأول):
    قال الراغب في المفردات: « الأول: الذي يترتب عليه غيره ومستعمل على أوجه:
    أحدها: المتقدم بالزمان كقولك: عبد الملك أولاً ثم منصور.
    الثاني: المتقدم بالرياسة في الشيء، وكونه غيره محتذيًا به نحو: الأمير أولاً ثم الوزير.
    الثالث: المتقدم بالوضع والنسبة، كقولك للخارج من العراق: القادسية أولاً ثم فيد، وتقول للخارج من مكة: فيد أولاً ثم القادسية.
    الرابع: المتقدم بالنظام الصناعي. نحو أن يقال: الأساس أولاً ثم البناء
    وقال الزجاج: «(الأول) هو موضع التقدم والسبق (2)».

    أما معنى هذا الاسم الكريم في حق الله تعالى:
    فيكفينا تفسير أعلم البشر بالله تعالى؛ وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أنت الأول فليس قبلك شيء).
    ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: « (الأول): يدل على أن كل ما سواه حادث كائن بعد أن لم يكن، ويجب على العبد أن يلحظ فضل ربه في كل نعمة دينية أو دنيوية إذ السبب والمسبب منه تعالى».


    من آثار الإيمان بهذين الاسمين الكريمين:
    يذكر الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - هذه الآثار فيقول:
    «فعبوديتة باسمه (الأول) تقتضي التجرد من مطالعة الأسباب، والوقوف أو الالتفات إليها، وتجريد النظر إلى مجرد سبق فضله ورحمته، وأنه هو المبتدئ بالإحسان من غير وسيلة من العبد، إذ لا وسيلة له في العدم قبل وجوده، وأي وسيلة كانت هناك، وإنما هو عدم محض، وقد أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئًا مذكورًا، فمنه سبحانه الإعداد، ومنه الإمداد وفضله سابق على الوسائل. والوسائل من مجرد فضله وجوده؛ لم تكن بوسائل أخرى. فمن نزل اسمه (الأول) على هذا المعنى أوجب له فقرًا خاصًا وعبودية خاصة.
    وعبوديته باسمه (الآخر) تقتضي أيضًا عدم ركونه ووثوقه بالأسباب والوقوف معها، فإنها تنعدم لا محالة، وتنقضي بالآخرية، ويبقى الدائم الباقي بعدها، فالتعلق بها تعلق بما يعدم وينقضي، والتعلق بـ(الآخر) سبحانه تعلق بالحي الذي لا يموت ولا يزول، فالمتعلق به حقيق أن لا يزول ولا ينقطع، بخلاف التعلق بغيره مما له آخر يفنى به.
    فتأمل عبودية هذين الاسمين وما يوجبانه من صحة الاضطرار إلى الله وحده، ودوام الفقر إليه دون كل شيء سواه، وأن الأمر ابتدأ منه وإليه يرجع، فهو المبتدئ بالفضل حيث لا سبب ولا وسيلة، وإليه تنتهي الأسباب والوسائل، فهو أول كل شيء وآخره، وكما أنه رب كل شيء وفاعله وخالقه وبارئه، فهو إلهه وغايته التي لا صلاح له، ولا فلاح، ولا كمال إلا بأن يكون وحده غايته ونهايته ومقصوده، فهو الأول الذي ابتدأت منه المخلوقات، والآخر الذي انتهت إليه عبودياتها وإراداتها ومحبتها، فليس وراء الله شيء يقصد ويعبد ويتأله، كما أنه ليس قبله شيء يخلق ويبرأ. فكما كان واحدًا في إيجادك فاجعله واحدًا في تألهك إليه لتصح عبوديتك، وكما ابتدأ وجودك وخلقك منه فاجعله نهاية حبك وإرادتك وتألهك إليه لتصح لك عبوديته باسمه (الأول والآخر) وأكثر الخلق تعبدوا له باسمه (الأول) وإنما الشأن في التعبد له باسمه (الآخر) فهذه عبودية الرسل وأتباعهم، فهو رب العالمين وإله المرسلين سبحانه وبحمده».
     
  7. الصورة الرمزية نبراس الدعوه

    نبراس الدعوه تقول:

    افتراضي رد: فهرس لدروس"شرح أسماء الله وصفاته"

    الدرس الخامس عشر\\معنى الظاهر والباطن في حق الله تعالى



    [الظاهر، الباطن]

    ودليل هذين الاسمين الكريمين في قوله تعالى هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )[الحديد: 3
    وكذلك الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء... الحديث).

    المعنى اللغوي(للظاهر):
    قال في اللسان: «الظهر من كل شيء خلاف البطن... وظهارة الثوب ما علا الظهر ولم يل الجسد وظهرتُ البيت: علوتُه».
    المعنى اللغوي (للباطن):قال في اللسان: «البطانة خلاف الطهارة، والبطن خلاف الظهر، وبطنت الأمر: إذا عرفت باطنه»

    المعنى في حق الله تعالى:
    ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى: «اسمه (الظاهر) من لوازمه أن لا يكون فوقه شيء كما في الصحيح: (وأنت الظاهر فليس فوقك شيء)، بل هو سبحانه فوق كل شيء فمن جحد فوقيته سبحانه فقد جحد لوازم اسمه (الظاهر).
    ولا يصحُّ أن يكون (الظاهر): هو من له فوقية القَدْرِ فقط، كما يقال: الذهب فوق الفضةِ؛ والجوهر فوق الزجاج، لأن هذه الفوقيَّة تتعلَّق بالظهور، بل قد يكون المُفوَّق أظهر من الفائق فيها، ولا يصحُّ أن يكون ظهور القهر والغلبة فقط، وإن كان سبحانه ظاهرًا بالقهر والغلبة لمقابلة الاسم (الباطن)؛ وهو: الذي ليس دونه شيءٌ، كما قابل (الأوَّل) الذي ليس قبله شيءٌ؛ بـ(الآخر): الذي ليس بعده شيءٌ»
    ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: «و(الظاهر): يدل على عظمة صفاته واضمحلال كل شيء عند عظمته من ذوات وصفات، ويدل على علوه»
    ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: «والباطن: يدل على اطلاعه على السرائر والضمائر والخبايا والخفايا، ودقائق الأشياء، كما يدل على كمال قربه ودنوه، ولا يتنافى الظاهر والباطن؛ لأن الله ليس كمثله شيء في كل النعوت؛ فهو العلي في دنوه، القريب في علوه»

    من آثار الإيمان باسميه سبحانه (الظاهر)، (الباطن):
    يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: «... والمقصود أن التعبد باسمه (الظاهر) يجمع القلب على المعبود، ويجعل له ربًا يقصده، وصمدًا يصمد إليه في حوائجه، وملجأً يلجأ إليه. فإذا استقر ذلك في قلبه وعرف ربه باسمه (الظاهر) استقامت له عبوديته، وصار له معقل وموئل يلجأ إليه، ويهرب إليه، ويفر في كل وقت إليه.
    وأما تعبده باسمه (الباطن) فأمر يضيق نطاق التعبير عن حقيقته، ويكلّ اللسان عن وصفه، وتصطلم الإشارة إليه، وتجفو العبارة عنه، فإنه يستلزم معرفة بريئة من شوائب التعطيل، مخلصة من فرث التشبيه، منزهة عن رجس الحلول والاتحاد، وعبارة مؤدية للمعنى كاشفة عنه، وذوقًا صحيحًا سليمًا من أذواق أهل الانحراف. فمن رزق هذا فهم معنى اسمه (الباطن) وصح له التعبد له. وسبحان الله كم زلت في هذا المقام أقدام، وضلت فيه أفهام، وتكلم فيه الزنديق بلسان الصدّيق، واشتبه فيه إخوان النصارى بالحنفاء المخلصين، لنبوّ الأفهام عنه، وعزة تخلص الحق من الباطل فيه، والتباس ما في الذهن بما في الخارج إلا على من رزقه الله بصيرة في الحق، ونورًا يميز به بين الهدى والضلال، وفرقانًا يفرق به بين الحق والباطل، ورزق مع ذلك اطلاعًا على أسباب الخطأ وتفرق الطرق ومثار الغلط، وكان له بصيرة في الحق والباطل، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
    وباب هذه المعرفة والتعبد هو معرفة إحاطة (الرب) سبحانه بالعالم وعظمته، وأن العوالم كلها في قبضته، وأن السماوات السبع والأرضين السبع في يده كخردلة في يد العبد،
    ومن آثار هذه الأسماء الجليلة: أنها علاج للوسوسة الشيطانية في كنه الذات الإلهية فعن أبي زميل قال: «سألت ابن عباس - رضي الله عنهما - فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قال: قلت: والله لا أتكلم به. قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قلت: بلى. فقال لي: ما نجا من ذلك أحد، حتى أنزلَ الله - عز وجل -(فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ )يونس: 94]،قال: فقال لي: فإذا وجدتَ في نفسك شيئًا، فَقُلْ: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ);[الحديد: 3] » أبو داود
     
  8. الصورة الرمزية نبراس الدعوه

    نبراس الدعوه تقول:

    افتراضي رد: فهرس لدروس"شرح أسماء الله وصفاته"

    الدرس السادس عشر\\معنى الوارث في حق الله تعالى


    ورد ذكر (الوارث) في القرآن ثلاث مرات كلها بصيغة الجمع وهي:
    في قوله تعالى: (وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ )[الحجر: 23].
    وقوله تعالىوَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ )[الأنبياء: 89].
    وقوله تعالىوَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ )[القصص: 58].
    وورد مرة واحدة بصيغة الفعل في قوله سبحانهإِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ )[مريم: 40]،
    معنى (الوارث) في اللغة:
    قال الزجاج: « (الوارث): كل باق بعد ذاهب فهو وارث»
    وقال الزجاجي: «(الوارث): اسم الفاعل من ورث يرث فهو وارث>>.
    وأما معناه في حـق الله عز وجل:
    قال الزجاجي: «الله - عز وجل - وارث الخلق أجمعين، لأنه الباقي بعدهم وهم الفانون؛ كما قال - عز وجل -: (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ )[مريم: 40] .
    ويقول الخطابي: «(الوارث) هو: الباقي بعد فناء الخلق والمسترد أملاكهم وموارثهم بعد موتهم، ولم يزل الله باقيًا مالكًا لأصول الأشياء كلها يورثها من يشاء، ويستخلف فيها من أحب».
    من آثار الإيمان باسمه سبحانه (الوارث):
    1- السعي في هذه الدنيا للتقرب إلى الله عز وجل وجنته بالعلم النافع والعمل الصالح؛ وذلك للفوز بالجنة التي لا يورثها الله عز وجل إلا للمتقين: (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا )[مريم:63].
    2- عدم الاغترار بقوة الباطل وانتفاشه فإن الله - عز وجل - له بالمرصاد وسيأتي الوقت الذي يزهقه الله فيه، ويورث عباده المؤمنين ديار الكافرين ويمكنهم فيها.قال الله - عز وجل -: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ )[الأعراف: 137].
    3- عدم الاغترار بالدنيا والحذر من الركون إليها، لأن مآلها إلى الفناء ولا يبقى إلا ما قدمه العبد لنفسه يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم(يقول ابن آدم: مالي مالي. قال: وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت).رواه مسلم
    4- التعلق بالله وحده، والتوكل عليه في حفظ من يبقى للعبد بعد موته من مال، وولد وهو خير الوارثين.
    5- التبرؤ من الحول والقوة في كسب المال، والنظر إلى أن المالك الحقيقي هو الله - عز وجل - وإنما وضعه الله في أيدي الناس للاختبار، وهذا يحفز العبد إلى الإنفاق في سبيل الله - عز وجل - والجود به في سبيل مسديه.
    قال تعالى: (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ )[الحديد: 7].

    منقول
     
  9. الصورة الرمزية أبولؤى

    أبولؤى تقول:

    افتراضي رد: فهرس لدروس"شرح أسماء الله وصفاته"

    جزاك الله الجنه والفردوس الاعلى

    وزوجك الله العور العين

    آمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــين
    [flash=http://dc10.arabsh.com/i/02482/91tb86eu3y0i.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]