أما بعد .!

يقـول جُبران :
إذا ترنّمــت بأناشيد الجمــال , تَجِدُ مَــنْ يصغــي لإنشـادك ولو كنتَ في
قـلب الصـحراء .!
الشعـر حكمةٌ تَسْحَرُ القلـب , و الحكـمة شِعر يترنّم بأناشيد الفكـر .!
التفـكير عقبةٌ دائمـة في سـبيل الشعر .!
قـلت :
إذا سكنت مُقـلتيك أعينٌ تُفـتش عن الجمــال , فستحـيا مُحباً وستمــوت
بعـين لا يأكلهـا الزمن ولا يحـجب عن رؤيتهـا أتربة لأنهـا ستكون دوماً هنا
ساكنـة تحوي تفاصـيل الجمـال ...!
يقـول :

إنما الشاعر مصور يرسم بألوان عواطفه أشباح محيطة ويقيد بالألفاظ ما يتصاعد من أحشاء بلاده من أنغام الفرح وأنين الأوجاع وأغاني الأمل وتنهد اليأس والقنوط .
هو مرآة يعكس في وقتٍ واحد ما يجول في قلوبِ البشر من الأماني الخفيّة , وما يتمايل
في صُدور الأحبة من الأميـال البعيدة .
هو قيثارةٌ في يَدِ الرِّوح يضربُ عليها في سكينة اللّليل فيولَّدُ
منها أنغاماً مطربةً حنونة متمَّوجة بين أعالي الجنَّة وأعماقِ الجحيم .!

قلت :
الشاعر صفحة ماء نقية يعكس من يمر أمامه وخلفه وعن يمينه وشماله ,
يعكس وجهه في بعض الأحيان , يحسن الرسم جيداً , يتقــن الحب و الحزن
معاً .!