بسم الله الرحمن الرحيم

ايه عجيبه تبين مدى رحمة الرحمن جلا في علاه يقول الله فيها عن عباده المؤمنين انهُ يحبهم ويحبونه

قال تعالى{يأايهاالذين امنو من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوما يحبهم ويحبونه اذلةُعلى المؤمنين اعزةُعلى الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسعُ عليم}



ْْْْ~~~فمن علامات محبة الله عزوجل لعبده~~~


1>ان يحفظه من متاع الدنيا ويحول بينهما وبين نعيمها وشهواتها ويغيه إن يتلوث بزهرتها لأن لايمرض قلبه بها وبمحبتها
فعن ابي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال <إن الله تعالى يحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم الطعام والشراب تخافون عليه>


2>حسن التدبير له فيربيه من الطفوله على احسن نظام ويكتب الإيمان في قلبه وينور لهُ عقله فيشتبيه لمحبته ويستخلصهُ لعبادته ويشغل لسانه بذكره وجوارحه بخدمته فيتولاه لتيسير اموره من غير ذل للمخلوق ويسدد ظاهرهُ وباطنه ويجعل همهُ هما واحدا فإذا زادت المحبه شغلهُ به عن كل شيء
فعن ابي مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال<ان الله قسم بينكم اخلاقكم كما قسم بينكم ارزاقكم وان الله يعطي الدنيا من يحب ومن لايحب ولا يعطي الإيمان إلامن يحب ولاتؤمن والله حتى يكون الله ورسوله احب اليك مماسواهما


3>ان يجعل في قلبه الرفق واللين
فقال رسول الله <ان الله إذا أحب أهل بيتا أدخل عليهم الرفق إذا أحب الله عزوجل عبدا جعله رحيما على جميع رفيقا بهم شديدا على أعداءه
كما قال الله تعالى<محمدٌ رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم>
وقال الله عنهم ايضا<اذله على المؤمنين اعزةُ على الكافرين>
وإنما يرحم الله من عباده الرُحماء



4>القبول في الأرض والمراد به قبول القلوب له بالمحبه والميل إليه والرضاء عليه والثناء عليه
فقال رسول الله <ان الله عزوجل إذا أحب عبدا دعى جبريل فقال اني احبُ فلان فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء إن الله يحبُ فلانا فإحبوه فيُحنونه أهل السماء ويضع لهُ القبول في الارض>
وقال رسول الله ايضا <مامن عبدا إلا ولهُ صيتا في السماء فإذا كان صيتهُ في السماء حسنا وضع في الارض حسنا وإذا صيتهُ في السماء سيئا وضع في الارض سيئا>


5>ان يبتليه بأنواع البلاء حتى يحمصه من الذنوب
كما قال رسول الله مايزال البلاء في المؤمن والمؤمنه في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله عزوجل وماعليه خطيئه
نعم إذا أحب قوما ابتلاهم وفرغ قلوبهم من الإشتغال بالدنيا غيرةً عليهم ان يقعوا فيما يضرهم بالأخره وجميع مايبتليهم به من ضنك المعيشه وكدر الدنيا وتصليط أهلها ليشهد صدقهم معه في المجاهده
كما قال الله تعالى{ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم}
وكما قال رسول الله<عظم الجزاء مع عظم البلاء>
إن الله عزوجل إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فلهُ الرضاء ومن سخط فله السخط وعلى قدر الإيمان يكون البلاء


6>ان يتوفاه على عمل صالح فالإنسان عباد الله لايدري بما يختم لهُ عند موته فعليه ان يسأل الله دائما حسن الختام
فقال رسول الله<إذا أحب اللهُ عبدا عسله قيل وما عسله يارسول الله قال يوفق له عملاً صالحاً بين يدي أجله حتى يرضي عنهُ جيرانه أو قال من حوله


اعلم بارك الله فيك ان الإنسان يموت على ماعاش عليه ويحشر على ما مات عليه ولايُظلم رُبك احدا.....



وأخر كلامنا أن الحمدلله رُب العالمين والصلاةُ والسلام على رسول الله وخاتم النبين وعلى أل وصحبه أجمعين


~~واللهم أجعلنا من قوما يحبهم ويحبونه~~