الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية طمـ لاينثني ـوح

    طمـ لاينثني ـوح تقول:

    مميز الطريد المطارد..خالد مشعل..الشهيد الذي لم يمت



    مازال الحنين يبلل الذكرى..ازقة قرية سلواد..فصول مدرسة عبدالله السالم الصباح..وشارع
    الجاردنز..وممرات المستشفى الملكي...لقد مر خالد من هنا..قصة الصبر والمعاناة..قصة الطرد
    والمطاردة..وقصة الكفاح الطويل..انها قصة رجـــل عــــــــظيم..
    ــــــــــــــــــــــــــــ(شتات)..والح لم مازال بالعودة..
    خالد بن عبد الرحيم بن اسماعيل بن عبد القادر آل مشعل, مواليد1956م, ولد في الضفه الغربيه في
    قريه اسمها (سلواد),هاجر الى (الكويت) بعد حرب68وكان عمره آن ذاك11سنة, درس في الكويت..متوسط
    ثم ثانوي ثم جامعي..وعمل في الكويت وتزوج ايضا في الكويت من السيدة امل البوريني..انتقل للعيش في
    (الاردن) بعد غزو الكويت..وتفرغ للعمل السياسي والجهادي في الاردن وانضم الى مكتب حركة حماس في
    الاردن, وكان من مؤسسي الحركة..و بعد اغلاق مكتب حماس في (الاردن), أبعد هو ورفاقه في الحركة من
    الاردن..واستضافتهم (قطر) ثم انتقل للعيش في (سوريا)..ولا زال يعيش فيها متنقلا بينها وبين (قطر)..
    ــــــــــــــــــــــــــــ(سلواد)..ملع ب الطفل البطل خالد
    خالد الصغير يعرف هذه الشاحنة جيدا,هي نفس الشاحنة التي تقوم بنقل البطيخ
    الى سوق القرية,اعتاد ان يرى الفاكهة تملأ المقصورة اما الآن فقد امتلأت
    بالبشر,خالد الصغير والعشرات ركبوا في الخلف,شاهد جثث المقاتلين مرمية
    على الطريق الذي سلكوه الى جسر اللنبي المقصوف في الاردن, ولكنه لم يدرك
    حينها انه قد طرد من بلده..
    دخلوا الاردن التي طالها العدوان الاسرائيلي ومنها الى العراق ومن العرق الى
    الكويت حيث مقر عمل ابو خالد وحيث مكان الاقامة الجديد لعائلة خالد..
    .......
    منطقة سلواد تفتقر لكل شئ, حتى الكهرباء,ويوجد فيها هاتف واحد فقط, وهو موجود في مكتب
    البلديه ومقفل عليه,اما المياه فيتم انتشالها من الآبار,ولكل عائلة حمار واحد تتنقل عليه..
    .........
    تزوج عبد الرحيم مشعل من ابنة عمه فاطمة وهي في الثانية عشر من عمرها,وعاشا حياة
    بسيطة للغاية كما هي الحياة في سلواد..
    كان منزلهم يتألف من غرفة واحدة تبلغ مساحتها20مترا مربعا,وكان عبدالرحيم محظوظا عندما
    تركله جده ارضا مساحتها 40دونما فزرعها فاكهة,زيتونا, تينا وعنبا,وكانت زوجته تعمل في
    الحقول كما اغلب حال نساء سلود,وكانت تهتم مع اولادهاوبناتها بالارض المزروعة اثناء غياب
    بعلها, رزق الزوجان بمولودهما الذكر الاول,وسمياه خالد..
    .........
    بدأت حرب الاستقلال الاسرائيلي, والتحق عبد الرحيم بالقائد المقاوم الاسطوري عبدالقادر
    الحسيني, أسطورة المقاومة الفلسطينية, الذي توفي قبل اعلان قيام "اسرائيل" بأسابيع عام
    48م..
    بدأ خالد يتعلم من شقيقته وهو في عمر الرابعة,وبعدها راح يساعد والدته الامية في فهم
    الشعارات الموجودة على عبوات الادوية, القرية كلها تشهد بذكائه الشديد, كانت امه فخورة به,
    وكذلك الامر بالنسبة لمعلمات خالد اللواتي كن فخورات بتلميذ شديد الذكاء كخالد,اذ كان الاول
    على الصف, لم يكن ذكيا فحسب بل كان مبدعا ومخترعا, حتى انه كان يصنع اللعب لشقيقه
    الصغير(ماهر) من علب التنك والاسلاك المعدنية..
    .........
    بعد توتر الحرب كان القرار بالفرار الى الكويت,بدأت الشاحنات تخرج من سلواد, كان رجال
    القرية يقولون ان الوضع قد يستمر لاسابيع او ايام فقط, اخذت فاطمة معها حقيبتين ولم تعلم
    بأن الوضع سيستمر الى ما لا نهاية له, راحت فاطمة تنظر الى الخلف في وجوه اقربائها وهي
    خارجة من قريتها الى الحدود الاردنية, وراحت تبكي عندما نظرت الى الحقول, لانها كانت تعتني
    بالحقول كما كانت تعتني باولادها..
    ..........
    كانت هنا بداية معاناة هذه الاسرة
    بل جميع الاسر الفلسطينيه في الشتات..تبدأ بالطرد من الوطـــــن..ثم طرد ثم طرد..
    ولايزالون يأملون بالعودة الى مايسمى (فلسطين)..
    خـالــد مـــشــعــل..عاش حياة تختلف عن الحياة التي كان من المفترض ان يعيشها
    كانسان نشأ في أسرة (ثرية)..فأن تحيا تحت النيران، وتمشي فوق الأشواك،
    وتتحرك وكل أحقاد الأرض تطاردك، تخرج من بيت إلى بيت مصحوبًا بخطابات
    الطرد غير المسببة أو المبررة،وتحيا موقنًا أن هذا قدرك، وتسير مؤمنًا أن هذا
    دربك.. قدر المقاوم ودرب الزعيم، الذي تعدَّت حدود زعامته الحدود؛ لأن رايته لا
    تعترف إلا بحق الإنسان في الحياة..لكن.. أي بيت يتحمَّل حياة الطريد؟ أي أسرة
    تلك التي تودع ربَّها مع كل انغلاقة باب، ولا تدري هل ستراه ثانيةً أم ستسمع نبأ
    استشهاده في الأخبار العاجلة بعد قليل أو كثير؟!...هكذا....كانت حياة خالد مشعل..
    ـــــــــــــــــــــــــ الــتــزام..وتحول للتدين..وتعلق بالتيار الاسلامي..
    مفيد(الاخ الغير شقيق)انتقل للولايات المتحده للدراسه وتزوج من امريكيه
    ماهر(الاخ الشقيق)درس الهندسة في بريطانيا وعمل في المانيا وجنوب افريقيا
    ثم انتقل الى ادارة الموارد البشريه في الاردن والخليج
    هاشم(الاخ الغير شقيق)مدير مبيعات في دبي..وتسلم مثقال بيع السيارات في الاباما
    هشام(الاخ الغير شقيق)تسلم منصبا مهما في احد المصارف في ابوظبي في مجال المحاسبه
    اما خالد فبقي على التـزامه الديني ليصبح قائد حركة المقاومة الفلسطينية
    ((حماس)) والرجل المطلوب لاسرائيل والولايات المتحدة الاميركية واللاعب
    الاساسي في قدر ومستقبل شعبه
    ............
    اما فاطمه(والدته)..قد علمت اولادها الاحترام وكيفية التعاطي مع الناس
    ولكنها..لم تربهم على الصلاة!!
    وفي الكويت سأل عبد الرحيم ابنه الاكبر خالد:لماذا لاتصلي؟؟
    وكان خالد قد كان عمره آن ذاك 12 سنة..
    رد عليه:لم يعلمني احد..
    وبعدها راح يرافق والده للمسجد..
    ................
    وفي العام 1969 تم اختيار خالد للالتحاق بمدرسة عبدالله السالم الصباح،وهي المدرسه
    الحكومية للمتفوقين ..فتحول ليصبح متديناً واشترك في اول مسابقة له في حفظ القرآن وحاز
    على جائزة بعد حفظه جزئين...وقصد بعدها مكة لأداء فريضة الحج، وفي ظل غياب والده أصبح
    رجل المنـزل.. فكان يراقب اخوته ما إذا كانوا يؤدون الصلاة أم لا، وكان يعاقب من يتخلف عن
    ذلك..
    في بداية مراهقته بدأت تظهر عليه ملامح التديين..ومن المعروف عن خالد انه كان قارئا نهما,
    ومتفوقا في الدراسه كان يمضي معظم أوقاته في المكتبات العامة في الكويت, حتى ان خالد قرأ
    نحو 500 كتاب عندما أصبح في عمر الثامنة عشرة, وبعدها التحق بفرع الطلاب التابع للاخوان
    المسلمين.
    ..........................
    لقد تعلق خالد بالتيار الإسلامي. لذلك لم يأبه بحركة فتح، وبعض المنظمات العلمانية
    واليسارية، وكان يقول لرفاقه في الصف ان الاسلام هو الأساس لتاريخهم وحضارتهم.وبدأ
    التيار الإسلامي ينتشر في حرم جامعة الكويت حتى ان الاستاذ أسد عبد الرحمن
    اختار مشعل ليكون حاملاً للقب (الإسلامي). لذا كان يتنبأ في المستقبل بحيث
    قال: (
    هل ترى هذا الحرم المتحرر والمتقدم وكل هؤلاء النسوة اللواتي لا يرتدين
    الحجاب ،خلال 15 عاماً سوف تصبح هذه الجامعه فتيات محجبات وشباناً ذوي لحى
    ويرتدون الدشداشة
    ).
    ....................
    (أمي..أصغي الي..سأطلب من الله طلبا وأريدك أن تقولي آمين)
    ماطلبك؟؟
    (أسال الله أن يرزقني الشهادة لأجل فلسطين)
    رفضت امه..وقالت بأن هذا الطلب صعب عليها ولا تريده ان يموت
    ولكنه اصر عليها..وأخيرا رضخت لطلبه وقالت آمين ولكنها في قرارة نفسها
    تمنت أن يعيش طويلا وأن يستشهد وهو كبير في السن..
    ـــــــــــــــــــــــــ جامعة الكويت..شاهد على قمة العطاء والنضج الحركي والسياسي
    في السبعينيات كانت جامعة الكويت تعج بالتيارات الفكرية العربية منها عامة, والفلسطينية
    خاصة,شهدت انتعاشة طلابية حركية نشطة, مازالت آثارها الايجابية حتى اليوم لمن عايشها,
    هذه الفترة الذهبية ساهمت بشكل كبير في تكوين شخصية خالد وتنميتها..
    .............
    قاد التيار الاسلامي الفلسطيني في الجامعة, وشارك في تأسيس كتلة الحق الاسلامية, التي
    سرعان ماتحولت بعد تخرجه الى مايعرف بـ(الرابطة الاسلامية لطلبة فلسطين).
    كان الطالب الوحيد في الجامعه الذي حصل على درجةA منذ 19سنة..فالطلاب المتفوقون في
    الجامعه عادة مايحصلون على درجة +B كأعلى تقدير..
    ـــــــــــــــــــــــــــــــ الموساد الاسطوري..والاغتيال الفاشل..
    وصل السياح الكنديون الى الاردن..وجهزوا انفسهم لقتل خالد عبدالرحيم, -كما كان يعرف آن
    ذاك- الذي لم يكن معروفا حينها ولكن اسرائيل كانت تعرف مستقبله ومستقبل فلسطين بقيادته,
    فقررت الخلاص منه قبل ان يظهر للعالم كبطل عربي, في الحقيقه أن هذه المجموعه هي من
    الموساد ودخلت للأردن بجوازات كنديه مزوره..وكانوا خمس أشخاص من بينهم طبيبه شقراء,
    ظهر على اشكالهم الشغف لرؤية البتراء والعمارة الرومانيه..
    فهم (سياح) كنديون!!عندما دخلوا مقر اقامتهم..تحولت طاولة شرب القهوة الى مخطط كامل
    للعملية, خرائط وصور للضحية ومعلومات عن الفنادق والشوارع في حال فشل الخطة..
    .............
    في يوم الخميس25سبتمبر عام97م..
    وكعادته..كان مشعل متوجها لمقر عمله..وكان معه سائقه والذي كانت مهمته التاليه اصطحاب
    الاولاد(الوليد وعمر وبلال) الى صالون الحلاقه ليقصوا شعورهم..وكان ايضا معه مرافقه (محمد
    ابو سيف) وكان يتبعهم بسيارة اخرى..وابوسيف هو بطل هذه القصة
    .............
    في الطريق...
    تلقى مشعل اتصالا من زوجته تخبره بأن سيارة هيونداي "خضراء" تلاحقهم منذ خروجه من
    المنزل..انتبه الجميع للسيارة وتحركاتها المريبه..ولكنها مالبثت أن اختفت..!
    توقفت سيارة مشعل ونزل منها متوجها الى باب مقر العمل..في هذه الاثناء نزل الشابان الكنديان
    من سيارتهما وكانا يرتديان الجينز والقميص المفتوح..وبدى على شكلهما الثراء, اقترب
    الشابان من خالد..قام احدهم بفتح علبة مشروب غازي للفت نظرهم عن الشاب الاخر ولاخفاء
    الصوت الصادر عن جهاز الاغتيال .. وبسرعة خاطفة بخ احدهما عليه مادة غريبه على
    جهة وجهه اليسرى وبالتحديد على اذنه..وكانت يده ملفوفه وكأنها مصابه,لكن تبين فيما بعد انه
    كان يريد ان يقي نفسه من السم الذي سيبخه على مشعل,أحس مشعل بالمادة تدخل مسام جلده
    وأحس بشئ اشبه بلسعة البعوضة..شك ابوسيف بهما وانتبه لحركة الشاب الذي بخ المادة
    السامه على مشعل..فضرب احدهما بالجريدة التي كان يحملها.. هرب عميلا الموساد..فيما لحق
    بهم ابوسيف..وكانت تنتظرهم سيارة اخرى..تقف بالقرب من مكان الجريمة..لتنقلهم الى السفارة
    الاسرائيلية..التي افتتحت قريبا في عمان بالقرب من مقر مكتب حماس.. لحق بهم ابو سيف بعد
    أن تاكد انهم يهود حاولوا اغتيال مشعل..واما مشعل فقد دخل المبنى بمساعدة السائق..ثم ذهب
    السائق بأولاده (المصدومين) الى المنزل..لحق أبو سيف بالعملاء الذين كانت وجهتهم الى
    السفارة الاسرائليه..وقبل أن يصلوا استطاع وبمساعدة المارّه ايقاف السيارة..حصل تشابك
    بالايدي..فلم يكن احدهم يحمل سلاح..اصيب ابوسيف بجرح عميق في راسه نقل على اثره الى
    المستشفى ..القي القبض عليهم وأخذوا الى مركز للشرطه في وسط عمان..اما مشعل فقد احس
    بدوار وبدأ يتقيأ ..ظن رفاقه انه بسبب الطعام الذي اكله او كوب الليمون الذي شربه, تدهورت
    حالته ونقله رفاقه الى المستشفى الاسلامي في عمّان..
    حيث كان هو المشفى الاقرب والانسب..كون جميع العاملين فيه هم من جماعة الاخوان المسلمين..
    ................
    المادة التي رشها العملاء على مشعل هي (الفنتانيل) تاثيره مضاعف مئات المرات من السموم
    العاديه..فهو يقتل خلال 24 ساعه, وقتله صامت, فلا يبدي أي أثر, وحتى لو شرحت الجثه بعد
    الوفاة لن يتبين انه قد دخلها سم..خطة ناجحه كهذه لايمكن ان تفشل,ولكن حدث العكس..
    ...................

    اتوقع الشهادة في اي وقت،
    ولكن القرار كيف ومتى اموت،
    وحده الله يعلم وليس الموساد

    خالد مشعل
    ...................
    قبل ان يدخل مشعل في غيبوبه اتصل على "رندة حبيب" بعد مشورة رفاقه..وحبيب هي مراسلة
    للوكاله الاخباريه الفرنسيه..اعلن نبأ محاولة الاغتيال سريعا..ووصل الخبر الى القصر الملكي
    وعلم الملك حسين بالامر..واستدعى مدير الموساد داني ياتوم..وامر بنقل مشعل الى المستشفى
    الملكي, الذي لا يدخله إلا الملوك وابناء الأسرة الحاكمة, والشخصيات الكبيرة..
    هدد الملك الراحل حسين "بتمزيق" معاهدة السلام الموقعه بين اسرائيل والاردن اذا مات
    مشعل..قال داني ياتوم(فعلناها..سيموت الان..لايمكنك فعل اي شي)
    رد مدير المخابرات الاردني البطيخي وهو يصرخ(
    غداً؟ سوف يموت غداً صباحاً؟ جنازته ستكون
    على صلاة الجمعة؟ كل الاردن ستكون في الدفن.. اقول ذلك، اذا مات، يمكنك ان تقول وداعاً
    لمعاهدة السلام؟ داني لا يمكنه ان يموت.. انت جازفت بكل شيء
    !).
    وكان ياتوم يعلق على كلام البطيخي بدم بارد(
    قتلناه..ويريدوننا الآن ان نخرجه من القبر, لقد
    سمم, وكل اعضاء جسده اهلكت، فموته حتمي وسيموت في الصباح، وعلينا ان نتعامل مع الامر
    الواقع
    )
    البطيخي(داني، لا نسمح بموته، وهناك ترياق، عليك ان تعطينا اياه).فرد عليه
    ياتوم أن عليه أن يستشير رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو أولاً،
    فطلب منهم استخدام هاتف آمن، فأجرى مكالمة هاتفية وبعدها جاء ليقول
    لهم: (أحد الاشخاص بين الفريق لديه الترياق وهي طبيبة!).في هذا الوقت كانت
    الطبيبه تتنقل من فندق الى اخر لكي تهرب من الحكومه التي تلاحقهاالقي القبض عليها واعرفت
    بانها عميلة للموساد..وفتحت شنطة مكياجها الصغيره وأعطتهم الترياق..
    ...................
    كان مشعل بين الحياة والموت..
    فالاطباء يعدون الدقائق..ليعلنوا وفاته اليوم..ولن يستمر في هذه الحالة الى الغد..موته أكيد..
    عاش مشعل-بفضل الله-أكثر مماتوقع الاطباء..العلاج تأخر..ولازال هناك وقت لانقاذه مادام حياّ
    الى هذا اليوم..بدأت حالة مشعل بالتحسن بعد وصول الترياق..فكان ضغط الدم ونبضات القلب
    جيده..ولكن لديه ضيق بالتنفس..فكان ينام بمساعدة جهاز التنفس الاصطناعي, تحسنت حالته
    اكثر بعد علاجه في المستشفى الملكي,وارجع الاطباء نجاته من الموت الى عمره ووزنه
    حيث كان في السنة 41من عمره وكان وزنه حوالي 100كيلوغرام..وتم معرفة اسم الترياق
    لاحقا وهوLevofentanyl هو عبارة عن منتوج لأبحاث فاشلة أجرتها شركة (
    Belgian firm
    Janssen pharmaceutica
    ) والتي تملكها شركة (Johnson & Johnson) الأميركية..

    ...........................
    وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا "كثيرا", الشيخ أحمد ياسين المحكوم عليه بالسجن
    المؤبد كان هو محور المفاوضات بشأن اطلاق سراح عملاء الموساد المحتجزين بالاردن,
    رضخت اسرائيل لطلب "حماس" وافرجت عن الشيخ ياسين مقابل عملائها..
    ........................
    يوم 20 تشرين الاول/اكتوبر في قاعة جبري على شارع الغاردنز بعد 25يوم من تعافي مشعل من
    المرض.. اقامت حركة حماس حفلا بمناسبة شفاء مشعل والافراج عن الشيخ ياسين..حضره قادة
    الحركة في مقدمتهم الضيف الاول "ابوالوليد" وكان من الحضور رندة حبيب والتي كانت اول من
    علم بمحاولة اغتياله..حبيب التي اضطرت للجلوس على الطاولة المخصصة للنساء..فمن سياسة
    حماس تخصيص مكان للنساء غير مختلط بالرجال..وجلست بجانب زوجة مشعل"امل البوريني"
    وكانت حبيب هي الضيفة الوحيدة التي لا ترتدي الحجاب..
    ــــــــــــــــــــــــ اعتقال..وابعاد المواطن الاردني..
    22ايول/سبتمر..وصلت الطائرة الى مطار الملكة علياء..اثناء عودته من سفر مع رفاقه في
    الحركة من دبي الى عمّان..لم تصبر زوجته وأولاده على الانتظار..فذهبوا جميعا لاستقباله في
    المطار..مرت لحظات الفرح والسرور والاشتياق..وفجأة تحول الفرح الى (صدمة قاسية)..فقد
    نزل (ابوالوليد) من الطائره وهو مكبل اليدين تقتاده الشرطة الاردنية هو ورفاقه..فبرغم أن
    الحكومه قد أغلقت مكتب حماس في الاردن الا انهم لم يتوقعوا الاعتقال..اوقف من كان في
    الطائرة وطلب منهم تسليم جوازاتهم للامن الاردني..واقتادوهم الى محكمة عسكريه في مجمع
    ماركا العسكري..
    وهنا..واجهت (ام الوليد) مشكله حقيقيه..فالاولاد مازالوا صغارا..ومايعرفونه ان والدهم مجاهد
    ومناضل..وان الشرطة لاتلاحق الا المجرمين واللصوص فكيف يكون ذلك مع والدهم
    المجاهد!!..مما شكل صدمة بين مفاهيمهم الطبيعيه وبين مايرونه على الواقع..
    ..........................
    سجن ابو الوليد..
    استطاعت زوجته احتواء ابنائها, ووجدوها قوية وصابرة ومحتسبه فانعكس ذلك عليهم, اما (ابو
    الوليد)..كان حريصًا على رؤية الأولاد جميعهم في كل زيارة، ليعايشوا ما يعانيه أبناء الشعب
    الفلسطيني والأسرى في سجون اليهود.. ويشاركوهم مشاعرهم الأسر، وفقد الأحبة، كما حرص
    على أن يكون قدوة لاولاده ويعلمهم حتى وهو في هذا الموقف، فما زالت (ام الوليد) تذكر كلماته
    التي ما زال صداها يتردد في أذنها: (
    اصبروا، احتسبوا الأجر، نحن أصحاب حق ولن نرضخ،
    السجن للرجال،والزي الذي أرتديه (زي السجن الأزرق) وسام شرف لي ولإخواني
    ..)
    تأثر اولاده كثيرا بحال والدهم والمكان الذي وصل اليه والملابس التي يرتديها..ولكنهم كانوا
    ينتظرون الزيارة بفارغ الصبر..يحيى (3سنوات)..كان بمجرد أن يدخل على أبيه حتى يجلس في
    حضنه ولا ينطق كلمة..واذا انتهى وقت الزيارة يبكي بشدة ويتعلق بملابس والده ورقبته..رافضا
    العودة للمنزل..رق له احد المساجين فقال له..مارايك يا يحيى ان تبيت الليله مع بابا..فرد
    بالموافقه..وعندما تكلم السجّان وقال .. حسنا اسكت وسوف اعطيك شوكولاته..فصرخ في
    وجهه وقال..[لا اريد منك شي .. انت سجنت بابا]..
    ............................
    تشرين الثاني/نوفمبر..عصبت اعينهم..مشعل وغوشه في السيارة الى مصير مجهول..بعد حوالي
    ساعة شعر رفيق مشعل (ابراهيم غوشه) انهم بالقرب من محل قهوة في منطقة ماركا..وما ان
    ازيل الغطاء عن اعينهم حتى رأوا انفسهم بالقرب من طائرة صغيرة بانتظارهم..اجبروا بالقوة
    على دخول الطائرة..كان على متنها وزير الخارجيه القطري احمد عبدالله المحمود..بعد
    وقت..وصلا الى فندق شيراتون الدوحه..كل ذلك لم يكن متوقع بل حدث كل شئ وكأنه حلم..فلم
    يكن لدى مشعل ورفاقه علم مسبق بما سيحدث لهم في طريقهم المجهول..
    بعد الافراج عنه..كان الابعاد خارج الاردن..وكان الدستور الاردني ينص على عدم جواز ابعاد
    المواطن الاردني ..ولكن المواطن الاردني خالد مشعل استثني من هذا البند بدعوى تهديده امن
    الاردن..استضافتهم قطر..ثم اكمل حياته في [دمشق]..~
    ــــــــــــــــــــــ(شبعت من الحياة .. واشتقت للقاء ربي)
    مطاردة وملاحقة ومحاولات اغتيال..من تل أبيب ومن واشنطن تهديد ووعيد..يقف أمامها
    أبوالوليد بنفس مؤمنة راضية تقية..الموت يأتيه من كل مكان..ركب طريق الخطر,فتوقع أي
    شئ,ولم يخشى أي شئ..عمرو أديب(
    أبو الوليد أنتا انسان مهدد وتعلم انو انت هدف..بتفكر في
    الحكاية ديه ازاي؟
    ) خالد مشعل(
    شوف, لا شك بأن الموت له وقع على الانسان, الانسان ولد
    ليعيش الحياة بما اعطاه الله من عمر وأجل, ثم ينتهي بالموت, لكن أي انسان مؤمن متوكل على
    الله يعرف انو..لن تموت نفس حتى تستوفي اجلها ورزقها..هذا منطق حديث الرسول -صلى الله
    عليه وسلم-, ولكل أجل كتاب, والشجاعة لا تقصر الأجل كما أن الجبن لا يطيل العمر, "تأخرت
    أستبق الحياة فلم أجد..لنفسي حياة مثل أن اتقدما" أظن كما قال المتنبي..فيه شاعر جميل يقول
    لك "أي يوميّ من الموت أفر..يوم لا قدر أو يوم قدر/يوم لا قدر لا أرهبه..ومن المقدور لا ينجو
    الحذر"
    ) أديب(انتا حافظ كل أبيات الشعر اللي عن الموت بقى) مشعل([ضحك]
    لا أنا أحب
    الشعر, بس الحقيقة الانسان لما يعلم بأن الموت بيد الله سبحانه وتعالى وانو لو الامة اجتمعت
    على أن يضروك بشئ ماضروك الا بشئ قد كتبه الله عليك, الايمان هذا اشي عظيم, لا تتخيل
    أخي عمرو المتعة التي يشعر بها الانسان عندما تكون أي تضحية يقدمها ولو روحه هي في
    سبيل الله ومن أجل الوطن, ثم كيف اذا أضفت لذلك أن شخصا جرب الموت فأصبح متعايشا
    معه؟ أنا محاولة اغتيالي كانت في أواخر الـ97, فأعتبر كل يوم زيادة عن الـ97 نعمة "بونس"
    مافيش مشكلة بالنسبة لي, واحنا تربينا بثقافتنا العربية الاسلامية انو لما بتطلع من البيت بتقول
    "بسم الله توكلت على الله, ولا حول ولا قوة الا بالله, اللهم اني أعوذ بك أن أضل أو أضل, أو
    أزل أو أزل, أو أظلم أو أظلم, أو أجهل أو يجهل علي"..تشعر أنك في حماية ربنا, اذا جاءك
    الاجل فأنك في رعاية رب العالمين وذهبت الى رب كريم, واذا اعطيت مزيدا من العمر فذلك خير
    وبركة..."اسرائيل" تحاول أن تخيفنا بما هو عنصر قوة لدينا..لذلك المؤمن الشجاع لا يخاف من
    الموت..أنا متعايش مع الموت, فاذا مت مت شهيدا, والقى الله -سبحانه وتعالى- وأنا مطمئن
    النفس
    )..
    ................................

    "خالد الذي مات ثم حيا, الذي سُمِّم ثم شُفي,
    الذي قتله أعتى عتاة أجهزة المخابرات في العالم؛
    ليجعلوه عبرةً لمن أراد أن يتصدَّى للمطالبة بحقوق
    أهله وعشيرته وقومه ووطنه، وليُخلوا الطريق،
    وليأتوا بانهزاميٍّ أو خانع أو خائن؛ ليلمِّعوه ويرسموا له
    الطريق ويسلِّحوه ليَقتُلَ مَن لم يستطيعوا قتلَه من أهله
    هذا خالد مشعل "والخلود لله وحده"، خلَّده اللهُ في التاريخ،
    سواءٌ حيا أو مات..أشعل الأمل والكرامة، خلقه الله فقتلوه،
    ثم خلقه مرةً أخرى لينادي [فلا نامت أعين الجبناء]خالد أحياه الله
    ليس فقط ليقودَ شعبَه؛ بل ليقودَ قومَه العرب في حرب قناعات؛
    أن الذلَّ لا يُقبَل، والضيمَ لا بد أن يُرفَعَ، والحق لا بد أن يُسترَدَّ،
    والموت خير من الحياة التي فيها تُطأطأ الرؤوس،
    وتُنكَرُ الحقوق، وتُنتَهكُ الأعراض، وتُذَلُّ الأجيالُ،
    وتُنهبُ الثروات، والعيش على الفتات"

    يوسف ندا

    ................................
    تهديدات اسرائيل لازالت مستمره, فبعد اغتيال الشيخ ياسين والرنتيسي يبدو أن مشعل أصبح
    بالمرصاد, في اغلب خطابات القادة العسكرين الاسرائلين لابد من ارسال تهديد وتلميح لخالد
    مشعل بأن نهايته قريبة ولكنهم ينتظرون الفرصة التي تسمح لهم بالوصول اليه ليقتلوه ويكون
    مصيره هو مصير رفاقه من قبله..عندما ذكّر بتهديد الوزير جدعون ارزا, قال(
    لقد تم تهديدي
    وسأتخذ الاجراءات اللازمة، ولكن هذه التهديدات لن تقصّر حياتنا، لأن الله وحده هو الذي يقرر
    مصيرنا
    )..وبسبب محاولات الاغتيال التي استهدف بها مشعل فقد اشتهر عنه لقب (
    الشهيد الذي
    لم يمت
    ) وهو اللقب الذي اطلقه عليه رفاقه, بعد نجاته من محاولات الاغتيال المتكررة..وقال
    عبارته الشهيرة الرائعة عندما هدد بالاغتيال من قبل بنيامين نتنياهو (
    شبعت من الحياة..
    واشتقت للقاء ربي
    )..
    ــــــــــــــــــــــــــ القرآن في حياة السياسة..
    يحمل أبو الوليد اجازة في سند متصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن
    الكريم برواية (حفص عن عاصم)..بدأ يحفظ القرآن وهو في سن مبكرة, وفي
    الثانوية أتقن أحكام التجويد, وفي بداية الجامعة حاول أن يكمل مشواره في حفظ
    القرآن..فحفظ البقرة في أسبوعين وآل عمران في عشرة أيام, واراد أن يكمل
    مشواره ولكنه وجد صعوبة في الحفظ مع انشغاله في الجامعه ولأنه وجد صعوبة
    في ايات التشريع في سورة النساء, وتوقف عن الحفظ, وعندما انتقل إلى سوريا
    وجد وقتا لاكمال حفظه فتتلمذ على أيادي شيوخ سوريا, فحفظ القرآن على يد
    الشيخ عبد الهادي الطباع..الذي يحمل اجازة في القرآن, وأتم الحفظ في شهر
    ذوالحجة سنة 2007, ثم أجازه الشيخ بكر الطرابيشي, شيخ الشيخ عبد الهادي
    الطباع, ثم أجازه شيخ القراء الشيخ كريم..
    ....................
    (برنامج القران في حياتهم)..الذي يبث على قناة الفجر..كان يستضيف القراء,ومشايخ القراءة
    في الوطن العربي ..ليتعرفوا على حياتهم مع القرآن..الحلقه الاخيره(ليست اخر حلقات البرنامج)
    ولكنها اخر الحلقات التي بثت قبل حرب غزة..مع بداية شهر محرم من السنةالجديده1430هـ..
    كانت الحلقه مختلفه..
    فقد كان مقدم البرنامج هو الشيخ وجدي الغزاوي (مدير القناة) وكان الضيف ايضا مختلفا عن
    العادة..فلم يكن احد القراء المشهورين..وانما هو انسان اقتحم عالم السياسه بالتزامه الديني..
    كان الضيف هو خالد مشعل..(ابوالوليد)..
    حدث غريب ومميز..فمن كان يتوقع استضافة سياسي منهمك في السياسة في برنامج ديني..
    عندما انتصف الحلقه قال الشيخ وجدي:
    (اسمح لي يا اخ خالد أن أناديك بالشيخ خالد)
    قال الكاتب الاسترالي (بول ماكغوف) مؤلف كتاب(kill khaled)(
    مشعل منغمس كلياً في
    الاسلام فهو يقضي نحو الساعة يومياً ليقرأ القرآن ويتعلمه
    ) تأثيره عجيب..وكلماته
    رائعه..يصف لك حياته مع القران..هو انسان بالكاد يجد وقتا ليجلس مع اولاده..ومع ذلك فلا
    يمر يوم دون أن يقرأ ورده من القران..
    قال في قناة الفجر:
    (
    حين يصيب الانسان الهم والغم مع تفاصيل الحياة السياسية..حين يحتاج الانسان الى شئ من
    الاسترواح..حين يحتاج ان يتأمل في قوانين الهزيمة والنصر..القرآن ليس مجرد للتلاوة..انما
    للتدبر..وهو منهج حياة وملجأ للانسان..فبالعكس ياشيخ وجدي..انا وجدت حاجتي للقرآن الكريم آكد واكثر الحاحا وانا في خضم هذا المشروع السياسي
    )
    (
    من عظمة القرآن عندما تلجأ الى الله وتلجأ الى القران يعطيك طاقة نفسية هائلة..فتشعر انك
    اقوى رجل في العالم
    )
    (
    اي انسان..سواء يعمل في السياسية اوفي اي شئ اخر..حاجته للقران هي حاجته لروحه),(انا
    كان شيخي ومرجعي هو القرآن
    )
    تلاوة [عذبة] بصوت الشيخ خالد مشعل
    من سورة آل عمرآن..قناة الفجر

    ولا يخفى على احد يتابع كلمات وخطابات ابو الوليد -حتى لو كان قد شاهد خطابا واحدا لابي
    الوليد- من يسمعه يلاحظ به قوة عجيبة وتأثيرا بالغا كلماته مقنعة, رأيه واضح وراجح, لا
    يستطيع أحد أن يجادل خالد مشعل..السبب واضح..لا يتكلم بضع كلمات الا ويتبعها بآيه كريمه
    ولايستشهد الا بكلام الله ورسوله..لقاءته المتلفزة كثيره..غالبا ماتختار القناة أشد مذيعيها للقاء
    مشعل..ومع ذلك يبدأ اللقاء مشتعلا من جانب المقدم وينتهي بتغلب مشعل مهما كان الذي يجلس
    امامه..مهما حاول المقدم استفزازه او استدراجه يظل مشعل كما هو..دليله القرأن والسنة..افعاله
    وقراراته استوحاها من هدي ربه وسنة نبيه..سبحان الله..هو تأثير القرآن..
    وقت الفراغ الذي يقضيه مشعل في السيارة-كونه لا يقود السيارة- أو في الطائرة -هو ايضا لا
    يقودها- دائما ماكان المصحف في يديه يقرأمنه في هذا الوقت..أيضا بعد الصلاة يجلس مشعل مع
    رفاقه وقتا قصيرا للتذكير والوعظ وايضا كان يشرح من الايات ماتيسر له من الفهم في
    بعضها..وهذا ما اعتبره الشيخ وجدي الغزاوي سراّ أفصح عنه الحرس الشخصي الخاص
    بمشعل, من خلال معاشرتهم له..
    استغل مشعل ايام سجنه في حفظ القرآن..بل انه وجد الوقت الكبير لتدبر القرآن وحفظه مالم يجده
    في وقت عمله..
    ــــــــــــــــــــــــــ[خالد]..الاب والزوج..
    انجبت أمل البوريني سبعة ابناء هم:
    • فاطمه..25سنة..هندسة كمبيوتر..متزوجة من رجل الاعمال السوري طارق حمود
    • هبة الله..24سنة..نظم معلومات ادرايه
    • نور..22سنة..طب اسنان..سنة خامسه
    • الوليد..20سنة..كيمياء..سنة ثالثه
    • عمر..17سنة..ثانوية عامه
    • بلال..16سنة..الصف الحادي عشر
    • يحيى..11سنة..الصف السابع
    .........
    تعرف خالد على عائلة صالح البوريني التي تعود الى قرية(بورين)في الضفة الغربيه والتي
    هاجرت الى الكويت بعد حرب67..التقى خالد برب الاسرة خارج المسجد وتم الاتفاق على موعد
    زيارة والدته واخته الكبرى لمنزل صالح البوريني..وقع الاختيار على (أمل) الابنه الصغرى لهذه
    العائلة..وتم بعد ذلك ترتيب زيارة خالد لمنزل البوريني..كان المتوقع ان تدخل امل وتسأل خالد
    ما ان كان يريد اضافة السكر للشاي او لا..فالزيارة كانت تقتصر على النظر كما في الشريعة
    الاسلامية ومن ثم الرد بالموافقه او عدمها على الزواج..ولكن خالد فاجئ ذويه وذوي امل بأن
    خطبها في تلك اللحظة..وكان لابد من الاستخارة في تلك الليلة..كانت فترة الخطوبة مريحه جدا
    للطرفين..وكان والد امل معجب بخالد مشعل كثيرا..كونه شاب في عمر الخامسه والعشرين
    وكونه شاب متدين ومتفوق في دراسته وملتزم في عمله..وله وظيفة جيده فقد امتهن خالد
    تدريس الفيزياء منذ تخرجه..وكان يرى في خالد مشعل ابنه الذي استشهد مع منظمة التحرير
    الفلسطينيه في لبنان, استمرت فترة الخطوبة أربعة أشهر..تتذكر أم الوليد تلك الفترة وتقول
    بانهما كانا حريصين على ان يبارك الله لهما في زواجهما في ظل طاعته ومرضاته, فحرصا على
    ان يكون العرس اسلاميا بكل تفاصيله وهو مابعث الارتياح للعائلتين وكان الجميع فخورا بهذا
    الزواج, كما حرص قبل اعلان زواجهما على الاستخاره..
    ليلة 5/6/1981, كان موعد حفل الزواج..~
    .................
    يحيى الابن الاصغر كان يحب ان ينادى بـ(يحيى عياش خالد مشعل البطل)..حيث انه سمي نسبة
    الى المهندس الشهيد يحيى عياش,وولد في نفس اليوم الذي توفي فيه المهندس عياش, وكان
    يردد بفخر عندما يشاهد اباه في التلفاز(
    عندما أكبر ساصبح مثل بابا..شوفوا بابا ما
    احلاه
    )..وايضا كان اذا راى اباه في التلفاز اقترب منه ووضع وجهه بجانبه ويسأل:أليس
    يشبهني؟؟وكان دائما مايتقمص شخصية والده بطريقة فيها دعابة..فيرفع سماعة الهاتف
    ويقول(لو سمحت انا مشغول..ممكن تكلمني في وقت اخر..انا عندي اجتماع الان)..
    ..............
    اما زوجته أمل..تلك المرأة العظيمة التي وقفت خلف رجل عظيم..التي اختارت طريق الجهاد
    والصبر على المعاناة والحرمان من الزوج المتفرغ لزوجته وابناءه ..أي خيار هذا التي ترتضيه
    الزوجة، أي قمة هذه التي تحتوي زعامة الرجل؟ ويحن إليها البطل؟ ويغمض عندها جفن أعياه
    الاستيقاظ؟ ويرتاح إليها بدنٌ أرهقته المطاردات ومحاولات الاغتيال؟!
    ام الوليد..البطلة التي سقت نبع البطولة داخل خالد مشعل..والتي بنت جدرانا من المقاومة داخل
    نفسه..والتي حرصت على التخفي من جميع وسائل الاعلام..لتكون قدوة لابناءها وبناتها الذين
    ربتهم على التواضع وحب الناس..
    ...............
    تقول زوجته أمل:
    خالد- حفظه الله- إنسان رائع بكل معنى الكلمة؛ فهو طيب الخلق، لطيف المعشر، حنون جدًّا معي
    ومع أولادي، ومع والدته ووالده وباقي عائلته، فهذا الشيء يريحني جدًّا ويعوضني
    ويعوض الأولاد عن انشغاله الدائم، وبرغم انشغال "أبو الوليد" وطبيعة عمله
    الذي يحتاج منه إلى قوة وحزم وجهد شاق في مواجهة العدو الصهيوني، إلا أن
    زوجي لين متبسط معي ومع أولادي، يشاركنا في كل أمورنا الصغيرة والكبيرة،
    وهو أبٌّ حنون يمازح أولاده ويلاعبهم ويدخل السرور على قلوبهم وقلوبنا جميعًا
    ويعبر لنا عن حبه ويظهر ذلك جليًّا بتعابير وجهه وابتسامته المريحة...مقولة
    يرددها دائمًا على مسامعنا: "لا أعتقد أنه يوجد في هذه الدنيا من يحب بناته وأولاده وعائلته
    كما أحبهم أنا"، وهو برغم انشغاله الدائم إلا أنه يساعدني كثيرًا في تربية أبنائه
    والسؤال عنهم وعن دراستهم وعبادتهم ومشاكلهم، ويحاول بكل جهده أن
    يساعدهم على حلها بأسلوبه السهل وخبرته الكبيرة، كما أنه مَرِح جدًّا وصاحب
    نكتة كما يقولون، وأولاده عمومًا أخذوا عنه هذه الصفة
    .
    ارتبطت ام الوليد بزوجها وهي تعلم بانه يعمل استاذا للفيزياء, كان اهم ماتريده في زوجها ان
    يكون انسان يحب فلسطين ويعمل لاجلها, لم تعلم في البدايه عن عمله (السري) لخدمة فلسطين
    ولكنها احست بعمل اخر غير التدريس يشغله عن بيته واهله, فكان عمل المدرس يبدأ من
    الساعة كذا الى الساعة كذا ولكن ابا الوليد كان يتغيب كثيرا عن المنزل وكان "كتوم جدا" ..
    ام الوليد تسعد كثيرا عندما ترى تأثير زوجها على الجماهير وتعامله البسيط والمتواضع معهم,
    هي فخورة كونها زوجة رجل محبوب له قبول اعلامي وذكاء سياسي, تلتمس فيه التأثير القوي
    على الناس ورفع روحهم المعنويه,والاصرار على طريق الجهاد والتمسك بحقوق الشعب لا تنكر
    زوجته بان عمل زوجها حرم العائله من التزه والسفر, كونه لا يستطيع اخذ اجازة عن عمله ولو
    لايام قليلة في السنة وبسبب الظروف الامنيه "الصعبه" التي تعيشها العائلة..ولكنها علقت على
    ذلك بانها راضية تمام الرضى عن حياتها ولو كانت صعبة وشاقه,ايمانها بالله وبقضيتها وان
    الجهاد هو السبيل لتحرير فلسطين تطلب منها الصبر على المعاناة والحياة الغير مستقرة, كما
    قالت بانها سعيدة كون حياتها في سبيل الله وفي سبيل خدمة فلسطين وتحريرها,وعاهدت الله
    ومن ثم عاهدت زوجها بان تقف معه في السراء والضراء وان تمضي معه في الطريق الذي
    اختاره, وقالت بانها ستذهب الى بيت اهلها ان تراجع ابو الوليد عن عمله وعن خدمته للقضيه
    الفلسطينيه..
    عمل زوجها قيد حريتها في التحرك وفي الحياة اليوميه بسبب الوضع الامني الحساس لزوجها,
    ايضا قلل عمله الوقت الذي يقضيه مع اولاده وزوجته , ولكنها راضيه بقدر الله وتحمد الله ان
    رزقها زوجا كأبي الوليد الذي يخفف عنهم كثيرا بتعامله اللطيف معهم..ولأن القيود الامنيه
    المفروضه عليهم اضطراريه ولابد منها لسلامة زوجها فانها صابرة متكيفة معها, في ذات
    الوقت هي تشارك اخواتها في فلسطين اللاتي يعشن مع اولادهن وازواجهن في ظروف اصعب
    من المطارده والملاحقة وعدم الاستقرار
    وعن حياته الاسرية في ظل عمله السياسي قالت"
    وأبو الوليد بطبيعته يحافظ على
    سرية عمله وعلى الأمور التي يرى أنه لا بد أن تظل مكتومة، وعوّد أولاده على
    ذلك، وهو يضع البيت في الجو العام لعمله حتى نستشعر معه المسئولية ونتكيف
    مع هذا الجو، لكنه لا يتحدث معنا في خصوصيات عمله، وهو دائمًا يوصينا
    ويوصي أولاده بعدم الحديث عما لا ينبغي الحديث عنه من خصوصيات البيت التي
    تتعلق بكون أبيهم قائدًا ومسئولاً
    "
    ــــــــــــــــــــ حياة أستاذ الفيزياء وقائد المقاومة..
    مشعل عاش في عائلة فوق المستوى المادي العادي..وأسس عائلته بعد
    زواجه..وعاش معها في وضع مادي(اقرب للثراء)..ولكن من يراه لايظن بانه
    ثري..مظهره عادي..لايزيده عن ذوي المادة المتوسطة شي..مشعل يقدر
    مسؤوليته امام شعبه, يعيش حياة بسيطه كما يعيشها شعبه بل انه يعيش مع
    اولاده في الدور الاول من المنزل وملكية باقي الادوار تعود الى اصحابها, اولاده
    وبناته يدرسون في جامعات ومدارس حكوميه كغيرهم من الطلاب العاديين,
    مشعل حريص على تعليم اولاده في المواقف الصعبه, خصوصا فترة الاعتقال
    والاغتيال فما ان تماثل للشفاء بعد محاولة الاغتيال حتى اصر على رؤية اولاده
    جميعا وخصوصا يحيى الذي كان صغيرا جدا ليعلمهم ولينشؤوا واعين بطبيعة
    عدوهم..
    يرتدي بدلات رسمية وقميص مفتوح عند الرقبة, بل انه اصبح لا يرتدي (الكرفتة)
    بتاتا, ونتيجة للحمية الغذائية والتمارين فقد خسر25باوندا من وزنه..وتغير
    شكله اطلاقاً فأصبح لون شعره مائلاً الى الرمادي بعد ان كان اسود...حاول
    مشعل اتباع العادات العربية القديمة, من خلال نزع حذائه على الباب, ولكن ما
    ان بدأ برد الخريف حتى راح ينصح زائريه بعدم خلع الحذاء كي تبقى الرجلان
    دافئتان ,يجلس في مكتبه وخلفه صوره للشيخ احمد ياسين وعلما فلسطين
    وحماس..مكتب حماس في دمشق يتوشح باللون الاخضر..فالارضية خضراء
    والجدران كذلك..وحتى الستائر والأثاث..ففي جو أخضر مليئ بالتفاؤل يعمل
    مشعل مع رفاقه في الحركة المباركة..وبالقرب منه يقف ابو سيف الحارس الذي
    لاحق رجال الموساد الذين حاولوا اغتياله عام 1997، فأبو سيف هو ظله..
    ...............
    كان مشعل شخصية معقدة ذات جاذبية خاصة..
    وهو يتقن الانكليزية علماً انه يتردد في استخدامها حفاظاً على لغته..
    يتمتع ابو الوليد بروح فكاهيه ومرحه ويملك خفة الظل وسرعة بديهية واضحه,
    اضافة الى لباقته وذوقه وقدرته الخطابيه المتميزه والجذابه, عرف عنه ثقافته
    الواسعه واطلاعه الدءوب وقرائته متعددة المجالات, واهتمامه بالقضية
    الفلسطينيه تاريخيا وسياسيا منذ صغره, هذا كله ساهم في تكوين شخصيته
    المبتسمه والواثقه دوما, حتى في أشد حالات التفكير أوعند تعرضه لأي موقف
    محرج..خالد مشعل بارع..لايثيره أي سؤال اتهامي أو استفزازي..تحاوره
    لساعات وهو لم يغادر هدوءه, ولم يستخدم كلمة قاسيه في وصف تنظيم او
    شخص..
    وعندما تناقشه حول (الخيار الاردني)، أي نية نقل الفلسطينيين من الضفة الغربية
    للعيش مع جيرانهم على الحدود الشرقية، يضيف على هذا الكلام نوعاً من النكتة
    بقوله انه: (الخيار الاردني)بجزم الخاء.. يقصد(الخيار وهو نوع من الخضار)..
    ومشعل ما يزال قديم الطراز، فلديه فريق خاص يسلمه البريد الالكتروني فيما
    ترتكز اتصالاته الشخصية على لوائح مكتوبة بخط اليد، وعندما يعجز مساعدوه
    عن طلب رقم هاتف يريده فإنه يستعين بدفترين صغيرين لونهما أسود سجل
    عليهما كل أرقامه التي تتعلق باتصالاته السياسية، الاسلامية والجهادية.. ويقول
    (كلهم هنا، روابطي مع العالم كله).
    .............
    استخدامه للهاتف النقال نادر..فجميع مكالماته تقتصر-غالبا-على الثابت, لعدم امان النقال, وسهولة التجسس عليه..
    مشعل يشبه والده في انفه ونظراته الحادة..اما في شكل الوجه فهو شبيه بامه تماما..
    يقرأ كثيرا في السياسه والتاريخ والادب..ميوله علمي..كما كان في ايام الدراسه يلتهم كتب
    الجغرافيا والتاريخ التهاما..بل انه كاد ان يحفظها عن ظهر قلب..كما أن لخالد ثقافة واسعة في
    سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه وخصوصا حياتهم في الغزوات والمعارك.
    .شدني حديثه في احدى اللقاءات كيف كان يرد على المذيع بقصص يرويها بدقه عن الصحابة
    رضوان الله عليهم..
    مشعل يحب الشعر العامّيّ والفصيح..ومتذوق له..ووالده كان شاعر..وهو لازال يحتفظ بالورقة
    التي كتبت عليها القصيدة التي القاها والده امام الملك حسين بعد شفاء مشعل من التسمم بسبب
    محاولة الاغتيال..يحب قراءة شعر المتنبي كثيرا..وايضا يحب شعر ابوفراس الحمداني
    وابوالقاسم الشابي وايضا احمد شوقي..وقرأ دواوين محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق
    زياد..وعن نوع الشعر الذي يفضله, فانه يفضل الديني والوطني ويحب الغزل العفيف..سئل عن
    كونه (قاسي) ويحب الشعر..كيف تجتمع هذه الصفتان..فرد ببيت شعر للمتنبي
    :ووضع الندى في
    موضع السيف بالعلى/ مضر كوضع السيف في موضع الندى
    ..وقال بأن القسوة خلقها عدونا في
    نفوسنا..ولا يعني ذلك أننا قساة في المشاعر الانسانية..وكوننا سياسيين لدينا قضيه حساسه
    ومعقدة لا يعني اننا منزوعي الرحمة..فرحمتنا كبيرة على شعبنا وأمتنا..وقسوتنا هي على
    عدونا..مطبقين نهج الآيه "محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم"..وذكر
    من أحب الابيات اليه هي:
    إذا غامرت في شرف مروم/فلا تقنع بما دون النجوم..وطعم الموت في
    أمر حقير/كطعم الموت في أمر عظيم..وأيضا..تأخرت استبقي الحياة فلم أجد/لنفسي حياة مثل أن
    أتقدما..

    مشعل اعترف في وقت قريب بتلقيه تدريباّ عسكرياّ في احدى الدول التي رفض الافصاح
    عنها..ابو الوليد رياضي يمتلك من المهارات الرياضيه قدرا ليس بالقليل, كما انه حريص على
    ممارستها في الصباح الباكر قبل أن يتوجه الى عمله, يستغل وقته المخصص للرياضه بقراءة
    ورده من القرآن الكريم..
    في وقت الفراغ ووقت العمل غالبا ماترى مشعل ممسكا بجهاز التحكم بالقنوات يقلب بينها
    لمشاهدة آخر الأخبار, يتنقل مشعل بين القنوات الاخبارية والدينية, غالبا ما يتابع قناة الجزيرة,
    وأيضا يتابع فضائية الاقصى, التابعة لحماس, مشعل كما يقاول بحاجة لغذاء روحي, فهو
    حريص على متابعة القنوات الاسلامية في وقت الفراغ ووقت الحاجة, كان حريصا على متابعة
    بعض القنوات الدينية وخصوصا التي تهتم بالقرآن, وذكر من أحب القنوات اليه هي (قناة الفجر)
    المتخصصة في القرآن, حيث يجد حاجته من سماع آيات الله بأصوات مشاهير قراء العالم..
    ــــــــــــــــــــــ بكى وابكى..
    ننظر إلى "أبي الوليد" فنرى الوطن كلّ الوطن، سعة البحر وثبات الجبال، وحِلم السهول وحنان
    البيّارة وقوّة النقب وصبر غزّة وروعة القدس، غير أن الوطن "مشعل" لم يبقَ حدوداً مضطربة
    ولا أرضاً تغطّت بالبركة، ولا بركةً فردت على الثرى الطاهر شعرها الذي تحنّى بدمٍ طهور.. لا،
    بل حول الوطن إلى قرآن يمشي بين الناس..
    كم هي كثيرة المواقف التي كفكفتَ فيها دمع الأمّة يا
    أبا الوليد،وكم هي المواقف التي أبكتك وأبكيت الناس عليها ببكائك؟؟
    آخرها كان في وداع معلمه
    ووالده الحاج عبدالرحيم مشعل,وفيها قرأنا الكثير الكثير ..قرأنا إنساناً فارق أباه، وقرأنا لاجئاً ثمّ مبعداً كان
    يتمنّى أن يرافق والدة في آخر لحظات حياته، وقرأنا درس الجندية والتواضع؛ إذ يقف أستاذ الأمّة أمام أستاذه
    الأب وقوف الخاشع الممتنّ للفضل، وقرأنا رجلاً مؤمناً بقضاء الله وقدره، وقرأنا قائداً عاهد الله ألّا يُسقط
    الراية التي تسلّمها عن القسّام..عندها بكى وأبكى.
    ........................

    "إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وان لفراقك يا أبتاه لمحزونون
    رحمة الله عليك أبي الحبيب، بعد أن صحبتك طيلة عمري
    كنت مؤمنا فيها ، وعاشقا للقرآن..اشهد انك كنت مجاهدا
    وعلمتنا على حب الجهاد والاستشهاد وكنت رجلا شجاعا
    علمتنا الجراءة في قول الحق، فجزاك الله خيرا"

    خالد مشعل
    7 رمضان 1430هـ
    ........................
    عندما سعرت الاحزاب نار غزة,رأينا دمعة مشعل,دمعته"العزيزة"ماتسللت من حراسة محجرية
    لما كان من دمار,فحينها لم يكن لديه وقت للبكاء,كان يقود حرب"الفرقان",ويضبط الايقاعات,
    ويدرس الخطوات,ويثبت الأمة,ويقف حين ينبطح الجميع,ويشمخ شموخ نخل غزة حين ينحني
    الجميع,حتى اطل علينا بوجه"ابيض القسمات بدر"قائلا(نعم...وانتصرت غزة)...وتوالت عليه
    الوفود تهنئ نيابةً عن الأمّة بانتصار الدم على السيف، والإيمان على السلاح، والإرادة على
    الدبابة، والمصحف على التلمود، وانتصار غزّة على العالم الذي وقف بوجهها مقاتلاً أو محاصِراً
    أو صامتاً على أقل تقدير، وكان من بين الوفود وفد من العلماء، جاؤوا مهنّئين وواعظين، وبدأ
    "أبو الوليد" الكلام، وقال فيما قال "
    هذا النصر، فضل من الله، لا حول لنا فيه ولا قوة، وأقلّ القليل
    بعد ما أنعم الله علينا من نصر مبين أن تظلّ جباهنا ساجدةً له ليل نهار
    " ... حينها اختنق صوته، وبكى وأبكى.
    الشيخ ابو حسن الكردي-رحمه الله-الذي اجتمع مشعل معه قبل وفاته,قال له الشيخ(
    سأدعو لك
    دعاءً أظنّه جامعاً؛ أدعو لك بالتوفيق، فالتوفيق قلّ ذكره بالقرآن لقيمته ونفاسته، وبالإخلاص،
    وبدوام النعم، وبحسن الختام
    )فسكت مشعل,والحضور ينتظرون رد مشعل على دعاء الشيخ,تكلم
    مشعل وقال بعد ان تغير صوته واحمرت عيناه(ياشيخ استأذنك بخامسة)فقال له الشيخ وماهي؟
    قال(بأن تكون هذه الخاتمة هي الشهادة في سبيل الله)، حينها غصّ مشعل وحاول حبس الدمعة
    التي أفلتت وبغزارة هذه المرة، ووضع مشعل يديه على وجه وبكى وأجهش وسمع الحضور كلهم
    صوت بكائه، فأبكى وألهب القلوب وبكى.
    دعي لمؤتمر الندوة في العاصمة السعودية الرياض عام 1423هـ وبدأ حديثه بقوله " إنا نشعر
    بفضل الله علينا في فلسطين " ثم بكى وبكى لبكائه أكثر من ألف من حاضري وحاضرات المؤتمر..
    ــــــــــــــــــــ على خطى ياسين وعلى درب الرنتيسي..احفاد القسام والحسيني..حتى يحكم الله لنا بالنصر
    المقاومة هي الخيار الاستراتيجي للشعب الفلسطيني..هذه العبارة التي لا يكاد اي خطاب
    لابوالوليد ان يخلو منها..يؤكد قادة حماس دوما انهم باقون على نهجهم وسبيلهم..وان تحرير
    ارضهم سيكون على ايدي المقاومين وليس المفاوضين العبثيين الذين لم يخرجوا من
    اجتماعاتهم الهزليه ولا بورقة مبادئ او مسودات لحفظ حقوق الشعب عبر مفاوضاتهم..بل
    يخرجون دائما بنصر جديد للاحتلال على الشعب المظلوم..وتنازلات جديده يمليها عليهم
    الاحتلال..حماس تنتصر يوما بعد يوم على الكيان الممسوخ وعلى اعوانهم الخونه..فكانت توجه
    الضربات الموجعه للاحتلال عبر عملياتها الجهاديه..ثم حققت نصرا عظيما عندما دخلت
    الانتخابات لاول مره عام 2006 وخرجت منها باغلبيه ساحقه في الانتخابات النيابيه
    (وفوز عظيم) في الانتخابات الرئاسيه, وأثبتت للعالم اجمع ان الشعب الفلسطيني هو شعب
    مقاوم مجاهد لا يرضى بغير طريق الجهاد سبيلا لتحرره..وقال في هذا النصر"
    حماس اليوم وقد
    انتخبها شعبها وهو يعلم (ضريبة) هذا الاختيار عن ثقة..اختيار الشعب كان لحماس عن عزم
    وإصرار..اختيار الشعب لحماس كان (خيار للمقاومة وخيار للإصلاح والتغيير)..من يقوده للنصر
    عبر الجهاد..عبر التشبث والإصرار على العمق العربي الإسلامي.. ولكن يأبى بعض المغفلين
    ويرفضوا هذا الاختيار ليبخسوا حق الشعب وحتى يشوهوا اختياره..هذا الاختيار الذي لا يعني
    أن حماس تقف وحدها..فحماس ستقود المرحلة بكل الطاقة العربية ومعها أحرار العالم
    ".."الزمن زمن حكم المقاومة(نعم)الزمن زمن الجمع بين الجهاد والسياسة والحكم(نعم)
    والذي
    يستغرب من هذه اللغة التي تجمع ما بين السياسة والجهاد سيجد أن هذه اللغة هي اللغة التي
    يجب ان تكون
    . . في زمن تقذف في وجوهكم شروط لا أول لها ولا آخر
    .."ثم الانتصار الكبير
    بتطهير قطاع غزة..يوم الحسم العسكري..الذي اشتدت بعده محنة اهل غزة ولكنهم ظلوا صابرين
    صامدين على طريقهم الصحيح الذي ابتلاهم الله باتباعه..ثم انتصارهم الاعظم في حرب الفرقان
    محرم 1430هـ..عندما انتصر الحجر على الفسفور وانتصرت الارادة والايمان والقرآن على
    (الجيش الذي لا يقهر)..والله انه لنصر عظيم يأبى البعض ان يعترف به..لانه انتصار بالدم..
    ...........................

    "هو القائد القوي الذي يقرر متى يكون قاسيا وحدٍّيا
    ومتى يكون مرنا ومتساهلا ومشعل يعرف اين تقف
    حماس وما الذي تريد ان تفعله وما الذي تستطيع
    ان تفعله وفوق هذا وذاك توقيت ذلك كله "

    الاسترالي/PAUL McGEOUGH
    ...........................
    وتبقى حماس تسير على درب اسلافها وقادتها الاوائل متبعة نهج الاله دستورا والجهاد سبيلا
    وطريقا..بقت المقاومة هي الخيار الاستراتيجي لحماس منذ تأسيسها حتى هذا اليوم..ولم تتنازل
    عن هذا الحق يوما كما يقول البعض..قال مشعل في ذلك"
    الاصل هو تجاوز موضوع الوسائل
    فالصورايخ وسيلة و نحن نتكلم عن المفاهيم و المواقف..فطالما هناك احتلال هناك مقاومة
    وطالما هناك عدوان هناك مقاومة و دفاع عن النفس, فالمقاومة حق شرعي للشعب الفلسطيني
    تكفله الشرائع السماوية والقانون الدولي ام كيف يمارس شعبنا و فصائله هذه المقاومة؟ هذا
    متروك لقيادة المقاومة, فمن الممكن ان يقوم مرة بعمليات نوعية و مرة بعمليات استشهادية
    ومرة باطلاق صواريخ ومرة بمناوشات تكتيتية و مرة تركن الى التهدئة او هدنة..فطالما الارض
    محتلة هناك صراع والمقاومة حق مشروع بل هي الخيار الاستراتيجي لنا كشعب..اما كيف
    نمارس المقاومة فهنا تأتي الاجتهادات
    "..وقال:"
    لا طريق لتحرير الارض و استعادة القدس
    وتثبيت السيادة على الارض و انجاز حق العودة الا بالمقاومة ..ومع هذه المقاومة نلجأ حتما
    الى السياسة و الدبلوماسية وكل اشكال العمل الاعلامي و الشعبي ولكن العمود الفقري يبقى
    المقاومة لانه ليس هناك احتلال في التاريخ خرج من الارض التي يحتلها الا تحت الضغط

    "..قالها واشتهرت عنه..ليؤكد ان المقاومة موجوده..وان التنازلات مرفوضه..قال(
    أنا أقاوم اذا
    أنا موجود, وأنا أساوم اذا أنا مرفوض
    )تابع مقولته المشهوره بقوله.."
    فلا تفاوض سرا ولا علنا
    ولا تفريط ولا اعتراف ولا استسلام ولا تسليم بأمر الواقع..وان فرض بالقوة, بل مقاومة ذلك
    وان اختلت موازين القوى, فان ما خبث لا يخرج الا نكدا, وانهم يألمون كما نألم ونرجوا من الله
    ما لا يرجون..وان غدا لناظره لقريب
    ".
    .


    {عـطــاء..//

    منقول
     
  2. الصورة الرمزية شـــذى

    شـــذى تقول:

    افتراضي رد: الطريد المطارد..خالد مشعل..الشهيد الذي لم يمت





    عندمآ ننظر إلى "أبي الوليد" فنرى الوطن كلّ الوطن، سعة البحر وثبات الجبال، وحِلم السهول

    وحنان البيّارة وقوّة النقب وصبر غزّة وروعة القدس، غير أن الوطن "مشعل" لم يبقَ

    حدوداً مضطربة ولا أرضاً تغطّت بالبركة، ولا بركةً فردت على الثرى الطاهر شعرها

    الذي تحنّى بدمٍ طهور.. لا، بل حوّل الوطن إلى قرآن يمشي بين الناس .


    فحفظك الله .. وبآرك للأمة فيـك



    أهو عيبٌ أن أقول الحق جهراً ؟؟

     
  3. الصورة الرمزية طمـ لاينثني ـوح

    طمـ لاينثني ـوح تقول:

    افتراضي رد: الطريد المطارد..خالد مشعل..الشهيد الذي لم يمت

    حياكِ الله أختي شذى

    أنرتي الصفحة بردكِ


    ،،،