<div align="center">حقــــا إنك لســــعيد ......
إن استيقظت هذا الصبـــــاح ،
صحيحا معافـى من أي مــــــرض ،
فإن ربـــك قد أكــرمك عــــن ،
مليونـــــا مثلك زهقــوا ولاقوا ربهـــــم .
وإن لم تتعرض لأي خطر في قتال ،
أو تتوحـّد في أي ســجن أو زنزان ،
أو لم تتـعــرض لبـؤس في عــــذاب ،
و لم تشعر بجوع، ولا حل بك عقاب ،
فأنت واحــد من المــلايين ،
الذين ينعمون براحــة البـــــــــال .
وإن حضَرْتَ صلاة ًفي مسـجد ،
دون أن يزعجـك إنســــان ،
أو يوسوس اليك شـيطان ،
أو تعاني من عذاب النفس ،
أو يدركـك ملـك المـــــوت ،
فقـد حـلّت بك نعمـةُ ُحلـت بملايين غيرك .
وإن وجدت في ثلاجتك ما يكفيك ،
وما خزانة ملابسك ما يحميــــــك ،
ووجدت فوقك سـقفا يحميـــــــك ،
فأنت أغنى من 75 % من سكان هذا العالم .
أما إن كنت تملك مالا في مصـرفك ،
وتملك نقودا في محفظتك ،
وتستطيع ادخار جزءا من دخلك ،
فأنت واحد من 8 % من أغنياء هذا العالم .
وإن كان والداك ما زالا أحياء ،
ينعمان بزواج مستمر هادىء وأسرة سعيدة،
فأنت من الحالات النادرة في هذا الكون .
وإن كنت تحمل ابتسامة على وجهك ,
شاكرا لأنعم ربك ،
فإنت محظــوظ ،
لأن الكثيرين لديهم ذلك لكنهم لا يفعلونه .
وإن كان لديك صديق تأمن إليه ،
تحــييه ، وتحضن يديـــه ،
وتعانقـه وتطوق كتفيـــه ،
فأنت أيضا محظوظ ،
لأن اللـه قد وهبك لمســات الحنـان .
وإن قرأت هـذه الكلمـات ،
فإن الله قد حباك بنعــــم ،
لم ينعـم بها على الملايين من غيرك ،
لم يستـطيعوا قراءتـهـا .
إن الله قد أنعم عليك نعمـا ،
لا تحصيهــــــــــا ،
فإن كنت تعترف بهذه النعــم ،
فامنح غيرك بعضا منها ،
فالنعمة تزول إن بقيت عندك وحدك ،
لكن تأثيرهـــا يستمر ويتفاعل،
إن أعملت أثرها في غيرك ،
تنقــلها بلا جمــــود ،
وتنشرها بكل الحدود .
فاحرص رعـاك اللـــــه ،
أن تكون مصـدرا واهبا ،
لما عندك من هذه النعــــم ،
بلا مـلل تبــديـه أو سَـــــأم ،
كي تضمن غيرها من جود ربك ،
فإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها .
اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك </div>