الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية تاج الوقار

    تاج الوقار تقول:

    Post رمضان ..وعباد الرحمن

    رمضان ..وعباد الرحمن



    رمضان بالحسنات كفــك تزخر ** والكون في لألاء حسنك مبحرُ
    يا كــوكبــا أعلامــه قدســية ** تتــــزين الدنـيا لـه وتـعطّر
    أقبلت رُحمى فالسماء مشاعـل** والأرض فجر من جبينك مسفر
    هتفت لمقدمك النفوس وأسرعت ** من حوبها بدموعها تستــغفر



    هذا هو رمضان شهر الخير والغفران ،تفتح فيه أبواب الجنان ،وتوصد أبواب النيران ، وتُضيق مجاري الشيطان ، شهر الصيام والقيام ، والخشوع والخضوع ، شهر رفع الدرجات ، والاستعلاء على الأهواء والشهوات ، وترك المألوفات ، وتكفير الذنوب والسيئات ،من أراد لنفسه التهذيب فرمضان زمان تهذيبها ، ومن أراد لهمته العلو فهذا وقت شحذها وتدريبها ،ومن أراد هزيمة الشيطان فهذا موسم الانتصار.


    والداعية فيه مقبلة على الله بحب ،وعلى الطاعة بشوق ،قد استثارت كوامن الشوق إلى الجنة في قلبها ،وسقت بذور الخير في نفسها بدموع خشيتها ورجائها ،وقوة عزيمتها وإرادتها ،وأحسنت الإقبال على الله .


    صائمة جوارحها كما أمر الله ، وصائم قلبها عن الدنيا وما فيها ، معلق بالله وحده ، تروح وتغدو ، وتنام وتصحو ، وقلبها هناك .. سابح في سنا الأنوار ، محلق في أجواء روحانية شفافة عذبة ، مستغرق في حب الله ،متلمس لرضاه ، مستأنس بالقرب منه سبحانه ، مرتاح على ضفاف طاعته ، ومطمئن بذكره قال تعالى :

    {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}[الرعد : 28]،أدركت بجلاء أن مقصود الصيام الأول هو التقوى قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[ البقرة : 183] ،فوضعت نصب عينيها أن تصل إلى هذا الهدف ،وتنعم بنيل هذه الدرجة ،وبلوغ هذا المقام .


    قد أعدت للأمر عدته ،ورسمت منذ وقت مبكر خطتها الإيمانية لهذا الشهر الفضيل ،ولا غرو في ذلك ،فالإعداد للطاعة علامة التوفيق ،وأمارة الصدق في القصد قال تعالى:{وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّة}[التوبة :46] ،فنظمت أوقاتها، ورفعت شعار قوله تعالى على لسان سيدنا موسى عليه السلام : {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}[ طـه : 84 ], و" في رمضان لن يسبقني أحد إلى الرحمن " فشمرت عن ساعد الجد ،وطرحت عن كاهلها دواعي الفتور والكسل .


    قد غدا القرآن سميرها ، يلازمها ليل نهار ، تتلوه ، وتحفظه ، وتتدبر معانيه ، وتمعن النظر في أسراره ومغازيه ، وتعمل بما فيه ما استطاعت إلى ذلك سبيلا .. لسانها رطب بذكر الله تسبيحا وتمجيدا وتهليلا ،ومنشغل عن كل لغو ورفث إلا عن الذكر والشكر.
    تغدق الصدقات على مستحقيها ،وتفطر الصائمين ،وتعين المحتاجين ،وتحنو على الضعفاء والمساكين ،قدوتها في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان .



    والداعية في رمضان تتفنن في بر والديها ،وكسب رضاهما إن كانا حيين ،وتدعو لهما ،وتتصدق عنهما إن كانا ميتين ،تتفقد الأقارب والأرحام والجيران ،تزور وتسأل ،وتتودد وتتقرب ،وتتجاوز وتعفو,وهي تعلم أن من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ،فتطيل القيام ،وتتحرى أوقات الأسحار ،وترفع يديها بالدعاء والاستغفار ،وتتحرى ليلة القدر فتخص العشر الأواخر بمزيد من الاجتهاد في الطاعة ،والمنافسة في الخيرات .


    وهي لا تنسى قضايا أمتها ،فتلهج بالدعاء للمسلمين في كل مكان ،وتبحث عن كل الطرق الممكنة لمساعدتهم ،والمساهمة في رفع الضر عنهم , ولا تنسى كذلك أن هذا الشهر موسم من مواسم الدعوة إلى الله بالقول والعمل ،فالقلوب فيه رقيقة ، والنفوس مهيأة لسماع كلمة الخير ،والاستجابة لدعوة الحق ،وإطلاق الأرواح من أصفاد المعصية ،وأغلال الدنيا ،فيا لها من فرصة ثمينة لمضاعفة الجهد في الدعوة إلى الله بكل سبيل ،وإرواء ظمأ النفوس إلى الطاعات والقربات .


    والداعية أيضا قد أعدت فيما أعدت لهذا الشهر الفضيل قائمة بنقاط ضعفها وتقصيرها ، وعقدت العزم على أن تنطلق من هذه الأيام المباركة في إصلاحها ، والتخلص منها ، واستكمال عناصر الإيمان في نفسها .


    هذه هي الصورة التي يُؤمل أن تكون عليها الداعية في رمضان ، بل يُرجى أن يتمثلها كل مسلم ومسلمة ،فرمضان موسم عظيم من مواسم الفلاح ،من أدركه وحرم خيره فقد خاب وخسر ،ومن تعرض لنفحاته وبركاته نال الفوز والرضوان بإذن الكريم المنان,وكل عام وأنتم إلى الله أقرب.


    بقلم / أ.آمال المغامسي.
    أيقنت أن الإرادة حياة .. والحياة إرادة ! يقول جل في علاه
    (( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن

    فأولئك كان سعيهم مشكورا ))
    جعلنا الله وإياكم ممن يملك إرادة ضخمة في الخير وللخير ..
     
  2. الصورة الرمزية ريحانة

    ريحانة تقول:

    افتراضي رد: رمضان ..وعباد الرحمن

    لاحــرمكم الله الأجــر..