الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية ريحانة

    ريحانة تقول:

    افتراضي كيف نجد في القلب رقة عند تلاوة القرآن ؟؟حملة الشقائق..



    الحمد لله خالق الأكوان ، الرحيم الرحمن ، علم القرآن ، خلق الإنسان ، علمه البيان.
    وأشهد أن لا إله إلا الله يعلم السر والإعلان ، صاحب الفضل والإنعام ، عالج قلوب العباد بالقرآن ورفع قارئه في درجات الجنان، وأشهد أن محمدا سيد ولد عدنان ، من أوتي جوامع الكلم ونطق بأفصح بيان ـ صلى الله عليه وعلى آله والصحب الكرام ـ أما بعد:فالقرآن الكريم كتاب أنزله الله هدى للعالمين ، ورحمة للأمم أجمعين وسبيلاً لعلاج قلوب الغافلين، فقوَّم به بعد الاعوجاج ، وهدي من بعد الضلال.
    ولقد جعل الله لقراءته منزلة عظيمة ، وبين نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ فضل ذلك في أحاديثه الكريمة، أحاول أن أقطف منها زهرة افتتاحا لمقالتي :
    فعن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
    ( المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة لا ريح لها وطعمها مر ) متفق عليه.
    وحسبي أن قارئ هذه الأسطر من النوع الأول قد حقق أصل الإيمان ، وما قصد بقراءته إلا وجه الرحيم الرحمن .
    ولكن كم من سائل قد سأل : إني أقرأ القرآن ولا أجد له حلاوة ، ولا زلت أجد في القلب قسوة وبداوة ، ويعلوه ظلمة وتحيطه غشاوة.
    أقول : أخي -رحمني الله وإياك- هذه شكوى كثير من الإخوان ، والعلاج يسير بتوفيق المنان ، ومعاً نبدأ الخطوة الأولى نحو العلاج فأقول مستعيناً بالله :
    إن أردت أن تجد في القلب - عند تلاوة القرآن- رقة فحاول أن تخيم عليه بالحزن والخوف من الله ، ولا يستخفنك حسن الصوت ، واستحضر معاني الآيات في قلبك وابك عند تلاوتها .
    فيا من تشكو قسوة : ابك عند قراءة كلام ربك ، فإن في كلماته رقة وتأثيراً عظيماً ، فكم من آية تتحدث عن العذاب ، وكم من آية تتوعد العصاة بشديد العقاب.
    كم من آية تتحدث عن جلال الله ، كم من آية سبحت بك في ملكوت السماوات والأرض ، وبينت أن ربك وسع كرسيُّه السماوات والأرض.
    استحضر بقلبك مصيرك ، وتدبر ما في الآيات من عبرة ؛ لتسيل من عينيك العبرة ، فتحطم صخوراً قد علت فوق قلبك ، فحجبت عنه نور ربك ، ولنا في سلفنا أسوة ، فانظر إليهم بعين الاقتداء :
    فعن أبي صالح قال: قدم ناس من أهل اليمن على أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ فجعلوا يقرؤون القرآن ويبكون . فقال أبو بكر : هكذا كنا حتى قست القلوب.
    وهذا أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ صلى بالناس ذات ليلة فقرأ سورة (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى) (الليل:1) فلما بلغ (فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى) (الليل:14) خنقته العبرة ، فلم يستطع أن ينفذها ، فرجع حتى إذا بلغها خنقته العبرة فلم يستطع أن ينفذها فقرأ سورة غيرها .
    وكن - يا صاحب الشكوى- مع الآيات متفاعلاً ، فمع آيات العذاب خوفاً ، ومع آيات الرحمة طلباً ورجاء
    فعن حذيفة بن اليمان : ( أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا مر بآية رحمة سأل ، وإذا مر بآية فيها عذاب تعوذ ) هذا نبيكم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فكيف بنا نحن .
    واعلم أن البكاء من شيم الأنبياء والصالحين ولا سيما عند تلاوة كلام رب العالمين قال تعالى:
    (قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً) (الإسراء:107)
    وقال تعالى : (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً) (مريم:58)
    فعلاج قلبك أن تتدبر الآيات تدبراً حكيماً حتى تبكي فيرق قلبك .
    ولقائل أن يقول : إنني أقرأ ولا أستطيع بكاءاً ، وأجد من ذلك عناءاً ، فأقول -رحمني الله وإياك- :
    إن كل طريق يحتاج إلى مجاهدة حتى تصل إلى ما تريد ولقد قال العزيز الحميد:
    (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)
    فإن كنت لا تستطيع بكاءاً فتباكى ، أي حاول ولا تيأس ، بصدق نية وحسن توكل على الله ، ولا تفهم من قولي أن تتصنع ما ليس فيك فتقع في شر وخيم من رياء وحب محمدة ، فهذا قطعا غير مقصود ، وإنما أن تدرب نفسك في خلواتك على استحضار المعاني والبكاء عليها ، وأبشرك بقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم)
    فهذه المحاولات الصادقة في خشوعك أثناء القراءة ستؤتي ثمارها ولو بعد حين .
    أما أدوات المحاولة الصادقة :
    أن تُشرك القلب والعقل مع اللسان عند التلاوة ، بعدها ستجد للقرآن حلاوة.
    قال الغزالي في الإحياء:
    ( وتلاوة القرآن حق تلاوته هو أن يشترك فيه العقل واللسان والقلب .
    فحظ اللسان : تصحيح الأخطاء بالترتيل. وحظ العقل : تفسير المعاني .
    وحظ القلب: الاتعاظ والتأثر بالانزجار والائتمار ، فاللسان يرتل ، والعقل يترجم ، والقلب يتعظ .)
    هذه خطوة على طريق علاج قلبك بالقرآن ، وإنني أسأل الله الرحيم الرحمن أن يوجد في قلبي وقلوبكم رقة وخشية ، وأن يجعلنا من أهله وخاصته إنه ولي ذلك والقادر عليه
    وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..


    م


     
  2. الصورة الرمزية طيف المدينة

    طيف المدينة تقول:

    افتراضي رد: كيف نجد في القلب رقة عند تلاوة القرآن ؟؟حملة الشقائق..


    أسأل الله الرحيم الرحمن أن يوجد في قلبي وقلوبكم رقة وخشية ، وأن يجعلنا من أهله وخاصته إنه ولي ذلك والقادر عليه .
    بارك الله فيك أختي ريحانه ونفع بك.




     
  3. الصورة الرمزية همي الدعوه

    همي الدعوه تقول:

    افتراضي رد: كيف نجد في القلب رقة عند تلاوة القرآن ؟؟حملة الشقائق..

    شـكــ وبارك الله فيكم ـــرا لكم ونفع بكم

     
  4. الصورة الرمزية ريحانة

    ريحانة تقول:

    افتراضي رد: كيف نجد في القلب رقة عند تلاوة القرآن ؟؟حملة الشقائق..

    بارك الله فيكم ع المرور..
     
  5. الصورة الرمزية ابو ريتاج

    ابو ريتاج تقول:

    افتراضي رد: كيف نجد في القلب رقة عند تلاوة القرآن ؟؟حملة الشقائق..

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...
    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
    أخي : تذكر دائماً أن الإستغفار يفتح الأقفال
    يقول ابن تيمية : إن المسألة لتغلق علي فأستغفر الله ألف مرة أو أكثر فيفتحها الله علي
     
  6. الصورة الرمزية ريحانة

    ريحانة تقول:

    افتراضي رد: كيف نجد في القلب رقة عند تلاوة القرآن ؟؟حملة الشقائق..

    بارك الله فيكم ع المرور..