الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية طيف المدينة

    طيف المدينة تقول:

    مميز ♥.♥.♥ * التراجم العطرة في سيرة (زوجات الرسول) المختصرة * ♥.♥.♥







    كم هي الحاجة ماسة لإبراز الصحابيات قدوات لنساء الأمة

    في زمن المتغيّرات

    في زمن اختلال الموازين

    في زمن أصبحت القدوات حثالة المجتمعات

    مِن راقصات ومُغنيّات

    بل - أجاركن الله وحماكن - أصبحت المومسات قدوات !

    وحقّ لنا حينها أن نقول :

    يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !!

    على أنه يبنغي أن لا يغيب عن أذهاننا أن الأمة لا زالت بخير ، وفيها نساء صالحات ، وفيها قدوات .


    فاللهم احفظهن بحفظك

    الشيخ عبد الرحمن السحيم







    زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم


    سيدة نساء العالمين في زمانها
    (خديجةبنت خويلد"رضي الله عنها)..






    خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدا لعزى القرشية الأسدية الملقبة .. بالطاهرة ..




    خديجة بنت خويلد، أم المؤمنين تربت وترعرعت في بيت مجد ورياسة، نشأت على الصفات والأخلاق الحميدة، عرفت بالعفة والعقل والحزم حتى دعاها قومها في الجاهلية بالطاهرة.





    نسبها ونشأتها
    هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى قصي بن كلاب القرشية الأسدية. أما أمها فهي فاطمة بنت زائدة بن الأصمّ ، يتصل حبل نسبها بالشجرة النبوية المباركة . ولدت سنة 68 للهجرة (556 م) .وكانت السيدة خديجة تاجرة، ذات مال تستأجر الرجال وتدفع المال مضاربة.





    زواجها ( قبل محمد صلى الله عليه وسلم )
    كان لخديجة مكانة رفيعة في قومها ، لصباحة وجهها ، وجمال نفسها – إضافة إلى حسبها ونسبها – فتزوجها عتيق بن عابد ، من بني مخزوم ، فولدت له هنداً بنت عتيق ، ومات عنها . فتزوجها بعده أبو هالة ، مالك بن النباشّ بن زُرارة ، الذي يتصل نسبه بعمرو بن تميم ، حليف بني عبد الدار بن قصيّ . فولدت له : هنداً بنت أبي هالة ، وهالة بنت أبي هالة ، ولم يعش أبو هالة طويلاً ، فترملت خديجة مرة ثانية ، وتفرغت للتجارة ، ولم تفكر في الزواج بعد موت أبي هالة .





    زواجها بمحمد ( صلى الله عليه وسلم )
    وكرّت السّنون وهي مشغولة بتجارتها فقد كانت ترسل أموالها في تجارة إلى الشام فتشتري ما يروق لها من أمتعة الهند واليمن وسائر الأمصار لتبيعها بالربح الجزيل .
    وسمعت بمحمد بن عبدالله ، الذي لُقب بالأمين لصدقه وأمانته ، فأرسلت إليه وعَرضت عليه أمر المتاجرة بأموالها على أن تُعطيَه ضعف ما تعطي لغيره فوافق على ذلك وخرج من بيتها راضياً مطمئناً .
    وحانت ساعة الرحيل فانطلق الركب من مكة إلى الشام وكان الجو حاراً ولكن شيئاً شَدَهَ المرافقين للأمين وحيّرهم أثناء سيرهم ، ذلك أن غمامة كانت تُظَللُهُ أينما سار ، وحيثما اتجه ، فتجعل طريقة وطريقهم برداً وسلاماً ، فأعجب به أولئك الرجال أيّما إعجاب وسحروا بأخلاقه وصفاء نفسه وكان فيهم ميْسرة مولى خديجة .
    وبالقرب من بُصرى الشام ، استرح القوم من وعثاء السفر فانتحى محمد الأمين ناحية وجلس تحت ظل شجرة قريبة منهم ، وأخذ يجيل بصره فيما حوله متأملاً . أما مَيْسرة فذهب ليزور بعض معارفه في ذلك المكان . وفي الطريق قابل راهباً اسمه ( نسطور ) ( وليس البحيري الذي قابله عندما كان برفقة عمه في رحلتهما الى الشام . ) فسأله ذلك الراهب عن الشخص الجالس تحت ظل الشجرة فقال :
    من قريش ، من أهل الحرم .
    فقال نسطور :
    ما نزل تحت هذه الشجرة قطُّ إلا نبيّ ( أراد : مانزل تحتها هذه الساعة إلا نبيّ ، ولم يقصد غير ذلك ) .
    وهرول الراهب نحو النبي صلى الله عليه وسلم وهو يردد قوله :
    ليتني أُدرك وقت نبوّته .
    وعندما اقترب منه تأمله طويلاً ، ثم عاين النقطة التي بين كتفيه ، وهي علامة النبوّة ، وعاد بعد ذلك إلى صومعته مسحوراً بما رأى .
    عاد النبي عليه السلام ، من رحلته تلك بربح كثير لم تشهد خديجة ولا مولاها مثله ، فازداد إعجابها به . وسرد ميسرة على خديجة قصة الغمامة التي كانت ترافقه ، وحكى لها – كذلك – ما دار بينه وبين الراهب نسطور من حديث يبشّر بنبوّته .
    وعرضت خديجة على محمد الأمين الزواج منها ، عن طريق مولاتها نفيسة .
    زارت نفيسة محمداً ، وقالت له :
    ما يمنعك أن تتزوج ؟
    فقال : لا أجد المال اللازم لذلك .
    فقالت له : فإن كُفيتَ ، ودُعيتَ إلى المال والجمال؟
    فقال : ومَنْ هذه ؟
    فقالت : خديجة بنت خويلد .
    فتعجب محمد من ذلك ، وظل ساكناً لا يجيب .
    فعادت نفيسة إلى مولاتها فرحة سعيدة ، تحمل لها بُشرى القبول .
    وجاء القوم من بني هاشم يوم الإملاك ، وهو يوم العَقْد ، وفيهم محمد بن عبدالله ، فأصدق خديجة عشرين بَكْرةً ( الناقة الفتية ) وتم الزواج . وكانت خديجة في الأربعين من عمرها ، وكان محمد في الخامسة والعشرين .









    الزواج الميمون ، وثمرته :
    عهدت خديجة في محمد إدامة التفكير ، وحبّ الخلوة ، والبعد عن صخب الحياة وضوضائها ، فهيأت له كل أسباب الراحة والهدوء . وكان هو يقدَّر لها ذلك فيُجِلُّها ويحترمها أيّما احترام . ومضت تلك الحياة الهانئة السعيدة فقضى الزوجان المباركان خمساً وعشرين سنة ، كانت مثالاً رائعاً في الصفاء والمودة ، وكانت ثمرة هذا الزواج أربعة ذكور ( وقيل هم ثلاثة ) وأربع إناث ، وهم : القاسم والطيب والطاهر وعبدالله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة الزهراء .
    فأما الأولاد الذكور ، فهلكوا في الجاهلية . وأما زينب فتزوجها أبو العاصي بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي فولدت له عليّاً ، وأمامة التي تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، بعد موت فاطمة الزهراء ، رضي الله عنها . ثم خلف عليها بعد عليّ المغيرة أبن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، بوصية من عليّ رضي الله عنه . وماتت زينب رضي الله عنها سنة ثمانٍ من الهجرة .
    وأما رقية فتزوجها عتبة بن أبي لهب وطلقها قبل أن يدخل بها فتزوجها عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، وهاجر بها إلى الحبشة وولدت له هناك عبدالله الذي مات بعدها وقد بلغ ست سنين . وكانت رقية من أجمل النساء ، أصابتها الحصبة وتوفيت بالمدينة المنورة ، بعيد معركة بدر . وأما أم كلثوم فتزوجها عتيبة بن أبي لهب ، وفارقها قبل أن يدخل بها فتزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه ، بعد موت رقية ، فسمي – لذلك – بذي النورين . تزوجها في شهر ربيع الأول ، ودخل بها في جمادي الآخرة ، من السنة الثالثة وماتت سنة تسع من الهجرة .
    وأما فاطمة الزهراء ، فتزوجها علي رضي الله عنه وكان ذلك في شهر رجب بعد الهجرة بخمسة أشهر ، وبنى بها بعد عودته من بدر وكانت – رضي الله عنها – بنت خمس عشرة سنة ، وقيل بنت ثماني عشرة سنة ، فولدت له الحسن والحسين ومحسناً ( الذي مات صغيراً ) وأم كلثوم ، وزينب . ثم ماتت بعد أبيها صلى الله عليه وسلم بستة أشهر ، فكانت وفاتها لثلاث خلون من شهر رمضان ، سنة إحدى عشرة.
    الوحي
    عندما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم الأربعين من عمره كان يرى الضوء والنور ويسمع النداء ولا يرى أحداً . ثم يرى الرؤيا الصالحة في النوم . وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح . ولقد حُبَب إلى محمد صلى الله عليه وسلم الانفراد والخلوة فكان يذهب إلى غار حراء ويطيل التأمل والتفكير .
    وفي أحد الأيام جاءه جبريل – عليه السلام – برسالة من الخالق – عز وجل – فعاد إلى بيته مرتجفاً وهو يقول :
    زّملوني ، دثَروني .
    فزمّلته السيدة خديجة ، ولازمته حتى فارقه الخوف . ثم قال لها : إن جبريل جاءه وهو نائم ، بنمط ( وعاء ) من ديباج فيه كتاب ، فقال له : اقرأ . فقال له : ما أنا بقارئ ( أي : لا أستطيع القراءة ) وكررها ثلاثاً ، ثم قال له : ( اقرأ بأسم ربّك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربّك الأكرم الذي علم بالقلم ) ( سورة العلق ) .
    قال صلى الله عليه وسلم : فقرأتها ، فانصرف عني ، وهببت من نومي ، فكأنما كُتبتْ في قلبي كتاباً . ثم بشرني جبريل بالرسالة . انطلقت خديجة – بعد ذلك – إلى عمها ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي ( وكان قد تنصر وقرأ الكتب وسمع من أهل التوراة والإنجيل ) فروت له ما حدث لزوجها صلى الله عليه وسلم فقال :قُدّوس قُدوس ( أي طاهر ) والذي نفس ورقة بيده لئن كنتِ صَدَقْتني ياخديجة ، لقد جاءه الناموس الأكبر ( الوحي ) الذي كان يأتي موسى ، وإنه لنبيّ هذه الأمة ، فَلْيَثْبُتْ .
    ثم نزل عليه الوحي بقوله تعالى ( يأيها المدثر ، قم فأنذر ، وربك فكبر ، وثيابك فطهر ، والرجز فاهجر ، ولا تمنن تستكثر ، ولربك فاصبر ) ( سورة المدثر ) .
    بعد ذلك ، أخبر زوجة بالأمر السماوي قائلاً : ( انتهى يا خديجة عهد النوم والراحة ، فقد أمرني جبريل أن أنذر الناس ، وأن أدعو إلى الله وإلى عبادته ، فمن ذا أدعوا ، ومن ذا يستجيب ؟ ) ثم قام ينشد ( ورقة بن نوفل ) فما إن رآه ورقة حتى صاح قائلاً :
    " والذي نفسي بيده ، إنك لنبي هذه الأمة ، وَ لَتُكَذَّبَنَّ ، وَلَتُؤّذَيَنَّ ، وَلَتَخُرَجَنَّ ، وَ لَتُقاتَلَنَّ ، ولئن أنا أدركت ذلك اليوم لأنصُرَن الله نصراً يعلمه "
    ثم أدنى رأسه إليه فقبل يافوخه . قال نبينا صلى الله عليه وسلم : ( أوَ مُخرجيَّ هم ؟ )
    أجاب ورقة : نعم لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي ، ليتني أكون فيها جذعاً ( الشاب القوي ) .. ليتني أكون حياً.










    الدعوة السَّرية
    منذ ذلك الوقت بدأت الدعوة السرية التي استمرت ثلاث سنوات فأخذ يدعو أصدقائه وأقرب الناس إليه فكانت خديجة رضي الله عنها أول من آمن به من النساء ، وأبو بكر رضي الله عنه أول من آمن من الرجال ( وقد سمي الصَّديَّق ، لأنه أول من صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سرد له ما حدث له ليلة الأسراء والمعراج ) وكان عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، أول من آمن به من الأطفال .
    ولقد لقي صلى الله عليه وسلم في دعوته الناس إلى الإسلام المصاعب والعقبات الكثيرة وكان أشدهم عداء له عمه أبو لهب وامرأته وقد نزل فيهما قرآن يتلى مدى الدهر : ( تبت يدا أبي لهب وتب ، ما أغنى عنه ماله وما كسب ، سيصلى ناراً ذات لهب ، وامرأته حمالة الحطب ، في جيدها حبل من مَسَد ) ( سورة المسد ) .
    وكان عمه أبو طالب يدفع عنه الأذى ويحميه من عدوان قريش وكانت خديجة ( رضي الله عنها ) تخفف عنه ما يلقاه من المكاره والشرور .
    وقد قضت قريش على بني هاشم وعبد المطلب الخروج من مكة ، وحاصرتهم في شعب أبي طالب وسجلت مقاطعتها لهم في صحيفة عُلقتْ في جوف الكعبة .
    وخرجت خديجة مع زوجها إلى الشَّعب المذكور ، وأمضوا جميعاً فترة عصيبة ، امتدّت إلى نحو ثلاث سنوات ، ثم فُكّ الحصار عنهم ، وعادوا إلى بيوتهم ومرتع صباهم .








    عام الحزن
    بعد نحو ستة أشهر من أنتهاء الحصار الذي فرض على المسلمين في شعب أبي طالب ، مات أبو طالب ( عم النبي صلى الله عليه وسلم ) الذي كان يحميه من أئمة الكفر القرشيين . فحزن عليه الرسول حزناً كثيراً ولم يبق له ، بعد ذلك ، من يدافع عنه ويحميه ، سوى ربّ العالمين ، وهو نعم المدافع والمعين .
    وبعد أبي طالب بثلاثة أيام توفيت خديجة ، فشعر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن حزنه تضاعف إذْ فقد بموتها الحبّ والحنان والدعم النفسي ، الذي كان يعينه على السير في طريق الدعوة الشائك . وسمي ذلك العام ( عام الحزن ) .







    منزلتها عند رسول الله
    السيدة خديجة رضي الله عنها هي أول امرأة تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم و كانت أحب زوجاته إليه، ومن كرامتها أنها لم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت.
    كانت السيدة خديجة امرأة عاقلة، جليلة، دينة، مصونة، كريمة، من أهل الجنة، فقد أمر الله – تعالى – رسوله أن يبشرها في الجنة من قصب لا صحب فيه ولا نصب.

    كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يفضلها على سائر زوجاته، وكان يكثر من ذكرها بحيث أن عائشة كانت تقول : ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ماغرت على خديجة وما رأيتها ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم
    يكثر من ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا إلا خديجة، فيقول إنها كانت وكان لي منها ولد
    وقالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكر خديجة يوما من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت هل كانت إلا عجوزاً فأبدلك الله خيراً منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال: لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمن بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني النساء، قالت عائشة: فقلت في نفسي لا أذكرها بسيئة أبداللسيدة خديجة مكانة رفيعة ، فقد ظل يذكرها ويذكر صديقاتها طول العمر







    وفاتها
    ماتت خديجة بعد أن أخذ الإسلام ينتشر داخل شبه الجزيرة العربية وخارجها ، حتى وصل إلى الحبشة ، وكانت قد بلغت الخامسة والستين من عمرها ، بعد أن عاشت مع الرسول صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين سنة ، وأنجبت له أولاده جميعاً إلا إبراهيم .
    توفيت خديجة رضي الله عنها وانزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه في حفرتها وادخلها القبر بيده، وكانت وفاتها مصيبة بالنسبة للرسول تحملها بصبر وجأش راضياً بحكم الله – سبحانه وتعالى.
    توفيت السيدة خديجة في رمضان، ودفنت بالحجون وهو جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها.






    قال عنها المؤرخون


    إن ثقتها في الرجل الذى تزوجته..لأنها احبته..كانت تضفى جوا من الثقة على المراحل الاولى للعقيدة التى يدين بها اليوم واحد في كل سبعة من سكان العالم


    أرخ أحد المؤرخين حياة الرسول .. باليوم الذى لقى فية خديجة و "مدت يدها إليه تقديرا".. ، كما أرخ حادث هجرته إلى "يثرب" باليوم الذى خلت فية "مكة" من "خديجة" .



    موقف " خديجة " حين جاءها زوجها من غار حراء " خائفا مقرورا أشعث الشعر و اللحية ، غريب النظرات ... ، فإذا بها ترد إلية السكينة و الأمن ، و تسبغ عليه ود الحبيبة و إخلاص الزوجة و حنان الأمهات ، وتضمه إلى صدرها فيجد فيه حضن الأم الذى يحتمى به من كل عدوان في الدنيا " ، وكتب عن وفاتها : " ... فقد الرسول صلى الله عليه وسلم بوفاة خديجة تلك التى كانت أول من علم أمره فصدقته ، تلك التى لم تكف عن إلقاء السكينة في قلبه...والتى ظلت ما عاشت تشمله بحب الزوجات و حنان الامهات "



    رضي الله عنها و ارضاها و جمعنا الله بها ..



    يتبع بإذن الله00


    التعديل الأخير تم بواسطة طيف المدينة ; 30 Nov 2010 الساعة 05:42 PM




     
  2. الصورة الرمزية طيف المدينة

    طيف المدينة تقول:

    افتراضي رد: ♥.♥.♥ * التراجم العطرة في سيرة (زوجات الرسول)المختصرة * ♥.♥.♥




    سودة بنت زمعة

    أول امرأة تزوجها الرسول بعد خديجة


    وبها نزلت آية الحجاب



    اسمها ونسبها:
    هي أم المؤمنين سوده بنت زمعة بن قيس بن عبد ود ابن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشية العامرية، وأمها الشمّوس بنت قيس بن زيد بن عمر الأنصارية.

    إسلامها:
    كانت سيدة جليلة نبيلة ضخمة، من فوا ضل نساء عصرها. كانت قبل أن يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت ابن عم لها يقال له: السكران بن عمرو، أخي سهيل بن عمرو العامري. ولما أسلمت بايعت النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم معها زوجها السكران وهاجرا جميعاً إلى أرض الحبشة، وذاقت الويل في الذهاب معه والإياب حتى مات عنها وتركها حزينة مقهورة لا عون لها ولا حرفة وأبوها شيخ كبير.



    زواجها:
    في حديث لعائشة عن خولة بنت حكيم، أن خولة بنت حكيم السلمية رفيقة سودة في الهجرة إلى الحبشة وزوجها عثمان بن مظعون لما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها: أنها صغيرة ويريد من هي أكبر سناً لتدبير شؤون بيته ورعاية فاطمة الزهراء.
    فعرضت الزواج من سوده بنت زمعة، فهي امرأة كبيرة وواعية، رزان ومؤمنة، وأن جاوزت صباها وخلت ملامحها من الجمال. ولم تكد خولة تتم كلامها حتى أثنى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم- فأتى فتزوجها.
    تزوج النبي صلى الله عليه وسلم- بسودة ولديها ستة أبناء وكان زواجها في رمضان في السنة العاشرة من النبوة، بعد وفاة خديجة بمكة، وقيل: سنة ثمانية للهجرة على صداق قدره أربعمائة درهم، وهاجر بها إلى المدينة.






    فضلها :
    تعد سودة – رضي الله عنها - من فواضل نساء عصرها، أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم ، وهاجرت إلى أرض الحبشة. تزوج بها الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت إحدى أحب زوجاته إلى قلبه، عرفت بالصلاح والتقوى،

    صفاتها:
    لما جاءها الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً وسألها إن كانت تريد تسريحاً، وهو يعلم أن ليس لها في الزواج مأرب إلا الستر والعافية قالت سودة وقد هدأت بها غيرة الأنثى: يا رسول الله مالي من حرص على أن أكون لك زوجة مثل عائشة فأمسكني، وحسبي أن أعيش قريبة منك، أحب حبيبك وأرضى لرضاك.
    ووطدت سوده نفسها على أن تروض غيرتها بالتقوى، وأن تسقط يومها لعائشة وتؤثرها على نفسها، وبعد أن تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بحفصة بنت عمر جبراً لخاطرها المكسور بعد وفاة زوجها وسنها لم يتجاوز الثامنة عشر، هانت لدى سودة الحياة مع ضرتين ندتين كلتاهما تعتز بأبيها، ولكنها كانت أقرب لعائشة ترضيها لمرضاة زوجها.



    أعمالها:
    روت سودة – رضي الله عنها- خمسة أحاديث، وروى عنها عبدالله بن عباس ويحيى بن عبدالله بن عبد الرحمن بن سعدين زاره الأنصاري. وروى لها أبو داود والنسائي وخرج لها البخاري.

    وفاتها:
    توفيت سودة في آخر زمن عمر بن الخطاب، ويقال إنها توفيت بالمدينة المنورة في شوال سنة أربعة وخمسون،



    يتبع بإذن الله...






     
  3. الصورة الرمزية طيف المدينة

    طيف المدينة تقول:

    افتراضي رد: ♥.♥.♥ * التراجم العطرة في سيرة (زوجات الرسول)المختصرة * ♥.♥.♥





    (عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما)

    نسبها
    هى أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر الصديق الطاهرة المبرئة من السماء حبيبة رسول الله صلى الله عليه و سلم
    قال عنها عروة بن الزبير (( ما رأيت أحداً أعلم بالقرآن ولا بفرائضه ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث عرب ولا بنسب من عائشة)).
    تقول ((فضلت على نساء الرسول بعشر ولا فخر: كنت أحب نسائه إليه، وكان أبي أحب رجاله إليه، وتزوجني لسبع وبنى بي لتسع (أي دخل بي)، ونزل عذري من السماء (المقصود حادثة الإفك)،واستأذن النبي صلى الله عليه و سلم نساءه في مرضه قائلاً: إني لا أقوى على التردد عليكن،فأذنّ لي أن أبقى عند بعضكن، فقالت أم سلمة: قد عرفنا من تريد، تريد عائشة، قد أذنا لك، وكان آخر زاده في الدنيا ريقي، فقد استاك بسواكي، وقبض بين حجري و نحري، ودفن في بيتي)).



    زواجها بالرسول صلى الله عليه و سلم
    عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: ((أريتك في المنام، مرتين أرى أنك في سرقة من حرير ويقول هذه امرأتك، فأكشف عنها فإذا هي أنت، فأقول إن كان هذا من عند الله يمضه)).

    روى الامام أحمد فى مسنده: لما ماتت خديجة جاءت خَوْلَة بنت حكيم امرأة عثمان بن مَظْعُون قالت: يا رسول الله! ألا تزوّج؟
    قال: (مَنْ ؟)،
    قالت: إن شئت بكراً وإن شئت ثيباً،
    قال: (فَمَنِ البِكْرُ ؟)
    قالت: ابنة أحبّ خلق الله عزّ وجلَّ إليك عائشة بنت أبي بكر،
    قال: (ومَنِ الثَّيّيبُ ؟)
    قالت: سَودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتّبعتك على ما تقول، قال: (فاذهبي، فاذكريهما عليَّ).
    فدخلت بيت أبي بكر، فقالت: يا أمّ رُومان! ماذا أدخل الله - عزّ وجلّ - عليكم من الخير والبركة،
    قالت: وما ذلك؟
    قالت: أرسلني رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- أخطبُ عليه عائشة
    قالت: انتظري أبا بكر حتى يأتي، فجاء أبو بكر،
    فقالت: يا أبا بكر! ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة
    قال: وما ذاك؟
    قالت: أرسلني رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- أخطب عليه عائشة
    قال: وهل تصلحُ له؟ إنما هي ابنة أخيه.
    فرجعت إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- فذكرت له ذلك
    قال: (ارجعي إليه فقولي له: أنا أخوك وأنت أخي في الإسلام، وابنتك تصلح لي)،
    فرجعت فذكرت ذلك له، قال: انتظري، وخرج.
    قالت أم رُومان: إن مُطعِم بن عديّ قد كان ذكرها على ابنه، فوالله ما وعد وعداً قطّ فأخلفه، لأبي بكر، فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي، وعنده امرأته أم الفتى، فقالت: يا ابن أبي قُحافة! لعلّك مُصْبٍ صاحبنا مُدخِله في دينك الذي أنت عليه إن تزوّج إليك، قال أبو بكر للمُطعم بن عديّ: أقولَ هذه تقول؟
    قال: إنها تقول ذلك، فخرج من عنده وقد أذهب الله - عزّ وجلّ - ما كان في نفسه من عِدَته التي وعده، فرجع، فقال لخولَة: ادعي لي رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- فزوّجها إيّاه، وعائشة يومئذٍ بنت ست سنين.

    فلما هاجر رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- إلى المدينة خلّف أهله وبناته، ثم إنهم قدموا المدينة، فنزلت عائشة -رضي الله عنها- مع عيال أبي بكر بالسُّنح، فلم تلبث أن وُعِكَت - أي أصابتها الحمّى - فكان أبو بكر -رضي الله عنه- يدخل عليها قيُقبِّل خدّها ويقول: كيف أنت يا بُنية؟
    قالت عائشة: فتَمَرَّق شعري - تساقط - فوفَى جُمَيْمَة - كثر –
    فقال أبو بكر: يا رسول الله! ما يمنعك من أن تبني بأهلك؟
    فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم-: (الصَّداقُ)، فأعطاه أبو بكر خمسمائة درهم.
    قالت عائشة: فجاء رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- ضحى فدخل بيتنا، فأتتني أمّي أمّ رُومان، وإني لفي أُرْجُوحَة ومعي صواحب لي، فصرخت بي، فأتيتها لا أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأُنْهِج حتى سكن بعض نفسي، ثم أخذتْ شيئاً من ماء فمسحت به وجهي ورأسي، ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت، فقُلن على الخير والبركة، وعلى خير طائر، فأسلمتني إليهنّ، فأصلحن من شأني، فلم يَرْعني إلاّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- فأسلمتني إليه، وهي يومئذ بنت تسع سنين ولُعبها معها.‏

    وفي رواية أخرى: قالت عائشة -رضي الله عنها-: ثم أقبلت أمّي بي تقودني، ثم دخلت بي على رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- فإذا رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- جالس على سرير في بيتنا، وعنده رجال ونساء من الأنصار، فاحتبستني في حجرة، ثم قالت: هؤلاء أهلك يا رسول الله، بارك الله لك فيهن وبارك لهن فيك، فوثب الرجال والنساء، قالت عائشة: وبنى بي رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- في بيتنا.

    قالت عائشة: ما نُحِرت عليّ جَزور، ولا ذُبحت عليّ شاة، حتى أرسل إلينا سعد بن عُبادة بجفنة كان يرسل بها إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- إذا دار على نسائه.

    وكانت أسماء بنت يزيد بن السَّكَن -رضي الله عنها- ممّن هيّأ عائشة -رضي الله عنها- وأدخلتها على رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- في نسوة معها
    قالت أسماء: فوالله ما وجدنا عنده قِرى، إلاّ قدحاً من لبن، فشرب منه ثم ناوله عائشة، فاستحيت الجارية وخفضت رأسها،
    قالت أسماء: فانتهرتها وقلت لها: لا تَرُدّي يد رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- خُذي منه، فأخذته على حياء فشربت منه
    ثم قال لها النبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم-: (ناولي صواحبك)
    قالت أسماء: يا رسول الله! بل خذه فاشرب منه ثم ناولنيه من يدك، فأخذه فشرب منه، ثم ناوَلَنيه، قالت: فجلست ثم وضعته على ركبتي، ثم طفِقت أُديره وأتّبعه بشفتي لأُصيب منه مَشْرب النبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم-
    ثم قال لنسوة عندي: (ناوِليهِنَّ)
    فقُلنَ: لا نشتهيه
    فقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم-: (لا تجْمَعنَّ جُوعاً وكذباً)
    فقلت: يا رسول الله! إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه: لا أشتهيه يُعدّ ذلك كذباً؟
    قال: (إنَّ الكذبَ يُكْتَبُ كَذِباً، حتى الكُذَيْبَة كُذَيْبَة).‏




    مكانتها عند رسول الله صلى الله عليه و سلم و حبه لها

    من أخص مناقبها ما علم من حب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لها، وشاع من تخصيصها عنده، ولم يتزوج بكراً سواها ونزول القرآن في عذرها وبراءتها، والتنويه بقدرها، ووفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بين سحرها ونحرها، وفي نوبتها، وريقها في فمه الشريف، لأنه كان يأمرها أن تندي له السواك بريقها، ونزول الوحي في بيتها، وهو في لحافها
    عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة قد أكل منها، ووجدت شجرة لم يؤكل منها في أيها كنت ترتع بعيرك؟
    قال: ((في التي لم يرتع منها)) تعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها.
    عن أنس -رضي الله عنه- أن النبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم- سُئلَ: مَن أحبّ النّاس إليك؟
    قال: (عائشَةُ)، فقيل: من الرجال ؟، قال: (أبوها).

    وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- يُلاطف عائشة -رضي الله عنها- ويباسطها، ويراعي صغر سنّها، روي عنها أنها كانت تلعب بالبنات- أى العرائس- عند رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- قالت: وكانت تأتيني صَواحبي فكنّ ينقمعن - يتسترن - من رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- قالت: فكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- يُسَرِّبُهُنّ إليّ.

    وكان يأذن لها أن تلهو يوم العيد وتنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، فقد روي عنها أن أبا بكر -رضي الله عنه- دخل عليها وعندها جاريتان في أيام مِنى تُدَفِّفان وتضرِبان، والنبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم- مُتَغَشّ بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف النبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم- عن وجهه فقال: (دعهما يا أبا بكر، فإنَّها أيّام عيد، وتلك الأيام أيام منى)

    وقالت عائشة: قَدِمَ وَفْدُ الحَبَشَةِ على رسول الله صلى الله عليه و سلم- فقاموا يلعبون فى المسجد، فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم- يسترنى بردائه, وأنا أنظر إليهم حتى أكون أنا التى أسأم

    وقالت: خرجت مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم- في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمِل اللّحم ولم أبدُن، فقال للنّاس: (تقَدَّموا)، فتقدّموا،
    ثم قال لي: (تَعالَيْ حتى أُسَابِقَكِ)، فسابقته، فسبقته، فسكت عنّي، حتى إذا حملت اللحم، وبدُنت ونسِيت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للنّاس: (تقَدَّموا)، فتقدّموا،
    ثم قال لي: (تَعالَيْ حتى أُسَابِقَكِ)، فسابقته، فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول: (هذه بتلك).

    اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِذَا عَائِشَةُ تَرْفَعُ صَوْتَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ:
    يَا بِنْتَ ام رومان، تَرْفَعِيْنَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟
    فَحَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا.
    ثُمَّ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَرَضَّاهَا، وَقَالَ: (أَلَمْ تَرَيْنِي حُلْتُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَكِ؟).
    ثُمَّ اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ مَرَّةً أُخْرَى، فَسَمِعَ تَضَاحُكَهُمَا، فَقَالَ:
    أَشْرِكَانِي فِي سِلْمِكُمَا، كَمَا أَشْرَكْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا.
    عَنْ عَائِشَةَ:
    أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُوْلُ لَهَا: (إِنِّي لأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى).
    قَالَتْ: وَكَيْفَ يَا رَسُوْلَ اللهِ؟
    قَالَ: (إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، قُلْتِ: لاَ، وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قُلْتِ: لاَ، وَرَبِّ إِبْرَاهِيْمَ).
    قُلْتُ: أَجَلْ، وَاللهِ مَا أَهْجُرُ إِلاَّ اسْمَكَ.



    عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)).

    وثبت في (صحيح البخاري) أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة، فاجتمع أزواجه إلى أم سلمة وقلن لها: قولي له يأمر الناس أن يهدوا له حيث كان.
    فقالت أم سلمة: فلما دخل عليّ قلت له ذلك فأعرض عني، ثم قلن لها ذلك فقالت له فأعرض عنها، ثم لما دار إليها قالت له، فقال: ((يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل عليّ الوحي في بيت وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها)).

    وذكر: ((أنهن بعثن فاطمة ابنته إليه فقالت: إن نساءك ينشدونك العدل في ابنة أبي بكر بن أبي قحافة.
    فقال: ((يا بنية ألا تحبين من أحب؟))
    قالت: قلت: بلى !.
    قال: ((فأحبي هذه)).
    ثم بعثن زينب بنت جحش فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة فتكلمت زينب ونالت من عائشة، فانتصرت عائشة منها وكلمتها حتى أفحمتها، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عائشة ويقول: ((إنها ابنة أبي بكر)).


    كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُعْطِيْنِي العَظْمَ فَأَتَعَرَّقُهُ، ثُمَّ يَأْخُذُهُ، فَيُدِيْرُهُ حَتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فَمِي.

    أَخْبَرَنِي أَبُو قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرٍو، قَالَ:
    بَعَثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ: سَلْهَا أَكَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ؟ فَإِنْ قَالَتْ: لاَ، فَقُلْ: إِنَّ عَائِشَةَ تُخْبِرُ النَّاسَ أَنَّهُ كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ.
    فَقَالَتْ: لَعَلَّهُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَتَمَالَكُ عَنْهَا حُبّاً، أَمَّا إِيَّايَ فَلاَ.
    ومن خصائصها: رضي الله عنها أنها كان لها في القسم يومان يومها ويوم سودة حين وهبتها ذلك تقرباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .



    فضائلها رضى الله عنها
    عن عائشة قالت: فضِّلتُ على نساء النبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم- بعشر، قيل: ما هنّ يا أم المؤمنين؟



    وروى البخاري: عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوماً: ((يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام)).
    فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى.
    عن عائشة
    -قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو ذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس أبا بكر رضي الله عنه فقالوا ألا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر رضي الله عنه ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا لى ماء وليس معهم ماء قالت عائشة فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعن بيده خاصرتي فما منعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله عز وجل آية التيمم فقال أسيد بن حضيز ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر قالت فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته.

    عن عائشة، أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه أين أنا غداً، أين أنا غداً، يريد يوم عائشة، فأذن له أزواجه أن يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة، حتَّى مات عندها.
    قالت عائشة رضي الله عنها: فمات في اليوم الذي كان يدور علي فيه في بيتي، وقبضه الله وإن رأسه لبين سحري ونحري، وخالط ريقه ريقي، قالت: ودخل عبد الرحمن ابن أبي بكر ومعه سواك يستن به، فنظر إليه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقلت له: أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن، فأعطانيه، فقضمته ثم مضغته فأعطيته رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فاستن به، وهو مسند إلى صدري.
    ومن خصائصها: أنها أعلم نساء النبي صلى الله عليه وسلم، بل هي أعلم النساء على الإطلاق.
    قال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواجه وعلم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل.
    وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأياً في العامة.
    وقال عروة: ما رأيت أحداً أعلم بفقه، ولا طب، ولا شعر من عائشة.
    ولم ترو امرأة ولا رجل غير أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحاديث بقدر روايتها رضي الله عنها.
    وقال أبو موسى الأشعري: ما أشكل علينا أصحاب محمد حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً.

    كَانَ عُرْوَةُ يَقُوْلُ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّتَاهُ! لاَ أَعْجَبُ مِنْ فِقْهِكِ، أَقُوْلُ: زَوْجَةُ نَبِيِّ اللهِ، وَابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ، وَلاَ أَعْجَبُ مِنْ عِلْمِكِ بِالشِّعْرِ وَأَيَّامِ النَّاسِ، أَقُوْلُ: ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ، وَلَكِنْ أَعْجَبُ مِنْ عِلْمِكِ بِالطِّبِّ كَيْفَ هُوَ، وَمِنْ أَيْنَ هُوَ، أَوْ مَا هُوَ؟!
    قَالَ: فَضَرَبَتْ عَلَى مَنْكِبِهِ، وَقَالَتْ:
    أَيْ عُرَيَّةُ، إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَسْقَمُ عِنْدَ آخِرِ عُمُرِهِ - أَوْ فِي آخِرِ عُمُرِهِ - وَكَانَتْ تَقْدَمُ عَلَيْهِ وُفُودُ العَرَبِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، فَتَنْعَتُ لَهُ الأَنْعَاتَ، وَكُنْتُ أُعَالِجُهَا لَهُ، فَمِنْ ثَمَّ.




    حديث الافك
    قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، فلما كان غزوة بني المصطلق أقرع بين نسائه، كما كان يصنع، فخرج سهمي عليهن معه، فخرج بي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    قالت: وكان النساء إذ ذاك يأكلن العلق، لم يهجهن اللحم فيثقلن، وكنت إذا رحل لي بعيري جلست في هودجي، ثم يأتي القوم الذين كانوا يرحلون لي فيحملونني ويأخذون بأسفل الهودج فيرفعونه فيضعونه على ظهر البعير، فيشدونه بحباله، ثم يأخذون برأس البعير فينطلقون به.
    قالت: فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفره ذلك، وجه قافلاً حتى إذا كان قريباً من المدينة نزل منزلاً فبات به بعض الليل، ثم أذن مؤذن في الناس بالرحيل، فارتحل الناس وخرجت لبعض حاجتي، وفي عنقي عقد لي فيه جزع ظفار، فلما فرغت انسل من عنقي ولا أدري، فلما رجعت إلى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقي فلم أجده، وقد أخذ الناس في الرحيل، فرجعت إلى مكاني الذي ذهبت إليه فالتمسته حتى وجدته.
    وجاء القوم خلافي الذين كانوا يرحلون لي البعير، وقد كانوا فرغوا من رحلته، فأخذوا الهودج وهم يظنون أني فيه، كما كنت أصنع فاحتملوه فشدوه على البعير، ولم يشكوا أني فيه ثم أخذوا برأس البعير، فانطلقوا به فرجعت إلى العسكر وما فيه داع ولا مجيب، قد انطلق الناس.
    قالت: فتلففت بجلبابي ثم اضطجعت في مكاني، وعرفت أن لو افتقدت لرجع الناس إلي.
    قالت: فوالله إني لمضطجعة إذ مر بي صفوان بن المعطل السلمي، وكان قد تخلف عن العسكر لبعض حاجاته، فلم يبت مع الناس فرأى سوادي فأقبل حتى وقف علي، وقد كان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب، فلما رآني قال: إنا لله وإنا إليه راجعون ظعينة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وأنا متلففة في ثيابي.
    قال: ما خلفك يرحمك الله ؟
    قالت: فما كلمته.
    ثم قرب إلي البعير فقال: اركبي، واستأخر عني.
    قالت: فركبت وأخذ برأس البعير فانطلق سريعاً يطلب الناس، فوالله ما أدركنا الناس وما افتقدت حتى أصبحت ونزل الناس، فلما اطمأنوا طلع الرجل يقود بي، فقال أهل الإفك ما قالوا، وارتج العسكر، والله ما أعلم بشيء من ذلك.
    ثم قدمنا المدينة فلم ألبث أن اشتكيت شكوى شديدة لا يبلغني من ذلك شيء، وقد انتهى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أبوي لا يذكرون لي منه قليلاً ولا كثيراً، إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض لطفه بي، كنت إذا اشتكيت رحمني ولطف بي، فلم يفعل ذلك بي في شكواي ذلك، فأنكرت ذلك منه.
    كان إذا دخل علي وعندي أمي تمرضني قال: ((كيف تيكم ؟)) لا يزيد على ذلك.
    قالت: حتى وجدت في نفسي، فقلت: يا رسول الله حين رأيت ما رأيت من جفائه لي لو أذنت لي، فانتقلت إلى أمي فمرضتني ؟
    قال: ((لا عليك)).
    قالت: فانقلبت إلى أمي، ولا علم لي بشيء مما كان حتى نقهت من وجعي بعد بضع عشرين ليلة، وكنا قوماً عرباً لا نتخذ في بيوتنا هذه الكنف التي تتخذها الأعاجم، نعافها ونكرهها، إنما كنا نخرج في فسح المدينة، وإنما كانت النساء يخرجن في كل ليلة في حوائجهن، فخرجت ليلة لبعض حاجتي ومعي أم مسطح ابنة أبي رهم بن المطلب.
    قالت: فوالله إنها لتمشي معي إذ عثرت في مرطها فقالت: تعس مسطح - ومسطح لقب واسمه عوف - قالت: فقلت: بئس لعمرو الله ما قلت لرجل من المهاجرين وقد شهد بدراً.
    قالت: أو ما بلغك الخبر يا بنت أبي بكر ؟
    قالت: قلت: وما الخبر ؟
    فأخبرتني بالذي كان من قول أهل الإفك.
    قلت: أو قد كان هذا ؟
    قالت: نعم والله لقد كان.
    قالت: فوالله ما قدرت على أن أقضي حاجتي، ورجعت فوالله ما زلت أبكي حتى ظننت أن البكاء سيصدع كبدي؛ قالت: وقلت لأمي: يغفر الله لك تحدث الناس بما تحدثوا به ولا تذكرين لي من ذلك شيئاً ؟
    قالت: أي بنية خففي عليك الشأن، فوالله لقل ما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر إلا كثرن وكثر الناس عليها.
    قالت: وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فخطبهم ولا أعلم بذلك، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((أيها الناس ما بال رجال يؤذونني في أهلي، ويقولون عليهم غير الحق، والله ما علمت عليهم إلا خيراً، ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه إلا خيراً، ولا يدخل بيتاً من بيوتي إلا وهو معي)).
    قالت: وكان كبر ذلك عند عبد الله بن أبي بن سلول في رجال من الخزرج مع الذي قال مسطح وحمنة بنت جحش، وذلك أن أختها زينب بنت جحش كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تكن امرأة من نسائه تناصيني في المنزلة عنده غيرها، فأما زينب فعصمها الله بدينها فلم تقل إلا خيراً، وأما حمنة فأشاعت من ذلك ما أشاعت تضارني لأختها فشقيت بذلك.
    فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المقالة، قال أسيد بن حضير: يا رسول الله إن يكونوا من الأوس نكفيكهم، وإن يكونوا من إخواننا من الخزرج فمرنا أمرك، فوالله إنهم لأهل أن تضرب أعناقهم.
    قالت: فقام سعد بن عبادة، وكان قبل ذلك يرى رجلاً صالحاً فقال: كذبت لعمر الله ما تضرب أعناقهم، أما والله ما قلت هذه المقالة إلا أنك قد عرفت أنهم من الخزرج، ولو كانوا من قومك ما قلت هذا.
    فقال أسيد بن حضير: كذبت لعمر الله، ولكنك منافق تجادل عن المنافقين.
    قالت: وتساور الناس حتى كاد يكون بين هذين الحيين من الأوس والخزرج شر، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل علي، فدعا علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد فاستشارهما، فأما أسامة فأثنى خيراً وقاله.
    ثم قال: يا رسول الله أهلك، وما نعلم منهم إلا خيراً، وهذا الكذب والباطل.
    وأما علي فإنه قال: يا رسول الله إن النساء لكثير، وإنك لقادر على أن تستخلف، وسل الجارية فإنها ستصدقك.

    فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة يسألها،

    قالت: فتقول والله ما أعلم إلا خيراً، وما كنت أعيب على عائشة شيئاً إلا أني كنت أعجن عجيني فأمرها أن تحفظه فتنام عنه فتأتي الشاة فتأكله.

    قالت: ثم دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي أبواي، وعندي امرأة من الأنصار وأنا أبكي وهي تبكي، فجلس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((يا عائشة إنه قد كان ما بلغك من قول الناس فاتقي الله، وإن كنت قد فارقت سوءاً مما يقول الناس فتوبي إلى الله، فإن الله يقبل التوبة عن عباده)).
    قالت: فوالله إن هو إلا أن قال لي ذلك، فقلص دمعي حتى ما أحس منه شيئاً، وانتظرت أبوي أن يجيبا عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يتكلما.
    قالت: وأيم الله لأنا كنت أحقر في نفسي، وأصغر شأنا من أن ينزل الله في قرأنا يقرأ به ويصلى به، ولكني كنت أرجو أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في نومه شيئاً يكذب الله به عني، لما يعلم من براءتي، ويخبر خبراً، وأما قرآناً ينزل في فوالله لنفسي كانت أحقر عندي من ذلك.
    قالت: فلما لم أرَ أبوي يتكلمان، قلت لهما: ألا تجيبان رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
    فقالا: والله ما ندري بما نجيبه.
    قالت: ووالله ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل علي آل أبي بكر في تلك الأيام.
    قالت: فلما استعجما علي استعبرت فبكيت، ثم قلت: والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبداً، والله إني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس، والله يعلم أني منه بريئة، لأقولن ما لم يكن، ولئن أنا أنكرت ما يقولون لا تصدقونني.
    قالت: ثم التمست اسم يعقوب فما أذكره فقلت: ولكن سأقول كما قال أبو يوسف: فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون.
    قالت: فوالله ما برح رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه، حتى تغشاه من الله ما كان يتغشاه، فسجي بثوبه، ووضعت وسادة من أدم تحت رأسه، فأما أنا حين رأيت من ذلك ما رأيت، فوالله ما فزعت وما باليت قد عرفت أني بريئة، وأن الله غير ظالمي.
    وأما أبواي فوالذي نفس عائشة بيده ما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فرقاً من أن يأتي من الله تحقيق ما قال الناس.
    قالت: ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس وإنه ليتحدر من وجهه مثل الجمان في يوم شات، فجعل يمسح العرق عن وجهه ويقول: ((أبشري يا عائشة قد أنزل الله عز وجل براءتك)) قالت: قلت الحمد لله.
    ثم خرج إلى الناس فخطبهم، وتلا عليهم





    وفاتها
    جاء عبد الله بن عباس يستأذن على عائشة فجئت - وعند رأسها عبد الله بن أخيها عبد الرحمن -
    فقلت: هذا ابن عباس يستأذن فأكب عليها ابن أخيها عبد الله فقال: هذا عبد الله بن عباس يستأذن وهي تموت، فقالت: دعني من ابن عباس.
    فقال: يا أماه !! إن ابن عباس من صالح بنيك يسلم عليك ويودعك.
    فقالت: ائذن له إن شئت.
    قال: فأدخلته، فلما جلس قال: أبشري.
    فقالت: بماذا؟
    فقال: ما بينك وبين أن تلقي محمداً والأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد، وكنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب إلا طيباً.
    وسقطت قلادتك ليلة الأبواء فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصبح الناس وليس معهم ماء، فأنزل الله آية التيمم، فكان ذلك في سببك، وما أنزل الله من الرخصة لهذه الأمة، وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات، جاء بها الروح الأمين، فأصبح ليس مسجد من مساجد الله إلا يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار.
    فقالت: دعني منك يا ابن عباس، والذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسياً منسياً.
    وقد كانت وفاتها في هذا العام سنة ثمان وخمسين.
    ليلة الثلاثاء السابع عشر من رمضان.
    وأوصت أن تدفن بالبقيع ليلاً، وصلى عليها أبو هريرة بعد صلاة الوتر،
    وكان عمرها يومئذ سبعاً وستين سنة، لأنه توفي رسول الله صلى الله.




    يتبع بإذن الله,,,,






     
  4. الصورة الرمزية حروف من نور

    حروف من نور تقول:

    افتراضي رد: ♥.♥.♥ * التراجم العطرة في سيرة (زوجات الرسول)المختصرة * ♥.♥.♥

    بارك الله فيك اختي الغاليه مشاعر نقل رائع ننتظر منك المزيد
     
  5. الصورة الرمزية محب الطلاب

    محب الطلاب تقول:

    افتراضي رد: ♥.♥.♥ * التراجم العطرة في سيرة (زوجات الرسول)المختصرة * ♥.♥.♥

    الأم مدرسة ان أعدتها **** أعدت شعبا طيب الأعراقي

    كم نحن في حاجة _ في زمن المتغيرات _ الى القدواة و خاصة من النساء اللاتي يزرعن في نفوس الأبناء مكارم الأخلاق وحفظ الفظيلة وهذا ليس على الأبناء فحسب بل يمتد تأثير المرأة الصالحة الى الأزواج و الإخوان , فكم أعرف من الرجال تغيروا واهتدو بسبب زوجاتهم بل إني لأعرف رجلاً من أهل المخدرات و المسكرات و فساد الأخلاق تزوج تلك المرأة الصالحة _ نحسبها كذلك و لا نزكي على الله أحدا _ وكانت تحفظ نصف القرأن فأثرت عليه حتى إنه قال لي و الله إني لأخرج خارج البيت أشرب الدخان حياء من زوجتي _ ومن المضحك _ جاء يوما الي و قال لي اريدك ان تسمع لي القرأن فقلت زوجتك حافظه فقال لا زوجتي تشدد في التجويد و أنا على قد حالي , فتغير الرجل و صار من الصالحين _ الحمدلله رب العالمين

    و أخر اعرفه تغير بسبب اخته قالت له في مرض موتها يافلان ليتني أراك بلحية ثم ماتت بعد ذلك بأيام رحمة الله عليها فتأثر لذلك القول البسيط فاستقام على طاعة الله وصار امام مسجد من الدعاة أسأل الله أن يثبتني و اياه و جميع المسلمين على الطاعة .... اللهم آمين .
    فكما قالت الخت الفاظلة لا تزال في الأمة نمادج مشرقة من الأخوات الصالحات
    بل أقول لا تزال قوافل العائدات تسير بسرعة شديدة لا تقف بإذن الله اللا في الفردوس الأعلى .. اللهم آمين

    جزاكم الله خيراً على هذا الموضوع الجميل و لا نزال ننتظر المزيد
     
  6. الصورة الرمزية ريحانة

    ريحانة تقول:

    افتراضي رد: ♥.♥.♥ * التراجم العطرة في سيرة (زوجات الرسول)المختصرة * ♥.♥.♥

    بارك الله فيكم


    بأنتظاركم ..
     
  7. الصورة الرمزية طيف المدينة

    طيف المدينة تقول:

    افتراضي رد: ♥.♥.♥ * التراجم العطرة في سيرة (زوجات الرسول)المختصرة * ♥.♥.♥

    حفصة بنت عمر

    أم المؤمنين


    السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- ، ولدت قبل المبعث بخمسة
    أعـوام ، وتزوّجها النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- سنة ثلاث من الهجرة ، بعد أن
    توفي زوجها المهاجر ( خنيـس بن حذافـة السهمـي ) الذي توفي من آثار جراحة
    أصابته يوم أحـد ، وكان من السابقين الى الإسـلام هاجر الى الحبشـة وعاد الى
    المدينة وشهد بدراً وأحداً000فترمَّلت ولها عشرون سنة000





    الزواج المبارك
    تألم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لابنته الشابة كثيراً ، ولألمها وعزلتها ، وبعد انقضاء عدّتها أخذ يفكر لها بزوج جديد ، ولمّا مرت الأيام ولم يخطبها أحد قام بعرضها على أبي بكر -رضي الله عنه- فلم يُجِبّه بشيء ، وعرضها على عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فقال :بدا لي اليوم ألا أتزوج )000فوَجَد عليهما وانكسر ، وشكا حاله الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال له يتزوّج حفصة من هو خير من عثمان ، ويتزوّج عثمان من هو خير من حفصة )000




    ومع أن عمر -رضي الله عنه- من الهمّ لم يفهم معنى كلام الرسـول الكريـم ، إلا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- خطبها ، ونال عمر شرف مصاهرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وزوَّج النبي عثمان بابنته ( أم كلثوم ) بعد وفاة أختها ( زينب ) ، وبعد أن تمّ الزواج لقي أبو بكر عمر -رضي الله عنهما- فاعتذر له وقال لا تجـدْ عليّ ، فإن رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- كان قد ذكر حفصة ، فلم أكن لأفشي سِرّه ، ولو تركها لتزوّجتها )000



    الجرأة الأدبية

    سمع عمر -رضي الله عنه- يوما من زوجته أن حفصة تراجع الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالكلام ، فمضى إليها غاضباً ، وزجرها قائلاً :تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله ، يا بُنيّة ! لا يغرنّك هذه التي أعجبها حسنها وحبُّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- إياها ، والله لقد علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لولا أنا لطلّقك )000
    ولكن على الرغم من تحذير أبيها لها ، كانت تتمتع حفصة بجرأة أدبية كبيرة ، فقد كانت كاتبة ذات فصاحة وبلاغة ، ولعل هذا ما يجعلها تبدي رأيها ولو بين يدي الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- ، فقد رويَ أن الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- قد ذكر عند حفصة أصحابه الذين بايعوه تحت الشجرة فقال : لا يدخل النار إن شاء الله أصحاب الشجـرة الذين بايعوا تحتها )000فقالت حفصـة : بلى يا رسـول الله )000فانتهـرها ، فقالت حفصـة الآية الكريمة000 قال تعالى :"( وإنْ منكم إلا واردُها كان على ربِّك حتماً مقضياً ")000





    فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-000 قال الله تعالى :"( ثم ننجي الذين اتقوا ونذرُ الظالمين فيها جثِيّاً ")000



    اعتزال النبي لنسائه

    اعتزل النبي -صلى الله عليه وسلم- نساءه شهراً ، وشاع الخبر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد طلّق نساءه ، ولم يكن أحد من الصحابة يجرؤ على الكلام معه في ذلك ، واستأذن عمر عدّة مرات للدخول على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلم يؤذن له ، فذهب مسرعاً الى بيت حفصة ، فوجدها تبكي فقال : لعلّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قد طلّقك ؟ إنه كان قد طلّقك مرةً ، ثم راجعك من أجلي ، فإن كان طلّقك مرّة أخرى لا أكلمك أبداً )000





    ثم ذهب ثالثة يستأذن في الدخول على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأذِنَ له ، فدخل عمر والنبي -صلى الله عليه وسلم- متكىء على حصير قد أثر في جنبه ، فقال عمر : أطلقت يا رسول الله نساءك ؟)000فرفع -صلى الله عليه وسلم- رأسه وقال : لا)000فقال عمر : الله أكبر )000ثم أخذ عمر وهو مسرور يهوّن على النبـي -صلى الله عليه وسلم- ما لاقى من نسائـه ، فقال عمر : الله أكبر ! لو رأيتنا يا رسـول اللـه وكنّا معشر قريش قوماً نغلِبُ النساء ، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماً تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلّمن من نسائهم ، فغضبتُ على امرأتي يوماً ، فإذا هي تراجعني ، فأنكرت أن تراجعني ، فقالت : ما تُنْكِر أن راجعتك ؟ فوالله إن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ليراجعْنَهُ ، وتهجره إحداهنّ اليوم الى الليل )000فقلت : قد خاب من فعل ذلك منكنّ وخسِرَتْ ، أفتأمَنُ إحداكنّ أن يغضب الله عليها لغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذاً هي قد هلكت ؟)000فتبسّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-000






    وارِثة المصحف
    لقد عكِفَـت أم المؤمنين حفصـة على تلاوة المصحف وتدبُّره والتأمـل فيه ، مما أثار انتباه أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- مما جعله يُوصي الى ابنته ( حفصة ) بالمصحف الشريف الذي كُتِبَ في عهد أبي بكر الصدّيق بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وكتابته كانت على العرضة الأخيرة التي عارضها له جبريل مرتين في شهر رمضان من عام وفاته -صلى الله عليه وسلم-000ولمّا أجمع الصحابة على أمر أمير المؤمنين عثمان بن عفان في جمع الناس على مصحف إمامٍ ينسخون منه مصاحفهم ، أرسل أمير المؤمنين عثمان الى أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- :أن أرسلي إلينا بالصُّحُفِ ننسخها في المصاحف )000فحفظت أم المؤمنين الوديعة الغالية بكل أمانة ، وصانتها ورعتها







    وفاتها
    وبقيت حفصة عاكفة على العبادة ، صوّامة قوّامة إلى أن توفيت أول ما بويع معاوية سنة إحدى وأربعين ، وشيّعها أهل المدينة ودفنت في البقيع مع أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن-








    يتبع بإذن الله,,,,
    التعديل الأخير تم بواسطة طيف المدينة ; 10 Jul 2009 الساعة 09:26 PM




     
  8. الصورة الرمزية محب الطلاب

    محب الطلاب تقول:

    افتراضي رد: ♥.♥.♥ * التراجم العطرة في سيرة (زوجات الرسول)المختصرة * ♥.♥.♥

    بارك الله فيكم
    و أعانكم على طاعته
     
  9. الصورة الرمزية طيف المدينة

    طيف المدينة تقول:

    افتراضي رد: ♥.♥.♥ * التراجم العطرة في سيرة (زوجات الرسول)المختصرة * ♥.♥.♥


    زينب الهلالية رضي الله عنها ... أم المساكين

    اسمها ولقبها:

    هي زينب بنت خزيمة الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، ولم يختلف المؤرخون في نسبها من جهة أبيها كما صرح ابن عبد البر في ترجمتها بالاستيعاب بعد سياق نسبها، وهو ما أجمعت عليه مصادرنا لترجمتها أو نسبها ، وأما من جهة أمها فأغفلته مصادرنا، ونقل ابن عبد البر فيها قول أبى الحسن الجرجاني النسابة ، وكانت زينب بنت خزيمة أخت ميمونة بنت الحارث – أم المؤمنين – لأمها ، وكانت تدعى في الجاهلية – أم المساكين – واجتمعت المصادر على وصفها بالطيبة والكرم والعطف على الفقراء والمساكين في الجاهلية والإسلام ، ولا يكاد اسمها يذكر في أي كتاب إلا مقرونا بلقبها الكريم -أم المساكين .




    زواجها من الرسول صلى الله عليه و سلم:
    زينب بنت خزيمة هي إحدى زوجات النبي صلى الله عليه و سلم والتي لم يمض على دخول حفصة البيت المحمدي وقت قصير حين دخلته أرملة شهيد قرشي من المهاجرين الأولين فكانت بذلك رابعة أمهات المؤمنين. ويبدو أن قصر مقامها ببيت الرسول صلى الله عليه و سلم قد صرف عنها كتاب السيرة ومؤرخي عصر المبعث فلم يصل من أخبارها سوى بضع روايات لا تسلم من تناقض واختلاف ، وزينب بنت خزيمة أرملة شهيد قرشي من المهاجرين الأولين هو عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، قتل عنها في بدر فتزوجها النبي صلى الله عليه و سلم سنة 3 هجرية، ويقال إنه كان زواجا شكليا، حيث إن الرسول -صلى الله عليه وسلم تزوجها - بدافع الشفقة.


    واختلف فيمن تولى زواجها من النبي صلى الله عليه و سلم ففي الإصابة عن ابن الكلبي: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خطبها إلى نفسها فجعلت أمرها إليه فتزوجها ، وقال ابن هشام في السيرة : زوَّجه إياها عمها قبيصة بن عمرو الهلالي، وأصدقها الرسول صلى الله عليه و سلم أربعمائة درهم .


    واختلفوا أيضا في المدة التي أقامتها ببيت النبي صلى الله عليه و سلم ، ففي الإصابة رواية تقول: كان دخوله صلى الله عليه و سلم بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر،رضي الله عنها، ثم لم تلبث عنده شهرين أو ثلاثة وماتت \\\" ، ورواية أخرى عن ابن كلبي تقول: ( فتزوجها في شهر رمضان سنة ثلاث، فأقامت عنده ثمانية أشهر وماتت في ربيع الآخر سنة أربع) . وفي شذرات الذهب: (وفيها- يعني السنة الثالثة- دخل بزينب بنت خزيمة العامرية، أم المساكين، وعاشت عنده ثلاثة أشهر ثم توفيت)،



    وفاتها:
    الراجح أنها ماتت في الثلاثين من عمرها كما ذكر \\\"الواقدي\\\" ونقل \\\"ابن حجر\\\" في الإصابة.ورقدت في سلام كما عاشت في سلام. وصلى عليها النبي عليه الصلاة والسلام، ودفنها بالبقيع في شهر ربيع الآخر سنة أربع ، فكانت أول من دفن فيه من أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن. وقد ماتت بعد زواجها بثمانية أشهر – رضي الله عنها - ولم يمت منهن- أمهات المؤمنين - في حياته إلا غير السيدة خديجة أم المؤمنين الأولى- ومدفنها بالحجون في مكة- والسيدة زينب بنت خزيمة الهلالية، أم المؤمنين وأم المساكين .

    -رضي الله عنهن -






     
  10. الصورة الرمزية طيف المدينة

    طيف المدينة تقول:

    افتراضي رد: ♥.♥.♥ * التراجم العطرة في سيرة (زوجات الرسول)المختصرة * ♥.♥.♥

    (أم سلمة هند بنت أبي أمية)

    أم المؤمنين



    أم سلمـة هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن
    يقظـة بن مرّة المخزومية ، بنت عم خالد بن الوليد وبنت عم أبي جهل عدو الله
    أبـوها يلقب بـ( زاد الراكب ) فكل من يسافر معه يكفيـه المؤن ويغنيه000
    ولِدت في مكة قبل البعثة بنحو سبعة عشر سنة ، وكانت من أجمل النسـاء و
    أشرفهن نسبا ، وكانت قريباً من خمس وثلاثين سنة عندما تزوّجها النبي الكريم
    سنة أربع للهجرة وكانت قبل الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند أخيـه من
    الرضاعة أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي الرجل الصالح.


    الهجرة الى الحبشة
    أم سلمة -رضي الله عنها- امرأة ذات شرف في أهلها ، وهي ابنة أحد أجود رجال العرب ، جادت بنفسها في سبيل إيمانها ، فكان أول من خرج من المسلمين الى الحبشة من بني مخزوم أبو سلمة بن عبد الأسد ، معه امرأته أم سلمة بنت أبي أمية ، وولدت له بأرض الحبشة زينب بنت أبي سلمة000وتعود أم سلمة مع زوجها الى مكة مستخفية عن أنظار الظالمين ، وتصبر في سبيل الله وتوحيده ، حتى آذن الله لهم بالهجرة الى المدينة المنورة



    الهجرة الى المدينة
    تروي أم سلمة -رضي الله عنها- قصة هجرتها الى المدينة فتقول: لما أجمع أبو سلمة الخروج الى المدينة رحّل بعيراً له ، وحملني وحمل معي ابني سلمة ، ثم خرج يقود بعيره ، فلما رآه رجال بني المغيرة قاموا إليه فقالوا : هذه نفسك غلبتنا عليها ، أرأيت صاحبتنا هذه ، على مَ نتركك تسير بها في البلاد ؟)000ونزعوا خطام البعير من يده ، وأخذوني ، فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد ، وأهووا الى سلمة وقالوا : والله لا نترك ابننا عندها ، إذا نزعتموها من صاحبنا )000فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده ، وانطلق به بنو عبد الأسد ، ورهط أبي سلمة ، وحبسني بنو المغيرة عندهم ، وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة ، ففرق بيني وبين زوجي وابني000
    فكنت أخرج كلّ غداة ، وأجلس بالأبطح ، فما أزال أبكي حتى أمسي سبعاً أو قريبها ، حتى مرّ بي رجل من بني عمي فرأى ما في وجهي ، فقال لبني المغيرة : ألا تخرجون من هذه المسكينة فرَّقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها ؟)000فقالوا : الحقي بزوجك إن شئت )000وردّ علي بنو عبد الأسد عند ذلك ابني
    فرحلت بعيري ، ووضعت ابني في حجري ، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة ، وما معي من أحد من خلق الله ، فكنت أبلغ من لقيت ، حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة أخا بني عبد الدار ، فقال : أين يا بنت أبي أمية ؟)000قلت : أريد زوجي بالمدينة )000فقال : هل معك أحد ؟)000فقلت : لا والله إلا الله ، وابني هذا ؟)000فقال : والله ما لك من منزل )000فأخذ بخطام البعير ، فانطلق معي يقودني ، فوالله ما صحبت رجلاً من العرب أراه أكرم منه ، وإذا نزل المنزل أناخ بي ثم تنحى الى الشجرة ، فاضطجع تحتها ، فإذا دنا الرواح قام الى بعيري فقدمه ورحله ثم استأخرعني وقال : اركبي )000فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه ، فقادني حتى نزلت ، فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي المدينة ، فلما نظر الى قرية بني عمرو بن عوف بقباء ، قال : إن زوجك في هذه القرية )
    وكان أبو سلمة نازلاً بها ، فيستقبل أبو سلمة أم سلمة وابنه معها ، بكل بهجة وسرور ، وتلتقي الأسرة المهاجرة بعد تفرّق وتشتّت وأهوال


    وفاة أبو سلمة
    ويشهد أبو سلمة غزوة أحد ، ويصاب بسهم في عضده ، ومع أنه ظنّ أنه التأم ، عاد وانفض جرحه فأخلد الى فراشه ، تمرضه أم سلمة الى أن حضره الأجل وتوفاه الله000وقد قال عند وفاته : اللهم اخلفني في أهلي بخير )000فأخلفه الله تعالى رسوله -صلى الله عليه وسلم- على زوجته أم سلمة بعد انقضاء عدّتها حيث خطبها وتزوجها ، فصارت أماً للمؤمنين ، وصار الرسول -صلى الله عليه وسلم- ربيب بنيه ( عمر وسلمة وزينب )



    المشاركة في الغزوات
    لقد صحبت أم المؤمنين أم سلمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غزوات كثيرة ، فكانت معه في غزوة خيبر وفي فتح مكة وفي حصاره للطائف ، وفي غزو هوازن وثقيف ، ثم صحبتْهُ في حجة الوداع
    ففي السنة السادسة للهجرة صحبت أم سلمة -رضي الله عنها- النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة الحديبية ، وكان لها مشورة لرسول الله أنجت بها أصحابه من غضب اللـه ورسولـه ، وذلك حين أعرضوا عن امتثال أمره ، فعندما فرغ الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- من قضية الصلـح قال لأصحابه : قوموا فانحروا ثم احلقوا )000فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات ، فلمّا لم يقم منهم أحد دخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أم سلمة فذكر لها ما لقي من عدم استجابة الناس ، وما في هذا من غضب لله ولرسوله ، ومن تشفي قريش بهم ، فألهم الله أم سلمة -رضي الله عنها- لتنقذ الموقف فقالت : يا نبي الله ، أتُحبُّ ذلك ؟) -أي يطيعك الصحابة- فأومأ لها بنعم ، فقالت : اخرج ثم لا تكلّمْ أحداً منهم كلمةً حتى تنحر بُدْنَكَ وتدعو حالِقكَ فيحلقُكَ )
    فخرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلم يُكلّم أحداً ، ونحر بُدْنَهُ ، ودعا حالِقَهُ فحلقه ، فلما رأى الصحابة ذلك قاموا فنحروا ، وجعل بعضهم يحلق بعضاً ، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غمّاً ، وبذلك نجا الصحابة من خطر مخالفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-


    وفاتها :
    كانت أم سلمة -رضي الله عنها- أخر من مات من أمهات المؤمنين ، فتوفيت سنة إحدى وستين من الهجرة وعاشت نحواً من تسعين سنة


    -رضي الله عنهن-

    يتبع بإذن الله ــــــــــــ >