الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية فطووم بنت مماتي

    فطووم بنت مماتي تقول:

    افتراضي حملة الشقائق لاستغلال الوقت

    للدكتور سعيد الغامدي
    والمصدر موقع الشيخ سعيد الغامدي
    إن الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره وأعوذ بالله من شر نفسي… نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيراً …


    حياكم الله وكأن الأخ الذي قدمني يشي بي في بيته هذا ولكنه صدق فيما قال فبرغم أنكم أنتم الضيوف الذين وفدتم علينا ولكنكم الآن أنتم أرباب المنزل فجزاكم الله عني خيرًا أن أتحتم لي هذه الفرصة أن أتحدث إليكم وأن أرى وجوهكم الخيّرة وأقلامكم الطيبة ودفاتركم التي تشي بحرص على علم وعلى فائدة…… لعلكم سمعتم كثيرًا وقرأتم كثيرًا عن أهمية الوقت وعن ضرورة المحافظة عليه ومن أعجب ما قيل في تثمين الوقت قول القائل {الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك} وقال بعضهم:{ الوقت من ذهب}، ولكن أبلغ من قال من البشر الذين لا يوحى إليهم في هذا الصدد قولاً جليلاً أنه عندما نظر إلى أقاويل الناس في الوقت قال ( الوقت هو الحياة ) وهذا مستل من قول الحسن البصري رحمه الله (ابن آدم إنما أنت أيام إذا ذهب يوم ذهب بعضه) وقد أخذ هذا المعنى أحمد شوقي فقال:
    دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثواني


    وهذه هي الحقيقة التي لا مراء فيها ولكن كثيرًا من الناس لغفلتهم ولجهلهم ولضعف عزائمهم ولقلة طموحهم لا ينظرون إلى الوقت بهذه المنزلة ولا يعتبرونه هذا الاعتبار فضاعت كثير من الجهود وتبددت أعمال وجهود وإرادات وقدارات كثيرة وأكثر ما نرى في أمتنا من أو من أظهر معائب أمتنا وهي كثيرة للأسف ولكن من أظهرها استخفافهم بالوقت حتى كأن لسان حالهم يقول الكسل أحلى عندنا من العسل، وذلك يتمثل في رؤية المتسكعين في الشوارع والمتسوقين في الأسواق واللاهين في الملاهي والمدمنين على رؤية الأفلام وسماع الأنغام والذين يقفون يعلكون أوقاتهم ويمضغونها على مدرجات الملاعب وعلى أرصفة الطرق، وما أكثر هذه المشاهد فأنتم ترونها وتلاحظونها وتحسون بها ذلك أن الأمة لم يترسخ في وجدانها العام ولا في وعيها العام أهمية الوقت وخصوصًا عند شبابها، فتسمع من يشتكي ضجرًا من طول أوقاته ومن ملل أيامه ومما يسمونه الزهق فهو يريد أن يقضي وقته وأن يقطع هذا الوقت بأي شيء كان وأمثل هذا الصنف طريقة هو من يقطع وقته في المنام أو في البحث عن أعمال رخيصة تافهة لا تعود عليه ولا على أمته بشيء وإلا فلو استغلت الأمة وقتها بدءًا من الفرد تثنية بالأسرة وانتهاءًا بالمجتمع كله لو استغلوا أوقاتهم حق الاستغلال لرأيت خيرًا كثيرًا يمكن أن يستثمر ولرأيت ثمرات عديدة يمكن أن تجنى غير أن هذه القضية لم يلتفت إليها الإلتفات التربوي الذي تعلّمه المدارس ويربي عليه البيت وينشأ عليه الأصدقاء والمحيط الاجتماعي الذي يعيش الإنسان فيه فلذلك تبددت أوقات ثمينة وأهدرت جهود غالية وطاقات أصبحت في مهبّ الريح لا يعلم أصحابها ماذا ينبغي لهم أن يفعلوا وماذا يجب عليهم أن يمارسوا.. لن أتحدث معكم هذه الليلة عن الأحاديث والآيات ومأثور السلف وكلام الحكماء في استغلال الوقت بجدية ولكنني سوف أنقل إليكم نصائح من مجرب استقرأها في حياته وسجلها في يومياته واستخرجها من خلال تجربته ومن خلال حرصه الشديد على الوقت استطاع أن يسجل هذه الملاحظات وأن يجعلها على شكل التزامات لنفسه وجعل عنوانها {كيف أستغل وقتي بجدية}، وجعلها في حوالي ثلاثين نقطة من النقاط التي هي نقاط عملية وفي بعضها بعض التكرار ولكنها تفي إن شاء الله بحاجة من ينظر إلى وقته نظر الذي قال{الوقت هو الحياة} ونظر الذي قال عندما وضع جدولاً لأعماله وبرمج وقته برمجة صحيحة ونظر في واجباته فرأى أن الواجبات أكثر من الأوقات ولا يقول هذه العبارة من في وقته فراغ فضلاً عن أن يشتكي مثل هذا الإنسان من اتساع الأوقات أو من ملل النفس أو شيء من ذلك لأننا حقيقة معشر المسلمين لو عرفنا الواجبات التي تجب علينا في ذوات أنفسنا وفي واجباتنا نحو الآخرين فإننا نجد أن الواجبات فعلاً أكثر من الأوقات، قال هذا المجرب تحت عنوان {كيف أستغل وقتي بجدية}.

    النقطة الأولى/اعتبر كل وقتي مهمًا وأحاول أن أقتنع بكل ما أفعله، اعتبار الوقت مهم هذه هي النقطة الرئيسية والمهمة فإنك إذا اعتبرت وقتك في هامش الإهمال فإنك بالضرورة لن تستفيد من وقتك ولن تحرص على الاستفادة منه ولكن هذا يقول أعتبر كل وقتي مهمًا وأحاول أن أقتنع بكل ما أفعله وهو قد قرن بين أمرين بين اهتمامه بوقته وحرصه عليه وجعله في أعلى قائمة الاهتمامات ومن كان وقته ثمينًا عنده ومهمًا عنده فإنه بداهة لا يمكن أن يفرط فيه كما أنه لا يمكن أن يسمح للعابثين أن يعبثوا به وأن يلهوا به، لو أخذنا نموذجًا آخر شخص يهتم بهندامه يهتم بثوبه بغترته وبعقاله وبزيّه ويعتبر أن هذا الزيّ ثمين عنده أترون أنه يسمح لأحد أن يعبث بزيّه هذا أو أن يخدش فيه بخادش أو حتى في جلساته ترونه هذا الذي غالى في اعتبار الزيّ ترونه يحرص على أن يجلس جلسة لا يتعطف فيها الثوب ويتحرك حركة لا يميل فيها العقال عن ما رآه في المرآة ويجعل هذا الذي يسمونه المرزاب الذي يقطع رأس الذباب في حالة دائمة ومستقيمة كأنه عرف ذلك لأنه حريص على زيه فهو يرى أنه مهم
    أنا لا تغرني الطيالس والحلى كم في الطيالس من سقيم أجربِ
    عيناك من أثوابه في جنة ويداك منِ أخلاقه في سبسب
    وإذا بصرت به بصرت بأشمط وإذا تحدثه تكشّف عنصب

    وإنما أردت المقارنة هنا بأن الذي يحرص على زيه فهو حريص ويراه مهمًا فلا يجعل أي شيء يؤثر فيه فكذلك الذي يعتبر وقته مهمًا فهو يحرص عليه ويلتزم به ويتمسك به، ثم ينتقل بعد ذلك لاستثمار الوقت فهو أن يقتنع بفعل ما يفعله في هذا الوقت أي أنه لا يمارس فعلاً من الأفعال التي لا يرى جدوى من فعلها ولا يرى أن لها قناعة في نفسه مثل الذي يقضي وقته في أشياء لا فائدة منها فتسأله لم يا فلان وأنت شاب وفيك طاقات تقضي أوقاتك في هذا وتهدر أوقاتك بغير فائدة فيقول ماذا أصنع أقضي الوقت أقتل الوقت أقتل الفراغ ..

    النقطة الثانية/ يقول هذا المجرب أحول أن أستمتع بأي شيء أعمله مادام قد وضع لأوقاته فعلاً يمارسه في هذا الوقت فليستمتع بهذا الفعل أي فليمارس هذا الفعل مع القناعة باستمتاع كذلك فأنت إذا قررت لنفسك مثلاً قراءة كتاب وقررت في الساعة الفلانية أن تقرأ هذا الكتاب أو أن تقرأ في هذا الفن فعليك أن تعود نفسك الاستمتاع بالقراءة في هذا الكتاب وفي هذا الفن فإنك سوف تجد فائدة ولذة وإقبال واستثمار حقيقي لوقتك، أما الذي يقبل على عمله وهو لا يستمتع به كالمكره عليه فإنه يؤديه كما يقول المثل العامي{مثل مضيع جمل خالته إن لقيه غنّى وإن ما لقيه غنّى} هذا الذي كحال كثير من الموظفين الذين ترونهم في الدوائر الرسمية يأتي وهو مكره على المجيء إلى هذا المكان ولا يكرهه على المجيء إلى هذا المكان إلا استلام الراتب في آخر الشهر فلذلك لا تجده يستمتع بعمله ولا تجده يتفاهم مع الآخرين بصورة توحي بأنه يحترم أوقاتهم أو يحترم جهودهم أو حتى يحترم إنسانيتهم ذلك لأنه لا يستمتع بعمله يرى أنه مكره على عمله وأكثر ما تكون هذه المصيبة عندما يكون الموظف عندما يكون المدرس موظفًا لا يكون مربيًا فإنه يلقي هذا العبء عن ظهره وكأنه ألقى الجبال فهو لا يمارس وقته وعمله باستمتاع ولا يؤديه بهذه النفس وبهذه الروح المتطلعة المتوثبة المشتاقة.

    النقطة الثالثة في استغلال الوقت بجدية/ يقول أحاول أن أكون دائم التفاؤل، الناس في هذه الدنيا على أمرين بعضهم يلبس نظارة سوداء فهو دائم التشاؤم، الأحداث سوداء والأشخاص سود والأعمال قاتمة ولا يرى في الدنيا إلا الظلام ولا يرى في الأشياء إلا السواد وحتى الأعمال التي يقوم بها يقوم بها وهو ينطلق من نفسية المنهزم أنه سوف يصاب بمصيبة في الطريق وأنه سوف يحبط بكذا وسوف يحبط بكذا وسوف يحبط بكذا نظرة التشاؤم السوداوية هذه تقضي على طموحك في استغلال وقتك بجدية بينما نظرة التفاؤل بأنك تضع لنفسك مقاييس للنجاح أنا سوف أفعل الفعل الفلاني مقاييس نجاحي هي كذا فإن لم يكن كذا فهي كذا ويقولون في الفرق بين المتفائل والمتشائم أن لو كانت كاسة فيها نصف الماء فسألت متفائلاً ماذا في هذه الكاسة فيقول المتفائل فيها نصفها ملئا بالماء والمتشائم ماذا يقول نصفها فارغ هذا الفرق بين نظرة المتشائم ونظرة المتفائل، نعم ليس ذلك التفاؤل الساذج الذي يجعل الإنسان يعيش في أحلام مجنّحة وفي أفكار خيالية لا تعود بفائدة وربما ألقتهم في مهاوي المهالك ولكنه التفاؤل الحقيقي المبرمج فأنت تجعل لنفسك كما قلت خطوات في عملك الذي تقدمه، مثلاً هذا الكتاب أنا سوف أقرأ من هذا الكتاب مئة صفحة في هذه الساعة وأفترض أنني أستوعب من مئة صفحة ثلاث صفحات أو أربع صفحات وإن ركزت ذهني أستطيع أن أستوعب عشر صفحات مثلاً فأنت تعيش بنفسية التفاؤل هذه أنك يمكن أن تستوعب عشر صفحات فإن لم يكن فثلاث لكن المتشائم يقول أنا أقرأ الآن يكره نفسه على القراءة هذه الساعة التي قررها ولكنه ينظر إلى نفسه أولاً بأنه لا يمكن أن يفهم فانطلق من نفسية متشائمة فلا يمكن أن يفهم كمثل ذلك الطالب البليد الذي يقول لنفسه أنا لا أفهم الرياضيات مثلاً أو أنا لا أفهم النحو ويبقى يقنع نفسه بهذه القضية ومهما تأتيه من مسألة في الرياضيات أو في النحو أو أي علم من العلوم التي قد ركّز في نفسه أنه لا يفهمها فإنه لا يفهمها لم؟ لأنه قد غرس في نفسه صورة سوداء ينعكس ذلك على قناعته بهذا العلم وعلى فهمه لهذا العلم…..

    النقطة الرابعة/ يقول أحاول بناء نجاحات متواصلة، النجاح بيد الله سبحانه وتعالى ولكن حاول أن تجعل سلسلة النجاحات لمتواصلة متتالية لأن النجاحات المتواصلة والمتتالية تدفعك إلى استثمار وقتك بصورة أفضل وتدفعك إلى الجد والنشاط بصورة أفضل، وحتى لا نكون في صورة من الخيال بعيدة فإننا نضع للنجاح درجات لا تجعل النجاح هو فقط ضربة لازب إن وصلت إلى كذا فأنا نجحت وأن لم أصل فأنا فشلت لا أجعل لأهدافك مراحل هذه المراحل سوف تجد أنك وهو ما يسمونه الآن وهو العلم الجديد في علم الإدارة يسمى الإدارة بالأهداف هذه الإدارة بالأهداف تجعل لحياتك ولإدارتك لوقتك ولأعمالك أهداف وسوف تجد أنك حققت بعض هذه الأهداف مع بذلك للجهد قد تحقق كل الأهداف ولكن في بعض الأحيان بسبب ظروف معينة وبسبب أننا لا نملك كل شيء وذلك من قدر الله سبحانه وتعالى علينا في هذه الدنيا قد لا نستطيع أن نحقق النجاحات المتكاملة ولكن نحقق نجاحات في منتصف الطريق أو في ثلث الطريق هذه تقودنا إلى نجاحات أفضل وأعلى.
    النقطة الخامسة يقول لا أضيع الوقت في الندم على الإخفاقات الله سبحانه وتعالى يقول: (لكي لا تأسوا على ما فاتكم) لم لأن الأسى على ما فات لا يرجع لك الفائت وهو يحبط نفسك عن استثمار المستقبل فلا تضيع وقتك في الندم على الأمور التي أخفقت فيها بل حاول أن تستخرج من الإخفاقات ومن الفشل دروس تستفيد منها في المستقبل تستفيد منها في استثمار وقتك مثلا لو افترضنا وضع لنفسه جدول يومي ثم قال أنا سأنفذ أعلى حالات الأهداف عندي أن أنفذ هذا الجدول اليومي بحذافيره فإن لم أستطع فثلثي هذا الجدول ولكنه في يوم من الأيام جاءه والده بأمر طاريء أو ظرف طاريء فلم يستطع أن ينفذ شيئاً من هذا الجدول اليومي فليس من الحكمة وليس من العقل وليس من استثمار الوقت أن تبقى اليوم الثاني تقول الله أنا ضيعت ذاك اليوم وفعلت كذا وكذا وذهبت إلى كذا وكذا فحسرتك على إخفاقك السابق سوف تكرس في نفسك إخفاقًَا لاحقًا صحيح أنك تستخرج من الإخفاق ومن الفشل دروس وفوائد تستثمر منها في وقتك اللاحق فلذلك لا تضيع الوقت في الندم على الإخفاقات السابقة..

    النقطة السادسة/ يقول لا أضيع وقتي في الشعور بالذنب تجاه الأعمال التي لم أقم بها لا أضيع وقتي في الشعور بالذنب تجاه الأعمال التي لم أقم بها، يا أيها الإخوة النفس البشرية عجيبة إذا مكثت وأنت تؤنبها وأنت تذكرها بالفشل دائمًا وأنت تذكرها بما أخفقت فيه فإنها لا تقف فقط عند مجال هذا التذكر ولكن هذا التذكر يوصل إلى إخفاق المستقبل وإلى فشل المستقبل وإلى شعور بالعدمية وبالإحباط فيما يأتي من أعمال فلذلك لا تضيع وقتك في الشعور بالذنب تجاه الأعمال التي لم تقم بها، مثلاً أنت وضعت عمل من الأعمال سوف تقوم به في هذا اليوم من ضمن جدولك اليومي ولكنك لم تقم به لظرف من الظروف أو لحالة من الحالات رغمًا عنك أو لنفترض أنه كسلاً فيك في ذلك اليوم وفي تلك اللحظة فلا تضيع وقتك في الشعور بالذنب أنك لم تقم بهذا العمل لكن عليك أن تستثمر بأن هذا الإخفاق لا تعود إليه مرة أخرى تحاول أن تتجنب الأمور التي أدت بك إلى ترك هذا العمل أو إلى الوصول للإخفاق في هذا العمل فلا تضيع وقتك في الشعور بالذنب وتمكث وقتًا طويلاً في إشعار نفسك بأنها أخطأت أخطأت أخطأت أخطأت أخطأت حتى لا تستطيع النفس أن يكون عندها توثب ولا حيوية في الاستعداد للمستقبل.

    النقطة السابعة/ يقول أصحو عند صلاة الفجر وأنام مبكرًا، بدأ بالصحو ولم يبدأ بالنوم ليس كحال بعض المسلمين يبدأ بالنوم وينتهي بالنوم للأسف، يقول أصحو عند صلاة الفجر وأنام مبكرًا أما الصحو عند صلاة الفجر فهذا ذأب كل مسلم وذلك أنك تستقبل يومًا جديدًا لم تلوث أجواءه أنفاس العصاة ولا حركات العصاة ولا أخناط الدنيا ولا فجور الشياطين ولاحتى انفلات شياطين الجن ولا شياطين الإنس فإنك تستقبل يومًا جديدًا في عبادتك لله سبحانه وتعالى فهذا بديهي عند كل مسلم لا يحتاج إلى كلام ولا يحتاج إلى شرح ولكن الذي يحتاج إلى شرح هو وهو الداء الذي ربما يكون فينا جميعًا وهو النوم المتأخر وكثيرًا ما نقضي ليالينا في غير ما فائدة بل كثيرًا ما نوهم أنفسنا بأن الفوائد التي نقضيها في الليل أنفع من الفوائد التي نقضيها في النهار والأمر على عكس ذلك فإنك أن نمت متأخرًا فإنك تضعف نفسك وتقوم حتى لو قمت في اليوم الثاني باكرًا فإنك تقوم وقد استهلكت من جهدك الجثماني شيئًا يضعف قدراتك على النشاط في اليوم الآخر، النوم المبكر أمر طبي وأمر بالتجربة بعضكم يعرفه وكثير من الناس يعرفه أنه يفيد الإنسان ونسأل الله أن يعيننا على تنفيذ ذلك، أما الذي يقضي وقته في السهر أمام شاشات التلفاز أو الفيديو أو في جلسات الغيبة والنميمة أو في جلسات مزريات الأمور فذلك الذي أضاع ليله وسوف يضيع نهاره لأن المعصية والتفلت عن الطاعة تقود إلى ضياع وإلى عدم بركة في الأوقات القادمة…

    يقول أيضًا في النقطة الثامنة/ لا أكثر من قراءة الصحف والمجلات واحدة فقط تكفي وخصوصًا ولله الحمد الذي لا يحمد على مكروه سواه أن صحفنا نسخة مكررة فما تحتاجون إلى أن تقرءوا كل الصحف تحتاج أن تقرأ أخبار العالم الإسلامي وأخبار المسلمين وما يدور في العالم في صحيفة واحدة ولكنني ألاحظ الشباب حاشاكم وأراهم في بعض الطرق وفي المطارات وفي بعض التجمعات الشبابية في يدهم هذه الجريدة الحمراء ويقضون وقتًا يعلكونه في ما فعل اللاعب الفلاني برأسه وما فعلت قدمه المباركة وما فعل الشباك الفلاني وما فعلت الميدالية الفلانية وما أشبه ذلك فهذا نقول له لا تقرأ هذه الصحيفة مطلقًا وأيضًا مما يخفف على الملتزم قراءة الصحف أن هناك ثلاث أو أربع صفحات رياضية يمكن أن تمر عليها بسرعة ولا تلتفت إليها أضف إليها صحيفة الإعلانات فأنت لم تفقد حفيظة نفوس ولا رخصة ولا استمارة ولا شيء ولا عندك أرض تعلن عنها فأنت الآن يتلخص عندك مجموعة من الصفحات يمكن أن تقرأها بسرعة وتنتهي من ذلك فلا تكثر من قراءة الصحف والمجلات و فإنها تضيع كثيرًا من الأوقات ولا تعود عليك بنفع كثير…

    يقول هذا المجرب في النقطة التاسعة/ ليس لدي جهاز تلفزيون و جهاز التلفزيون لجاذبيته وقدرته الفائقة والخارقة على جلب سمع الإنسان ورؤيته فإنه يأخذ كثيرًا من الوقت فكيف بك إذا علمت أن هذا الجهاز يحتوي من المنكرات ومن الآثام الشيء الكثير التي يتعفف ويترفع المسلم عن النظر إليها أو سماعها…

    يقول في النقطة العاشرة/ أحاول أن يكون بيتي قريبًا من مقر عملي وأحاول أن أذهب إلى عملي ماشيًا فهو بذلك يستثمر عدة أمور: الأمر الأول/أنه لا يضيع وقتًا طويلاً في الانتقال من مكان بيته إلى مقر عمله البعيد لكن ولذلك قال أحاول لأنه لا يتمكن كل إنسان أن يكون كذلك، ثم النقطة الأخرى التي يمكن أن يستثمرها أنه يستفيد من رياضة المشي من هذا البيت إلى مقر العمل فيكون بذلك قد استثمر وقته أيضًا بعمل آخر ويمكن للمسلم مع ذلك أيضًا مع ممشاه هذا أن يكون ذاكرًا لله أو مراجعًا بعض حفظه لبعض سور القرآن فيجمع بين عدة أمور قرب مكانه من العمل ومشيه الرياضي وذكره أو استذكاره لبعض آيات لبعض القرآن الذي يتحفظه…

    يقول في النقطة الحادية عشر/ أفحص عاداتي القديمة لمعرفة تأثيرها على وقتي، إياك أن تستسلم لعادات معينة، هناك من الناس من ألف النمطية في حياته إلفًا أخذ عليه وقته وأخذ عليه جهده وسلبه حتى التفكير الإبداعي بنفسه، عليك أن تراجع العادات القديمة في نفسك، راجع عاداتك في القراءة كيف تقرأ؟ راجع عاداتك في استثمار الوقت وبرمجته كيف تبرمجه؟ راجع عاداتك في علاقاتك بالأشخاص، راجع عاداتك في جلساتك مع زملائك وأصدقائك، راجع عاداتك في كم تأخذ من الوقت وأنت تأكل، وإلى غير ذلك من العادات الكثيرة التي ربما استغلت وأخذت جهدًا ووقتًا كبيرًا مثلاً أضرب لكم بالقراءة مثال القراءة بعض الناس قاريء هزاز كيف قاريء هزاز؟ يقرأ لازم يهز أحد أعضاءه يهز يده أو رجله أو رأسه أو جسمه هذا يضيع ثلاثة أضعاف الوقت في القراءة العادية بعض الناس من ألوان القراءة الرديئة أن يقرأ بصوت مرتفع هذا قاريء رديء، بعض الناس لا يفعل ذلك ولكنه يقرأ بتمتمة ما يقرأ بصوت عالي بتمتمة أيضًا هذا من أنواع القراءة الرديئة تستغرق وقت طويل، بعض الناس يقرأ بالقلم يتابع القلم عينه مع القلم ويشخط وكل نقطة يظن أنها مهمة وبعد ما ينتهي من الصفحة فإذا كلها مشخوطة من أولها إلى آخرها هذا أيضًا نمط من أنماط القراءة الرديئة يمكن أن تراجع عاداتك هذه وتتعلم كيف تقرأ قراءة صامتة وسريعة وهذا علم فن من الفنون تتعلمه نعم إلى غير ذلك من العادات القديمة تراجعها وترى تأثيرها على وقتك كم تستغرق من وقت في أكلك للطعام وأخذ هذا ثم هذا وخصوصًا بعض الناس الذين ألفوا إتكيت معين في بيوتهم بأنواع من الأطعمة تأتيهم كما تأتي في الفنادق أو في البوفيات الفاخرة هؤلاء الذين يقضون وقتهم في المقبلات أولاً ثم في الأكل الدسم ثانيًا ثم في الحلا ثالثًا ثم في المشروبات الغازية رابعًا فيأخذ وقت طويل عريض ممل في أن يملأ هذا الفراغ الذي يمكن أن يمتلأ، يقول ابن عقيل الحنبلي رحمه الله: رأيت أن الطعام يأخذ من وقتي طويلاً قال فكنت أعمد إلى أخذ خبز مدشوش وأجعل عليه الماء لسرعة ذهابه، ما يستغرق عليه وقت، حتى ما يريد قال لفرق وقت المضغ ما يريد أن يمضغ فهو يبلع هذا الخبز المدشوش بسرعة لأنه يضع عليه الماء فيذوب بسرعة فينتهي نعم وعندي أمثلة من ذلك حتى من غير المسلمين ولكن لا أريد الاستطراد في ذلك من ذلك أن أحد رؤساء الكفر في عصرنا هذا سؤل فقال أنا لا آكل إلا السندوتش لماذا؟ قال لأن الأكل يأخذ وقت طويل جدًا قال فآكل السندوتش وأشتغل وكان هذا رئيسًا لإحدى الدول الكبرى في عصرنا هذا…




    فطوووم ومماتي نوري للابد2003
     
  2. الصورة الرمزية مسك الختام

    مسك الختام تقول:

    افتراضي رد: حملة الشقائق لاستغلال الوقت

    نقل موفق حفظكِ الله ورعاكِ آختي فطوم ونفع بكِ
    وتستوطِنُ أحلامُنَـا السّماء
    أعلّل النفسَ بالآمالِ أرقبها .. ما أضيق العيش لولا فُسحَة الأملِ
     
  3. الصورة الرمزية ريحانة

    ريحانة تقول:

    افتراضي رد: حملة الشقائق لاستغلال الوقت

    بارك الله فيكم..
     
  4. الصورة الرمزية دمـ تبتسم ـوع

    دمـ تبتسم ـوع تقول:

    افتراضي رد: حملة الشقائق لاستغلال الوقت

    [align=center]
    حاول أن تستخرج من الإخفاقات ومن الفشل دروس تستفيد منها في المستقبل تستفيد منها في استثمار وقتك

    بارك الله فيكِ على نقل هالنقاط القيمة
    [/align]
    اللـهم أغــفـر لوالدي وأجمعنــا به في الفردوس الأعلى

    ..

    سأغيب ولا أدري متى أعود..
    دعواتكم يا أحبــة
    .. أستغفر الله وأتوب إليــه..