وقفه مع أحداث قلقيليه (حماس ودماء الشهداء) حتى لا تتكر المجزره



لفضيله الشيخ ابى أحمد عبد الرحمن المصرى



لقد تلقينا نبأ مقتل الاخوة المجاهدين فى قلقيلية ببالغ الحزن والاسى والمنا كثيرا ما حدث من تقتيل وترويع لاخوة فى طريق الحق والجهاد وأسرهم ، عسى الله أن يتغمدهم برحمته ويتقبلهم فى الشهداء ، وقد أعلنت حماس عن فجيعتها فى هذه الخيانة من إجهزة عباس العميلة الخائنة ودعت المجاهدين الا يستأسروا لاجهزة عباس وذلك لانها أشد ضررا ونكاية فيهم من العدو الصهيونى ، الذى لم يستطع أن يحقق ما تحققه أجهزة عباس لانها فى داخل جسد الامة ويتسنى لها من الاطلاع على ما لا يتسنى لاجهزة اليهود فإستبشرنا بذلك ، ونقول إن هذه ليست أول الدماء ولا اخرها ، والذى يهمنا فى هذا الحادث المفجع لامة الاسلام هو استخلاص نقاط العبرة والعظة حتى لا يمر الحادث كما مرت أحداث عظام ولم نستفد منها بل العكس هو الصحيح 0



أولا : إنه من المعلوم أن أجهزة السلطة أجهزة عميلة غارقة فى العمالة هذا من ناحية الحقيقة وتختلف الدرجة من عميل الى اخر ولكن الكل متفق فى الخيانة تشابهت قلوبهم وأقوالهم وأعمالهم فى الخيانة ما أشبه الشيطان بالشيطان



ثانيا : فى غزة حيث كانت أجهزة دحلان وما كانت ترتكبه من تجسس على المجاهدين لصالح اليهود ، ثم محاولة الاطاحة بحماس وحكومة حماس وما يمت لها بصلة والتى تمكنت فيها حماس من الحسم لصالحها ألايكفى هذا فى إثبات خيانة هؤلاء العملاء والحسم فى التعامل معهم وكف أذاهم عن المجاهدين ولا نجلس معهم لا فى حوار ولا فى حكومة ولا غيره 0



ثالثا : ما حدث فى غزة من هجوم بربرى عنصرى أسود شديد القبح والهمجية مع مشاركة السلطة العميلة فى ذلك ، ومشاركة الانظمة العلمانية العربية فى ذلك الهجوم على الشعب الفلسطينى بكل فئاته من رجال ونساء وأطفال ومرضى وكهول وإقامة الحصار القاتل على الشعب الفلسطينى ، حروب متعددة ضد الشعب الفلسطينى ، وكم نزفت من دماء من جرح الامة الفلسطينية النازف دوما الذى لم يجف يوما ، ولكن أليس هذا أيضا كافيا فى إثبات خيانة السلطة والدول العلمانية المرتدة العربية التى تشارك اليهود الحرب ضد الامة الاسلامية وفى مقدمتها الشعب الفلسطينى مما يدفعنا الى الحسم معهم أم نجلس معهم فى حوارات ندعى فيها الوحدة الوطنية ومصلحة الشعب الفلسطينى ، أى وحدة وأى مصلحة تلك أليس هذا إهدارا للدماء التى سالت 0



رابعا : الحوارات التى عقدت فى القاهرة مع حكومة مبارك السفاح الذى أهدر دماء أطفال فلسطين ونسائها ورجالها وكل ما يدب عليها وأرضها ومقدساتها ومنع المساعدات من الوصول اليهم وما زال فى جرمه مستمر ، والتى لم تجر الا فى مصلحة اليهود والسلطة العميلة والتى لم تحقق شيئا بالنسبة للشعب الفلسطينى لا فتح المعابر ولا تحرير الارض ولا أى شىء، وذهبت ثمرة النصر فى حوارات يقيمها العملاء لمصلحة العدو وهدنة كاذبة أليس هذا كافيا لمعرفة العدو وتحديد الطريق والابتعاد عن الطرق التى لم تحقق شيئا لا للامة المسلمة ولا للإسلام ولا حتى لسلطة حماس ولا لإحد 0



خامسا : وهنا نقف نحن وحماس بين يدى النصيحة لنقرر سويا هل الالتزام بالنهج العلمانى حقق شيئا للاسلام وللشعب الفلسطينى ولتحرير المقدسات ؟ ألا تكفى كل هذه الدماء لتحقيق العبرة وفهم الطريق والابتعاد عن إعطاء شرعية للنظم العلمانية والدخول معها فى اللعبة السياسية الغربية التى لم ولن تحقق الاسلام أبدا ، بل لم ولن تحقق الا العلمانية والنظرية والمنهج الغربي الذى يريد أن يفرضه على الامة المسلمة ، ولم نفعل نحن سوى الاستجابة لهذا بالدخول فى هذه التبعية البغيضة عن رضى وقناعة بدعوى تحقيق الاسلام ( وإنى لأعجب هل يمكن تحقيق الاسلام عن طريق بوش وأوباما ولا يتحقق عن طريق سيد ولد ادم محمد صلى الله عليه وسلم والذى لن يتحقق الاسلام بالقطع يقينا الامن خلال متابعته كما أنه لن يدخل أحد الجنة بالقطع إلا خلفه )وهى فى الحقيقة مشروع اخر لا يمت للمشروع الاسلامى بصلة كما أنه لن يتحقق أبدامن خلاله ، لانه ابتداءا يقوم على تحكيم الطاغوت فى حياة البشر وإقرار منهجه ودينه فى حياة البشر، ومن ثم لا يمكن ان يكون الاسلام محكوما بكلمة الطاغوت وإذنه وأمره ونهية ، ولا يقبل الامن خلال سلطانه، فمتى كان الله محكوما لا حاكما باطلاق رب السموات والأرض رب العرش العظيم فاذا كان الله لا شريك معه فى الحكم فكيف نقبل تنحيته تماما عن الحكم ثم يكون محكوما بحكم الطاغوت أهذا هو الاسلام المعتدل( يا عباد الله )، ومتى كان شرعه محكوما لا حاكما ، يتحدد قبوله أو رفضه من تحت إذن الطاغوت



سادسا : من خلال هذا النهج العلمانى الذى يجعل الولاء والعداء على غير الاسلام ومن ثم يسوى بين المسلمين والمجرمين ويقيم لقاءات معهم من اجل تحقيق الولاء لا للاسلام إنما من اجل الوطن وأبناء الشعب الفلسطينى بدون النظر الى الولاء والبراء على أساس الاسلام ومن ثم لم نجد للدماء التى سالت من قبل وما زالت تسيل ثمنا فى ظل الجلوس مع من يشارك فى جريان هذه الدماء 0



سابعا : الحل لا يمكن أن يكون الا فى الاسلام والعودة الى الاسلام وقيام حياتنا على أساسه لا أن نقيم حياتنا على اساس غير الاسلام مع الخجل والتبرؤ من الولاء على هذا الاساس فيما تصرحون به ان حربنا ليست دينية واننا حركة تحرر وطنى الى غير ذلك من الترهات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع ،وفى المقابل يعلن الغرب أن حربه دينية وكذلك إسرائيل تعلن أن حربها دينيه وها هى الان تعلن انها سوف تقيم المفاصلة والولاء على أساس الاعتراف بيهودية الدولة 0



ثامنا : نقول بكل مرارة أنه كان كافيا من كل هذه الاحداث والخيانات أن تعودوا للحق الى الاسلام الخالص لله والذى يتمثل



1- التبرؤ من العلمانية التى أصبحتم جزءا منها بل اصبحت هى أنتم وأنتم هى لا فرق بينكما فى الحقيقة 0



2- أنه على افتراض تطبيقكم للشريعة التى لم تطبقوها بدعاوى عدة ما أنزل الله بها من سلطان ، فلن يكون تطبيقها من خلال المجالس النيابية الشركية إسلاما لانها قائمة اساسا على سيادة غير الله وسلطان غير الله وحاكمية غير الله وألوهية غير الله فما يقوم على الوهية غير الله لا يكون اسلاما بالقطع مطلقا ومن ثم بطل ما تتمسكون به من الدخول فى هذه الحكومات والنظم العلمانية التى ما جرت الا البلاء عليكم وعلى الشعب الفلسطينى فضلا عن مناقضتها ومخالفتها للاسلام 0



3- لا بد من تحرير الولاء لله لتحقيق الاسلام أولا ثم لحفظ هذا الدم الذى يتدفق دوما من أن يسيل فى غاية غير الاسلام وتحقيقه فى الأرض والذى لا ينبغى اهداره على غير اساس شرعى ومن ثم فالعبث بهذا الدم ووضعه فى غير موضعه من خلال غايات وطنية أو من خلال الجلوس مع الخونه المشاركون فى سفك دم المسلم والولاء للصليبية والصهيونية العالمية يعتبر خيانة عظمى لا يجبرها شىء الا التوبة والرجوع عن هذا الطريق الذى يمثل حقيقة العبث بدين الامة ودمائها ومقدراتها ومصيرها 0



4- إن القضية ليست قضية فصيل او أكثر من فصائل العمل الاسلامى انما القضية هى قضية الامة جميعا التى يجب أن يعمل هذا الفصيل أو ذاك من خلالها ومن خلال خدمة قضاياها الاساسية والتى تتمثل فى عودة دينها المسلوب ثم عودة أرضها على أساس هذا الدين لتكون كلمة الله هى العليا لا للحكم بشرع غير شرع الله ثم الاحتماء والاختباء حول قضايا وهمية لا حقيقة لها لتبرير عدم تحقيق الاسلام فى الارض لتكون كلمة الله هى العليا، ومحاكمة الاخوة وإعتقالهم وتجريمهم على اساس هذا القانون الباطل الغير شرعى وكذلك الشعب الفلسطينى 0



5-يجب عدم اعتقال الاخوة الذين يجاهدون اليهود تحت أسم الهدنة المزعومة أى هدنة التى تتحدثون عنها واسرائيل وعملائها يقتلون كل يوم المسلمين فى فلسطين وانتم تعتقلون الأخوة أو تقتلونهم أو تمنعونهم من إستهداف وجهاد اليهود أى هدنة تلك التى تزعمون ، فلا هى هدنة حتى على افتراض هدنة مع العدو الصائل الذى يحتل ارض المسلمين الذى لا يكف عن القتل داخل الارض المحتلة وغير المحتلة، فما تسمونه هدنة هو نوع من الاستسلام للعدو لا نرضاه لكم ،هو قريب من تصرف السادات مع إسرائيل بعد الحرب فى معاهدة الاستسلام لا السلام التى جعلت مصر والعالم الاسلامى والعربى نهبا لاطماع اسرائيل وتحقيق كافة أنواع السيادة لها على العالم الاسلامى



6- إن ما تمارسونه مع اخوانكم من الحركات الجهادية من اعتقالهم وقتلهم لا يرتكز على اساس الاسلام بل على اسس باطلة تعطى الامن والامان للمحتل الغاصب وتمنعه عن المسلم المجاهد ومن ثم لا بد من الكف عن هذا حتى لاتكون فتنة ويكون الدين كله لله 0



7- ان تحقيق حكم الله لا بد فيه أولا التبرؤ من الطاغوت وكذلك من النظم الطاغوتية ثم تطبيق الاسلام فيما تحت أيديكم من ارض لتكون كلمة الله هى العليا شرعا كما هى حقيقة وقدرا ،



8-كما أن تحقيق الولاء لله يتحقق أولا برفض ولاء النظم العلمانية التى توالى اليهود والصليبية العالمية والتى يهمها فى المقام الاول القضاء على أى روح للجهاد سواء عن طريق حركات منضبطة مع الشرع أو مع حركات غير منضبطة مع الشرع وذلك بالضغط المستمر عليها لتحويل مسارها الى ولاء غير الله حيث ولاء الصليبية والصهيونية العالمية بالدخول معها فى تفاهمات تنتهى الى تحقيق مصالحهم فى بلاد الاسلام ، وذوبان هذه الحركات من خلال المبالغة فى تغيير مسارها حتى تصل الى نقطة اللاعودة ، كما أن تحقيق الولاء يتمثل ثانيا فى عدم منع الاخوة أو إعتقالهم أثناء جهادهم لليهود ، ثم اعطاء الحق للمجاهدين من أى فصيل ان يقف فى وجه العملاء بكل الطرق والسبل التى يمنحه الاسلام إياها للدفاع عن الدين والنفس والعرض وذلك لان الجهاد ليس حكرا على أحد إنما هو واجب على الامة كلها



واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين