وكشف الشيخ صلاح في مقابلة موسعة مع الشبكة الإعلامية الفلسطينية الاثنين 30-3-2009، النقاب عن نية إسرائيلية لتشغيل قطار يصل الإنفاق بما يسمى "بحائط المبكى"، إلى جانب مصعد ضخم.
واعتبر رئيس الحركة الإسلامية في الداخل أن المطلوب هو دور إسلامي عربي فلسطيني مستعجل يعمل على تثبت وجود المقدسيين وإقامة صندوق إسلامي عربي لتغطية كل هذه الواجبات، إلا أنه لم يغفل أن هذا الحل سيكون مؤقتا حتى زوال الاحتلال بالكامل عن المدينة.
وتطرق الشيخ صلاح إلى المواجهات التي جرت في مدينة أم الفحم على خلفية مسيرة المستعمرين، معتبرا أن ما جرى هو رغبة المستعمرين في قيام دور مكمل للعمل الإسرائيلي الرسمي ضد فلسطيني الداخل، مشددا على أن الاحتلال فشل على مدار 61 عاما من سلخهم عن قضيتهم الفلسطينية وشعبهم المحتل في الضفة والقطاع والقدس.
وأكد الشيخ صلاح أن الإجراءات الإسرائيلية ضد فلسطيني الداخل ليست مرتبط بشخص رئيس الحكومة وإنما بالمخطط الذي قامت عليه كل الحكومات السابقة وهي "سياسية الترحيل"، مشدداً أن الإستراتيجية الفلسطينية لمواجهة كل ذلك هو "إستراتيجية الصمود مهما كان الثمن"، مشيرا في الوقت ذاته أن عمليات الاعتقال والتلويح بالاغتيال لن يثنيه عن مواصلة لنضال. وفيما يلي نص المقابلة:
* خلال الأيام الفائتة لاحظنا هجمة متصاعدة ضد كل ما هو عربي وإسلامي وفلسطيني في القدس، كيف تفسر ذلك؟
أنا على قناعة أن الذي يحدث من اعتداءات إسرائيلية ليست مجرد اعتداءات فردية، وإنما هو جزء من مخطط احتلالي يستهدف في نهاية الأمر تهويد القدس بالكامل، ويستهدف فرض سياسة التطهير العرقي على أهلنا المقدسيين، ولذلك نجد أن بعض الوثائق العبرية تتحدث أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف وحتى عام 2020 إلى فرض التطهير العرقي على كل مدينة القدس، لأنه ووفقا لـ"أحلامه السوداء" يتمنى أن تتحول القدس في يوم من الأيام إلى "قدس يهودية" لا وجود لأهلنا المقدسيين فيها، ولذلك فهو يعمل الآن ويسابق الزمن من أجل فرض وقائع قبل أن تقع أي تغيرات عالمية أو إقليمية قد تمنعه من مواصلة تنفيذ هذه المخططات.
*حذرتم من استهداف أكثر من 1700 بيت بالهدم في القدس، ما هي الآليات المطلوبة لمساعدة أصحاب هذه البيوت فلسطينيا وعربيا وإسلاميا؟
فقط حتى أحدد الموقف المأساوي، فإن الاحتلال الإسرائيلي قرر هدم أو إخلاء 1700 بيت فقط عام 2009، و هذا يعني ترحيل 17 ألف من المقدسيين، وتشريدهم عن أرضهم ومدينتهم، والمطلوب في تصوري أن يكون هناك دور إسلامي عربي فلسطيني مستعجل يعمل على تثبت وجود أهلنا في القدس وتثبيتهم هم أنفسهم في مدينة القدس، وهذا يقتضي إقامة صندوق إسلامي عربي لتغطية كل هذه الواجبات، وهذا ليس هو الحل الجذري والحل الجذري هو زوال الاحتلال الإسرائيلي عن القدس وأكنافها.
*ترافقا لتصاعد الحملات، هناك تنامي في المقاومة الفلسطينية الشعبية والقانونية لها، برأيكم ما هي جدوى هذه الفعاليات؟
أنا شخصيا لازلت انصح أهلنا في مدينة القدس وأؤكد لهم أن الإستراتيجية الأساس لمواجهة سياسية الاحتلال في القدس هو بقاء وصمود أهلنا المقدسيين في أرضهم وفي بيوتهم وفي مقدساتهم مع ما قد يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من حماقات تستهدفه إلا أننا نصر على البقاء في القدس، لذلك بادرنا خلال هذه الأيام إلى إقامة فعاليات شعبية كثيرة، مثل إقامة الخيام الشيخ جراح وسلوان أو رأس خميس أو الطور أو عرب الجهالين، وكذلك بدأنا بإقامة صلوات جمعة في المواقع وبدأنا بتشجيع أهلنا من الداخل الفلسطيني بتشكيل وفود كبيرة لزيارة هذه المناطق، وهذا ما يجري الآن و الحمد لله.
وتابع الشيخ صلاح قائلاً: كل ذلك من أجل ترسيخ موقف البقاء والصمود في صفوف أهلنا المقدسيين، ونحن قلنا لهم أننا معهم وإن كنا أيضا نقول إن الجهد القضائي لن يحل لأيه مشكلة وإنما قد يعطينا متسع من الوقت إضافي ليس إلا".
*هل تعتقد أن الفعاليات الشعبية والقانونية إذا منحت متسع من الوقت ستنجح في التصدي لمخططات الاحتلال؟
نأمل من الله ذلك ونحن نرص صفوفنا ونحشد جماهيرنا ونضاعف من جهودنا الشعبية من جل التأكيد على موقف البقاء والصمود ورفض كل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي المستبدة والظالمة.
*فيما يتعلق بالحفريات تحت المسجد الأقصى، ألا تخشون من ازديادها في ظل الانشغال في قضية البيوت والأحياء الممهدة بالإخلاء؟
الحفريات لا تزال متواصلة وهناك شبكة أنفاق تحت المسجد الأقصى، وكما تعلمون الاحتلال الإسرائيلي أقام كنيسا ومتحفا على بعد أمتار منه، وما نعلمه أن الحفريات التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي تحت حي سلوان كلها تتجه نحو المسجد الأقصى، ما نعلمه أيضا لأن هناك مخططا قريبا أعلن عنه في الإعلام الإسرائيلي أن الاحتلال قرر إقامة قطار صغير في بعض خطوط هذه الإنفاق يوصل إلى ما تحت ساحة البراق، ويوصل إلى نقطة منها قرر الاحتلال إقامة مصعد طويل ينقل من في داخل هذا القطار إلى أعلى ساحة البراق، كما لا يزال الاحتلال يهدم أجزاء من طريق الغاربة المسجد الأقصى، ولا يزال يقوم بتطويق المسجد الأقصى من كل الجهات، والمؤسسة الاحتلالية لم تتوقف يوما عن حفرياتها تحت المسجد الأقصى.
*قبل أيام كان إعلان القدس عاصمة الثقافة العربية، كيف يمكن استثمار هذه المناسبة عربيا ودوليا، وهل لديكم خطة بهذا الخصوص؟
على كل المحتفلين في هذه المناسبة في العالم الإسلامي والعربي أن يعيدوا حساباتهم بالتعامل مع قضية القدس، من منطلق أن القدس في خطر وأن القدس في حالة طوارئ، و أتمنى على كل المحتفلين في هذه المناسبة أن يبرزوا هذه القضية بالطريقة المطلوبة وهذا يعني أن واجب نصرتها واجب عربي وإسلامي فلسطيني يشكل إستراتيجية هامة لنصرة القدس، ونحن نعمل على إحياء هذه المناسبة خلال الهيئة الشعبية في مدينة القدس والتي تقوم بسلسلة نشاطات صمودية على الأرض.
*كيف تقرأ سعي المستعمرين المتطرفين إلى الاحتكاك بفلسطيني الداخل، وخاصة بعد مسيرة أم الفحم وما تبعها من مواجهات؟
الذي قام به المستعمرين في أم الفحم لم يكن مجرد خطوة استفزازية كما حاول الإعلام العبري أن يبرزها، وإنما هي رغبة في قيام المستعمرين ببناء دور مكمل للعمل الإسرائيلي الرسمي، التي بدأت تدعو علانية إلى ترحيل العرب في الداخل.
ولذلك هؤلاء بدؤوا يقومون بمثل هذه الخطوة لإسهال عملية وتمهيد لهذه السياسية وصناعة المبررات الرسمية الحمقاء، وواضح جدا أن هذا الأمر لن يقف عند أم الفحم و إنما و حسب الإعلام العبري فإن هؤلاء المستعمرين يستعدون لاقتحام مدن وقرى أخرى وهو بطبيعة الحال نحن كجماهير فلسطينية في الداخل لن نستقبلهم بالورود بل إستراتيجيتنا واضحة هو منع دخولهم بشكل كامل بكل ثمن و الإصرار على بقاءنا في بلادنا ومقدساتنا بأي ثمن.
*هل تعتقد أن (إسرائيل) نجحت خلال 61 عاما من سلخ فلسطيني الداخل عن قضيتهم و شعبهم المحتل في الضفة والقدس والقطاع؟
أنا في تصوري المشروع الصهيوني فشل في كل شئ، فهو فشل في كل الأهداف التي جاء بها وأعلن عنها، فهو طمع في الامتداد على كل أرض فلسطين التاريخية وفشل في ذلك، وهو طمع أن يتحول إلى نقطة جذب لكل يهود العالم، كما فشل في تهويد القدس وبناء الهيكل تحت المسجد الأقصى، ومن ضمن قائمة فشل المشروع الصهيوني، فشله في محاولة دمج الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني بالمجتمع اليهودي، بقوا يحافظون على كيانهم المستقل وهويتهم الوطنية ويعلنون صراحة أنهم جزء لا يتجزأ من العالم العربي والإسلامي والفلسطيني.
*في ظل حكومة يمين متطرف، إلا تخشون من زيادة الهجمة عليكم؟
نحن على يقين أن نتنياهو لن يأتي بسياسة جديدة بل سيواصل تنفيذ مخطط الذي قامت عليه كل الحكومات السابقة، وهذا يعني أن نتنياهو الآن يتحدث عن سياسية الترحيل، والتي هي ليست فكرته بل فكرة المؤسسة الإسرائيلية قاطبة، فهو الآن يتحدث عن مشروع وطني بديل لحل القضية الفلسطينية لا يتحدث عن فكرة شخصية بل مخططات للمشروع الصهيوني، ونحن ندرك أن الأيام القادمة صعبة علينا كما كانت الأيام الماضية، ولا خيار لدينا سوى البقاء وتبني إستراتيجية الصمود مهما كان الثمن.
*اعتقلت مؤخرا من قبل الشرطة الإسرائيلية، ألا تخشى من استهدافك بالاعتقال و حتى الاغتيال في المستقبل؟
الحذر من مثل هذه السلوكيات الحمقاء موجود، ونحن أخذنا بعين الاعتبار إمكانية وقوع هذه السلوكيات، ولكن في نفس الوقت و نحن نتجول نرفض أن ننكسر انكسار يجعلنا نلتزم الصمت، فحاشنا الله أن نقف هذا الموقف من مأساة القدس الشريف أو مأساة جماهيرنا الفلسطينية في الداخل الفلسطيني وشعبنا الفلسطيني عامة.