سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن العثيمينرحمه الله تعالى – في محاضرة ألقيت في مسجد إسكان الطلاب بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض في تاريخ 28 /10/ 1429هـ ، هذا السؤال.</SPAN>


ونصه : سماحة الشيخ يذكر السائل سؤالاً مهماً أرجوالإجابة عليه : ماريكم في أشرطة الدكتور / طارق السويدان وهل تنصحون بسماعها؟


الجواب : قال الشيخ – رحمه الله - : (( أنا أنصح باستماع الأشرطة المفيدة من أي إنسان كان ، وأحذر من استماع الأشرطة غير المفيدة من أي إنسان كان.


والإنسان الفاهم العاقل يعرف ماليس بمفيد وما كان مفيداً ، فأي أشرطة تنشر ما حدث بين الصحابة من الأمور الاجتهادية التي أدت إلى إقتتال بعضهم مع بعض على وجه الخطأ أو على وجه العمد الذي هم فيه مجتهدون.


فإن هذه الأشرطة لا يجوز سماعها لأنها لا بد أن تؤثرفي القلب الميل مع هؤلاء أو هؤلاء وما دام الإنسان في عافية فالحمد لله ، فإن قال قائل : أنا أريد أن أفهم وأعلم ؟ نقول الحمد لله الكتب موجودة إرجع إليها أنت ، أماأن ينشر ماجرى بين الصحابة فهذا لا يجوز أبداً و لااستماعه ، وكان من عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم يسكتون عما شجر بين الصحابة ويفوضون أمرهم إلى الله عز وجل ،ويقولون ما ورد منهم من الخطأ فهم مجتهدون إما مصيبون فلهم أجران ، أو مخطئون فلهمأجر ، وإذا قدر أن هناك خطأ محققاً بدون تأويل فإن حسناتهم العظيمة تنغمر فيهامساوؤهم ويدل على أن المساوئ تنغمر في الحسنات ما جرى لحاطب ابن أبي بلتعة – رضيالله عنه – حين كتب إلى قريش يخبرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم يريد غزوهم ، إذن كان جاسوساً لمن ؟ لقريش كافرة فدعاه النبي عليه الصلاة والسلام فقال : ماهذا ياحاطب فاعتذر بعذر قبله النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه ؛ أن يضرب عنقه لأنه جسعلى المسلمين فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (( لا إن الله اطلع إلى أهل بدرفقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم )) فا نظر كيف اندرج هذا الخطأ العظيم تحت هذه الحسنة الكبيرة فغمرته ، إذا كان هذا حكم ما جرى بين الصحابة أنهم إما مجتهدون والمجتهد إما مخطئ وإما مصيب فإن كان مخطئ فله أجر وإن كان مصيب فله أجران وإما أنه مغير مخطئين ؛ بل متعمدون لكن لهم من الحسنات الكثيرة من الجهاد مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم – وحمل الشريعة الإسلامية إلى من بعدهم وغير ذلك من الحسنات العظيمةالتي تنغمر قيها مساوؤهم ، وإذا كان كذلك فما بالنا ننشر المساوئ الآن أليس هذايحدث أن يحبوا فللاناً دون فلان أو فلاناً دون فلان ؟ بلى والله يحدث هذا ، فلايجوز نشر مثل هذه الأشرطة ولا الاستماع إليها ، هذا هو الضابط سواءً كانت من فلانأو فلان


كذلك أيضاً يجب أن نحترز غاية الاحتراز أن نستمع إلى-قول من ليس من أهل الاختصاص فيما يقول ، فمثلاً لو جاءنا رجل فقيه وصار يتكلم بتاريخ لا نثق به تمام الثقة لماذا ؟ لانه ليس من اختصاصه ونثق بصاحب التاريخ الذي هو دونه في الفقه لأن التاريخ من اختصاصه فكيف إذا كان المتكلم بهذه الأشرطة ليس لهاختصاص في العلوم الشرعية ، وإنما اختصاصه في الفيزياء أو الكيمياء أو ما أشبه ذلك، يكون كحاطب الليل الذي لا يميز بين النافع والضار ، هذا هو الضابط فكل من لا يميزبين ضار ونافع ٍ يسمى حاطب ليل ))