الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية البيان

    البيان تقول:

    افتراضي

    ***أمر الفيل ، و قصة النسأة ***


    **بناء القليس أو كنيسة أبرهة:
    إن أبرهة بنى القُلَّيْس بصنعاء ، فبنى كنيسة لم ير مثلها في زمانها بشيء من الأرض ، ثم كتب إلى النجاشي ‏‏‏:‏‏‏ إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك ، ولست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب، فلما تحدثت العرب بكتاب أبرهة ذلك إلى النجاشي ، غضب رجل من النسأة ، أحد بني فُقيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏


    **معنى النسأة:
    والنسأة ‏‏‏:‏‏‏ الذين كانوا ينسئون الشهور على العرب في الجاهلية ، فيحلون الشهر من الأشهر الحرم ، ويحرمون مكانه الشهر من أشهر الحل ، ليواطئوا عدة ما حرم الله ، ويؤخرون ذلك الشهر ففيه أنزل الله تبارك وتعالى ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ إنما النسيء زيادة في الكفر يُضل به الذين كفروا ، يحلونه عاما ، ويحرمونه عاما ، ليواطئوا عدة ما حرم الله ‏‏‏)‏‏‏ ‏‏‏.‏‏‏


    **المواطأة لغة :
    ليواطئوا ‏‏‏:‏‏‏ ليوافقوا ‏‏‏:‏‏‏ والمواطأة ‏‏‏:‏‏‏ الموافقة ، تقول العرب ‏‏‏:‏‏‏ واطأتك على هذا الأمر ، أي وافقتك عليه ‏‏‏.‏‏‏ والإيطاء في الشعر الموافقة ، وهو اتفاق القافيتين من لفظ واحد ، وجنس واحد ، نحو قول العجَّاج - واسم العجاج عبدالله بن رؤبة أحد بني سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار0
    ‏‏‏ وكان أول من نسأ الشهور على العرب ، فأحلت منها ما أحل ، وحرمت منها ما حرم القَلَمَّس ، وهو حذيفة بن عبد بن فقيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة ‏‏‏.‏‏‏
    ثم قام بعده على ذلك ابنه عباد بن حذيفة ، ثم قام بعد عباد ‏‏‏:‏‏‏ قلع بن عباد ، ثم قام بعد قلع ‏‏‏:‏‏‏ أمية بن قلع ، ثم قام بعد أمية ‏‏‏:‏‏‏ عوف بن أمية ، ثم قام بعد عوف أبو ثمامة جنادة بن عوف ، وكان آخرهم ، وعليه قام الإسلام ، وكانت العرب إذا فرغت من حجها اجتمعت إليه ، فحرم الأشهر الحرم الأربعة ‏‏‏:‏‏‏ رجبا ، وذا القعدة ، وذا الحجة ، والمحرم ‏‏‏.‏‏‏
    فإذا أراد أن يحل منها شيئا أحل المحرم فأحلوه ، وحرم مكانه صفر فحرموه ، ليواطئوا عدة الأربعة الأشهر الحرم ‏‏‏.‏‏‏ فإذا أرادوا الصدر قام فيهم فقال ‏‏‏:‏‏‏ اللهم إني قد أحللت لك أحد الصفرين ، الصفر الأول ، ونسأت الآخر للعام المقبل 0
    ‏‏‏ فخرج الكناني حتى أتى القليس فقعد فيها:‏‏‏يعني أحدث فيها‏‏‏ ثم خرج فلحق بأرضه ، فأخبر بذلك أبرهة فقال ‏‏‏:‏‏‏ من صنع هذا ‏‏‏؟‏‏‏ فقيل له ‏‏‏:‏‏‏ صنع هذا رجل من العرب من أهل هذا البيت الذي تحج العرب إليه بمكة لما سمع قولك ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ أصرف إليها حج العرب ‏‏‏)‏‏‏ غضب فجاء فقعد فيها ، أي أنها ليست لذلك بأهل ‏‏‏.‏‏‏


    **خروج أبرهة لهدم الكعبة :
    فغضب عند ذلك أبرهة وحلف ليسيرن إلى البيت حتى يهدمه ، ثم أمر الحبشة فتهيأت وتجهزت ، ثم سار وخرج معه بالفيل ؛ وسمعت بذلك العرب ، فأعظموه وفظعوا به ، ورأوا جهاده حقا عليهم ، حين سمعوا بأنه يريد هدم الكعبة ، بيت الله الحرام ‏‏‏.‏‏‏


    **أشراف اليمن يدافعون عن البيت:
    فخرج إليه رجل من أشراف أهل اليمن وملوكهم يقال له ‏‏‏:‏‏‏ ذو نفر ، فدعا قومه ، ومن أجابه من سائر العرب إلى حرب أبرهة ، وجهاده عن بيت الله الحرام ، وما يريد من هدمه وإخرابه ؛ فأجابه إلى ذلك من أجابه ، ثم عرض له فقاتله ، فهزم ذو نفر وأصحابه ، وأخذ له ذو نفر فأتي به أسيرا ، فلما أراد قتله قال له ذو نفر ‏‏‏:‏‏‏ أيها الملك ، لا تقتلني فإنه عسى أن يكون بقائي معك خيرا لك من قتلي ؛ فتركه من القتل وحبسه عنده في وثاق ، وكان أبرهة رجلا حليما ‏‏‏.‏‏‏


    **خثعم تجاهد أبرهة:
    ثم مضى أبرهة على وجهه ذلك يريد ما خرج له ، حتى إذا كان بأرض خثعم عرض له نفيل بن حبيب الخثعمي في قَبِيْلَيْ خثعم ‏‏‏:‏‏‏ شهران وناهس ، ومن تبعه من قبائل العرب ، فقاتله فهزمه أبرهة ، وأخذ له نفيل أسيرا ، فأتي به ، فلما هم بقتله قال له نفيل ‏‏‏:‏‏‏ أيها الملك ، لا تقتلني فإني دليلك بأرض العرب ، وهاتان يداي لك على قبيلَيْ خثعم ‏‏‏:‏‏‏ شهران وناهس بالسمع والطاعة ، فخلى سبيله ‏‏‏.‏‏‏


    **ابن معتب و أبرهة:
    وخرج به معه يدله ، حتى إذا مر بالطائف خرج إليه مسعود بن معتب ابن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف في رجال ثقيف ‏‏‏.‏‏‏
    ‏‏‏ ثقيف ‏‏‏:‏‏‏ قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ‏‏‏.‏‏‏

    ثقيف تهادن أبرهة :
    ‏‏‏ فقالوا له ‏‏‏:‏‏‏ أيها الملك ، إنما نحن عبيدك سامعون لك مطيعون ، ليس عندنا لك خلاف ، وليس بيتنا هذا البيت الذي تريد - يعنون اللات - إنما تريد البيت الذي بمكة ، ونحن نبعث معك من يدلك عليه ، فتجاوز عنهم ‏‏‏.‏‏‏
    ((اللات))
    واللات ‏‏‏:‏‏‏ بيت لهم بالطائف كانوا يعظمونه نحو تعظيم الكعبة ‏‏‏.‏‏‏

    *أبو رغال ورجم قبره:
    ‏‏‏ فبعثوا معه أبا رغال يدله على الطريق إلى مكة ، فخرج أبرهة ومعه أبو رغال حتى أنزله المغمس ؛ فلما أنزله به مات أبو رغال هنالك ، فرجمت قبره العرب ، فهو القبر الذي يرجم الناس بالمغمس ‏‏‏.‏‏‏


    **الأسود بن مقصود يهاجم مكة:
    فلما نزل أبرهة المغمس ، بعث رجلا من الحبشة يقال له ‏‏‏:‏‏‏ الأسود بن مقصود على خيل له ، حتى انتهى إلى مكة ، فساق إليه أموال تهامة من قريش وغيرهم ، وأصاب فيها مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم ، وهو يومئذ كبير قريش وسيدها ، فهمت قريش وكنانة وهذيل ، ومن كان بذلك الحرم من سائر الناس بقتاله ، ثم عرفوا أنهم لا طاقة لهم به ، فتركوا ذلك ‏‏‏.‏‏‏


    ***رسول أبرهة إلى مكة:
    وبعث أبرهة حناطة الحميري إلى مكة ، وقال له ‏‏‏:‏‏‏ سل عن سيد أهل هذا البلد وشريفها ، ثم قال له ‏‏‏:‏‏‏ إن الملك يقول لك ‏‏‏:‏‏‏ إني لم آت لحربكم ، إنما جئت لهدم هذا البيت ، فإن لم تعرضوا دونه بحرب ، فلا حاجة لي بدمائكم ، فإن هو لم يرد حربي فأتني به ‏‏‏.‏‏‏
    فلما دخل حناطة مكة ، سأل عن سيد قريش وشريفها ، فقيل له ‏‏‏:‏‏‏ عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ؛ فجاءه فقال له ما أمره به أبرهة ؛ فقال له عبدالمطلب ‏‏‏:‏‏‏ والله ما نريد حربه ، وما لنا بذلك من طاقة ، هذا بيت الله الحرام ، وبيت خليله إبراهيم عليه السلام - أو كما قال - فإنْ يمنعه منه فهو بيته وحرمه ، وإن يخل بينه وبينه ، فوالله ما عندنا دفع عنه ؛ فقال له حناطة ‏‏‏:‏‏‏ فانطلق معي إليه ، فإنه قد أمرني أن آتيه بك ‏‏‏.‏‏‏


    **أنيس يشفع لعبد المطلب:
    فانطلق معه عبدالمطلب ، ومعه بعض بنيه حتى أتى العسكر ، فسأل عن ذي نفر ، وكان له صديقا ، حتى دخل عليه وهو في محبسه ، فقال له ‏‏‏:‏‏‏ يا ذا نفر هل عندك من غناء فيما نزل بنا ‏‏‏؟‏‏‏ فقال له ذو نفر ‏‏‏:‏‏‏ وما غناء رجل أسير بِيدَيْ ملك ينتظر أن يقتله غدوا أو عشيا ما عندنا غناء في شيء مما نزل بك إلا أنّ أُنيسا سائس الفيل صديق لي ، وسأرسل إليه فأوصيه بك ، وأعظم عليه حقك ، وأسأله أن يستأذن لك على الملك ، فتكلمه بما بدا لك و يشفع لك عنده بخير إن قدر على ذلك ؛ فقال ‏‏‏:‏‏‏ حسبي ‏‏‏.‏‏‏
    فبعث ذو نفر إلى أنيس ، فقال له ‏‏‏:‏‏‏ إن عبدالمطلب سيد قريش ، وصاحب عير مكة ، يطعم الناس بالسهل ، والوحوش في رءوس الجبال ، وقد أصاب له الملك مائتي بعير ، فاستأذن له عليه ، وانفعه عنده بما استطعت ؛ فقال ‏‏‏:‏‏‏ أفعل ‏‏‏.‏‏‏
    فكلم أنيس أبرهة ، فقال له ‏‏‏:‏‏‏ أيها الملك ، هذا سيد قريش ببابك يستأذن عليك ، وهو صاحب عير مكة ، وهو يطعم الناس في السهل ، والوحوش في رءوس الجبال ، فأذن له عليك ، فيكلمك في حاجته ، و أحسن إليه ، قال ‏‏‏:‏‏‏ فأذن له أبرهة ‏‏‏.‏‏‏


    **الإبل لي والبيت له رب يحميه:
    قال ‏‏‏:‏‏‏ وكان عبدالمطلب أوسم الناس وأجملهم وأعظمهم ، فلما رآه أبرهة أجله وأعظمه وأكرمه عن أن يجلسه تحته ، وكره أن تراه الحبشة يجلس معه على سرير ملكه ، فنزل أبرهة عن سريره ، فجلس على بساطه ، وأجلسه معه عليه إلى جنبه ، ثم قال لترجمانه ‏‏‏:‏‏‏ قل له ‏‏‏:‏‏‏ حاجتك ‏‏‏؟‏‏‏ فقال له ذلك الترجمان ؛فقال ‏‏‏:‏‏‏ حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي ؛ فلما قال له ذلك ، قال أبرهة لترجمانه ‏‏‏:‏‏‏ قل له ‏‏‏:‏‏‏ قد كنت أعجبتني حين رأيتك ، ثم قد زهدت فيك حين كلمتني ، أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك ، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه ، لا تكلمني فيه ‏‏‏!‏‏‏ قال له عبدالمطلب ‏‏‏:‏‏‏ إني أنا رب الإبل ، وإن للبيت ربا سيمنعه ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ ما كان ليمتنع مني ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ أنت وذاك ‏‏‏.‏‏‏


    **الوفد المرافق لعبدالمطلب:
    وكان فيما يزعم بعض أهل العلم ، قد ذهب مع عبدالمطلب إلى أبرهة ، حين بعث إليه حناطة ، يعمر بن نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر بن مناة بن كنانة ، وهو يومئذ سيد بني بكر ، وخويلد بن واثلة الهذلي ، وهو يومئذ سيد هذيل ؛ فعرضوا على أبرهة ثلث أموال تهامة ، على أن يرجع عنهم ولا يهدم البيت فأبى عليهم ‏‏‏.‏‏‏ والله أعلم أكان ذلك أم لا ‏‏‏.‏‏‏ فرد أبرهة على عبدالمطلب الإبل التي أصاب له ‏‏‏.‏‏‏


    **قريش تستنصر الله على أبرهة:
    فلما انصرفوا عنه ، انصرف عبدالمطلب إلى قريش ، فأخبرهم الخبر ، وأمرهم بالخروج من مكة ، والتحرز في شعف الجبال والشعاب ‏‏‏:‏‏‏ تخوفا عليهم من معرة الجيش ، ثم قام عبدالمطلب ، فأخذ بحلقة باب الكعبة ، وقام معه نفر من قريش يدعون الله ، ويستنصرونه على أبرهة وجنده 0فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة ، وهيأ فيله وعبىَّ جيشه ، وكان اسم الفيل محمودا ؛ وأبرهة مجمع لهدم البيت ، ثم الانصراف إلى اليمن ‏‏‏.‏‏‏ فلما وجهوا الفيل إلى مكة ، أقبل نفيل بن حبيب الخثعمي حتى قام إلى جنب الفيل ، ثم أخذه بأذنه ، فقال ‏‏‏:‏‏‏ ابرك محمود ، أو ارجع راشدا من حيث جئت ، فإنك في بلد الله الحرام ، ثم أرسل أذنه ‏‏‏.‏‏‏
    فبرك الفيل ، وخرج نفيل بن حبيب يشتد حتى أصعد في الجبل ، وضربوا الفيل ليقوم فأبى ‏‏‏.‏‏‏ فضربوا في رأسه بالطبرزين ليقوم فأبى ، فأدخلوا محاجن لهم في مراقِّه فبزغوه بها ليقوم فأبى ، ‏‏ فوجهوه راجعا إلى اليمن ، فقام يهرول ، ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى مكة فبرك ‏‏‏.‏‏‏


    **عقاب الله لأبرهة وجنده:
    فأرسل الله تعالى عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان ، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها ‏‏‏:‏‏‏ حجر في منقاره ، وحجران في رجليه ، أمثال الحمص والعدس ،لا تصيب منهم أحدا إلا هلك ، وليس كلهم أصابت ‏‏‏.‏‏‏وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق الذي منه جاءوا0
    فخرجوا يتساقطون بكل طريق ، ويهلكون بكل مهلك على كل منهل ، وأصيب أبرهة في جسده ، وخرجوا به معهم تسقط أنامله أُنمْلة أنملة ، كلما سقطت أنملة أتبعتها منه مدة تمثُّ قيحا ودما ، حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر ، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه ، فيما يزعمون ‏‏‏.‏‏‏
    حدث يعقوب بن عتبة أنه حُدث ‏‏‏:‏‏‏ أن أول ما رؤيت الحصبة والجدري بأرض العرب ذلك العام ، وأنه أول ما رؤي بها مرائر الشجر الحرمل والحنظل والعُشر ذلك العام ‏‏‏.‏‏‏


    **الله جل جلاله يذكر حادثة الفيل ويمتن على قريش:
    فلما بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم ، كان مما يعد الله على قريش من نعمته عليهم وفضله ، ما رد عنهم من أمر الحبشة لبقاء أمرهم ومدتهم ، فقال الله تبارك وتعالى ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ‏‏‏.‏‏‏ ألم يجعل كيدهم في تضليل ‏‏‏.‏‏‏ و أرسل عليهم طيرا أبابيل ‏‏‏.‏‏‏ ترميهم بحجارة من سجيل ‏‏‏.‏‏‏ فجعلهم كعصف مأكول ‏‏‏)‏‏‏ ‏‏‏.‏‏‏ وقال ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ لإيلاف قريش ‏‏‏.‏‏‏ إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ‏‏‏.‏‏‏ فليعبدوا رب هذا ‏‏ ‏"‏ البيت ‏‏‏.‏‏‏ الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ‏‏‏)‏‏‏ ‏‏‏.‏‏‏ أي لئلا يغير شيئا من حالهم التي كانوا عليها ، لما أراد الله بهم من الخير لو قبلوه ‏‏‏


    **تفسير مفردات سورتي الفيل وقريش:
    الأبابيل ‏‏‏:‏‏‏ الجماعات ، ولم تتكلم لها العرب بواحد علمناه ‏‏‏.‏‏‏ وأما السجيل ‏‏‏:‏‏‏ فأخبرني يونس النحوي وأبو عبيدة أنه عند العرب ‏‏‏:‏‏‏ الشديد الصلب ‏‏‏.‏‏‏
    وذكر بعض المفسرين أنهما كلمتان بالفارسية ، جعلتهما العرب كلمة واحدة ، وإنما هو سَنْج و جِلّ ، يعني بالسنج ‏‏‏:‏‏‏ الحجر ؛ وبالجل ‏‏‏:‏‏‏ الطين ‏‏‏.‏‏‏ يعني ‏‏‏:‏‏‏ الحجارة من هذين الجنسين ‏‏‏:‏‏‏ الحجر والطين ‏‏‏.‏‏‏ والعصف ‏‏‏:‏‏‏ ورق الزرع الذي لم يقصب ، وواحدته عصفة ‏‏‏.‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ وأخبرني أبو عبيدة النحوي أنه يقال له ‏‏‏:‏‏‏ العصافة والعصيفة ‏‏‏.‏‏‏
    وإيلاف قريش ‏‏‏:‏‏‏ إلفهم الخروج إلى الشام في تجارتهم ، وكانت لهم خرجتان ‏‏‏:‏‏‏ خرجة في الشتاء ، وخرجة في الصيف ‏‏‏.‏‏‏ أخبرني أبو زيد الأنصاري ، أن العرب تقول ‏‏‏:‏‏‏ ألفت الشيء إلفا ، وآلفته إيلافا ، في معنى واحد 0
    والإيلاف أيضا ‏‏‏:‏‏‏ أن يكون للإنسان ألف من الإبل ، أو البقر ، أو الغنم ، أو غير ذلك ‏‏‏.‏‏‏ يقال ‏‏‏‏‏‏ آلف فلان إيلافا ‏‏‏.‏‏‏ قال الكميت بن زيد ، أحد بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد ‏‏‏:‏‏‏
    بعام يقول له المؤلفو ن هذا المعيم لنا المرجل
    ويقال ‏‏‏:‏‏‏ آلفته إياه إيلافا ‏‏‏.‏‏‏ والإيلاف أيضا ‏‏‏:‏‏‏ أن تصيرِّ ما دون الألف ألفا ، يقال ‏‏‏:‏‏‏ آلفته إيلافا ‏‏‏.‏‏‏


    **مصير قائد الفيل وسائسه :
    حدث عبدالله بن أبي بكر ، عن عمرة بنت عبدالرحمن ، بن سعد بن زرارة ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت ‏‏‏:‏‏‏ لقد رأيت قائد الفيل وسائسه بمكة أعميين مقعدين يستطعمان الناس


    ولسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
     
  2. الصورة الرمزية صقر الأحبة

    صقر الأحبة تقول:

    Red face

    <div align="center">البيان
    بارك الله فيك على هذا الإبداع ،،،
    لا حرمك الله أجره في الداريين ،،

    محبك في الله
    صقر الأحبة</div>