مقال الأمير سيف الله عن كيف تم الإعداد لإعلان إمارة القوقاز...


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله, رب العالمين, و الصلاة و السلامك على خاتم الأنبياء و المرسلين, محمد, و على آله, و صحبه أجمعين. من يهده الله فلا مضل له, و من يضلل فلن تجد له هاديا. و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, و أن محمدا عبده و رسوله, صلى الله عليه و سلم.

أما بعد...

يقول الله سبحانه و تعالى في القرآن:

(قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ) سورة سبأ - 49


المقدمة
أصدر أمير المجاهدين أبو عثمان دوكو عمروف بيانا رفض فيه أي مظهر شركي و أسس لتابعيه نظاما إسلاميا للحكم. لذلك هو يعلن رسميا أنه ليس له صلة بحكم الطاغوت, دستور جمهورية إيشكريا الشيشانية لعام 1992م, الذي قول في فصله الثاني:
  • "إن شعب جمهورية إيشكريا الشيشانية هم المصدر الوحيد للسلطات في الدولة. يمارس الشعب سلطة السيادة, العائدة لهم, مباشرة و من خلال مؤسسات السلطات التشريعية و التنفيذية و القضائية المشكلة منهم, و كذلك من مؤسسات الحكم الذاتي".
و بيان أميرنا يعني أنه يعتبر الله, سبحانه و تعالى, الذي أنزل لنا أفضل قانون و هداية من خلال رسوله محمد, صلى الله عليه و سلم, المصدر الوحيد للسلطات و ليس الشعب. و هو كذلك تبرأ من المصطلحات التي تتناقض مع الإسلام مثل: الجمهورية, و البرلمان, و الرئيس, إلخ . و بيانه رفض للنظام الديمقراطي في الحكم و المعتقدات و المبادئ المتصلة به. لم يعد لمجاهدي القوقاز أي صلة بجميع المصطلحات التي لا تتوافق مع ديننا, كحقوق الإنسان, و القانون الدولي, الميثاق, حرية الكلام, حرية الدين, و حرية إرادة الناس.

اليوم بعض الناس يحاولون أن يقنعونا أن هذا القرار أتخذ من قبل الأمير دوكو عفويا و على نحو فجائي. و أحدهم حتى جاء برواية حول مؤامرة أجهزة الامن السرية الروسية, التي تمكنت من ان ترسل للأمير منومهم المغناطيسي الذي دفعه "للتبرأ من الدولة الشيشانية". التي تذكرني بكلام مشركي مكة, الذين وقفوا ضد نبينا صلى الله عليه و سلم. لمعرفتهم لأخلاقه و أمانته, لم يكن يمكن أن يتهموه بالكذب, لذلك إستنتجوا أنه كان مسحورا. حتى أنهم سموا الساحر الذي إدعوا أنه أخضع الرسول صلى الله عليه و سلم, ليواجه قومه.

(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُّفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ) سورة سبأ - 43

بالطبع لم يكن للسحر أي صلة بذلك. الأجهزة السرية للكفار أرادت العكس تماما. إن الشيطان يتحكم بهم, الذي يعلم أن الشرط الأساسي لإنتصار المسلمين و هو الإلتزام الصارم و الكامل بالتوحيد. التوحيد هو الغاية من حياتنا, نحن نقاتل من أجله و مستعدون لموت من أجله. و هدف الكفار و المنافقين أن يبعدونا عن الإيمان الصحيح و جعلنا مشركين.

(وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا) سورة النساء - 89

(وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ) سورة البقرة - 217

من المعروف أن نظام الحكم جزء لا يتجزأ من ديننا. و من المعروف كذلك أن رفض أي جزء من الدين هو رفض للإسلام ككل. و هو بالضبط ما يسعى إليه الكفار اليوم. إنهم يحاولون دفعنا لرفض نظام لحكم الإسلامي و ينشرون نظام حكمهم, و بذلك يدفعوننا إلى الكفر. و نحن وقفنا للدفاع عن إيماننا و جهادنا تحول من مرحلة الدفاع عن حياتنا و ممتلكاتنا إلى مرحلة إعلاء كلمة الله. و كنا بحاجة فقط لإعلان ذلك بوضوح.

(لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ) سورة الأنفال - 42

المجاهدون قد وصلوا لهذا القرار منذ زمن بعيد. في ما سيأتي سأخبركم كيف تكشفت الأحداث و كيف كان لكاتب هذه السطور دور في إتخاذ هذا القرار.


مقدمة تاريخية

الحرب مع روسيا مستمرة منذ 13 عاما. بعد الإنتصار في الحرب الأولى حدث النزاع, و التي دخان نيرانها لا يزال مستمرا حتى الآن. و قليل من المشاركين الأحياء في ذلك النزاع لا يزال يخفي عداء متبادلا. و عمليا من المستحيل تحديد من كان على صواب و من كان على خطأ حينها. شيء واحد واضح اليوم: إذا لم نقم بالإستنتاجات الصحيحة من الأحداث السابقة, سيتكرر كل شيء مرة أخرى.

مسألة كيف يجب على الدولة الشيشانية أن تكون رفعت أكثر من مرة. كان بين صفوف المقاتلين مؤيدين لنظام سلطة علماني (مزيج بين الإسلام و التقاليد الوطنية القائمة على الديمقراطية) و مؤيدي الشريعة. مجلس 2002م كان محاولة لإنهاء الخلافات بين أعضاء المقاومة, و لكنها أدت إلى وحدة شكلية للمجاهدين في القوقاز.

بعض الإخوة إعترفوا بأخطائهم السابقة, و لكنهم فشلوا في الوصول إلى رأي مشترك في العديد من المسائل. نحن وجدنا أنفسنا في وضع وجدنا أنفسنا أمام خيارين, و كلاهما يؤدي إلى كارثة وشيكة.الأول كان قطع الرباط فورا, دون الإنتظار نهاية الحرب. لم يتمكن أحد من إتخاذ القرار, لأن كان من الواضح أن ذلك سيؤدي إلى إنقسام في صفوف المجاهدين و سيكون سببا في الهزيمة.

الخيار البديل أن نؤجل حل المسائل المختلف عليها حتى نهاية الحرب أو حدوث هدنة, لكن الجميع كانوا يدركون أنه حتى الحرب و العدو المشترك لم تستطع أن توحد المجاهدين. الوضع كان متفاقما لعدم وجود رجل, بين المشاركين في الجهاد, سيعترف به كحكم غير منحاز من قبل جميع المجاهدين, لأنه قل أو كثر الأمراء أصحاب السلطة و المتعلمين (المختصين في الشريعة) شاركوا يف الفتنة التي حدثت بعد الحرب.

و نتيجة لذلك, وصل مؤيدي الديمقراطية و مؤيدي الشريعة إلى إتفاق حول الإعتراف بسلطة رئيس جمهورية إيشكريا الشيشانية و أدخلوا ما سموه تعديلات شرعية لدستور الجمهورية. أدرك الجميع أن الإتفاق كان شكليا و إضطراريا. الديمقراطيون, الذين يقيم معظمهم في الخارج, إدعوا أن التعديلات الشرعية لم تكن سارية المفعول, لأن الدستور لأن الدستور تبني بالإستفتاء العام, و يمكن تغييره فقط عن طريق إستفتاء عام. و قالوا كذلك مع أن المجلس أعطي حق إعادة إنتخاب الرئيس, فبعد الحرب فقط "نائب منتخب من الشعب" يمكن أن يكون رئيسا شرعيا للدولة.

مؤيدي الشريعة كذلك لم يعتبروا رئيس جمهورية إيشكريا الشيشانية حاكما إسلاميا شرعيا للدولة. كانوا فقط يعتبرونه منسقا عاما للعمل العسكري. العديد من الأشخاص أملوا في مفاوضات مع روسيا و إعتقدوا أنه كان من الضروري الحفاظ على منصب الرئيس لعقد هدنة. و حقيقة أن كل جماعة كان لها مصادر تمويلها المستقلة كان مؤشرا على أن الوحدة كانت شكلية فقط. فسر بعض الأمراء ذلك بأنه ضرورة عسكرية, لكن السبب الحقيقي كان عدم الثقة المتبادلة و فقدان الثقة في السلطات. حتى بعد وصول الشيخ عبدالحليم إلى السلطة, لم يبايعه جميع المجاهدين كقائد إسلامي.

مسألة السلطة في الشيشان رفعت مرة أخرى بعد توحد المجاهدين في 2005م و فتح جبهة القوقاز. أنا شخصيا كنت موجودا في المجلس العسكري في نالتشك في صيف 2005م. أبو إدريس عبدالله باساييف (رحمه الله), حنيف خورشخانوف (رحمه الله) و أبو محمد موسى موكوزهييف كانوا يتناقشون حول مسألة إنضمام جماعة إنغوشيا و جماعة كبردينو - بلكاريا إلى الجبهة القوقازية. أعلن أبو إدريس أن النزاع إنتهى و أن خطر الإنقسام لم يعد موجودا. إتضحت العديد من الأمور خلال السنوات الماضية.

العديد ممن شارك في النزاع كشفوا عن وجوههم الحقيقية, فإنضمامهم إلى الأعداء. و بقي بين المجاهدين فقط مؤيدي الشريعة, و لم يتبقى من الديمقراطية سوى المصطلحات و الألقاب. زال خطر الإنقسام و أصبح قرار التحول إلى نظام الشريعة في الحكم مسألة وقت فقط. عبدالله باساييف عرض علينا أن نكون مواطنين في دولة إيشكريا الإسلامية و نصبح جزء من المجلس العسكري لمجاهدي القوقاز, الذي كان سيتخذ قرار رفض جميع الرموز الكفرية في نظام الدولة.

و أصبحنا خاضعين لعبدالحليم على شرط أن تحل مسألة شرعية الشريعة في سلطة الدولة في الشيشان في القريب العاجل.

بسبب الوضع الصعب في جبهات القتال لم يجتمع المجلس. و بعد رحيل عبدالحليم و أبو إدريس باساييف (رحمهما الله), فقدنا الإتصال مع القيادة لمدة طويلة.


مراسلة الأمير دوكو عمروف

عند أول فرصة كتبت للأمير أبو عثمان (دوكو عمروف), داعيا إياه التبرؤ من الديمقراطية و حكم الطاغوت, و رفع راية إسلامية صافية, خالية من الشرك. و كذلك كتبت له أن مثل هذا القرار ليس بحاجة لدعوة المجلس, لأن ذلك مسؤوليته وحده. فهو مسؤول أولا عن نفسه و إنقاذها يوم القيامة, و بعدها هو مسئول عن أرواح تابعيه و التخطيط العسكري. سيكون عليه أن يجب عن ذلك أمام الله سبحانه و تعالى.

أصول دين الله يمكن فهمها بسهولة من قبل أي إنسان. أرسل القرآن على أناس لم يستطيعوا القراءة و الكتابة. لذلك إذا رأينا أدلة واضحة من القرآن و السنة, ليس لنا أن نستشهد الذين يحاولون حجب الحقيقة, و يتلاعبون بنصوص الشريعة و يغيرون تفسير معانيها لمصلحة خيالية. في يوم القيامة, لن يستطيع الأمير أن يبرر قائلا: "يا رب, أردت أن أحكم بأحكامك, و لكن العلماء منعوني من القيام بذلك".

بالطبع نحن نحترم أهل العلم, التي تتطابق أفعالهم مع أقوالهم, و لكن في قضايا العقيدة الأساسية (أصول الدين) لا يسمح بتقليد العلماء. قبل قبول أو رفض قول أحدهم في قضايا العقيدة, يجب أن نطلب دليلا واضحا (دليلا حقيقيا من مصادر الشريعة). بما يتعلق بفروع (التفاصيل) الشريعة, في هذه الحالة نتبع آراء أهل العلم و ليس من واجبنا أن نطلب دليلا عن كل قضية.

و كذلك ذكر في الرسالة, أن التصويت على هذا الموضوع مستحيل, حتى لو كان مؤكدا أن الجميع سيصوتون للشريعة.

يقول تعالى:

(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) سورة الأحزاب - 36.

كذلك لفت إنتباه الأمير إلى حقيقة مبدأ "أن للأمير صوتا واحدا في الشورى" الذي كان أساس دولتنا في 2002م, يتناقض مع الإسلام و هي بدعة مأخوذة من الكفار. و إذا لم نضع حدا لهذا و غيرها من الإنحرافات, فلن يعطينا الله, سبحانه و تعالى, النصر على العدو في هذه الحياة, و يمكن أن يحرمنا من الأجر و يعرضنا للعقاب. نعم, هناك خطر أن تؤدي مثل هذه الخطوة لنزاع و إنقسام, و لكن الله, سبحانه و تعالى, بالتأكيد سيجعلنا نقع في النزاع و الإنقسام, إذا كنا نخاف من البشر, يتجاوزون حدود الأحكام, التي وضعتها الشريعة.

و مذكور في القرآن الكريم:

(لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) سورة النور - 63.
عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
  • "‏وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سلط اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ ‏.‏ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ‏"‏‏.
    (جزء من الحديث الصحيح, المروي عن إبن ماجة. راجع: الألباني, "السلسلة الصحيحة" 106).
رد الأمير أبو عثمان في رسالة, أن هذه القضية واضحة بالنسبة له و أنه ليس لديه شكوك بخصوص كيف يجب أن يكون نظام دولتنا. في الرسائل السابقة أكد كذلك أنه يقاتل في سبيل الله, و من أجل الإسلام فقط, من أجل الشريعة فقط. قال الأمير دوكو أنه إتخذ قرارا بالفعل و سيصدر خطابا حول هذه القضية. قال إنه فقط يتوقع وصول أحد المجاهدين القدماء الذي سيساعده في كتابة نص الخطاب.


مسألة الراية

بالرغم من تصميم الأمير أبو عثمان لإقامة الشريعة بشكل كامل, كان لبعض المجاهدين شكوك حول ضرورة و توقيت هذه الخطوة. في بداية أكتوبر 2007م تلقيت رسالة من الأمير مهند, نائب أبو عثمان. أراد أن يعلم رأيي حول قضية القتال تحت راية غير إسلامية. و أشار أن في إحدى مقالاتي قرأ أنه لا يجوز القتال تحت راية غير إسلامية (غير متميزة). و قال أن هناك فتوى للشيخ إبن عثيمين, تسمح بالجهاد تحت الراية الجاهلية في جهاد الدفع. تحت هذه الرايات شنت الحروب في البوسنة و الهرسك, و قبل جميع العلماء أن قتال إلى جانب المسلمين كان جهادا في سبيل الله.

فأجبته, في الواقع, أنه حتى الآن الجهاد في الشيشان يشن تحت رايات الديمقراطية و حرب التحرير الوطنية. مع ذلك, فالعلماء في جميع أنحاء العالم يعتبرون هذه الحرب جهادا, هدفها حماية الشعب الشيشاني من الإبادة.

هناك لحظة لا جدل فيها حول هذه القضية: بالفعل, خلال جهاد الدفع يجوز بالقتال الرايات الوطنية و حتى كعضو في عصابة من قطاع الطرق. و لكن هناك لحظات مشكوك فيها. مثلا, هل يجوز القتال تحت رايات الكفر؟ بعض العلماء يرى أن ذلك جائز إن كان هناك ضرورة لذلك إذا لم يكن هناك خيار آخر لإنقاذ المسلمين من الإبادة.

يرى آخرون أن المغامرة تحت راية كفرية يعني السقوط في الكفرعن طريق الولاء للكفر, كأن تصبح كافرا بإظهار الولاء لكفر. بعض المجاهدين أخذوا بالرأي الأول و قاتلوا الصرب تحت رايات كرواتية, عليها الصلبان. و كذلك قاتلوا تحت الرايات البوسنية الوطنية و كانوا تابعين للرئيس علي عزت بيغوفتش.

و هناك مجموعة أخرى من المجاهدين في البوسنة, و لم يخضعوا للحكومة البوسنية و قاتلوا فقط تحت الراية الإسلامية.

مع ذلك, في قضيتنا ليس مهما أي من الرأيين نأخذ, لأن هذا الخلاف ليس له علاقة بنا. المهم أن العلماء الذين تكلموا حول جواز أو تحريم الجهاد تحت الراية الكفرية, عنوا حالات كأن يكون قائد الجيش أو الدولة, رئيس دولة ديمقراطية, أو ديمقراطيا مسيحيا, لا يريد أن يقبل بالحق و يصر على كفره. أو ليس هناك إحتمال أن ندعوه للدرب الحق. و لكننا نتكلم هنا عن أخينا! كيف يمكن أن نقول للأمير دوكو: "يا أخانا, يجب أن تصبح كافرا لبعض الوقت. و إلا سيكون من الصعب هزيمة العدو؟!

يمكن لأحد أن يعترض و يقول إننا مضطرين لذلك, دفعتنا الظروف, و الحاجة لتضليل الكفار. و أنا أرد:
لا تلعبوا بدين الله! لو برر الجميع الكفر بحجة الحاجة العسكرية و السياسية, عندها لن يتبقى شيء من ديننا. جميع علماء أهل السنة مجمعين أن أي شخص يتعمد التلفظ بالكفر و هو ليس تحت الإكراه, يصبح كافرا, حتى لو كره هذا الكفر في قلبه (راجع: القحطاني, "الولاء و البراء" المجلد الأول, صفحة 60). و من المعلوم كذلك, أن ليس كل تهديد يعتبر إكراها في الشريعة. الإمام إبن حجر يحدد أربع حالات تلزم جعل التهديد إكراها:
  1. المهدد الذي يجبر على القيام بأمر محرم, يجب أن يكون قادرا على تنفيذ تهديده. و يكون الشخص المهدد غير قادر على حماية نفسه أو هروب.
  1. يجب أن يكون المهدد متأكدا أنه إذا رفض الإذعان, فسينفذ التهديد.
  1. يجب أن يكون تنفيذ التهديد فوريا أو يقع في المستقبل القريب. مثلا, لوهدد شخص: "إذا لم تقم بذلك غدا ستضرب", لا يعتبر ذلك إكراها.
  1. الشخص الذي تحت الإكراه يجب أن لا يظهر أي سلوك أنه يقوم بذلك بملء إرادته. (إبن حجر العسقلاني, "فتح الباري", المجلد 12, الصفحات من 311 - 312)
هذه الظروف تنطبق لأي نوع من الإكراه, بما في ذلك, مثلا, الإجبار على عقد صفقة تجارية. في ما يتعلق بالإكراه على الكفر, يقول العلماء يمكن للشخص أن يتلفظ بالكفر إذا كان لا يتحمل الألم. مثلا, لو كان الأعداء سيقتلونه, يضربونه بقسوة, يسببون له ألما شديدا بالنارأو شيئا مشابها. و هناك إجماع بين العلماء, على أن الشخص الذي يجبر عل التلفظ بالكفر يجب عليه أن يجنب كلمات الكفر الصريح, و أن يحاول إستعمال تعابير بمعاني غامضة. (راجع: الخازن, تفسير "لوباب الطويل", المجلد 4, صفحة 117)

و كذلك معلوم أن المستطلع (جامع المعلومات الإستخباراتية) يعتبر تحت الإكراه, إنه يخفي إسلامه و يعمل خلف خطوط العدو في مهمة من الأمير العسكري. فحاله مشابه للشخص الذي تحت الإكراه, لأنه إذا كشف, فإنه حتما سيقتل أو يعذب.

ليس هناك من يقول أنه يحق للأمير, كإستثناء, أن يقوم بأعمال تجعله خارج جماعة المسلمين, لمصلحة عامة.


مخططات أعدائنا

في اللمحة الأولى, يبدو إعلان إمارة القوقاز في مصلحة روسيا. و لكن في الواقع أعدائنا منذ زمن بعيد توقفوا عن القلق حول عودة المؤسسات الديمقراطية في الجمهورية الشيشانية و إنبثاق إيشكريا مستقلة. بعد مقتل أصلان مسخادوف رحمه الله, أغلقت مسألة الإعتراف الدولي بجمهورية إيشكريا الشيشانية. عبر الغرب عن بعض السخط و تحول إلى السكوت. لذلك كانت مسألتان تقلقان الكفار الروس, و حل هذه المسألتين ستقرر لصالح من ستنتهي هذه الحرب: و هو حرمان الجهاد تماما من التمويل و تقويض قاعدته الأيديولوجية.

علم الكفار أن تبرعات المسلمين في جزيرة العرب هي المصدر الرئيسي لتمويل الجهاد في الشيشان. و إعتقد أعدائنا أنه سيكون كافيا ترتيب إتفاقية مع السلطات في المملكة حول تعطيل سيل المساعدات, و ستحل المشكلة الشيشانية. في البداية عقدت روسيا إتفاقية مع الولايات المتحدة حول محاربة الإرهاب معا. عندها, جاء الملك عبدالله إلى موسكو (الذي كان حينها وليا للعهد, و لكن في الحقيقة هو من كان يحكم البلاد) و وقع إتفاقية مع روسيا. وعد عبدالله بوتن بقطع القنوات التي تستخدم لتمويل الجهاد الشيشاني. و لكن قلة الدعم الخارجي لم توقف المجاهدين. وجدت العديد من الوحدات مصادرها الخاصة للتمويل و أصبحت مستقلة عن الدعم الأجنبي.

أدرك الكفار أنهم لا يستطيعون هزيمة المسلمين بقوتهم فقط, و بشكل مشابه لما فعلوه خلال زمن الصليبيين, بدءوا بتقويض القاعدة الأيديولوجية للمجاهدين. فهموا أن الداعمين الأساسيين للجهاد هم الشباب المؤمن, الذين يتزايد عددهم كل يوم رغم القمع. حلل المستشرقون و غيرهم من المتخصصين في الإسلام المعلومات التي عندهم و لاحظوا أن قادة الجهاد في خطاباتهم و مناشداتهم يوردون آراء علماء المسلمين المشاهير.

المجاهدون يسألونهم للفتوى و لرأيهم تأثير حاسم. لم تستطع السلطات الروسية أن تأثر مباشرة على العلماء الأجانب, لذلك إلتمست الدعم من دول في العالم الإسلامي, بمساندة أمريكية. و إدعت روسيا أنها مدافعة عن العالم الإسلامي. و أدانت روسيا غزو التحالف الغربي للعراق, و أظهرت رغبتها في أن تكون عضوا في منظمة المؤتمر الإسلامي.

حتى أن السلطات في الكرملين دعت قادة حماس إلى موسكو. و أدخلت كذلك تغييرات في السياسة الداخلية, من أجل إحداث ظروف إيجابية لخداع المسلمين. قبل ذلك, كانت الأدوات الرئيسية التي تقاتل ضد الإسلام كانت "السلطات الدينية" و الإرهاب, و الآن سمح بتشكيل جماعات مسالمة تنشط تحت السلطة المشتركة لأجهزة الإستخبارات الروسية. و ظهر للعالم صور للحياة المسالمة في الشيشان, حيث أصبح مجاهد و مفت سابق قائدا.

بعد تفاقم الوضع في داغستان و كباردينو - بلكاريا ألان الكفار موقفهم تجاه المسلمين في هذه المناطق. حتى الآن إنهم يحاولون أن يوحوا إلى الناس أن القمع في داغستان و جمهورية كباردينو - بلكاريا يقوم بها بشكل حصري بمبادرة من القيادة السابقة لهذه الجمهوريات, متذرعة بعدم علم موسكو.

في الواقع, إضطهاد المؤمنين كامن نتيجة لضغط الواقع على السلطات المحلية من إدارة الكرملين. إتهمت إدارة بوتن الرؤساء السابقين أن ترتيب الإتفاقيات مع المجاهدين. أغلقت المساجد في نالتشك بضغط من موسكو. الوزير شوغينوف كان منفذا فقط لإدارة أسياده. و وفقا لخطة أجهزة الإستخبارات الروسية, كان عليه أن يلعب دور "الشرطي السيء", و الرئيس الروسي الجديد, الذي جاء "ليساعد" مسلمي كباردا و بلكاريا أصبح, وفقا لذلك, "شرطيا جيدا".

الرؤساء الجدد لجمهوريات القوقاز, المعينين من قبل الأسياد الروس, فتحوا المساجد, و أعلنوا أنفسهم مدافعين عن مصالح المسلمين. دعي وفد من العلماء من الشرق الأوسط إلى نالتشك, و فورا أصدروا فتوى جعلت من الرئيس المحلي أمير المسلمين في كباردا و بلكاريا. لا أعرف إذا كانت إجراءات مماثلة إتخذت في داغستان, و لكنني أعتقد أن نفس سيناريو إستخدم هناك.

كل هذه الخطوات التي إتخذتها روسيا, بالطبع, بالتأكيد لها تأثير, و لكنها لم تكن كافية لحرمان المجاهدين من الحافز الديني. كان من الضروري إيقاف الجهاد بحجج شرعية. و هذه الحجج يجب أن لا تقال من العلماء و المفتين الموالين للحكومة, و لكن من علماء محترمين. يجب أن يكونوا مقتنعين أن المقاومة لا فائدة منها, و أنها فقط تؤذي المسلمين.

المحللون و المستشرقون الروس لاحظوا أنه بالرغم من إستمرار الجهاد في العراق, حرم العديد من العلماء المسلمين من القيام بعمليات العسكرية في الأقاليم المجاورة للعراق. و هذا بالرغم من حقيقة, بأن هناك قواعد عسكرية للتحالف الغربي في هذه الأقاليم. لذلك من الممكن جعل وضع مشابه في روسيا كذلك. و هذا يعني أنه ممكن تركيز الحرب في إقليم الشيشان و إفشال مخططات قيادة المجاهدين التي تهدف إلى تشكيل الجبهات في القوقاز و غيرها من المناطق.

من المعلوم أنه مع زيادة طموحات الولايات المتحدة, يأمل العالم الإسلامي في إستعادة روسيا لقوتها السابقة. و المشكلة الوحيدة للعالم الإسلامي هي فلسطين, و العديد من المسلمين يأملون بسذاجة بمساعدة روسيا في حل القضية الفلسطينية. معظم العلماء المعروفين في جزيرة العرب هم معادون لإسرائيل و أمريكا. و هو يدعون لمساعدة المجاهدين في فلسطين و العراق, و أفغانستان. و لكن العديد منهم يعتقد أن المشكلة الشيشانية عائق لحل القضية الفلسطينية. هم على الأقل يدعون لتركيز الجهاد في إقليم إيشكريا.

مرتين خلال الحج, بمبادرة من طلاب يدرسون في المؤسسات التعليمية في العربية السعودية, جمع العلماء الحجاج من مختلف مناطق القوقاز و روسيا. في كل منها حاولوا إقناع المؤمنين الذين جاءوا إلى الحج, أن القيام بالأنشطة العسكرية ضد روسيا في هذه المناطق غير شرعي. من خلال الحجاج ناشد العلماء المسلمين الذين يعيشون في كباردينو - بلكاريا, و كرشاي - شركسيا, و شمال أوسيتا, و تتارستان, و غيرها من المناطق, وقف فتح الجبهات في هذه المناطق, و في الوقت نفسه قالوا أنهم قلقون حول الإخوة الذين يشلون الجهاد في الشيشان.

و كذلك قالوا أنه "يجب مساعدة الشيشان, و لكن بشرط عدم الإضرار بعملية الدعوة السلمية للإسلام في الجمهوريات الإسلامية في روسيا". في الواقع, هذا يعني الرفض التام لمساعدة المجاهدين, لأن مثل هذه المساعدة تعتبر مشاركة في الإرهاب.

المشكلة مع هؤلاء العلماء أنهم يصدقون الطواغيت الذين لديهم السلطة في بلادهم, بدلا من التبرأ منهم كما سبق أن فعل العديد من العلماء الصالحين. الطواغيت يؤكدون للعلماء أنهم مشغولون بمفاوضات سرية مع روسيا, التي قريبا ستنال قريبا القوة و ستصبح قوة موازية لأمريكا. في الأسفل سأستشهد بحوار ستوضح الحقيقة التي توجه بعض العلماء لإتخاذ قرارت بخصوص الجهاد في روسيا. التاريخ الحديث يعرف حادثة مماثلة: الفتوى بخصوص الجهاد في البوسنة و الهرسك. و فيها تقريبا نفس التوجه نحو وضعنا.
  • سؤال: ماذا حدث في الشيشان؟ و ماذا كان سبب الجهاد؟ أو أكثر تحديدا, لماذا إعترف بالحرب في الشيشان كجهاد؟

    الإجابة: كانت الشيشان دولة ديمقراطية, جمهورية رغبت في الإنفصال عن روسيا. و لم توافق روسيا على ذلك و حاولت إسقاط حكومة إيشكريا. عندما لم تنجح المحاولة, غزتها روسيا بقواتها و بدأت بقتل و نهب المسلمين في الشيشان. و وقف المسلمين لحماية أرواحهم و ممتلكاتهم. كان ذلك جهادا.

    سؤال: ما هو الوضع في الشيشان اليوم؟

    الإجابة: إنتهى خطر الإبادة الجسدية للأمة. الحكومة الجديدة التي شكلتها روسيا تتكون في معظمها من الشيشان, و من بينهم مجاهدون سابقون. يمكن للمسلمين زيارة المسلمين بكل حرية, و تربية اللحى و القيام بالحج. و الدعوة للإسلام بحرية كما في العربية السعودية. و لكنه لا يزال أشخاص يقاتلون ضد حكومة الشيشان الحالية. هناك قليل من المجاهدين في الجبال و سياسيين شيشان وجدوا ملاذا في الدول الأوروبية.

    سؤال: إلى ماذا تهدف المقاومة الشيشانية و تقاتل من أجله؟ و ما هي القوى السياسية التي تقف وارئهم؟

    الإجابة: المقاومة الشيشانية تهدف للإعتراف الدولي للجمهورية الديمقراطية (جمهورية إيشكريا الشيشانية), التي أعلنت خلال حكم الجنرال دوداييف. يدعمهم الغرب و في روسيا القوى التي تريد إسقاط بوتن و وضع روسيا تحت السيطرة الغربية مرة أخرى. الختام (الفتوى): تغير الوضع في الشيشان للأفضل. و حياة معظم المسلمين لم تعد مهددة بعد الآن. و يمكن ممارسة الدين في الشيشان بحرية. في مثل هذه الحالات يجب إيقاف الجهاد. و لكن لا يمكننا أن نحرم قتال المجاهدين الذين يختبئون في الغابات, لأنه ليس لديهم خيار آخر.

    ليس من المعقول و الصواب فصل الشيشان عن روسيا من أجل تأسيس جمهورية ديمقراطية فيها, التي ستكون في الواقع تحت تأثير عدونا الرئيسي, الولايات المتحدة. نحن سنستمر بنصيحة المجاهدين بعدم تنفيذ أنشطة عسكرية في الجمهوريات الإسلامية في روسيا, من أجل عدم إستفزاز السلطات لإضطهاد المؤمنين.

    سؤال: تلقينا معلومات مزعجة من الجمهوريات القوقازية و تتارستان حول ظهور قادة ميدانيين هناك, الذين أعلنوا هذه الجمهوريات جبهات عسكرية. إنهم تابعين للرئيس جمهورية الشيشان غير المعترف بها. في مقالاتهم المنشورة على الإنترنت, إنهم يناشدون جميع المسلمين الذين يعيشون في القوقاز, تتارستان و روسيا أن يحملوا السلاح و تشكيل الجماعات السرية أو الإنضمام لوحدات المجاهدين في الجبال. أمراء هذه الجبهات يدعون أن المسلمين الذين يرفضون الإنضمام لصفوف رجال العصابات غير ورعين و فساق. إنهم يؤسسون ذلك على الرأي الذي يقول أن الحر بضد روسيا هي جهاد فرض عين, تم تشكيل الجبهات بأمر من الرئيس الشيشاني, الذين يعتبرونه أميرهم. ما هو الحكم بخصوص هذه الجبهات؟

    الإجابة: الجمهوريات الإسلامية (بإستثناء الشيشان) ليست ساحة حرب. إنها مناطق معاهدات السلام و التعايش السلمي. سابقا, السلطات المحلية في بعض هذه المناطق كانت تضطهد المسلمين. كان السبب في ذلك الوضع المتوتر في الشيشان. اليوم, و الوضع في الشيشان قد إستقر, و السلطات الروسية ألانت في سياستها إلى حد كبير نحو المسلمين الذين يعيشون في هذه الجمهوريات. عدم الإستقرار في هذه المناطق يمكن أن يؤذي الدعوة السلمية بشكل كبير. بالطبع, على المسلمين الذين يعيشون في روسيا أن يساعدوا المجاهدين الشيشان, و لكن ليس بهذا الشكل, كما إقترح بعض الإخوة.

    إذا كان عدد الرجال (المجاهدين) في الشيشان غير كافيا لمواجهة الروس, عندها سيكون واجب على كل مسلم أن يسافر إلى هناك و يقاتل. و لكن على حد علمنا, هناك العدد الكافي من المتطوعين في الشيشان, و ينقصهم السلاح و المال فقط. نعم, يمكن أن يواجهوا الصعوبات, و لكن الإخوة الشيشان ليس لديهم الحق في مطالبة المسلمين في روسيا فتح الجبهات هناك, لأن هذا يؤدي إلى إضطهاد المسلمين المستضعفين. بخصوص أوامر رئيس الشيشان, يجب أن نوضح, أنه ليس واجبا على الإخوة خارج الشيشان أن يطيعوا هذه الأوامر, لسببين.

    أولا, لان سلطته ليست شرعية وفقا للشريعة, لأنه زعيم ديمقراطي و لا يعتبر ولي أمر. ثانيا, يمكن إعتباره قائدا عسكريا ينسق تنفيذ الأنشطة العسكرية, و لكن سلطته محدودة بإقليم محدد. يمكن طاعته في الإقليم المحدد, حيث يشن الجهاد, من أجل تحقيق التقدم العسكري, بالرغم من قتاله تحت راية غير إسلامية بالكامل. إكمالا لما ذكر آنفا, نحن نعتقد أنه لا يجوز فتح أي جبهات خارج الشيشان.
البعض من علماؤنا لديه موقف مثير مثل هذا. بالطبع, ليس لهؤلاء القول الحاسم. هناك غيرهم, و رجال ليسوا أقل علما بعقيدة صحيحة, و ليسوا مصابين بالروح الإنهزامية. إنهم لا يلعبون السياسة بقوانين الكفار و لا يعتبرونه نصرا للإسلام عندما يستعاد نظام ديمقراطي في الشيشان أو فوز حماس في الإنتخابات. إنهم ملتزمون بصرامة بالتوحيد و لا يبيعون دينهم من أجل مكاسب سياسية خيالية.

يجب أن نتبع من يقدمون أدلة واضحة من القرآن و السنة, الذين يتكلون على الله و يتبعون سبيل الفئة الناجية و الطائفة المنصورة. عندها ستفشل مكائد الكفار و لن تتحقق مخططاتهم.


خيارنا

و بذلك, فهمنا أننا نواجه خيارا: إما أن نوقف الجهاد بإتباع فتاوى بعض العلماء أو إعلان الهدف الحقيقي لجهادنا. كما ترون, إذا كان هدفنا في الحرب أن ننقذ الشعب الشيشاني من الإبادة, إذا فقد تحقق الهدف مسبقا. و إذا كان هدفنا حماية الناس من الكفر و إبعاد الكفر عن السلطة, فدعوا الجميع يعلم بذلك. على كل مجاهد أن يعلم ما الذي يقاتل من أجله. عندها خطة الكفار التي تهدف إلى تدمير ما يسمونه "القاعدة الأيديولوجية" أو "الحافز الديني" للجهاد, ستفقد معناها.

سأذكر مثالا من الجهاد الأفغاني, عندما هاجمت أمريكا و بريطانيا أفغانستان, لاقوا مقاومة شرسة من المجاهدين. حصن الأفغان أحد أهم القواطع على خط الجبهة, التي لم يستطع الكفار أن يكسروها حتى بإستخدام الأسلحة الأكثر تطورا. فوصل جنرالات الجيش إلى المواقع.

لم يستطيعوا فهم ما يحدث, لأنه وفقا لجميع قوانين العلم العسكري, يجب أن يكون عدوهم ميتا أو فارا. بدأ القادة يتساءلون ما كان حافز الأفغان, على ماذا يقاتلون؟ أجاب المتخصصون أن لدى هؤلاء حافز ديني. ينص الإسلام على حماية النفس, و أرواح من تحب, و حماية ممتلكاتك.

هذا الدفاع عن النفس واجب مقدس عند المسلمين. تساءل الجنرالات إذا كان للناس الذين يدافعون عن هذا القاطع من الجبهة حوافز أخرى؟ و أجابوا "لا" هذا القاطع كان يشغله مجموعة من السكان من عدة قرى أفغانية, يدافعون عن منازلهم. أعطى الأمريكيون الأفغان إنذارا: "أنتم تقاتلون من أجل بيوتكم و عائلاتكم. إذا أوقفتم مقاومتكم, لن نؤذيكم و قراكم. و إلا, سنرحمكم مما تقاتلون من أجله".

رد الأفغان بأنهم سيقاتلون حتى النهاية. عندها قصف الكفار إحدى القرى و طلبوا من المسلمين مرة أخرى الإستسلام. و لكن ذلك جعل الأفغان أشد غضبا. عندها مسح الكفار عن وجه الأرض قرية أخرى, و قالوا أنهم لن يقاتلوا المجاهدين, و لكنهم سيقتلون نسائهم و أطفالهم. الشعب الأفغاني شجاع جدا, و لكنهم الآن أدركوا أن مقاومتهم لم يعد لها معنى. لأن هدفهم كان الدفاع عن منازلهم, و لكن ما كان يحدث هو العكس تماما.

اليوم في الشيشان يقوم الكفار بنفس الشيء تماما. في البداية كانوا ببساطة يقتلون الجميع, و يوم يحاولون أن يبتزوا المجاهدين, بخطف و قتل أقربائهم. الذين قاتلوا من أجل الوطن و حماية الأمة إستسلموا لهذا الإبتزاز و ذهبوا إلى العدو. لأن العائلة أعز من العشيرة و الأمة. بالنسبة للذين يقاتلون في سبيل الله, من أجل رفع كلمته فوق الجميع, إنقاذ الإيمان أهم من إنقاذ حياتنا و حياة من نحب.

نبذ الطاغوت وضع نهاية للشك الذي كان لدينا في كل شيء. في الإستراتيجية, في السياسة, من نحن حقيقة, و ماذا كنا نحاول أن نحقق. العديد من الكفار في الغرب مستعدون لمساعدة المقاومة الشيشانية, و لكنهم كذلك طالبونا أن نحدد موقعنا, على أي جانب نحن في المواجهة العالمية بين الكفر و الإسلام. الذين هدفوا إلى مجرد الرفاهية المادية للشعب, إقترحوا على الأمير أبو عثمان أن يخضع للكفار و يتخلى عن إظهار ولائه للإسلام و المسلمين. قدم مجلس علماء القوقاز للأمير تصورهم بعنوان "خطة و برنامج عمل من فبل قيادة جمهورية إيشكريا الشيشانية". هنا الخيار الذي قدمه كتاب هذا التصور لرئييس الدولة:
  • "بذلك, نحن إقتربنا من وضع, حيث يجب نحتاج أن نجد نهائيا هدفنا الإستراتيجي, بعد أن نجده يمكن أن تحول إلى الخطة الإستراتيجية. آخذين بالإعتبار المقومات الأساسية, و نحن إستنتجنا الصيغة النهائية لهدفنا في هذه المرحلة:

    نريد أن ننشئ دولة شيشانية مستقلة بثقافتها, و تقاليدها, و دينها. قبل الإكمال, لنحاول أن نجيب على هذا السؤال للمرة الأولى و الأخيرة:"هل يجب على الشعوب الشيشانية و القوقازية أن تكون لها دولتها, و إذا كان نعم, عندها يجب أن نحافظ على الدولة التي أعلنها الشعب الشيشاني ومؤسستاها؟

    بالنسبة للأشخاص العقلاء و الذين يفكرون بواقعية أن الإجابة واضحة: "نعم بدون شك".
هنا بعض الوسائل التي إقترحها مجلس العلماء للإستعمال في قتال ضد الغزاة:
  • "الدولة بكل خواصها (العلم, النشيد, الدستور, الرئيس, البرلمان, الحكومة, المحمكة, إلخ) شرعية مؤسسات الدولة و توافقها مع متطلبات القانون الدولي, الإعتراف الكتابي بشريعة دولتنا من قبل المؤسسات الشرعية الدولية و روسيا, و الإحتفاظ في الخارج برجال جمهورية إيشكريا الشيشانية الخبراء في العمل العسكري و بناء الدولة".

يفكر العلماء بسذاجة أن الجهاد إنتشر في سائر القوقاز لأن الشعب المسلم بسبب عدم رضا من سلطة الكرملين. هنا إقتباس من التصور:
  • "شعوب القوقاز نفسها تحت أوضاع من أقسى الإرهاب, و الإضطهاد, و العنف. أي ظهور للدين لا يقره رجال الدين العملاء تقمع"."
أريد أن أعلم كتاب التصور أن شعب القوقاز لا يشعرون بإرهاب أو إضطهاد أو العنف. رجال الدين العملاء يوافقون على أي شكل من الدين لا يدعو للجهاد ضد روسيا.

الدعوة للجهاد ضد أمريكا أو بريطانيا ليس محرما. حتى نائب المفتي في نالتشك يدعو الشباب في الجمع للجهاد ضد الغزاة الأميركيين. يعتقد الناس أن المجاهدين في أكتوبر 2005م هاجموا مدينة مسالمة. عندما نقول أننا نساند إخواننا في الشيشان و نقاتل من أجل هدف مشترك, كان الناس مرتبكين: "ما علاقة الشيشان بالأمر؟ ما علاقتنا بما يحصل بالشيشان؟ هذا لا يهمنا. لا أحد يضطهدنا أو يقتلنا, و هؤلاء الوهابيين يريدون أن يشنوا حربا هنا. و هذا مفيد لأمريكا".

العديد من الناس يخافون بأننا سنحرم شرب الخمر و الفسوق, و سنمنعهم من المتع. فيما يتعلق بالقوقازيين في الشتات, فهم راضين بالأوضاع الحالية في أوطانهم التاريخية. في أي قضية, القادة الوطنيون يدعون ذلك. دعونا أكثر من مرة لأن نوقف الحرب في غرب القوقاز و أن لا نمنع السكان المحليين العملاء من العمل لرفاهية شعوب الأديجي (الشركسيين) و الآلان (كاراشاي و البلكار).

نحن يدعمنا اليوم فقط من قبل الذين إقتنعوا لضرورة القتال ضد الكفر و ثماره. الأشخاص الأذكياء يرون ماذا ستقود إليه الإباحية و الثقافة الغربية. حرية الأديان, التي يدعوا إليها الكفار, هي حرية الكفر. منذ الطفولة الباكرة, الفسوق و عدم الحياء تغرس في أطلفالنا, الديمقراطية, و المسيحية, و الداروينية, و غيرها من العلوم الخبيثة تنشر في المجالس. أقل شيء يحاولون أن يعلمونه للمسلمين أن يتسامحوا مع الشر و الكفر. ماذا سيفعل العلماء لو صوت أغلبية الناس على إجازة بيع الكحول, الفسوق, إدمان المخدرات؟ العديد من الأشخاص في أوروبا لا يحبون الفسوق و شرب الكحول كذلك, و لكنهم مجبرون على الخضوع للأغلبية.

يمكن للعلماء أن يدعوا أنهم يدعمون إدخالا تدريجيا للشريعة, و لكنهم ينسون أن الشريعة هي التوحيد في المقام الأول, ثم من بعدها الحدود, و المعاملات, إلخ. ليس هناك معنى في تطبيق إنتقال تدريجي إلى نظام عقوبات شرعي, بينما تسمح (إنسجاما مع إعلان حقوق الإنسان) في البلاد بالدعوة للكفر و الإستهزاء بدين الله.

بينما تحكم البلاد بالنظام الديمقراطي, التي تعطي الجموع حق عمل القوانين و تجعل الكفار و المسلمين متساوين في الحقوق, و إعطاؤهم حقوق تصويت متساوية, من غير المجدي أن نتكلم حول إدخال تدريجي للشريعة. أولا نقول "لا" للكفر, و بعدها "نعم" للشريعة.


ماذا خسرنا و ماذا كسبنا

بعض الناس يدعون أنه بالتصريح العلني حول تشكيل إمارة القوقاز, أننا فقدنا الكثير. (و بالقول "أننا", أعني المجاهدين الذين يقاتلون في سبيل الله, من أجل رفع كلمته فوق الجميع. فيما يتعلق بأنصار الديمقراطية, كل شيء واضح بالنسبة لهم, إنهم خسروا كل شيء). عند أول نظرة, إتخاذ قرار مثل ذلك, نحن نضع أنفسنا في وضع مختلف. و لكن لو كان التطبيق العملي للكلمات "لا إله إلا الله" بسهولة نطقها, كان أغلبية الناس سيدخلون الجنة. و لكن نحن نعلم أن الأغلبية سيدخلون النار, وقانا الله من عذاب النار.

التوحيد مسئولية كبيرة و حمل ثقيل, الذي يقول عنه الله سبحانه و تعالى في القرآن:

(إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً) سورة الأحزاب - 72

إن هذا الهدف من حياتنا و إمتحاننا. في حديث معروف رواه الحاكم و إبن حبان , أن رسول الله, صلى الله عليه و سلم, أخبرنا قصة النبي موسى عليه السلام.
  • قال موسى عليه السلام: يا رب علمني شيئًا أذكرك به وأدعوك به؟ قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله. قال: كل عبادك يقول هذا. قال تعالى: قل لا إله إلا الله، قال موسى: لا إله إلا أنت إنما أريد شيئًا تخصني به، قال تعالى: يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله."
نحن نعتقد أننا كسبنا أهم شيء: التوحيد و العون من الله, سبحانه و تعالى. بمساعدته سنجتاز جميع الصعاب, و سنخدمه هو فقط و نعتمد عليه هو فقط.

أولا, دعونا نتأمل ماذا خسرنا:
  1. مساندة الغرب
تظهر لنا عدد من الأسئلة بهذا الخصوص. أولا: هل كان هذا الدعم موجودا أصلا؟ و إذا كان ذلك, عندها كان غير مهم جدا و شكلي. ثانيا: إذا كان الغرب في الحقيقة في خلاف مع روسيا و يريد أن يضغط عليها, عندها خطابنا حول إعلان إمارة القوقاز يجب أن لا يمنعهم من دعم المجاهدين. حتى لو هددنا أمريكا و أوروبا كل يوم, فسيكون واضحا للجميع الذين يعرفون السياسة, ليست لدينا حقيقة تصادم مصالح.

البيت الأبيض يعلم جيدا أننا الآن لا نهتم بأمريكا. و لو أن السياسيين الأوروبيين مثلا مهتمين فعلا بإزاحة بوتن, كانوا سيستخدمون جميع الوسائل المتوفرة, بما فيها القوى "غير الديمقراطية". جميع العالم يتحدث عن سياسة المعايير المزدوجة, التي تستعملها الولايات المتحدة و بعض الدول الأوروبية. الولايات المتحدة, مثلا, لا تخفي دعمها للمجاهدين في تركستان الشرقية ضد الصين.

عندما جند الموجهون الأمريكيون في قاعدة جوانتاناموا الإخوة الإيغور الذين قبض عليهم في أفغانستان, أخبروهم أنهم لن يبقوهم في السجن. على النقيض, عرضوا عليهم أن يخضعوا لتدريب خاص و يعيدونهم لوطنهم لإعلان الجهاد على الصين. قال الأمريكيون أنه لم يهمهم ما هي الراية التي يختار الإيغور أن يقاتلوا تحتها. "أنشئوا هناك خلافة, شريعة, أي شيء تختارونه, فقط قاتلوا ضد الصين, نحن سنساعدكم".

نفس الولايات المتحدة هي التي تحافظ على علاقات طيبة مع العربية السعودية, بالرغم من غياب أي شيء مشابه للديمقراطية هناك (لا إنتخابات, المجرمين يعاقبون بأحكام الشريعة, مثلا, تقطع يد اللصوص علنا). في الواقع, الغرب لا يتهم للديمقراطية. إنهم يهتمون بشكل أساسي بتنصيب نظام عميل في البلاد, و وضع قواعدهم العسكرية في هناك, و السيطرة على الموارد.

و أخيرا, أي دعم أهم بالنسبة لنا, دعم الغرب أو دعم الله؟ أعتقد أن الإجابة واضحة.


  1. الدولة و الشرعية الدولة و الشرعية في أعين المجتمع الدولي و من وجهة نظر القانون الدولي. إنه سيحرمنا من إمكانية إيقاف الحرب و للتفاوض بوساطة المنظمات الدولية كالأمم المتحدة و منظمة الأمن و التعاون في أوروبا.
أولا: لم يكن لدينا الكثير لنختاره: إما الشرعية وفق قانون الطاغوت المسمى "القانون الدولي", أو الشرعية وفق قانون الله, الشريعة. نحن إخترنا الثاني.

ثانيا: نحن لم نفقد الدولة, و لكننا تخلصنا من التناقض, نحن أعدنا إكتسابه و أحيينا السلطة الإسلامية الشرعية. الدولة, التي يأسف الديمقراطيين على خسارتها, كانت تقوم على أساس قانون الطاغوت, دستور جمهورية إيشكريا الشيشانية لعام 1992م. لا أحد من المسلمين الذين يؤمنون من الله وحدهم, سيندم على خسارة دولة مثل تلك.

ثالثا: أي شخص عاقل يفهم أن جميع الذين يتكلمون حول الدولة و الشرعية هي فقط سؤال للمصالح الروسية و الغربية. إنهم يلعبون سياستهم و يريدوننا أن نلعب معهم بقوانينهم. الفرق الوحيد بين الإيشكريين الديمقراطيين الذين يعيشون في أوروبا و عملاء اليوم في الكرملين في الشيشان هي أن الأوائل يريدون العيش تحت حماية الغرب, و الأخيرين يريدون أن يعيشوا تحت حماية روسيا. كلاهما يحاولان بنشاط أن يستغلوا ما يسمى العامل الإسلامي.
بمعنى آخر, يحاولون أن يستخدموا المسلمين في لعبتهم القذرة. كلاهما يدعي الإهتمام برفاهية الناس, مع أنه في الواقع إنهم يهتمون فقط برفاهيتهم.
  1. دعم بعض الممثلين في الخارج
نحن فقدنا دعمهم, على أقل تقدير. بالأحرى, نحن إكتسبنا أعداء جدد في شخصياتهم. إنهم تمردوا بشكل علني ضد الأمير الشرعي و أعلنوا رغبتهم عن إزاحته عن السلطة.

يقول الله:

(يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنْهَا الأذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) سورة المنافقين - 8.

في الواقع نحن لم نخسر هؤلاء الأشخاص, نحن تخلصنا منهم. عدد قليل منهم يشاركون في الحرب يوم. و إذا كانوا سيشاركون, فإنهم فقط سيسببون المزيد من المشاكل.

يقول الله:

(لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ -47- لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ -48-) سورة الأحزاب

و إذا كانت هدنة ستعلن بيننا و بين الكفار, عندها سيأتون بسرعة و سيتحدثون حول إنجازاتهم.

يقول الله:

(الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) سورة النساء - 141

إنهم سيلقون الخطب الجميلة و يظهرون علمهم بالقانون الدولي و السياسة الدولية. إنهم سيحضرون إلى القوقاز أصدقائهم الأوروبيون و الأميركيين و سيتفاخرون بصلاتهم "الحماة الأقوياء في الغرب". و سيقولون للمجاهدين: "أنتم لا تفهمون شيئا في السياسة! إنها شيء معقد جدا. نحن لم نتدخل في عملياتكم العسكرية عندما كنتم تقاتلون. أنتم تعلمون ما يصلح في الحروب, و نحن نعلم ما يصلح في السياسة, يجب على كل شخص أن يكون مفيدا في المجال الذي هو مؤهلا فيه.

و سيقيمون بسرعة علاقات بالعلماء في الدول العربية, و هؤلاء سيصدرون فتوى, مفيدة سياسيا للمسلمين. شبيهة لتلك التي أصدروها للمسلمين في أمريكا, بدعوتهم لتصويت لبوش, من أجل "منع جور, اليهودي, من الوصول للسلطة".

و لكن الحمدلله, نحن تخلصنا من هؤلاء المنافقين.

هذا ما فقدناه, و الآن لننظر ما الذي كسبناه.
  1. شرعية أعمالنا وفقا للشريعة
سبق أن تحدثنا عن هذا سابقا و ليست هناك حاجة للتكرار.
  1. هدف واضح و معروف
حتى لو فكرنا بعقلانية فقط, بدون أن نأخذ بالإعتبار عامل الكرامة من الله, يجب أن نعلم أن الحرب مستحيلة بدون أشياء مثل التحريض و إنضباط.
ألاعيب الديمقراطية كادت أن تؤدي إلى إيقاف الجهاد في القوقاز. نحن فقط لم يكن لدينا إجابة للمجاهدين العاديين. و نحن فقط وعدناهم بأن مسألة راية الجهاد ستحل قريبا. و لكنه لم يمكن أن تستمر للأبد.

إذا لم نهتم تحت أي راية نقاتل, لما كنا قبلنا عرض عبدالحليم, و لكنا قبلنا عرضا من أشخاص آخرين, الذين عرضوا علينا الكثير من المال و الدعم الدولي, إذا إستنهضنا الناس تحت رايات الثورة الديمقراطية البرتقالة مع عناصر من الوطنية الأيديغية. و لكننا لا نبيع ديننا.

و لم يكن لدينا إنضباط أيضا. حتى الآن العديد من المجاهدين يقولون: "من هذا الرئيس؟ أنا أعرف فقط أمير جماعتي". لم يكن هناك إحترام للقوانين و لا إنضباط. الآن, عندما أصبحت سلطة الأمير شرعية تماما, لدينا الحق في أن نحمل المسئولية أي شخص سيعصي أمرا.


الخاتمة

المسألة التي طرحناها مهمة جدا و تحتاج لدراسة أعمق. و أحد إخوتنا الذي إستشهد في هذا العام, حضر مقالة جيدة حول هذا الموضوع. و ننوي نشرها مع بعض الزيادات.

جميع الإخوة, الذين يعملون في سبيل الله في إقليم ولايتنا, كانوا مسرورين جدا عندما سمعوا خطاب الأمير أبو عثمان (دوكو عمروف). و نحن كنا ننتظر هذا الحدث منذ زمن بعيد, و الله سبحانه و تعالى أعطانا هذا النصر.

و أحمد الله الذي أعطى أميرنا الثبات, و جعله حازما و ألهمه بالثقة في هذا الخيار الحازم.

الأمير سيف الله, مدينة نالتشك, 11 نوفمبر 2007م

كفكاز سنتر

اللهم انصر المجاهدين في كل مكان...واكشف عن أهل غزة ماهم فيه..