الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية أبوأنفال

    أبوأنفال تقول:

    مميز أخطاء في أدب المحادثة و المجالسة


    ( أخطاء في أدب المحادثة والمجالسة )

    بسم الله الرحمنالرحيم
    الجدال والمراءوالخصومة

    وهذا دأب كثير من الناس سواء في أحاديثهم ومنتدياتهم ، أو في مطالباتهم وخصوماتهم ، فتراه يتجادلون ويتمارون عند كل صغيرة وكبيرة .
    لا لجلب مصلحة ، ولا لدرء مفسدة ، ولا لهدف الوصول إلى الحق والأخذ به ، وإنما رغبةً في اللدد والخصومة ، وحبَّاً في التشَّفي من الطرف الآخر .
    ولهذا تجد الواحد من هؤلاء يُسَفِّه صاحبه ، ويرذل رأيه ، ويرد قوله .
    فلا يمكن – والحالة هذه – أن يصل المتجادلون إلى نتيجة طالما أن الحق ليس رائدَهم ومقصودَهم .
    وإذا الخصمان لم يهتديا *** سُنَّةَ البحثِ عن الحق غبر
    فالجدال والمراء على هذا النحو مجلبة للعداوة ، ومدعاة للتعصب ، ومطية لاتباع الهوى .
    بل هو ذريعة للكذب , والقولِ على الله بغير علم خصوصاً إذا كان ذلك في مسائل الدين , وهذا أقبح شيء في هذا الباب .
    قال الإمام النووي – رحمه الله - : ( مما يذم من الألفاظ المراء , والجدال , والخصومة ).
    قال الإمام أبو حامد الغزالي : المراء طعنك في كلام الغير لإظهار خلل فيه , لغير غرض سوى تحقير قائله وإظهار مزيتك عليه .
    قال : وأما الجدال فعبارة عن أمر يتعلق بإظهار المذاهب وتقريرها .
    قال وأما الخصومة فلجاج في الكلام , ليستوفي به مقصوده من مال أو غيره .
    وتارة يكون ابتداء ً, وتارة يكون اعتراضاً , والمراء لا يكون إلا اعتراضاً هذا كلام الغزالي )
    ثم قال الإمام النووي : ( واعلم أن الجدال قد يكون بحق , وقد يكون بباطل , قال الله تعالى : ( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) وقال تعالى : ( مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا )

    فإن كان الجدالُ الوقوفَ على الحق وتقريره كان محموداً , وإن كان في مدافعة الحق , أو كان جدالاً بغير علم كان مذموماً .
    وعلى هذا التفصيل تنزيل النصوص الواردة في إباحته وذمه )

    ثم قال – رحمه الله- : ( قال بعضهم : ما رأيت شيئاً أذهب للدين , ولا أنقصَ للمروءة , ولا أضيع لِلَّذة , ولا أثقل للقلب من الخصومة .
    فإن قلت لابد للإنسان من الخصومة , لاستبقاء حقوقه – فالجواب ما أجاب به الإمام الغزالي أن الذم المتأكد إنما هو لمن خاصم بالباطل أو بغير علم , كوكيل القاضي , فإنه يتوكل في الخصومة قبل أن يعرف أن الحق في أي جانب هو فيخاصم بغير علم .

    ويدخل في الذم –أيضاً- من يطلب حقه , لكنه لا يقتصر على قدر الحاجة , بل يظهر اللدد والكذب , للإيذاء والتسليط على خصمه .
    وكذلك من خلط بالخصومة كلمات تؤذي , وليس إليها حاجة في تحصيل حقه .
    وكذلك من يحمله على الخصومة محض العناد , لقهر الخصم وكسره , فهذا هو المذموم .

    وأما المظلوم الذي ينصر حجته بطريق الشرع من غير لدد أو إسراف , أو زيادة لجاج على الحاجة من غير قصد عناد ولا إيذاء – ففعله هذا ليس حراماً .
    ولكن الأولى تركه ما وجد إليه سبيلاً, لأن ضبط اللسان في الخصومة على حد الاعتدال متعذر .

    والخصومة تُوْغِرُ الصدر , وتهيج الغضب , وإذا هاج الغضب حصل الحقد بينهما حتى يفرح كل واحد منهما بمساءة الآخر , ويحزن بمسرته , ويطلق العنان بعرضه .

    فمن خاصم فقد تعرض لهذه الآفات , وأقل ما فيه اشتغال القلب حتى يكون في صلاتِه , وخاطره معلق بالمحاجة والخصومة , فلا يبقى حاله على الاستقامة .
    والخصومة مبدأ الشر , وكذلك الجدال والمراء فينبغي ألا يفتح عليه باب الخصومة إلا لضرورة لابد منها , وعند ذلك يحفظ لسانه وقلبه من آفات الخصومات )

    ولما كان هذا هو شأن الجدال والمراء والخصومة تجنب السلف ذلك , وحذروا منه , وورد عنهم آثار هل كثيرة فيه .
    قال ابن عباس – رضي الله عنهما - : ( كفى بك ظلماً ألا تزال مخاصماً, وكفى بك إثماً ألا تزال ممارياً )
    وقال ابن عباس لمعاوية –رضي الله عنهما - : هل لك في المناظرة فيما زعمت أنك خاصمت فيه أصحابي ؟
    قال : وما تصنع بذلك ؟ أَشْغَبُ بك وتشغب بي , فيبقى في قلبك ما لا ينفعك , ويبقى في قلبي ما يضرك )
    وقال ابن أبي الزناد : ( ما أقام الجدلُ شيئاً إلا كسره جدلٌ مثله )
    وقال الأوزاعي : ( إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل ، ومنعهم العمل )
    وقال الصمعي : ( سمعت أعرابياً يقول : من لاحى الرجال وماراهم قلَّتْ كرامته ، ومن أكثر من شيء عُرِف به )
    وأخرج الآجُرِيُّ بسنده عن مسلم بن يسار – رحمه الله – أنه قال : ( إياكم والمراءَ ، فإنه ساعةُ جهلٍ العالم ، وبها يبتغي الشيطان زلته )
    وأخرج أن عمر بن عبدالعزيز – رحمه الله – قال : ( من جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر التنقل )
    وقال عبدالله بن حسين بن علي – رضي الله عنهم - : ( المراء رائد الغضب ، فأخزى الله عقلاً يأتيك بالغضب )
    وقال محمد بن علي بن حسين – رضي الله عنهم - : ( الخصومة تمحق الدين ، وتنبت الشحناء في صدور الرجال )
    وقيل لعبدالله بن حسن بن حسين : ( ما تقول في المراء ؟ قال : يفسد الصداقة القديمة ، ويحل العقدة الوثيقة . وأقل ما فيه أن يكون دريئة للمغالبة ، والمغالبة أمتن أسباب القطيعة )
    وقال جعفر بن محمد – رحمه الله - : ( إياكم وهذه الخصومات ، فإنها تحبط الأعمال )
    وقيل للحكم بن عتيبة الكوفي – رحمه الله - : ( ما اضطر الناس إلى هذه الأهواء ؟ قال : الخصومات )
    وما أجمل قول الشافعي – رحمه الله – حين قال :
    قالوا سكتَّ وقد خوصمتَ قلتُ لهم *** إن الجوابَ لِبَابِ الشَّرِّ مفتاحُ
    والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ *** وفيه أيضاً لصون العرض إصلاحُ
    أما ترى الُأسْدَ تُخشى وهي صامتةٌ *** والكلب يُخسى لعمري وهو نباحُ

    من كتاب ( أخطاء في أدب المحادثة والمجالسة )
    الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد
    أتُسبى المسلمات في كل أرض**وعيشُ المؤمنين إذا يطيب
    فكم من مسجد جعلوه ديــرا** على محرابه نُصب الصليب
    وكم من مسلم أضحى سليبا** ومسلمة لها حرم سليب
    دم الخنزير لهم خَلـــــــــوق** وتحريق المصاحف فيه طيب
    أحل الكفرُ بالإسلام ضيمـــا** يطول عليه بالدين النحيب
    فقل لذوي المشاعر حيث كانوا**أجيبوا داعي الله أجيبوا
     
  2. الصورة الرمزية المنذر

    المنذر تقول:

    افتراضي رد : أخطاء في أدب المحادثة و المجالسة

    جزاك الله خير وبارك فيك خي الكريم
    f




     
  3. الصورة الرمزية العزة للاسلام

    العزة للاسلام تقول:

    افتراضي رد : أخطاء في أدب المحادثة و المجالسة

    بارك الله فيك اخى ابو انفال

    على موضوعك الطيب