استمر توافد ضيوف الرحمن على مكة المكرمة إيذانا ببدء أولى شعائر فريضة الحج حيث سيمكثون في منى يوم التروية الثامن من ذي الحجة، وسط توقعات بوصول نحو مليوني حاج إلى السعودية بحلول غد السبت.

وقد أكملت السلطات السعودية استعداداتها لتأدية الخدمات المطلوبة للحجاج، ومواجهة أي شيء قد يعكر صفو الحجيج.

وخصصت المملكة نحو 13 ألف رجل أمن للإشراف على سلامة منطقة الحج، بينما قال وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز -في مؤتمر صحفي عقده الليلة الماضية بمكة المكرمة- إن عدد قوات الأمن المهيأة لخدمة الحجيج يصل لنحو مائة ألف رجل، ويشمل هذا العدد العاملين بالمطارات والموانئ وحرس الحدود وأمن الطرق والمرور.

وشدد الوزير على أن ما سماه الإرهاب لم ينته، ويتعين اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للتصدي لأي طارئ.

لا حج بلا تصريح

وتزامن ذلك مع تأكيد الرياض جديتها في تطبيق شعارها هذا العام "لا حج دون تصريح" والرامي لتحديد أعداد الحجاج القادمين من داخل الأراضي السعودية.

وتنصب الشرطة حواجز تفتيش مشددة على مداخل مكة المكرمة للتأكد من حصول العابرين على تصاريح رسمية لأداء الحج.


وتقول السلطات إنها منحت تأشيرات حج لنحو 1.750 مليون شخص هذا العام، بينما تشير إحصاءات نشرتها وزارة الحج بوقت سابق هذا العام إلى أن عدد الشركات والمؤسسات العاملة في توفير خدمات الحجاج القادمين من داخل أراضي السعودية بلغ 278 شركة قادرة على توفير الخدمات لنحو 360 ألف حاج فقط.

وتبدي الرياض تشددا حيال من لا يحملون تصاريح في الوصول إلى مكة المكرمة في موسم الحج.

وعند محاولة أي حاج الانتقال إلى مكة يبادره السائق للسؤال عن تصريح الحج، بينما يقول آخرون إنهم مستعدون للمغامرة ونقل الراغبين بالحج ممن لا يحملون تصاريح رسمية مقابل 2500 ريال سعودي.

وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على 97 من قادة المركبات حاولوا إدخال حجاج لا يحملون التصاريح اللازمة إلى داخل مكة المكرمة.

مشكلة عددية

ورغم الإجراءات الرامية لتحديد أعداد الحجاج فإن اتساع منطقة مكة أبقى باب مشكلة التحكم بأعداد الحجاج مفتوحا.


وأشار وزير الداخلية وهو رئيس لجنة الحج العليا -في مؤتمر عقد بمقر مدينة تدريب الأمن العام بمكة- إلى أن حجاج مكة "موضوع يصعب السيطرة عليه" وقال إن "مكة شرفها الله تعدى توسعها في جهة الجنوب الشرقي عرفة ومن جهة الشمال الغربي وصلت إلى الشرائع فأصبحت المشاعر في وسط مدينة مكة".

وتقدر السلطات أعداد سكان منطقة مكة بنحو أربعة ملايين نسمة يتحركون بالمنطقة بحرية، ويمكن لهم أداء مناسك الحج والانتقال إلى منى وعرفة مرورا بمزدلفة وبقية المشاعر دون الحاجة للمرور على حواجز التفتيش الأمنية.

وتكتفي السلطات في هذه المرحلة بمناشدة "الحس الإسلامي والوطني" لدى أهل مكة للكف عن "التضييق على الحجاج".

وتمنح السلطات تصاريح حج لمن مر على آخر حجة له خمس سنوات، كما أعلنت وزارة الحج قبل نحو ستة أشهر وقف إصدار تصاريح جديدة لشركات خدمة حجاج الداخل لمدة ثلاث سنوات، في محاولة للسيطرة على أعداد القادمين للحج.

ويتم تحديد أعداد الحجاج القادمين لأداء المناسك بناء على قرار لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ويقضي بمنح الدول حصة تبلغ ألف حاج لكل مليون إنسان.

وفي محاولة لاستيعاب زيادة أعداد الحجاج، تنفذ السلطات السعودية مشاريع توسعة ضخمة بمنطقتي الحرم المكي ورمي الجمرات، وتشمل أعمال التوسعة في الحرم توسيع المسعى بين الصفا والمروة، مع توسيع ساحات الحرم لاستيعاب المزيد من المصلين.


بينما تتركز أعمال التوسعة في منطقة رمي الجمرات على إنشاء جسور على عدة مراحل آخرها العام القادم، وتبلغ تكاليفها الإجمالية 4.2 مليارات ريال.

اللهم يسر أمور الحجاج وتقبل منهم حجهم يا رب العالمين واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين