الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية تاج الوقار

    تاج الوقار تقول:

    Lightbulb رحلة الحج مع الرسول عليه الصلاة والسلام ...




    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام المرسلين
    وعلى آله وصحبه وسلم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

    ما أعظم تلك الأيام المباركة الأشهر المعلومات التي تؤدى فيها فرضة الحج لمن استطاع إليه سبيلاً
    كتب الله لنا حج بيته الحرام حجة مبرورة مقبولة وتقبل الله من جميع حجاج بيته الحرام
    إن شاء الله سيكون هنا تخليص لصفة حج النبي عليه الصلاة والسلام والاحكام المترتبة على الرجال والنساء ....متجدد إن شاء الله



    وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
    أيقنت أن الإرادة حياة .. والحياة إرادة ! يقول جل في علاه
    (( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن

    فأولئك كان سعيهم مشكورا ))
    جعلنا الله وإياكم ممن يملك إرادة ضخمة في الخير وللخير ..
     
  2. الصورة الرمزية جبل أحد

    جبل أحد تقول:

    افتراضي رد : رحلة الحج مع الرسول عليه الصلاة والسلام ...

    ننتظر ذلك ،،،

    جزيتم خيراً ..

    يثبت لفترة الحج ...
    كثرة الكلام أكبر دليل على قلة العمل ..
    فلو كان هناك عمل لما أصبح لدينا وقت للكلام ..

    - جبل أحد
     
  3. الصورة الرمزية تاج الوقار

    تاج الوقار تقول:

    افتراضي رد : رحلة الحج مع الرسول عليه الصلاة والسلام ...

    أيقنت أن الإرادة حياة .. والحياة إرادة ! يقول جل في علاه
    (( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن

    فأولئك كان سعيهم مشكورا ))
    جعلنا الله وإياكم ممن يملك إرادة ضخمة في الخير وللخير ..
     
  4. الصورة الرمزية ابو اسيد

    ابو اسيد تقول:

    افتراضي رد : رحلة الحج مع الرسول عليه الصلاة والسلام ...

    جزاكم الله خيرآ ..


    موضوع شيّق وجميل ..


    بارك الله فيكم ..
    قريـبـاً

    مونتآج


    ..| ربي رحماڪ |..
     
  5. الصورة الرمزية فاعل خير.

    فاعل خير. تقول:

    افتراضي رد : رحلة الحج مع الرسول عليه الصلاة والسلام ...

    بارك الله فيك

    هنا

    في هذا الرابط محاضرة قيمه عن حجة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم.

    http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3587

    أسأل الله أن ينفع به..
     
  6. الصورة الرمزية تاج الوقار

    تاج الوقار تقول:

    وصف حج النبي صلى الله عليه وسلم

    نبدء بسم الله تعالى

    ولما عزم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على الحجِّ أعلم الناس أنه حاج، فتجهزوا للخروج معه، وسمِع ذلك مَنْ حول المدينة، فَقَدِمُوا يُريدون الحجَّ مع رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، ووافاه في الطريق خلائقُ لا يُحصَون، فكانُوا مِن بين يديه، ومن خلفه، وعن يمينه، وعن شماله مدَّ البصر، وخرجَ من المدينة نهاراً بعد الظهر لِسِتٍّ بَقِينَ مِن ذى القِعْدةِ بعد أن صلَّى الظهرَ بها أربعاً، وخطبهم قبل ذلك خُطبةً علَّمهم فيها الإحرام وواجباتِه وسننه
    فصلَّى الظهر بالمدينة بالمسجد أربعاً، ثم ترجَّل وادَّهن، ولبس إزاره ورداءه، وخرج بين الظهر والعصر، فنزل بذى الحُليفة، فصلَّى بها العصر ركعتين، ثم بات بها وصلَّى بها المغرب، والعشاء، والصبح، والظهر، فصلَّى بها خمس صلوات، وكان نساؤه كُلُّهن معه، وطاف عليهن تِلك الليلة، فلما أراد الإحرام، اغتسل غُسلاً ثانياً لإحرامه غير غُسل الجِماع الأول، ولم يذكر ابن حزم أنه اغتسل غير الغُسل الأول للجنابة، وقد ترك بعضُ الناس ذِكره، فإما أن يكون تركه عمداً، لأنه لم يثبت عنده، وإما أن يكون تركه سهواً منه، وقد قال زيدُ بن ثابت‏:‏‏(‏إنه رأى النبىَّ صلى الله عليه وسلم تجرَّد لإهلاله واغتسل‏)‏ ‏.‏ قال الترمذى‏:‏ حديث حسن غريب ‏.‏
    وذكر الدارقطنى، عن عائشة قالت‏:‏ ‏(‏كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يُحرِمَ، غسل رأسه بخطمى وأُشْنَان ‏.‏ ثم طيَّبته عائشة بيدها بِذَرِيرَةٍ وطيبٍ فيه مسك في بدنه ورأسه، حتى كان وبيص المِسك يُرى في مفارقه ولِحيته، ثم استدامه ولم يغسله، ثم لبس إزاره ورداءه، ثم صلَّى الظهر ركعتين، ثم أهَلَّ بالحجِّ والعُمرة في مصلاه‏)‏، ولم يُنقل عنه أنه صلَّى للإحرام ركعتين غير فرض الظهر‏.‏

    وقلَّد قبل الإحرام بُدنه نعلين، وأشعرَها في جانبها الأيمن، فشقَّ صفحةَ سَنامِها، وسَلَتَ الدَّمَ عنها

    وإنما قلنا‏:‏ إنه أحرم قارناً لِبضعة وعشرين حديثاً صحيحة صريحة في ذلك
    منها رواه الإمام أحمد من حديث سُراقة بنِ مالك قال‏:‏ سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏دَخَلَتِ العُمْرَةُ في الحَجِّ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ‏)‏، قَالَ‏:‏ وَقَرَنَ النَّبىُّ صلى الله عليه وسلم في حَجَّة الوَادَعِ ‏.‏ إسناده ثقات‏.‏

    أيقنت أن الإرادة حياة .. والحياة إرادة ! يقول جل في علاه
    (( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن

    فأولئك كان سعيهم مشكورا ))
    جعلنا الله وإياكم ممن يملك إرادة ضخمة في الخير وللخير ..
     
  7. الصورة الرمزية تاج الوقار

    تاج الوقار تقول:

    افتراضي رد : رحلة الحج مع الرسول عليه الصلاة والسلام ...

    تكبيرات الحج
    الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كبيراً .
    الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .
    الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد.
    أيقنت أن الإرادة حياة .. والحياة إرادة ! يقول جل في علاه
    (( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن

    فأولئك كان سعيهم مشكورا ))
    جعلنا الله وإياكم ممن يملك إرادة ضخمة في الخير وللخير ..
     
  8. الصورة الرمزية انا بنت الاسلام

    انا بنت الاسلام تقول:

    افتراضي رد : رحلة الحج مع الرسول عليه الصلاة والسلام ...

    بارك الله فيكم
     
  9. الصورة الرمزية تاج الوقار

    تاج الوقار تقول:

    افتراضي رد : رحلة الحج مع الرسول عليه الصلاة والسلام ...

    الحلقة الثانيه من حج النبي صلى الله عليه وسلم

    ثم اهل النبي بالحج وكان يُهِلَّ بالحَجِّ والعُمرة تارة ، وبالحَجِّ تارة ، لأن العُمْرة جزء منه ثم لبَّى فقال ‏:‏ ‏(‏ لبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيك لا شَريكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ والمُلْكَ لا شَرِيكَ لَكَ ‏)‏ ‏.‏ ورفع صوتَه بهذه التلبيةِ حتى سَمِعَها أصحابُه ، وأمرَهم بأمر اللَّه له أن يرفعُوا أصواتَهم بالتلبية ‏.‏ وكان حَجَّه على رَحْل ، لا في مَحْمِلٍ ، ولا هَوْدَج ، ولا عمَّارِية وزَامِلتُه تحته ثم إنَّه صلى اللَّه عليه وسلم خيَّرهم عند الإحرام بين الأنساكِ الثلاثة ، ثم ندبَهم عند دُنوِّهم من مكة إلى فسخ الحَج والقِران إلى العُمْرة لمن لم يكن معه هَدْىٌ ، ثم حتَّم ذلك عليهم عند المروةِ ‏.‏
    وولَدَتْ أسماءُ بِنتُ عُميسٍ زوجةُ أبى بكر رضى اللَّه عنها بذى الحُليفة محمَّدَ بن أبى بكر ، فأمرها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أن تغتسِلَ ، وتَسْتَثْفِرَ بثوب ، وتُحرم وتُهِلَّ ‏.‏ وكان في قِصتها ثلاثُ سُنن ، إحداها ‏:‏ غسلُ المحرم ، والثانية ‏:‏ أن الحائضَ تغتسِل لإحرامها ، والثالثة ‏:‏ أن الإحرام يَصِحُّ مِن الحائض ‏.‏
    ثم سار رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يُلبِّى بتلبيتِه المذكورةِ ، والناسُ معه يزيدُون فيها ويَنقُصُون ، وهو يُقِرُّهم ولا يُنكِرُ عليهم ‏.‏

    ثم مضى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا كان بالأبواءِ ، أهدى له الصَّعبُ بن جَثَّامَةَ عَجُزَ حِمَارٍ وحشىٍّ ، فردَّه عليه ، فقال ‏:‏ ‏(‏ إنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إلاَّ أَنَّا حُرُمٌ‏)‏‏.‏ وفى ‏(‏ الصحيحين ‏)‏ ‏:‏ ‏(‏ أنه أهدى له حِماراً وحشياً ‏)‏ ، وفى لفظ لمسلم‏:‏ ‏(‏ لحم حمار وحْشٍ ‏)‏ ‏.
    فلما كان بَسَرِفَ ، حاضت عائشةُ رضى اللَّه عنها ، وقد كانت أهلَّت بعُمْرة ، فدخل عليها النبىُّ صلى الله عليه وسلم وهى تبكى ، قال ‏:‏ ‏(‏ ما يُبْكِيكِ ‏؟‏ لَعَلَّكِ نَفِسْتِ ‏)‏ ‏؟‏ قالت ‏:‏ نَعَمْ ، قال ‏:‏ ‏(‏ هَذَا شئٌ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ ، افْعَلى مَا يَفْعَلُ الحَاجُّ ، غَيْرَ أَنْ لا تَطُوفى بالبَيْتِ ‏)‏ ‏.‏
    فلما كان بِسَرِف ، قال لأصحابه ‏:‏ ‏(‏ مَنْ لَمْ يكُنْ مَعَهُ هَدْىٌ ، فَأَحَبَّ أَنْ يَجْعَلَهَا عُمْرَةً ، فَلْيَفْعَلْ ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدىٌ فَلاَ ‏)‏ ‏.‏ وهذه رتبة أخرى فوق رتبة التخيير عند الميقات ‏.‏
    فلما كان بمكة ، أمر أمراً حتماً ‏:‏ مَنْ لا هَدْى معه أن يجعلها عُمْرة ، ويَحِلَّ من إحرامه ، ومَن معه هَدْى ، أن يُقيم على إحرامه ، ولم ينسخ ذلك شئ البتة ، بل سأله سُراقة بنُ مالك عن هذه العُمرة التي أمرهم بالفسخ إليها ، هل هي لِعَامِهِمْ ذَلِكَ ، أَمْ لِلأبَدِ ‏:‏ قال ‏:‏ ‏(‏ بَلْ لِلأبَد ، وإن العُمْرَةَ قَدْ دَخَلَتْ في الحجِّ إلَى يَوْمِ القِيامَة ‏)‏ ‏.‏
    وقد روى عنه صلى اللَّه عليه وسلم الأمرَ بفسخِ(اي فسخ احرام العمرة عن احرام الحج) الحَجِّ إلى العُمْرة أربعةَ عشرَ مِن أصحابه ،وفى ‏(‏ الصحيحين ‏)‏ عن جابر بنِ عبد اللَّه ‏:‏ أهلَّ النبىُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالحجِّ ، وليس مع أحد منهم هَدْى غير النبى صلى الله عليه وسلم وطلحة ، وقَدِمَ على رضى اللَّه عنه من اليمن ومعه هَدْى ، فقال ‏:‏ أهللتُ بما أهلَّ به النبىُّ صلى الله عليه وسلم ، فأمرهم النبىُّ صلى الله عليه وسلم أن يجعلوها عُمْرة ، ويطوفوا ، ويقصروا ، ويَحِلُّوا إلا مَن كان معه الهَدْىُ ، فشق ذلك على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك النبىَّ صلى الله عليه وسلم فقال ‏:‏ ‏(‏ لو اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرى مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيْتُ ، ولَوْلا أنَّ معىَ الهَدْىَ لأَحْلَلْتُ ‏)‏ ‏.‏ وفى لفظ ‏:‏ فقام فينا فقال ‏:‏ ‏(‏ لَقَدْ عَلِمْتُم أنِّى أَتْقاكُم للّه ، وأَصْدَقُكُم ، وأَبَرُّكُمْ ، وَلَوْلاَ أنَّ معىَ الهَدْى لحَلَلْت كَما تَحِلُّون ، ولَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرى مَا اسْتَدْبَرْتُ ، لم أَسُق الهَدْىَ ، فحُلُّوا ‏)‏ فَحَلَلْنا ، وسَمعنا وأطعَنا ،

    أيقنت أن الإرادة حياة .. والحياة إرادة ! يقول جل في علاه
    (( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن

    فأولئك كان سعيهم مشكورا ))
    جعلنا الله وإياكم ممن يملك إرادة ضخمة في الخير وللخير ..
     
  10. الصورة الرمزية تاج الوقار

    تاج الوقار تقول:

    افتراضي الحلقة الثالثة

    الحلقه الثالثه
    ثمَّ نهض صلى اللَّه عليه وسلم إلى أن نزل بذى طُوى وهى المعروفة الآن بآبار الزاهر، فبات بها ليلةَ الأحد لأربع خَلَوْنَ من ذى الحِجة، وصلَّى بها الصُّبح، ثم اغتسلَ مِنْ يومه، ونهض إلِى مكة، فدخلها نهاراً مِن أعلاها مِن الثنيَّة العُليا التي تُشْرِفُ على الحَجُونِ، وكان في العُمرة يدخل من أسفلها، وفى الحج دخل من أعلاها، وخرج مِن أسفلها، ثم سار حتى دخلَ المسجد وذلك ضحىً‏.‏
    وذكر الطبرانى، أنه دخلَه من بابِ بنى عبد مناف الذي يُسمِّيه الناسُ اليومَ بابَ بنى شيبة‏.‏
    وذكر الإمام أحمد‏:‏ أنه كان إذا دخل مكاناً من دار يعلى، استقبل البيت فدعا‏.‏
    وذكر الطبرانى‏:‏ أنه كان إذا نظر إلى البيت، قال‏:‏ ‏(‏اللَّهُمَّ زدْ بَيْتَكَ هَذَا تَشْريفاً وَتَعْظِيماً وَتَكْريماً وَمَهَابَةً‏)‏‏.‏ وروى عنه، أنه كان عند رؤيته يرفعُ يديه، ويُكبِّر ويقُول‏:‏ ‏(‏اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ ومِنْكَ السَّلامُ حَيِّنا رَبَّنا بالسَّلام، اللَّهُمَّ زِدْ هَذا البَيْتَ تَشْرِيفاً وَتَعْظِيماً وَتَكْرِيماً وَمَهَابَةً، وزِدْ مَنْ حَجَّهُ أَوْ اعْتَمَرَهُ تَكْريماً وتَشْريفاً وتَعْظيماً وبِرَّاً‏)‏ وهو مرسل، ولكن سمع هذا سعيدُ بن المسِّيب من عُمَرَ بنِ الخطَّاب رضى اللَّه عنه يقوله‏.‏

    فلما دخل المسجد، عَمَدَ إلى البيت ولم يركع تحيةَ المسجد، فإنَّ تحيةَ المسجدِ الحرام الطَّوافُ، فلما حاذى الحجَر الأسود، استلمه ولم يُزاحِمْ عليه، ولم يتقدّم عنه إلى جهة الرُّكن اليمانى، ولَم يَقُلْ‏:‏ نويتُ بطوافى هذا الأسبوع كذا وكذا، ولا افتتحه بالتَّكْبير كما يفعله مَن لا علم عنده، بل هو مِن البِدَع المُنكرات، ولا حاذى الحَجَرَ الأسود بجميع بدنه ثم انفتل عنه وجَعله على شِقه، بل استقبلَه واستلمه، ثم أخذ عن يمينه، وجعل البيتَ عن يساره، ولم يدعُ عند الباب بدُعاء، ولا تحت الميزاب، ولا عِند ظهر الكعبة وأركانها ولا وقَّتَ لِلطَّوَافِ ذِكراً معيناً، لا بفعله، ولا بتعليمِه، بل حُفِظَ عنه بين الركنين‏:‏ ‏{‏رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنَا عَذَابَ النَّار‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 201‏]‏ ورمَل في طوافه هَذَا الثلاثة الأشواط الأول، وكان يُسرع في مشيه، ويُقارِبُ بين خُطاه، واضطبع بردائه فجعل طرفيه على أحد كتفيه، وأبدى كتفه الأخرى ومنكبه، وكلما حاذى الحجر الأسود، أشار إليه أو استلمه بمحجنه، وقبّل المحجن، والمحجنُ عصا محنيَّة الرأس‏.‏ وثبت عنه، أنه استلم الركن اليمانى‏.‏ ولم يثبتْ عنه أنه قبَّله، ولا قبَّل يده عند استلامه، وقد روى الدارقطنى، عن ابن عباس‏:‏ ‏(‏كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُقبِّلُ الركن اليمانى، ويضع خده عليه‏)‏، وفيه عبد اللَّه بن مسلم بن هُرمز، قال الإمام أحمد‏:‏ صالحُ الحديثِ وضعَّفه غيره‏.‏ ولكن المرادَ بالرُّكن اليمانِى ههنا، الحجرُ الأسود، فإنه يُسمَّى الركنَ اليمانى ويُقالُ له مع الركن الآخر‏:‏ اليمانيان، ويقال له مع الركن الذي يلى الحِجر من ناحية الباب‏:‏ العراقيان، ويقال للرُّكنين اللذين يليان الحِجر‏:‏ الشاميان‏.‏ ويقال للركن اليمانى، والذي يلى الحِجر مِن ظهر الكعبة‏:‏ الغربيان، ولكن ثبت عنه، أنه قبَّل الحجر الأسود‏.‏ وثبت عنه، أنه استلمه بيده، فوضع يده عليه، ثم قبَّلها، وثبت عنه، أنه استلمه بمحجن، فهذه ثلاث صفات، وروى عنه أيضاً، أنه وضع شفتيه عليه طويلاً يبكى‏.‏
    وذكر الطبرانى عنه بإسناد جيد‏:‏ أنه كان إذا استلم الرُّكن اليمانى، قال‏:‏ ‏(‏بسْم اللَّه واللَّه أكْبَر‏)‏‏.‏ وكان كلما أتى على الحجر الأسود قال‏:‏ ‏(‏اللَّهُ أكبَر‏)‏‏.‏ فلما فرغ مِن طوافه، جاء إلى خلفِ المقام، فقرأ‏:‏ ‏{‏وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إبْرَاهِيمَ مُصَلى‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 125‏]‏، فصلَّى ركعتين، والمَقَامُ بينه وبينَ البيت، قرأ فيهما بعد الفاتحة بسورتى الإخلاص وقراءته الآية المذكورة بيانٌ منه لتفسير القرآن، ومراد اللَّه منه بفعله صلى اللَّه عليه وسلم، فلما فرغ من صَلاته، أقبل إلى الحجر الأسودِ، فاستلمه‏.‏ ثم خرج إلى الصَّفا مِن الباب الذي يقابله، فلما قَرُب منه‏.‏ قرأ‏:‏ ‏(‏‏{‏إنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّه‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 158‏]‏ أبدأ بما بدأ اللَّه به‏)‏، وفى رواية النسائى‏:‏ ‏(‏ابدؤوا‏)‏، بصيغة الأمر‏.‏ ثم رَقى عليه حتى رأى البيت، فاستقبلَ القِبلة، فوحَّدَ اللَّه وكبَّره، وقال‏.‏ ‏(‏لا إله إلا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَريكَ لَه، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شئٍ قدير، لا إله إلاَّ اللَّهُ وحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، ونَصَرَ عَبْدَه، وهَزَمَ الأحْزَابَ وحْدَه‏)‏‏.‏ ثم دعا بين ذلك، وقال مِثلَ هذا ثلاثَ مرات‏.‏
    وقام ابنُ مسعود على الصَّدْع، وهو الشِّقُّ الذي في الصَّفا‏.‏ فقيل له‏:‏ ‏(‏هاهنا يا أبَا عبد الرحمن‏؟‏ قال‏:‏ هَذَا والذي لا إلَه غَيْرُه مَقَامُ الذي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سورةُ البقرة‏)‏ ذكره البيهقى‏.‏
    ثم نزل إلى المروة يمشى، فلما انصبَّت قدماه في بطن الوادى، سعى حتَّى إذا جاوز الوادى وأَصْعَد، مشى‏.‏ هذا الذي صحَّ عنه، وذلك اليوم قبل الميلين الأخضرين في أول المسعى وآخره‏.‏ والظاهر‏:‏ أن الوادى لم يتغير عن وضعه، هكذا قال جابر عنه في ‏(‏صحيح مسلم‏)‏‏.‏ وظاهر هذا‏:‏ أنه كان ماشياً، وقد روى مسلم في ‏(‏صحيحه‏)‏ عن أبى الزبير، أنه سمع جابر بن عبد اللَّه يقولُ‏:‏ طافَ النبىُّ صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الوَدَاع على رَاحِلَتِه بالبَيْتِ، وبَيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ لِيَراهُ النَّاسُ وَلِيُشْرِفَ ولِيَسْألُوه فَإن النَّاسَ قد غشوْه، وروى مسلم عن أبى الزبير عن جابر‏:‏ ‏(‏لم يطف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابُه بين الصَّفَا والمروة إلا طَوَافاً واحِداً طوافه الأول‏)‏‏.‏
    قال ابنُ حزم‏:‏ لا تعارُض بينهما، لأن الراكب إذا انصبَّ به بعيرُه، فقد انصبَّ كُلُّه، وانصبَّتْ قدماه أيضاً مع سائر جسده‏.‏

    وكان يُصلِّى مدة مُقَامه بمكة إلى يوم التروية بمنزله الذي هو نازِل فيه بالمسلمين بظَاهِر مكَّة، فأقام بظاهرمكة أربعةَ أيَّام يَقْصُرُ الصَّلاة يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء، فلما كان يومُ الخميس ضُحىً، توجَّه بمن معه مِن المسلمين إلى مِنَى، فأحرم بالحجِّ مَنْ كان أحلَّ منهم مِن رحالهم، ولم يدخُلُوا إلى المسجد، فأحرمُوا منه، بل أحرمُوا ومكةُ خلفَ ظهورهم، فلما وصل إلى مِنَى، نزل بها، وصلَّى بها الظهرَ والعصرَ، وبات بها، وكان ليلةَ الجمعة، فلما طلعتِ الشمسُ، سار منها إلى عرفة،

    أيقنت أن الإرادة حياة .. والحياة إرادة ! يقول جل في علاه
    (( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن

    فأولئك كان سعيهم مشكورا ))
    جعلنا الله وإياكم ممن يملك إرادة ضخمة في الخير وللخير ..