الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية شبل العقيدة

    شبل العقيدة تقول:

    افتراضي لا يغْفِرُونَ ويُعيِّرون .. فما الحلُّ ؟

    السَّلاَمُعَلَيْـــــــــــكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِوَبَرَكَاتُهُ


    الحمدُ للهِ والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ .. وبعدُ
    كان السَّلف الصَّالحُ - عليهم رحمةُ الله - أصحابَ تأمُّلٍ عميقٍ وفهْمٍ دقيق

    أورثهم ذلكَ - بعد تقوى الله تعالى - تربيةً لأنفسهم وإرشاداً لمن حولهم


    فجاءت كلماتهم رصينة .. وعبارتهم مسبوكةً سَبْكَ الذَّهب الخالص ..


    ومن بديعِ ما قالوا تلكمُ الكلمة الرقراقة من تابعيٍّ جليل ..


    وهبُ بنُ مُنبِّهٍ – رحمه الله – إذ يقول :


    الخالِقُ يغْفِرُ ولا يُعيِّر ، والمخلوقُ لا يغفِرُ ويُعيِّــر ..


    ولا يقولُ هذا الكلام إلاَّ منْ عرف حقيقةَ الرِّبح في التعاملِ مع الخالق سبحانه ..


    أمَّا الخلْق فنحنُ مضطرُّون للتعامُلِ معهم كلٌ بحسبه على مالهُ من حقوق ..


    وهم إلاَّ من رحم الله لا يغفرون ويُعيِّرون .. وهذا في الأعمِّ الأغلب ..


    وسببُ هذه الصِّفة ناتجٌ من سجيَّتهم إذا لم تُهذَّب وتقوَّم ..


    وكلنا بشرٌ فينا ما فينا من هذه الصِّفة .. فمُسْتَقِلٌّ ومُسْتَكثِر !!


    لا نغفرُ لمن أخطأ في حقِّنا أو في حقِّ غيرنا ..


    تبقى نظرتنا للمخطئ كما هي مهما حصل من اعتذارٍ أو تغيير ..


    نشمَخِرُّ بأنوفِنا كأننا في منأى عن الوقوع في مثلِ أخطاء الآخرين ..


    بل ربما فَرِحَ بعضُنا بوقوع الخطأ من صديقه أو قرينه ..


    وليته الفرَحُ لهانَ الأمرُ وما هوَ بهيِّن ..


    لكنها كوامِنُ في النفس بدت .. وأنيابُ حسدٍ كشَّرت ..


    أعقبها نظرةٌ سوداء قاتمة لهذا الخطَّاء ..


    صدرَ الحكمُ بالإقصاء أقواله وأفعاله ..


    ومرَّةً أُخرى أقول ..


    ليتَ الأمرَ توقَّفَ عندَ عدمِ المغفرةِ للمُذنب الخطَّاء ..


    بل أردفه أمرٌ له مرارتهُ وألمه ..


    ألاَ وهو التعيير ..


    فمهما عمِلَ هذا المذنِبُ من حسناتٍ لمحوِ الماضي إلاَّ أنَّ نظرةَ الآخرين له كما هي ..


    بيدَ أنَّ أصحابَ النفوسِ الكبيرة ينسون أو يتناسون ..


    علموا وأيقنوا أنَّ هذا الخطأ الذي بدرَ من غيرهم


    لربما حصل لهم مثله أو أكثر ..


    وأذكرُ قصَّةً عجيبة ذكرها الإمام الذهبي – رحمه الله – لبيان التعيير من عدمه


    فقد كان هناك رجلٌ اسمه أيوب مُشتهَِراً بفعل فاحشةِ الزِّنا


    ومن شدَّة إعلانه بهذه المعصية أنه كان يمُرُّ في بعض الطُّرق وصبيةٌ يلعبون


    فإذا ما رأوا أيوب هذا صفَّقوا وقالوا :


    هيه هيه هيه أتاكم أيوب الزاني أتاكم أيوب الزاني ..


    ثم إنَّه بعد فترة منَّ الله عليه بالهداية ورجع إلى الله رجعةً صادقة


    حتى إنه – رحمه الله – أصبحَ زاهداً من الزُّهَّاد


    فكان إذا مرَّ بنفس الطريق قال الصبيةُ :


    أتاكم أيوب الزَّاهد أتاكم أيوب الزَّاهد ..


    سبحان الله ..


    حتى أطفال السَّلف تأثروا بما كان عليه آباؤهم من تربيةٍ لنفوسهم وصلاحٍ وَهُدى ..


    أخيراً .. لِنُعامِلَ من الرِّبحُ كُلُّ الرِّبح في معاملته .. سبحانه وتعالى


    يغْفِرُ ولا يُعيِّــر


    وما دُمنا نعيشُ مع الناس فلا بُدَّ من الصبرِ على أخلاقهم


    ولا ننسى الرُّقيَّ بأخلاقنا ونظرتنا ..


    كتَبَهُ .. أبُــو أسْمَاء
     
  2. الصورة الرمزية أبو الجوري الشرقي

    أبو الجوري الشرقي تقول:

    افتراضي رد : لا يغْفِرُونَ ويُعيِّرون .. فما الحلُّ ؟

    اللهم اجعلنا من الكاظمين الغيظ العافين عن الناس..اللهم آمين
    لا كسر قلمك أبا أسماء

    ماتحسروا أهل الجنة على شئ كما تحسروا على..
     
  3. الصورة الرمزية أميرة الملتقى

    أميرة الملتقى تقول:

    افتراضي رد : لا يغْفِرُونَ ويُعيِّرون .. فما الحلُّ ؟

    جزاك الله خير
    وبارك الله فيك
    كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً .. بالطوبِ يُرمى فيرمي أطيب الثمر ِ
    خالص احترامي

    اميرة الملتقى

     
  4. الصورة الرمزية فاعل خير.

    فاعل خير. تقول:

    افتراضي رد : لا يغْفِرُونَ ويُعيِّرون .. فما الحلُّ ؟

    قالت عائشة رضي الله عنها: يا نساء المؤمنين إذا أذنبت إحداكن ذنباً فلا تخبرنا به الناس، ولتستغفرن الله ،
    ولتتب إليه فإن العباد يعيرون ، ولا يغفرون ، والله تعالى يغفر ولا يعير )



    بارك الله فيك
     
  5. الصورة الرمزية شبل العقيدة

    شبل العقيدة تقول:

    افتراضي رد : لا يغْفِرُونَ ويُعيِّرون .. فما الحلُّ ؟

    الإكليل
    رفعَ الله قدرك وأسعدَ قلبك

    أميرة الملتقى
    شكرَ الله لكم المرور والتعقيب


    فاعل خير
    فائدة قيِّمة أتحفتني بها
    لا حرمك الله الأجر



    وأقولُ لكُلِّ واحدٍ منكم تقديراً لتفاعلكم
    أزُفُّ تحيةً وأزُفُّ عشْراً . . . فأنتَ بهذهِ وبِتِلْكَ أحرى

    وأعتذرُ إليكم عن رداءة التنسيق وتشابك الأحرف في المقال
    فقد حاولت التعديل لكن النظام لم يُساعدني
     
  6. الصورة الرمزية ابو ريتاج

    ابو ريتاج تقول:

    افتراضي رد: لا يغْفِرُونَ ويُعيِّرون .. فما الحلُّ ؟

    جزاك الله خير
    ابو اسماء

    نفع الله بك
    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
    أخي : تذكر دائماً أن الإستغفار يفتح الأقفال
    يقول ابن تيمية : إن المسألة لتغلق علي فأستغفر الله ألف مرة أو أكثر فيفتحها الله علي
     
  7. الصورة الرمزية الحلم

    الحلم تقول:

    افتراضي رد : لا يغْفِرُونَ ويُعيِّرون .. فما الحلُّ ؟


    ومن بديعِ ما قالوا تلكمُ الكلمة الرقراقة من تابعيٍّ جليل ..
    وهبُ بنُ مُنبِّهٍ – رحمه الله – إذ يقول :
    الخالِقُ يغْفِرُ ولا يُعيِّر ، والمخلوقُ لا يغفِرُ ويُعيِّــر ..


    كلمات تسطر بماء الذّهب
    فهي بقدر ماتجعل المسلم الصادق يتأسى من حال المخلوق
    وما واجهــهُ في حياته مع المخلوقين..بل ربما مع أحبابه
    الا انه ينبعث من جنبات هذه العبارة نور يشع ويملأ النفس رضا
    الا وهي قوله

    الخالق يغفر ولا يعير
    فاللهم لك الحمد يا الله
    من جعل الله همه وكان همه رضا الله
    امتلأت نفسه رضا وسكينة بهذه العبارة الرائعه
    وطابت نفسه
    فاللهم اجعل همنا رضاك...
    فإن من من كان همــه الله رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ولم يجد الا عاجل بشراه


    وعندما يتعثر المسلم في مطبات الشهوات والشبهات
    وعلى جنبات الطريق مشاهدون فمنهم احبةمشفقون ومنهم حاسدون مبغضون
    لكن هناك في الامام باب علام الغيوب وغافر الذنوب
    فليكن همي عندما اتعثر على مشهد من الناس محبهم وحاسدهم
    اهفو الى ذلك الباب الذي في مقدمة الطريق
    وانا اردد للعالمين ..... يا اللــــه
    إذا كان الذي بيني وبينك عامر*****فعل الذي بيني وبين العالمين خراب
    إذا طـاب منك الود فالكل هـين** *** وكل الـذي فــــــوق الــتراب تـــراب
    اللهم اغفر لي ولأخوتي ..اللهم اسلل سخيمة قلوبنا
    باركك المولى أخي وزادك علما ونورا وهدى
     
  8. الصورة الرمزية شبل العقيدة

    شبل العقيدة تقول:

    افتراضي رد : لا يغْفِرُونَ ويُعيِّرون .. فما الحلُّ ؟

    السَّلاَمُ عَلَيْـــــــــــكُمْ وَرَحْمَةُالله ِوَبَرَكَاتُهُ
    اللهمَّ آمين ..
    أسعدكَ الله أخي الحلم على طيب المرور وحُسْنِ التعقيب
    وقد جاءت كلماتك كعقدٍ من الألماس التفَّ حولَ العُنقِ الخالي
    وأقولُ لكَ بصدقٍ :
    حُيِّيتَ حُيِّيتَ لا حُيِّيتَ واحدةً . . . حُيِّيتَ حُيِّيتَ بعد الألفِ مليوناً

    أسألُ الله أن يشرحَ صدورنا
    آمين ..
     
  9. الصورة الرمزية مسك الختام

    مسك الختام تقول:

    افتراضي رد: لا يغْفِرُونَ ويُعيِّرون .. فما الحلُّ ؟

    كتب الله أجركم ورفع الله قدركم .
    وتستوطِنُ أحلامُنَـا السّماء
    أعلّل النفسَ بالآمالِ أرقبها .. ما أضيق العيش لولا فُسحَة الأملِ
     
  10. الصورة الرمزية ماء زمزم

    ماء زمزم تقول:

    افتراضي رد : لا يغْفِرُونَ ويُعيِّرون .. فما الحلُّ ؟

    كلام من ذهب ولي معه وقفات للفائدة

    ولعلي أتوجه إلى الشطر الثاني من عنوان الموضوع فلقد أسهم الإخوان في الشطر الأول وما قصروا

    الشطر الثاني هو ( فما الحل ؟ )

    طبعا كل بني آدم خطاء وهذا مصداق حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام

    لكن الأخطاء تختلف من شخص لآخر وأيضا تختلف في نوعيتها فهناك صغائر وهناك كبائر

    حتى مسألة إن الله يغفر ولا يعير على الإطلاق فهذه فيها نظر , ولقد قال تعالى ( إن الله لايغفر أن يشرك به )

    وتكملة الآية ( ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ) سبحانه وتعالى

    فالمغفرة والرحمة ليست بأيدينا ولا نستطيع أن نتحكم بها فهي بمشيئة الله وحده .

    لكن هناك أمور تترتب على هذه المغفرة وليست من كلامنا نحن بل من كلام الله جل وعلا

    فقد قال تعالى ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر

    الذنوب إلا الله
    ) وفي تمام الآيه وهي الشاهد على ما أقول ( ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون )

    فالإصرار على الذنب مستثنى ممن شمله الله بالمغفرة وخاصه إذا كان يعلم هذا الشيء .

    بخلاف الأعراب أو العوام فإنهم لايعلمون معنى الإصرار وكيفيته .

    ومما ينبغي أن يعلمه المسلم والمسلمة هو خطورة الإصرار على الذنوب، فقد روى البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ فقال: ((من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر)) وقد حمل هذا الحديث العلماء على معنيين:

    الأول: أن المراد بالإساءة في الإسلام أنه أسلم في الظاهر ولم يسلم في الباطن، فهذا ما يزال كافراً في حقيقته وإن تظاهر بالإسلام، وحكمه في الإسلام أنه منافق، فتبقى عليه ذنوب أيام الكفر الصريح كما هي، وما يفعله من ذنوب في الإسلام فهي كذلك لأن الكافر يغفر له ما قد سلف إذا أسلم ظاهراً وباطناً.

    الثاني: أن المراد بالإساءة: البقاء على بعض المعاصي التي كان عليها في الجاهلية مع إسلامه ظاهراً وباطناً، فلو أن شخصا كان في الجاهلية مرابياً أو سكراناً أو كذاباً فأسلم وبقيت فيه هذه المعصية فهنا يعاقب على فعلها في الجاهلية، ويعاقب على فعلها في الإسلام، لأن الإسلام يدعو إلى ترك كل المعاصي، فهذا الحديث يخوفنا جميعاً . فانظر لنفسك مخرجاً قبل أن تلقى الله .

    تحذير البشر من أصول الشر للشيخ محمد الإمام حفظه الله

    وليعلم الجميع أن ما يصيبنا من المكروه إنما هو بسبب أعمالنا قال الله تعالى {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} فكثير من الجهال اعتمدوا على رحمة الله وعفوه وكرمه، فضيعوا أمره ونهيه، ونسوا أنه شديد العقاب، وأنه لا يرد بأسه عن القوم المجرمين، ومن اعتمد على العفو مع الإصرار على الذنب، فهو كالمعاند!! كما قال أحد السلف: رجاؤك الرحمة ممن لا تطيعه من الخذلان الحق.

    وهناك مسألة خطيرة يخلط فيها كثير من الناس ألا وهي :

    هل تكرار الذنب وتكرار التوبة من الإصرار على المعصية

    إليكم نص السؤال والإجابة منقولة من موقع الاسلام ويب

    http://www.islamweb.org/ver2/Fatwa/S...ang=A&Id=66163

    السؤال

    شاب تاب وندم على ما فعل واستقام على الطريق المستقيم... ولكن تبقى رواسب لجاهليته ويذنب ذنبا ما لا يستطيع أن يفارقه، ولكنه حينا بعد حين يلوم نفسه ويتوب من هذا الذنب، ولكنه سرعان ما يرجع.. فهل في ذلك إصرار على الذنب... مع العلم بأنه يتوب ويتألم من هذا الذنب، ولكنه سريعا ما يعود أو يبقى فترة من الزمن تائبا من هذا الذنب، ولكنه يرجع إليه... فهل هذا إصرار أم لا... وماذا يفعل هذا الشاب؟

    الفتوى

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

    فعلى هذا الشاب أن يأخذ نفسه بالشدة ويفطمها عن هذا الذنب الذي يعاوده الفينة بعد الفينة، فيتوب منه توبة نصوحاً يعزم فيها على عدم العودة أبداً، وذلك لأنه لا يعلم متى تأتيه منيته، وليحذر أن يدركه الموت وهو قائم على معصية الله، فيختم له بخاتمة السوء والعياذ بالله، وانظر شروط التوبة النصوح في الفتوى رقم: 9694، والفتوى رقم: 5450.

    فإذا تاب توبة نصوحاً ثم زيَّن له الشيطان المعصية فزلت قدمه وقارفها، فليسارع إلى تجديد التوبة مرة أخرى، قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ {الأعراف:201}، قال الحافظ ابن كثير: يخبر تعالى عن المتقين من عباده الذين أطاعوه فيما أمر وتركوا ما عنه زجر أنهم إذا مسهم: أي أصابهم طائف... ومنهم من فسره بالهم بالذنب، ومنهم من فسره بإصابة الذنب. وقوله: تذكروا: أي: عقاب الله وجزيل ثوابه ووعده ووعيده -فتابوا وأنابوا واستعاذوا بالله ورجعوا إليه من قريب، فإذا هم مبصرون: أي: قد استقاموا وصحوا مما كانوا فيه. انتهى. باختصار.

    وكون هذا الشخص يقع في الذنب ثم يتوب ثم يقع في الذنب ثم يتوب ليس معناه أنه مصر عليه، بل قد يكون ذلك دليلاً على حبه لله ورغبته في التوبة، وكراهته للذنب والمعصية لأنه يكره المداومة على فعلها، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {آل عمران:135}، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن عبداً أصاب ذنبا وربما قال أذنب ذنباً فقال: رب أذنبت وربما قال: أصبت فاغفر لي، فقال ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا أو أذنب ذنبا، فقال رب: أذنبت أو أصبت آخر فاغفره، فقال: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا وربما قال: أصبت ذنبا، قال: قال رب أصبت أو قال أذنبت آخر فاغفره لي، فقال :علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثلاثا فليعمل ما شاء. قال النووي: وفي الحديث أن الذنوب ولو تكررت مائة مرة بل ألفا وأكثر وتاب في كل مرة قبلت توبته، أو تاب عن الجميع توبة واحدة صحت توبته. وقوله في الحديث: اعمل ما شئت. معناه: ما دمت تذنب فتتوب غفرت لك.

    ولكن ليس في هذا الحديث ترخيص في فعل الذنوب، ولكن فيه الحث على التوبة لمن وقع في الذنب، وأنه لا يستمر على فعله، وقد قال بعضهم لشيخه: إني أذنبت، قال: تب، قال: ثم أعود، قال: تب، قال: ثم أعود، قال: تب، قال: إلى متى؟ قال: إلى أن تحزن الشيطان.

    فكثرة التوبة من الأمور المحمودة عند الله، وقد قال صلى الله عليه وسلم: كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. رواه الترمذي وابن ماجه.

    وينبغي للتائب أن يتخذ تدابير تعينه على الاستقامة والاستمرار على التوبة وعدم النكوص وتنكب الطريق، ومن هذه التدابير:

    1- دعاء الله بذل وإلحاح أن يرزقه الاستقامة وأن يعينه على التمسك بدينه، وخير ما يُدعى به ما كان يدعو به رسول الله صلى الله عيله وسلم: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. رواه الترمذي.

    2- اجتناب أماكن المعصية وأصدقاء السوء الذين يزينون المعاصي له ويرغبونه فيها، وفي المقابل اتخاذ رفقة صالحة من الشباب المستقيم المتمسك بالدين، فإن صحبتهم من أعظم أسباب الاستقامة والثبات على التوبة بعد الله تعالى، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، وقد قال الله تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا {الكهف:28}، فعلى ذلك التائب أن يفتش عن هؤلاء الشباب، فيعبد الله معهم ويتعاون معهم على فعل الخيرات وطلب العلم النافع، وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10800، 1208، 16610، 12744، 21743.

    والله أعلم.

    بالختام أسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وأن يثبتنا على دينه حتى نلقاه

    وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا إجتنابه إنه ولي ذلك والقادر عليه

    وجزاك الله خير شبل العقيدة .
    ¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.• اليكم بعض مواضيعي ¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•
    .