السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

تم ندبي حديثا للعمل كطبيب مقيم بمستشفى كبيــــر "جراح"

أقضي في العمليات و لمدة 3 أيام فترة كبيرة من الممكن أن تصل الي 8أو 10ساعة في كل يوم من ال 3 أيام، المشكلة في الصلاة حيث أني في أغلب الأحوال أكون أعمل في عملية جراحية أوقات الصلاة ..

ويكون من الصعب أن أخرج من العملية و أحيانا تمتد العملية الي الصلاة المقبلة لطول الجراحة أو حدوث مضاعفات أثناء الجراحة كما لا أتمكن من المحافظة على السنن الرواتب ..و أحيانا لا أجد من يصلي معي جماعة فأصلي منفردا .... تلك المشكلة تواجه كثير من الأطباء المقيمين الملتزمين ....

السؤال
هل يحق لي الجمع في تلك الحالة ....و أرجو من فضيلتكم التكرم بالأجابة وأسداء النصح لي، حيث أني و منذ دخولي في مجال العمل و الدراسة لم أعد أجد قلبي وأعاني معاناة شديدة .....

وأخشى على نفسي الفتن فكل المجال الطبي يعج تقريبا بكل أنواع الفتن ....أفيدوني مأجـــورين، وجـــزاك الله خيرا ياشيخنا على ردك الجميل الكثير النفع والذي ساعدني و ثبتني في محنتي السابقة والتي مازلت أعالجها وأعاني منها حتى الآن...


&&&&&&&&&

الجواب/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

أولاً : اسأل الله لنا ولك الثبات , وعملك هذا عمل جليل ، فيه إنقاذ للناس ، ومُداواة لِمرضاهم ، فاحتَسِب هذا العمل ، وإن كنت تتقاضى عليه أجرًا .

ثانيا : من كان في مثل هذا العمل وتمرّ عليه الأوقات الطويلة ، وقد يتخلل تلك الأوقات صلوات ، فهو أمام أحد أمور :

إما أن يختار الوقت الذي لا تكون فيه صلاة ، مثل : بعد العشاء ، وبعد الفجر ، فهنا يكون لديه من الوقت ما يكفي لإجراء العمليات ، وإدراك الصلاة في وقتها ، وهذا أفضل ، إذا أمكن من خلال العمل وساعاته .

وإما أن يدخل بعد أداء الصلاة التي حضرت ، فيُصليها في أول الوقت ، ويدخل غُرفة العمليات ، ثم إذا خرج صلّى الصلاة التي تليها إذا كان في الوقت .

وإذا لم يكن لا هذا ولا ذاك ، فإن له أن يجمع بين الصلوات التي تُجمَع ، فيجمع بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء ، ويجوز له أن يَجمع جَمْع تقديم إذا كان قد دَخَل وقت الصلاة الأولى ، ويخشى من خروج وقت الصلاة الثانية قبل أن يَخرُج من غرفة العمليات ، ويجوز أن يُؤخِّر ليجمع جَمْع تأخير إذا كان سيخرج من غرفة العمليات قبل خروج وقت الصلاة الثانية .

أما صلاة الفجر فلا يجوز تأخيرها عن وقتها ، ولا تُجمَع إلى غيرها . ومتى صلّى الطبيب مُنفَرِدًا ، فيُشرع له أن يُصلي السنن الرواتب قبل الفجر وقبل الظهر ، وبعد المغرب وبعد العشاء .

والمحافظة على السنن ، وقراءة القرآن ، والمحافظة على الأذكار ، وكثرة ذِكر الله والاستغفار ، مما يُعين على الثبات ، ومما يَزيد في الإيمان .

وأوصيك بوصية نبينا صلى الله عليه وسلم : لا يزال لسانك رطبا من ذِكر الله . حتى وإن كنت في غرفة العمليات ؛ لأن هذا مما يُعينك على العمل وعلى الثبات وزيادة الإيمان .

والله تعالى أعلم .

المجيب/ الشيخ عبدالرحمن السحيم