الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


فإن الابتداع في الدين من أخطر الذنوب، لما يسببه من الضلال لأنه لا يغفر، وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة. رواه الترمذي.

وقال: وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. رواه النسائي وصححه الألباني وبعضه في مسلم

أن المتصفح للمنتديات يجد فيها العديد من البدع و التي يعتبر نشرها شر عظيم و دور المنتديات هنا هو تتبع هذه البدع و محاربتها و توضيح حقيقة امرها للناس .. فبعض الناس تتبع ما تجده غالبا و هي جاهلة بحكمه و هنا دور المسلم في الإصلاح و التوعية ...

من البدع و التي تنتشر في المنتديات* * قراءة سورة البقرة والاستغفار بنية الزواج**
ما حكم قراءة سورة البقرة والاستغفار بنية الزواج ؟ فقد انتشر في هذا الزمان ، فكثير من الأخوات تقسم بالله أنها لم تتزوج إلا بعد أن قرأت سورة البقرة لمدة شهر أو أربعين يوما وكذلك الاستغفار ألفا أو بعدد محدد بنية الزواج .... وأنا أخاف من البدعة ودخولي في هذا الأمر ، أرجو من فضيلتكم أن توضحوا هذا الأمر لي وما صحته ؟

الحمد لله
الزواج أمر مقدّر مقسوم للعبد كسائر رزقه ، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ، و تستوعب رزقها ، فاتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته ) رواه أبو نعيم في الحلية من حديث أبي أمامة ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (2085) .
فلا ينبغي القلق إذا تأخر الزواج ، لكن يشرع للفتى والفتاة أن يتخذ الأسباب لتحصيل هذا الرزق ، ومن ذلك الدعاء ، فتسأل الله تعالى أن يرزقها الزوج الصالح .
والاستغفار سبب من أسباب سعة الرزق ، فقد حكى الله تعالى عن نوح عليه السلام أنه قال لقومه : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) نوح/10- 12 .
والدعاء سلاح عظيم لمن أحسن استخدامه ، فادعي الله وأنت موقنة بإجابة الدعاء ، وتحري أسباب القبول ، من طيب المطعم والمشرب ، واختيار الأوقات الفاضلة ، واحذري من تعجل الإجابة ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجب لي) رواه البخاري ( 5865 ) ومسلم ( 2735) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

واعلمي أن الدعاء مدخر للعبد ، نافع له في جميع الأحوال ، كما في الحديث الذي رواه الترمذي (3859) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو اللَّهَ بِدُعَاءٍ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ ، فَإِمَّا أَنْ يُعَجَّلَ لَهُ فِي الدُّنْيَا ، وَإِمَّا أَنْ يُدَّخَرَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يُكَفَّرَ عَنْهُ مِنْ ذُنُوبِهِ بِقَدْرِ مَا دَعَا ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ، أَوْ يَسْتَعْجِلْ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ يَسْتَعْجِلُ ؟ قَالَ : يَقُولُ : دَعَوْتُ رَبِّي فَمَا اسْتَجَابَ لِي ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي برقم (2852) .

وقراءة القرآن لها أثر عظيم في علاج الهم والقلق ، وجلب السعادة والطمأنينة ، وكذلك الاستغفار .
والإكثار من الطاعات بصفة عامة ، من أسباب تحصيل السعادة ، كما قال تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/97 .
وقال تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2،3 .

فمن أكثرت من هذه الطاعات ، وحافظت على صلاتها وذكرها واستغفارها ودعائها وقراءتها للقرآن ، رجي لها التوفيق والسعادة ، وتحقيق مرادها ومطلوبها ، لكن لا يشرع التعبد بتحديد عدد معين أو زمن معين لم يرد في الشريعة ، فإن ذلك من البدع ، وهي من أسباب رد العمل وحرمان صاحبه من الأجر ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) رواه مسلم (1718) .
ولم يرد في الشرع المطهر – فيما نعلم – أن قراءة سورة البقرة بخصوصها أو الاستغفار بعدد معين سبب لحصول الزواج ، وإنما طاعة الله تعالى واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم على سبيل العموم هما سبيل السعادة وتيسير الأمور في الدنيا والآخرة .
نسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك ، ويرزقك الزوج الصالح .


** تخصيص سورتي الرحمن والنور لتيسير الزواج بدعة منكرة**:

رقـم الفتوى : 77264
عنوان الفتوى : تخصيص سورتي الرحمن والنور لتيسير الزواج بدعة منكرة
تاريخ الفتوى : 23 شعبان 1427 / 17-09-2006
السؤال
جزاكم الله خيراً.. لي سؤال أرجو الرد عليه إن أمي تتمنى زواجي كأي أم وقد سمِعت في إحدى القنوات الفضائية من سيدة في برنامج تليفزيوني يحل مشاكل المتصلين أن من تريد الزواج عاجلا عليها أن تقرأ سورة الرحمن والنور على كوب ماء وتغسل به وجهها كل يوم ولا أدري ما دليل هذا الكلام، لا شك أن قراءة القرآن فيها نفع كبير ولكن تحديد هذه السور وهذه الكيفية له صحة أم بدعة، عندما أتحاور أنا وأمي في هذا الموضوع تغضب مني وتقول إني أجادلها، فما رأي الدين في هذا، وبماذا أقنع أمي إن كان هذا الكلام ليس له أساس ديني؟ بارك الله فيكم.

الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا نعلم دليلاً يدل على تخصيص سورتي الرحمن والنور بتيسير الزواج، وإثبات ذلك لا يكون إلا من طريق الشرع، والاعتقاد أن لهاتين السورتين خصوصية في تيسير النكاح بدون مستند شرعي اعتقاد باطل وبدعة منكرة.

وبهذا يعلم أن ما ذكرته الأخت السائلة من كيفية القراءة لا يعلم لها أصل، لكن دعاء الله تعالى بالزواج أو غيره بعد قراءة القرآن أمر حسن، فالتوسل بالأعمال الصالحة بين يدي الدعاء من أسباب الإجابة، وبإمكانك أن تقنعي أمك بأن الزواج بيد الله تعالى، وأنفع وسيلة لذلك هي طاعته والتعبد بأمره ونهيه، ثم إنه سبحانه وتعالى شرع وسائل كثيرة لينال بها العبد ما عنده، ومنها: كثرة الدعاء والإلحاح فيه، فهو لا يرد داعياً خائباً.

والله أعلم.

** عنوان الفتوى : التزام قراءة سورة قريش أثناء إعداد الطعام بدعة **
تاريخ الفتوى : 23 صفر 1425 / 14-04-2004
السؤال

قال لي شخص اقرأ سورة قريش وأنت تعد الطعام فهذا سنة أم بدعة؟

الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا تعريف البدعة، ولك أن تراجع فيه الفتوى رقم: 17613.

ومن البدع ما يعرف بالبدع الإضافية، وقد عرفها الشاطبي رحمه الله تعالى بقوله: ... ومنها: البدع الإضافية التزام الكيفيات والهيئات المعينة... ومنها: التزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة.

وبناء على هذا يتضح أن التزام قراءة سورة قريش أثناء إعداد الطعام بدعة وليس سنة.

والله أعلم.

الفتاوى من موقع اسلام ويب للفتاوى

نكمل بحول الله و قوته ........ ** كن متبعا لا مبتدعا **