السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عقبات في طريق الدعوة

هناك عقبات كثيرة تعترض لداعية كما يعترض الرجل الداعية عقبات أخرى كثيرة أيضاً.. فمن هذه العقبات:

العقبة الأولى: الشعور بالتقصير، (وهي عقبة من النفس)، وكثير من الأخوات الداعيات تشعر بأنها ليست على مستوى المسؤولية، وهذه في الحقيقة مكرمة وليست عقبة، المشكلة لو أن الفتاة تشعر بكمالها أو أهليتها التامة، ومعنى ذلك أنها لن تسعى إلى تكميل نفسها أو تلافي عيبها، ولن تقبل النصيحة من الآخرين لأنها ترى في نفسها الكفاية، أما شعورها بالنقص والتقصير، فهو مدعاة إلى أن تستفيد مما عند الآخرين وأن تقبل النصيحة، وينبغي أن تعلم الأخت الداعية إنه ما من إنسان صادق إلا ويشعر بهذا الشعور، ويقول لي الكثيرون من الأخوة الشباب لو تعرف حقيقة ما نحن عليه لعذرتنا وغيرت رأيك، ونحن لا نقول هذا على سبيل التواضع أو هضم النفس ولا نعتقد أن النقص الذي عندنا هو كنقص الذي عندك أو عند الآخرين، كلا بل نحن مقصرون إلى درجة لا تحتمل!

والغريب أن هذا الكلام يقوله كل إنسان عن نفسه ولو نطق أفضل الناس في هذا العصر لقال هذا الكلام بعينه، ولكنه يدور في قلبه وفي نفسه ويؤثر أن لا يقوله، لئلا يصدم الآخرين أو يثبط عزائمهم أو يفكك هممهم، وهذه طبيعة الإنسان أنه كلما زاد صلاحه كلما زاد شعوره بالتقصير، كلما عرف علماً جديداً ازداد معرفة بأنه جاهل كما قال الشاعر:


وكلما ازددت علما *** ازددت علما بجهلي


فكلما زاد فضل الإنسان زاد شعوره بالنقص، وكلما زاد جهله وبعده زاد شعوره بالكمال، وباختصار فإنه ما دامت الروح على الجسد فلن يكمل الإنسان، وكلما شعر بالتقصير وهضم النفس كان أقرب إلى الله تعالى وأبعد عن الكبر والغرور، وقد يبتلى الله تعالى العبد أو الأمة بنوع تقصير خفي لا يعلمه الناس، يحميه الله تعالى به من داء العجب فيجعله دائم الذل لله ودائم الانطراح والانكسار بين يديه عز وجل، فلا يمنعنك الشعور بالتقصير من الدعوة إلى الله، فإنها من أعظم العبادات التي يكمل بها الإنسان نفسه، وهي من أفضل القربات, ونفعها يتعدى إلى الأخريات، وهي أفضل من نوافل الصوم وأفضل من نوافل الصلاة: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [فصلت: 33].

ومن عقبات النفس أيضاً: التخوف والتهيب والإحجام من الدعوة والكلام أمام الأخريات وهذا لا يمكن أن يزول إلا بالتجربة والممارسة، ففي البداية يمكن أن تتعلم الفتاة ولو وسط مجموعة قليلة أن تلقي كلمة ولو كانت مكتوبة في ورقة، ثم مع مجموعة أكثر ثم تشارك في المسجد والدروس التي تقام في المدرسة ثم تبدأ بعد ذلك بإعداد العناصر ثم تلقي ما سوى ذلك من نفسها وبطريقة الارتجال.

ولا بد من التدرب وإلا سيظل الرجل وستظل المرأة تقول لا أستطيع، فلو بقي إنسان يتلقى طرق السباحة مثلاً عشر سنوات نظرياً ما استطاع أن يسبح، لكن لو نزل خمس دقائق في الماء وحاول أن يعوم، وخشي من الغرق ولكنه تغلب وهناك من يرشده ويؤيده ويساعده ويسدده فإنه يمكن أن يتعلم في خمس دقائق أو أقل من ذلك.

العقبة الثانية: هي عقبات من البيئة، فساد البيئة التي تعمل فيها المرأة سواء كانت هذه البيئة مدرسة أو مؤسسة أو مستشفى أو معهداً أو غير ذلك، فإن البيئة إذا كانت بيئة فاسدة تؤثر في نفسية المرأة وتضغط عليه ضغطاً شديداً، وأضرب لكم مثلاً رسالة جاءتني من إحدى الأخوات، تتكلم عن هذا الصرح العلماني المعروف: معهد الإدارة العامة، تقول:
" العاملات فيه من الفليبينيات غير المسلمات غالباً، أقسم بالله لك أن بعض الطالبات يجدن متعة في الحديث معهن بكل صراحة، حتى أنها تعمل لها ما يسمى بـ (الحلاوة) ويقمن بقص الشعر وكتابة الأشعار الغزلية وترجمتها، المسجد مترين في مترين، ممر تقطعه ستارة بسيطة جلست مرة أنصح بعض طالبات التمريض فكادوا يكونون علي لبداً ".

هو مثال صغير محدود فالمستشفيات مثلاً، فيها مضايقات من بعض الأطباء والممرضين والمراجعين، والجامعات وما فيها من الاختلاط، والحفلات المختلطة، ورجال يدرسون البنات مباشرة وبدون حجاب وليس عن طريق الدائرة التلفزيونية المغلقة، وقد تكون الدائرة التلفزيونية موجودة وتترك ليتكلم رجل مع النساء مباشرة، وأخذ توقيعاتهن بالموافقة على أن يدخل عليهن وجهاً لوجه، دكتور يشرف على رسالة طالبة وقد يلتقي بها على انفراد وفي غرفته الخاصة إلى آخر تلك المهازل التي ليس لها آخر.

وقبل أيام ثارت قضية قريبة منا هنا، في الكويت وقد تكلمت عنا الصحف بشكل مزعج للغاية، الدكاترة في كلية الطب يمنعون الطالبات المنتقبات من دخول الفصول ويا سبحان الله.. لماذا تمنعوهن من دخول الفصول؟

يقول: لأن الطالبة إذا كانت منتقبة، أي وضعت النقاب على وجهها فإن المريض قد يخاف ولا يكون مرتاحاً نفسياً فلا يساعد هذا على العلاج..! انظر كيف هي الحجج الواهية!
ألهذا الحد بلغت عنايتهم بالمرضى!

آخر يقول: أنا أقرأ التأثر على وجوه الطالبة ومن خلال رؤيتي لوجه الطالب أعرف هل فهم أو لا.. فكيف أقرأ هذا في وجه الطالبة وهي منتقبة؟
انظر كيف هي الحيل.. أوهى من بيت العنكبوت وأتفه من عقولهم، هذا الكلام السخيف الذي لا ينطلي على أحد يكتب في الصحف ويقال، وتصير قضية كبرى، وأنا أقول أيتها الأخوات: (إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض)، أي إذا كان هذا في جامعة الكويت وهي منا قاب قوسين أو أدنى فما الذي يؤمنك أن الدور عليك، فواجب على أصحاب الغيرة أن يتحركوا الآن في هذه القضية وفي غيرها، ويكون لهم مساهمة، وأقل ما نستطيع أن نفعله هو مخاطبة المسؤولين وولاة الأمر ومكاتبتهم.

أمر آخر تلك الصحف الكويتية التي تنشر مثل هذه المهاترات وقد سلطت سهامها وأسلطت سيوفها على رقاب الخيرين فما تركت لفظاً من ألفاظ السباب والشتام في قاموس اللغة بل وما ليس بقاموس اللغة، إلا وألصقته بهؤلاء الأخيار وتكلمت فيهم، وشتمتهم وسبتهم وعيرتهم، وقالت الكلام البذيء المفزع المقذع الذي لا يجوز أن يقال في مثل هذا المقام، ووالله قصاصات، لو جلست إلى الفجر أقرأها ما انتهت.. كلها هجاء للأخيار.. صحيح أن الأخيار فيهم أخطاء.. نحن لا نقول أنهم ملائكة، لكن إلى هذا الحد؟!.. ويهجوهم أناس لهم تاريخ معين وإلى يومك هذا!

فأقول: ما هو دورنا..؟ أقل ما نستطيع أن نفعله هو أن نوقف دخول هذه الجرائد إلى بلادنا، لأنها تشترى في أسواقنا هنا أكثر مما تشترى في أي مكان آخر، والواجب أن توقف أو تطالب بالكف عن أعراض الأخيار وأن تتكلم بعقل واعتدال ومنطق.. نحن لا نقول لا تنتقدوا الأخيار.. لا.. انتقد من شئت لكن بالحجة.. بالبرهان بالموضوعية.. بالتعقل.. بالمنطق.. بالكلام.. بالدليل

أما كونك تأتي بألفاظ الشتم والسب والتجريح بدون حجة، وإنما هو مجرد بذاءة وقلة أدب، فقلة الأدب لا يجوز أن نشتريها بأموالنا وأقول: أين الرجال، أقل دور يمكن أن يقام به هو منع دخول هذه الجرائد والمجلات إلى بلادنا، وإذا لم نفلح فأقل ما نستطيع أن نقول نحن لكل أفراد المجتمع بوجوب مقاطعة هذه الصحف والمجلات ومحاربتها، وشن حملة لا تتوقف عليها حتى تتوقف هي عن النيل من ديننا ومن كرامتنا ومقدساتنا ومن أخلاقنا ومن الرجال الصالحين.

ومن الحلول في ذلك مواصلة العلماء وطلاب العلم والدعاة الغيورين، بكل ما يحدث داخل تلك المجتمعات، إنها ليست أسراراً ولا خفايا، كيف وهي تنشر في بعض الصحف العالمية، أعني بعض ما يجري في مجتمعات النساء هنا، فإذا تحدثت طالبة مثلاً أو راسلت أحد الدعاة، حقق معها بحجة أنها نشرت أسرار الجامعة أو نشرت أسرار المستشفى.. كيف يحدث هذا، إننا يجب أن نطمئن جميعاً إلى الجو الذي تدرس فيه بناتنا وتتعلم فيه أخواتنا ومن حقنا جميعا أن نعرف.

مثلاً قبل أيام نشر في إحدى الجمعيات النسائية إعلان عن حفل غنائي سوف تحييه المغنية من جدة المدعوة بـ (دسكفري) وسوف يقام على شرف زوجة فلان، التذاكر بمائتين وخمسين إلى مائة ريال، والمكان هو المكان الفلاني والزمن هو الزمان الفلاني، وهذا إعلان يباع في كل مكان ويوزع في البقالات فهل هذا من الأسرار؟
حين يتنادى الغيورون لمقاومة هذا الفساد هذا ليس سراً..

وأقول من باب وضع الحق في نصابه قد وصلني ما وصل غيري من اعتذار تلك الجمعية عن هذا الحفل وأنه لن يقام، لكن ينبغي أن يعرف ماذا وراء هذا؟
هل فعلاً سيتوقف الحفل أم أنه سيقام سراً بطريقة معينة، ومن هو الذي كان وراء مثل ذلك الإعلان في جمعية نسائية خيرية في مكان ما؟!

من الحلول.. النزول للميدان مهما كانت التضحيات، فالهروب من هذه التضحيات هو عبارة عن هدية ثمينة كما أسلفت، نقدمها بالمجان للعلمانيين والمفسدين في الأرض، وأرى اجتهاداً ضرورة خوض هذه الميادين وتحمل الفتاة ما تلقاه في ذات الله عز وجل، إلا إن خشيت على نفسها الفتنة ورأت أنها تسير إليها فعلاً لضعف إيمانها، أو قوة الدوافع الغريزية لديها أو ما شابه ذلك فحينئذ فالسلامة لا يعدلها شيء.

ويجب أن تظل الدعوة هاجساً قوياً للأخت مع كل الأطراف، فلا تعين الشيطان على أخواتها الأخريات، فحتى تلك التي يبدو فيها شيء من الجفوة في حقها أو الصدود عنها أو سوء الأدب معها، يجب أن تتحمل منها وتتلطف معها وتضع في الاعتبار أنه من الممكن أن تهتدي، والله تعالى على شيء قدير { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ } [القصص: 56]

من الحلول أيضاً: يجب على الدعاة والتجار والمخلصين أن يسعوا جاهدين إلى إقامة مؤسسات إسلامية أهلية نظيفة مستقلة، فلم يعد مستحيلاً إقامة مستشفى نسائي خاص، ولم يعد مستحيلاً إقامة أسواق نسائية خاصة بل هي موجودة بالفعل، ولم يعد مستحيلاً كذلك إقامة مدارس نسائية خاصة بل وليس من المستحيل إقامة جامعات أو جامعة على الأقل خاصة للنساء في هذا البلد وفي كل بلد، وأعتقد أن الظروف الاقتصادية والظروف العلمية والظروف الإسلامية مواتية لمثل هذه الأعمال، فقد طال تململ الناس من تلك الأوضاع الفاسدة في عدد من المؤسسات الصحية والتعليمية والإدارية دون أن يطرأ عليها أي تغيير..

ونحن لم يجعلنا الله – تعالى – بمنه وكرمه في دار هوان ولا مضيعة وها هي أمم الكفر الآن قد سعت في هذا المضمار، وقد رأيت بعيني جامعات تضم ألوف الطالبات في قلب أمريكا، ليس فيها طالب واحد على الإطلاق مع أن دينهم ليس هو الذي أملى عليهم ذلك، فهم غير متدينين حقيقة ولكنهم رأوا في ذلك مصلحة ما، أفليس هذا جديراً بنا؟

كما قرأت في عدد من الأخبار أن هناك فنادق في ألمانيا وغيرها مخصصة للنساء فقط!
ونجد في بعض البلاد العربية والإسلامية بدايات لذلك، فمثلاً سمعت أن في سوريا مستشفيات مخصصة للنساء، وهنا لا بد أن نشير إلى بعض البوادر وهي أن هناك بعض الجمعيات الخيرية وبعض الجهود الفردية كانت وراء إقامة مستشفيات ومستوصفات مخصصة للنساء، تحمي المرأة المسلمة من المشاكل والصعوبات والقضايا الصحية التي تواجهها المرأة عندما تذهب للتطبيب في المستشفيات العامة..

وهناك جهود غير عادية لمحاولة إثارة قضية التمريض في أوساط البنات، ودعوتهن إليها بكل وسيلة، وتمنيات كبيرة من قبل المسؤولين في الاكتفاء بالممرضات السعوديات كما يقولون.. وأقول إن هذا لن يكون أبداً إلا إذا أوجدنا البيئة الصالحة التي تستطيع الفتاة أن تجد فيها الحفاظ على دينها، وأخلاقها، وهي تقوم بتمريض النساء من بنات جنسها بعيداً عن ارتكاب الحرام، وبعيداً عن الاختلاط بالرجال، فإذا كنتم تريدون فعلاً من بناتنا وبنات المسلمين أن يدخلن معاهد التمريض والمعاهد الصحية، فيجب عليكم أولاً أن توجدوا البيئة الصالحة التي تطمئن الفتاة ويطمئن أهلها إلى أنها سوف تكون هناك في هذا المكان المأمون المضمون البعيد عما حرم الله، فحينئذ نعم..

أما أن يزج الرجل بابنته في مثل هذه البيئات التي لا يأمن الإنسان عليها، والتي يرى فيها من المنكرات الشيء العظيم، أعتقد أن هذا الشيء غير ممكن بحال من الأحوال، حتى غير المتدين لا يتقبل هذا لأن الفتاة التي صارت في مثل هذه الأوضاع، قد يعزف الرجل عن الزواج بها.
فحتى من الناحية المصلحية والناحية الدنيوية يكونون بعيدين عن مثل هذه الأمور..

العقبة الثالثة: من العقبات التي تواجهها المجتمعات الدعوية النسائية.. عدم التجاوب من الأخريات من النساء ورد بعضهن للدعوة، وبدءاً أقول هذه الأمة أمة مجربة، فلست أنت أول من دعا وإنما دعا قبلك كثيرون وكثيرات، فكان التجاوب كثيراً وكبيراً، و الكفار الآن يدخلون في دين الله أفواجاً، فمن باب أولى المسلمون يستجيبون لله والرسول إذا دعوا إلى ما يحييهم، وإذا أمروا ونهوا، فأما أسباب عدم التجاوب فإنها ترجع إلى بعض الأمور الآتية:

أولاً: ما يتعلق بالمدعوة نفسها فقد يكون السبب منها فعلاً، وذلك كأن تكون شديدة الانحراف، أو طال مكثها في الشر وأصبح أمر خروجها منه ليس بالأمر السهل، وأصبحت جذورها ضاربة في تربة الشر والفساد، أو صعوبة طابعها وعدم ليونتها أو لشيء فيها من العناد وصعوبة المراس، أو لفساد البيئة التي ترجع إليها كوجود قرينات سوء يدعونها إلى الشر والفساد، وهذا كله يمكن أن يعالج بالصبر وطول النفس والأناة وتكثيف الجهود، وربط هذه الفتاة ببيئة إسلامية جديدة تكون بديلاً عن البيئة الفاسدة التي هي فيها، وقد يكون عدم قبولها للدعوة هو كبر سنها كما أسلفت فيعالج بالوسائل المناسبة.

ثانياً: ومن الأسباب التي تعوق قبول الدعوة، ما يتعلق بالداعية نفسها وذلك كعدم استخدامها الأسلوب المناسب، أو عدم قدرتها على الوصول إلى قلوب الأخريات أو قسوتها أو شدة تركيزها على أخطاء الآخرين، وهذه مشكلة، كون الدعوة دائماً تركز على الأخطاء، أو شعور الأخريات بأن الداعية تمارس نوعاً من الأستاذية أو التسلط، مما يحرضهن على مخالفتها ومعاندتها، لأنهن يعتبرن عملها هذا مساً للكرامة أو جرحاً للكبرياء، والشيطان حاضر، فيؤجج في الفتاة مشاعر الكبرياء والعزة فترفض الدعوة ولا تقبل عليها.

والعلاج: هو أن تحرص الفتاة الداعية على استخدام أسلوب الالتماس والعرض والتلميح دون المواجهة والضرب في الوجه ما أمكن ذلك، وأن لا تشعر الأخريات بأنها مستعلية عليهن أو أنها فوقهن، أو أنها تشعر بالأستاذية أو التسلط عليهن.

ومن العلاج: العناية بشخصية المرأة عقيدة وثقافة وسلوكاً ومظهراً ومخبراً دون إهمال الأمور المهمة والأساسية بسبب الاشتغال بالقضايا المظهرية فحسب، إن 90 % من الأسئلة التي تصلني لا تكاد تتجاوز شعر الرأس إلا إلى أكمام اليدين أو حذاء القدمين!

حسناً.. أين عقيدة المرأة.. أين أخلاقها.. أين خوفها من ربها.. أين معرفتها بأحكام دينها.. أين معرفتها بعبادتها.. أين معرفتها بالصلاة بالصيام بالزكاة بالحج.. أين معرفتها بحقوق الآخرين عليها.. أين أين؟؟

كل هذه الأمور لا تكاد تجد عنها أسئلة، إنما تجد الأسئلة محصورة في موضوعات محددة جداً، وقد قلت هذا من خلال استقراء لعدد كبير من الأسئلة التي تصلني، نحن لا نهون من أمر شيء فالدين كله مهم.
ولما قيل للإمام مالك في مسألة.. هذا أمر صغير قال: ليس في الدين شيء صغير، الله تعالى يقول: { إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً } [المزمل: 5].

فالدين كله كذلك لكن رحم الله امرئ وضع الشيء في موضعه وهذه من الحكمة، فمثلاً لماذا نهون من أمور العقيدة وأمور القلب، القلب الذي يقول فيه المصطفى عليه الصلاة والسلام:
« في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله »، لماذا لا نعتني بالقلب؟ فصلاحه صلاح للظاهر.

من العلاج أيضاً: عدم تتبع الزلات والعثرات فما من إنسان إلا وعليه مآخذ وله زلات، وليس من الأسلوب التربوي أبداً التركيز على ملاحظة الزلات، فلقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يثني أحياناً ويمدح الإنسان الذي يستحق المدح بخصال الخير الموجودة فيه، وكتب المناقب في البخاري ومسلم وكل كتب السنة مليئة بمثل ذلك، فيثني على الإنسان بالخير الموجود فيه حتى ينمو هذا الخير ويكبر، وحتى يقتدي به الآخرون في ذلك.. لأن المدح.. مدح الإنسان بالخير الموجود فيه وليس بشرط أن تمدح الشخص ذاته، بل تمدح الفئات أو الأمة أو الطائفة بالخير الموجود فيهم، يدعوهم ذلك إلى المزيد من الخير وإلى محاولة التغلب على خصال النقص الموجودة لديهم، ولا يمنع هذا أن يلاحظ أن على الفتاة أحياناً شيئاً من النقص فتنصح به في رسالة أو حديث أخوي مباشر أو مكالمة هاتفية، لكن لا يكون هذا الأصل بل طارئ لمناسبة وجود خطأ معين.

ومن العلاج: عدم محاصرة المرأة المخطئة أو المقصرة أو المسارعة إلى اتهامها، فنحن لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا أن نشق عن صدورهم، وليس لنا إلا الظاهر، لسنا بمغفلين بكل تأكيد ولكن لا نطلق لخيالنا العنان في تصور فساد مستور أمره إلى الله تعالى، إن شاء عذب وإن شاء غفر والله تعالى يقول: { رحمتي سبقت غضبي }.

أحياناً يتصور الإنسان فساداً ما ويغلب على ظنه أنه واقع، لكن لا داعي له طالما أنه أمر مستور لم يظهر لك، وليس عندك أدلة، فدع أمر الناس إلى الناس، وقد يتبين لك أن ما كنت تظنه خطأ وسوء الظن مشكلة تعذب قلب الإنسان نفسه، وقد تسبب أذى للآخرين.. وقد تحول بينه وبينهم في دعوتهم إلى الله تعالى، فمن ظهر منه شيء أخذناه به أما المستور فأمره إلى الله تعالى..

وبين اليقظة وسوء الظن خيط رفيع فبعض الناس عنده تغفيل والتغفيل مذموم، قد يرى الفساد ويتجاهله أو يتغافله وهذا لا يصح فينبغي أن يكون الإنسان يقظاً واعياً مدركاً وفي نفس الوقت يبعد سوء جانب.

خامساً / موضوعات وكتب:


أولاً: من الموضوعات التي من المناسب أن تطرح في مجالس النساء ودروسهن ما يلي:
الطهارة..
التوبة..
محبة الله تعالى .. محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم..
ثقافة الفتاة..
اللباس والزي الشرعي وشروطه..
نصائح للفتاة قبل الزواج..
الأخوة في الله ومعناها وفضلها وبيان متى تكون الأخوة دينية ومتى تكون الأخوة عواطف مذمومة..
آثار المعصية على الفرد وأثر المعصية على المجتمع..
التواضع وفضله موضوع الأمانة..
إصلاح القلوب.. أنواع القلوب أسباب صلاح القلب وأسباب فساده ..
أثر الإيمان باليوم الآخر على الفتاة ..
عذاب القبر ونعيمه.. أسباب النجاة من عذاب القبر..
أثر الإيمان بالقدر في حياة الإنسان وفي حياة المرأة ..
الأمانة..
دور الفتاة في إصلاح المجتمع.. دور الفتاة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
صفات الآمر والناهي و صفات الداعية..
الولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين..
واقع المرأة الغربية وأسبابه..
أسباب السعادة الزوجية ..
طرق تربية الأبناء ودور الأم في ذلك ..
سير ونماذج من حياة الصحابيات ..
أثر الأفلام والمسلسلات على الفتاة ..
وسائل أعداد الإسلام لإفساد المرأة ..
حقوق الآخرين: حقوق الوالدين.. حقوق الزوج - حقوق الأخوة - حقوق الأبناء - حقوق الأصدقاء.. حقوق الجيران..
أثر الجليس على الإنسان..
قراءة القرآن وفضله وآدابه..
موضوعات للمناسبات مثل:

الصيام - الحج الإجازات الصيفية - الأحداث المتجددة القريبة والبعيدة.. موضوع الأذكار والأدعية الشرعية.

ثانياً: عرض لبعض الكتب المفيدة المختارة :
تفسير ابن كثير - العقيدة الواسطية - كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب- زاد المعاد - فتاوى النساء لابن تيمية - التحفة العراقية لابن تيمية في أعمال القلوب - إغاثة اللهفان لابن القيم، رياض الصالحين للنووي - تهذيب سيرة ابن هشام - قبسات من الرسول - الشمائل المحمدية للترمذي ومختصره للشيخ الألباني - الفوائد لابن القيم - صيد الخاطر لابن الجوزي مع ثغرات فيه - تلبيس إبليس لابن الجوزي - حقوق النساء في الإسلام لرشيد رضا - معركة التقاليد لمحمد المقدم - المرأة المسلمة المعاصرة لأحمد البابطين - الموضة في التصور الإسلامي للزهراء فاطمة بنت عبد الله - كيف تخشعين في الصلاة لرقية المحارب - عمل المرأة في الميزان للدكتور البار - النساء الداعيات لتوفيق الواعي - رسائل إلى حواء لمحمد رشيد العويد - كلمات إلى حواء من الكتاب - دليل الطالبة المؤمنة لمحمد الخلف - سري وللنساء فقط للقطان - أفراح الروح لسيد قطب - مواقف نسائية مشرفة لنجيب العامر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته