أقصانا يئن .......فهل من مجيب !!؟؟



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله معز الإسلام بنصره ومذل الشرك بقهره ومصرف الأمور بأمره ومستدرج الكافرين بمكره، الذي قدر الأيام دولا بعدله وجعل العاقبة للمتقين بفضله.
والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه ،أما بعد :

لست أدري كيف أبدأ ، ولا من أين أبدأ ، فعند الكتابة عن الأقصى ، تتعثر الكلمات ، وتتلاشى العبارات ، وكيف لي أن أكتب بقلمي ؟ والواجب يُحتِّمُ عليَّ أن أكتب بدمي ، وأكادُ أُبالغ إن فكرتُ أن أعصر قلبي ، لِأجعل من خلاصة الدم حبراً أُزَوِّدُ به قلمي الجريح ، لأسطر به حروفا ، علّها تُعبِّرُ عما أراد به وجداني ، الذي يخنقه الهم والحَزَن .
علّ هذه الحروف الممزوجة بحبر قلمي ، وعَبراتِ عيني ، تلامسُ قلوبا أسرتها الدنيا بشهواتها ، ومتاعها ، وملذاتها ، وشغلتها عن تلبية واجب الدين ، وصرفتها عن الإستجابة لصرخات المسجد الأقصى ، الذي يئن صباح مساء ، حزنا وهما وكمدا وقهرا ، على ما آل إليه في هذا الزمان ، من ذل وهوان ،وتدنيس وامتهان ، على يد الظلم والطغيان ، اليهود والأمريكان ، والكفار والأعوان ، متناسين قدسية الأقصى في القرآن ، ومكانته عند الملك الديان ، كيف لا وقد شرفه بمباركة المكان، يقول رسول الله(صلى الله عليه وسلم): "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوِّهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم ولا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا يا رسول الله وأين هم؟ قال: في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس".
لقد اقترن اسم المسجد الاقصى بسيدنا آدم من حيث أقدمية البناء ، لما في حديث الصحيحين عن آبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: (قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول قال: المسجد الحرام. قال: قلت ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة. ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصل فان الفضل فيه) .
وكذلك تردد ذكر المسجد الأقصى مع نبأ ، إبراهيم وموسى وعيسى وزكريا ويعقوب وسليمان ومحمد صلى الله عليه وسلم .
وازدادت قداسة المسجد الأقصى بكونه أولى القبلتين ، فكان قبلة الأنبياء جميعا قبل النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو القبلة الأولى للنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتم تغيير القبلة ، وكان وجود الأصنام في البيت الحرام سبباً قوياً لانصراف المسلمين في صلاتهم تجاه بيت المقدس حتى أذن لهم سبحانه بالتوجه إلى المسجد الحرام، روى الطبري في تاريخه عن قتادة قال: «كانوا يصلون نحو بيت المقدس ورسول الله، صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة، وبعدما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً ثم وُجه بعد ذلك نحو الكعبة (البيت الحرام)«. قال تعالى : (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول) .
وتوثقت علاقة الاسلام بالمسجد الأقصى بعد رحلة الاسراء والمعراج ، حيث حيث أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ،وصلى فيه إماما بالأنبياء ، ومن ثم أعرج إلى السماء ، وفي معراجه من المسجد الأقصى بيان لأهمية هذا المسجد ، وفي السماء العليا ، فرضت الصلاة ، في دلالة واضحة ، على عظم المكانة التي يحظى بها المسجد الأقصى من خلال ربطه بالمسجد الحرام ، أفضل المساجد على وجه الأرض ، وربطه بأهم فريضة وهي الصلاة .
قال تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) الاسراء "1" ووصف الله للمسجد الأقصى بـ "الذي باركنا حوله" يدل على بركة المسجد ومكانته عند الله وعند المسلمين. فالأقصى هو منبع البركة التي عمت كل المنطقة حوله.
ويعتبر المسجد الأقصى هو المسجد الثالث الذي تشد إليه الرحال، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان المساجد الثلاثة الوحيدة التي تشد اليها الرحال هي المسجد الحرام، و المسجد النبوي والمسجد الأقصى.
قال صلى الله عليه وسلم: {لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى} .
وروي عن أم المؤمنين أم سلمة ا أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
منْ أَهَلَّ بِحَجَّة أوْ عُمْرَة من المسجد الأقصى إِلى المسجد الحرام غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر" (سنن أبي داود)
وبعدما تمتع المسجد الأقصى بهذه المكانة، في ظل الاسلام ، مرت السنون والأعوام ، ليسقط أخيرا في قبضة شرذمة الأنام ، ليعاني ما يعاني من الأسقام والآلام ، والمسلمون في سباتهم نيام ، يؤملون خيرا في دعاة الانهزام ، يعولون على الحكام ، الذين يهرولون ويلهثون وراء السلام ، في الوقت الذي يسمعون فيه ، الأقصى الجريح وهو يئن ويستجير ، وهو يصرخ فى المسلمين واإسلاماه .. واإسلاماه .. وا إسلاماه .. لكن من يجيب ؟!! من يجيب ؟!! القدس يصرخ .. لكن من يجيب ؟

تعرض أقصانا مرارا لمحاولات الهدم والنسف والحرق ، عبر احتلال اليهود له ، بالإضافة إلى تحويلهم حائط البراق إلى حائط المبكى ، وكذلك قام أحفاد القردة والخنازير بإغلاق باب المغاربة ، بالإضافة لمنع المسلمين من دخول المسجد والخروج منه ، فضلا على استيلائهم على عدد من مباني الأقصى وجعلها مراكزا للشرطة ، والأخطر من ذلك الحفريات المستمرة تحت أنقاض المسجد الأقصى بحجة بحثهم عن الهيكل المزعوم ، وهي حجة باطلة في محاولة لإصباغ شرعيتهم على الأقصى ، وأنهم أحق الناس به ، وحجتهم هذه مردود عليها ، لأن المسجد الأقصى لم يكن يوماً هيكلاً إنما هو مسجد منذ أن وضع في الأرض بعد أربعين سنة من المسجد الحرام. أما بناء سليمان عليه السلام، فهو تجديد للمسجد الأقصى، ونحن أحق به، لأننا نؤمن انه نبي من أنبياء الله، وما كان له أن يبني بناءاً يُعبد فيه غير الله .

فأخطر ما يتعرض له المسجد الأقصى ، هو إضفاء الشرعية لهم في أحقيتهم بالمسجد الأقصى ، من خلال الجانب العقدي الذي يرسخونه في أذهان أبنائهم ، وفي هذا السياق يتذكر اليهود دائماً مقولة بن غوريون الشهيرة، "لا معنى لإسرائيل من دون القدس ولا معنى للقدس من دون الهيكل".
ولعلّ قول الحاخام شلومو غورين قد أفصح عما يدور في نفسه: "إن حركة رابطة الدفاع اليهودي ستخوض صراعاً حاداً من أجل استعادة الهيكل وإزالة المساجد بما فيها المسجد الأقصى".
وليس الأمر مقتصرا عند اليهود على غزو المسلمين عسكريا ، وإن كانوا قد نجحوا ، في ذلك بسبب تشرذم المسلمين وضعفهم ، بل في قناعة اليهود أن الغزو الفكري هو الأنجع والأكثر تحقيقا لأهدافهم التي يسعون من خلالها إلى طمس المعاني الإسلامية ، ومحاولة غرس مفهوم دولة إسرائيل وعاصمتها القدس ، هذا في الشارع العربي ، أما في الشارع الصهيوني ، فيغرسون مفهوم دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات .
حيث عندما وقع المسجد الأقصى أسيراً بيد اليهود سنة 1967م على اثر الاحتلال اليهودي لبقية الأراضي الفلسطينية ، يومها دخل وزير الدفاع اليهودي “ ديان” ومعه الحاخام الأكبر للجيش “ شلومو غورين” وأدى الجميع الصلاة عن حائط البراق “ المبكى” وسط هتافات اليهود وقال “ديان” في ذلك اليوم فتحت الطريق إلى بابل ويثرب.
فهلا خبر المسلمون المكيدة التي تحاك لهم في جنح الليل ، وهلا استيقظوا من سباتهم العميق ، فالأقصى يستصرخ الرجال ، يستصرخ حفاظ سورتي التوبة والأنفال ، ولسان حاله يقول : لا حل إلا بالجهاد لا حل إلا بالجهاد ، الأقصى يستصرخ المسلمين ولسان حاله يقول حي على الجهاد حي على الجهاد .
الأقصى يستصرخ من كان في قلبه ذرة إيمان ولسان حاله يقول : ماذا تنتظرون لتحريري ؟؟؟ هل تنتظرون أن تمدكم أمريكا بالسلاح لمحاربة اليهود ؟؟ أم تنتظرون سلام الشجعان ليستعيدني ؟؟؟
ألم تقرأوا التاريخ ؟؟ ألم تقرأوا القرآن والسنة ؟؟ ألا تعرفون سبيل خلاصي ؟؟؟
طريق خلاصي هو الجهاد ، الذي يمدكم بالعزة والإباء ، أوما سمعتم بعمر بن الخطاب ، الذي لم يكن يملك صواريخ عابرة للقارات ، ولم يكن يملك الدبابات ولا الطائرات ، ولا البوارج الحربية ، ولا راجمات الصواريخ ، إنما كان يملك عقيدة صافية ، وتوكل على الله ، ويقين بنصر الله ، فأكرمه الله لأن يكون سبيل خلاصي على يديه ، بفتح مبين ، ونصر متين . حيث وصل عمر بن الخطاب إلى القدس ممتطياً بعيراً أحمر، كان يتبادل مع غلامه الركوب عليه، فعندما بلغ الخليفة سور المدينة كان دور الركوب للغلام، فنزل عمر وركب الغلام وعمر بن الخطاب يمسك بلجام البعير، فلما رآه البطريرك أكبره، وبكى بطريك النصارى وقال: إن دولتكم باقية على الدهر، فدولة الظلم ساعة، ودولة العدل إلى قيام الساعة .
ألا تعتبرون بعمر ، اعتبروا يا أولي الأبصار . واستجيبوا لصرخات المسجد الأقصى ، الذي ينادي بأعلى صوته : كيف يطيب لكم العيش وإخوانكم قابعون خلف قضبان الحديد ؟؟ وكيف يطيب لكم حب الدعة والراحة ، وأخواتكم الحرائر تنتهك أعراضهن ؟؟؟
أترك الإجابة لمن يعتقد في نفسه أنه رجل !!!

أما عن الأطفال ، أما عن المجاهدين ، حراس المسجد الأقصى فيوجهون لكم يا مسلمين رسالة مفادها :

أعيرونا مدافعَكُمْ ليومٍ... لا مدامعَكُمْ
أعيرونا وظلُّوا في مواقعكُمْ
بني الإسلام! ما زالت مواجعَنا مواجعُكُمْ
مصارعَنا مصارعُكُمْ
إذا ما أغرق الطوفان شارعنا
سيغرق منه شارعُكُمْ
يشق صراخنا الآفاق من وجعٍ
فأين تُرى مسامعُكُمْ؟!

** ** **

ألسنا إخوةً في الدين قد كنا .. وما زلنا
فهل هُنتم ، وهل هُنّا
أنصرخ نحن من ألمٍ ويصرخ بعضكم: دعنا؟
أيُعجبكم إذا ضعنا؟
أيُسعدكم إذا جُعنا؟
وما معنى بأن «قلوبكم معنا»؟
لنا نسبٌ بكم ـ والله ـ فوق حدودِ
هذي الأرض يرفعنا
وإنّ لنا بكم رحماً
أنقطعها وتقطعنا؟!
معاذ الله! إن خلائق الإسلام
تمنعكم وتمنعنا
ألسنا يا بني الإسلام إخوتكم؟!
أليس مظلة التوحيد تجمعنا؟!
أعيرونا مدافعَكُمْ
رأينا الدمع لا يشفي لنا صدرا
ولا يُبري لنا جُرحا
أعيرونا رصاصاً يخرق الأجسام
لا نحتاج لا رزّاً ولا قمحا
تعيش خيامنا الأيام
لا تقتات إلا الخبز والملحا
فليس الجوع يرهبنا ألا مرحى له مرحى
بكفٍّ من عتيق التمر ندفعه
ونكبح شره كبحاً
أعيرونا وكفوا عن بغيض النصح بالتسليم
نمقت ذلك النصحا
أعيرونا ولو شبراً نمر عليه للأقصى
أتنتظرون أن يُمحى وجود المسجد الأقصى
وأن نُمحى
أعيرونا وخلوا الشجب واستحيوا
سئمنا الشجب و (الردحا)

** ** **

أخي في الله أخبرني متى تغضبْ؟
إذا انتهكت محارمنا
إذا نُسفت معالمنا ولم تغضبْ
إذا قُتلت شهامتنا إذا ديست كرامتنا
إذا قامت قيامتنا ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
إذا نُهبت مواردنا إذا نكبت معاهدنا
إذا هُدمت مساجدنا وظل المسجد الأقصى
وظلت قدسنا تُغصبْ
ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
عدوي أو عدوك يهتك الأعراض
يعبث في دمي لعباً
وأنت تراقب الملعبْ
إذا لله، للحرمات، للإسلام لم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟!
رأيت هناك أهوالاً
رأيت الدم شلالاً
عجائز شيَّعت للموت أطفالاً
رأيت القهر ألواناً وأشكالاً
ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
وتجلس كالدمى الخرساء بطنك يملأ المكتبْ
تبيت تقدس الأرقام كالأصنام فوق ملفّها تنكبْ
رأيت الموت فوق رؤوسنا ينصب
ولم تغضبْ
فصارحني بلا خجلٍ لأية أمة تُنسبْ؟!
إذا لم يُحْيِ فيك الثأرَ ما نلقى
فلا تتعبْ
فلست لنا ولا منا ولست لعالم الإنسان منسوبا
فعش أرنبْ ومُت أرنبْ
ألم يحزنك ما تلقاه أمتنا من الذلِّ
ألم يخجلك ما تجنيه من مستنقع الحلِّ
وما تلقاه في دوامة الإرهاب والقتل ِ
ألم يغضبك هذا الواقع المعجون بالهول ِ
وتغضب عند نقص الملح في الأكلِ!!

** ** **

ألم تنظر إلى الأحجار في كفيَّ تنتفضُ
ألم تنظر إلى الأركان في الأقصى
بفأسِ القهر تُنتقضُ
ألست تتابع الأخبار؟ حيٌّ أنت!
أم يشتد في أعماقك المرضُ
أتخشى أن يقال يشجع الإرهاب
أو يشكو ويعترضُ
ومن تخشى؟!
هو الله الذي يُخشى
هو الله الذي يُحيي
هو الله الذي يحمي
وما ترمي إذا ترمي
هو الله الذي يرمي
وأهل الأرض كل الأرض لا والله
ما ضروا ولا نفعوا ، ولا رفعوا ولا خفضوا
فما لاقيته في الله لا تحفِل
إذا سخطوا له ورضوا
ألم تنظر إلى الأطفال في الأقصى
عمالقةً قد انتفضوا
تقول: أرى على مضضٍ
وماذا ينفع المضضُ؟!
أتنهض طفلة العامين غاضبة
وصُنَّاع القرار اليوم لا غضبوا ولا نهضوا؟!

** ** **

ألم يهززك منظر طفلة ملأت
مواضع جسمها الحفرُ
ولا أبكاك ذاك الطفل في هلعٍ
بظهر أبيه يستترُ
فما رحموا استغاثته
ولا اكترثوا ولا شعروا
فخرّ لوجهه ميْتاً
وخرّ أبوه يُحتضرُ
متى يُستل هذا الجبن من جنبَيْك والخورُ؟
متى التوحيد في جنبَيْك ينتصرُ؟
متى بركانك الغضبيُّ للإسلام ينفجرُ
فلا يُبقي ولا يذرُ؟
أتبقى دائماً من أجل لقمة عيشكَ
المغموسِ بالإذلال تعتذرُ؟
متى من هذه الأحداث تعتبرُ؟
وقالوا: الحرب كارثةٌ
تريد الحرب إعدادا
وأسلحةً وقواداً وأجنادا
وتأييد القوى العظمى
فتلك الحرب، أنتم تحسبون الحرب
أحجاراً وأولادا؟
نقول لهم: وما أعددْتُمُ للحرب من زمنٍ
أألحاناً وطبّالاً وعوّادا؟
سجوناً تأكل الأوطان في نهمٍ
جماعاتٍ وأفرادا؟
حدوداً تحرس المحتل توقد بيننا
الأحقاد إيقادا
وما أعددتم للحرب من زمنٍ
أما تدعونه فنّـا؟
أأفواجاً من اللاهين ممن غرّبوا عنّا؟
أأسلحة، ولا إذنا
بيانات مكررة بلا معنى؟
كأن الخمس والخمسين لا تكفي
لنصبر بعدها قرنا!
أخي في الله! تكفي هذه الكُرَبُ
رأيت براءة الأطفال كيف يهزها الغضبُ
وربات الخدور رأيتها بالدمّ تختضبُ
رأيت سواريَ الأقصى لكالأطفال تنتحبُ
وتُهتك حولك الأعراض في صلفٍ
وتجلس أنت ترتقبُ
ويزحف نحوك الطاعون والجربُ
أما يكفيك بل يخزيك هذا اللهو واللعبُ؟
وقالوا: كلنا عربٌ
سلام أيها العربُ!
شعارات مفرغة فأين دعاتها ذهبوا
وأين سيوفها الخَشَبُ؟
شعارات قد اتَّجروا بها دهراً
أما تعبوا؟
وكم رقصت حناجرهم
فما أغنت حناجرهم ولا الخطبُ
فلا تأبه بما خطبوا
ولا تأبه بما شجبوا

** ** **

متى يا أيها الجنـديُّ تطلق نارك الحمما؟
متى يا أيها الجنديُّ تروي للصدور ظما؟
متى نلقاك في الأقصى لدين الله منتقما؟
متى يا أيها الإعـلام من غضب تبث دما؟
عقول الجيل قد سقمت
فلم تترك لها قيماً ولا همما
أتبقى هذه الأبواق يُحشى سمها دسما؟
دعونا من شعاراتٍ مصهينة
وأحجار من الشطرنج تمليها
لنا ودُمى
تترجمها حروف هواننا قمما

** ** **

أخي في الله قد فتكت بنا علل
ولكن صرخة التكبير تشفي هذه العللا
فأصغ لها تجلجل في نواحي الأرض
ما تركت بها سهلاً ولا جبلا
تجوز حدودنا عجْلى
وتعبر عنوة دولا
تقضُّ مضاجع الغافين
تحرق أعين الجهلا
فلا نامت عيون الجُبْنِ
والدخلاءِ والعُمَلا

** ** **

وقالوا: الموت يخطفكم وما عرفوا
بأن الموت أمنية بها مولودنا احتفلا
وأن الموت في شرف نطير له إذا نزلا
ونُتبعه دموع الشوق إن رحلا
فقل للخائف الرعديد إن الجبن
لن يمدد له أجلا
وذرنا نحن أهل الموت ما عرفت
لنا الأيام من أخطاره وجلا
«هلا» بالموت للإسلام في الأقصى
وألف هلا

هذه القصيدة
رسالة.. من حراس المسجد الأقصى
للشاعر د. عبد الغني بن أحمد التميمي

هذا وما كان من توفيق وصواب فمن الله وحده وما كان من خطأ أو نسيان فمن نفسي والشيطان
ولاتنسوني من خالص دعائكم
اللهم لا تجعل ذنوبي سببا لتأخير النصر
ليومه :
03/شعبان/1429
5\8\2008 م
وكتبه ناصر إسلام
__________________