<div align="center">بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،


مختارات شعرية من شعر محمود الوراق


تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّه "=" هَذا مُحالٌ في القِياسِ بَديعُ

لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لأَطَعتَهُ "=" إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ

في كُلِّ يَومٍ يَبتَليكَ بِنِعمَةٍ مِنهُ "=" وَأَنتَ لِشُكرِ ذاكَ مُضيعُ

<span style='color:red'>-- -- -- --


يا ناظِراً يَرنو بِعَينَي راقِدِ "=" وَمُشاهِداً لِلأَمرِ غَيرَ مُشاهِدِ

مَنَّتكَ نَفسُكَ ضَلَّةً وَأَبَحتَها "=" طُرُقَ الرَجاءِ وَهُنَّ غَيرُ قَواصِدِ

تَصِلُ الذُنوبَ إِلى الذُنوبِ وَتَرتَجي "=" دَركَ الجِنانِ بِها وَفَوزَ العابِدِ

وَنَسيتَ أَنَّ اللَهَ أَخرَجَ آدَماً "=" مِنها إِلى الدُنيا بِذَنبٍ واحِدِ

-- -- -- --

وَإِذا مَرِضتَ مِنَ الذُنوبِ فَداوِها "=" بِالذِكرِ إِنَّ الذِكرَ خَيرُ دَواءِ

وَالسُقمُ في الأَبدانِ لَيسَ بِضائِرٍ "=" وَالسُقمُ في الأَديانِ شَرُّ بَلاءِ

-- -- -- --

إِلَهي لَكَ الحَمدُ الَّذي اَنتَ أَهلُهُ "=" عَلى نِعَمٍ ما كُنتُ قَطُّ لَها أَهلا

مَتى اِزدَدتُ تَقصيراً تَزِدني تَفَضُّلاً "=" كَأَنِّيَ بِالتَقصيرِ أَستَوجِبُ الفَضلا

-- -- -- --

اِسعَد بِمالِكَ في الحَياةِ فَإِنَّما "=" يَبقى خِلافَكَ مُصلِحٌ أَو مُفسِدُ

فَإِذا تَرَكتَ لِمُفسِدٍ لَم يُبقِهِ "=" وَأَخو الصَلاحِ قَليلُهُ يَتَزَيَّدُ

فَإِذا اِستَطَعتَ فَكُن لِنَفسِكَ "=" وارِثاً إِنَّ المُوَرِّثَ نَفسَهُ لَمُسَدَّدُ

-- -- -- --

تَمَتَّع بِمالِكَ قَبلَ المَماتِ "=" وَإِلا فَلا مالَ إِن أَنتَ مُتّا

شَقيتَ بِهِ ثَمَّ خَلَّفتَهُ "=" لِغَيرِكَ بُعداً وَسُحقاً وَمَقتا

فَجادوا عَلَيكَ بِزورِ البُكا "=" وَجُدتَ عَلَيهِم بِما قَد جَمَعتا

وَأَوهَبتَهُم كُلَّ ما يَدَيكَ "=" وَخَلّوكَ رَهناً بِما قَد كَسَبتا

-- -- -- --

رَجَعتُ عَلى السَفيهِ بِفَضلِ حِلمٍ "=" فَكانَ الحِلمُ عَنهُ لَهُ لِجاما

وَظَنَّ بي السَفاهَ فَلَم يَجِدني "=" أُسافِهُهُ وَقُلتُ لَهُ سَلاما

فَقامَ يَجُرُّ رِجلَيهِ ذَليلاً "=" وَقَد كَسَبَ المَذَمَّةَ وَالمَلاما

وَفَضلُ الحِلمِ أَبلَغُ في سَفيهِ "=" وَأَحرى أَن يَنالَ بِهِ اِنتِقاما

-- -- -- --

شَيئانِ لَو بَكَتِ الدِماءَ عَلَيهِما "=" عَيناكَ حَتّى يُؤذِنا بِذَهابِ

لَم يَبلُغا المِعشارَ مِن حَقَّيهِما "=" فَقدُ الشَبابِ وَفُرقَةُ الأَحبابِ

-- -- -- --

يُحِبُّ الفَتى طولَ البَقاءِ وَإِنَّهُ "=" عَلى ثِقَةٍ اَنَّ البَقاءَ فَناءُ

زِيادَتُهُ في الجِسمِ نَقصُ حَياتِهِ "=" وَلَيسَ عَلى نَقصِ الحَياةِ نَماءُ

إذا ما طَوى يَوماً طَوى اليَومُ بَعضَهُ "=" وَيَطويهِ إِن جَنَّ المَساءُ مَساءُ

جَديدانِ لا يَبقى الجَميعُ عَلَيهِما "=" وَلا لَهُما بَعدَ الجَميعِ بَقاءُ

-- -- -- --

حَياتُكَ أَنفاسٌ تُعَدُّ وَكُلَّما "=" مَضى نَفَسٌ مِنها اِنتَقَصتَ بِهِ جُزءا

فَتُصبِحُ في نَقصٍ وَتُمسي بِمِثلِهِ "=" وَمالُكَ مَعقولٌ تُحِسُّ بِهِ رُزءا

يُميتُكَ ما يُحييكَ في كُلِّ ساعَةٍ "=" وَيَحدوكَ حادٍ ما يُريدُ بِكَ الـهُزءا

-- -- -- --

فَلا تَهجُر أَخاكَ بِغَيرِ ذَنبٍ "=" فَإِنَّ الـهَجرَ مِفتاحُ السُلُوِّ

إِذا كَتَمَ الصَديقُ أَخاهُ سِرّاً فَما "=" فَضلُ الصَديقِ عَلى العَدُوِّ

-- -- -- --

لا تَلتَمِس مِن مَساوي الناسَ ما سَتَروا "=" فَيهتِكَ اللَهُ سَتراً عَن مَساويكا

وَاِذكُر مَحاسِنَ ما فيهِم إِذا ذُكُروا "=" وَلا تَعِب أَحَداً مِنهُم بِما فيكا

وَاِستَغنِ بِاللَهِ عَن كُلِّ فانٍ بِهِ "=" غِنىً لِكُلِّ وَثَق بِاللَهِ يَكفيكا

-- -- -- --

سَأُلزِمُ نَفسي الصَفحَ عَن كُلِّ مُذنِبٍ "=" وَإِن كَثُرَت مِنهُ عَلَيَّ الجَرائِمُوَ

ما الناسُ إِلا واحِدٌ مِن ثَلاثَةِ "="شَريفٌ وَمَشروفٌ وَمِثلي مُقاوِمُ

فَأَمّا الَّذي فَوقي فَأَعرِفُ فَضلَهُ "=" وَأَلزَمُ فيهِ الحَقَّ وَالحَقُّ لازِمُ

وَأَمّا الَّذي دوني فَإِن قالَ صُنتُ عَن "=" مَقالَتِهِ نَفسي وَإِن لامَ لائِمُ

وَأَمّا الَّذي مِثلي فَإِن زَلَّ أَوهَفا "=" تَفَصَّلتُ إِنَّ الفَضلَ لِلحُرِّ حاكِمُ

-- -- -- --

شُغِلنا بِكَسبِ العِلمِ عَن مَكسَبِ الغِنى "=" كَشُغلِهِمُ عَن مَكسَبِ العِلمِ بِالوَفر

ِفَصارَ لَهُم حَظٌّ مِنَ الجَهلِ وَالغِنى "=" وَصارَ لَنا حَظٌّ مِنَ العِلمِ وَالفَقرِ

-- -- -- --

يَقولُ أَنا الكَبيرُ فَبَجِّلوني "=" أَلا هَبِلَتكَ أُمُّكَ مِن كَبيرِ

إِذا كانَ الصَغيرُ أَعَمَّ نَفعاً "=" وَأَمضى في الحَوائِجِ وَالأُمور

ِوَأَنفَذَ في النَوائِبِ إِن أَلَمَّت "=" فَما فَضلُ الكَبيرِ عَلى الصَغيرِ

-- -- -- --

بادِر شَبابَكَ أَن تَهرَما "=" وَصِحَّةَ جِسمِكَ أَن تَسقَما

وَأَيّامَ عَيشِكَ قَبلَ المَماتَ "=" فَما قَصرُ مَن عاشَ أَن يَسلَما

وَوَقتَ فَراغِكَ بادِر بِهِ "=" لَيالي شُغلِكَ في بَعضِ ما

فَقَدِّر فَكُلُّ اِمرِئٍ قادِمٌ "="عَلى عِلمِ ما كانَ قَد قَدَّما
</div></span>