مفتى القدس يحذر من تسرب المستوطنون لداخل الأقصى عبر الأنفاق
الاثنين 17 رمضان 1430 الموافق 07 سبتمبر 2009
الإسلام اليوم /أ ش أ
حذّر مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد أحمد حسين من خطورة الحفريات الإسرائيلية في محيط المسجد الأقصى المبارك على أساساته، وقال: إنَّ "الحفريات تشكل خطرًا حقيقيًا على جدران ومنشآت المسجد الأقصى وعلى كل العقارات المحيطة به".
ولفت إلى وجود نفق أسفل الجدار الغربي للمسجد الأقصى طوله 500 متر يمر أسفل العقارات الإسلامية وهي كلها مبان حضارية وأثرية تعود لفترات الأيوبيين والمماليك والعثمانيين..وأن كثيرًا من هذه الأبنية تصدع وتشقق بسبب هذه الحفريات.
ونبه مفتى القدس - في حوار بمكتبه في المسجد الأقصى مع وكالة أنباء الشرق الأوسط - إلى وجود أنفاق كثيرة تصل كلها إلى حدود جدران المسجد الأقصى المبارك.. معربًا عن خشيته من أن يتسرب المستوطنون في يوم ما من خلال هذه الأنفاق إلى داخل الأقصى.
واستشهد بما حدث في الثمانينيات عندما وصل مستوطنون عبر هذا النفق إلى بئر قايتباي الذي يواجه الصخرة المشرفة وأفرغوه من المياه في مسعى لبناء كنيس يهودي تحت أرض الأقصى، لكن هذا الأمر اكتشف وتم إغلاق الفتحة التي دخلوا منها.
وأكد أن المقدسات الإسلامية والمسيحية يجب أن تكون تحت إشراف الفلسطينيين في أي ترتيبات للحل النهائي.. وقال "إن الخلل الحاصل في القدس هو أن الصهاينة يحاولون تصوير الأمر على أن القدس كلها لهم، فهم لا يعترفون بمقدسات مسلمين أو مسيحيين، بينما يعترف المسلمون بمقدسات الآخرين".
وأضاف: إن التجربة أثبتت أن الصهاينة يهتمون فقط بما لهم أو ما يدعون أنه لهم.. وتساءل: ما معنى أن يمنع الإسرائيليون الفلسطينيين ممن تقل أعمارهم عن 50 سنة والفلسطينيات دون 45 سنة من الصلاة في الأقصى.. وقال "إنهم بذلك يحرمون أكثر من 60% من أبناء الشعب الفلسطيني من الوصول إلى المسجد الأقصى".
واتهم مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين شرطة الاحتلال الإسرائيلي المتواجدة على بوابات الأقصى بالتقصير في حماية المسجد من اقتحامات المستوطنين اليهود المتكررة.. وقال "إنها لا تعامل المستوطنين كما تعامل أبناء الشعب الفلسطيني، حيث تتعامل مع المستوطنين بلين على أنهم أبناء دولتهم بينما تعاملنا كأغراب".
وأضاف: إنَّ المستوطنين هاجموا المسجد أكثر مرة ولم تتحرك الشرطة الإسرائيلية.. ففي 11 أبريل عام 1982 اقتحم أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي ويدعى "هاري جولدمان" المسجد الأقصى من باب "الغوانمة" أحد الأبواب الرئيسية للمسجد وأطلق النار على حارس المسجد فأصيب ثم استمر حتى باب الصخرة المشرفة وأطلق النار على السادن فاستشهد ، واستشهد شاب آخر يدعى جهاد بدر ودخل إلى مسجد قبة الصخرة وراح يطلق النار في جميع الاتجاهات ويسأل أين العرب لقتلهم.
واستشهد أيضًا بإدخال متفجرات تزن 120 كجم عام 1984 إلى ساحة المسجد الأقصى بهدف نسف المسجد وقبة الصخرة المشرفة لكن الله لطف حيث اكتشف حرس المسجد (فلسطينيون معينون من الحكومة الأردنية التي تشرف على إدارة المسجد) شخصين يتحركان فاستعانوا بإخوانهم ولما انفضح الأمر هرب الإسرائيليان اللذين أدخلا المتفجرات ،وجاءت قوات الاحتلال ووضعت يدها علي المتفجرات.
ولم ينس الشيخ محمد حسين الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال طلبت منه أكثر مرة إخلاء مكتبه في المسجد الأقصى، باعتباره معينًا من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية التي لا توجد اتفاقات على تواجدها بالقدس المحتلة حيث تأجلت المفاوضات حول المدينة المقدسة إلى المرحلة النهائية من المفاوضات بين الجانبين وفقا لاتفاق أوسلو.
ولم ينكر مفتي القدس والديار الفلسطينية أن اليهود عبروا على القدس منذ 3500 عام، لكنه أشار إلى أنهم بقوا فيها مدة لا تزيد على 70 سنة ثم انقسموا وانتهوا.. مؤكدًا أن الأصل العربي في المدينة يعود إلى 7 آلاف سنة واستمر الوجود العربي إلى الآن وتعزز بالوجود الإسلامي من 1400 سنة.
وقال إنَّ مثل اليهود في ذلك مثل الكثير الشعوب التي عبرت على المدينة المقدسة فقبلهم مر الفراعنة والفينيقيون والآشوريون والرومان والفرس.. مشيرًا إلى أن حفريات الإسرائيليين حتى الآن في المدينة لم تكشف عن أية آثار تعود لليهود باعتراف خبراء الآثار الصهاينة أنفسهم حيث يقولون إن 90 % مما تم التوصل آثار إسلامية و10 % لحضارات أخرى رومانية وبيزنطية وغير ذلك.
وردًا على المزاعم اليهودية بأحقيتهم في حائط البراق قال مفتي القدس "إن لجانًا دولية جاءت إلى المسجد الأقصى وأصدرت تقارير تؤكد أن حائط البراق حق للمسلمين، وأنه الجزء الغربي من المسجد الأقصى وهو عقار إسلامي يخص المسلمين وحدهم ولكن يسمح لليهود بموجب مرسوم عثماني بالدعاء والصلاة فيه.
وبشأن السيطرة الإسرائيلية على باب المغاربة أوضح الشيخ محمد حسين أن سلطات الاحتلال استولت على مفاتيحه منذ عام 1967 ،وهم يتحكمون في فتحه وإغلاقه وإدخال من يريدون منه.
وأشار إلى انه في عام 2006 حاولوا أن يهدموا الطريق الأثري الذي يضم آثارا إسلامية لكي يبنوا جسرا حديديا بدلا منه لكنهم قبل أن يتوقفوا نتيجة الضغط الدولي أزالوا ثلثي الطريق ولم يبق منه إلا ثلثه.
ولفت إلى أن الصهاينة يمنعون إدخال أية مواد بناء إلى المسجد ولا يسمحون بإقامة أية إنشاءات داخل المسجد أو عمليات الترميم والصيانة اللازمة، وقال"إننا نعاني بشدة من أجل صيانة ما هو قائم".
وطالب الشيخ محمد حسين العرب والمسلمين بدعم مادي لتمكين الشعب الفلسطيني من الصمود.. داعيا الدول العربية إلى رص صفها خلف موقف سياسي واحد داعم لمطالب الشعب الفلسطيني والعمل على تكوين رأي عام أمام المجتمع الدولي وخاصة دول القرار لكي يتحرك باتجاه الضغط على حكومة الاحتلال وإلزامها بالاتفاقات الدولية.
وأضاف "نحن نتطلع إلى يوم الحرية الذي نرى فيه الاحتلال انسحب من الأرض وتجسدت الدولة الفلسطينية على الأرض حقيقة ومعنى وسيادة،يوم نرى فيه المسجد الأقصى مفتوحا لكل من يريد في ظل من الأمن والحرية والطمأنينة".
وتابع :في اليوم الذي نتوصل فيه إلى يوم العزة والكرامة والحرية فإن كل متاعب هذه الحياة ستطوى بسرعة وستفتح الصفحة البيضاء المشرقة في نفس كل فلسطيني وعربي محب ومخلص للقضية التي نعتبرها ليست فقط قضية فلسطين بل هي قضية كل الشعوب العربية والإسلامية لان فلسطين لها عمقها التاريخي والحضاري والديني.