الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية البركات

    البركات تقول:

    Talking الموسوعة الشاملة: عن صفات الداعية الناجح وصفات الداعية الدرجة الثالثة

    متقدم



    دلني على أهم صفات الداعية
    السؤال
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. في البداية أود أن أوجه الشكر لإخواننا القائمين على موقع "المسلم" بصفة عامة، و"القسم التربوي" على وجه الخصوص، على ما يقدمونه من جهد لخدمة الإسلام والمسلمين، أسأل الله أن يتقبل جهدكم وأن يجعله في صحيفة حسناتكم .. آمين .. وبعد:

    سؤالي حول الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم الذي يسير في طريق الدعوة إلى الله _عز وجل_، أرجو التفصيل والإبانة.. وجزاكم الله خيراً.

    الاجابة
    السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحبًا بك، وشكر الله لك ثِقَتَكَ بإخوانك في موقع"المسلم"، ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا أهلاً لهذه الثقة، وأن يتقبل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل فيها لمخلوق حظًّا.. آمين، ثم أما بعد:
    اعلم – حفظك الله- أن الدعوة إلى الله هي وظيفة الأنبياء والمرسلين، قال تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا* وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا"( 45/ الأحزاب).
    وقد أثنى الله على الدعاة، لكونهم يقومون بأعظم مهمة ألا وهي تعريف الناس بخالقهم، وما يجب عليهم تجاهه من التقديس والتعظيم والعبادة، ووجوب الشكر على نعمائه، والصبر على بلوائه، فقال عز وجل في محكم التنزيل :"وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"(33/ فصلت).
    وقد بين لنا رسولنا، صلى الله عليه وسلم، الأجر العظيم الذي ينتظر الدعاة إلى الله، عندما قال:"من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئا" < , كما علمنا المشرع العظيم أن أول السبيل صحة الاعتقاد وسلامة العقيدة وتمام التوحيد الخالي من الشرك بكل صوره مهما صغرت فالدعاة إلى الله هم أهل التوحيد الخالص والعقيدة النقية والقلب الشفاف لأنهم يحملون أعلى راية ويشتغلون بأشرف عمل ..
    كانت هذه - أخي الحبيب- مقدمة لا بد منها، أما عن سؤالك عن الصفات التي يجب أن يتحلى بها الدعاة إلى الله؛ فإنني أستعين بالله وأقول:

    إن الداعية إلى الله طبيب، يكره المرض لكنه يحب المريض، وحتى ينجح في مهمته الإنسانية التي كلفه الله بها، فلابد أن تتوافر فيه الشروط التالية:-
    1- التجرد وإخلاص النية لله: فكلما كان الداعية تقياً نقياً، متجرداً في دعوته، لا يبتغي بها وجه الله عز وجل، كلما تقبل الله دعوته، وأعانه على أدائها، وحبس له عليها الأجر الوفير، والإخلاص سر من أسرار الله لا يعطيه إلا لمن أحبه، قال تعالى:" وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" [282- البقرة].
    2- معرفة فضل وأهمية الدعوة: فإن معرفة الداعية لفضل الدعوة، وأجر الدعاة إلى الله، يكون حافزاً ودافعاً للتفاني في الدعوة، وإن من أخطر الأمور ألا يعرف الداعية قيمة الجوهرة التي ينقلها، ولا أهمية الرسالة التي يحملها.
    3- الرغبة في السير بطريق الدعوة: فكلما كان الداعية محبًّا لهذه الدعوة، راغبا للسير في طريقها، كلما كان عمله متقناً، فلا يصلح للسير في هذا الطريق إلا من دخله بحب ورغبة، ومن سار فيه بقناعة ووعي.
    4- الصبر الجميل: فمما لا شك فيه أن الصبر من أهم الخصال التي يجب أن يتحلى بها الدعاة إلى الله، في كل المراحل؛ ومع كل العناصر، فهو محتاج إلى الصبر للحصول على العلم الشرعي اللازم للدعوة، ومحتاج للصبر في التعامل مع المدعوين، الذين يستهدفهم بدعوته، محتاج إلى الصبر الجميل لمواجهة العقبات التي ستعترض طريق دعوته. قال تعالى: "وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ".
    5- التحلي بالخلق الحسن: فينبغي على الداعية أن يكون من أحسن الناس أخلاقاً، فيكون صادقاً لا يكذب، أميناً لا يغش، وفياً لا يخون، عفيف اللسان، فإذا وعد لا يخلف، وإذا حدَّثَ لا يكذب، وإذا عاهد لا يغدر، وإذا خاصم لا يفجر، ألم تر كيف أعد الله نبيه لتحمل مهام الدعوة بخصلتي الصدق والأمانة، حتى اشتهر بين الناس – كل الناس- بأنه الصادق الأمين، يصدقه الناس فيما يقول، ويأتمنونه على أسرارهم و أموالهم.
    6- التسلح بالعلم الشرعي: فهو زاد هذه الدعوة، وزيتها المحرك، وعلى قدر علم الداعية يكون قدره، ومكانته، ولا يصلح لهذه الدعوة إلا من ملك أدواتها، وفي مقدمتها: معرفة القرآن الكريم وتجويده ومعاني تفسير هو معرفة مواد العقيدة الإسلامية وفروعها وما يتعلق بها ودراسة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ودراسة الفقه الإسلامي وتاريخ أمة الإسلام وغيره .
    7- الاتصاف بالحكمة والحنكة: فلابد على الداعية أن يكون حكيماً، نافذ البصيرة، بعيد النظر، والحكمة هي وضع الشيء المناسب، في المكان المناسب، في الوقت المناسب، بالقدر المناسب، والحكمة تقتضي أن يكون عارفاً بما يجب تقديمه، وما يمكن تأخيره، وأن يكون مدركاً للضروري والحاجي والتحسيني، عارفاً بترتب الأولويات، والمراتب والدرجات... إلى آخر هذه الأمور المهمات.
    8- الخبرة والتخصص: فعلى الداعية أن يكون خبيراً بالوسط الذي يدعو فيه، خاصة بعدما أضحت الدعوة بحراً واسعاً، وبناءً فارهاً، وأقساماً شتى، فـ"الدعوة بين الطلاب" لها فقهها ولغتها، و"الدعوة بين العمال" لها طريقتها التي تلائمها، و"الدعوة العامة" لها أسلوبها الذي يناسبها، و"الدعوة النسائية" لها خصوصيتها، وهلم جرا.... ولكل قسم من هذه الأقسام أدواته ووسائله التي تناسبه، وليس كل من سار في طريق الدعوة مؤهل للعمل في كل فرع من فروعها، وكلما كانت الدعوة أكثر تخصصاً كلما كانت أكثر نجاحا وتفوقاً.
    9- الوعي بما يحاك للدعوة من مخططات: فلا بد على الداعية إلى الله أن يكون واعيا بما تعاني منه الدعوة من مشكلات بسبب كيد الأعداء الذين يدبرون بليل، ويخططون ليل نهار، لوأد صوتها ومحاصرة نشاطها، وتشويه صورتها وتجريم حملتها، فيكون ذكياً يفوت عليهم الفرصة، و يفسد عليهم الخطة، وألا يكون – بسوء فهمه – أداة تدمير ومعول هدم لجهود بذلت، وخطوات وأشواط قطعت.ا
    10- الاستعداد لتحمل الأذى في سبيل الله: فلا بد على الراغب بالسير في طريق الدعوة أن يعلم أن طريق النصر في الدنيا، والفوز بالجنة في الآخرة، مفروش بالأشواك، مضرج بالدماء، مليء بجثث الشهداء، وأن هذه سُنة أصحاب الدعوات، وحمَلة الرسالات، وقد كان ابن القيم – يرحمه الله – واعيا بهذا مدركا له، حينما بين أن طريق الدعوة طويل وبسط الدليل على ذلك بقوله"تعب فيه آدم، وناح نوح، وألقي في النار إبراهيم، وتعرض للذبح إسماعيل، وأوذي فيه موسى، ونشر بالمنشار زكريا، وذبح فيه السيد الحصور يحيى… "، قال تعالى: "أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ" [2- 3 /العنكبوت]. ولا أقول لك هذا لأصرفك عن الدعوة، أو لأرهبك عن السير في طريقها، لا ... بل حتى لا تظن أنه طريق ممهد مفروش بالورود، ولكي تستعد له وتؤهل نفسك لما فيه من مشاق، فتشمر عن ساعد الجد في طلب الطاعات، وتحاذر من الوقوع في المعاصي والمنكرات.

    أخي الحبيب:
    هذه – في تقديري- أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الدعاة في هذا العصر بالذات، وهناك ومن العلماء من تحدث في الأمر فأفاض، وأوضح فيه فأبان، فمنهم من نظر في قوله تعالى: (أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ....)، وقال بأن الداعية إلى الله يجب أن يكون كالإبل في صبرها، كالسماء في شموخها واعتزازها، كالجبال في صمودها وقوتها، كالأرض في بساطتها وتواضعها، ولابد أن يكون قوياً في غير كبر، متواضعا في غير ذل.
    وهناك من ذكر 10 صفات، مشيراً إلى أنه يجب أن يتحلى بها المسلم عامة، والداعية إلى الله بوجه خاص، وهي: أن يكون سليم العقيدة، صحيح العبادة، مثقف الفكر، متين الخلق، قوي الجسم، نافعًا لغيره، منظمًا في شئونه، حريصًا على وقته، قادرًا على الكسب، مجاهدًا لنفسه.
    وختامًا؛
    نسأل الله تعالى أن يهديك إلى الخير، وأن يجعلك ممن يحملون دينه إلى خلقه، وممن يعرفون عباده عليه، وأن يجعلك من جنود دعوته. وتابعنا بأخبارك و
    أخبار دعوتك.
    وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
    http://www.almoslim.net/tarbawi/show_question_main.cfm?id=22302

    [FRAME="1 70"]

    اللهم اغفرلناولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء والاموات

    ونسألك موجبات رحمتك
    وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم
    والغنيمة من كل بروالفوز بالجنة
    والنجاة من النار
    ونعوذبك من جهد البلاء
    ودرك الشقاء وسوء القضاء
    وشماتة الاعداء
    كن مفتاحا للخير
    ومغلاقا للشر
    قل خيراأوأصمت


    [/FRAME]
     
  2. الصورة الرمزية البركات

    البركات تقول:

    Talking رد : الموسوعة الشاملة: عن صفات الداعية الناجح وصفات الداعية الدرجة الثالثة

    الصفات الايجابية للداعية الناجح (1)

    للدعاة إلى الله أوصاف وآداب يمتازون بها عن سواء الناس. فهم نماذج جيدة لكل ماحوى الإسلام من تعاليم ، واستن من مكارم.
    والشمائل التي يذكر بعضها الآن إن شاء الله من أحوالهم وأفعالهم قد تبدو لأول وهلة نعوتا عامة تطرد في جماهير المسلمين . ولا يختص بها نفر من الناس . بيد أن هذه النعوت وإن شاع جنسها أو ثبت أصلها لعامة المؤمنين فإن أنصبة الدعاة من معناها يجب أن يكون أربى وأزكى. إن حقائق الدرس بعد أن يشرحها الأستاذ في الصف قد تظهر متساوية لدى الجميع . وقد يظن أن التلاميذ ومعلمهم أصبحوا سواء في وعيها .وهذا بعيدا ، فإن الأستاذ لديه من رسوخ المعلومات ووضوحها ، ومن القدرة على تقليبها وعرضها ما يعز على غيره . والناس قد يوجد فيهم فريق كبير ممتلئ القلب بالإيمان .
    بيد أن هذا الامتلاء ربما لايعدو أصحابه , ونفوس الدعاة كذلك لابد أن يكون لديها مقادير من اليقين ، والحماس ، والفضل ، يتجاوزها إلى ماعداها ، ويجعل الاستفادة منها ميسرة للآخرين.
    فمن صفات الداعية :-
    1 - الإخلاص :
    ويراد به أن يكون قصد الداعية وجه الله في كل عمل يقوم به : في وعظه ونصحه وقوله وفعله : فهو يرجو بذلك رضوان الله وحده واضعا نصب عينيه قول الله تعالى : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت ). وقوله تعالى :- {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا }. والإخلاص محله القلب ، فلا يطلع عليه احد من الناس ، لكن ثمرته تبدوا واضحة في الدعوة فإن للمخلصين أثرا كبيرا في استجابة المدعوين الذين يميزون بين الطيب والخبيث . فينبغي على الداعية أن يروض نفسه ويحملها على الإخلاص يقول أحدهم : (من أخلص لله النية أثر كلامه في القلوب القاسية فلينها ، وفي الألسن الزكية فقيدها وفي أيدي السلطة فعقلها ) .
    وبمقدار ما يحمل الداعية من إخلاص يكون تأثيره في الناس فهذا ( ابن عمر ) يسأل والده : ما بال المتكلمين يتكلمون فلا يبكي أحد . فإذا تكلمت أنت سمع البكاء من هاهنا وهاهنا؟ فيرد عليه والده : ( يابني : ليست النائحة المستأجرة كالنائحة الثكلى ) . ولا يجتمع الإخلاص وحب الثناء والطمع عند الناس إلا إذا اجتمع الماء والنار يقول العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى [ لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبل على الطمع أولا فاذبحه بسكين اليأس ، وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة ، فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص ]وقال أيوب السختياني رحمه الله [ والله ما صدق عبد إلا سره أن لا يشعر أحد بمكانه ] وقال بشر : [ ما أعرف رجلا أحب أن يعرف إلا ذهب دينه وافتضح ]. وقال الفضل ابن عياض :[ إن قدرت على أن لا تعرف فأفعل ،وما عليك أن لا تعرف : وما عليك أن لا يثنى عليك ، وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند الله تعالى ]. وقال ابن مسعود رضي الله عنه : [ كونوا ينابيع الهدى ، أحلاس البيوت ، سرج الليل ، جدد القلوب ، خلقان الثياب ، تعرفون في أهل السماء وتخفون في أهل الأرض ]ويقول الحسن البصري رحمه الله تعالى في قوله تعالى { ولا اقسم بالنفس اللوامة } يقول : [ ولا يمضي المؤمن إلا يعاقب نفسه ماذا أردت بكلمتي ؟ ماذا أردت بأكلتي ؟ ماذا أردت بشربتي ؟ والفاجر يمضي قدما لا يعاتب نفسه] ويقول ميمون بن مهران رحمه الله [ لا يكون الرجل تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه ]
    وللإخلاص ثمرات طيبة في النفس والحياة من أبرزها :-
    1- السكينة النفسية : فهو يمنح صاحبه سكينة نفسية ،وطمأنينة قلبية، تجعله منشرح الصدر ، مستريح الفؤاد .
    2- القوة الروحية : والإخلاص يمنح المخلص قوة روحية هائلة ، من سمو الغاية التي أخلص لها نفسه ، وحدد لها إرادته . وهو رضا الله تعالى ومثوبته.فالمخلص لله لا يلين لوعد ، ولا ينحني لوعيد لا يذله طمع ولا يثنيه خوف.
    3- الاستمرار في العمل : أي ان الاخلاص يمد العمل بقوة الاستمرار فان الذي يعمل للناس ، والذي يعمل لشهوة البطن أو الفرج إذا لم يجد ما يشبع شهوته ، لكن الذي يعمل لله لا ينقطع ولا ينثني ولا يسترخي أبدا لذلك قيل : [ماكان لله دام واتصل وما كان لغيره الله انقطع وانفصل].
    4- تحويل المباحثات إلى عبادات : كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد رضي الله عنه [إنك ما تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله تعالى إلا كان لك بها صدقة حتى إن اللقمة تضعها في فم امرأتك ].
    5- إحراز ثواب العمل وإن لم يتمه أو لم يعمله : كما قال تعالى : {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجرة على الله}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم [ من أتى فراشه وهو ينوي أن يصلى من الليل فغلبته عينه حتى أصبح كتب له ما نوى ، وكان نومه صدقة عليه من ربه].
    ثانيا الشعور بمعية الله :
    أي اعتقاد الداعية الجازم بأن الله معه لا يتخلى عنه فهو الذي يهديه ويسنده ، وإنه معه يسمع ويرى ، ويدفع عنهم شر الأعادي ومكرهم ولولا هذا الشعور لما تمكن من تمكن من سلفنا من الوقوف بوجه الطغاة والمتجبرين فإن فقد الداعية هذا الشعور فقد خسر قوة لاتغلب وعند ذلك يصيب الداعية ما يصيبه من الخوف والجبن والخور وكمثال على ذلك ماكان من أمر موسى عليه السلام مع قومه فقد أمره الله أن يهاجر بقومه من مصر إلى فلسطين ، واستجاب موسى عليه السلام لذلك وباشر في الهجرة ، وقد عز على فرعون أن يتركه ومن آمن معه من غير أن يستأصلهم أو يلحق بهم أذى كثيرا . فاتبعهم فرعون وجنوده ، وساروا خلفهم حتى إذا وصلوا إلى البحر وتقارب الفريقان ورأى كل منهما الآخر ، أصاب الخوف جماعة موسى عليه السلام قالوا له : إنا لمدركون فيجيب الداعية الواثق بنصر الله ومعيته له { إن معي ربي سيهدين } ويشتد الكرب على بني إسرائيل ، فيأمر الله نبيه موسى أن يضرب البحر بعصاه ، فتجيء المعجزة التي تقوي إيمان بني إسرائيل فينشق البحر ، ويصير فيه اثنا عشر طريقا يبسا وسار بنو إسرائيل في ذلك الطريق فاتبعهم فرعون وجنوده فجاءهم الماء من كل جانب فأغرقهم أجمعين .
    وأما موسى ومن معه ، فقد نجاهم الله إلى البر . وهذا الرسول صلى الله عليه وسلم في هجرته إلى المدينة ومعه أبو بكر الصديق ، يقترب منهما المشركون الذين خرجوا في طلبهما ،بل يقفون على باب الغار . ويشتد الكرب بأبي بكر خوفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول له :[يا نبي الله ، لو أن بعضهم طأطأ بصره لرآنا ، فيرد عليه الرسول الكريم قائلا :[اسكت يا أبا بكر اثنان الله ثالثهما ] .
    وكمثال آخر على الشعور بمعية الله ما كان من أمر (ابن تيمية ) مع غازان التتري :ففي سنة 699هـ هزم جيش غازان جيش الناصر بن قلاوون ، وخلت دمشق من حاكم أو أمير فاجمع ابن تيمية بمن بقى صامدا من الناس واتفق معهم على أن يتولى هو الأمور ، وأن يذهب بنفسه مع وفد من الشام لمقابلة (غازان ) في بلدة ( النبك ) فكان مما قاله ابن تيمية لغازان وترجمانه يترجم حين التقا : [ إنك تزعم أنك مسلم ، ومعك قاض وإمام وشيخ ومؤذن - على ما بلغنا – فغزوتنا وبلغت بلادنا على ماذا ؟ وأبوك وجدك كانا كافرين وما غزوا بلاد المسلمين بعد أن عاهدونا ، وأنت عاهدت فغدرت ، وقلت فما وفيت ] وقرب غازان إلى الوفد طعاما فأكلوا إلا ابن تيمية فقيل له : ألا تأكل ؟ فقال: ( كيف آكل من طعامكم وكله مما نهبتم من أغنام الناس ، وطبختموه بما قطعتم من أشجار الناس ).
    هذا الشعور بمعية الله هو الذي جعل ( غازان التتري) يعجب بهذه الشخصية الفذة كل الإعجاب ، فسأل قائلا [ من هذا الشيخ ؟ إني لم أرى مثله ، ولا أثبت قلبا منه ولا أوقع من حديثه في قلبي ولا رأيتني أعظم انقيادا لأحد منه ] . وقد طلب غازان من ابن تيمية أن يدعو له فقام الشيخ يدعو فقال : [ اللهم إن كان عبدك هذا إنما يقاتل لتكون كلمتك العليا ، وليكون الدين كله لك فانصره وأيده وملكه البلاد والعباد ، وإن كان قد قام رياءا وسمعه وطلبا للدنيا ولتكون كلمته هي العليا ، وليذل الإسلام وأهله فاخذله وزلزله ودمره واقطع دابره ] وغازان يؤمن على دعائه ويرفع يديه.***
    ثالثا : الثقة بنصر الله .
    وهذا الإيمان العميق بنصر الله حقيقته قد تأصلت وثبتت في قلوب الداعية، وآمن بها إيمانا عميقا لاشك فيه ولا ريب.وكيف يساور الداعية شك وهو يقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم [والذي نفسي بيده لا تذهب الأيام والليالي حتى يبلغ هذا الدين مبلغ هذا النجم ] فلا يخالج المسلم أي شك كان وهو يتلو هذه الآية التي قطع الله فيها عهدا على نفسه أن ينصر المؤمنين .ونتأمل في نتيجة أنبياء الله مع المكذبين من أقوامهم ، فماذا نرى ؟ قال تعالى في نوح عليه السلام والمكذبين من قومه [ فكذبوه فأنجينا الذين معه في الفلك ،وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين ] وكذلك الحال في قوم هود ولوط وشعيب عليهم الصلاة والسلام فلا يجوز للداعية . بعد هذا أن يشك في نصر الله للمؤمنين الصادقين ولو بعد حين - إنه وعد مشروط بإذعان المسلمين لهذا الدين واستجابتهم لله وللرسول ، وصدق الله القائل [وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنكم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ، يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون].
    وقد يقول قائل مامعنى :{ إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا } وقد علمنا أن منهم من قتله أعداؤه أو مثلوا به أو هموا بقتله فأين نصر الله من هؤلاء .فالجواب كما قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره [ إن الله سبحانه وتعالى ينصر رسله والمؤمنين به في الحياة الدنيا وإن اختلفت صورة النصر – فمنهم من يمكنهم الله – سبحانه – حتى يظهروا على عدوهم ويغلبوه وينتصروا عليه ومنهم من يعجل الله العذاب لأقوامهم المكذبين لهم ،ومنهم من يسلط عليهم – بعد قتلهم أنبياؤهم – من ينتقم للأنبياء منهم ]ويؤكد هذا المعنى العلامة ابن كثير في تفسيره فينقل عن السدي قوله [لم يبعث الله عزوجل رسولا قط إلى قوم فيقتلونه ، أو قوما من المؤمنين يدعون إلى الحق فيقتلون فيذهب ذلك القرن حتى يبعث الله تبارك وتعالى من ينصرهم فيطلب بدمائهم ممن فعل ذلك في الدنيا قال : فكانت الأنبياء والمؤمنون يقتلون في الدنيا وهم منصورون فيها ]. وهكذا ينتقم الله سبحانه وتعالى للداعية ممن ظلمه في حياته أو بعد وفاته.
    رابعا: الصدق
    يراد بالصدق الإخبار بالحق الذي يعلمه الإنسان ولا يعلم غيره : فهو استواء السر والعلانية وقد وصف الله نفسه بهذه الصفة فقال {ومن أصدق من الله قيلا}. ووصف الله بها رسله { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون } ونص سبحانه أن الصدق في صفة الأبرار من عباد الله الطائعين فقال تعالى { أولئك هم المتقون } ووصف النبي صلى الله عليه وسلم منذ نشأته بالصادق الأمين وشهد له بذلك من آمن بدعوته ومن لم يؤمن وقد قال له قومه
    [ما جربنا عليك كذبا ] . وقال أبو جهل [ والله إني لأعلم أن مايقول (محمد) حق ، ولكن يمنعني شيء : إن بني قصي قالوا : فينا الحجابة فقلنا :نعم ، ثم قالوا : فينا السقاية ، فقلنا نعم، ثم قالوا : فينا الندوة فقلنا نعم ثم قالوا : فينا اللواء فقلنا نعم ، ثم أطعموا وأطعمنا ، حتى إذا تحاكت الركب قالوا : منا نبي والله لا أفعل].
    والداعي المسلم الصادق أثر صدقه في وجهة وصورته فقد كان صلى الله عليه وسلم يتحدث إلى من لا يعرفونه فيقولون: والله اهو بوجه كذاب ولا صوت كذاب. وقد نهج العلماء المخلصين هذا النهج [فقد سئل ابن المدني عن أبيه فقال: سلوا عنه غيري، فأعادوا المسألة، فاطرق ثم رفع رأسه فقال: هو الدين. إنه ضعيف ]
    [وقال أبو داود صاحب السنن : ابني عبد الله كذاب ] [ ونحوه قول الذهبي في ولده أبي هريرة : أنه حفظ القرآن ، ثم تشاغل عنه حتى نسيه ].
    أما المنتسبين إلى الدين والدعوة بألسنتهم، الخارجين عليه بأعمالهم من يلون الدين برغبته ويمزج تعاليمه بشهوته. فهو أولا يتعرف ما يشتهي ، فإذا حدده ألبسه ثوب الدين والدعوة ، وربما أقنع نفسه بأن شهوته هذه حق محض ، ثم سعى إلى بلوغها وكأنما هو يؤدي عبادة ولا يشبع نهمه . إن هذا الفساد المعقد عند نفر من الدعاة ماحقه للبركة وذاك سر تناولهم بأقسى عبارة [ واتل عليهم نبأ الذين آتينه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين (*) ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآيتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون (*) ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآيتنا وأنفسهم كانوا يظلمون ] . إن الرجل القذر البدن لا يغني عنه ولا ينفعه أن يحمل بين يديه قطع الصابون. والكريه الرائحة لا يجديه أن يُرى ومعه زجاجات من العطور . ودعاة الدين الذين تهب من سيرتهم سموم حارقة ، إنما هم عار على الدين وصد عن سبيله .
    والمراد من الدعاة المسلمين أن يتحسسوا أنفسهم ، وأن يداووا ما قد يكون من العلل ، تلك العلل التي تشيع بينهم فإن المرء يولد وفيه من الطباع ما يستدعي دوام اليقظة وطول المعالجة ، ثم تعرض له في حياته عادات شتى ، الرديء فيها أكثر من الطبيب . ثم إن له من رعيته الخاصة من يسأل أمام الله عنهم ومن يتأسى الناس بسيرته فيهم فكيف يغفل عن واجباته في هذه الأنحاء كلها . فإذا أراد فطام العامة عن رذيلة البخل مثلا عالج أولا شح نفسه وتعرف على المراتب التي تدرج فيها والوسائل التي اصطحبها. حتى إذا عرف عن خبرة خاصة ما الذي صنع بنفسه فانه سوف يعرف بصدق وقوة ما يقول للناس وسوف يصل بكلماته والحالة هذه إلى صميم نفوسهم. إن نفس الداعية ينبغي أن تكون حقل تجارب ومن النتائج المستفادة يعرف أفضل البذور وأنسب الأوقات ،وأحدى الأساليب .[هذا بشكل عام وإلا فالنفوس قد تختلف].
    أبو أحمد

    **********************
    الصفات الإيجابية للداعية 2
    خامسا الرحمة والرفق:
    إن الداعي لابد أن يكون ذا قلب ينبض بالرحمة والشفقة على الناس وإرادة الخير لهم وانصح لهم . ومن شفقته عليهم دعوتهم إلى الإسلام ، لأن في هذه الدعوة نجاتهم من النار وفوزهم برضوان الله إنه يحب لهم ما يحب لنفسه وأعظم ما يحبه لنفسه الإيمان والهدى فهو يحب ذلك إليهم ايضا ، إن الوالدين من شفقته على أولاده يحرص على إبعادهم عن الهلكة ويتعب نفسه في سبيل ذلك . وأية هلكة أعظم من الضلال والتمرد على الله؟ إن الداعي الرحيم لا يكون دعوته ولا يسأم من الرد والإعراض لأنه يعلم خطورة عاقبة المعرضين ألعصاه ، وهكذا كان الأنبياء رحماء بمن أرسلوا إليهم مشفقون عليهم من العذاب قال تعالى حكاية عن نوح عليه السلام [ولقد أرسلنا إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيرة ، إني أخاف عليكم عذاب عظيم ]
    وكذلك قوله عليه السلام وقد رموه بالضلالة {ياقومي ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين ، أبلغكم رسالات ربي وانصح لكم واعلم من الله مالا تعلمون ، أوجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون}. فجواب نوح عليه السلام مشحون بالرحمة والشفقة عليهم واللطف في مخاطبتهم ، ولم يغضبه كلامهم لأنهم قوم يجهلون ولأن الداعي الرحيم لايغضب لنفسه قط . والداعية ذو رحمة حتى بأعدائه فهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقد ضربه ابن ملجم بباب المسجد فماذا قال في قاتله ؟ [ إن أعش فالأمر لي وإن أصبت فالأمر لكم فإن آثرتم أن تقتصروا فضربة بضربة وإن تعفوا أقرب للتقوى ]. إن طبيعة هذا الدين قائم على الرفق...
    ولم يذكر الله الغلظة والشدة إلا في موضعين:
    الأول: في مواجهة المسلمين لأعدائهم في قلب المعركة، فإن الغلظة عند اللقاء أمر لابد منه حتى تضع الحرب أوزارها قال تعالى:{ قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة }.
    الثاني : في تنفيذ العقوبات الشرعية على مستحقها قال تعالى { ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر }. أما ماعدا ذلك فإن القرآن يدعو إلى الرفق في الأمر كله كما قال تعالى لموسى وهارون { اذهبا إلى فرعون انه طغى ، فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى } وإذا كان الأمر هكذا بالنسبة إلى موسى عليه السلام وهو رسول رب العالمين فغيره من باب أولى بالأخذ بالرفق واللين لان المدعو ليس بأسوأ من فرعون . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم [إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لايعطي على العنف ومالا يعطي على سواه ]وقال [إن الرفق لايكون في شي إلا زانه ولا ينزع من شي إلا شانه ]
    وعن عائشة رضي الله عنها – أن يهودا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم، فقالت عائشة:عليكم ولعنكم الله ، وغضب الله عليكم . فقال النبي [مهلا ياعائشة ، عليك بالرفق ، وإياك والعنف والفحش ]قالت :أولم تسمع ما قالوا : قال : أولم تسمعي ما قلت ؟ رددت عليهم فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في وفي رواية [مهلا ياعائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله] ويقول أحد علماء السلف [لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فقيها فيما يأمر به ، فقيها فيما ينهى عنه ،رفيقا فيما يأمر بهن رفيقا فيما ينهى عنه ، حليما فيما يأمر به حليما فيما ينهى عنه].
    ومن أهم ثمرات الرحمة :-
    1- أنها تهون على الداعية ما يلقاه من أصحاب الغفلة والجهالة . لأنه ينظر إليهم من مستوى عال رفيع أو صله إليه إيمانه وصلته بربه .
    2- أن الرحمة تثمر العفو والصفح كما قال تعالى [ خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين ]. والداعي المحروم من الرحمة الغليظ القلب لاينجح في عمله ولا يقبل الناس عليه وإن كان ما يقوله حقا وصدقا هذه طبيعة الناس قال تعالى [فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ].
    فليتق ربهم الدعاة إلى الله ، وليتكلفوا الرحمة والرفق إن لم يكونوا رحما حتى يكتسبوها ويألفوها : ولا يكون منفرين عن دين الإسلام بسوء أخلاقهم وغلظة قلوبهم وخشونة طبعهم .

    سادسا: التواضع.
    الداعي إلى الله أحوج من غيره إلى خلق التواضع ، فهو يخالط الناس ويدعوهم إلى الحق وإلى أخلاق الإسلام فكيف يكون عاريا من التواضع ، وهو من ركائز أخلاق الإسلام ثم إن من طبيعة الناس التي جبلهم الله أنهم لا يقبلون قول من يستطيل عليهم ويحتقرهم ويستصغرهم ويتكبر عليهم وإن كان ما يقوله حقا وصدقا ، هكذا جبلت طبائع الناس فإنهم ينفرون عن المتكبر ويغلقون قلوبهم دون كلامه ووعظه وإرشاده ، فلا يصل إليها من قوله سيء بل قد يكون ذلك سببا إلى كرههم الحق منه غيره ، فعلى الداعي أن يفقه هذا الأمر جيدا وليتق الله ربه ولا يكون سببا لنفرة الناس من الدعوة إلى الله .وقد قال تعالى مخاطبا سيد المتواضعين صلى الله عليه وسلم:[واخفض جناحك للمؤمنين ]وقال تعالى في عباد الله المتقين [وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ].
    وقال صلى الله عليه وسلم ] إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ، ولا يبغي أحد على أحد ].
    وقال [من تعظم في نفسه واختال في مشيته لقي الله وهو عليه غضبان ] لقد جمع –عليه السلام – التواضع كله : فكان يبدأ أصحابه بالسلام ،ولا يسحب يده إذا صافح أحدا إلا بعد أن يسحبها من يصافحه ، ويجلس حيث ينتهي به المجلس وينزل إلى السوق ، ويحمل بضاعته بنفسه ، ويجيب دعوة الحر والعبد والأمة وكان يرقع ثوبه بنفسه ، ويخصف نعله ويأكل مع الخادم وحين فتح الله عليه مكة ،دخلها متواضعا لله ، وقد خفض رأسه حتى كاد يمس واسطة رحله ، ولما كلمه رجل يوم فتح مكة ، وقد أخذته الرعدة من شدة الخوف قال له الرسول الكريم [ هون عليك ، فإني لست بملك ، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد ].
    وقد تأسى سلف الأمة برسول الله صلى الله عليه وسلم فتحلوا بالتواضع في مظهر من مظاهره فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه كما في قصته مع العجوز حين كان يخدمها ؛وهذا عمر رضي الله عنه يلبس المرقع ،ويعالج إبل الصدقة من الجرب بنفسه ،فيطليها بالقطران لتبرأ من جربها، وينفخ في النار لينضج الطعام للأطفال الفقراء .
    وهنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله يجلس مع قومه ويحتاج مصاحبه إلى إصلاح فيقوم ويصلحه فيقول له بعض من معه :كنا نكفيك ذلك ، فيرد عيه قائلا : ليس من كرم الرجل أن يستخدم ضيفه : قمت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر ، ما نقص مني شيء..
    وهذا سلمان الفارسي رضي الله عنه قبل عمر بن عبد العزيز وقد كان أميرا على المدائن ، يأتيه رجل من أهل الشام معه حمل تين ويقول لسلمان : تعال احمل ،ظنا منه أن سلمان يعمل حمالا للناس ويحمل سلمان الحمل ، ويراه الناس ويقولون : هذا الأمير ..ويعتذر الرجل الشامي بقوله :لم أعرفك ،فيرد عليه سلمان رضي الله عنه :لأعليك لا أتركك والحمل حتى أوصلك إلى منزلك .ولقد تحدث سلفنا الصالح في التواضع :فقد سئل الفضيل ابن عياض عن التواضع فقال :أن أخضع للحق وتنقاد له ولو سمعته من أجهل الناس وقبلته ].
    ولما سئل الحسن البصري عن التواضع أجاب: [يخرج من بيته ،فلا يلقى مسلما إلاظن انه خير منه ]وليس معنى التواضع أن يذل المسلم نفسه ، بل هو يؤدي إلى العز الحقيقي عند العقلاء من الناس ، ولذلك قال ابن عطا الله السكندري : ألعز في التواضع : فمن طلبه في الكبر فهو كطلب الماء في النار ].
    ولا تمشي فوق الأرض إلا تواضعا فكم تحتها قوم هم منك أرفع
    فإن كنت في عز وخير ومنعة فكم مات من قوم هم منك أمنع
    أنبأنا محمد بن زنجويه القشيري ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله لمدائني حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال :[ لو بغى جبل على جبل لدك الله الباغي منهما].
    سابعا: الصبر.
    الصبر زاد الداعية إلى الله، وطريقة الشاق الذي تكتنفه العقبات وتحف به الأشواك من كل جانب... وهو طريق فرش بالدماء والأذى ولم يفرش بالأزهار والرياحين. فإن أمزجة الناس شتى ، وعيوبهم كثيرة ، وطباعهم مختلفة ، وهمومهم ومشكلاتهم لا تعد ولا تحصى ، ولا بد للداعية أن يتسم بالصبر ، ليتمكن من مواصلة دعوته على ما يلاقيه من جهل الناس وغرورهم ،وانحراف طبائعهم ،وقلة الناصر وضعف المعين والصبر على ما يلاقيه الداعية في طريقه الطويل هذا ليس بالأمر الهين ، فلا تعرف طعم المرارة التي يشعر بها الداعية إلا من كابد دعوة الناس إلى هذا الدين ، وذاق ما يلاقيه الدعاة ، لذلك جاء في وصية لقمان لأبنه [يا بني أقم الصلاة ،وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر ، واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور].
    فقد جاء الأمر بالصبر بعد الأمر بإقامة الصلاة والدعوة إليه لان طريق الدعوة لا يستطيع أن يسلكه الداعية إلا إذا تدرع بالصبر ،ذلك أن الذين يقفون محاربين لدعوة الله أناس كثيرون :- يحاربها أصحاب الباطل والطغيان ، ويحاربها المستغلون والجشعون ،ويحاربها الظالمون والمستكبرون هذا إذا سلم من حسد أقرانه والعاملين معه في ميدان الدعوة ...
    وقديما قيل؛ لله در الحسد ما أعدله؛ بدأ بصاحبه فقتله ..
    ولابد من مجاهدة هؤلاء جميعا ولا يستطيع ذلك إلا من تحلى بالصبر والصابرة ، وأسوة الداعية في ذلك . رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن سيرته حافلة بأمثاله كثيرة فهذا خباب ابن الأرت – رضي الله عنه يروي هذا الحديث العظيم فيقول :[شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة فقلنا :ألا تستنصر لنا ألا تدعولنا فقال : قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ، ويمشط بأمشاط الحديد – مادون لحمه وعظمه – ما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمن الله هذا الأمر ، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لايخاف إلا الله والذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون ] .
    وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء – صلوات الله وسلامه عليه – ضربه قومه فأدموه يمسح الدم عن وجهه ويقول :[ اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ].فلا تعجب أخي الداعية إذا علمت أن القرآن الكريم ذكر الصبر فيما يقرب من سبعين موضعا وذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة . والداعية المسلم لابد أن يلاقي ما يلاقي من صنوف الابتلاء ومثله الأعلى أنبياء الله ورسله الذين صبروا حتى انتصروا ونصروا دعوتهم انه امتحان واختبار لاينجح فيه غير الصابرين قال تعالى : [ أحسب الناس آن يتركوا آن يقولوا آمنا وهم لايفتنون ، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ] وقال سبحانه : [ إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ، وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لايحب الظالمين ، وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ، أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين] ..
    ولقد سئل الإمام الشافعي : أيمكن المؤمن أم يبتلى ؟ لن يمكن حتى يبتلى .
    وأعلم أخي أن الله يختبر عبيده بالصبر حتى تظهر جواهرهم كما حصل للأنبياء [فهذا نوح عليه السلام يضرب حتى يغشى عليه ، ثم بعد قليل ينجو في السفينة ويهلك أعداؤه ، وهذا الخليل يلقى في النار ثم بعد قليل يخرج إلى السلامة ، وهذا الذبيح يضطجع مستسلما ثم يسلم ويبقى المدح ، وهذا يعقوب عليه السلام يذهب بصره بالفراق ثم يعود بالوصل ، وهذا الكليم عليه السلام يشتغل بالرعي ثم يرقى إلى التحكم].
    ثامنا الشجاعة والثبات:-
    يراد بالشجاعة : الإقدام ورباط الجأش في المواقف الصعبة وعند اشتداد الخطوب : وهي ركن من أركان شخصية الداعية التي تجعله يقف صامدا أمام ما يعترضه من مشكلات وخطوب في طريق دعوته التي لا تقتصر على دخول معامع الحروب بل تشمل أيضا الدعوة إلى الدين الذي يدعو إليه بثبات ورباطة جأش من غير ملل أو ضجر مما يلاقيه من معارضة لدعوته ووقوف في وجهها قالت الخنساء:
    نهين النفوس وهون النفوس يوم الكريهة أوقى لها
    وقال يزيد بن المهلب:
    تأخرت أسقي الحياة فلم أجد لنفسي حياة مثل أن أتقدما
    وتختلف الشجاعة عن التهور والاندفاع دون تقدير النتائج ،فإن الداعية الحكيم لا تستفزه الكلمات والمواقف ، ولا يندفع وراء عاطفته ، من غير أن يقدر للأمور عواقبها بل يحسب لكل شي حسابه ، ويأخذ الحذر ،لأن الأخذ به ، قد يكون من الشجاعة بل إن الرأي السديد الصحيح المناسب يقدم على الشجاعة : الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل والثاني إن الداعية إذا امتلأ قلبه إيمانا أيقن أن الحياة والموت والنفع والضر بيد الله وحده لا يمكنه غيره لأنه يتذكر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس [ احفظ الله يحفظك الحديث ] والداعية الذي يؤمن بهذا ينطلق مبلغا دعوة الله ، لا يخشى غيره تعالى والناس يهابون الدعاة بقدر إيمانهم بالله وصدعهم بكلمة الحق لذلك كان إجلاء الصحابة قد فتحوا صدورهم لسماع كلمة الحق والنصح وشجعوا المسلمين على ذلك .
    ألم يقل أبو بكر رضي الله عنه في أول خطبة له بعد أن تولى الخلافة ( فأن أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوموني ]
    ألم يقل فاروق الإسلام عمر رضي الله عنه : [ من رأى منكم في اعوجاجا فا ليقومه ... فيقوم إليه رجل من عرض المجلس قائلا له : والله يا أمير المؤمنين لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا .. فيحمد الله سيدنا عمر ويقول : الحمد الله الذي جعل من يقوم اعوجاج عمر بالسيف وقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الشجاعة والثبات على المبدأ الحق : فقد وقف في وجه قريش داعيا إلى الله متحديهم أما في ميدان المعارك فقد كان القائد القدوة في الشجاعة يدلنا على ذلك حديث أبي تراب الشجاع المقدام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه فيقول عنه :فيقول [ إنا كنا إذا حمي البأس ، واحمرت الحدق ، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أقرب إلى العدو منه ، ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو ، وكان من أشد الناس بأسا ] صلى الله عليه وسلم .
    وهذا الإمام ابن تيمية رحمه الله وقد علم بما فعله التتار في بغداد وهم في طريقهم إلى الشام ، يركب من دمشق على راحلته متوجها إلى مصر ، وقد قطع فيافي فلسطين ورمال سيناء في أيام قليلة إذا كان يواصل ليلا ونهارا حتى إذا وصل إلى مصر استصرخ أهلها لحرب التتار ، ووجد له آذانا صاغية فالتف الناس حوله فلما قام السلطان (قطز) بتجهيز حملته لمنازلة التتار بقيادة ( الظاهر بيبرس ) وعند ما أراد (قطز) أن يفرض الضرائب على الشعب لتمويل الحملة ، وقف (العز بن عبد السلام ) رحمه الله ذلك الموقف الشجاع وقال له فيما قال [ إذا طرق العدو بلاد الإسلام وجب على الناس قتالهم وجاز لكم أن تأخذوا من الرعية ما تستعينون به على جهادكم، بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء من السلاح والسروج الذهبية والفضية ، وإسقاط السيوف وغير ذلك ، وتبيعوا مالكم من الحوائض الذهبية والآلات النفيسة ، ويقتصر كل جندي على سلاحه ومركوبه . وأما أخذ الأموال من العامة، مع بقاء ما في أيدي الجند من الأموال والآلات الفاخرة فلا].أ.هـ.كلامه رحمه الله والعجب أن الجند المكلفين بحراسة الأمن قد يفقد بعضهم روحه وهو يطارد لصا، أو يصاب بعاهة مؤلمة وهو يودي واجبه ذاك فضلا عن السهر المستديم والجهد الموصول.
    أما جند الدعاة والملتزمين بدين الله فكأنما أخذوا عهدا عند الله ألا يمسهم سوء .فهم يسمنون والدين ينحف ويرتاحون والدين مكدود ، ويعيشون متخاذلين على حين يتساند جيش الشيطان لبلوغ هدفه وإدراك أمله إذا لم يكن الداعية المسلم شجاعا ، مطيقا لأعباء رسالته ، سريعا إلى تلبية ندائها ، جريئا على المبطلين ، فخور له أن ينسحب من هذا المجال وألا يفضح الإسلام بتكلف مالا يحسن من شؤونه.
    تاسعا : الاستغناء والعطاء.
    والمراد بالاستغناء هو الزهد وليس هو الإعراض عن الطعام الطيب واللباس الجميل لكن المراد أن يفرغ الداعية قلبه من حب الدنيا ولابد أن يكون عازفا عما في أيدي الناس فهو يدعوا إلى الله ولا يريد جزاء ولا شكورا، متمثلا بأنبياء الله ورسله الذين كانوا يقولون لأقوامهم [وما أسألكم عليه من أجر ، إن إلا على رب العالمين ]وقد أرادت بلقيس أن تختبر سليمان – عليه السلام – بإرسالها هدية له بعد أن دعاها إلى الدين الحق : فإن قبل الهداية فهو رجل دنيا وإن لم يقبلها ، فهو صاحب عقيدة ورسالة لا يساوم عليها فلما رفض هديتها تيقنت أنه صاحب عقيدة فجاءت إليه مؤمنة به قائلة[رب إني ظلمت نفسي ، وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ] فلا بد أن يكون الداعية زاهدا مما في أيدي الناس ليظل مرفوع الرأس قادرا على أن يبلغ ما يريد إبلاغه . وكما زهد أكثر في أموال الناس كان أقدر على التأثير فيهم واكتسابهم يقول النبي صلى الله عليه وسلم [ إزهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس ] ..
    ويقول الحسن البصري رحمه الله :لايزال الرجل كريما على الناس حتى يطمع في دينارهم .فإذا فعل ذك استخفوا به وكرهوا حديثه وابغضوه ].
    وبقدر أهمية الاستغناء تأتي أهمية العطاء الذي له أثره الأبلغ في النفوس لملامسته لمصالحهم وقضائه لحاجاتهم وقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كما قال انس رضي الله عنه ؛ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا إلا أعطاه فجاءه رجل فأعطاه غنما بين جبلين ، فرجع إلى قومه وقال : ياقوم أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لايخشى الفقر الفاقة . وهذا صفوان بن أمية رضي الله عنه يقول:لقد أعطاني النبي صلى الله عليه وسلم وإنه لأبغض الناس إلي ، فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي ، وأبو بكر خرج من ماله كله نصرة لدين الله وعمر أنفق شطر ماله ، وعثمان جهز جيش العسرة وليس العطاء محصورا في المال ، بل هو أوسع من ذلك إذ يشمل كل عون يقدمه الداعية للمدعوين ، وكل معروف يسديه لهم ، فقد يعطيه من وقته أو جهده أو فكره بل حتى من بشاشة وجهه وحسن استقباله وميدان العطاء بالنسبة للداعية فسيح ، وأثره كبير نافع.
    أبو الحارث الطائفي
    أعلى الصفحة * ارسل المقال لصديق *طباعة المقال
    واقرأ أيضا في هذا القسم :
    الصفات الإيجابية للداعية الناجح (3)
    الصفات الإيجابية للداعية الناجح 2
    الصفات الايجابية للداعية الناجح (1)
    كلمات في فن الدعوة
    أهمية الابتسامة في عمل الداعية


    التعديل الأخير تم بواسطة البركات ; 28 Dec 2006 الساعة 02:39 PM سبب آخر: دمج تلقائي لمشاركة متكررة
    [FRAME="1 70"]

    اللهم اغفرلناولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء والاموات

    ونسألك موجبات رحمتك
    وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم
    والغنيمة من كل بروالفوز بالجنة
    والنجاة من النار
    ونعوذبك من جهد البلاء
    ودرك الشقاء وسوء القضاء
    وشماتة الاعداء
    كن مفتاحا للخير
    ومغلاقا للشر
    قل خيراأوأصمت


    [/FRAME]
     
  3. الصورة الرمزية البركات

    البركات تقول:

    Talking رد : الموسوعة الشاملة: عن صفات الداعية الناجح وصفات الداعية الدرجة الثالثة

    الصفات الإيجابية للداعية الناجح (3)
    أبو الحارث الطائفي
    عاشرا: القدوة الحسنة:
    ولا يكون الداعية داعية بحق ، ويتمكن من التأثير في الناس إلا إذا عمل بما يقول ويدعو إليه ، فإن أثر الأفعال أكثر من أثر الأقوال والقران الكريم يحدثنا عما قاله شعيب (عليه السلام) لقومه{وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ، إن أريد إلا الإصلاح ما ستطعت وما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت وإليه أنيب}.
    وقد تحدث الحسن البصري في هذه القضية فقال [ عظ الناس بفعلك ولا تعضهم بقولك]والداعية لايكفي بأخذ اليسير مما يأمر أو ينهى عنه ، بل عليه أن يكون أكثر الناس أخذا بذلك فهذا سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان قبل أن يأمر الناس أو ينهاهم يجمع أهل بيته ويقول لهم :[ أما بعد : فاني سأدعو الناس إلى كذا وكذا ، وأنهاهم عن كذا وكذا وإني أقسم بالله العظيم لايبلغني عن أحد منكم أنه فعل ما نهيت الناس عنه أوترك ما أمرت الناس به إلا نكلت به نكالا شديدا].
    إن الناس إذا وجدوا مخالفة بين قول الداعية وعمله لم يلقوا له أذنا صاغية ،وإذا سمع الناس قوله لا يصدقونه ،وإذا صدقوه فلا يؤثر فيهم لأنهم يقولون ، لو كان هنا صادقا فيما يقول لرأينا أثره عليه .وينقل الماوردي قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال [ إنما زهد الناس في طلب العلم لما يرون من قلة انتفاع من علم بما عمل] وكان يقال :خير من القول فاعله ، وخير من الصواب قائله وخير من العلم حامله .
    وقال بعضهم :-[العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل ]ويطلق ابن القيم على الذي تخاف أقوالهم أفعالهم بأنهم (قطاع الطرق) فيقول : ( علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها بأقوالهم ، ويدعون إلى النار بأفعالهم : فكلما قالت أقوالهم للناس هلموا ، قالت أفعالهم للناس : لاتسمعوا منهم ، فلو كان ما دعوا إليه حقا كانوا أول المستجيبين له : فهم في صورة ( أدلاء ) ،وفي الحقيقة هم (قطاع طريق).
    الحادي عشر :- حب الدعوة والرغبة في هداية الناس.
    الاهتداء إلى الحق نعمة جزيلة ، وانشراح الصدر به خير غزير وأول ما يجب على أصحاب الحق ودعاته أن يفتحوا عيون الآخرين على ضوئه ، وأن يعرفوا الجاهلين به ، ذالك ما يفرضه الحق على أصحابه ألا يجعلوه عليهم حكرا ، وألا يحرموا من نفعه أحد ، وألا يدعوا نفسا تعيش بعيدة عن هداه . والعالم بحاجة إلى أن ينشط أهل الإيمان الصحيح لشرح أصوله، وإبداء صفحته ، ودحض الشبه المثارة حوله ، واستخراج الجهال من الكهوف المطروحين بها ، لتمتلئ صدورهم بأنفاس الحقيقة الرحبة .
    وقدوته في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته كلها. تحدثنا كتب السير أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة المنورة ومعه أبو بكر الصديق لقي في الطريق (بريدة بن الحصيب الاسلمي ) في ركب من قومه فيما بين مكة والمدينة فدعاهم إلى الإسلام فاسلم هو ومن معه وكانوا زهاء ثمانين بيتا .وصلى ( صلى الله عليه وسلم) العشاء فصلوا خلفه . كما ذكرها ابن سعد في طبقاته .
    وهذا ابن كثير في البداية والنهاية يقول كان صلوات الله وسلامه عليه في سفر، فأقبل أعرابي، فلما دنا منه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين تريد ؟ قال إلى أهلي قال : هل لك إلى خير ، قال : ماهو ، قال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لأشريك له وأن محمد عبده ورسوله ،قال : هل من شاهد على ما تقول ؟ قال : هذه الشجرة . فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي على شاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خدا ، فقامت بين يديه فستشهدها ثلاثا ، فتشهدت انه كما قال ، ثم أنها رجعت إلى منبتها ، ورجع الأعرابي إلى قومه فقال : إن يتبعوني أتيك بهم ، وإلا رجعت إليك وكنت معك، اهـ وجود إسنادها ابن كثير.
    فلا نعجب إذا علمنا أن سيد الدعاة صلوات الله وسلامه عليه كان يصيبه من الهم والحزن مايصيبه لعدم إيمان الناس بدعوته ، فيسلى الله نبيه ، ويخفف عنه الهم فيقول :[فلعلك باخع نفسك على آثارهم أن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا] إن الداعية يحرص على هداية الناس مقتديا بسيد الدعاة محمد صلى الله عليه وسلم الذي وصفه ربه بهذه الصفة فقال سبحانه [ لقد جاءكم رسول من أنفسكم حريص عليه ماعنتم حريص عليكم ، بالمؤمنين رؤوف رحيم].
    وهذا أبو هريرة – رضي الله عنه – كان حريصا على هداية أمه. يحكي قصة إسلامها فيقول : [ كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة ، فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابكي ، فقلت : يا رسول الله :إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى على ، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره ، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة فقال : اللهم أهد أم أبي هريرة . فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم : فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف [آي مردود ] فسمعت أمي خشف قدمي فقالت : مكانك يا أبا هريرة .
    وسمعت خضخضة الماء – آي تحريكه قال: فاغتسلت ولبست درعها، وعجلت إلى خمارها، ففتحت الباب ثم قالت يا أبا هريرة: أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وأنا أبكي من الفرح. قال قلت أبشر يا رسول الله، ابشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة، فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا ] أخرجه مسلم في صحيحة.
    واسمع إلى ما يقوله ابن القيم يخاطب من يدعو وهو مرتاح في دعة وكسل يقول :- [ أين أنت والطريق تعب فيه آدم ، وناح لأجله نوح ، ورُمي في النار الخليل ، وأضطجع للذبح إسماعيل ، وبيع يوسف بثمن بخس ولبث في السجن بضع سنين ، ونشر بالمنشار زكريا ، وذبح السيد الحصور يحي ، وقاسى الضر أيوب وزاد على المقدار بكاء داود ، وسار مع الوحش عسى ، وعالج الفقر وأنواع ألأذى محمد صلى الله عليه وسلم تزهو أنت باللهو وباللعب ] أهـ .
    ولا تنس قول النبي صلى الله عليه وسلم [من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لاينقص ذلك من أجورهم شيئا ] والحمد الله رب العالمين......

    **********************
    كلمات في فن الدعوة

    قال تعالى : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ )

    فلا بد لداعية قبل أن يبدأ بالدعوة أن تكون له بعض الفنون كي يكون ناجحاً في دعوته :

    1. الإخلاص في الدعوة .
    2. تحديد الهدف .
    3. طلب العلم النافع .
    4. التحلي بصفات الدعاة الصادقين .
    5. ألا يعيش المثاليات .
    6. عدم اليأس من رحمة الله .
    7. عدم الهجوم على الأشخاص بأسمائهم .
    8. الداعية لا يزكي نفسه عند الناس .
    9. عدم الإحباط من كثرة الفساد والمفسدين .
    10. عدم المزايدة على كتاب الله .
    11. عدم الاستدلال بالأحاديث الموضوعة .
    12. عدم القدح في الهيئات والمؤسسات والجمعيات والجماعات بأسمائها .
    13. أن يجعل الداعية لكل شيء قدراً .
    14. اللين في الخطاب والشفقة في النصح .
    15. حسن التعامل مع الناس وحفظ قدرهم .
    16. أن يعلن الدعوة للمصلحة ، ويسرَّ بها للمصلحة .
    17. الإلمام بالقضايا المعاصرة والثقافة الواردة .
    18. مخاطبة الناس على قدر عقولهم .
    19. ألا يسقط عيوبه على الآخرين .
    20. أن يتمثل القدوة في نفسه .
    21. التآلف مع الناس .
    22. أن يكون عند الداعية ولاء و براء نسبي .
    23. أن يكون الداعية اجتماعياً .
    24. مراعاة التدرج في الدعوة .
    25. أن يُنزل الناس منازلهم .
    26. أن يُحاسب نفسه وأن يبتهل إلى الله .
    27. أن يكون متميزاً في عباداته .
    28. أن يتقلل من الدنيا ويستعد للموت .
    29. أن يكون حسن المظهر .
    30. أن يهتم بأمور النساء. .

    هذا اختصار من كتيب:
    30 فن في الدعوة
    للشيخ د / عائض بن عبدالله القرني .
    جمعه الفقير إلى عفو ربه / أبو خالد المستبشر
    أعلى الصفحة ارسل المقال لصديق طباعة المقال
    اقرأ أيضا في هذا القسم
    :الصفات الإيجابية للداعية الناجح (3)
    الصفات الإيجابية للداعية الناجح 2
    الصفات الايجابية للداعية الناجح (1)
    كلمات في فن الدعوة
    أهمية الابتسامة في عمل الداعية
    http://www.denana.com/articles.php?ID=1311
    **********************
    أهمية الابتسامة في عمل الداعية
    دعنا أخي الداعية في البداية نتفق على قاعدة مهمة تقول :" كل تصرف يقوم به الداعية يمكن أن تتم ترجمته الى كلمات" و سوف نستخدم هذه القاعدة كثيرا في بحوثنا اللاحقة إن شاء الله تعالى، أما تفسير هذه القاعدة فيتلخص بمثال بسيط وليكن عن نفس موضوع البحث فأنت أخي عندما تبتسم في وجه المدعو فإن هذا تصرف، و سوف يقوم المدعو بترجمته الى الكلمات التالية : أنا أحبك أنا أحترمك أنا مهتم بأمرك و أتمنى لك الخير و يسرني رؤيتك ، فتخيل أخي كم من الكلمات الجميلة تلك التي قلتها بحركة صغيرة من شفتيك و تخيل مسافة الطريق التي قطعتها الى قلب المدعو من غير كثير نقاش أو طول إقناع و مماحكة، فالابتسامة تغني الذين يتقبلون دون أن تفقر الذين يعطون.
    نعم ... إنها حركة بسيطة و لكنها تعني للمدعو الشيء الكثير، فهي بذرة صغيرة ترميها في نفسية المدعو تنموا و تكبر و تؤتي أكلها بإذن الله و هاهو خير البشر يرشدك أيها الداعية و يحثك على البسمة : فيقول : " تبسمك في وجه أخيك صدقة" و هاهو صلى الله عليه و سلم يصف حسن الخلق فيقول : " بسط الوجه و بذل المعروف و كف الأذى" و يقول : " كل معروف صدقة و إن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق ...".
    و اعلم أيها الداعية - سدد الله خطاك - أن العبوس و الغلظة ليست من الدين في شيء خاصة في مقام الدعوة الى الله و لا يهمك بعض من جعلوا من العبوس أصلا من أصول الدين فابتسامته كهلال رمضان لا يوفق الكثير في رؤيتها، و يسمي هذا التزمت التزاما أو وقارا و أنا أرى أن هذا الذي يفعل هذا الفعل لن يكون أكثر وقارا من رسول الله صلى الله عليه و سلم، الذي قال فيه أبو الدرداء رضي الله عنه :" ما رأيت أو ما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يحدث حديثا الا تبسم " و في حديث آخر عن عبد الله بن الحارث بن جزء قال: " ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه و سلم" .


    و أنا في هذا المقام لا أريد أن أتوسع فأتكلم عن رحابة الصدر و اللين في الدعوة و التي سيكون لها بحثها الخاص - إن شاء الله - و أريد أن أبقى في إطار الابتسامة، و لا بد و نحن نبحث فيها أن نؤكد على أمر مهم وهو: أن تكون هذه الابتسامة التي نهديها أحباءنا صادقة نابعة من القلب، و الا فإنها سهم طائش لن يصيب بل إنها قد تؤدي الى نتائج سلبية في نفسية المدعو الذي لن يترجم الابتسامة الصفراء الكاذبة - و هو يعرفها - الا بكلمات سوداء و مشاعر حزينة و هذا من أكبر العوائق في طريقك الى قلبه

    و هاهو ديل كرنيجي - أحد علماء النفس المشهورين - يقول في كتابه كيف تكسب الأصدقاء و تؤثر في الآخرين :
    إن ما يقال أن سر النجاح يكمن في العمل الجاد و الكفاح فلا أؤمن به متى تجرد من الانسانية اللطيفة المتمثلة في البسمة اللطيفة.
    و هاهم أهل الصين يوجهون لدعاة الاسلام نصيحة جميلة و الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها إذ يقول المثل الصيني :
    الرجل بوجه غير باسم لا ينبغي أن يفتح دكانا
    و نحن نقول :
    الداعية بوجه غير باسم لا ينبغي أن يكلم إنسانا
    فكن أخي كالرجل الهرم الذي قال فيه الشاعر زهير :
    تراه اذا ما جئته متهللا كأنك تعطيه الذي أنت سائله
    و اياك أن تكون من الذين :
    وجوههم من سواد الكبر عابسة كأنما اوردوا غصبا الى النار
    ليسوا كقوم إذا لقيتهم عرضا مثل النجوم التي يسري بها الساري
    و تذكر دوما أن :
    الابتسامة تحدث في ومضة و يبقى ذكرها دهرا، و هي المفتاح الذي يفتح أقسى القلوب، و هي العصا السحرية التي تكبت الغضب و تسري عن القلب.
    فهيا أخي نبتسم في وجوه الناس ، نبشرهم و لا ننفرهم ، نغير الصورة التي طبعها البعض في أذهان الناس عن الملتزمين المتزمتين فنبين لهم أننا ملتزمين مبتسمين نحب الخير للناس و نتمنى لهم الهداية و السعادة و نشعرهم أننا نهتم بهم و همنا همهم و فرحنا فرحهم.
    أما المصافحة و السلام باليد فهي أمر آخر جميل ، تستطيع من خلاله أن تنقل سيالا كهربائيا الى أخيك يشحنه محبة و ودا و هاهو سيد الخلق محمد صلى الله عليه و سلم كما يخبرنا عنه أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
    " كان النبي صلى اللهم عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع ، ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه... " و لهذا دلالة عظيمة و أثر كبير في نفس الانسان الذي تصافحه ، فهو دليل اهتمام و محبة و لن يطلب الآخرون منك أكثر من ذلك.

    و ختاما أخي - يا داعية الاسلام - ما رأيك أن تجرب هذا المفتاح فتبتسم في وجه كل من تلقاه من أهلك أو اصدقائك أو إخوانك أو زملائك أو طلابك أو موظفيك و ترى ردة فعلهم ، لعل الله يكتب لك أجر المعروف بان تلقى أخاك بوجه طلق ، أو يكتب لك ما هو خير من حمر النعم بأن يشرح الله صدر أحدهم على يديك أو على شفتيك .
    و كما بدأنا بالابتسام فإنا نختم بالابتسام و السلام
    شبكة الدعوة الاسلامية
    أعلى الصفحة ارسل المقال لصديق طباعة المقال
    اقرأ أيضا في هذا القسم :


    التعديل الأخير تم بواسطة البركات ; 28 Dec 2006 الساعة 02:44 PM سبب آخر: دمج تلقائي لمشاركة متكررة
    [FRAME="1 70"]

    اللهم اغفرلناولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء والاموات

    ونسألك موجبات رحمتك
    وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم
    والغنيمة من كل بروالفوز بالجنة
    والنجاة من النار
    ونعوذبك من جهد البلاء
    ودرك الشقاء وسوء القضاء
    وشماتة الاعداء
    كن مفتاحا للخير
    ومغلاقا للشر
    قل خيراأوأصمت


    [/FRAME]
     
  4. الصورة الرمزية البركات

    البركات تقول:

    Talking رد : الموسوعة الشاملة: عن صفات الداعية الناجح وصفات الداعية الدرجة الثالثة

    مفاتيح القلوب
    فربما تجد المرء لا يميل إلى المرء، أو لا يحبه، فتسأله: لم لا تميل إلى فلان أو توده؟ فيقول لك:قلبي لا يرتاح إليه.. وفي كثير من الأحوال تكون المعادلة هي مفتاح القلوب، فربما يكون القلب معرضاً منقبضاً عن إنسان، فإذا تغيّرت المعاملة إلى معاملة فيها حسن وفيها عون ونفع؛ فإن ذلك يحوِّل ما في القلب ويهيئه للتقبل، ويفتح الأبواب للمحبة والمودة، وما ينبغي أن يكون بين أهل الإيمان، وموضوعنا عن بعض الأمور اليسيرة، والأعمال الهينة غير العسيرة التي تبذر بذور المحبة في القلوب، وتفتح مغاليق أبوابها، وتذلل الطريق إليها، وتفرش الورود والندى فيما بين قلوب أهل الإيمان، حتى تأتلف وتمتزج بماء المحبة والإخاء .
    ولا شك أن أعظم إنسان عمل في استمالة القلوب وآلفها هو النبي صلى الله عليه وسلم، والفضل في ذلك والمنة لله سبحانه، فقد امتنّ الله على رسوله بنعمة تأليف قلوب أصحابه ومحبتهم له كما قال عز وجل:{ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[63]}[سورة الأنفال].
    هذه المنة يذكرها الله عز وجل في سياق الامتنان على الرسول عليه الصلاة والسلام، والناظر في حال المصطفى عليه الصلاة والسلام في أخلاقه وشمائله؛ يجده في جميع مناحيه نوع من تأليف القلوب، واستجلاب المحبة، وإدامة المحبة، ونحن ذاكرون إن شاء
    الله في هذا الدرس بعض مفاتيح القلوب:
    المفتاح الأول: الابتسامة وطلاقة الوجه: ولا شك أن هذه الابتسامة لها أثرها العظيم، و الابتسامة التي نريدها هي ابتسامة المشاعر الصادقة، والمحبة الخالصة، وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام ما يبين أثر الابتسامة وأهميتها، فقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ]رواه الترمذي. و الابتسامة لها أثرها القلبي والنفسي في تقارب القلوب وتآلف النفوس؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال في شأن النفوس: [لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ]رواه مسلم. طلق أي متهلل ب الابتسامة ودلائل الفرح والسرور، وهذا أيضاً يدل على أن هذه الابتسامة معروف يُبذل، وأن هذه الابتسامة ليست شيئًا هينًا، قال عليه الصلاة والسلام: [لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ]رواه مسلم. فهي من المعروف اليسير الذي له أثر بإذن الله كبير .
    إعلانات رَوْحية مبوَّبة:
    الإعلان الأول: هذه الابتسامة كأنها نوع من إعلان القبول والرضا بلقاء هذا الذي تبسمت في وجهه .
    الإعلان الثاني: هي إظهار للمحبة والمودة .
    الإعلان الثالث: هي دعوة للمزيد فإنك إذا تبسمت في وجهه أقبل عليك وسلم وصافح، وعانق وكان ضيفاً عليك، أو دعوته للزيارة، لكن إذا رآك من أول الأمر عابس الوجه قال: الكتاب من عنوانه هذا، كأنك تقول له: لا تتقدم، ولا تأتي، ولا تتكلم، وليس لك عندنا مقام ولا رغبة، ولا أي وجه من وجوه الاستقبال، أو الإحسان .
    ولذلك ترى دائماً بعض الناس إذا كان من طبعه عدم التبسم ودوام التجهم أن الناس ينفرون منه وقل أن تجد له صديقاً أو رفيقاً فإذا سئل الناس قالوا يا أخي هذا رجل صعب كأنه يقول لك لا تأتي إليّ، ولا تتعامل معي لمجرد هذا التجهم، وترك التبسم .
    ونحن نسأل: كم هو الجهد الذي تبذله والتعب الذي تعانيه لكي تبتسم في وجه أخيك؟! لا تكلفك الابتسامة مالاً تخرجه من جيبك، ولا وقتاً تضيعه من وقتك، ولا جهداً ترهق به بدنك.. ابتسامة كما يقال: لا تكلف شيئاً، ومع ذلك بعض الناس يبخلوا بها، فمن بخل بما لا خسران عليه فيه فهو أشد الناس بخلاً ولا شك، ولذلك يقول بعض الذين كتبوا في 'علم النفس والمعاملات الإنسانية': إن الابتسامة لا تكلف شيئاً، ولكنها تعود بالخير الكثير، إنها تغني أولئك الذين يأخذون، ولا تفقر أولئك الذين يمنحون'. فإذا لم يكن عندك مال تعطيه فأعط من بشاشة وجهك، فهذا الذي ينبغي أن يكون من الإنسان لأخيه المسلم.
    المفتاح الثاني: التحية والسلام: فبعد الابتسام يأتي السلام، والسلام في الأصل السلامة، فمعنى السلام: هو التأمين والإقرار بالسلام، فإذا قلت للإنسان: السلام عليكم، يعني اطمئن، فلن يأتيك شر فأنت في أمن وسلامة، ولا شك أن هذا معنى مهم، وله أثره الكبير في تآلف ومحبة القلوب.
    والسلام تحية من الله، وسنة من سننه صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عمر:' إِذَا سَلَّمْت فَأَسْمِعْ- يعني: إرفع صوتك حتى تسمع غيرك- فَإِنَّهَا تَحِيَّة مِنْ عِنْدَ اللَّه'رواه البخاري في الأدب المفرد. ولم يكن السلام معروفاً في الجاهلية وإنما السلام جاء من شعائر الإسلام، وفيه الفضل والثواب العظيم، فأولى الناس عند الله مَنْ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِاللَّهِ مَنْ بَدَأَهُمْ بِالسَّلَامِ] رواه أبوداود والترمذي وأحمد. فإذا كنت تريد أن تكون الأولى عند الله، والمقدّم؛ فلتكن البادئ لأهل الإسلام بالسلام.
    ومن أعظم ما ورد في فضائل التحية والسلام: حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ] رواه مسلم. فإذاً السلام يؤدي إلى المحبة، والمحبة هي من دلائل الإيمان، والإيمان هو مفتاح الجنة.
    فهذه فضائل عظيمة تدلنا على الآثار النفسية، وعلى الآثار في الأجر والمثوبة، ولا شك أنك إذا تبسمت ثم سلمت؛ فإن ذلك كما قلنا يزيد من عقد المحبة، ويسهم بقوة في إزالة الجفوة، أو الصد والإعراض، كما أنه أيضاً يُسلم إلى ما بعده فمن سلم صافح، ومن صافح عانق، ومن عانق تحدث ومن تحدث دعا فتفضل، ومن تفضل وأكرم وأضاف إلى غير ذلك مما تتسلسل به العلاقات التي تزيد المحبة والمودة، ومن ثم عرف الصحابة أثر هذه التحية فيما يتعلق بفتح القلوب وغسلها وتنظيفها:
    فقال عمر رضي الله عنه: ' ثلاث يصفين لك ود أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيته وتوسع له في المجلس وتدعوه بأحب الأسماء إليه'.
    والسلام كما قلنا مثل الابتسامة لا يكلف لا مال، ولا تعب ولا جهد، سلم وأكثر من السلام حتى يشيع السلام .
    المفتاح الثالث: الهدية والهبة: والهدية:'ما يعطى بقصد إظهار المودة، وحصول الألفة والثواب للأقرباء، أو الأصدقاء، أو العلماء، أو من يحسن الظن به' .
    بمعنى أنها تقدم لا يراد بها بدل، وليست هي في مقابل ثمن، أو سلعة، أو نحو ذلك، بل هي ما يقدم بلا عوض بقصد إظهار المودة وحصول الألفة، ومن ثم كانت الهدية مفتاحاً للقلوب، وقد قال القائل في هذا:
    هدايـا النـاس بعضهم لبعض تولـد فـي قلوبهم الوصال
    وتزرع في الضمير هوى وودًا وتلبسهم إذا حضروا جمالًا
    وهذا أمر ظاهرٌ لا إشكال فيه؛ لأن له معناه وأثره المشهود في طبائع النفوس وسجيتها؛ فإن النفس والقلب لا شك يتأثران بالهدية؛ امتنانًا من صاحبها، وشكرًا له، ومودة ومحبة له، وإضافة لذلك ؛ فإننا نرى دلائل الشرع تؤيد هذا وتؤكده؛ لما في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: [تَهَادَوْا تَحَابُّوا] رواه البخاري في الأدب المفرد. وهذا من جوامع كلمه عليه الصلاة والسلام لخّص فيه الفعل وأثره : [تَهَادَوْا تَحَابُّوا] أي: اجعلوا بينكم التهادي وتبادل التهادي؛ يحصل بينكم أو يقع لكم أصول المحبة فيما بينكم بإذن الله عز وجل.
    وليست الهدية ذات أثر في إيجاد المحبة فقط بل لها أثر بإذن الله في إزالة الجفوة، وفي مسح ما قد يكون من غضب أو ضغينة؛ فإن الإنسان ربما يخطئ على أخيه، فيقع من أثر الخطأ نوع جفوة، أو بعض غضب، أو قليل من شحناء، أو بغضاء، فإذا بادر إلى الهدية، فكأنها لسان حال الاعتذار، وكأنها جلاء ما في القلب من الأقذار والأكدار
    حالات الهدية مع المحبة:
    1- استنباط المحبة قبل وجودها:وذلك في الغالب يكون في أوائل العلاقة؛ فإنك تتعرف على إنسان أو تحل ساكناً جديداً، فتبادر القوم، أو يبادرك جيرانك بالهدية؛ ليستنبطوا المحبة، ويغرسوا بذرتها، فتكون بداية لما يأتي بعدها من علاقات، ومعاملات، وإحسان وإكرام، ونحو ذلك .
    2- لإظهار المودة: بمعنى أنه قد تكون بينك وبين أخ لك علاقة قوية، وصلة وطيدة، وزيارة متبادلة، والحب بينكم عامر، ولكنك تريد أن تعبر له عن أن محبتك له ومكانته في نفسك عظيمة، فكأن هذا دليل على ما يلمسـه من معاملتك وعلاقتك به، وهي- وإن كانت المودة في القلب والمحبة- فإنها بتأكدها وإظهارها .
    3- درء الضغينة، وإزالة الجفوة: وذلك إذا وقعت.
    وحسبك بهذه الأغراض أثرا في القلوب والنفوس .
    ولكي تؤتي الهدية ثمارها المرجوة نقف هذه الوقفة مع بعض التوجيهات والوصايا في الهدايا.
    توجيهات ووصايا:
    أولاً: الإهداء عند الابتداء: إذا تعرفت على أخ لك ؛ فإنك ما تزال تريد أن يكون بينك وبينه علاقة ولقاء وحديث ومناقشة ومزاورة وربما يطول الوقت حتى تحصل الألفة التامة، لكن كما يقولون:' الهدية مرسول الحب' . فابعث له بهديتك تكون لك رسولاً وما يأتي بعدها يزيدها إن شاء الله.
    ثانيًا: الإهداء للأصدقاء والأحباء: فالإهداء للأصدقاء تجديدعهد واستمرار وود .
    ثالثاً: تحيّن المناسبات للإهداء: ولا شك أن هذا فيه مراعاة لما يدخل الفرصة مضاعفاًً على النفوس، فيكون له أثر أكبر إضافة إلى الربط بين الهدية ومناسبتها، وفيه أيضاً إشعار باهتمامك بهذا الأخ وكأنك تتابع أخباره وأحواله، وهناك مناسبات عديدة والهدية تكون مع ربطها بمناسبتها جميلة ومؤثرة ولها أثرها الكبير .
    رابعاً: البعد عن التكلف: فليست الهدية في قيمتها المادية، أو ضخامتها، وإنما في معناها ومغزاها وفي رمزها الذي كما قلنا إنها تطوي وتختصر معاني كثيرة، ورسائل عديدة، فلا ترى القليل من الهدية قليلا لا يستحق أن يهدي، بل قد قال النبي عليه الصلاة والسلام: [إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ]رواه مسلم. ولو من المرق .. ولا شك أنه لكي تدوم الهدايا لابد من البعد عن التكلف.
    خامساً: قبول الهدية: وإن كانت قليلة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ضارباً من نفسه القدوة لغيره:[لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ أَوْ كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ أَوْ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ]رواه البخاري.
    قَالَ اِبْن بَطَّال في تعليقه على هذا الحديث:' أَشَارَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بِالْكُرَاعِ وَالْفِرْسِن إِلَى الْحَضّ عَلَى قَبُول الْهَدِيَّة وَلَوْ قَلَّتْ لِئَلَّا يَمْتَنِعَ الْبَاعِثُ مِنْ الْهَدِيَّة لِاحْتِقَارِ الشَّيْء , فَحَضَّ عَلَى ذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنْ التَّأَلُّفِ' .وقال ابن حجر أيضاً في هذا الحديث:' وَأُشِيرَ بِذَلِكَ إِلَى الْمُبَالَغَة فِي إِهْدَاء الشَّيْء الْيَسِير وَقَبُوله لَا إِلَى حَقِيقَة الْفِرْسِن لِأَنَّهُ لَمْ تَجْرِ الْعَادَة بِإِهْدَائِهِ أَيْ لَا تَمْنَعُ جَارَة مِنْ الْهَدِيَّة لِجَارَتِهَا الْمَوْجُود عِنْدهَا لِاسْتِقْلَالِهِ بَلْ يَنْبَغِي أَنْ تَجُودَ لَهَا بِمَا تَيَسَّرَ وَإِنْ كَانَ قَلِيلًا فَهُوَ خَيْرٌ مِنْ الْعَدَم' .
    وفي الحديث كما قال ابن حجر:' الحث على التهادي ولو باليسير؛ لأن الكثير قد لا يتيسر في كل وقت' . فإذا قبل النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذه الهدايا، فكيف لا يقبلها عامة أمته وهم دونه عليه الصلاة والسلام ؟!
    المفتاح الرابع: الزيارة والضيافة: والضيافة سيكون فيها طلاقة وجه، وسيكون فيها تحية وسلام، وسيكون فيها مصافحة ومعانقة، وكل ذلك مما ذكرنا من مفاتيح القلوب، فكأن الضيافة يجتمع بها كل ذلك.
    المفتاح الخامس: السماحة: والسماحة تشتمل على معنيين:
    أولًا: بذل ما لا يجب تفضلاً وهو الجود والكرم .
    ثانيا: التسامح مع الغير في المعاملات . يعني أن يكون سمحاً.
    وإذا قيل: فلان سمح فهذا يعني أنه ممن يُؤلف ويحب، ويمكن أن تتعرف عليه بسهولة، وأن تتعامل معه من غير تكلف، وأن تطلب منه من غير حرج... إلى آخر ذلك من الليونة والسهولة في المعاملة، والسماحة أصلاً من تشريعات الإسلام ؛ فإن الإسلام دين سمح قد قال الله عز وجل:{ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ...[185]}[سورة البقرة]. وسماحة الإسلام ظاهرة في أمور كثيرة.
    وفي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: [الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ]رواه البخاري-تعليقا- وأحمد .
    والمقصود بالسمحة أي: التي لا ضيق فيها وشدة، وفيها يسر وسهولة، والسماحة ولين المعاملة وغض الطرف أمر مقدَّر له الأجر الكبير، وهو أيضاً مما يؤلف القلوب عليك ويجمعها حولك؛ فإن الإنسان بطبعه لابد أن يخطئ فلابد أن يقع بينه وبين أخيه بعض ما قد يكون سبباً للعتب واللوم، فإذا كان سمحاً يغض الطرف، ويغضي عن الزلل والهفوة، ويسارع إلى الصفح والعفو، فلا شك أن هذا مما يستديم المودة، ويبقي الألفة، وأما إذا كنت تدقق على كل غلط، فتحسب كل كلمة، وتتابع كل حركة، وتقف على كل سكنة، فلا شك أنك ستكون رجلاً صعباً.
    السماحة في البيع والشراء: كما قلت ورد في ذلك أجر عظيم، من هذا ما ورد في حديث طويل، وفيه: [ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ انْظُرُوا فِي النَّارِ هَلْ تَلْقَوْنَ مِنْ أَحَدٍ عَمِلَ خَيْرًا قَطُّ قَالَ فَيَجِدُونَ فِي النَّارِ رَجُلًا فَيَقُولُ لَهُ هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ فَيَقُولُ لَا غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُسَامِحُ النَّاسَ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَسْمِحُوا لِعَبْدِي كَإِسْمَاحِهِ إِلَى عَبِيدِي] رواه الإمام أحمد، وصححه بعض أهل العلم .
    السماحة إذا هوت: بل هو وصف لرسول الله عليه الصلاة والسلام ذكَرته عائشة كما في صحيح مسلم قالت فيه:' وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا سَهْلًا إِذَا هَوِيَتْ الشَّيْءَ تَابَعَهَا عَلَيْهِ' يعني: إذا رغبت في شيء يوافقها عليها.
    ولا يكون-كما يقولون- صلباً قاسياً لا يلين ولا ينقاد، ولذلك السماحة لها أبواب كثيرة .. السماحة مع الأهل في البيت الرجل مع زوجته بعض الناس يريد أن يجعل البيت ثكنة عسكرية، تمشي بالأوامر، وتنضبط بالعقوبات، وتلتزم باللوائح، هذا لا يكون في حياة يومية فيها أخذ ورد، ورضا وغضب، وأنس وانقباض، لابد أن تكون هناك مرونة أن يكون الإنسان كما يقولون: سهلاً مرناً، ولذلك نجد هذا المعنى في النداء القرآني:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[14]}[سورة التغابن].
    السماحة في المعاملات: السماحة في المعاملات، وخاصة فيما يقع بين الناس من الأخذ والرد، وما قد يكون من التجهم أو الغضب، والله عز وجل قد قال:{...وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا[63]}[سورة الفرقان]. يعني: قالوا قولاً يسلمون فيه من الإثم، ولا يتمادون فيه مع من أخطأ، أو جهل، أو غضب. فهذا من السماحة، نوع من الصدق والعفو والصفح والإعراض عن الذنب، والتجاوز عنه، والصفح أعظم من العفو؛ لأن الصفح إزالة أثر الذنب من النفس، أما العفو فهو إسقاط العتب واللوم دون أن يرجع الحب ويبقى في النفس ما يبقى، فقد يعفو الإنسان ولا يصفح، أما إذا أصفح، فإنه قد عفى وأزال الآثار الباقية في النفس، وقد قال عز وجل:{... فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ[85]}[سورة الحجر].
    وقد قالوا: السماح رباح. و تربح علاقة خاصة إذا كان الخطأ قد وقع.
    السماحة عند التمكن:ومن جميل ما يقال عن معاوية رضي الله عنه أنه قال:' عليكم بالحلم والاحتمال حتى تمكنكم الفرصة فإذا جاءتكم الفرصة عليكم فإذا أمكنتكم فعليكم بالصفح وبالافضال' .
    ففي كلا الحالين أمر تألف به النفوس وتترابط به القلوب.وهذا من آثار السماحة والعفو، وهذا كما قلنا يدل على هذه المعاني التي نحن بصددها من تأليف القلوب وجمعها ومحبتها، ولا شك أن السماحة من هذه الأمور؛ لأن عوارض الحياة كثيرة في هذا الشأن، فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المتخلقين بهذه الصفات،وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
    من محاضرات:'مفاتيح القلوب' للشيخ/ علي بن عمر بادحدح

    **********************
    خلق المسلم

    تجدون هنا رؤوس أقلام في خلق المسلم وأوصيك أخي بطرح هذه الكلمات والتعليق عليها في مجالسك مع أقربائك وفي مدرستك وقريتك

    أضغط هنا على العناوين التالية:
    خلق المسلم مع نفسه
    المشرف العام سلطان العمري
    =====================
    خلق المسلم مع الصحابة
    المشرف العام سلطان العمري
    =========================
    خلق المسلم مع الرسول صلى الله عليه وسلم
    المشرف العام سلطان العمري
    ===========================
    خلق المسلم مع الرب تبارك وتعالى
    المشرف العام سلطان العمري
    =========================
    خلق المسلم مع الوالدين
    المشرف العام سلطان العمري
    ==========================
    خلق المسلم مع الناس
    المشرف العام سلطان العمري
    ==========================
    خُلُق المسلم مع المسجد
    المشرف العام سلطان العمري
    ========================
    خُلُق المسلم مع القرآن
    المشرف العام سلطان العمري
    =========================
    خلق المسلم مع الأعداء
    المشرف العام سلطان العمري
    =======================
    خُلُق المسلم مع الجار
    المشرف العام سلطان العمري
    =======================
    خلق المسلم مع الأرحام والأقارب
    المشرف العام سلطان العمري
    =======================
    خلق المسلم مع العلماء
    المشرف العام سلطان العمري
    =======================

    الصفحات : [ 1 ]

    **********************
    إلى الدعاة وطلبة العلم


    تقرأون هنا كل ما يتعلق بالدعوة والدعاة وطلب العلم:
    ... آداب .. توجيهات .. قصص ... فتاوى للدعاة ولطلاب العلم


    أضغط هنا
    ==============
    فقه الدعوة
    =============================
    إلى خطيب الجمعة
    ===============================
    مقالات دعوية
    ===================================
    حلقات تحفيظ القرآن
    ===================================
    أفكار دعوية
    ===================================
    دعوة الجاليات
    =================================
    الدعوة بالأنترنت
    ==================================
    صفات الداعية
    =================================
    إلى طلاب العلم
    ===================================
    الرسائل الدعوية
    =================================
    الصفحات :
    http://www.denana.com/articles.php?topic=7&page=0
    التعديل الأخير تم بواسطة البركات ; 28 Dec 2006 الساعة 02:54 PM سبب آخر: دمج تلقائي لمشاركة متكررة
    [FRAME="1 70"]

    اللهم اغفرلناولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء والاموات

    ونسألك موجبات رحمتك
    وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم
    والغنيمة من كل بروالفوز بالجنة
    والنجاة من النار
    ونعوذبك من جهد البلاء
    ودرك الشقاء وسوء القضاء
    وشماتة الاعداء
    كن مفتاحا للخير
    ومغلاقا للشر
    قل خيراأوأصمت


    [/FRAME]
     
  5. الصورة الرمزية البركات

    البركات تقول:

    Talking رد : الموسوعة الشاملة: عن صفات الداعية الناجح وصفات الداعية الدرجة الثالثة

    [FRAME="1 70"]

    اللهم اغفرلناولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء والاموات

    ونسألك موجبات رحمتك
    وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم
    والغنيمة من كل بروالفوز بالجنة
    والنجاة من النار
    ونعوذبك من جهد البلاء
    ودرك الشقاء وسوء القضاء
    وشماتة الاعداء
    كن مفتاحا للخير
    ومغلاقا للشر
    قل خيراأوأصمت


    [/FRAME]
     
  6. الصورة الرمزية البركات

    البركات تقول:

    Talking رد : الموسوعة الشاملة: عن صفات الداعية الناجح وصفات الداعية الدرجة الثالثة

    مقالات دعوية

    أضغط هنا حتى تستفيد من هذه المقالات:
    ================
    الداعية البصير
    عابر
    ===================
    الفوز الكبير يا دعاة الإسلام
    أ.د. ناصر العمر
    ======================
    أيها الدعاة ... لا تفسدوا الأخوة
    محمد العبده
    =======================
    عقيدة الولاء والبراء في نفس الداعية
    عبد العزيز الجليل
    =====================
    أترك أثرا
    إبراهيم السفياني
    =======================
    مهارات التفكير
    القسم العلمي
    =======================
    فتور الدعاة .. الأسباب والعلاج
    عاشق الفردوس
    =====================
    استغلال الطاقات والمواهب في خدمة الدين
    القسم العلمي
    ========================
    للدعاة والمربين . . كن واثقاً.... عشر خطوات لبناء الثقه بنفسك......
    ابو عبدالعزيز
    ==============================
    (50) وصيـة لغرس الثقة والتغلب على الخـوف والخجل
    ابو عبدالعزيز
    ===============================

    الصفحات : [ 1 ]
    http://www.denana.com/articles.php?topic=139

    **********************
    الدعوة بالأنترنتنب


    الصفحات : [ 1 ]
    التعديل الأخير تم بواسطة البركات ; 28 Dec 2006 الساعة 03:17 PM سبب آخر: دمج تلقائي لمشاركة متكررة
    [FRAME="1 70"]

    اللهم اغفرلناولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء والاموات

    ونسألك موجبات رحمتك
    وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم
    والغنيمة من كل بروالفوز بالجنة
    والنجاة من النار
    ونعوذبك من جهد البلاء
    ودرك الشقاء وسوء القضاء
    وشماتة الاعداء
    كن مفتاحا للخير
    ومغلاقا للشر
    قل خيراأوأصمت


    [/FRAME]
     
  7. الصورة الرمزية البركات

    البركات تقول:

    Talking رد : الموسوعة الشاملة: عن صفات الداعية الناجح وصفات الداعية الدرجة الثالثة

    طلاب العلم
    طلاب العلم هم أكثر الناس يحتاجون الى التوجيه والنصح الدائم:
    حتى يتجازوا العقبات والمغريات والشهوات وحظوظ النفس التي تصدهم عن الدعوة
    أضغط هنا للأهمية
    وصية غالية لعلي بن أبي طالب !!
    فاطمة
    ================
    العلاقة بين العلم والخلق
    محمد توفيق
    =======================
    يا طالب العلم ابدأ بهذا أولا
    صلاح الدين
    ===================
    علاج ضعف الهمة في طلب العلم
    أبو مصعب المرزوقي
    ====================
    حاجتنا للعلم والمعرفة
    د/ ناصر العمر
    ====================
    مكتبة طالب العلم
    سليمان العلوان
    =====================
    هل سمعت بقصة أغرب حافظ للأحاديث
    إحسان العتيبي
    ===================
    كيف تنال نضرة الوجه ؟
    عبدالرزاق البدر
    ==================
    (15) حديث في فضل العلم
    سالم الخميسي
    ======================

    الصفحات : [ 1 ]

    **********************
    إلى خطيب الجمعة
    أضغط هنا للاهمية:
    ================
    خطيب العالم
    د/ سلمان العودة
    =====================
    صفات الخطيب الناجح
    أبو طلحة
    ========================
    خطباؤنا هل يحسنون اختيار موضوعاتهم ؟
    عبد الله اللحيدان
    =========================
    الصفحات : [ 1 ]

    **********************
    حلقات تحفيظ القرآن
    ================


    التعديل الأخير تم بواسطة البركات ; 28 Dec 2006 الساعة 03:29 PM سبب آخر: دمج تلقائي لمشاركة متكررة
    [FRAME="1 70"]

    اللهم اغفرلناولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء والاموات

    ونسألك موجبات رحمتك
    وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم
    والغنيمة من كل بروالفوز بالجنة
    والنجاة من النار
    ونعوذبك من جهد البلاء
    ودرك الشقاء وسوء القضاء
    وشماتة الاعداء
    كن مفتاحا للخير
    ومغلاقا للشر
    قل خيراأوأصمت


    [/FRAME]
     
  8. الصورة الرمزية البركات

    البركات تقول:

    Talking رد : الموسوعة الشاملة: عن صفات الداعية الناجح وصفات الداعية الدرجة الثالثة

    الرسائل الدعوية


    ==================
    أضغط هنا للأهمية:
    ============


    الصفحات : [ 1 ]

    **********************
    كتاب: صفات الداعية المسلم
    تأليف: مصطفى محمد الطحان
    قام باختصاره الطالبة: بيمان جميل حسن
    ----------------------


    الفصل الأول
    مخلص في عمله
    عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله، فهجرته إلى الله و رسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه".
    يعتبر هذا الحديث من الأمهات، ويتناول إحدى الكليات الهامة في الحياة الإنسان والمجتمع.
    فالعمل مرتبط بالنية: إذا صحت صح العمل، وإذا فسدت ضاع العمل وباء الجهد بالخسران. فالنية قصد الشئ مقترنا بفعله. والإنسان يقوم بالعمل كالآخرين، والنية وحدها تجعله عملا للبناء أو عملا للتخريب. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما يبعث الناس على نياتهم".
    إن النية الصادقة المتجهة إلى الله تحول كل عمل إلى عبادة.. فالكلمة الطيبة صدقة، والتبسم الصالح صدقة، ومداعبة الزوجة من أجل إحصان النفس صدقة، والجهاد في سبيل الله أعظم عبادة، والإنفاق في سبيل الله عبادة، والداعية إلى الله إن اهتدى به إنسان واحد خير له من الدنيا وما فيها.. ورد في الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه إنسان أو طير أو دابة إلا كان له صدقة".
    وقال صلى الله عليه وسلم:"من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه".
    والنية السيئة تحول العبادة إلى عمل باطل لا قيمة له ولا وزن. فرب قائم ليس له من قيامه إلا السهر، ورب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش.. بل ورب مجاهد أو منفق أو داعية أول من تصلى بهم النيران.
    الفصل الثاني
    يتقى الشبهات
    عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وان لكل ملك حمى، ألا وان حمى الله محارمه، ألا وأن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب “.
    يعتبر العلماء هذا الحديث رابع أربعة أحاديث ترجع إليها تعاليم الدين كلها، والثلاثة الأخرى هي حديث "إنما الأعمال بالنيات" وحديث "ازهد في الدنيا يحبك الله"، وحديث "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".
    ومعنى الحديث انه يتوجب على المسلم أن يقبل على الحلال وهو ما أحله الله في كتابه ورسوله في تعاليمه.. وأن يتجنب الحرام وهو ما حرمه الله في القرآن ورسوله في السنة.
    يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الحلال ما أحله الله في كتابه، والحرام ما حرمه الله في كتابه".
    ويبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بين الحلال البين والحرام البين أمورا مشتبهات لا يعرفهن كثير من الناس من اتقاها فقد استبرأ لدينه وعرضه.
    والداعية الموفق هو الذي يبتعد عن الشبهات مهما صغرت لسببين:
    الأول: حتى يكون من المتقين لقوله صلى الله عليه وسل:"لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس".


    والثاني: لأنه وضع نفسه موضع القدوة للناس..
    وهذا نبينا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم

    يبين لمن رآه واقفا مع إحدى النساء: "إنها(زوجتي) صفية بنت حيى".
    وسيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) كان إذا أمر المسلمين بأمر ذهب إلى أهله يحذرهم من الوقوع في الخطأ فكل المسلمين ينظرون إلى آل عمر.
    فعلى الدعاة الذين يتصدون لدعوة الآخرين أن يستشعروا هذه المسئولية فيراقبوا أنفسهم جيدا، لأن الكثيرين يرقبونهم.
    من الشبهات التي ينبغي الابتعاد عنها:

    (التدخين، ارتياد أماكن اللهو أو السينما، الإسراف في لعب الكرة أو غيرها، قراءة المجلات الخليعة، الصحبة الفاسدة، الطعام الذي يشتبه في مصدره وإعداده…الخ).
    يعلمنا ذلك المربي الأول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيقول:

    "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" ويقول أيضا: "من يخالط الريبة يوشك أن يجسر على الحرام المحض".
    ومعنى أن من وقع في الشبهات وقع في الحرام.. أي من تهاون بالمندوب ترك الواجب، ومن تساهل بالمكروه فعل الحرام، ومن استمرأ الشبهات وقع في الحرام..
    الفصل الثالث
    يستشعر المسئولية
    عن عبدالله بن عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كلكم راع، و كلكم مسئول عن رعيته: فالإمام راع، وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله، وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده، وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع في مال أبيه، وهو مسئول عن رعيته، فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته".
    المسئولية.. والحرية: لقد انتهت طفولة البشرية.. وانتهى معها الزمان الذي كان يقال فيه للرجل احمل متاعك واتبعني.. لقد نضجت الفطرة وأصبح بإمكان الإنسان أن يتحمل المسئولية، فأعطيت له حريته، فلا معنى للحرية بدون مسئولية، ولا وجود للمسئولية بدون حرية.
    قضيتان متلازمتان في ظلالهما تتأكد إنسانية الإنسان وقدرته على الوجود والمساهمة في بناء الحياة.
    وتفردت الرسالة الإسلامية في طورها الأخير بهذا المعنى.. فلا توجد قضية واحدة يقبلها الإنسان إملاء بغير تفكير.. بل يفكر ويعمل عقله حتى في اهتدائه إلى وجود الله من خلال تفكيره بآياته ومخلوقاته. وهذا الحديث، يوضح هذا الأمر ويؤكده.. إن كل إنسان على وجه هذه الأرض مسئول ويتحمل تبعات مسئوليته.. فما عاد لإنسان الحق في أن يقول: وماذا أصنع بحريتي، دعوني عبدا يطعمني ويسقيني السادة.. ولم يعد بالمقابل لأحد أن يفلت من تبعات مسئوليته.. إن أحسانا بإحسان أو إساءة بإساءة.. لم يعد في ظل الإسلام وجود لطبقة "لا تسأل عما تفعل".. ولا وجود أيضا لطبقة هي وحدها المسئولة حتى عن إساءات الآخرين.
    أخي الداعية المسلم: انظر في هذه التعاليم.. وتحمل مسئولياتك في أي موقع كنت.. وعلم الآخرين مسئولياتهم.. فما نهضت أمة تاه روادها.. والرائد من تعرف إلى مسئولياته و أداها.
    الفصل الرابع
    لا يتدخل فيما لا يعنيه
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".
    يعتبر هذا الحديث الصغير في حجمه القليل في كلماته,من أعظم التوجيهات التي أرشدنا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم: المحدث أبو داود (رضي الله عنه) يقول: كتبت عن رسول الله خمسمائة ألف حديث, ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث: احدها "إنما الأعمال بالنيات" والثاني قوله "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" والثالث قوله "لا يكون المرء مؤمنا حتى لا يرضى لأخيه إلا ما رضي لنفسه" والرابع قوله "الحلال بين والحرام بين".
    ومعنى الحديث: إن المسلم العاقل هو الذي يقدر نعمة اللسان, فلا يطلقه بلا ضابط, بل يمسكه على المفيد الصالح له ولغيره, لنفسه ولمجتمعه, قال معاذ بن جبل (رضي الله عنه): قلت: يا رسول الله أنؤاخذ بما نقول؟ قال:"ثكلتك أمك يا معاذ, و هل يكب الناس النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم".
    * ومن عثرات اللسان أن يتدخل الإنسان في شئون الآخرين, وأن يتكلم فيما لا يعنيه, يتدخل في كل شيء..
    * جرب أن تصمت عندما تشتد لديك شهوة الكلام. واحسب ما توفره من جهدك و وقتك و وقت الآخرين.. استبدل ذلك بفكرة تنضجها, أو بذكر تناجى به ربك وترطب به لسانك, وتحسس قلبك بعد ذلك فستجده راضياً مطمئناً ذاكراً شاكراً.
    قال مجاهد سمعت ابن عباس (رضي الله عنهما) يقول: خمس لهن أحب إلي من الدهم الموقوفة:
    * لا تتكلم فيما لا يعنيك فإنه فضل ولا آمن عليك الوزر.
    * ولا تتكلم فيما يعنيك حتى تجد له موضعاً.
    * ولا تمار حليما ولا سفيها.
    * واذكر أخاك إذا غاب عنك بما تحب أن يذكرك به.
    * واعمل عمل رجل يعلم أنه مجازى بالإحسان مأخوذ بالإساءة.
    أخي الداعية القدوة.. إن من الوقار المطلوب أن لا تتدخل فيما لا يعنيك, فإنك حتماً ستلقى ما لا يرضيك, واسمع إلى أبى ذر يقول: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك بعمل خفيف على البدن ثقيل في الميزان, قلت: بلى يا رسول الله, قال: هو الصمت, وحسن الخلق, وترك ما لا يعنيك".
    انتظروا البقية....

    http://www.bafree.net/forum/archive/-52366.htm
    التعديل الأخير تم بواسطة البركات ; 28 Dec 2006 الساعة 03:35 PM سبب آخر: دمج تلقائي لمشاركة متكررة
    [FRAME="1 70"]

    اللهم اغفرلناولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء والاموات

    ونسألك موجبات رحمتك
    وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم
    والغنيمة من كل بروالفوز بالجنة
    والنجاة من النار
    ونعوذبك من جهد البلاء
    ودرك الشقاء وسوء القضاء
    وشماتة الاعداء
    كن مفتاحا للخير
    ومغلاقا للشر
    قل خيراأوأصمت


    [/FRAME]
     
  9. الصورة الرمزية البركات

    البركات تقول:

    Talking رد : الموسوعة الشاملة: عن صفات الداعية الناجح وصفات الداعية الدرجة الثالثة

    اليكم البقية:
    الفصل الخامس
    عالي الهمة
    أصحاب الهمم العالية هم الذين يغيرون وجه الدنيا. وكل فكرة علمية أو مشروع بنائي, أو إصلاح لأمة وشعب, إنما يكون وراءه رجل عظيم.. مؤمن بفكرته.. عامل عليها.. حتى يصل إلى هدفه أو يموت دونه..
    * قدوتنا في ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عنما طلب منه عمه أبو طالب, بتحريض من زعامة قريش, بأن لا يحمله مالا يطيق.. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يسار, على أن أترك هذا الأمر ما تركته, حتى يظهره الله أو أهلك دونه".

    ================================================
    * من يقلب صفحات التاريخ الإسلامي أو غيره.. سيجد أن كل فكرة علمية, أو مشروع بنائي, أو إصلاح لأمة وشعب, إنما كان وراءه رجل عظيم عالي الهمة..
    ================================================
    * والداعية إلى الله, يجب أن تكون همته مرتبطة بدعوته.. فأعلى الهمم من اتصلت همته بالحق سبحانه وتعالى طلباً ومقصداً.. ولنستمع إلى ابن القيم يتحدث عن هذا الموضوع في مدارجه فيقول: "علو الهمة ألا تقف دون الله, ولا تتعوض عنه بشيء سواه, ولا ترضى بغيره بدلاً منه, ولا تبيع حظها من الله, وقربه والأنس به والفرح والسرور والأبتهاج به بشيء من الحظوظ الفانية, فالهمة العالية على سائر الهمم كالطائر العالي على بقية الظيور". * وفي تاريخنا المجيد آثار لا تحصى لرجال علت هممهم فضربوا أكباد الإبل الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد.. يقولون أن أعلى الهمم في طلب العلم علوم الكتاب والسنة.. ونقول: بل وعلوم الدنيا التي لا تصلح الحياة إلا بها هي من علوم الكتاب والسنة أيضاً.
    ولولا هذا الفهم لما نبغ عند المسلمين علماء.. ولما كانوا سادة الدنيا في العلوم والفنون, ولما كانت جامعاتهم هي الارقى في العالم.
    * ومن علو الهمة.. أن يقرن الداعية العلم والعمل معاً.. فما قيمة العلم لا يصدقه العمل..؟!
    * ومن علو الهمة: ترك الإنسان ما لا يعنسه فمن حسن الإسلا المرء تركه ما لا يعنيه.. واتقاؤه الشبهات.. فمن اتقاها فقد استبرأ دينه وعرضه.. فالترخص الزائد ينافى الهمم العالية.. والصبر على مشاق الدعوة.. مهما بلغت المشاق.. ومهما كانت النتائج.
    أخي الداعية: إن كنت من أصحاب الهمم العالية فاحمد الله.. وإن كنت من غير ذلك فاجتهد أن تكون.. فالتغير يبدأ منك ولا يغير الله ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم.
    الفصل السادس
    متفائل دائماً
    عن أنس بن مالك (رض يالله عنه): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يسروا ولا تعسروا, وبشروا ولا تنفروا".
    هذا الحديث النبوي الكريم من اهم الأحاديث وأخطرها في حياة الدعاة العاملين للإسلام, فهو يدعوهم إلى التيسير والتبشير والتفائل.. ويحذرهم من التعسير والتنفير والتشائم.
    الكلمة المتفائلة ترفع معنويات الناس وتدفعهم إلى الأمام وكلهم هكة ورغبة في العمل, وكذلك الكلمة المتشائمة تقتل المعنويات وتقتلع جذور الأمل من حياة الإنسان.
    ولنستمع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوجه النفوس ويربيها على العطاء والخير, يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قال الرجل هلَك الناس فهو أهلكهم".
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفر من كل ما يدعو إلى التشاؤم فإذا رأى اسماً من هذا القبيل بدله.. قال ابن عمر "إن ابنة لعمر كانت تسمى عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة".
    والإسلام يسر في كل شيء: فقد جاءت الشريعة الإسلامية لتنسخ الأحكام الاستثنائية المتشددة في الشرائع السابقة وترفع الحرج عن الناس, وجعلت السيئة بواحدة والحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف كثيرة, وليلة القدر بألف شهر, ومن قال كذا أو فعل كذا غفرت له ذنوبه ولو كانت كذبد البحر, والكلمة من الخير تعدل عند الله عملا صالحاً.
    قال صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه نشر الله عليه كنفه وأدخله جنته, رفق بالضعيف, وشفقة على الوالدين, وإحسان إلى المملوك".
    تقول السيدة عائشة رضى الله عنها : "ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً..".
    أخي الداعية المسلم: هذا هو سبيل القويم الذي سنه لنا الإسلام.. وبينه لنا المصطفى عليه الصلاة والسلام.. فالتغيير الذي ننشد يتم بالسلوك القويم وبالرحمة والتيسير.. أما التغيير الأهوج فلا ينتج خيراً ولا يوصل إلى نتيجة مأمونة.. فهل أنت من هؤلاء السالكين؟
    الفصل السابع
    عالم.. ومثقف
    وعلى الداعية أن يكون عالماً.. ومثقفاً. وهل يمكن ان يكون الداعية جاهلاً. وكيف يدعو إذن؟ وماذا يقول.. وكيف يتصرف..؟ هل يستطيع القاضي أن يبت بما يعرض عليه من أمور إذا كان جاهلاً بأحكام القانون..؟ وهل يستطسع المدرس أن يقنع تلاميذه بمسألة ما.. إذا كان جاهلاً بها..؟ وكذلك الداعية.. وهو إنسان يدعو إلى الإسلام بعلم وحكمة وتجربة وفطنة.. كيف يمكن ان يؤدى هذا الدور وهو محروم من هذه البضاعة.. إن العلم مقدم على العمل.. بل إن العلم شرط في صحة القول والعمل, فلا يعتبران إلا به فهو متقدم عليها.
    وإن العلم الذي أراده الإسلام هو علم الدنيا والآخرة وعلوم الحياة وعلوم التجريبية وكل ما يصلح الحياة.
    والأمة العالمة يبنيها الفرد العالم.. والداعية الذي هو رائد الركب وقائد المسيرة ينبغي ان يكونت إنسانا عالما ومثقفا.
    فما هو العمل المطلوب للداعية المسلم؟
    لايفترض بكل داعية أن يكون عالما في كل جانب من جوانب المعرفة, فهذا مطلب صعب بل مستحيل. ولكنه مطالب بأن يتعرف على كتاب الله تعالى: تلاوة وتجويدا وتفسيرا, ثم يلم بعلوم الحديث, ويفهم السيرة النبوية وأخبار الصحابة واعلام الإسلام. والداعية مطالب ان يفهم الإسلام من مصادره, وان يتمثل هذه المعرة أولاً.. وينقلها للآخرين الذين يدعوهم ثانياً.
    ثقافة الداعية
    وأقصد في ذلك.. أن الداعية إنسان متميز.. متميز في مظهره, متميز في سلوكه, متميز في معارفه, متميز في أسلوب عرضه.
    وأحد الدعاة" يقول: "إن الداعية يحتاج إلى مجموعة من الثقافات هي: الثقافة الإسلامية, والتاريخية, والأدبية واللغوية, والإنسانية, والعلمية, والواقعية".
    والمطلوب من الداعية الناجح أن يتمثل هذه الثقافات, ويهضمها, ويمون منها مزيجاً جديداًطيباً نافعاً اشبه شيء بالنحلة التي تأكل من كل الثمرات, سالكة سبل ربها ذللاً, ليخرج منها بعد ذلك شراباً مختلفاً ألوانه, فيه شفاء للناس.
    الفصل الثامن
    يتعهد نفسه بالتربية الربانية
    المسلم الداعية يتعهد نفسه بالتربية بشكل مستمر, وفق مناهج تربوي متكامل, يرعى مافة جوانب النفس الإنسانية, فلا ينسيه طول الأمد, ولا يغلب جانبا على جانب, فتستقيم بذلك شخصيته.. ويفيض مما لديه على الآخرين.
    ميزات التربية الإسلامية
    في هذا المجال نستطيع أن نقول إن للتربية الإسلامية ميزات متفردة منها:
    (1) التربية الإسلامية تعنى بإعداد الإنسان الصالح:
    جميع المدارس التربيوية تعنى بإعداد المواطن الصالح الذي يخدم بلده ولو على حساب الآخرين, وتتلون أخلاقياته مع مصالح قومه.
    فإذا اكتشفت بريطانيا مثلا أن بعض القيم الأخلاقية مثل الوفاء بالموعد, والصدق في التعامل وعدم الغش في انتاج السلعة من الأمور التي تخدم مصالحها.. فإن مواطنيها يلتزمون بهذه الأخلاقيات خدمة لمصالح بلدهم.. وإذا كانت مصلحة بريطانيا تقوم على أساس أن تكذب شعوبها وتتعدى على مصالح الشعوب الأخرى في المستعمرات أو أن يغشوا السلع فيصدروا لهم الأغذية والأدوية الفاسدة أو أن يمتصوا دماء الشعوب الأخرى.. 0فهم يفعلون ذلك أيضاً.. وهم في نظر بريطانيا أخلاقيون هنا وهناك فهم يعملون لمصلحة بلدهم.. فهدف التربية أساساً إيجاد مواطنين صالحين..!
    والإسلام بريء من هذه الازدواجية.. وبريء من هذه الأخلاق المصلحية. فالأخلاق قيمة إيمانية حضارية يتمسك بها المسلم في كل الظروف ومهما تكن النتائج.. فالمسلم لا يغش المسلم ولا يغش الكافر.. والمسلم صادق في بلده وخارج بلده.. وإذا رأيت مسلما لم يتقيد بذلك فاعلم أنه لم يفهم إسلامه.. وإن مؤسسات التربوية لم تحسن تربيته.
    (2) الربانية في التربية الإسلامية:
    (الجانب الرباني أو الإيماني في التربية الإسلامية, هو أهم جوانب التربية وأشدها خطراً وأعمقها أثراً, وذلك لأن أول هدف للتربية الإسلامية هو تكوين الإنسان المؤمن).
    والإيمان في الإسلام ليس قولا يقال ولا دعوى تدعى, إنما هو حقيقة يمتد شعاعها إلى العقل فيقتنع, وإلى العاطفة فتجيش وإلى الإدارة فتتحرك وتُحرّك, إنه كما جاء في الأثر ما وقر في القلب وصدّقه العمل وصدق الله العظيم إذ يقول: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثمّ لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله..} [الحجرات: 15].
    ليس الإيمان في الإسلام مجرد معرفة ذهنية محضة كمعرفة المتكلمين والفلاسفة, ولا مجرد تذوق روحي مجنح كتدوق المتصوفة, ولا مجرد سلوك تعبدي كسلوك النساك والمتزهدين. إنه مجموع هذا كله سالما من الشطط والإفراط والتفريط, مضافا إليه إيجابية تعمر الأرض بالحق, وتملأ الحياة بالخير وتقود الإنسان إلى الرشد.
    وعماد التربية الربانية هو القلب الحي الموصول بالله تبارك وتعالى, الموقن بلقائه وحسابه, الراجي لرحمته, الخائف من عقابه.. ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله.. ألا وهي القلب.
    وقلب الإنسلن كجسمه يحتاج إلى ثلاثة أشياء:
    * إلى وقاية ليسلم.
    * إلى غذاء ليحيا.
    * إلى علاج ليشفى.
    ومن عناصر الأساسية التي تحرص عليها التربية الإسلامية في العبادة:
    1- التزام السنة واجتناب البدعة.
    2- الاهتمام بالفرائض, وفي حديث القدسي الذي رواه البخارى"ما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى من أداء ما افترضته عليه".
    3- الترغيب في صلاة الجماعة.
    4- الترغيب في التطوع, وفي الحديث القدسي.. "وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه".
    5- الترغيب في ذكر الله.. قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا, وسبحوه بكرة وأصيلا" [الأحزاب: 42,41].
    والمسلم الداعية .. الذي أخذ على نفسه مهمة التغير, سيبدأبنفسه قبل غيره.. وفق مناهج تربوي رباني متكامل.


    للموضوع تتمة...
    التعديل الأخير تم بواسطة البركات ; 28 Dec 2006 الساعة 04:02 PM سبب آخر: دمج تلقائي لمشاركة متكررة
    [FRAME="1 70"]

    اللهم اغفرلناولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء والاموات

    ونسألك موجبات رحمتك
    وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم
    والغنيمة من كل بروالفوز بالجنة
    والنجاة من النار
    ونعوذبك من جهد البلاء
    ودرك الشقاء وسوء القضاء
    وشماتة الاعداء
    كن مفتاحا للخير
    ومغلاقا للشر
    قل خيراأوأصمت


    [/FRAME]
     
  10. الصورة الرمزية البركات

    البركات تقول:

    Talking رد : الموسوعة الشاملة: عن صفات الداعية الناجح وصفات الداعية الدرجة الثالثة

    الفصل التاسع
    يداوم على الذكر
    ويتجنب فضول الكلام
    قال بلال بن الحارث, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ به ما بلغت فيكتب الله بها رضوانه إلى يوم القيامة, وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ به ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطة إلى يوم القيامة".
    في بعض مجالس الدعوة, تجد البعض ممن يزعمون الغيرة على دين الله, يحفظون قضايا يملأون بها المجالس مراء و جدالا.. وهي لا قيمة لها إن صحت أو لم تصح, يشغلون بها أوقاتهم و أوقات الآخرين. والمراء يقسى القلوب ويورث الضغائن. قال مالك بن أنس (رضي الله عنه):"ليس هذا الجدال من الدين في شيء". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم"وقال بعضهم: "إياك والخصومة فإنها تمحق الدين, وما خاصم ورع قط في الدين".
    الفصل العاشر
    بعيد عن النفاق
    قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه فهو منافق, وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذا ائتمن خان".
    وفي رواية أخرى عن عبدالله بن عمر عن النبي أنه قال: "أربع من كن فيه كان منافقاً, ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذا عاهد غدر, ولإذا خاصم فجر". و هذا حديث آخر, خطير في واقع الدعوة والدعاة. فالداعية الذي يعمل على تغيير مجتمعه على أساس الإسلام.. ينبغي ان يكون قد انتهى من تغيير نفسه فب الاتجاه ذاته, فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. والمنافق هو الذي يظهر غير ما يبطنه ويخفيه, فإن كان الذي يخفيه التكذيب بأصول الإيمان فهو منافق الخالص وحكمه في الآخرة حكم الكافر وقد يزيد عليه في العذاب, قال تعالى: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار..).
    وإن كان الذي يخفيه غير الكفر بالله تعالى زكتابه, فهو الذي فيه شعبة أو أكثر من شعب المنافق, وهذا النفاق العملى وهو من أكبر الذنوب.
    ومن علامات المنافق وصفاته انه (مريض القلب, ويفسد في الأرض, ويرمي المؤمنين بالسفه, وهو ألد اللخصام,ويوالى الكافرين ويتربص بالمؤمنين, يخادع الناس ويتكاسل عن أداء العبادات, يتحاكم إلى الطاغوت, يكذب, ويفسد بين المؤمنين, يعيب أهل الحق, يغدر, يعيب المؤمنين ويسخر منهم, يتواصى بترك الجهاد, يضر بالمؤمنين).
    الفصل الحادي عشر
    يلتزم آداب السلوك
    * لكل أمة آداب وسلوك يميزها عن غيرها من الأمم.. والامة التي تحترم نفسها تربي أفرادها على مبادئها.. فيكون المواطن صورة عملية لافكار ومثل هذه الأمة. والامة التي تنسا مبادئها, وتختلط الأمور في شخصية أبنائها, تذوب مع الزمن فقد غلبتها أمة أقوى منها و اميز.
    * الأمريكان فرع من الامة الانكلوسكسون.. ومع ذلك فقد بدأت رحلة تميزها عن أبناء جلدتها الآخرين.. في مناهج ثقافتها, وفي مظاهر حياتها, وفي سلوك أبنائها.. وحتى في اللغة الانكليزية التي يتكلمون جميعاً بها.. فصارت لهم مع الزمن لغة انكليزية مختلفة.. حتى أن ملكة بريطانيا عندما زارت أمريكا مؤخراً, قالت في معرض النقد الخفي إنها لا تفهم لغتهم.
    * علم السلوك.. مادة تدرس في الجامعات.. ودورات يتدرب فيها موظفوا السلك الدبلوماسي.. يتعلمون آداب الكلام والطعام واللباس والحوار.. فالدبلوماسي سفير يمثل أمته.. فلا بد من أن يتمثل عاداتها وسلوكياتها وآدابها أمام الآخرين.
    * آداب السلوك يطلق اليوم عليها (البروتوكول).. ولكل أمة بروتوكولها .. وللبروتوكول موظفون متخصصون في تطبيقه.. فأنت تأكل بأسلوب معين, وتلبس بأسلوب آخر, وتسلم بطرقة.. وتجلس بطريقة أخرى.. ويتغير الأسلوب من مكان ألى آخر فلكل أمة شخصيتها وآدابها ولا يظنن أحد ان هذه الأمور ثانوية.. أو قليلة الأهمية, بل هي من أهم القضايا التي تولى أعلى الاعتبارات.. ولنا أن نعرف أن لوائح البروتوكول يصدرها الملك ولا يغيرها سواه. راعتباره الضابط لشخصية الأمة ومستواها..
    * من هذا المنطق فقد لاحظت الشريعة الغراء وهي تبنى أمة الإسلام هذا التميز قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن اليهود والنصارى لا يصبغون, فخالفوهم". وقال أيضاً: "لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا". وقال أيضاً: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله".
    نهى عن التشبه في المظهر أو اللباس.. ونهى في التشبه في حركة أو سلوك. ونهى عن التشبه في قول أو أدب.. لأن وراء ذلك كله الشعور الذي يميز تصورا عن تصور, ومنهجا عن منهج, وسمة للجماعة عن سمة.. نهى عن الهزيمة الداخلية أمام أي قوم أخرين في الأرض. فالهزيمة الداخلية تجاه مجتمع معين هي التي تتدسس في النفس لتقليد هذا المجتمع المعين. والجماعة المسلمة قامت لتكون في مكان القيادة للبشرية, فينبغي لها أن تستمد تقاليدها من المصدر الذي اختارها للقيادة.
    * والأحاديث كثيرة في هذا المعنى. مثل "من تشبه بقوم فهو منهم". أو "ليس منا من تشبه بغيرنا". وليس المقصود هنا الامتناع عن استخدام الوسائل التي يستخدمها غيرنا.. بل المقصود أن لا نقلد الآخرين في آدابنا وسلوكنا.. وأن نحافظ على التميز في شخصيتنا.
    الفصل الثاني عشر
    نظيف ألوف
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصى أصحابه: "إنكم قادمون على إخوانكم, فأصلحوا رحالكم, وأحسنوا لباسكم, حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس, فأن الله لا يحب الفحش ولا التفحش". (ملاحظة يجب التأكد من صحة هذا الحديث )
    آداب السلوك:
    فالمسلم إنسان متميز في فهمه ووعيه, وفي سلوكه وعمله, وفي مظهره وملبسه, وفي كل جانب من جوانب شخصيته. وإذا رأيت هذه الأيام بعض المسلمين, الذين يتشددون في جانب ويستهترون في جانب آخر من جوانب شخصيتهم, فاعلم أن الإسلام بعيد عن التزمت بعده عن الأستهتار, وأن الخلل في التطبيق وليس في تعاليم الإسلام. وإذا كانت "النظم الغربية أو الشرقية" قد ألزمت شعوبها قواعد وأصولاً أطلقت عليها البروتوكول.. وإذا كانت أمة تحاول أن تميز نفسها عن غيرها بهذه القواعد والأصول, فإن الإسلام سبق الجميع في هذا الاتجاه, وألزم المسلمين أداباً وسلوكاً معيناً يميزهم عن غيرهم, ويجعلهم شامة جميلة متأنقة في نظر الناس.
    من هذه القواعد والأصول: أن يكون الملم حسن المظهر, متأنق الملبس, نظيفاً, يراه الآخرون فيحسون بالراحة من مظهره قبل مخبره. هل تستيطع _على سبيل المثال_ أن تفهم أو تقبل محاضرة عن الإسلام يلقيها عليك داعية مسلم.. إذا كان أشعث الشعر, أغبر الوجه, قذر الثياب, تصدر عنه رائحة كريهة مستقذرة؟
    زعموا أن ابراهيم بن الأدهم الزاهد العابد, قد بلغ من زهده أنه كان يلبس فروة لا يميز من راها لون صوفها من كثرة القمل.. وهل يستقيم في حس المسلم وعقله أن يكون الزاهد العابد العالم من أمثال ابراهيم بن الأدهم قذراً ينفر الإنسان من رؤيته ورائحته؟!
    الداعية القدوة:
    في ضوء هذه التعاليم الواضحة, ينبغي على الداعية المسلم القدوة, أن يكون نظيفاً في جسمه, متأنقاً في ملبسه.. وحتى الأماكن التي يظنها الناس أنها من حقهم.. وأنه ليس لأحد حق زائد فيها مثل المساجد, فقد نهى الشارع أن يرتادها من تصدر عنهم رائحة كريهة بسبب ما أكلوا او شربوا أو لبسوا أو أهملوا.. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا, فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم".
    هذا هو الداعية القدوة..
    إنسان نظيف متأنق متميز في فهمه ووعيه,وفي سلوكه وعمله, وفي مظهره ومخبره, وفي كل جانب من جوانب شخصيته.. لا يطغى لديه جانب على آخر.
    الفصل الثالث عشر
    يتعرف على من يلقاه
    قال الله تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
    فإذا كان مدلول الآية أن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق: ذكراناً وإناثاً, شعوباً وقبائل, لهجات مختلفة, وألوانا متباينة, لتعارفوا.. ويحولوا هذا التعارف من اتصال عابر مؤقت إلى تعاون وثيق محكم.. في ظل التقوى والحب في الله.. إذا مانت الآية تنطق بذلك, نفهم عندها لماذا ركز كثير من الدعاة والمصلحين على التعارف.. فقالوا "تعرف على من تلقاه وإن لم يطلب إليك ذلك فإن أساس دعوتنا الحب والتعارف".
    التفاهم
    أما التفاهم + فهو الدرجة التالية بعد عملية التعارف.. وإذا استطاع كثير من الناس أن يتعارفوا على أعداد كبيرة من الناس في المسجد أو في مكان العمل أو في البيت.. من الأقارب أو الأصدقاء.. فإن القلة القليلة هم الذين يستطيعون الاحتفاظ بهؤلاء وإحسان معاملتهم والصبر على أذاهم, "فمن يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم".. ليس ذلك زحسب بل ومطلوب من الداعية المسلم أن يشعر من التعارف معهم بالأمن والأمان والحب والاطمئنان وهذا ما نطلق عليه التفاهم.
    والتفاهم ضروري لنجاح كل عمل:
    • ضروري لبناء الأسرة المتماسكة.
    • وضروري لقيام الشركة التجارية الناجحة.
    • وضروري لإدارة دولة متقدمة.
    • وكذلك ضروري لبناء صف متماسك متراص من المؤمنين العاملين.
    يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن بين خمس شدائد: مؤمن يحسده, ومنافق يبغضه, وكافر يقاتله, وشيطان يضله, ونفس تنازعه". (كذلك هذا الحديث يجب التأكد من صحته)
    التكافل
    يقوم مجتمع الإسلامي على أساس: أن أفراده وحدة تتضامن في مواجهة الحياة, وتتعاون في حمل أعبائها, ويساند بعضهم بعضا أمام الأزمات والخطوب. كيانا واحدا يخطو في الحياة خطوات متعاونة تحمى الأفراد من الضياع والهوان. ونتبين في التكافل الاجتماعي جانبين واضحين يتميز بهما عن كل نظام: فهناك تكافل روحي وتكافل مادي.
    والإسلام يهتم ببث دعائم التكافل المعنوي في مجتمعه, فهو الأساس الأول الذي يقوم عليه التكافل المادي ويوم, وأول ما نلمحه أن الإسلام يجعل أفراد مجتمعه جسما واحدا يشعر بشعور واحد في الحياة موقفا واحدا.
    التكافل المعنوي:
    وويعني التكافل المعنوي في الإسلام أن يصبح كل فرد معبرا عن أخيه, وأن تقوى الرابطة بين الجاعة حتى تصير متماثلة من كل جانب متشابهة في كلاتجاه, تتعاون على سواء في حمل المسئولية وتنهض بأعباء الحياة. ويصور ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم, وهم يد على من سواهم".
    التكافل المادي:
    أما التكافل المادي في المجتمع الإسلامي فهو فريضة لها أبعادها القريبة والبعيدة وحدودها التي تحيط بالمجتمع من أطرافه, ولا تترك منه جانبا يفترسه الشقاء أو يضيع فيه الفرد ولا يأسى عليه أحد, أو يعيش غريبا مأساته وحده ولا تمتد إليه أيدي القادرين.
    فهناك رباط عام يضمن تحقيق التكافل المادي على السواء, وهو فريضة الزكاة التي تختلف أنواعها ومصادرها, ولكنها تعود في نهاية الأمر لتمسح آلام البؤس والعوز وتظل المجتمع بظل الرحمة والحنان. والإسلام يرى في الزكاة فريضة للتكافل الاجتماعي وحلا ناجحا وكريما لمشكلة الحاجة والضعف والتخلف في مواجهة الحياة. إنها فريضة مادية, ومع ذلك يربطها الإسلام بأصل الإيمان, ويقرر اها قداسة العبادة وجلال الشعيرة ويجعلها انعكاسا لما يملأ القلب من اعتقاد.
    أخي المسلم الداعية..
    فإذا كان المسلم قد حرم ظلال الدولة الراشدة التي تعينه وتساعده وتكلفه.. فلا أقل من أن يتولى هو مع إخوانه في العقيدة الذين تعارفت أرواحهم فتآلفت وتفاهمت, عملية التكافل المادي والمعنوي فيكونون نواة صالحة للمجتمع الصالح الذي يدعون لإنشائه, ويعملون على إعادة بنائه.
    الفصل الرابع عشر
    يحسن اختيار الأصدقاء
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء, كحامل المسك ونافخ الكير, فحامل المسك إما أن يحذيك, وإما أن تبتاع منه, وإما أن تجد منه ريحاً طيبة. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك, وإما أن تجد منه ريحاً منتنة".
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله, فلينظر أحدكم من يخالل".
    * الإنسان كائن اجتماعي بطبعه, يحب الإلف ويأنس للرفيق, وكما تقع الطيور على أشكالها, فالإنسان كذلك يقع على أشباهه وأقرانه ممن يشعر معهم بالحب والاطمئنان.
    والحب قضية هامة في حياة الإنسان, فهو يحب ربه الذي خلقه في أحسن تقويم, ويحب أمه وأباه سببي وجوده لرعايتهما له مولوداًوغذوهما له يافعاًوعهدهما إياه شاباً, ويحب إخوانه وأقاربه وجيرانه, وقد يكون ذا قلب كبير فيحب الناس ويتمنى لهم الخير والعافية. وهناك حب آخر يصفيه الإنسان لواحد أو أكثر من الناس يتخيرهم من بين الجميع, يرتاخ للقائهم, ويطمئن لمحادثتهم, وإذا حزبه أمر هرع إليهم وإن مسه ضر هرعوا إليه, وهؤلاء هم الأصدقاء.
    * إن الأمر بغاية الأهمية.. وإن المرء على دين خليله, يؤثر فيه سلباً وإيجاباً.. فقد أهتم به الإسلام, وأوصى أتباعه: من يخاللون وكيف (فأثر الصديق في صديقه عميق. ومن ثم كان لزاماً على المرء أن ينتقى إخوانه وأن يبلو حقائقهم حتى يطمئن إلى معدنها. إن الطبع يسرق من الطبع. وما أسرع ما يسير الإنسان في الاتجاه الذي يهواه صاحبه, وللعدوى قانونها الذي يسرى في الأخلاق كما يسرى في الأجسام).
    ولقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الجليس الصالح كصاحب المسك ينشر عرفه وطيبه.. والجليس السيء كصاحب الكير ينشر دخانه وسواه.
    * والداعية المسلم الذي آمن بدعوة الإسلام, واعتقد انها الحل الأمثل والصحيح لكل مشكلات الإنسان والمجتمع, وتحرك في كل الاتجاهات: يطبق الإسلام على نفسه, ويدعو غيره إلى ركب الدعوة, هذا الداعية الذي ينشر عرفه الطيب بين الجميع, يحبهم في الله, سمح معهم, يلقاهم بوجه طليق, ينصح لهم, رفيق بهم, لا يغتابهم ولا يسمح لغيره بغيبتهم, يتجنب معهم الجدل والمزاح المؤذى, يؤثرهم على نفسه, صادق لا يغش ولا يخدع ولا يغدر, ناصح لهم, حسن الخلق, حيي رفيق رحيم غفور, هذا الداعية يحتاج إلى صديق يستكمل به عدته.. فإذا أحسن الأختيار.. كان صديقاً معيناً له على أداء الواجب وحفظ الحقوق, إذا زال قوّمه, وإذا اقترب من الحرام حذره, وإذا ضعف أمام جبروت الباطل قوى عزيمته, وإذا ضاقت به سبل الحياة وقف معه ومع أهله وأولاده في حضوره وفي أثناء غيابه.
    أما إذا أساء التقدير, واختار لصداقته رجل سوء أو قرين شؤم, يزين له الطريق الغواية, ويحسن له سبيل المنكر, ويسهل له فنون المعصية.. عندها يكون كمن وضع نفسه على "شفا جرف هار".
    * وعليه, فينبغي أن تتوفر فيمن نختار لصحبتنا (كما ذكر الإمام أبو حامد الغزالي في الأحياء) خمس خصال:
    (أن يكون عاقلاً (فلا خير في صحبة الأحمق), وأن يكون حسن الخلق, وأن يكون صالحاً غير فاسق, وأن لا يكون مبتدعاً, وأن لا تكون الدنيا أكبر همه).
    أيها الداعية القدوة..
    هذه هي مواصفات التي ينبغي فيمن نحرص على صداقتهم وأخوتهم.. وتلك هي حقوق المترتبة على تلك الصداقة.. فالنحرص على الالتزام بهذه التعاليم بلا إفراط ولا تفريط.
    انتظروا البقية...
    [FRAME="1 70"]

    اللهم اغفرلناولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء والاموات

    ونسألك موجبات رحمتك
    وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم
    والغنيمة من كل بروالفوز بالجنة
    والنجاة من النار
    ونعوذبك من جهد البلاء
    ودرك الشقاء وسوء القضاء
    وشماتة الاعداء
    كن مفتاحا للخير
    ومغلاقا للشر
    قل خيراأوأصمت


    [/FRAME]