"...إن المجتمع الأمريكي يقف حائراً بين أن يختار الهوية الدينية، فيبارك الرب له خطواته ويعلو شأنه وشأن أمريكا، ويفقد حدود الديمقراطية وتصبح سطوة الدين المسيحى المحرف هى المنطلق لسياسة المجتمع الأمريكي، أو يختار الهوية العلمانية فيغضب الرب ويهلك أمريكا ويسقط شأنها، وتصبح العلمانيه هي صاحبة القرار..."




يعيش المجتمع الأمريكى بين هويتين: الهوية الدينية التى يدندن عليها القادة والسياسيين ورجال الدين، وبين الهوية العلمانية التى يدندن عليها المثقفين ورجال الإعلام. ويبقى عامة الشعب الأمريكى محتاراً بينهم، فكل فريق له قوته وتأثيره على عامة الشعب الأمريكى، ويبقى المواطن الأمريكى له رؤيته للعالم من حوله من خلال القوى المؤثرة عليه.


وهنا تتضح صورة المجتمع الأمريكي لنا، فهو مجتمع بين العلمانية والدين، يتشكل للعالم حسب الزمان والمكان. فالمواطن الأمريكي في الدول العربية والإسلامية يظهر بمظهر الرجل العلماني المهتم بعمله الغير مهتم بدينه على الظاهر -يوجد من يعمل في الدول الإسلاميه ويبشر بالنصرانية المحرفة- لكن في وطنه ومواطن دول النصارى نجد أن للدين في حياته نصيب، فهو يعتقد أن الرب لابد أن يبارك خطواته، فلذلك لابد من الدين والتمسك به.


لكن من العجيب أن الشعب الأمريكي والذي يدعى التمسك بدينه النصراني المحرف لايعرف الكنيسة إلا يوم الأحد، ولا يحفظ من الكتاب المقدس سوى مايقيم به حفل رأس السنة الملادية، وبالمقابل فهو يستهويه الربا و إقامة العلاقات المحرمة، ولا يعجب ببعض تصرفات رجال الدين، فهو لايحب التقيد بقيود دينية، ومع ذلك فهو لايرضى برئيس ينتخبه الشعب لايؤمن بوجود الرب ولايؤمن بالمسيح. هذه على حسب بعض وجهة نظر0 7% من الشعب الأمريكى.


كما أن معظم الأمريكيين لا ينتظرون انتصاراً من دون مساعدة الرب، ويعتقدون أن الرب يبارك خطوات أمريكا. وتتضح الصور لنا عندما نعلم بأن الرئيس الأمريكي الحالى جورج بوش الابن صنع بيد أحد القساوسة ذوي الاتجاه الأصولى، وبدا ذالك واضحاً في عبارة جورج بوش عند بداية الغزو الصليبي عندما قال: "أنها حرب صليبية"، عندها لم يعارض المجتمع الأمريكي هذه العبارة، مما يدل على قناعته بها، لكن مع هذه الموافقه يصعب علينا تصنيفه على أنه شعب ذو هوية دينية، بينما نرى أن الأعلام يتجه نحو العلمانية وعدم تقدير الدين المسيحي، فهو لا يلتفت إلى نشر المواد الدينية أو الترويج لها.


مما سبق نجد أن المجتمع الأمريكي يقف حائراً بين أن يختار الهوية الدينية، فيبارك الرب له خطواته ويعلو شأنه وشأن أمريكا، ويفقد حدود الديمقراطية وتصبح سطوة الدين المسيحى المحرف هى المنطلق لسياسة المجتمع الأمريكي، أو يختار الهوية العلمانية فيغضب الرب ويهلك أمريكا ويسقط شأنها، وتصبح العلمانيه هي صاحبة القرار. طبعاً لن يختار المجتمع الأمريكي هذه الهوية ما يحمله من عواقب وخيمة أبرزها وأوضحها: ( زوال الدوله الأمريكية!)، لكن بالمقابل لن يرضى بالهوية الدينية، لأنها ستعطي للقساوسة حقوقاً لن يستحقوها، كما أن بعض القساوسة يتعجل بخطوات القضاء على الإسلام، مما يحرج القاده السياسين.


لذلك كله.. اختار المجتمع الأمريكى الهوية المزدوجة كحل وسط للقضاء على هذه المشكلة، وتدبير شؤون المجتمع الأمريكي إلى أن يصبح قادراً على إعلان الهوية الدينية، وهذه نتيجة متوقعه لأتباع دين محرف.